-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 28 - 2 - الخميس 6/2/2025

 

  قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الثامن والعشرون

2

تم النشر الأربعاء

6/2/2025


بعد مرور أسبوع ..

كانت (ليلى) قد خرجت من المشفى وذهبت إلى منزلها وكان (حمزة) معها يراعها ووبخ كل الخدم وعلم من الخائن الذى كان يضع ل (ليلى) حبوب الهلوسة وتم فصله نهائيا حتى أن (چايدا) انتقلت للعيش معهم من أجل مراعاة (ليلى) وأن تقف بجانبها فى أزمتها فقد كانت تشعر بحزن شديد لأن من فعل كل تلك الشرور هو والداها رغم أن فترة امتحاناتها قد بدئت ..

بينما اخذ (حاتم) تقرير من المشفى التى كانت بها (ليلى) أن ما حدث لها نتيجة لأخذها حبوب الهلوسة كما أنه أخذ علبة الدواء الخاصة ب (ليلى) وجعل طبيب يفحصها فهى علبة دواء للصداع ولكن ما بداخلها حبوب هلوسة وهذا يثبت أن (ليلى) لم تكن تعلم ما تأخذه ..

فى حين كانت (أسما) تباشر العمل فى غياب (حمزة) وتراعى أعماله فقررت بعد أن أنهاء عملها أن تذهب لكى ترى (ليلى) وتطمئن عليها وعلى حالتها دلفت الغرفة الخاصة بها وجدتها نائمة تهرب من كل شئ فى حياتها نظرت ل (حمزة) الذى كان بجوارها وسألته بصوت خافت

- هى كويسة ؟ تقدر تتكلم ؟!

اغمض (حمزة) عينيه بآسى وقال

- هى جسمانيا مفيهاش حاجة بس .. نفسيا تعبانة جدا

شعرت (أسما) بالحزن عليها واقتربت منها وجلست بجوارها على الفراش وقالت بنبرة حنونة

- اخبارك ايه يا (ليلى) ؟!

التفت لها (ليلى) وكأنها لم تكن تدرك وجودها من الأصل حتى تحدثت فأجابتها بهدوء

- الحمد لله

بينما كانت (أسما) تراقب (ليلى) شعرت بالقلق يملأ قلبها لقد كانت (ليلى) في حالة حرجة ومن الواضح أن ما مرت به كان له تأثير عميق على نفسيتها اقتربت (أسما) أكثر محاولة أن تتواصل معها

- (ليلى) أنا هنا معاكى إذا كنتى عايزة تتكلمي أنا موجودة

التفتت (ليلى) ببطء ثم نظرت إلى (أسما) وأغمضت عينيها للحظة وكأنها تبحث عن الكلمات التى عجز قلبها عن البوح بها

- حاسة أن كل شئ بيقلب عليا المواجع

نظر (حمزة) إليهما وهو يشعر بالحزن كان يعلم أن (ليلى) تحتاج إلى دعم لكنه لم يكن  يعلم كيفية مساعدتها فقال 

 - إحنا كلنا هنا عشانك يا (ليلى) حاولى تفهمي إنك مش لوحدك

وضعت (أسما) يدها على يد (ليلى) محاولة إظهار دعمها لها

- لو عايزة أي حاجة حتى لو كانت بسيطة قولي لنا مش لازم تحسّي إنك لوحدك ده كله

أخذت (ليلى) نفسًا عميقًا وعيناها بدأت تلمعان بالدموع

 - مش عارفة ارجع لطبيعتى .. أنا خسرت ابنى اللى محستش حتى بوجوده ولا كنت اعرف بوجوده 

شعر (حمزة) بالحزن من أجلها فهو يشعر بنفس مشاعرها ولكنه حاول أن يكون مصدر قوة لها

- هتاخذي وقتك وده عادي كلنا عشنا فترات صعبة بس المهم إنك عارفة إننا معاكى وانا مش هسيبك ابدا

ابتسمت (أسما) بلطف وقالت

- شايفة حمزتى بيقولك ايه .. هو اللى يبقى معاه (حمزة) يزعل برده

شعرت (ليلى) بشيء من الطمأنينة وظهرت على شفتيها شبح ابتسامة هادئة فوجود (حمزة) و(أسما) بجوارها جعلها تشعر أن هناك بصيص من الأمل في كل هذا الألم الذى مرت به فقالت لهم

- لولا وجودكم مش عارفة كنت هعمل ايه ؟!

ابتسمت (أسما) ثم قالت بهدوء 

- نامى دلوقتى وارتاحى .. وانا هجيلك فى وقت تانى 

هزت (ليلى) رأسها إيجابا فخرجت (أسما) من الغرفة وخرج خلفها (حمزة) تاركا (ليلى) ترتاح قليلا فقالت (أسما) له

- أنا عارفة أن حالتك اسوء منها كمان بس بتحاول تبان قوى يا حمزتى

ابتسم (حمزة) قليلا ثم قال

- انتى اللى فاهمانى يا سمسمة بحاول ابان قدامها قوى بس أنا مش قادر .. مش قادر بجد صعب عليا برده اقف قدام ابويا بس هو اختار طريقه وطريقه مينفعش امشى فيه طريقه عكس طريقى .. وحاسس انى سحبت اخواتى ورايا وهو بقى لوحده أنا مكنتش عاوز كده هو اللى اضطرنى لكده

شعرت (أسما) بالحزن عليه وبالعجز فلا تعرف ماذا عليها أن تقول أو تفعل من أجله ولكنها قالت

- انت معملتش حاجة غلط يا (حمزة) اونكل (شريف) هو اللى غلط واختار سكة مش سكتك انت وأخواتك .. انت صح انت مش بتعمل حاجة غلط يا (حمزة)

تطلع (حمزة) إلى (أسما) بعينين مليئتين بالامتنان

- أنتى معاكى حق 

- عن اذنك بقى مضطرة أمشى .. عشان بابا عملى حظر تجول من ساعة ما اخوك قاله أنه عاوز يتجوزنى .. ده انا جيت هنا بالعافية وعمالة أقوله هشوف (ليلى) مليش دعوة ب (حاتم) .. (حاتم) فى شقته اصلا مش بيروح ل (حمزة) وهو ابدا ما اقابلك ولا اقابل (حاتم) ولولا (ليلى) مكنش وافق انى اجى هنا

ضحك (حمزة) من قلبه كثيرا ثم قال

- طب الحقى امشى عشان حتومك فى الطريق .. عازمه على الغدا النهاردة

وضعت (أسما) يدها على قلبها وهى تقول

- حتومى ... بس لو قعدت ده ميعتبرش عقوق والدين يعنى ؟!

هز (حمزة) رأسه بآسى وهو يضحك ثم قال

- يلا امشى .. اهو خالى (مراد) هيربيكوا انتوا الاتنين من الأول

عضت شفتاها بغيظ شديد ثم اتجهت نحو الخارج ولكنها فوجئت ب (حاتم) أمامها فى الحديقة فوقفت لبعض الوقت تتأمله فقد كانت تشتاق له فتأملها هو الأخر فلم يتوقع أن يراها اليوم ولكنه سعد بهذا اللقاء الغير متوقع .. سرعان ما استفاقت (أسما) من أحلامها الوردية وتقدمت نحوه ولكنها عبرت دون أن تتحدث فرمش بعينيه وهو لا يصدق انها تجاهلته والتف لها وهو يقول

- استنى هنا يا اوزعة .. رايحة فين ؟!

التفت له وهى تشعر بغيظ شديد

- اوزعة اوزعة .. فى ايه ؟!

نظر لها هائما وهو يقول

- اوزعة بس قمر .. وحشتينى يا اوزعة

نظرت للساعة التى فى يدها ثم قالت

- مش هينفع اقعد اكتر من كده خصوصا معاك بابا محذرنى منك من ساعة ما قولتله انك بتحبنى وعاوز تتجوزنى وهو مانعنى حتى اشوف حمزتى كله بسببك يا (حاتم) .. أنا أتمنع اشوف حمزتى بسببك انت

رمش (حاتم) بعينيه عدة مرات وهو يحاول استيعاب كلماتها التي أشعلت شرارة من الغضب المختلط بالاستياء داخله لكنه كتم غضبه وأخذ نفساً عميقاً تقدّم نحوها بخطوات بطيئة عيناه تثبّتت على وجهها بحدة ولكن بنبرة حاول أن يجعلها هادئة قدر الإمكان ثم قال بصوت منخفض كمن يقترب من الانفجار

- كل اللي همك (حمزتك)؟ طب وانا؟ وانا يا اوزعة ؟! انتى شكلك ناوية تخسرينى اخويا الوحيد بسبب عمايلك السودة دى اظبطى نفسك يا (أسما) مسمعش حمزتى دى تانى والا ادفنك مكانك

ابتسمت ابتسامة هادئة وشعرت بسعادة بالغة داخلها لأنه يشعر بالغيرة عليها ولكنها قالت ببرود وهى تستمتع بغيرته تلك

- لا كله إلا حمزتى .. حمزتى ده قبليك وقبل ما احبك كمان

عض شفتيه بغيظ شديد ثم نظر لها بضيق وهو يقول

- اسمع حمزتى دى تانى يا (أسما) ومش هتشوفى النور تانى بعينك فاهمة يا بنت الناس ولا اقل ادبى

ازدردت ريقها بصعوبة شديدة ثم هزت رأسها إيجابا وهى تقول

- خلاص يا حتومى ميبقاش قلبك اسود كده .. مكنتش اعرف انك بتغير اوووى كده

- اديكى عرفتى

اخذت نفس عميق ثم سئلته

- هو صحيح خطيب (حور) القضية بتاعته امتى بقالك كتير مش جبتلى سيرة عن القضية دى ؟!

شعر (حاتم) بالأسف على (كريم) ثم قال

- للأسف طلب الإلتماس بياخد من ٣ شهور ل ٦ شهور ولسه المحكمة مردتش على طلب الألتماس بتاعى بس إن شاء الله خير هيخرج منها

- طبعا أنا واثقة فى حتومى أنه قدها

- حبيبة حتومك انتى .. محدش بيبوظ هيبتى غيرك يابنت اللذينة انتى 

شعرت هى بالخجل ووضعت شعرها القصير خلف أذنها وهى تقول

- عن اذنك بقى عشان بابا هيقتلنى لو عرف انى قابلتك

- متقلقيش يعملها هو بس وانا هجبله براءة

اتسعت عينيها وهى لا تصدق ثم قالت

- انت عاوز تخلص منى يا (حاتم) .. طبعا عشان تروح ترجع لست (حور) هانم .. بس مش هنولهالك قعدة على قلبك وعلى قلبها وايه رأيك بقى أننا هنتصور دلوقتى صورة وتحطها على الواتس عندك عشان الهانم تعرف انك خلاص ليك حبيبة

نظر لها بدهشة وهو لا يصدق ثم قال

- انتى ايه الفيلم الهندى اللى عملتيه ده .. ايه جاب سيرة (حور) دلوقتى !!

قالت وكأنها لا تستمع لما قاله 

- يلا نتصور عشان تحط صورتنا سوا

هز رأسه بآسى ثم قال بهدوء

- يا حبيبتى افهمى .. أنا مش هحط صورك عندى أنا عندى موكلين وناس كتير بتعامل معاهم مش (حور) بس اللى عندى عشان حضرتك تغظيها وصورك مش هنزلها أنا فى حتة عشان كل واحد يتفرج عليكى شوية

ظهرت على شفتيها ابتسامة خفيفة ولكنها جاهدت فى اخفائها وقالت

- طيب انا هتصرف مانا هوصلها انك ارتبطت يعنى ارتبطت ..

قالتها وانصرفت من امامه فضرب هو كف يده بالكف الآخر وهو لا يصدق جنونها ذاك ولكنه قال بصوت أشبه للهمس

- بحبها برده

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوع فى يوم عيد مولد (مروان) ..

بعد انتهاء الامتحان وخروج الطلاب من القاعة كان (مروان) يسير ببطء في الممرات يُراجع وبينما هو على هذا الحال لاحظت (چايدا) خروجه من القاعة فاقتربت منه بهدوء

نادته بلطف:

- (مروان) 

استدار نحوها مبتسمًا وسرعان ما لمح علبة صغيرة كانت تمسك بها اقتربت منه وأعطته الهدية بابتسامة دافئة قائلة

- كل سنة وأنت طيب يا مارو ... كنت محضرة لك حفلة صغيرة عشان عيد ميلادك لكن الظروف ما سمحتش

 توقفت للحظة وعينيها تعكس أسفًا صادقًا ثم تابعت

- بسبب اللي بيحصل مع (حمزة) و(ليلى) انشغلت معاهم ومكنش ينفع نعمل الحفلة ونفسيتى صعبة بسبب اللى عمله بابا مش قادرة اصدق ولا استوعب اللى عمله 

شعر (مروان) بالامتنان لها رغم كل ما تمر به إلا أنها تتذكره  أخذ الهدية بلطف وقال بهدوء

- شكراً يا (چايدا) .. كفاية إنك فكرتي فيا ده لوحده أحلى هدية ليا .. وبالنسبة لوالدك متقدريش تعملى حاجة غير انك تدعبله يا (چايدا) .. ادعيله من قلبك

فتحت (چايدا) حقيبتها وأخرجت بطاقة صغيرة كانت قد كتبت عليها بضع كلمات خاصة له ثم ناولتها إياه قائلة 

- خد دي كمان .. افتحها لما تكون لوحدك

نظر (مروان) إلى البطاقة ثم نظر إليها وعيناه تلمعان بإعجاب وتقدير لم يكن بحاجة لكلمات كثيرة كان يشعر بالامتنان والحب دون حاجة للبوح ..

ابتسمت له وقالت بخفة وهى تخرج من حقيبتها عبوتين من العصير 

- أنا سبقتك وجبيتلك عصير عشان تعوض نفسك عن تعب الامتحان

ابتسم (مروان) وهو ينظر لحقيبتها ويقول بمرح

- فيها ايه الشنطة دى تانى ؟

ضحكا معًا وكأن هذه اللحظات البسيطة كانت تحمل لهما عالمًا كاملًا من الألفة والمشاعر الصافية ..

❈-❈-❈

بعد مرور شهر ..

في صباح يوم المحاكمة وبدت الأجواء كأنها تعكس ما يدور في قلوب الحاضرين داخل أروقة المحكمة وقف (حاتم) على بُعد خطوات من مدخل القاعة يتأمل صمت الممرات وجديّة الملامح التي ترتسم على وجهه كان يعلم أن هذه القضية ستكون نقطة حاسمة في حياة (ليلى) وأن عليه أن يكون على أتم استعداد لمواجهتها بكل ثقة ..

دقات عقارب الساعة بدأت تقترب من موعد الجلسة فعدل (حاتم) ياقة بدلته واستنشق نفسًا عميقًا يحاول تهدئة أعصابه فهو سيواجه والده أيضا فى المحكمة وسيكون خصما له وليس من السهل عليه ذلك ابدا ولكن والده هو من اضطره لذلك اغمض عينيه وهو يكتم تلك الدموع التى فى عينه كى لا تسقط حتى شعر بيد أحدهم توضع على كتفه

- أنا معاك يا حتومى مش هسيبك فى يوم زى ده ..


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة