-->

رواية حمقاء ولكن إيمي عبده - الفصل السابع

 

رواية حمقاء ولكن

بقلم الكاتبة إيمي عبده





الفصل السابع

رواية

حمقاء ولكن



عادت سوزان إلى منزلها تستشيط غيظاً ودخلته وهي تن*فث غيظها بالخادمه فلاحظت والدتها واخاها مما دفع والدتها لتساؤل بقلق


- مالك يا سوزي 


هتفت بغضب: الحشره اللى جايبه فارس دي مكفهاش تلهف مكاني لا وبتضربني كمان


شه*قت والدتها بصدمه: مين دي اللى تضربك


قصت لها سوزان سريعاً ما حدث حين طرقت نور قدمها بكعب حذائها عقبت والدتها بغضب 


- الحيوانه دي ازاى تعمل كده معاكي


أجابتها بسخط: اللى فارسني ان محدش فرق معاه لا اختك الغاليه مرمطتها ولا فارس بقى عارف يدارى ضحكته كلت دماغه ازاى الشحاته دي


ضاقت عين والدتها بإرتياب: انتى قولتيلي انك اول مره شوفتيها كانت ف المول مش كده


اجابتها بتقزز: أيوه حتة موظفه هناك تقريبا سكرتيره


ابتسمت بخبث: يبقى لازم نزوها


تدخل ابنها بسماجه: طب ماتسيبيهالى 


حينها عقبت سوزان ساخره: انت عبيط بقى هيا هتسيب فارس وتبصلك انت


هتف مستنكراً: نعم! ليه ماشبهش سي فارس بتاعك، دا ولا حاجه من غير فلوسه


- لا يا قلبي فارس برنس وبرستيج لأى واحده من غير حاجه وفلوسه ونفوذه بترفعه لفوق اكتر واكتر


رفع حاجبه بسخريه: فوق فين


لوحت بيدها عالياً بغرور: فوق قمة الهرم يا ح*بي*بي  فارس اكثر عا*زب مرغوب دلوقتي من البنات واللى هتتج*وزه هتبقى فوق الكل والبنات كلها هتموت من غيظهم منها ومش ممكن اسمح لحتة جربوعه زي دي تاخد المكان ده المكان اللى من حقي انا وبس دا مكاني انا فاهم


أنهت حديثها بصىريخ أجفله بينما كانت نور قد  إنتهت من الركض والمرح ومن ثم عادت لتجلس بجوار فارس الذي لازم الصمت شارداً فأخرجت ما تبقى معها من تسالي حينها أعاد صوت خرفشة الكيس البلاستيكي فارس إلى الواقع حيث وجدها تقشر اللب وتضعه جانبا حتى اصبح كومة صغيره فجلس يتابعها حتى انهته وجمعت القشور بكيس صغير وألقته بالقمامه ثم عادت ودفعت باللب المقشور نحوه فرفع حاجبه متعجباً


- دا ايه ده؟!


- لب


- واخد بالى بس انا بعرف أأشر


- دا كويس انا مقشراه بايدى 


- شوفتك بس ليه كده


ابتسمت بحرج: معلش بقى بحكم العاده


قضب جبينه متعجباً: انهى عاده؟!


ابتسمت بتلقائية جعلته يحبس أنفا*سه: ابن اختى الصغير بقشرهوله دايما


تلاشت لحظة الجاذ*بية فوراً وقض*م شف*ته السف*ليه بغيظ: وهو انا زى ابن اختك الصغير؟!


أجابته بعفويه تفتقد للعقل: لا انت اكبر عشان كده عملتلك كوم اكبر


سألها بتفاجؤ: نعم لهو دا الفرق الوحيد اللى بينى وبينه؟!


- لا ازاى انتم مش شكل بعض ولا طول بعض ولا حتى اسمكم زى بعض


قاطعها بضيق: متكمليش من فضلك كل ما بتزودى بتعجنى


فسألته متعجبه: ليه هو انا قولت ايه


- ولا حاجه


كانت والدته تتابعهما بضحكة مكتومة زادت من غضب فارس لكنها لم تبالي وسألت نور:  هو ابن اختك دا اد ايه


- بتاع ٤ سنين كده بالتقريب


- ربنا يباركلها فيه انا بحب الاطفال الصغيره اوى


- وانا كمان بس مقالبهم وزنهم مبيخلص ولا الاحراج اللى بيعملوه للواحد


- انتى هتقوليلى طب دا فارس كان مجننى 


نظرت نحو فارس متعجبه: غريبه مع انه هادى


- دا دلوقت لكن وهو صغير كان ش*قى اوى 


- معقول


سالتها بإهتمام أزعج فارس فإعترض بضيق: خلاص ياماما مش لازم تعرف عن مغام*راتى حاجه


لكن نور قفزت فى كرسيها وهتفت بحماس ترجو والدته: لا والنبى قوليلى


فإعترض بإنزعاج: يا بنتى اقعدلنا على جنب انتى كمان


لوحت فى وجهه بلا مبالاه: اسكت انت قوليلى والنبى


ضرب كفيه ببعضهما: الله يسامحك ياماما اديها شبطت 


إنزعجت نور وقالت: بضيق مش هيكون مهما عمل زي ابن أختي دا عيل يغيظ تخيلى بياكل الرز بالعيش


رفعت الأخرى كتفيها بلامبالاه: عادى ما فارس كان بياكل المكرونه بالصلصله بالعيش


نظرت نور إليه سريعاً حيث وجدته يضع كفه على عيناه ويشيح بوجهه عنها فعادت تنظر الى والدته غير مصدقه 


- معقول؟!


- هوهوووه يابنتى دا ورانى العجب


رغم الحرج الذى وضعته به والدته لكنه أحس بالغبطه لرؤيتها مندمجه مع نور فقد مر وقت طويل لم يراها بتلك التلقائيه والبساطه مع احدهم حتى مع اختها التى تتصنع الود المزيف لتصل لاهدافها الطامعه 


لقد اح*بت والدته نور وارتاحت لوجودها حتى انها لم تكن تريد مغادرتها حين قررت نور المغادره وما ان اوصل فارس نور الى منزلها وعاد ووالدته تسأله عنها وتحثه على التعجل بالزواج منها مع رجاء بأن يظلا معها فقد احبتها ووجدت بها انيس لوحدتها كما انه لاحظ اندماج نور معها وهذا بحد ذاته حافز قوى ليتأكد من حسن اختياره رغم انه كان مجرد مصادفه لا اكثر لكن يبدو ان القدر من وضعها بطريقه لكن هي حتى هذه اللحظة لم تفهم ماذا فعل وكيف اسغلها دون أن تدري بشيء مما جعله يشعر بالذنب تجاه والدته فماذا سوف تفعل إذا ما إكتشفت خدعته وما حال نور أيضا وما زاد ندمه أن والدته تعلقت بها وأكبر دليل اقتراحها ورجائها بان يتزو*ج معها بالمنزل في حين كانت سابقا رافضه للفكره تخبره ان يستقل بزو*جته ولكن ذلك حين كانت تظنه سوف يتزو*ج من سوزان او احدى شبيهاتها


❈-❈-❈


باليوم التالي كانت سوزان واخاها ووالدتها بالمول حيث توجهوا نحو غرفة مكتب فارس دون النظر الى تلك الجالسة تنظر نحوهم بتعجب وقبل ان يدخلوا وقفت سريعاً تمنعهم فاستنكرت سوزان


- انتى اتهبلتي يا بتاعه انتي ولا ايه دي مامي خالة فارس عوزاها تستأذن المكان كله بتاعها.


- يا س*ت هانم على عيني وراسي لكن فارس بيه


قاطعتها والدة سوزان بسخط فقد استفزها هدؤها: فارس دا ابن اختى يا بتاعه انتي يعني ابني وسعى من وشي لأطردك


اعترضت نور: الارزاق على الله لكن دي امانه ومش هسمحلكم تدخلوا المكتب وصاحبه مش فيه


كادت ان تهينها ولكن الكلمات توقفت بحلقها من المفاجئه لقد خطتوا لإهانتها وإلقاء إتهامات باطلة عليها لتشويه صورتها أمام فارس ولكن فارس ليس هنا على حد قولها إذا فكلما خططوا له بلا فائده قد تقنع فارس أنهم كاذبين ومادامت عاملة بهذا المكان فالجميع هنا زملاؤها وأصدقاؤها وسيقفوا في صفها مما سوف يضعهم بموقف سيء وبدلاً من التخلص منها هم من سوف يتم إستبعادهم لذا نظرت الأم إلى إبنيها وخرجت وهما يتبعانها بينما ترمي هي وإبنتها نظرات تقزز نحو نور كانت نظرات ابنها الش*رسة تأكل ج*سد نور مما جعلها تشعر بالغثيان ولم يمر وقتا طويلا حتى أتى فارس فسألها عن العمل كيف سار وقد تأخر اليوم بالحضور على غير عادته حينها لم تجيبه عن هذا السؤال بل سألته بقلق


- ايه اللى اخرك لحد دلوقتي مش بعاده


اجابها بتلقائية وكأنه معتاد على اهتمامها وتساؤلاتها: ماما سهرت امبارح اوى وهيا من زمان بطلت سهر والنتيجه صحيت تعبانه ودماغها وجعاها فضلت جمبها لحد ما اتحسنت


سألته بلهفه: يعني بقت احسن دلوقت


أومأ بتأكيد: الحمد لله هاه عملتي ايه ف غيابي 


فركت يديها ببعضها وهى تخبره سريعاً بما حدث وقد بدى الإرتباك والقلق عليها لكنه بدلاً من عقابها قهقه بصخب فاجئها ولكن ما اذهلها حين تحدث


- اجدع حاجه عملتيها


سألته بعدم تصديق: يعني انت مش زعلان مني


خ*لع جاكته ووضعه على حافة كرسي مكتبه وهو يجيبها بمرح: اطلاقا 


رفعت كتفيها بلا فهم ثم عادت الى عملها 


❈-❈-❈


باليوم التالي غادرت نور العمل باكراً لكي تذهب برفقة إبنة أختها إلى صانعة الثياب لتصليح عدة ثياب لأن مها لن تستطيع الذهاب بدون الطفل الصغير وإذا ما إصطحبته فهو يعبث بكل شيء ولا يكف عن الشغب ويضعها بحرج مع صانعة الثياب ولم يكن هناك بديل من ذهاب نور وفرح فأغلب الثياب هي ثياب نور القديمه تريد جعلها مناسبة لأجل مقاس فرح ولكن بالطريق توقفت فرح


- استني هطلع للاستاذ اعتذر عن درس النهارده


نظرت حولها متعجبه: تطلعيله فين مفيش سناتر هنا


- صحصحيلي يا نور هطلعله البيت


- نعم ياروح خالتك تطلعيله فين


- جرى ايه مانا باخد عنده ف البيت


- اه بس بتبقوا مجموعه منتش لوحدك


- مهيا المجموعه شغاله فوق انا هعتذر عن الحضور عشان مشوارنا


- اااه طويب اطلعي ومستنياكي


- ماشي ونصيحه تخفي من الروايات اللى بدأتي تقريها دي لحست مخك


تنهدت بتأثر: الدنيا مليانه وحوش منتش عارفه حاجه


زوت جانب فمها بسخريه: اللى اعرفه ان المدرس دا محترم جدا وعياله اصغر عيل فيهم اكبر مني وبقى جدو دا غير اني اعرفه من وانا عيله 


قضبت جبينها متعجبه: تعرفيه ازاى


تنهدت بيأس فنور لم تعد تركز هذه الايام: عارفه عمي رشدي


- الاستاذ رشدي 


- اه


- جوز الس*ت منال بنت عم الس*ت عيشه جارتنا


تنهدت بنفاذ صبر: اه


- مالهم


- مهو دا الاستاذ بتاعي


سألتها متعجبه: الس*ت عيشه بقت استاذ ازاي


قض*مت شف*تها الس*فليه بغيظ: تصدقي بابا له حق يولع فيكي الاستاذ رشدي يا نور متفرسنيش معاكي 


- لكن دا مش اد ابوكي بقى دا جدو دا لسه حاضرين سبوع حفيده التالت الشهر اللى فات دا لو حتى فكر يتشاقى مش هيعرف بس هو فيه حيل للمهاتيه والدروس


- لا هو هادي ف كلامه بس شرحه فوق الممتاز عشان كده الكل بيروحله ويقعدوا مؤدبين 


- طب ابقى سلميلي عليه


- طيب ياختي


حثت الخطى نحو المنزل وسريعا قفزت درجات السلم حتى وصلت الى الباب وقرعت الجرس فأتاها صوت السي*دة منال من الداخل


- ايوه جايه اهوه


حين فتحت ورأتها أمامها بدلا من الترحيب بها وحثها على اللحاق بالدرس سألتها متعجبه: ايه دا فرح بتعملي ايه هنا هو محدش قالك ان الحصه اتلغت النهارده


رفعت حاجبيها متفاجئه: ايه دا بجد دا انا كنت جايه اعتذر عن حصة النهارده


فسألتها بقلق: ليه يا بنتي ابوكي وامك مش كويسين


- الحمد لله


- واخواتك؟


- بخير


- طيب الحمد لله حاجه تعباكي


- لأ بس راحه مشوار مع خالتي 


- نور طيب وهيا عامله ايه ام لسانين دي


- كويسه وبتسلم عليك انا هستاذن لانى سيباها تحت


استنكرت بضيق: وهيا غريبه واقفه تحت ليه


- عادى اصلنا مستعجلين


اتى صوت السي*د رشدي من الداخل: مين يا منال


فأجابته زوجته: دى فرح


- اهلا بتلمذتي الشقيه خير


- كانت جايه تعتذر ومتعرفش ان الحصه اتلغت


- اه ياستي اجازه النهارده لكن دا مش معناه تنطشي الحصه الجايه مراجعه وامتحان واديني بقولك اهوه عشان لو اتحججتي ان محدش من زمايلك قالك


تذمرت بضيق: وليه الاخبار دى بس يا مستر


اعترض بضيق طفيف:  النبي عربي انا بديكم تاريخ بالعربي يبقى استاذ بالعربي


-فإعتذرت بحرج: لمؤخذه نسيت اصل عندنا ف المدرسه لازم مس ومستر مش فاهمه ليه مع انها حكومي يعني مش خاص


عقبت السي*دة منال بسخريه: المنظره بتجيب صاحبها لورا يا بنتي 


- بس يا منال ناديهم يا فرح زي ما هما عاوزين عشان ميستقصدوكيش على حاجه متستاهلش 


- حاضر


- يلا يابنتي ومنتسبش الامتحان


- حاضر يا م أأ أستاذ اهوه


ابتسم بود: طيب يلا روحي


قبل ان تستدير لتغادر خرج شاب يلف ج*سده السف*لي بمنش*فة لا يرت*دي سواها وهتف بلا مبالاه


- عمو هو


قاطعه الس*يد رشدي صارخاً بغضب: ايه دا يا متخلف على جوه


بدا الإنزعاج على وجه الشاب لكنه لم يعترض وعاد الى الداخل فإستدار الس*يد رشدي  فوجد وجه فرح احمر من لون الطماطم وعيناها متسعة بصدمه فسألها بحرج


- اا انتى كويسه يا بنتي


اجابته بعينان جاحظة: اه انا مروحه


- استنى


ثم نظر الى زو*جته: هاتيلها كوبية مايه


- حالا


دخلت الس*يدة منال لتحضر كوب الماء بسرعتها البطيئه فحاول الس*يد رشدي التخفيف عن صدمة فرح


- اهدي يا بنتي دا ابن اخويا رجع امبارح هو واخوه من لندن وعيشة الخواجات زفت عشان كده لغيت الحصه عشان اعرف اقعد معاهم القصد هو ميعرفش انك هنا


اومات بعينان جاحظه: اه


وصل الماء فأعطاه لها: خودي اشرب 


ارتشفت الناء وكانها كانت بصحراء منذ اسبوع مضى واستاذنت سريعا ونزلت لتتعجب نور من لونها الشاحب


- جرى ايه يابت حصل ايه


سردت لها سريعا ما حدث ثم زجرتها بغيظ: نبرتي فيها اديني اتعرضت لحرج مبتنبريش ف حاجه وتفلح


زوت جانب فمها بسخريه: الله وانا مالي القصد يلا هنتأخر


❈-❈-❈


حين اعترض الس*يد رشدي على ما فعله حازم وجده يعقب بسعاده: مصر وبناتها حلوين اوى يا أونكل


حينها اعترضت الس*يدة منال بغضب: جك حلايه ف شادقك


فقضب جبينه بعدم فهم: هاه يعني ايه


اجابه عنها فهد أخاه الأكبر: يعني ملكش دعوه بالبت دي بنات مصر مش زي بتوع لندن


فنظر نحوه بضيق بينما تبادلت الس*يدة منال وزوجها نظرات التعجب ولكنهما صمتا ولم يعقبا


❈-❈-❈


حين عاد رافت من العمل التفت الاسرة حول مائدة الطعام فنظر رأفت الى الطعام الموضوع بطبقه متعجباً: ايه ده 


اجابته زو*جته بثقة حمقاء: بيتزا


رفع حاجبه ينظر لفتات الخبز الملونه المبعثره بطبقه ثم رفع راسه نحوها


- دا ف انى قاموس 


اعترضت نور: يوه يا رافت انت دايما حابطها كده


نظر لها ساخطا: تبقى دي فكرتك ياسوسه


فسألته زو*جته بقلق: هيا وحشه


ابتسم بغيظ: اطلاقا 


فابتسمت باتساع ولم تنتبه لصوته الساخر الا حين تابع  فتلاشت بسمتها وتحولت الى ضيق واضح


- هيا بس مش مفهوملها ملامح


- مهو العيال نفسهم فيها شافوها ف التليفزيون وطلبوها وانت مرضتش تجيبها


اجابها بجدية: دا مقدورى يابنت الناس عيشة الدليفرى والاكل الالفرنكا دا انا مش ف امكانى ومادمتى ملكيش فيه بلاش خساره  عالفاضى القصد فين الغدا


اشارت الى فتات الخبز الملون الغير مفهوم شكله: هو ده


فهتف بسخط: تبقي اتهطلتي رسمى انا جعان وراجع خلصان روحى اكسريلنا بضتين


- البيض غلى


- غلي والعك اللى كلفتيه ده عشان اكل هيترمي مينفعناش مكنش غالي القصد هاتى حتة جبنه 


- غليت


- نموت من الجوع يعنى هاتى شوية سكر وحطيهم ف رغيف وحمصيه 


- السكر غلى


هناك اطباق طائره تناثرت فى الهواء قبل ان تنهى كلمتها وارتطم احدهم برأسها وهو لم يبالي بل توجه الى المطبخ يبحث عن ما يمكن تناوله


❈-❈-❈


وبالمساء قررت الاسرة السهر فالغد عطله وكانت النتيجة مأساة لرأفت يعانيها كل مره فدوما يحذرهم بأن يذهبوا إلى أسرتهم للنوم بها إذا ما شعروا بالنوم يهاجم جفونهم ولكن بلا فائده يظلون هكذا حتى يغلبهم النوم فيظل يحملهم الواحد تلو الأخر وقد بدأ كعادته بالصغير وحين اقترب من زو*جته كانت قد استيقظت حين لم تشعر بوجود ابنها الذي كان يضع رأسه على قدمها فأس*ندها رأفت حتى أوصلها إلى الفراش وعاد يحاول إيقاظ نور بلا فائدة ترجى وكالعادة إضطر إلى حم*لها وحين وصل إلى فرا*شها ألقى بج*سدها على الفرا*ش ووقف يل*تقف انفا*سه حتى هدا ثم حاول تغط*يتها لكنها القت بالغطاء وانقلبت راسا هلى عقب فتأفف بضيق منها فلن تغير نومتها البلهاء مهما كبرت حاول تعديل نومتها فاحت*ضنت الحائط البارد فسحبها عنه لكى لا تصاب بنوبة برد لكنها اطلقت صوت متذمر وعادت تحتضن الحائط ووجد أن لا فائده مهما كبرت ستظل طفله حمقاء فتركها ونظر الى فراش ابنته الكبرى ليجدها تغط فى نوم عميق فعدل الغطاء عليها ثم خرج متوجها الى الغرفه الاخرى حيث وجد زو*جته تكاد تسقط من اعلى الفراش وهى تنام على الحافه وولديه يناما متجاورين معها ورغم انها تكاد ان تقع ويبدو ان يدها تشنجت لكنها لازالت تحتض*نهما وفجأه وجد يدها الحره تبحث عن الغطاء لتتأكد أن كلاهما مد*ثر جيداً بد*فء الفراش فإبتسم بح*ب لتلك الزو*جه وحمد الله على هذه الأسره وزحزح طفليه قليلا حتى اعتدلت نومتهما وكذلك زو*جته مما اتاح له مكان لينام بجوارهم يحتض*نهم شاكرا نعمة الله


يتبع