رواية حمقاء ولكن- بقلم الكاتبة إيمان محمد - الفصل الثالث
رواية حمقاء ولكن بقلم الكاتبة إيمان محمد
رواية حمقاء ولكن
الفصل الثالث
اليوم عطله وبعد تناول الإفطار كانت مها تصنع مشروباً ساخناً فى المطبخ بينما جلست الأسرة فى غرفة المعيشة يشاهدوا التلفاز وإذا ببرنامج مسابقات يدار وتحمس الأبناء للمشاهده بينما تصفح رأفت الصحيفة وبعد لحظات هتفت نور بإنزعاج
- غبيه! من كتر الاجوبه الغلط كتبولها خطأ أوڤر
قضب جبينه متعجباً ثم رفع راسه ينظر إلى الشاشه فإتسعت عيناه ورفع حاجبيه متفاجئاً وبدت نبرة السخرية بصوته
- يخربيت اللى علمك تقرى لأ وفلقانا بالدبلوم بتاعك قال ايه لولا الظروف كنت خدت ثانويه وكليه وبقيت فوق، فوق السطح أكيد
نظرت نحوه بضيق: جرى ايه انت على طول حابطنى كده
لوح بيده بإنزعاج: ياشيخه اتحسرى على خيبتك التقيله مكتوب حظاً أوفر ياغبيه مش خطأ أوڤر
- الله هما اللى عندهم حول وحطوا النقطه غلط
- لا والله
دخلت مها تحمل أكواب الشاي: بطلوا نقار شويه وإعقلوا
- جوزك اللى بيغتت عليا
- يا شيخه روحي كده وإنتى خيبتك محصلتش حد
أشارت نحوه بغضب: سامعه يا مها
- آه سامعه بس سيبك منه عوزاكي ف موضوع مهم
نظرت إليها بإرتياب: خييير مش مطمنالك
جلست بجوارها تحمل كوبها وهى تبتسم: عيب عليكى وأنا من إمتى يعني جالك من ورايا أذيه
أصدر رأفت صوت ضحكه مكتومه فتلك المقدمه يعلمها جيداً ولا يفهم حتى الآن لما قد يرغب أى عاقل في الزواج من نور؟!
كما توقع بالفعل فقد كانت مها تخبرها عن رجل يريد طلب يدها وها هى ككل مره تتذمر وتبدي غروراً مبدئيا ونفورا وهذا فقط لعدة لحظات ثم تقفز متحمسة تسأل عن كل ما يخص هذا الشاب وبعد أن أفضت مها بكل التفاصيل إعترضت نور فسألتها مها
- بطلي دش وفهميني مش عاجبك ليه العريس؟!
- عشان عجلاتى
- المعنى؟!
- يعنى الجزار هيرجع البيت بحتة لحمه، الفرارجى بفرخه، السمكانى بشوية فسفور يغذونى، الخضرى بشوية خضار، الفكهانى بفاكهه انما العجلاتى ده هيجيبلى إيه؟ فردة كاوتش!
نظر إلى مها التى رفعت يديها باستسلام، بينما تدخل رأفت بيأس من عقل نور.
- لهو انتى فاكره كل واحد بيبيع حاجه مبياكلش الا منها
- لا بينوع يعنى بدل الكندوز مره حته من بيت اللوح مره بقرى مره عجالى مره ضانى
إقتناعها التام بما تقوله جعله لا رغبة له في الجدال معها فنظر إلى مها.
- تصدقى انا مش هناقشها ف حاجه انتى تروحي تقولي للعجلاتي يروح يشوف نصيبه مع واحده عندها مخ مش بطاطس مزرعه
تذمرت نور من إهانته لها ولكنها سريعاً ما نسيت الأمر وإنشغلت بالتلفاز والشجار مع أبناء أختها.
تأفف رأفت يائساً منها، وتوجه إلى المطبخ حيث فتح باب الثلاجه ليتناول ثمرة فاكهه حينها تفاجئ بهاتف زوجته بالداخل فحمله ينظر له متعجبا ثم وضعه بجيب بنطاله وتوجه إليها يسألها عنه
- تليفونك فين يا مها؟
أجابته بلا إهتمام: هتلاقيه هنا ولا هنا
زوى جانب فمه ساخراً: ولا ف التلاجه خودى.
أخرج الهاتف من جيبه ومد يده به نحوها فقضبت جبينها متعجبه من ضيقه وازداد تعجبها حين أمسكت بالهاتف ووجدته بارداً فايقنت انه لم يكن يهزأ بها بل هى الحقيقه فتمتمت بسخط
- هو مقصوف الرقبه الصغير
سمعها الصغير فعقب بإنزعاج: متثتميس ياماما
أمسكت بحلمة أذنه تضغط عليها مهددة إياه: دا انا هعلقك من ودانك بتحط التليفون ف التلاجه لييييه
تملص منها سريعاً ثم أسرع بالإبتعاد عنها بعدة خطوات يختبأ بها خلف أحد الكراسي وهو يبرر لها فعلته
- الله مس انتى قولتى مبيلحقسى يبيد عسان كده مبتخلنيس ألعب بيه قولت ف التلاجه هيبيد أثيع
أشارت نور الى الصبي باقتناع: نظريه برضو الواد دا دماغ
فصرخت بها مها: انكتمى انتى
وضعت كلا كفيهاعلى فمها وتمتمت بصوت مكتوم: انكتمنا اهوه
❈-❈-❈
بالمساء إلتفت الأسرة حول شاشة التلفاز تشاهد أحد الأعمال التليفزيونية التي يتم عرضه للمرة الأولى ولم تكن نور ومها يشاهدان لمتعة العمل الدرامي المقدم بل لكى يريا ما لا يريانه بالحقيقه وليعلقان بسخرية حول أفراد العمل فهذه لا تحترم سنها وتلك تتباهى بجمال لا وجود له وهذا يبدو مزعجاً وهذا سمج وفي المجمل لم يتركوا احد كعادتهما لكن رأفت لم يعقب رغم ألم رأسه منهما فهو لم يعد يتابع تلك الاعمال التي أصبحت جميعها متشابهه كما أنه يجد متعته في أمور مختلفه كقراءة مواضيع محببة إليه وقد إعتاد ثرثرة نور ومها وضجة أبناؤه فأصبح يمكنه التأقلم وسط هذه الضوضاء رغم عشقه واشتياقه الى الهدوء
ومن بين تلك التعليقات تأففت نور وهي ترى بطلة العمل الدرامي في أحد المشاهد تذهب إلى العمل بكامل زينتها
- دا نصب بقى
- اشمعنى
- ياختى الواحد بيبقى صاحى مكربك ورايح الشغل مش قادر يفتح ودى قال ايه لحقت تتزوق وتتأيف وتتمخ*طر
ابتسمت لها مها : بيبقى تعود يا نور حتى لو راحه عزا متقدرش تمشى مبهدله
رفعت حاجبيها مندهشه: يا سلام
أومأت لها بتأثر: آه مهيا اللى اتعودت عالدل*ع بتفضل هانم واللى خدت عالمرمطه بتفضل مرمطون.
سمعها رأفت كما لاحظ نبرة السخرية المتألمة بصوتها فقضب جبينه بحزن لقد رفضت رجل ثري فيما مضى من أجله فهل ندمت الآن
إنتظر حتى نهضت ونور والأولاد وناموا واصبح مع مها وحدهما بغرفتهما فأمسك بيدها بحنان ثم سألها والقلق ينهش صد*ره
- مها هو انا مقصر معاكى ف حاجه؟
قضبت جبينها متعجبة من سؤاله ونبرته الحزينه: لا ابدا بتقول كده ليه
- يعنى منتش ندمانه على جوازك منى؟
اقت*ربت منه بحذر وهى تنظر نحوه بحيره: لأ طبعا بس متكنش انت اللى ندمان؟
نفى سريعاً هذا: أبدا بس منتش زعلانه انى فقير؟
كادت أن تضحك ولكنها حاولت أن تبدو فقط ساخره: يا سلام وانا اللى كنت بنت بارم ديله يعنى ثم انت اللى تهمنى وعلى رأى المثل يا واخده القرد على ماله يغور المال ويفضل القرد على حاله كانت هتنفعنى الفلوس بإيه وانت بتعاملنى وحش ولا بخيل ولا ولا يوووه الخصل المنيله كتير ومبيعالجهاش المال ولا الصحه هتعوضها المال ولا العيال يا رأفت
- متأكده؟
مدت يدها تض*عها على كتفه بحنان: طبعاً متأكده دا أنت حب العمر كله في أيه مالك؟
أخبرها بأنه إنتبه إلى حديثها مع نور ولاحظ ضيفها فظنها ضجرت من حياتها معه فقهقهت صاخبه واخبرته انها قد تكون منزعجة بالفعل ولكن من إهمالها لنفسها من أجله وتخشى أن ينفر منها لعدم زينتها ودلالها عليه فإبتسم بإرتياح وما إن كاد أن يقترب منها حتى صدع صوت إبنه الاكبر من خارج الغرفه
- يا بابا الجيران عاوزين يناموا قول لماما توطى ضحكتها شويه ليفكرونا فتحنا كبا*ريه هنا
صرخت مها مستنكره: امشى يا جزمه من هنااا
رفع رأفت حاجبيه متفاجئاً: الواد دا مش كان إتخمد مع اخواته
لوحت بيدها بلا إهتمام: تلاقيه عطش ولا راح الحمام
- والدرر اللى بتنقط من لسانه دي جابها منين؟
الهدوء المريب بصوته أنذرها بقدوم العاصفه، فتراجعت للخلف تبتلع ريقها بخوف حتى كادت تتعثر وتسقط على ظهرها لكنه ظل يتابعها بإرتياب، جعلها تلتفت سريعا وتقفز فوق الفراش وتتدثر اسفل الغطاء.
زوى جانب فمه بسخرية من تصرفها الاحمق فهل تظن انه لو رغب بتهشيم رأسها الأبله الآن سيمنعه غطاء كهذا!
- مها بلاش لعب عيال وتعالي هنا فهميني
حركت راسها نافية سريعا من اسفل الفر*اش فأمسك ضحكته بصعوبه قبل ان تفلت منه
- انا مش قايل الجزمه ده بالخصوص ميخرجش ف الشارع؟
احست باقترابه نحوها فانتف*ضت جالسه: بص انا مهو لا هو يعنى
- مهااا
- مهو هو اللى بيشبط ينزل مع اخواته اعمل ايه احرمه من دونهم
انها طفلة بحق سريعاً ما بكت واعتذرت فلم يعد يستطع ان يسخط عليها فافترب اكثر وضمها الى صدره يهدهدها كطفلة صغيره حتى هدأت واعتذرت وهى تدرك انه بالفعل محق لكن قلبها الرقيق لا يتحمل بكاء الصبي رغم انه اغلب الوقت سليط اللسان
- حقك عليا انا مبيهونش عليا اسيبه عايط
- مهو بينزل يلقط الكلام من حشاشين القهوه ويتخانق مع عيال الحاره وانتى مش حمل خناقه مع واحده من نسو*ان الحاره عن ابنها
قضمت شفتها السفليه لتمنع بكاءها، فمال يحتضنها، يعلم أن الجدال لا فائدة منه، ذاك الصبي مشاغب كثيراً أكثر من أخواته، دوماً يثير الشغب، ويأتي له بالمشاكل، وقد أمرها ألا تجعله يخرج عقاباً له ليردعه عن التطاول على الجميع، فلسانه أصبح يتفوه بما لا يناسبه، وقد يأست في تعليمه أي شيء بينما يحفظ الأغاني الرديئة عن ظهر قلب، كأنه يعاند لإيذاء نفسه.
❈-❈-❈
باليوم التالي بدت مها هادئة أكثر من العاده فأدرك الجميع أن هناك ما ساء ليلتها، بمعنى آخر تشاجرت مع رأفت، وقد أحس الصبي بالسخط والحزن لأنه أدرك أنه السبب، نعم هو مشاغب لكنه حنون، فإقترب من والدته يحتضنها ويق*بلها، ونظر إلى أباه
- لو زعلتك يا رأفت متجيش عليها دي وليه غلبانه برضو
ليته لم يتحدث لكان إنصلح الحال فقد نهض رأفت وركض خلفه وهو يقسم بأنه لن يرأف به مطلقاً وكل من بالمنزل يركض خلفه ليمنعه من إيذاؤه حتى توقف رافت فجأة ونظر إلى ساعة الحائط وهتف بذعر
- كااااام يخربيتكم يلا يا زفته اتأخرنا أوى
دفع نور امامه وهى تنظر نحو مائدة الإفطار بحسرة حتى كادت أن تتعثر بخطواتها، ولكن رأفت لم يبالي
❈-❈-❈
وصلا إلى مقر العمل يلهثان، وبالكاد وصلا على الوقت، وظلت طوال الصباح تشعر نور بالجوع وتنظر نحو صندوق الشيكولاته في مكتب فارس بحزن وقد لاحظ هذا حتى سألها لو كانت قد تناولت فطورها
- لا مطفحطش المفعوص الصغير اتلامض مع رأفت الصبح وفضل يجري وراه لحد ما اتأخرنا على الشغل وأنا ملحقتش أكل
كادت تبكي أمامه لكنه لم يكن حزينا بل كان يكبح رغبته فى الضحك على مظهرها الطفولي الباكي فقدم لها صندوق الشيكولاته كله
- خوديها ليكى، ولولاد اختك اهو تعوضيهم عن القلق اللى شافوه الصبح
لم تبدي أى تردد لم تبالي بمظهرها المتلهف حين انقضت على الصندوق واحتض*نته بتملك ونظرت نحو فارس سريعاً
- هفضيه وارجعه ل....
قاطعها سريعاً: لأ مفيش داعي ترجعيه احتفظي بيه وانا مش محتاجه
لم تهتم حتى بشكره بل أسرعت به إلى الخارج وجلست تلتهم قطع الشيكولاته بنهم مخيف، وقد دفع الفضول فارس للتلصص عليها، ورغم هيئتها المزريه وجد نفسه مستمتعاً بما يراه منها فهى عفويه ساذجه لا تنافقه ولا تتصنع طباعا لا تمت لها بصلة.
عاد إلى مكتبه بتسماً حينها صدع صوت هاتف مكتبه فأجاب تلقائيا لكن ما إن علم من يتصل به حتى قضب جبينه بضيق وصك اسنانه بغضب ليمنع رغبته فى الصراخ بتلك المزعجه ألا كرامة لديها إنه يتحملها إكراماً لوالدته لكنها تتصنع الغباء وتتباهى بعلاقة لا وجود لها وقد حاول مراراً جعلها تكف عن هذا لكن بلا فائدة ترتجى فهي تفعل هذا متقصدة لكي تجعل والدته تضغط عليه فيتزوجها ولكن هيهات لو ظنن أنهاأذكى من غيرها وأنها ستنجح فيما فشلن به بأن تصبح زوجته ولا لأجل وسامته هذا لأجل ثراؤه ليس إلا.
- ايوه يا سوزان خير
- وحشتني اوى اوى يا فارس وزعلانه منك خالص هو كل مره انا اللى اتصل
- اظن ده يعرفك انى مشغول بزياده ومش فاضي للرغي الفاضي
- موحشتكش
- لأ
- ايه طريقتك دي انا لولا بحبك كنت زعلت
لم يجيبها لوقت ليس قصيراً فتملمت بانزعاج وهتفت بإسمه ساخطه لظنه انه تركها على الهاتف لأجل العمل لكنه ابعد الهاتف عن اذنه مجفلا من صرختها ثم انهى المكالمه دون التفكير بالعواقب لقد آن الاوان ان ينتهي كل هذا واذا كان اعتراض والدته لانه لا توجد اخرى بحياته حسنا سيأتي لها باخرى.
بعد ان انهت نور وليمة الشيكولا الفاخره وابقت على نصف الصندوق لكي لا تبدو شر*هة ولم تنتبه ان وجهها لا يفسر من لطخات الكاكاو الحلو عليها دخلت الى فارس تعطيه الصندوق ولكنه حين رآها انفجر ضاحكاً حتى كاد يختنق وهي لا تفهم ماذا هناك
لم يضحك هكذا منذ زمن طويل ثم ضرب براحة يده على سطح المكتب وهو يزداد ضحكا حتى هدأ ثم نهض وتوقف امامها وسألها لا*هثاً
- انتى كنتي بتاكلى ولا بتغتطسي ف الصندوق
حينها فقط ادركت ان هناك آثار مما تناولته على وجهها فحاولت مسح وجهها لكن يدها لازالت متسخة فازداد الامر سوءا لكنه لم يضحك بل وقف هناك يتاملها بصمت غامض يراها طفلة بريئة رغم انها اجمل من رأى بحياته انها جميله بشكل لا يصدق لولا فظاعة لسانها الاهوج وبلاهة تصرفاتها الحمقاء لسقط في عش*قها الأمراء
استدار وتوجه الى مكتبه حيث سحب عدة محرمات معطره وعاد اليها امسك بيدها الملطخه وبدا فى تنظيفها وهي لم تعلق على ذلك فقط وقفت متفاجئة مذهوله ومن ثم أخذ منها الصندوق ووضعه جانباً ثم نظف يدها الاخرى حينها كان الادراك بدأ يعود اليها وكادت ان تعترض لكنه ترك يدها ليبدأ بتنظيف وجهها فتجمدت كليا لم يكن خشنا احمقا ولا فظا كانت لمساته حنونة لطيفة كالبلسم على وجهها وقارنتها بيد مها حين تنظف وجهها اذا ما غفلت عنه يا الهي وكأنها تجلي الأواني كذلك تفعل هي مع ابناء مها لم تجرب يوما هذا الشعور باللطف والمراعاه وكادت ان تنام من تلك اللمسات رغم انه لم يقم بأي فعل ش*اذ كل ما قام به هو تنظيف عادى تماما
حين ابتعد ينظر الى وجهها برضا لم تجد الكلمات اى كلمة قد تقولها لا شكر ولا اعتراض وبحثت بعقلها عن اى شيء تقوله ولم تجد لكن عيناه التي التقطت الصندوق الذي ذكرها بما اتت بسببه الى هنا حينها اسرعت لتمسك به لتعطيه له فامرها بانزعاج انه تأخذه ولكنها ترددت ولم توافقه فتنهد بيأس
- انا قولتلك خوديه واللى فاضل فيه لولاد اختك مش فاهم ليه لازم تطلعي عيني اعادة ف الكلام
- مش كده بس اصل يعنى هقولهم ايه
- قوليلهم دا هديه مني لاولاد اختك
لوحت بيدها ببلاهه: وانت تهديني ليه
- هديه لأولاد رافت مش ليكي انتي ورأفت قبل أى حاجه صديق بعتز بيه وهو واخد اني بهاديهم يكفي اني مبلاقيش وقت ازورهم فيه
لم تجد مبرراً لإعتراضها فصمتت واخذت الصندوق وخرجت فإبتسم محركاً رأسه لكلا الجانبين بيأس، تلك الفتاة ميؤس منها
❈-❈-❈
هاتف رأفت زوجته قبل موعد إنتهاء العمل ليخبرها بأن أحدهم يرغب بالتقدم لخطبة نور وسوف يأتي بالمساء لرؤيتها لذا يجب ان تجهز المنزل لإستقباله وتُعِد المقبلات والحلوى فوافقت مها سريعاً ولم يخبرا نور فهي تعترض حتى دون ان تراه علها توافق هذه المره
❈-❈-❈
لكن بالمساء حين رات نور تجهيزات مها ادركت الامر ولكنها لم تعلق بينما اتى العريس المنتظر شهقت مها بخفوت وابتعدت عن الطريق حتى دخل غرفة الضيوف حينها نادت هامسه الى رافت الذي عاد ليرى ماذا تريد فتفاجئ بها تزوي جانب فمها معترضه.
- إيه دا يا رأفت يالهوى عليا دا بدقن!
اجابها مؤكداً: آه مش راجل متدين
قضمت شفتها السفلية بغيظ: ياراجل انت هتشلنى جايبلها شيخ!
- ايوه راجل حكيم هيعرف يتفاهم معاها
- دى عايزه عربجى عشان يعرف يديها على دماغها حلو ثم إن الشيخ بتاعك اما يشوفها بشعرها والجينز هيفلسع
حينها اتسعت عينا رأفت بتفاجؤ: أوبا آه فعلا مخدتش بالى خلاص تبقى تتحجب
- مين يابا اللى تتحجب مش لما تحجب لسانها الاول انت شارب ايه عالمسا
- بقولك ايه يمكن اما تشوفه تتهدى
- ويمكن تتعفرت اكتر دا الراجل عليه قلبة وش ترعب يالهوى دا الواد دخله العصير خرج خايف
- اهى لما تخاف منه هتسمع كلامه
- وهو أستاذ الفصل جاى يديها درس متجننيش العريس ده مينفعهاش
- مش انتى اللى هتقررى اما هى تقابله الاول
- الظاهر انك بتحبه بغيظ اوى عالعموم انت حر
جنونها ورزانته هل سيلتقيان ام سوف يتسبب تناقضهما فى تنافرهما وهل سينجدو هذا العريس الاحمق مما سيناله ام ماذا؟!!!
يُتبع..