قراءة رواية جديدة زو جة ولد الأبالسة لهدى زايد - اقتباس الفصل 17
قراءة رواية زو جة ولد الأبالسة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية زو جة ولد الأبالسة رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات الكاتبة هدى زايد
رواية زو جة ولد الأبالسة
اقتباس
❈-❈-❈
كانت خديجة جالسة مقابل والدها الذي يطالعها بنظراتٍ متفحصة قبل أن يسألها بفضول:
- ديچا فيكِ مالك كِده بتبصي في وشي كِده كيف ما يكون رايدة تجولي حاچة و خايفة ؟
ردت خديجة قائلة بنبرة كاذبة قائلة:
- بابا أنا مستحيل ارجع مع اللي اسمه بشار دا لو فيها موتي
سألها بفزع قائلا:
- ليه يا بتي حُصُل إيه؟ عِمل فيكِ إيه ؟!
ردت خديجة قائلة بهدوء و هي تراقب تعابير وجه والدها
- بيقول على حضرتك مشارك جده و الشيخ المرعي فـ....
رد والدها مقاطعًا بسرعة و غضبٍ مكتوم
- كدب چوزك ديه كداب و أني لا ليا الاثارات و لا الاعمال !!
سألته خديجة قائلة بهدوء
- و مين قال إنه قال عنك كدا هو قال إنك مشاركه في المستشفى الخيري الجديدة اللي بتتعمل في أول البلد !!
تنحنح والدها و قال بتلعثم
- أني برضـ....
ولحت الخادمة و قطـ ـعت عليهم حديثهم و هي تقول بأدبٍ:
-لامؤخذة ياست هانم الكابير بيجول حضري حالك عشان هتمشوا
استدارت خديجة للخادمة و قالت بنبرة متعجبة
- بشار هنا ؟!
- ايوة و هو في العربية تحت
وقفت خديجة و قالت بهدوئها المعتاد:
- طب يابابا أنا همشي و ابقى ارجع لك بكرا اطمن عليك
- أنتِ مش جلتِ مستحيل تمشي وياه إيه اللي چرا ؟
- بابا من فضلك دا جوزي و مليش إلا هو و ربنا ما يحرمني منه و لا يحرمه مني يارب
- خديچة أنتِ زينة و لا فيكِ حاچة اوعاه يكون بيضُربك يابتي !
- بابا بشار دا أحسن واحد في الدنيا أنت ازاي تقول كدا أنا لايمكن اقبل إنك تقول عليه كدا أبدًا
مالت بجذعها لتضع قُـ بلتها على خـ ـده الأيسر و قالت بنبرة ناعم:
- سلامتك يا بابا الف سلامة
- الله يسلم يا بتي
رفع سبابته نصب عيناها و قال بتحذير واضح
- خلي بالك من حالك اوعاكِ تجولي مش هروح لابويا لـ يشمت فيّ عشان بشار أنتِ بتي و النور اللي بشوف بيه إن ما شا لكيش في نور عينه أخـ د
له أني نور عينه ديه
ابتسمت خديجة و قالت بنبرة حانية
- بشار يا بابا طيب و حنين و رغم كل اللي مرينا بي لسه بيحبني و كفاية عندي إنه عارف إني اجهاضي المتكرر هايخلي خمس سنين من غير خلفة و مع ذلك مكمل معايا
رد و الدها و قال بصوتٍ هادئ و نبرة تملؤها الشر
- بَعدي عن بشار لو رايدة الحَبل و الخلف، بَعدي عنه جبل فوات الأوان يا بتي
ردت خديجة بنبرة لا تقل عن نبرة والدها و قالت
- محدش ها يقدر يبعدنا عن بعض هايفضل معايا و هافضل معاه بشار لو بعد عنه ها تاكلوا و أنا وقتها ها دمر كم
- ارچعي لـ عقلك يا خديچة و فكري كيف العمر ها يعدي عليكِ و ها تبجي كيف الأرض البور لا زرع و لا حصاد
❈-❈-❈
خلاص يا عُمر أنا سجلت لك نص البيت و بكدا يكون ملكك مطلوب مني حاجة تاني ؟
اردفت حُسنة عبارتها و هي تضع بين يـ ـدي عُمر الاوراق التي تثبت ملـكيته لنصف منزل الجد سالم، ابتسم و قال بهدوء
- كان نفسي يبجى مهرك يا حُسنة بس الظاهر إن ما فيش نصيب و ربنا كاتبك تكوني بت عمي و بس
- عُمر ارجوك كفاية كلام في الموضوع مراتك
مش عاوزها تزعل مني هي ما شاء الله عليها هادية و رقيقة و متفهمة بلاش تخليها تتدوس على نفسها أكتر من كدا
أومأ عُمر برأسه علامة الإيجاب و قال بنبرة صادقة تلمؤها الاشتياق
- عنيدكِ حج هي رقيقة و كيف النسمة و الله ربنا عطاني نعمة هي شمس و فعلا كيف الشمس منورة حياتي
ابتسمت حُسنة و قالت
- ر بنا يخليهالك و تفرح بابنك اسيبك بقى عشان الحق ادفع مصاريف المستشفى
❈-❈-❈
في المشفى
وقف زين امام حُسنة و يده داخل سرواله
يشيح ببصره يمينًا و يسارًا و هو يقول بمرارة في حلقه
- كنت فاهم إني ظلمتك و إنك لسه فعلًا بتحبيني زي ما بتقولي لكن بعد اللي عرفته اتأكدت إنك بتروحي للي يدفع أكتر
سألته حُسنة بنبرة مستفسرة قائلة:
- و إيه بقى اللي أنت عرفته عني ؟
زفر ضاحكًا و قال بمرارة:
- كتير اوي يا حُسنة كتير مصايبك طلعت كتير جدًا بعتي نفسك لـ عمر و ليا و ما خفي كان اعظم
- بجد و الله ؟ و مين بقى فهمك إني
ر خيـ صة و ببيع نفسي ؟
- سيبك من اللي قال لي و خلينا في كشف حساب المستشفي دا عُمر يدفعه بأي وجه حق ؟
جذبته من يد ه و قالت بنبرة مغتاظة قائلة:
- و أنت مالك يدفعه ليه و عشان مين ؟ أنت كان ممكن تسألني سؤالك دا لو لسه على ذمتك و كان من حقك وقتها تعرف كل حاجة لكن دلوقت لأ و مليون لا عشان لا بقيت أنا مراتك و لا على مكتوبة على اسمك عُمر يدفع لي ابيع نفسي كل ما دا ملكش في
ختمت حديثها بإشارة من يدها و قالت:
- امشي اطلع برا و إياك أشوف وشك هنا تاني
خرجت الممرضة من غرفة الحضانات و قالت بسرعة قبل أن تعود:
- احنا محتاجين رعاية الطفل حالته حرجة و بيموت
اتجهت حُسنة و قالت بلهفة متسائلة:
- رعاية اومال إنتوا إيه و فين هي الرعاية دي انطقي بسرعة ؟
ردت الممرضة بسرعة موضحة
-دا قسم الحضانات و ابنك محتاج رعاية الحال بتسوء كل يوم عن اليوم اللي قبله اتحركي بسرعة
تحركت حُسنة ما إن تركتها الممرضة، حاول زين إيقافها لكنها لم تستمع إليه، استوقفها جاذبًا إياها من ذر اعـ ـها قائلًا:
- استني عندك فهميني هنا مين ابنك دا و منين و ازاي أصلًا ؟!
ردت حُسنة بصراخ من بين دموعها قائلة:
- ابعد عني بقى كفاية روح لحالك و سبني في حالي أنا مش عاوزك و لا عاوزك منك حاجة خليني الحق ابني قبل ما يروح مني
للمرة الثاني على التوالي نطقت بكلمة ابنها كيف، أين، و متى، تُرى من هو والده هو لم
يـ لـمـ ـسـ ـها خلال الفترة التي قضتها في منزله
خرجت من المشفى و هي تكفكف دموعها بكم جلبابها رفعت هاتفها على أذنها و قالت بصراخ:
- جدك رجع يلعب معايا تاني يا بشار و أنا مش ها سكت جدك د مر كل حاجة بحاول ابنيها و دلوقت جه الدور على ابني كله إلا ابني يا بشار سامع كله إلا ابني
اوصدت الهاتف في وجه بشار و سرعان ما ضغطت على لوحة المفاتيح بأنامل مرتعشة
رفعت الهاتف على أذنها مرةً أخرى ثم قالت:
- أنا مش هاسيبك يا حسان أنا هد مرك زي ما دمر تني و قبر بنتك مش هر حمه يا أبوجيدة سامع مش ها رحمه و حضر نفسك عشان اليوم اللي بقالك خمسة و عشرين سنة جه خلاص و القبر ها يتفتح و بدل ما تخرج وجيدة هتدخل لها أنت و بكرا تقول حُسنة قالت
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدي زايد لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية