-->

رواية وصمة عار - بقلم الكاتبة خديجة السيد -الفصل الثالث عشر

 رواية وصمة عار 
بقلم الكاتبة خديجة السيد



رواية وصمة عار 

الفصل الثالث عشر


بعد مرور سبعة أشهر.. في الوقت الحالي. 


قد مرت شهور طويله لم نقول ان اليزابيث فقدت الامل واستسلمت لمصيرها في ذلك المنزل! لكن لم ايضا تزال تتمرد وتعاند مثل سابق فقد ياست من المحاربة بمفردها بدون فوز في تلك الحياة، فدائما كلما حاولت عدم الخضوع والهروب من هنا، تظل في النهايه النتيجه واحده.. وهي الخاسره !!؟. 


في جزيره كريستيانيا الحرة.. بداخل المنزل الخاصة بـ شويكار..


= لقد فاز رقم 6 ..مبارك لك الجميلة لوسي!  


لوسي، هذا أصبح لقبها فى ذلك العمل القذر ،و شويكار من أطلقت عليها هذا الأسم ليكون مناسب مع العمل.


أفاقت اليزابيث من شرودها وذكرياتها المتالمة على صوت غلق باب الغرفه و دلف شخص ما، لتعرف هي ان قد وقع الاختيار عليها ليقضي ذلك الرجل ليلة معها كانت ترتعـش وهي جالسة أرضا.. وكان تنفسها مسموع يثقل شيءً فشيء وهي تراه يخلع قميصة ببطء مُدمر لأعصاب تالفة من الاساس.... بدأ ذلك الراجل يفتح ازرار قميصه وهو يحدق بزرقاء عيناها التي احتضنه فتيل من الذعـر و اليأس.. رغم أنها لم تكون المره الاولى بالتاكيد ولا الاخيره. 


ظلت تتراجع بالخلف بتوتر عندما رمقها بنظرة مستذئبة كانة خلال لحظات سينقض على فارستة دون رحمة.. وظل يقترب منها ببطء حتى اصبح امامها مباشرةً عيناه تشـع رغـ.ـبة واضحًا حتى للأعمى، ثم رفع يده يسير بإصبعه على طول ذراعها العارية وهو يُزيل طرف قمـ.ـيصها القصير رويدًا رويدًا هامسًا بنبرة أجشة 


= لما كل هذا الخوف والذعر يا جميلتي.. لا تخافي ساعاملك برفق وحنيه.. لا تعرفي كيف جمعت هذا المال لقضاء هذه الليله معك..لكن جمالك مثـ.ـيرة للتضحيه حلوتي


لم تجيب اليزابيث بل أغمضت عينيها بشدة وهو سحبها من ذراعها دون أي كلمة و اتجه بها نحو الفراش وبدأ قلبها يرتعد بين ضلوعها لتشعر بالاشتمزاز و النفور فهي حرفياً يتم كل ليله اجبارها علي هذه الحياه... ولكن ما باليد حيلة !!


نظرت لعيناه متوسلة وخرج صوتها مبحوحًا وهي ترجوه 


= ارجوك اتركني.. ارجوك انا أرغم علي ذلك.. ولا أريد


كعادتها تخبر اي شخص يدلف لتلك الغرفه ليسلب روحها لعلها تجد اي ذره تعاطف منهن تجاهها؟. لكن دائما يصيبها خيبه الامل.. لم يهتم هو لها ولا انتظر لنطق بالمزيد بل كان يكتم اعتراضها بشـ.ـفتيه القاسية بشفـ.ـتيها التي كانت ترتعش و هي تتلوى بين يداه محاولة الفرار ولكن على العكس ظل يقترب منها ويقترب منها اكثر، متجاهلاً تلويها بين ذراعيه ليسقطها على الفـ.ـراش بعنف وهو يكمل ما بدأ.......


❈-❈-❈ 


بصباح اليوم التالي كانت هانا بالمطبخ ، كانت تقف أمام الموقد وتطهي طعام الإفطار عليه ، وعلى ثغرها ترتسم ابتسامة مليئة بالشرود وهي تتذكر الايام السابقه عندما أصابت بوعك صحيه شديده ولم يساعدها غير "باكر" ذلك الشابه الذي جاء مؤخرا يعمل هنا معهم جرسون لتقديم الطلبات بالخارج للزبائن.. لكن نظراته لها و ابتساماته الغير مبرره عندما يراها أمامه! لم تعرف لما حرك شيئا ما بداخلها، فهي لي اول مره تشعر هذه الاحاسيس تجاه رجل وسط هذا المستنقع الذي تعيش فيه.. و أوقات تستمع لغزله المحبب لقلبها ،و مشاكساته ولمعان عينيه بوميض لوعة تخصها وحدها ، تنهدت بضيق شديد من نفسها فيجب ان لا تثق في احد خصوصا فتاه مثلها تعمل بهذا العمل.. وتحركت للخارج لتحمل بيدها الاطباق لتملح باكر يجلس على المائدة الكبيره يتناول الطعام مع الجميع.. 


نظر باكر وهو يجلس أمامه فرآها مقبلة عليهم بطلتها البسيطة ، وللعجب لم تكن بالنسبة لباكر بسيطة بل غاية في الجمال ، فهذا الفستان السماوي التي ترتديه جعلاها أنـ.ـثى بعينيه! ، وضعت هانا بتوتر الصحون على المائدة وعيناها لا تجروء على النظر لمن حولها ، كادت تذهب لكن أوقفها صوت باكر الذي قال بسرعه


= صباح الخير هانا الم تتناولي الطعام معنا؟ 


إبتلعت هانا ريقها بصعوبة وهي تجيب بتوتر


= شكرا بالهناء انتم، لدي عمل في الاعلى بالاذن


لترحل بعدها هارب الى الاعلى بينما هو ناظرا إليها وعقله توقف عندما سمع صوتها الرقيق ذات البحة الخجولة ، لينظر حوله بتراقب ثم نهض بحذر خلفها دون أن يراه أحد.. 


صعدت هانا بتجاه غرفتها وهي شارده ثم توقفت لحظه مترددة لتغير رأيها وتذهب الي غرفه اليزابيث تتحدث معها قليلا قبل العمل.. لتلتفت سريعا دون انتباه لمن يقف خلفها لتتعثر قدمها بذعر و حاوطها باكر قبل أن تسقط إلي أحـ.ـضانه بسرعه.. ليقع نظرها عليه و توقفت الحروف بفاها واتسعت مقلتيها بصدمة ، أحقًا أصبحت بين ذراعـ.ـيه! ، ضم باكر شفـ.ـتيه للداخل ورفع حاجبيه يهز رأسه بتأكيد وكأنه قرأ سؤالها، وكأنها كانت منتظرة تأكيده فرفعت كفها تضعها على صـ.ـدره حتى يبتعد وهي تهتف بخجل 


- يا إلهي ، لم أكن أعلم أنك خلفي اعتذر  


ابتعدت بالفعل عنه فنظرت هي للأسفل بخجل فابتسم هو بإحراج يقول بأسف 


= أنا الذي يجب ان يعتذر هانا لان ظهرت امامك دون مقدمات ، ولكن كنت بحاجه الى ان الحقكٍ.. اقصد انا أريد أن اتحدث معك بمفردنا في موضوع هام.. 


نظرت له هانا بعينان لامعة من الخجل وقالت بخفوت 


= حصل خير سيد باكر ، لم يحدث شيء خطير ليحتاج للحديث علي إنفراد ..بالاذن 


تحولت بسمته المحرجة إلى بسمة جانبية سارحة بتلك النبرة الرقية ، تنهد بعمق يسترد حديثه بصوت أجش 


= لقد أسأتي فهمي هانا، انا اريد اتحدث معك على انفراد في موضوع اخر .. اذا سمحتي تعالي معي فوق السطوح بالاعلي قبل أن يلمحنا احد هنا


عقدت حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب متسائلة باستفسار


= ولماذا لا تريد ان يرانا احد مع بعض.. ما الذي تريد ان تتحدث معي فيه؟  


وما أن أنهت حديثها حتى طالعها بنظرة أخيرة ثم اخذها من يدها و ذهب إلي السطوح وهي مازالت في حاله دهشه وعدم فهم لكنها تحركت معه دون حديث.. بينما باكر مازال يجذبها وبسمته مازالت على شفـ.ـتيه ، وذلك الوميض مازال يتراقص بعينيه!.. 


❈-❈-❈


في منتصف الليل..  


نهضت اليزابيث من فراشها ببطء تنظر لاركان الغرفة المتهالكة والقشور المتساقطة فكم يبدو  المكان من حولها مليء بالحزن والبرودة ليست بردوة الطقس ولكنها بروده المشاعر فتبدو جرّة الماء حزينة بائسة في الزاوية القريبة من البيت وقد جفّ ماؤها، ونمت على اطرافها طحالب الوقت فلم تعد صالحةً للشرب، أما حوض الزهور بالخارج فقد جفّ الخضار فيه.. فتصدعت جدران المنزل محتجةً على قلة الحب والوفاء، ونمت بين الشقوق إحساس بالخوف واللامبالاة بما يحدث من حولها لواقع مرير ملوث من؟ انعدم الرحمة و الضمير.


لتسير ببطئ بعد أن نهضت من على فراشـ.ـها.. و فتحت النافذة الكبيرة العارية من الستائر ليطل عليها المضاءة بضوء القمر خافت للغاية واخذت شهيقا لتزفر اهات.. أغمضت عينيها بهدوء تنعم بالهواء الطلق الذي يسير علي بشرتها بنعومة! لتتذكر اول مرة انتهكت براءتها وانتقلت لعالم مختلف .. تلك الليلة التي لمسها فيها رجل رغم عنها .. كنت قد بلغت من العمر الثانيه والعشرون للتو، الى ان تمكنوا عاديمين الرحمه من اقتطاف زهرتها الغالية لتصبح بعد ذلك مجردة من الهوية .. العائلة .. الدين .. المنزل .. الحب .. والشـ.ـرف! 


و وصمة عار لم تزول من حياتها مهما فعلت؟ 


اخبرتها ذات ليلة شويكار بكل جمود انه شئ في غريزتهم.. وكل شئ بينهما هنا بداخل ذلك المنزل مختلف و مباح .. و ستراه يومياً امام أعينها حتى اصبح واقع مريرة.. لذلك يجب عليها التقبل.. أحياناً بل دائما تفقد الامل في الخروج من هنا؟ والعوده الى موطنها الأصلي.

وأنها ستبقي غير مرئيه كقطعة قماش باليه ليس لها قيمة ، هل هذا ما يسمي بإنعدام الثقه.. 


لتشرد في عائلتها الصغيره التي معظمهم لا يحبونها ما عدا العم أركون، تسأءلت نفسها هل ياتري ما زال يتذكرها؟ ويبحث عنها؟ ومنتظر عودتها في يوم ما؟ ام مع مرور الايام السابقة البائسه انسته!! و اذا عادت في يوم إليه، هل سيشفع لها ما حدث معها في يوم من الايام لتجدي السعادة والراحة؟ ام ستظل هكذا يحركها النصيب وترمي بها الأقدار في طريق مسدود لا تستطيع العودة منه.


تحركت تعود الي فراشـ.ـها مره ثانيه.. وأغمضت عينيها بحزن مضني و عقلها يشرد في عده تساؤلات؟ إلي متي؟ فهي حقا أصبحت مثارا للسخرية.. وإلي متي ستظل معلقة بالسراب ألا من سبيل للتحرر والعيش في سلام ..


❈-❈-❈


رمشت اليزابيث بعينيها عده مرات عابسه بغضب زائف عندما سمعت صوت جومانه وهي تدلف إليها تحمل زجاجه مشروب الخـ.ـمر فهمست بخفوت بمرح  


= انهضي من فراشك ايتها الفتاه الكسوله احضرت لكٍ مشروب لنتشارك سوا بي 


استقامت إليزابيث من أعلى الفراش بضيق ، وأخذت منها الكوب الفارغ لتسكب القليل جومانة من الزجاجة لها .. ابتلعت إليزابيث الكوب دفعة واحدة وأشارت إليها بصابعها مرة ثانية.. عقدت جومانة حاجبيها بدهشة وهتفت ساخره


= لقد تغيرتي كثيرا يا فتاه عن أول مرة رايتك فيها 


دخلت هانا تنظر نحوها بعدم رضي.. بينما نظرت اليزابيث إلي جومانه وتحدثت بلامبالاه قائله 


= جميعنا نتغير للاسوء  


نظرت جومانه إلي هانا مبتسمه متحدثه بسخرية


= وانتٍ هانا هل تريدين ان تجربي ولا مازالتٍ لم تتغيري انتٍ ايضا ههه


لم تجيب هانا عليها بينما عقدت اليزابيث حاجبيها بشك متسائلة باستفسار


= ما بكٍ هانا تبدين قلقة و متوترة هل حدث شيء لم اعرف


وقفت هانا لحظات مترددة وأتجهت لفراش اليزابيث  وجلست بجانبها ، ثم مدت يدها تمسك كأس الخمر تبعده وهي تنظر إلي الاثنين قائلة بصوت منخفض


= فتيات اريد ان اخبركم سر.. "باكر" هذا الشاب الذي جاء مؤخرا يعمل الي هنا انه حقا إنسان نبيل لقد ساعدني في ذلك اليوم الذي اصابت بالاعياء و أخذني الى الطبيب.. حينها اخبرني انه منجذب إليه ويحبني.. وصراحه انا ايضا معجبه به و أخبرني أنه سيتزوجني وينتشلني من هذا المكان 


اتسعت اليزابيث عينا بصدمه وحدثتها وهي تقول بغضب شديد 


= ماذا هناك يا هانا ، هل صدقتي حقًا أن هذا الفتى يحبك وأنك ستقابلي نصفك الآخر هنا في ذلك المكان وتجدي شخصًا يحبك ويجعل قلبك سعيدًا ..ويتجاهل ماضيك بسهولة إذا لم يكن كذلك، استيقظي من أحلامك لأن هذا لم يحدث فلا يوجد رجل حقيقي يساعدنا .. كل ما نحتاجه الآن هو ثقتنا بأنفسنا وذاتنا ، ولا تعطي ثقتك برجل مهما فعل.


زفرت هانا بحنق فهي تتمني داخلها ان يكون صادقاً و يخرجها من هنا لتردف وهي تقول بضيق شديد  


= لما كل ذلك الغضب اليزابيث ، الحب هو شعور جميل وهبه من الرب للنفس البشرية في فطرتها، و هو اهتمام واحترام متبادل و الاهم انه شعور طبيعي و لكنه يطرا بشكل غريب على الانسان في مرحلة معينه من مراحل حياته و الرب قد زرع الحب في قلوبنا ولكن باشكال مختلفه عن بعضنا البعض


تعالت ضحكات اليزابيث بسخرية واستهزاء تزمجر وهى تمسح على شعرها بقوة 


= هههه هل سمعتي بنفسك جومانة ما تهذي بة هذه الحمقاء هههه لا اصدق هل تعلمي انك تذكرني بنفسي تماماً نفس السذاجه و البراءة الذي كنت بها عندما قابلت نيكولا واوقعني في حبة وبعدها ارسلني هنا واخذ المقابل و رحل بكل بساطة وتاركني اعاني


فضحكت جومانة بملء صوتها ثم تحدثت قائلة باستفزاز 


= نعم اسمع ..علي ما يبدوا أنها ساذجة ولا تعرف شئ يبدو أن باكر سيتسلي معها كثيرا في الأيام القادمة 


نظرت هانا إلي الاثنين بغضب مكتوم قائلة بتحدي


= ليس الجميع مثل بعض يا اليزابيث


تهجم وجه اليزابيث بمرارة و هزت رأسها بألم وهى تقول بغصه في حلقها بصوت واهن متألم 


= لا جميعهم متشابهين هانا ليس هناك رجل يستحق ثقتك ولا حبك أبدا ..فهم لا يحبوا أن يرون شئ نظيفاً دون أن يلوثوا


❈-❈-❈


في اليوم التالي، بالصباح.


كان يقف أمام مقدمة السفينة بنفس القوة المعتاد عليها وبنطاله القماشي الأسود والقميص الأبيض ،وكانت الأكمام مرفوعة على ذراعه مما يبرز عضلات يديه الظاهرة ..


أعطى بعض التعليمات للمسؤول عن القيادة و مساعديه وبعض التعليمات للعاملين المختصين بالعناية بالبضائع ثم صعد إلى أعلى نقطة في السفينة كما اعتاد أن ينظر إلى منظر البحر الهادئ أمامه ويغرق في أفكاره في العمل مع بعض الملفات التي يطلع عليها مع وجه صعب عملي


فرغم صغر سنه الذي لم يتجاوز السابع والعشرين عاما إلا أن الجميع يشهد على مهارته في التعامل مع طقم السفينة وعمله رغم تعامله السلسي والبسيط والجاد في بعض الأوقات.. رفع عينيه ونظر إلى الشمس التي كانت على وشك الغروب والتي أعطت شعره البني المائل لمعانًا ذهبيًا وأضف لونًا شبيهًا بغروب الشمس على عينيه عسليتين ممزوجتين بخطوط خضراء تزينهما


فلا أحد سوى ادم نيشان المعروف بعمده البلد القادم بعد والده "نيشان" زوج والدته المتوفيه  وهو العمده الحالي لجزيره كريستيانيا الحرة.. يمتلك ادم جسم رياضي وعينين عسليتين حادتين وشعر أسود كثيف هو الإبن الوحيد إلي عائلة نيشان ماركيز و أكبر العائلات في الجزيرة. 


كان الجو حارًا جدًا اليوم ونظر إلى البحر بملامح مظلمة معتقدًا أن رحلته ستنتهي قريبًا في المحيط القادم وهو أسوأ مكان بالنسبة له ولم يكن سوى منزله الأسود كما يطلق عليه والذي يعيش فيه وحده مع خادم فقط.. بعيد عن زوج والدته برغبتة.


وصلت السفينة الى الشاطئ اخيرا.. بعد أن أخذ ادم عدة صور من الأعلي و عاد إلى الطابق السفلي مع طقم السفينة ونظر إلى الصور وقام بتكبيرها لفحصها بلا مبالاة ولكن لم يكن سوى لحظات قليلة وظل على السلم الخشبي ورفع حاجبيه وقلب بالصور مره ثانيه التي التقطتها إلى تلك الصورة بالتحديد وقام بتكبيرها لفحصها بدقة لتظهر صورة لفتاة جميلة بملامح رائعة وجذابة لم يكن يعرفها جيدًا أو لا يعرفها على الإطلاق..المهم أنها تحمل ملامح أجمل وأروع وجه راه.


فقد وجد صورتها تلك بين الصور التي كان يلتقطها بينهما وهي تقف على الشاطئ بفستان أبيض و شعرها الطويل يتطاير من الهواء الطلق يعطي شكل رائع جدا لكن عينيها حينها كانت تحمل حزن كبير لا يعرف مصدره.. وبسرعة ارتفعت حواجبه فجأة في اللحظة التالية اتسعت عيناه يهمس بصدمة وأطرافه مشلولة للحظة


_يا إلهي ما هذه.. حورية البحر


تحرك بخطوات سريعة ونظر حينها علي الفور علي الشاطئ امامه يبحث عنها بين حشد الناس؟ او بالتحديد ينظر الى نفس المنطقه التي كانت تجلس فيها عندما التقط الصوره لها بالصدفه.. لكن لم يجدها ومن الواضح انها قد رحلت! 


❈-❈-❈


جزيره كريستيانيا الحرة! وهي جزيره لا يعرف الجميع عنها وشبه غير موجود على الخريطه لذلك السكان هنا يعيشون دون شرطه أو حماية و البعض يفعل ما يحلو له دون خوف بأن يحاسب.. 


كانت اليزابيث تسير عبر طريق جانبي نحو الشاطئ .. وخلفها بعض حراس الكونتيسه شويكار كما اعتادت فعندما تخضع لها بشئ توافق على خروجها مع بعض الحراس للخارج قليلا وتعود مجدداً للمنزل.. ولم تجد مكان وسط هذه المدينه التي اصبحت تكرهها منذ اول ليله جاءت فيها الى هنا؟ غير الشاطئ لتهرب إليه كلما أحست بالانزعاج .. وقفت فوق الرمال الرطبة بفستانها الأبيض، تنظر إلى البحر الهائج بسبب الهواء العاصف، ضمـ.ـت ذراعـ.ـها حول نفسها لتشعر بالدفء و اغمضت عينيها لتأخذ قسطاً من الراحه وهي تتنفس الصعداء بقوة و عمق من برودة الجو وشعرها كان يتطاير بالهواء ..وهي تحاول توقف علقها عن التفكير بما عليها فعله وأصبحت فيه.. فهي أصبحت هنا شهور طويله تتعايش مع ذلك الوضع في هذا العذاب كلما اشرقت شمس جديده و قد أتمت لحظه جديد تسجل في ذكرتها البائسة ..


اعترفت انها ضعيفه في هذا العالم بمفردها لكن لم تعتادت علي هذا العمل مطلقاً ولا تريد أن تصبح عاهـ.ـرة لرغـ.ـبات الرجال .. ومثل الإله يحركونها كم يشاءوا حتي انها.. أجبرت نفسها على عدم التفكير في العم أركون ، وإذا أتيحت لها الفرصة للهروب ، لم تلجأ إليه. ويكفي أن يتحمل معها العبء الصعب .. ويشعر بخيبة أمل فيها وأنها لم تستطيع حماية نفسها .. كما أجبرت نفسها على عدم التفكير في والدها ووالدتها ونسيان حياتها السابقة .. و تعيش ، فما هي الآن ؟؟.


ظهرت ابتسامة مريرة على شفتـ.ـيها وهي تتذكر حياتها من قبل. كانت تلك الفتاة المدللة جميع مطالبها متاحه دون جهد أو رفض من والدها الراعي ،قبل وفاتة ، ومن بعد ذلك بدأت تتغير حياتها؟ في البداية ذهبت إلى منزل العم أركون عمها .. كان بيتًا صغيرًا وفقيرًا على عكس ما كانت تعيش في السابق ، ثم بحثت عن وظيفة مناسبة لها لتخفيف العبء علي عمها .. وأخيرا وقعت في الحب وبسبب ذلك وصلت إلى هنا؟


قد رات الكثير في حياتها وشاهدت اكثر مما تتوقع وعاشت حياه لم تكن تتخيلها يوما.. ان تصبح فتاه ليله؟؟ الشمس كانت تسير نحو مخدعها ببطء و أجفلت عندما سمعت صوتا رجوليا يقول بهدوء ولم يكن غيره أحد رجال شويكار هاتفا


= الجو أصبح بارد للغاية هنا.. هيا لنعود 

يتبع...