رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - اقتباس
رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني
في تمام الساعة التاسعة مساءً
صعد ياسين إلي جناحهُ المشترك مع مليكة، دق بابها فاستمع إلي صوتها الرقيق وهي تطلب من الطارق الدخول، وضع كفهُ حول مقبض الباب وأدارهُ وخطي بساقيه إلي الداخل بخطوات واثقة، توقف عن الحركة في الحال وإلتمعت عيناه ببريق الإنبهار الممزوج بالعشق عندما رأي تلك الساحرة التي تقف وتنظر إليه بنظرات مولعة بعشق حبيبها
كانت ترتدي ثوبً رقيق مزركشً بأرضية بيضاء وبهِ نقشات لزهرة رقيقة باللون الأزرق،وحجابً من اللون الأزرق
نظر إلي وجهها الذي يشع نضارة وسحراً عجيب، جذب إنتباههُ الكُحل العربي التي خطت بهِ عيناها بمهارة فأصبحت جاذبة لأبصار كل من يراها،أما شفتاها المُهلكة فزينتها بملمع شفاه باللون الوردي مما زاد إشتهاه هذا العاشق لإلتهامها علي الفور
إبتلع لُعابهُ وبدأ صدرهُ يعلو ويهبط من شدة الإحتياج، تحرك إليها مسحوراً وبدون أن ينطق بكلمة واحدة مال علي كريزتيها وألتهمهُما وبات يتذوق من شهد حلاوتها، إندمجت معهُ وأغمضت عيناها بإستمتاع
لف ساعديه حول خصرها وجذبها بشدة إليه حتي إلتصق جسديـ.ـهما ببعضهما بطريقة مُثيـ.ـرة
إبتعد عن شفتاها وتحدث لاهثً وهو ينظر لعيناها برغبة مُلحة ظهرت بيانً داخل عيناه :
_ وبعدين معاكِ في اللي بتعمليه فيا ده، هتفضلي لحد أمتي مخلياني غرقان في بحور عشقك الغريقة اللي مش باين لها أخر دي
وأكمل برغبة وهو يُسلط بصرهِ علي كريزتيها:
_ تقدري تقولي لي هنخرج إزاي بحالتنا دي، إزاي هيجي لي قلب أتجاهل قنبـ.ـلة الجمال والسحر اللي أنا شايفه ده وأخدك وأخرج عادي كده؟
ورفع منكبيه بإستكانة ثم أسند بجبهته علي جبهتها وهمس أمام شفتاها بطريقة أذابتها وحولتها كفراشة تتطاير في الهواء:
_ مش هقدر يا مليكة، مش هقدر أتحكم في عواطفي ورغبتي فيكي قدام الناس.
همست بتبرم مصطنع وهي تحاول أن تتملص بجسدهـ.ـا منه:
_ ياسين
أجابها وهو يعتصر جسـ.ـدها بين ساعديه بطريقة أثارت داخلها :
_ يا قلب ياسين من جوة
قال كلماتها ثم أنقض علي شفتاها كالوحش الجائع، فك سحاب الثوب الخلفي وبلحظات كانت تتمدد فوق تختها عارية تماماً بعدما نزع عنها ذاك العاشق جميع ثيابها بتسرع وإستعجال وذلك لشدة إشتياقهُ لها وعدم تماسكهُ أمام سحرها العظيم
بعد مدة ليست بالقصيرة، كانت تقف أمام مرأة زينتها تضع اللمسات الأخيرة من إرتداء حجابها حتي زينة وجهها الخفيفة ،يقف بجانبها رجُلها، يعقد رابطة عنقة بحرفية وثقة عالية، نظر علي إنعكاس صورتها في المرأة وغمز لها بعيناه وتحدث بوقاحة اخجلتها:
_كُنت هايل وجامد إنهاردة يا وَحش .
لكزته بخفة بذراعه وتحدثت بنبرة خجلة:
_بطل قلة أدب .
قهقه برجولة وأسترسلت هي بنبرة متعجلة:
_ وياريت تستعجل شوية يا حضرة المتهور، الوقت أخدنا والساعة داخلة علي عشرة،
وأكملت بتبرم:
_ هنلحق نخرج أمتي ونرجع أمتي يا ياسين؟
إنتهي من رابطة عنقة وألتف بجسده إليها ثم لف ساعديه حول خصرها وتحدث بنبرة مطمأنة:
_ مش عاوزك تقلقي ولا تتوتري ، هنخرج وهننبسط وهنعمل كُل اللي إحنا عاوزينه
وأضاف قائلاً بتفسير:
_ وبعدين قلقانة ليه، أنا قايل لعمتي إننا هنتسحر برة وإنها تخلي بالها من الأولاد لحد ما نيجي، يعني اليوم كُله بتاعنا.
ثم جذبها إليه ونطق وهو يغمز لها بإحدي عيناه:
_ هو إنتِ إحلويتي أوي كده ليه بعد الشاور ؟
تنصلت منه حتي أفلتت حالها وتحدثت وهي تلتقط حقيبة يدها وتتحرك سريعً نحو الباب في طريقها إلي الخارج :
_ شكلك كدة إتجننت يا ياسين، أنا مستنياك تحت لأني لو فضلت هنا دقيقة كمان يبقا مش هنخرج إنهاردة من الأوضة دي.
تحرك سريعً خلفها وإلتحق بها وتحركا معاً داخل الممر المؤدي إلي الدرج ونزلا،وجدا ثريا تجلس بصحبة يُسرا ونرمين وزوجيهما وأطفال المنزل جميعاً ، ألقيا عليهم التحية
نظرت نرمين إلي كليهما وتحدثت مستفسرة:
_هو إنتم خارجين ولا إيه يا مليكة؟
أجابتها مليكة بوجهٍ بشوش:
_ ياسين عازمني علي السُحور يا نيرو
إنطفأت لمعة عيناها وشعرت بالإحباط من زوجها الذي لا يهتم سوي بعملهِ فقط، فأردفت مليكة علي إستحياء بعدما لاحظت حُزن نيرمين:
_ ما تيجي تسهروا معانا إنتِ وسيادة العقيد؟
كظم ياسين غيظهُ من تلك المتسرعة التي لا تُبالي بكّم إشتياقه للخروج معها وجلوسهُما لحالهما دون عزول، في حين أشار سراج بكف يده وأردف قائلاً بإعتراض هادئ:
_لا يا سيتي بالسلامة إنتم،أنا راجل بيتوتي من الدرجة الأولى وبحب أقعد وأتأنس بوجودي مع حماتي وأنا بشرب قهوتي ومعاها حتة الكُنافة بالنوتيلا العظمة
إبتسم له ياسين وتحدث بدُعابة :
_عين العقل يا سيادة العقيد والله
نظرت مليكة إلي ثريا وأردفت قائلة بتوصية:
_ خلي بالك من عز يا ماما ليخرج في الجنينة عند البسين
تحدثت ثُريا بنبرة مُطمأنة:
_إخرجي مع جوزك ومتشليش هم الأولاد يا بنتي،
وأكملت بحنو وهي تحتضن الصغير الذي يلتهي بلعبته المُمسك بها :
_ عز ده في عيون نَانَا من جوة
إبتسم لها الصغير بحب، وشكرتها هي بإمتنان وتحركت بجوار حبيبها وأستقلت بجانبة السيارة التي شغل محركها وقادها بحذر حفاظً علي جنينهُ الساكن أحشائها
إستدارت بجسدِها لتنظر إليه وبدون مقدمات تغنت بصوتها العذب مما جعلهُ يحول وجههُ لها وينظر إليها بوله وعِشق وهي تتغني لوردة الجزائرية وتقول
مالي طب وأنا مالي وأنا مالي، بالأحزان أنا مالي
عايشة في أحلى ليالي ويّا حبيبي الغالي
وأكملت بنظرات مولعة بعشقه
بحبك أوي يا عيوني، بحبك مهما لاموني
ما يلوموا طب وأنا مالي
طب وأنا مالي، وأنا مالي وأنا مالي، مااااالي
فاجأها ذاك العاشق مُكملاً كلمات الاغنية قائلاً بصوتٍ ونظرات تهيمُ عِشقً
الحب ومدفينا، الورد ومغطينا، الشمس وطالعة لينا
من فرح الدنيا بينا، من شهدها بتسقينا، وبكرة مستنينا
أكملت بتغني بإبتسامة رقيقة وعيناي هائمة
ناسية هنا ناسية أيام كانت قاسية
ناسياها معاك يا عيوني، وفاكرني هخاف يلوموني
ما يلوموا طب وأنا مالي
انهيا غنوتهما وهتفت بصوتٍ مرتفع مجنون عكس طبيعتها الهادئة :
_بحبك يا ياسين، بحببببببك
ضحك برجولة وأشار لها بيده في دعوى صريحة منه لدلوفها داخل أحضانه الحانية، إستجابت لدعوته علي الفور وفكت وثاق حزام الأمان وسحبت جسـ.ـدها وأقتربت منه ورمت حالها بأحضانه، وبدوره لف ذراعهُ حولها،
رفعت عيناها تنظر إليه بنظرات هائمة،فنظر هو أمامهُ يترقب الطريق بعناية وحينما تأكد خلوه من زحمة السيارات، لف حالهُ بإتجاهها وألتقط كريزتيها وذاب داخلهما في قُبلـ.ـةً سريعة، إعتدل وعاد مباشرةً لمراقبة الطريق من جديد،
تحدث بنبرة مُتأثرة من شدة سعادته التي غمرته من غنائها له، وأيضاً عِشقها الهائل الذي أصبح يزدادُ يومً بعد الآخر:
_ هتعملي فيا إيه أكتر من كده، سحرتيني بحُبك يا جنية
شعرت بسعادة الدُنيا تقتحمها وتُزلزل كيانها أثر تغزُلات رجُلها بعشقها،وضعت كف يدها فوق صدرهِ وتحسسته بإثارة أشعلت روحهُ مما جعلهُ يتحدث بتوعد:
_وبعدين معاكِ، شكلك كدة عوزاني أغير الإتجاه، وبدل ما أخدك علي المطعم، نطلع علي أوتيل وأحجز لك Suite ونقضي فيه ليلة تقعدي عُمرك كُله تحلفي بيها.
ضحكت بإنوثة ثم سحبت كف يدها وأبعدت حالها عنه وتحدثت بتراجع:
_وعلي إيه، الطيب أحسن يا سيادة العميد
قهقه برجولة علي تراجعها السريع وهتف كي يستفز داخلها:
_يا جبانة
ضحكت بدلال، وبعد قليل صف سيارته، وتحركت تجاورهُ الدخول إلي إحدي الخيام الرمضانية
بعد مدة كانت تجلس بالمقعد المقابل له تتناول كأس المُثلجات الموضوع أمامها بإستمتاع وتلذُذ، كان يشملها بنظراته المغرمة لمتيمة قلبهِ العاشق الذي وبرغم مرور السنين علي زواجهما إلا أنهُ مازال ينبض بعشقها العظيم وبقوة جبارة
نظرت إليه بإستغراب لتوقفهُ عن تناول الحلوي خاصته والنظر لها بترقب شديد ثم سألته بإهتمام :
_ مبتاكلش ليه يا حبيبي؟
أجابها بنبرة صوت هائمة أثر عشقها الهائل الذي تملك من قلبه:
_ بحب أبص عليكِ وإنتِ بتاكلي، وخصوصاً لما يكون الأكل علي مزاجك وبتتمزجي بيه بالطريقة دي
وأسترسل بعيناي عاشقة:
_بتجننيني وتشعللي نـ.ـاري بيكي في أي حاجة بتعمليها يا ليكة
ضحكت بإنوثة أثارت داخلهُ وهمست بدلال بالكاد وصل لمسامعه:
_ طب وإيه يعني لما أجننك، ما أنتَ كمان جننتني وخليت عيوني مبقتش بتشوف غيرك في كل الدُنيا،
وأكملت بنظرات هائمة:
_يا ياسين أنا بقيت بعشق حتي النَفس اللي بيخرج منك
يلهوي بقا علي ياسين واللي حصل له من كلامك ده: جُمله نطق بها ذاك العاشق الولهان
ضحكت وجلسا يتثامران بأحاديثهم المنعشة للقلب والروح وهما يتناولان الحلوي والمشروبات الخاصة بذاك الشهر الكريم ، بعد مرور بعض الوقت، أتي إليهما النادل بطعام السحُور، وما أن أنزل ما بيداه ورصهُ فوق طاولة الطعام حتي صدح هاتف ياسين الموضوع فوق الطاولة،
أمسكهُ ونظر به وجدهُ إيهاب،الحارس الشخصي لإبنته المرافق لها بدولة ألمانيا، حول نظره إلي مليكة وتحدث معتذراً:
_ معلش يا حبيبي، ده إيهاب عبدالسلام بيتصل ولازم أرد لأنه مبيتصلش غير للضرورة
أومأت لهُ بتفهم وضغط هو سريعً علي زر الإجابة وتحدث بنبرة جادة :
_ أيوة يا إيهاب
نطق إيهاب الواقف داخل حديقة المنزل في الخلاء بنبرة حائرة وهو يتحرك بهدوء :
_ياسين باشا، فيه حاجة مهمة حصلت إنهاردة ولازم حضرتك تعرفها
تسائل ياسين بإستفسار قلق بعدما إستمع لنبرات صوته المترددة:
_خير يا إيهاب، إيه اللي حصل ؟
تحدث إيهاب بنبرة صوت حائرة:
_ الموضوع خاص بالدكتورة أيسل،
واسترسل سريعً مُفسراً:
_بس عاوز حضرتك تطمن، إحنا إتدخلنا بسرعة ولحقنا الموقف قبل ما يتطور
صاح به ياسين بنبرة حازمة مفعمة بالغضب جراء ما أصابهُ من قلق شديد علي غاليتهُ وزوجته :
_ ماتنطق يا بني آدم وتقول لي فيه إيه
وهتف بنبرة حادة محذرة:
_ إنتِ عارف إن أكتر حاجة بتوترني وتحرق دمي هي المُقدمات دي
إبتلعت مليكة سائل لُعابها وأنتفض جسـ.ـدها رُعبً من هيئة ياسين التي تحولت بلحظة، ونظرت له بترقب شديد
عبر الهاتف، تحدث إيهاب سريعً بإرتباك خشية صَب ياسين غضبه عليه قائلاً بتروي :
_ فيه واحد خليجي زميل الدكتورة في الكلية إتهجم عليها إنهاردة ومسك إيدها غصب عنها
جحظت عيناي ياسين وبلحظة تحول بياضها إلي أحمر وأشتعلت النار بصدره ونطق بغل وهو يجز علي نواجذهِ مما يدُل علي ما أصابهُ من غضبٍ شديد:
_إنتِ بتقول إيه يا إيهاب، إحكي لي كُل اللي حصل بالتفصيل المُمل وقول لي مين هو اللي ده أمه داعية عليه ووقف في وش بنت ياسين المغربي
إرتعبت أوصال مليكة وتسائلت بإرتياب وتلعثم:
_ هو فيه إيه يا ياسين؟
نظر لها بعيناي مُشتعلة وأشار لها بيده مطالبً إياها بالصمت الفوري مما زاد من رُعبها وإرتجاف جسـ.ـدها وتابعت النظر له بترقب وهو يستمع إلي إيهاب بإصغاء شديد
بعد مرور حوالي العشر دقائق كان ياسين قد إنتهي من إستماعه لسرد إيهاب لما جري عليه، تحدث إليه متهكمً بنبرة لا تُبشر بخير:
_ ولما هو الكلام ده حصل من الساعة ستة المغرب،جاي تقولهُ لي الوقت ليه يا إيهاب بيه؟
تلعثم إيهاب بالرد قائلاً:
_ يا باشا أنا قولت طالما سيطرنا علي الموضوع والدكتورة بخير، أسيب حضرتك تفطر وتصلي التراويح وبعدها أبلغ جنابك .
صاح بحدة أرعبت أوصال إيهاب:
_ لا يا راجل! فيك الخير والله
وأكمل بنبرة تهديدية:
_ حسابي معاك لما أجي لك.
نطق جُملتهُ وأغلق الهاتف دون كلام، ونظر إلي تلك المُنكمشة علي حالها وتحدث وهو يُخرج من حافظة نقودهُ بعض العُملات وأشار بكف يده إلي العامل المختص بإحضار الفاتورة وتحدث إليه بنبرة جادة:
_الشِيك لو سمحت.
حضر إليه العامل وبيدهِ الفاتورة وتحدث بسؤال مُهذب عندما وجد الطعام لم يُمس :
_ خير يا أفندم، الأكل فيه مشكلة ولا حاجة؟
هز ياسين رأسهُ بنفي وتحدث بهدوء إصطنعهُ بإعجوبة :
_ الأكل والخدمة زي الفل وتسلم أديكم، بس إحنا إفتكرنا مشوار مهم ولازم نتحرك حالاً.
قام بوضع المال داخل الدفتر ونظر إلي تلك التي تنظر إليه بعيناي مُتسعة مذهولة، لا تفقه شئ مما يفعله وتحدث إليها بهدوء وهو يهم بالوقوف:
_يلا بينا.
هبت واقفة من مقعدها وتحركت سابقة خطواته، وصلا إليها عِند باب الخروج، أمسك كف يدها وشدد عليه، ومال علي أذنها وهمس غاضبً:
_ إهدي ومتنسيش إن إحنا في وسط ناس .
أخرجت تنهيدة حارة من صدرها وتحركت بجانبه حتي وصلت إلي مقر إصطفاف السيارة، ضغط زر جهاز التحكم وقبل أن يتجه إليها ليفتح لها باب السيارة كانت هي تفتحهُ وتُلقي بحالها بإهمال فوق المقعد متناسية حملها بجنينها، إستشاط غضبً من تصرفها وتحرك للجهة الآخري وصعد إلي جانبها وأمسك مقود السيارة وأدارهُ متحركً في طريقهُ للعودة إلي المنزل
تحدث إليها كاظمً غيظهُ الذي أصابهُ من تصرفها الغاضب دون حتي أن تسألهُ عن ما جري لإبنته، ومن ليالي تلك المستهترة التي لم تُكلف حالها عناء الإتصال به وإخبارهُ بما حدث لإبنتها
تلاشي غضبهُ وأردف بهدوء إصطنعهُ بإعجوبة في محاولة منه لتهدأتها :
_ أنا عارف إنك زعلانة علشان قمنا من غير ما نتسَحر وبوظت لك السَهرة، بس فيه مشكلة خاصة بأيسل حصلت ومكنتش هقدر أكمل السهرة وأنا جوايا بيغلي بالشكل ده
كانت تستمع إليه وهي تنظر أمامها بملامح وجه مُكفهرة،حولت بصرها بإتجاهه بعدما إستمعت إلي إعتذاره وهتفت بنبرة حادة لم تستطع التحكُم بها:
_ أنا مش زعلانة علشان مكملناش سهرتنا يا سيادة العميد، أنا اللي قهرني إنك قومتني من المكان من غير ما تفهمني حاجة وسحبتني وراك زي الهبلة
زفر بقوة وصف سيارته جانبً، ثم نظر إليها وتحدث بهدوء:
_ اللي حصل نرفزني ومكنش ينفع أحكي لك عليه وإحنا وسط الناس وزحمة المكان
تنهدت بقلبٍ مُحملً بأثقال الأسي، وبدأ هو يقص علي مسامعها ما أخبرهُ به إيهاب حتي تُدرك وتلتمس لهُ العُذر فيما بدر منه ، ربتت علي يده وتحدثت بمؤازرة بعدما رأت كّم السخط والإنفعال اللذان كان يتحدث بهما كُلما تخيل ما حدث مع عزيزة عينه :
_إهدي من فضلك يا ياسين وإن شاء الله كُل حاجة هتبقا أحسن.
أومأ لها بملامح وجه مبهمة وأخرج هاتفهُ وبدأ بالنقر عليه وضغط علي زر الإتصال، سألته بإستفهام:
_هتكلم مين تاني؟
أجابها سريعً:
_هكلم ليالي هانم
بالكاد أنهي جُملتهُ وهتف سريعً بنبرات ساخطة بعدما أتاه صوت تلك سيئة الحظ:
_ إنتِ إزاي يا هانم ما تكلمنيش وتبلغيني باللي حصل لأيسل في وقتها،
وأكمل بنبرة أكثر حِدة:
_ أومال أنا باعتك معاها تهببي إيه عندك؟
إرتعب داخل ليالي التي ردت مُتلعثمة:
_ ممكن تهدي شوية يا ياسين، صدقني اللي حصل ميستحقش غضبك ده كله.
هتف بصياحٍ عالِ قائلاً بتهكم :
_ ده إنتِ كمان بقيتي تحددي إيه هو اللي يستحق غضبي من اللي ما يستحقش،
وأكمل متوعداً للشاب بسُبابٍ لاذع :
_ وحياة أمه لأخليه يتمني إن أبوه مكنش شاف أمه من الأساس ولا كانوا جابوا خلفته ال....
أردفت قائلة بتفسير وصل لفهم ياسين علي أنهُ تهاون منها وتقليل لما حدث:
_يا ياسين إفهم، الولد كان عازم البنت هي وزمايلها علي الفطار، ولما رفضت مسكها من إيدها علشان يحاول يقنعها توافق تروح معاهم ، والحرس لما شافوه هجموا عليه وعرفوه غلطه والموضوع إنتهي،
وأكملت ببرود في محاولة منها لتهدأة ذاك الثائر:
_ وبعدين الولد شكله معجب بيها، لأن دي مش أول مرة يحاول يتقرب منها، أرجوك يا حبيبي، مفيش داعي تكبر الموضوع وتدي له أكبر من حجمه لأنه فعلاً عادي
جحظت عيناه من إعترافها الصادم له وصاح بها معنفً بغضبٍ شديد :
_ وإنتِ كُنتي عاوزة يحصل إيه تاني أكتر من كدة يا هانم ، إنتِ شكلك إتجننتي خلاص يا ليالي، عوزاني أتعامل مع الموضوع وكأن اللي حصل ده شئ عادي علشان الحيوان ده يتمادي أكتر مع بنتي؟
وأكمل بترويع :
_علي العموم أنا جاي في أول رحلة مسافرة لألمانيا، وحسابك معايا لما أجي لك هيكون شديد ، قسماً بربي ما هعدي لك اللي حصل ده بالساهل يا ليالي
إنتفض جسـ.ـدها رُعبً أثر إستماعها لنبراته الغاضبة وكلماته المتوعدة لها وكادت أن تتحدث أخرسها صوتهِ الهادر حين نطق أمراً:
_ إخرسي خالص ومسمعش نفسك، إديني أيسل أكلمها
ناولت التي تجاورها الجلوس بغرفة المعيشة وتترقب ما يدور، تحدثت بنبرة مُزعورة خشيةً غضب والدها عليها مثلما فعل مع والدتها:
_ أيوة يا بابي
سألها متلهفً بنبرة حنون عكس توقعها:
_إنتِ كويسة يا قلبي ؟
الولد ده أذاكي أو عمل لك أي حاجة؟
إطمأنت لصوت أبيها وأجابتها بطمأنة:
_ إطمن يا بابي أنا كويسة متقلقش
أكمل هو بطمأنة :
_ أنا جاي لك بكرة أو بعده بالكتير وهوقف لك الحيوان ده عند حده،
وأكمل بتوعد حاد:
_قسماً بالله لأكمل له وأعلمه الأدب اللي أبوه وأمه قصروا معاه فيه،وهخليه لو شافك بعد كدة ماشية في شارع يلف من الناحية التانية علشان مايضايقكيش بشوفة خلقته ال.....
أنهي مكالمته ونظر علي تلك التي تستند بكفها علي فكها ويبدوا علي ملامحها الحُزن والألم
سألها مستفسراً بترقب :
_ فيه إيه يا مليكة، مالك قلباها غم كدة ليه؟
نظرت إليه وتحدثت بنبرة حادة:
_ إنتَ فعلاً هتسافر ألمانيا ؟
أجابها متهكمً بتعجُب:
_أومال عوزاني أسيب بنتي في الموقف ده وأخليها تحس إن ملهاش ضهر تتسند عليه وقت الشِدة ؟!
أجابته بهدوء:
_أنا مقولتش إنك تسيبها يا ياسين، بس إنتَ ممكن تحل الموضوع وإنتَ قاعد في مكانك هنا من غير ما تضطر تسافر.
وأضافت مفسرة:
_ وده طبعاً بحكم مركزك الكبير في المخابرات
واسترسلت بتذكير:
_ وبعدين إنتَ لسه راجع من ألمانيا مكملتش يومين.
إتسعت عيناه بذهول وهو يستمع لكلماتها الصادمة له وسألها مترصداً ردة فعلها بدقة:
_ لو كان اللي حصل لأيسل ده كان حصل لحد من أولادك، كان ده بردوا هيكون رد فعلك ؟
زفرت بضيق وتحدثت مفسرة :
_ لتاني مرة بقول لك إني مبطلبش منك تتخلي عنها.
هتف بها قائلاً بحدة وذهول :
_إنتِ مش ملاحظة إنك بقيتي أنانية أوي؟
صاحت بنبرة حادة :
_وإنتَ مش ملاحظ إن كُل خناقتنا بقا سببها الرئيسي هو سيلا ودلعها المبالغ فيه ؟
وكادت أن تُكمل أوقفها بأشارة حادة من كف يده وأردف قائلاً بنبرة صارمة مصدومة:
_ كفاية يا مليكة، مش عاوز أسمع كلام يصدمني فيكي أكتر.
نزلت دموعها وتحدثت بنبرة حادة لعدم تقديرهُ لموقفها وشعورها:
_ رجعني البيت حالاً يا ياسين
زفر بضيق لرؤيتهُ لدموعها التي وبرغم إستيائهُ منها، إلا أنها كانت تنزل علي قلبه العاشق وكأنها سوط ينزل بقوتهِ علي كل إنشٍ به فتكويه بجلداته، لكنه مازال غاضبً من حديثها ولذلك قاد سيارته وتحرك بها إلي منزلهما في صمتٍ تام
يا تري ياسين هيتصرف إزاي مع مشكلة بنته مع الثري الخليجي ؟
ومع فرحة مليكة اللي إتحول لحُزن وألم ؟
إنتظروني قريبً مع رواية قلوب حائرة 2 علشان نعرف الإجابة
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية