رواية قلوب بريئة تنبض بالحب موني عادل - الفصل السابع
رواية قلوب بريئة تنبض بالحب
بقلم الكاتبة موني عادل
الفصل السابع
رواية
قلوب بريئة تنبض بالحب
مرت الساعات وهو يبحث عن أبيه ، فقد ذهب إلي العنوان الذي أعطته له والدته ولكنه لم يجد أحدا يسكنه فهذا هو بيته القديم الذي كان يقتن فيه مع والده ووالدته قبل ان يتزوج فاطمه وينتقل إلي بيت آخر قديم في حي شعبي فقد أقسم أنه لن ينعم أو يستمتع بحياته مع احد غير حبيبته ليلي فقد ترك مال أبيه ليعيش مع فاطمة يزيقها من العذاب أضعاف ما زاقه هو لليلي ، فهو يري أنها السبب فيما يحدث معه ، ألم تكن فاطمة ضحيه وهو الجاني ..
همس وليد لنفسه قائلا
(( ساعود إلي المنزل واعاود البحث في الغد فقد تعبت ولم أصل لشئ ، منذ ساعات وأنا أبحث عن المدعو خالد ذهبت لكل مكان من الممكن أن أجده فيه))
شرد يتذكر عندما تحدث مع والدته وأخبرها أنه يريد العثور علي والده وطلب منها كافة المعلومات التي تعرفها عنه لتخبره عن اسمه كاملا وعنوانه الذي يقطن فيه
فلقد قالت له ليلي بصوت مجوف
(( سأزودك بكافة المعلومات التي تريدها ولكن عليك أن تعدني أنك لن تتهور وتفعل شيئا قد نندم عليه فتذكر أنه والدك وأنه لم يعرف بوجودك يوما))
نظر إليها مطولا بصمت ثم تحدث بتوتر قائلا
(( أريد أن أعرف شيئا منك أقصد هل كنتي متزوجة منه وأنفصلتما ولم تخبريه أنك حامل ، أم ....))
سكت وترك كلامه معلق فلم يستطع أن يكمل ما اراد قوله رفعت راسها إليه بوجه شاحب وعينين متسعتين فهي لا تعرف بماذا تجيب ، فقد كانت خائفه من أن يتطرف لهذا فأغمضت عينيها وأماءة برأسها فقط ولكن تعابير وجهها أخبرته بما لا يريد أن يسمعه منها ، فهو لم يكن ينتظر هذا ، بل أرادها أن تغضب وتثور تعترض وتسأله كيف أستطاع أن يفكر هكذا فهي كانت متزوجه منه ولكن لسبب ما أخفت عنه أن لديه أولاد منها ، فقال بصوت مهزور لا يعي لما يقول
(( ما معني هذا هل نحن أبناء خطيئه ... يا الله ماذا أفعل ))
أظلمت عيناه وأشتد ضغط شفتيه ثم أكمل بخفوت
(( ماذا يتوجب عليا أن افعل هل أعاقبك الأن علي خطأ قديم أم ماذا وكيف أستطيع معاقبتك وأنتي أمي ))
أخذ يشد علي شعره ودموعه تتساقط من عينيه ، فأطرقت برأسها وهي تغمض عينيها دون أن ترد عليه فماذا ستقول فلم يعد لديها طاقه لتتحدث هل تقول له أنها لم تكن تريد أن يحدث هذا وتعترف له بان والده هو من أتخذها بالقوه وفرض نفسه عليها ليتزوجها دون إرادة منها حتي يضع أبيه أمام الأمر الواقع ولكن والده أصر علي رأيه وقد أشتد مرضه وطلب منه أن يطاوعه قبل وفاته ويتزوج من فاطمه ابنة عمه ، هل تخبره ذلك فتظهر والده بشكل ذئب أنتهك عذريه فتاة صغيره أم تقول أنها هي من سلمته نفسها برضاها وأنها وافقته في كل ما أراده منها وتظهر نفسها بثوب الرخيصه التي ما أن أحبت حتي أستسلمت له كليا .
كان ينظر إليها وقد أجفل للحظة ففتح فمه ليقول شيئا ولكنه عاد وأغلقه فقد غير رأيه يكفيه ما قالته وتقوله عيناها حتي الأن .
كانت جالسة علي الفراش وهي لا تعرف كيف تتعامل مع والدتها بعد ما قصته عليهم بالامس وكيف ستتعامل مع والدها عند مقابلته ستكون أول مرة تراه هل ستتقبل وجوده في حياتها أم ستتعامل و كأنه ليس له وجود كانت تتسأل هل هو متزوج ولديه أبناء ام ما زال يعيش علي ذكريات ماضيه تفكر إذا ما كان متزوجاً فهذا يعني أن لديها أخوه هل ستتقبل أن يكون لها اخوات غير وليد وتحبهم مثل ما تحبه أم ستحقد عليهم وتكرههم كل تلك الاسئلة خطرت علي بالها فلا تجد لها إجابه ، لابد وأن وليد قد عثر علي مكانه فقد سمعته وهو يسأل والدتها عن اسمه وعنوانه وسمعت كل شئ فكيف ستتقبل أن يكون له أباً بهذا الشكل فهي لا تستصيغ ما قالته والدتها ولا تعرف ما يتوجب عليها فعله أعليها ان تتعامل وكأنها لم تعرف أو تسمع شيئا أم ماذا
طرقات علي باب غرفتها قد ميزتها جيدا وعرفت من صاحبها، ومن ثم فتح الباب ودخل قبل أن ترد عليه أو تأذن له نظر لها متوجسا وهو يقول
(( لما مازلتي مستيقظه... هل كنتي تنتظريني ))
أومات برأسها بالإيجاب فقال:
(( حسنا إذا أرداتي أن تسأليني إذا أستطاعت العثور عليه أم لا فالإجابه لا لم أستطعت فالعنوان الذي أعطته لي والدتي قد تركه منذ فتره طويله جدا ولم يعد يسكن فيه ولكن لا تقلقي فأنا لن ايأس وسأظل ابحث إلي أن أعثر عليه ، نامي الأن وغدا نكمل حديثنا.))
تركها وخرج ليدخل غرفتة ولكنه توقف أمام غرفة والدته فقرر الذهاب إليها ويري إذا مازالت مستيقظه أم نامت يسألها عن مكان أخر قد يوجد فيه المدعو خالد .
طرق طرقتين فقط فإذا كانت نائمه لا يوقظها اما لو مستيقظه فستأذن له ، فتحت الباب وهي تنظر له بعينين حمراوين من كثرة البكاء وكم ظهر عليها الكبر من الصباح للأن فقد ذبلت عينيها من كثرة الحزن والبكا، أمسك بيدها وأخذ يقبلها وهو يعتذر منها ويأنب نفسه بأنه لا يتوجب عليه أن يتحدث معها بتلك الطريقه فهو لا يعرف ما حدث قديما يجب عليه ألا يظلمها حتي يعثر علي خالد ويعرف كل ماحدث.
❈-❈-❈
نائما علي الفراش عاري الصدر ينظر لسقف الغرفة ، يسمع صوت شهقاتها وصراخها المكتوم وهي جالسه علي أرضية الغرفه في أحدي زاوياها تضم قدميها لصدرها تخفي وجهها بيديها أخذت دموعها تتساقط بغزاره ، تتذكر عندما خرجت معه من الحفل واستقلت سيارته طلبت أن يوصلها للمنزل وكم أعترض واخبرها أن الوقت ما زال باكراً وعليهم الإستمتاع به فلما سنؤجل الزواج للغد لما ليس الأن نظرت إليه مطولاً لا تعرف أترجع في كلامها أم توافق وتبقي بجواره إلي أن ينهي دراسته ويتخرج من جامعته ووقتها يستطيع أن يطلب يدها من والدها ويتزوجها رسمي ، قلقت للحظه وهي تفكر لما لم ينتظر لحين التخرج ووقتها يمكنهم الإرتباط رسميا فقطع حبل افكارها وهو يمسك يدها يتحسسها قائلا
((فيما يفكر حبيبي مالذي يشغل بالك. ))
ردت سريعا تخفي قلقها وخوفها
(( لا شيء أنا فقط أفكر اقصد أنني موافقه علي الزواج ولكن لدي شرط))
انتظرت ليسالها ما هو ولكنه أكتفي بإيماءة من رأسه ليحثها علي ان تكمل حديثها فأخذت نفساً قوياً وقالت
((أريد ألا يكتمل الزواج وأن يكون زواجا علي ورق فقط لحين أن تنهي دراستك وتطلبني من أبي رسمي .))
صمتت وصمت هو طويلا ولم يتحدث إلي أن ابتسم وهو يقول
(( أمر مؤلاتي فكل ما أريده ان تكوني معي ولا تتخلي عني لهذا أصر علي زواجنا لكي نكون معا ولا يستطيع احدا منا ترك الأخر ولا يهمني إذا كان زواج علي ورق أو زواجاً فعلياً فما رايك أن نذهب لنجلس في أي مكان وننهي هذا الامر .))
اخد يفكر وهو يقول
(( ولكن أين يمكننا أن نذهب هل نذهب إلي شقتي .))
فقالت نهي بذعر
(( لا أخاف أن يرانا أحد معاً في هذا الوقت ))
تحدث بخبث قائلا ((هل تثقين بي .))
نظرت إليه وهي تؤمي وتتحدث في ذات الوقت
((بالطبع اثق بك ))
اجابها ببساطة قائلا
((حسنا سنذهب إلي شقتي لنجلس بها قليلا وننهي أمر الزوج ثم أوصلك لأقرب نقطه لبيتك فأنا لن أستطيع ترك زوجتي لتذهب بمفردها ))
أنهي حديثه ينظر إليها نظرة ذات مخزي نظرة ذئب يستعد ليحصل علي وجبته فلينتظر قليلا فقط دقائق قليلة تفصله عن تحقيق مراده دقائق وستكون زوجته و بين ذراعيه ، أوقف السيارة أمام المبني التي تقع فيه شقته وترجل منها وهو يسحبها خلفه ، وصل إلي شقته فوقفت متردده فعقلها يرفض وجودها هنا ولكن قلبها يوبخها ويحثها علي أن تكمل حتي تكون بالقرب ممن أحبت فذكرت نفسها أنه حبيبها ومن تثق به، فدخلت إلي الشقه أغلق الباب فنظرت للباب المغلق بخوف وقد أرتعب قلبها فتذكرت أن من معها حبيبها وانه لن يأذيها ، وجدته ينظر إليها بنظرات متفحصه وكأنه يعريها احست بالخوف منه ومن نظراته فقترب منها خطوتين فبتعدت هي فكلما ابتعدت خطوة أقتربها هو إلي أن ارتطمت بالحائط فوقف أمامها وأخذ ينظر إلي شفتيها المكتنزتين كم تبدو شهيه فنهي فتاة جميلة لا يرأها أحدا إلا وأعجب بها واثني علي جمالها قرب وجهه من وجهها وأخد يتلمس كتفيها نظرت له والخوف قد تملكها أنقض علي شفتيها يقبلها بقبلة جامحة قوية وشرسه كانت تحاول دفعه لكنه قوي جدا ولم يتزحزح فظهر علي شفتيه إبتسامة ماكره علي محاولتها لإبعاده فأخذت تبكي ودموعها الساخنه تحرق وجنتيها فصل قبلته ، فسحبت أكبر قدر من الهواء إلي رئتيها فكانت تريد أن تصرخ فنقض عليها ليقبلها مجددا ،ابتعد عنها بعد قليل لحاجتهم للهواء رفعت يدها وصفعته ، جحظت عيناه وأشتد فكه فامسك بشعرها وأخد يجرها منه فكانت أحيانا تقع وأحيانا تركض فكان قلبها يكاد أن يخرج من كثره الخوف وصوت بكائها وصراخها هو ما يسمع دخل إلي غرفته ورمها ع الارض و قد أقشعر بدنها ألتفتت له لتجده أغلق الباب حاولت الوقوف ولكن قدميها لم تعد تحملها من شدة الخوف ترجته أن يتركها وأن لا يأذيها فأقترب منها وأخذ يصفعها علي وجهها عدة صفعات متعدده ثم قام بجرها ورميها علي الفراش أخذت تتراجع للخلف اقسمت بانها أرعب لحظه قد عاشتها او تعيشها أي فتاة فقام بإعتلائها وهي تصرخ تاره وتبكي تاره وتترجاه تارة أخري ولكنه لا يسمع شيئا فقد أعمته الرغبة في تملكها فكان أصم عن كل ما تقوله اخذ يقبلها قبلة قاسيه وعنيفه وهي تأن وتتألم تحاول أن تبعده عنها ليخرج صوتها وتخرج معها صرخاتها فصل قبلته وأخذ يقبلها قبلات متفرقه وهو يحاول خلع قميصه لثانيه نظر لها وقرر الإبتعاد وتركها شعر بتأنيب ضميره لثانيه فقط ولكنه تراجع فرغبته قويه في إمتلاكها قام بتمزيق ملابسها وازدادت شهقاتها وصوت صراخها أكثر وأكثر وهي تترجاه وتتوسله ان يتركها قائله
((أرجوك أتركني أرجوك أرجوك توقف ))
كأنه مغيب وتعميه الرغبه فلا يري ولا يسمع شيئا مما تقوله لم يستمع لها ، ولكنه توقف بعد قليل وأستلقي علي الفراش بجانبها عاري الصدر لم يكمل معها ما بدأه لا يعرف لما ولكنه لم يستطع أن يفعلها ، نظر لها وجدها تبكي وتنتفض من شده الخوف فتكلم بهدوء قائلا
((توقفي عن البكاء ))
ولكنها لم تستجيب فقام ليواجهها وهو يقول
(( قلت توقفي عن البكاء واذهبي ))
فزعت وتركت الفراش فجلست في زاويه من زوايا الغرفه وأخذت تبكي وتنتحب بشده لا تصدق بأنها كانت علي وشك الإغتصاب ومن من حبيبها ومن سلمت له مفاتيح قلبها وامانته علي نفسها وعرضها ليتضح لها بانه ذئب يسعي لاشباع رغبته لا أكثر من ذلك .
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد استيقظت أروي ولكنها قررت بأنها لن تذهب إلي الجامعة فقررت المكوث في المنزل ومراجعة ما فاتها فليس لديها إلا محاضرة واحده ستنقلها فيما بعد ، وقفت أمام المرآة وأخذت تمشط شعرها وتنظر لنفسها بنظرات إعجاب فكم تبدو جميله وشعرها منسدل علي كتفيها ، فخرجت من الغرفه لتري والدتها وتخبرها بأنها لن تذهب اليوم ستمكث في المنزل ، خرجت من الغرفة وذهبت بإتجاه المطبخ لتري والدتها فوجدتها واقفه تعطيها ظهرها تعد طعام الفطور تحركت أروي إلي أن وصلت إليها وأقتربت منها لتطبع قبلة علي وجنتها وهي تلقي بتحية الصباح
((صباح الخير ))
تحدثت فاطمه قائله ((صباح الخير حبيبتي ، لما لم تجهزي بعد ))
قالت أروي ( لن اذهب اليوم للجامعة.)
نظرت إليها فاطمة ولم تعلق او تسألها عن الشاب الذي أوصلها بالأمس فقد كانت قلقه عليها فوقفت تنتظرها بشرفة المنزل رأتها تترجل من سيارته
تكلمت فاطمة بعد قليل قائله ((هل نمت جيدا ))
أومأت أروي برأسها وقالت ((نعم ، هل مازال أبي نائما ))
تحدثت فاطمة تدعي اللامبالاة قائله
((لا أعرف لم أذهب إليه ، علي ما يبدو أنه مستيقظ وما زال بالغرفه ..كدت أنتهي من تجهيز الطعام أذهبي وأخبريه لنفطر سويا ))
نظرت أروي لوالدتها كثيرا وتخيلت نفسها مكانها هل كانت ستوافق أن تلقي هذه المعاملة من زوجها أم ستنفصل عنه وتعيش حياتها مع شخص يقدرها ويحترمها لما والدتها ترفض فكره الإنفصال هل هو حبها الشديد لوالدها ، أم نظرة المجتمع للمرأة المطلقه ، أم من أجلها هي حتي لا تتشتت بينهما وتنشأ في جو أسري غير سوي ارادتها ان تعيش وتكبر بين أب وأم يعيشان تحت سقف واحد قريبان بالمسافه ولكن بعيدان عن بعضهم البعض ، أم تتوقع بأنه سيأتي يوم ويتغير ويتقبلها كزوجة ولربما يحبها هل مازال باقي في العمر مثل ما مضي ، أم كل ما سبق ، كان جوابها بأنها لم تكن لتوافق أن تعيش مع رجل لا يريدها وتعلم سبب رفضه لها تعلم بأنه يحب امرأة أخري هل كانت ستتحمل أن تعيش معه بهذه الطريقه تستمع لوالدها وهو يتشاجر مع والدتها ولا تعرف ماهو سبب الشجار فوالدها بطبيعته هادي ولكن ما يحيرها تصرف والدتها وتجنبها له بقدر إستطاعتها حتي لا تفلت كلمة منها قد تجرحه أو تحسسه بكم هو ظالم .
نفضت عنها تفكيرها بهذه الطريقة وذهبت لتري والدها وتناديه ليتناولوا الفطور معا فهذا هو الشئ الوحيد الذي يجمعهما .
❈-❈-❈
رن هاتفه رنات متتاليه مما جعله يتململ في الفراش ليفتح عينه ويري من ، أمسك بالهاتف يطالعه من المزعج الذي يتصل منذ الصباح الباكر ، ضغط علي زر الإيجاب ثم وضعه علي اذنه ليأتيه صوت رجلا يلقي التحية ثم سأله قائلا
(( أأنت الإستاذ وليد ))
رد عليه وليد بالتحيه ثم بالإيجاب
((نعم أنا هو ، من أنت ))
قال الشخص الأخر علي الهاتف
((أنا حارس المنزل المجاور لمنزل الإستاذ الذي سألتني عنه بالأمس فقد تذكرت أنه قد أعطاني عنوانا قديما إذا ما حدث وأحتاجته في شئ بخصوص منزله أو سأل أحدا عنه العنوان في حي شعبي ليس بعيدا عن هنا ، فأنا ظللت أبحث ليلة أمس عن الورقه المكتوب به العنوان حتي وجدتها... أستاذ وليد هل ما زلت معي .))
صدم وليد مما سمعه هل حقا عثر علي عنوانه بهذه السهوله تخيل بأنه سيأخذ وقت أكثر من ذلك أخذ يستمع له بإنصات ويركز في كل كلمة يقولها الرجل إلي أن سأله إذا مازال معه أم لا ، فأجابه سريعا
(( نعم معك .. ما هو العنوان))
اجابه الرجل بالعنوان فأحضر وليد ورقة وقلم وأخذ يدون ما يقوله، ثم شكره وانهي المكامله ، أخذ يدور حول نفسه لا يعرف ماذا يفعل أيذهب الان أم ما زال الوقت مبكرا وإذا ذهب كيف سيتعامل معه وبأي طريقة سيقابله هل سيتقبل وجوده أم سيهينه ويهين والدته يرفض الاعتراف به عند هذا الحد ولم يستطع التحكم في نفسه أكتر فضغط علي أسنانه وكور قبضة يده أخذ يضغط عليها حتي أبيضت عروقه لن يتحمل أي إهانة في حق والدته ذهب ليغتسل ويبدل ملابسه يستعد للخروج ويكتشف من هو والده لن يخبر أحدا في الوقت الحالي بأنه قد عثر عليه إلي أن يقابله ويري بنفسه هل سيتقبل وجوده أم لا..
❈-❈-❈
وصل أدهم إلي الجامعة فأوقف سيارته وترجل منها فوقف يجوب بعينيه يبحث عنها ، يري إذا كانت قد أتت أم لم تأتي بعد ، ظل يجوب في وجوه من حوله ولكنه لم يراها ، فوجد أصدقائه مجتمعون معاً ذهب بإتجاههم والقي السلام وهو يجلس بجوارهم وبدأوا يتحدثون ويمزحون فيما بينهم أدار بعينيه إتجاه بوابة الجامعة وكأنه ينتظر قدومها فوجد لبني هي من أتت وقد أقتربت منهم سلمت لبني عليهم وجلست بجوار أدهم ملتصقة به وأخذت تصالحه وتوجه حديثها له قائله
((هل مازلت غاضبا مني ))
نظر إليها ادهم وتحدث بتهكم قائلا ((هل فعلتي شيئا يغضب ))
فقالت لبني (( أعترف بأني تدخلت في شيء يعنيك ولك حق أن تغضب مني ولكني لا أستطيع أن أراك غاضبا اسفه لن أكررها))
تحدث أدهم قائلا ((لما لم تأتي البارحه))
قالت لبني (( لحظت بأنني لم أتي ظلمتك وقلت بأنك لم تأخذ بالك ، شكرا لك سيد أدهم علي اهتمامك))
نظر إليها ولم يجيبها فقالت وهي تمسك يده
(( أدهم لما لم تتصل لتسأل إذا ما كنت بخير أم لا ))
سحب يده من يديها وتحدث قائلا
((أعلم انك بخير مثلما أعرف لما لم تأتي لانك تعرفين بأنني كنت غاضبا منك جدا ولم أكن لأعرف ماذا سأفعل إذا رايتك البارحة ففضلتي المكوث في البيت علي أن تواجهيني حتي أهدا ، فلقد كان قرارا موفقا.))
قالت لبني تستعطفه ((لم أستطع القدوم وأنا اعرف بأنك لن تحادثني او تتعامل معي.))
سكت أدهم ونظر بأتجاه شريف فهو هادئ علي غير عادته ظل ينظر إليه ولكنه لن يسأله ما به سيتركه وشأنه فشريف إذا أراد أن يشاركه شيئا يخصه يقوله من تلقاء نفسه وإذا لم يريد ذلك فلن يضغط عليه ، أبعد ناظريه عنه وأخد يجوب بعينه فقد يراها أتيه ولكنه لم يجدها فوجه حديثه لاصدقائه قائلا
(( سأحضر هذه المحاضره ثم سأذهب ))
وقف عن مقعده ليذهب واتبعه أصدقائه بأتجاه قاعة محاضراتهم ..
❈-❈-❈
خرج من منزله قاصدا العنوان الذي أعطاه له الرجل فهو لم يستطيع المكوث أكثر عليه أن يذهب ويكتشف إذا ما كان العنوان صحيحا وما يدعى والده موجودا به أم لا ، استقل سيارة أجره وحدث السائق عن وجهته ظل يعد الدقائق وينظر في ساعته يتابع الطريق فأحس بأن الطريق طويلا لا ينتهي وأن قلبه سيخرج من محله من شدة توتره وغضبه في ذات الوقت ، بعد قليل حدثه السائق قائلا
(( هذا هو العنوان ))
نزل وليد من سيارة الاجره يعطي المال للسائق فغادر وبقي وليد ينظر حوله إلي المكان والحي الشعبي الذي يقف فيه مستغرباً هل يعيش والده هنا ، وجد سيده تجلس في كشك صغير علي ناصية الشارع فسألها عن المنزل المقصود فأشارت له عليه وقف وقد جحظت عيناه من هيئة المنزل المزرية لما والده يعيش في مكان كهذا منزل لا يصلح للعيش فيه قد يتهدم ويقع في اي وقت ، ذهب بإتجاه المنزل فوقف يأخذ نفساً مطولاً ورفع كفه التي ترتجف من شدة توتره يطرق علي الباب.
كانوا يجلسون حول مائدة الطعام يتناولون الفطور استمعوا لصوت طرق الباب ، وقفت أروي عن مقعدها وهي تقول
(( ابقي يا أمي سافتح انا اكملي فطورك فأنا قد شبعت ))
أومات لها والدتها وظلت جالسة فذهبت هي بإتجاه الباب لتفتحه ، ما أن فتحت الباب حتي وجدت شاب طويل بجسد رياضي وبشره حنطيه ذو عيون بنيه تحدق بها ..
فتحدثت أروي قائله (نعم ، من تريد)
نظر إليها لثواني وقد لاحظ الشبه بينها وبين أسيل وقد عرف بأنها ابنة هذا الرجل ، وجدها تنظر إليه وهي متضايقة من نظراته لها فقالت
((هل أتيت لتقف كالابله وتحدق في أم تريد شئ .))
نظر إليها وضغط علي أسنانه بضيق ثم قال
(( أريد ان اقابل من يدعى خالد ))
طالعته اروي بغضب من اسلوب حديثه ثم قالت بإستياء
((حسنا دقيقه لأناديه ))
تركته وهرولت للداخل لتنادي والدها ليري من هذا الشاب الذي يريده في الخارج ، ذهب خالد ووقف أمام الباب فقال
(( نعم أنا هو خالد تفضل. ))
نظر له وليد ووجد كم الشبه بينهم ولكنه لا يعرف إذا ما كان هذا الشبه شبه الشكل أم الدم ، أجلي صوته وهو يتكلم بعجرفيه
((شكرا لك لم أتي لأتعامل كضيف ، أتيت لاتعرف علي والدي خالد المصري . ))
يُتبع..