-->

رواية جدبدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 2

 

قراءة رواية عشق الرعد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية عشق الرعد 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد 

الفصل الثاني




تعالت أنفاسها المضطربة وبدأت تتحدث بحروف متقطعة وهي تنادي على والدها، ثواني معدودة ودخل أحمد بالبخاخ الخاص بذاك المرض المزمن الذي لن يترك صغيرته طوال عمرها، أجل فهي مريضة أزمة


وضع الفواهة في فمها يضغط على العبوة عدة مرات حتى هدأت فضـ ـمها بخوف ككل مرة، برغم مرور السنوات على هذا الوضع إلا أن خوف كل مرة كأنها أول مرة لا يتركه أبداً


أحمد : أنتِ كويسة يا بابا 


عشق : يا رب الأزمة تموت يا بابا 


ضحك بخفة وهو يُقـ ـبل جبينها عدة مرات فأكملت : نام معايا متسبنيش 


أحمد : حاضر خدي جنب كدة بدل ما أنتِ واكله السرير كله 


عشق بعبوس : يا ربي شكلي هغير رأيي يا مزعج أنت


تمدد بجانبها قائلاً : تقدري ؟ 


عشق بإبتسامة : لا يلا تصبح على خير 


أحمد : وأنتِ من أهله يا ونسي 


أغمض عيناه دقائق وذهب في ثبات عميق بينما ظلت هي تنظر له والدموع تلمع في عيناها، تكره والدتها كثيراً لأنها تركته خلفها بقلب مُهشم يتمزق إرباً لكنه يعيش على أمل عودتها ذات يوم، ابتسمت بخفة وهي تؤكد صحة قرارها بعدم تركه فهي لم تندم يوم على فعل هذا 


عشق بهمس : هو معقول هيجي يوم وأحب حد في الدنيا أكتر منك، معتقدش لأن لا حبيب ولا زوج ولا ابن هيقدر يوصل لدرجة حبك في قلبي يا بابا، كذلك عمر ما حد هيبقى حنين عليا ربع حنيتك عارف ليه ؟ عشان أنت بابا


قاطع حديثها رنين هاتفها فالتقطته وأجابت سريعاً؛ حتى لا يستيقظ على صوته المزعج، وقالت : ايه يا دعاء 


دعاء : هاا قررتي ايه ؟ هتمشي المصلحة 


عشق بزفير : مشت يا دعاء بس مش هاجي 


دعاء : ليه يا عشق ؟ على فكرة المرواحة بتحلى بيكي 


عشق : لا مليش مزاج وخايفة بابا يكتشف لو حصل صدقيني هيزعل جامد، أنا كنت قولتله إني هقضي اليوم معاكم بس لما فكرت لا كفاية المرات اللي فاتت 


دعاء : يا عشق ما دي ذي اللي فات محدش هيعرف، سلكيها بقى الشلة كلهم عايزينك في أول القايمة 


عشق بضيق : دعاء أنا مليش في الزن قولت لا فكيها بقى 


دعاء بخبث : تمام أنتِ حرة بس متزعليش لما كلنا نتجمع سوا من غيرك ونرقص ونهيص ونخليه من أجمل أيامنا with out عشق شوفي أنتِ بقى، وغير كدة أحنا قررنا نعمل شوبينج معتبر من القاهرة وهنروح ..


عشق بضيق : هو أنتِ بتغري عيلة في ستة ابتدائي ياما تصبحي على خير بكرة أقولك المستجدات 


دعاء : طيب سلام يا ست عشق 


أغلقت دون رد ومنها ذهبت في ثبات عميق بينما في مكان آخر حيث تبكي چمان متكورة على نفسها تنتظر أن يأتي أحدهم لها وينجدها من هذا، دقائق ودخل أحد الرجال وخلفه اثنين 


چمان بخوف : أنتم عايزين مني ايه !


أحدهم بخبث : هنكون عايزين ايه يعني من واحدة حلوة ذيك


چمان بدموع تنهمر : ممكن تسبوني أنا مش كده لو سمحتم سبوني 


تعالت ضحكاتهم المخيفة فبدأت بالصراخ بخوف وجنون وهي ترى اقترابهم ثم وضعت يديها على أذنيها، دقائق وساد الصمت ماعدا صوت صراخها المتتالي لتجد أحدهم يضع يـ ـده على ذرا عها فانتفضت صارخة لتجده ياسين


ياسين بقلق : أنتِ كويسه ؟


انفجرت باكية وهي تنفي برأسها فأكمل : طيب قومي معايا يلا قبل ما حد تاني يجي 


وقفت معه تسير للخارج بخطوات سريعة فقابلهم بضع رجـ ـال، وقفت خلف ياسين بخوف بينما تهجم أحدهم عليه فضربه كذلك الآخر والثالث والرابع ولا نقدر على قول أنه لم يُصاب بل حدث عدة إصابات له 


چمان ببكاء : أنت كويس ؟


ياسين بانزعاج : كويس بس بطلي عايط في ايه محدش جيه جنبك 


چمان بصدمة : معيطش أزاي دا أنا مخطوفة 


ياسين بسخرية : لا وجهة نظر تُحترم اركبي اركبي، استني قوليلي الأول وشـ ـي اتشـ ـوه جامد 


چمان بنفي : لا دا بس جرح عند عينك وأنفك بينزف وكمان هنا جنب بوقك متعور وفي كمان خدوش في .... 


ياسين بصدمة : بس خلاص يعني مش هلاقي عروسة، يا شيخة الله يكرمك اركبي اركبي كان ضروري الرجـ ـولة تاكلني اوي أنا مني لله على رأي جاسر ابن عمي الجري ورا الستـ ـات ميجيش من وراها غير الكفن 


چمان : استنى استنى صحيح أنت عرفت مكاني منين ؟


ياسين بزفير : المفروض يعني كنت براقبك لأني بصراحة معـ ـجب بيكي بطريقة غبية، فكري تاني بعدين أنتِ مش صغيرة عشرين سنة يعني المفروض الوقتي عيالك من دوري


چمان بزهول : دور مين ! دا أنت قد جدي 


ياسين بضيق : شوفتي سيبتي موضوع التعبير ومسكتي في العنوان، يا بنتي أنا واحد مليش أخ في البلد وحليوه وميزاتي أكتر من عيوبي هتلاقي ذيي فين بس ! 


ضحكت چمان بخفة وهي تشيح بوجـ ـهها فأكمل : ضحكت يبقى قلبها مال معروفة، يلا اركبي اوصلك


چمان : يلا 


❈-❈-❈


في اليوم التالي 

ارتدى أحمد الجاكت الخاص به ثم نظر لنفسه بتقييم واتجه إلى غرفة ابنته ييقظها بخفة، تململت عشق بقلق ترفض الاستيقاظ لكن مع محاولاته المستمرة استيقظت


عشق : نعم ! صباح الخير 


أحمد : صباح النور يا بابا قوليلي شكلي حلو الأول 


فتحت عيناها جيداً وهي تتأمله ثم ابتسمت قائلة : تجنن وخايفة تطلع واحدة تخطفك مني تقوم مترجعليش 


أحمد وهو يُقـ ـبل جبينها : محدش يقدر يخطفني منك يا حياة أحمد كلها، بقولك أنا رايح في شغل واحتمال أبات برة أو هوصل على متأخر شوية تخلي زينة وإيمان يطلعوا يباتوا عندك أو تجيبي صحباتك بس ممنوع تباتي برة الشقة وتقفلي عليكوا كويس مفهوم ؟ 


عشق : حاضر 


لتفكر قليلاً ثم قالت : حضرتك فاكر أنا طلبت منك ايه صح ؟ 


أحمد بتأكيد : أيوة وسايبلك فلوس في الدرج، لو احتاجتي خدي من الخزنة، عايزة حاجة ؟ 


عشق : سلامتك هات بوسـ ـة الأول 


ضحك وهو يُقـ ـبل وجنـ ـتها بقوة ثم جبينها واتجه نحو الباب يذهب إلى وجهته بينما هي رنت على صديقتها التي أجابت 


دعاء : يا نعم ! ايه قرار الأميرة عشق ؟


عشق : جايه يلا ساعتين وهرن على الباص 


دعاء بحماس : تمام هرن على العيال على طول 


وكعادتها أغلقت الخط بوجـ ـهها ثم وقفت تجهز نفسها للأنطلاق إلى القاهرة، وقفت أمام الخزانة ثم نظرت لفساتينها الكثيرة وانتهى الأمر بها تخرج واحد تمنت أن ترتدية لكن والدها رفضه تماماً وعنفها أنها اشترته 


عشق بحماس : اعتقد جيه وقتك 


وضعته في الحقيبة ثم أدوات مكياجها وملابس أخرى لتحمل الحقيبة بعدما بدلت ملابس وتتجه حيث التجمع 


وصلت وركبت الباص تشير لصديقاتها ثم خلعت النظارة الشمسية الخاصة بها واردفت : مين لسه مجاش ؟ 


دعاء : لسه ضحى وجميل 


عشق ببرود : رني عليهم عشان الساعة بالظبط هنمشي مش هنستنى حد تمام ؟


علياء بضيق : ليه يعني ! ما أحنا مستنين حضرتك من نص ساعة


عشق : محدش قالكم متمشوش بعدين أنا حرة مش عاجبك اتفضلي انزلي 


نظرت لها بغضب ثم باتجاه أمير الذي أشار لها بالهدوء وهو يقول بهمس : حلاوتك تعديلك عمايلك، بس هنشوف يا عشق اللي هيحصلك بليل 


دقائق وأتى الغائبين لينطلقوا متجهين إلى القاهرة وسط جو من المرح والضحك. 


❈-❈-❈


وصل رعد القاهرة ثم اتجه إلى عمله في قسم الجنايات يبدأ بتولي قضية جديدة، بدأ يقرأ البيانات الموجودة بتمعن وأسفلها ملحوظة صغيرة 

" مر على الجريـ ـمة شهر كامل، وفشل ثلاث ظباط في إيجاد القاتـ ـل " 


وبدأ يخبره ما توصل له كل ضابط ثم مسك رعد ورقة وقلم وبدأ تخطيط ما سوف يفعله للوصول للقاتـ ـل، وقف رعد والتقط متعلقاته ثم اتجه للخارج 


❈-❈-❈


ابتسم ياسين بخبث وهو ينظر للهاتف عقب مكالمة محمد الذي أخبره فيها بموافقة چمان، دخلت اخته عليه فابتسم مشيراً لها بالقدوم له 


ياسين : تعالي عايزك في موضوع 


يارا بقلق : في ايه ؟ قلقتني 


ياسين بإبتسامة : لا قلق ولا حاجة كنت بس عايز أقولك إني قررت هخطب 


يارا بفرحة عارمة : بجد ! مش مصدقه أحلف كده 


ياسين بضيق : في ايه يا يارا اعقلي ! 


زفرت بانزعاج وهي تقول : حاضر 


لتكمل بحماس : ممكن أقول لولاد عمي 


ياسين بلامبالة : روحي قوليلهم بس عرفيهم اللي هيقول لجدك هدفنه في أرضه


يارا : عُلم يا باشا 


❈-❈-❈


وصل أحمد الشركة التي قررت التعاقد معه لنقل الموظفين، سأل عن المدير فاتجه شخص به لقاعة الإجتماعات وبجانبه محاميه الخاص به، دخل أحمد وجلس ينتظر المدير دقائق وأتى ياسين


ياسين : أهلاً أحمد بيه نورت القاهرة 


أحمد وهو يسلم عليه : منورة بيك يا ياسين بيه 


جلس كلاً منهما واردف ياسين : طبعاً حضرتك عندك فكرة من الأول عن الموضوع 


أحمد : أيوة عندي ممكن ندخل في التفاصيل على طول وإن شاء الله مش هنختلف 


ياسين : أتمنى ده وأتمنى كمان نلاقي عند حضرتك الكمية المطلوبة لأن التعاقد هيبقى مع شركتين شركة آدم وشركة المهدي وعايزين لتلت فروع القاهرة وإسكندرية والمنصورة حضرتك شغال معانا فيها طبعاً بس عايزين كمية المنصورة أكتر شوية 


فكر أحمد قليلاً ثم هز رأسه بتأكيد وهو يفكر في التعاقد وشراء نسبة أكبر من ال Super Jet لأن بهذا سوف يزداد شغله أضعاف مضاعفة 


بدأ الاتفاق على البنود ولم يختلفوا كثيراً لينتهي الآمر بالإتفاق التام ثم رن ياسين على رعد ليأتي فهو بحاجة إلى أمضته 


أحمد : عن أذنك هعمل مكالمة لحد ما يوصل شريكك 


ياسين : أتفضل 


وقف أحمد واتجه يرن على ابنته يطمئن على حالها وما إن تناولت طعامها أم لا، وكل شيء يخصها أما هي فكانت تقول له أنها بالمواصلات متجهة لصديقتها وسوف تحدثه حين وصولها وأنها فعلت ما قال 


عاد يجلس عقب دخول رعد فقال ياسين : رعد أعرفك دا أحمد بيه الشرقاوي مدير شركة العشق والنور للنقل اللي بنتعامل معاه في المنصورة


رعد : أهلاً وسهلاً اتفضل اقعد 


ياسين : رعد شريكي يا أحمد بيه 


أحمد : تشرفت يا رعد بيه 


رعد بإبتسامة : الشرف لينا أكيد، فين الورق يا ياسين بسرعة ورايا شغل


ياسين وهو يعطيه الملف : امسك 


تأمله بنظرة سريعة لم تصل لدقيقة ثم مضى واستأذن ليذهب بينما في المساء وقفت عشق في غرفة في أحد الفنادق ترتدي فستان أحمر ذو كت رفيع جداً يصل للركبة ذو فتحة تتجاوز العشرة سنتيمتر


اتجهت مع صديقاتها حيث المكان المخصص في نفس الوقت دخل رعد لإجراء تحقيقه مع مدير المكان، صعد رعد لأعلى يقدم الكارنيه الخاص به 


رعد ببرود : الرائد رعد في قسم الجنـ ـايات، ممكن نتكلم شوية 


الرجل وهو يبتلع ريقه : أكيد اتفضل 


دخل رعد معه ثم قال : تعرف ايه عن المدعو مصطفى السيد 


الرجل : شاب طايش مفكر نفسه راجـ ـل وكان محششاتي يا بيه يلا بقى ميجوزش عليه غير الرحمة 


رعد : بس مش غريبة ربنا فتحها عليك بعد وفاته على طول رغم أنك كنت شريك ابوه بعشرين في المية بس، لا وكمان الخزنة كانت مسـ ـروقة 


الرجل وهو يقف : أنت جاي تتهمني بدون دليل 


رعد ببرود : أنا متهمتكش أنا بس بتناقش معاك، الخزنة اتسرق منها مليون جنية تعرف ؟ 


الرجل : أنت بتألف يا حضرة الظابط الخزنة متسرقتش والتحقيقات بتقول كدة 


رعد وهو يرخي ظهره للخلف : دي تحقيقات اللي قبلي مش تحقيقات رعد الشافعي ... 


وأكمل نقاشه مع الرجل بينما في الأسفل صرخت عشق بجنون مع رفاقها وهي ترفع كاس البيبسي الخاص بها، جن جنونهم وهم يرقصوا بعشوائية، تحولت الأغاني لأخرى هادئة


أمير : عشق نرقص


عشق برفض قاطع : نو مش المطلوب أنت 


وضحكت باستفزاز معتاد ثم اتجهت للطاولة المخصصة لهما، نظرت لأعلى فوجدت أحدهم يجلس خلف الزجاج الشفاف ثم نظر للخارج نظرة عابرة وعاد ينظر للداخل يتحدث مع أحدهم 


علياء : اللي واخد عقلك !


عشق وهي تعي لنفسها : هاا مفيش 


علياء بمرح : تصدقي حلو 


عشق : احم تقصدي مين ؟ 


علياء بضحك : الحلو اللي قاعد فوق وعين عشق جابته 


عشق بزفير : يوووه يا علياء بطلي غلاسه بقى، أة متزعليش من اللي حصل في الباص 


علياء : اتعودنا عليكي يا عشق 


اقترب أمير وهمس لها : لولو ما تجيبي عشق فوق عايز اعترفلها بالحب الكبير، ساعدي صاحبك بقى 


ابتسمت بخفة بينما عشق تتأمل ذاك الجالس كل حين وآخر، يجذبها أحدهم لأول مرة هكذا فهي لم يلفت إنتباهها أحد من قبل 


علياء : عشق ما تيجي معايا الحمام 


عشق : لا 


علياء بضيق : يا بنتي مرة واحدة اعملي خير، خايفة اطلع لوحدي 


عشق بانتباه : هو الحمام فوق 


أكدت برأسها فصعدت عشق معها ثم بدأت تسير في الممر وفجأة جذب أحدهم يد ها قائلاً : شكراً يا لولو 


عشق بخوف : علياء استني في ايه ! أمير سيب إيدي 


نزلت علياء سريعاً بينما بدأت عشق بالصراخ وهو يدفعها للداخل ثم قال : أنا مترفضش يا عشق فاهمه واللي عايزه لو مجاش بمزاجه بكسره ووقتها أنا اللي هشوف مزاجي عايز ايه 


عشق بصراخ : وقسماً بالله لو ما فتحت الباب ما هطلعك من هنا عايش ولابد يكون آخر يوم في عمرك 


التقط منديل يسكب عليه شيء قائلاً : وأنا يخيل عليا شراستك ! عامل حسابي يا حلوة كويس 


عشق وهي تتراجع للخلف : ابعد عني ! سبني يا نااااس ابعد بقولك 


التقطت شيء من جانبها ورمته به فتفداه واقترب منها ليزداد صراخها في نفس الوقت شعرت بمن يدفع الباب بقوة عدة مرات ثم انفتح، دخل رعد وسحب أمير عنها لتلتقط أنفاسها سريعاً بعدما بعد المنديل عن يد ها، شعرت بثقل خفيف في رأسها وجلست أرضاً تستمع لصوت ضرب متواصل، أغمى عليها في نفس الوقت اقترب رعد منها وبدأ يناديها


رعد : يا أنسة سمعاني، يا أنسة 


رفع وجـ ـهها ثم حمـ ـلها يتجه بها لخارج الغرفة ثم نزل من هذا المكان لتفيق قليلاً وبدأت بالصراخ وهي تتحرك بعشوائية بين يد يه، انفجرت باكية بينما بدأت يتحدث معها


رعد : أهدي أنا مش هأذيكي، أهدي واسمعيني 


زاد بكائها وهي تستند على كتفه وبدأت تصدر صوت دلالة على صعوبتها في التنفس ثم تتحدث بحروف مبهمة وتسعل 


رعد بقلق : مالها دي كمان 


وضعها في سيارته وبدأ يسند رأسـ ـها على جنب للخارج ثم قال : أهدي 


عشق : بخا.بخاختي 


رعد بعدم فهم : بخاخة ايه ؟


عشق : أزمة


رعد : عندك أزمة تقصدي، طيب ثواني وراجع 


وجرى بعشوائية يبحث عن صيدلية حتى وجد ودخل يطلب البخاخة فبدأت تسأله عن نوعها : اي نوع يا فندم


رعد بغضب : أي زفتة هي فرقت هاتي بسرعة من كل نوع واحدة


أعطته كل الأنواع فأعطاها الحساب وانطلق للخارج يفتحهم واردف : قوليلي أي واحدة


أشارت على واحدة فسند رأسها وبدأ يضعها في فمـ ـها ويضغط عدة مرات، بدأت تهدأ ثم سندت برأسها عليه تبكي، توتر رعد وهو يربط على كتـ ـفها 


رعد : خلاص محصلش حاجة المهم أنك كويسه


زاد بكائها حتى فقدت وعيها مرة أخرى فأعاد رأسها للخلف وتمعن النظر بها ثم ابتسم قائلاً : هو دا أنتِ 


أعاد خصلاتها على أذنها ثم خلع جاكته يساعدها ان ترتديه واغلقه ليغلق الباب ويتجه في الجانب الآخر يقود متجه إلى وجهته، وقف في مكان يدير ذقنها ليتأمل وجهها بضع دقائق مرت عليه كثواني يحتفظ بكل إنش به يا الله هذه الفتاة خطر على قلب رعد فهو يغرق بها من مجرد صورة ولقاء 


رعد لنفسه : ركز يا رعد وانزل لقرايب البنت يلا 


لم يستطع منع نفسه من تأملها لوقت طويل ثم نزل يدق الجرس ففتح محمد ليردف : سلام عليكم 


محمد بصدمة : رعد بيه ! في حاجة ولا ايه ؟ 


رعد بخجل : في بنوتة اعتقد هي بنـت حضرتك، قابلتها في مكان والبنت تعبت فجبتها 


محمد : بنتي ! چمان وچيلان جوا تقصد مين ؟


رعد وهو يشير على سيارته : هجيبها حالاً 


اتجه للسيارة وحمـ ـلها مرة آخرى لتهتهم عشق وهي تدفن وجهـ ـها في كتفه، شهق محمد بخفة وهو يقول بخفوت لم يسمعه رعد : عشق !


أشار محمد له بالدخول فدخل ووضعها على الأريكة يجذب الفستان على قدميها واردف بهمس : راجع ليكي تاني 


استأذن وذهب بينما رن محمد على أحمد الذي كان هنا منذ ربع ساعة لكنه ذهب عائد للمنصورة حيث أميرته التي هنا تخزله، عاد أحمد ودون حديث حمل ابنته وضعها في سيارته واتجه بها للمنصورة 


❈-❈-❈


مررت يدها في خصلاته تداعب ملامحه الخشنة بأناملها الرقيقة ثم انحنت تُقـ ـبل وجنته وهي تهمس باسمه، فتح عيناه على أجمل وجه يتخيله فانحنت تضمه وقالت : أخيراً صحيت 


رعد بزهول وهو يضـ ـمها : أنتِ هنا بجد مش حلم !


عشق بهمس : أيوة هنا في بيتنا يا رعودي 


فتح عيناه يبتسم بخفة وكم تمنى أن يعود وينام لعله تزوره في الحلم، حسم أمره اليوم سوف يتجه إلى منزل محمد ويطلب يدها، لن ينتظر دقيقة واحدة 


اعتدل جالساً يدعي كعادته كل صباح ثم اتجه للحمام يتوضأ كعادته يصلي أول شيء ثم جلس يدعي ربه قائلاً : يا رب لو ليا خير فيها قدمه وعجله


ارتدى ملابسه ثم التقط هاتفه يرن على ياسين لأول مرة في تاريخ صداقتهما هو من يبدأ، رد ياسين بزهول : مش معقول رعد بيه الشافعي بنفسه بيرن عليا، يا رب لطفك 


رعد : ياسين عايز منك خدمة وصدقني هديك فيها اللي عايزه 


ياسين بصدمة : رعد ! فين رعد ادهولي متهزرش 


رعد بضيق : ياسين مش طالبه خفة على الصبح، هتعملها ولا أقفل واتصرف


ياسين بمرح : دا أنا أفديك الساعة، كلي آذان صاغية


رعد بحمحمة : بص في بنت كده، أخت خطيبتك دي او فيما بعد هتبقى خطيبتك 


ياسين : العبيطة بتاعت الباب دي مالها بقى ؟


رعد بنفي : لا مش دي في بنت تالته 


ياسين : تالته ! لا يا ابني هو عنده دول الاتنين وجايدا بس 


رعد بضيق : بقولك في بنت تالته ومش محجبة، تروح وتعرفلي هي مين واسمها ايه، ولو بنته تاخدلي معاد منه هروح اطلبها 


ياسين بزهول : رعد ! 


رعد بزفير : هستنى منك عملت ايه، يلا سلام 


اغلق بوجهه بينما نظر ياسين للهاتف بزهول لا يصدق ما حدث منذ قليل، رعد وزو اج في جملة واحدة حقاً هذا كثير ! 


❈-❈-❈


فتحت عيناها ببطء ورائحته تغمرها من كل مكان، تنهدت براحة لوجوده لكنها حين رأت كان والدها، ابتلعت ريقها بتوتر ثم بدأت دموعها تنساب فور رؤية وجه ذو اللون الأحمر القاتم وعيناه التي تكاد تنفجر منها الدماء 


عشق : بابا 


أحمد : كنتِ بتعملي ايه في القاهرة ؟


عشق ببكاء : كنت مع صحابي 


أحمد بهدوء : كملي 


بدأت تقص له سبب ذهابهم وما حدث بالتفصيل ليردف : دي كانت أول مرة ؟


نفت برأسها وهي تبكي أكثر فوقف قائلاً : يعني أنا فعلاً فشلت في تربيتك يا عشق ! يعني دلعي ليكي والحرية اللي أديتها ليكي كانت غلط ! 


عشق ببكاء وهي تقف : يا بابا والله أنا عمري ما عملت حاجة غلط أنا بس كنت ببقى عايزة أروح وأنت بترفض أطلع بره المنصورة، أنا مكنتش أعرف إن هيحصل معايا كده 


أحمد بألم شديد منها : ولو مكنش حصل كنت هتروحي مرة واتنين وتلاتة كمان لو الشاب مجاش أنقذك كنتِ هتروحي مني خالص يا عشق، يا هتروحي من نفسك 


ليكمل بعتاب : دي أخرتها يا عشق ! دي أخرة حبي ليكي ! دي أخرة ثقتي العميا فيكي، الغلط ده عمره ما يغتفر يا عشق، عمره 


تنهد وهو يقول : أمك أنا معرفش ليها طريق ولو كنت أعرف مكنتش هتردد اوديكي ليها بس أنا معتش هكمل معاكي، أنا تربيتي غلط واللي توصل بيه يعمل كده بكره يعمل أسوأ وكلام جدك يتحقق، عشق أنا هوافق على العر يس هتتـ ـجوزي معتش ليكي عيشه معايا 


عشق بصدمة : بتقول ايه ! بابا أنت مستوعب ! أنا عشق حبيبتك بنتك مش بتقولي عمرك ما هترميني 


أحمد بسخرية : طب ما أنتِ قولتي عمرك ما هتخزليني وفجأة واحد يجيب بنتي من نص الديسـ ـكو ولو اتأخر عشر دقايق كان واحد ابن حرام اعتـ ـدى عليها، سمعت كلامهم وسكتت وقولت خدي حريتك واخرجي واسهري بس متعمليش الغلط تقوليلي كل حاجة، مفهماني إن خروجاتك مع بنات بس واكتشف بنتي مصاحبه شباب قد البنات، منعتك من اللبس الزبالة الاقيكي في وسط زبالة بلبس ازبل كأنك ملكيش أهل، بتسافري من ورايا وزمان كنتِ بتفهميني إنك بايته عند خالتك يا ترى بقى كنتِ فعلاً هناك 


نفت وبكائها يزداد ليردف : يا خسارتك يا عشق، يا خسارة اختيارك ليا وأنا اللي كنت مفكره حب فيا اتاري لو أنتِ مع امك مش هتعملي كده


عشق ببكاء مرير وهي تضمه : لا والله أنا اختارتك عشان بحبك أكتر منها 


أحمد : بتحبيني ! لو بتحبيني وبتحترميني عمرك ما تستغلي حبي يا عشق، تغاضيت عن حاجات كتيرة عملتيها بس المرة دي لا 


دفعها عنه ثم أخذ هاتفها وأكمل : ممنوع التليفون وممنوع خروج من باب الشقة، صحابك بنات او ... لو كلمتي حد فيهم بأي شكل مش هيحصل طيب، تحت حتى متنزليش مفهوم ؟


عشق وهي تجلس على طرف السرير : حاضر 


اغلق الباب خلفه واتجه لأسفل يدخل شقة والده ثم قال : أنت بلغت رفض عشق لصاحبك 


جلال برفض قاطع : لا ومش هبلغه يا أحمد غير لما تقعد مع الشاب 


أحمد : اسمه ايه ؟ قولي اسمه وبيشتغل ايه وعنده كم سنة 


جلال بإبتسامة بشوشة : رعد اسمه رعد آدم عتمان الشافعي وهو رائد في قسم الجنـ ـايات كمان عنده تسعة وعشرين سنة عايش لوحده في القاهرة أهله ماتوا في حادثة، خد اسمه كامل وأسأل عليه صدقني مش هتلاقي أحسن من كده لعشق 


أحمد : أنا مش هجـ ـوز بنتي لسمعته الظاهره، أنا عايز شخص من جوه كويس، هسأل عليه ولو لقيته كويس ساعتها هقولك 


جلال بفرحة عارمة : مش هتلاقي أحسن من كدة صدقني ولو عليا أنا مستخسره في بنتك ونفسي ياخد هدير بس نعمل ايه بقى ! الراجل من ساعة ما شاف بنتك وهو بيقول مش عايز غير عشق لرعد 


أحمد : اللي جواه حلو بيشوف الحلو اللي جوا قلب الناس واللي جواه وحش بيحلي الحلو قدامه، فهمت يا والدي عن اذنك 


رن جلال على عتمان الذي أجاب قائلاً بمرح : هاا العروسة قالت رأيها ؟


جلال بتأكيد : أيوة مش هنلاقي أحسن من ابنكم لبنتنا 


عتمان : على خيرة الله ! قولي بقى هتحددوا الخطوبة أمته ؟


جلال بخبث : مش عايزين خطوبة أحنا هنخليها جواز على طول، أحنا عايزين نفرح بعشق وأنت أكيد نفسك تفرح برعد 


عتمان باستغراب : عايز توصل لأيه يا جلال ؟ دا الاستعجال من الشيطان 


جلال بهدوء : ولا حاجة يا عتمان يا اخويا بس عشق طايشة ومش عايزها تغير رأيها، أحنا مش هنلاقي ليها أحسن من ابن ابنك 


عتمان بتفهم : اتفهمتك يا اخوي


❈-❈-❈


نظرت عشق للجاكت بضع لحظات قبل أن تستنشق رائحته وابتسمت بخفة ثم مسحت دموعها سريعاً، طوته ووضعته في خزانة ملابسها تشكر صاحبه 


عشق : شكلي مش هشوف صاحبك تاني، دا على أساس إني شوفته أولاني يا ربي مش فاكره غير أنه طويل وبعضلات وذيه هتلاقي ربع شباب الشعب


اخرجت ملابس لها واتجهت للحمام وقالت بينها وبين نفسها : الوقتي بابا يهدى ويتراجع بس في حساب لازم يخلص وهيخلص 


تنهدت وهي تفكر فيما حدث معها وفي رد فعل والدها، هونت على نفسها بأن أحمد لن يفعل هذا ولا تعرف أنه حين يصر على شيء سوف ينفذه 


بينما رن ياسين على رعد الذي أجاب بسرعة قائلاً بلهفة : عرفت حاجة عنها 


ياسين : يا ابني قولتلك بناته چمان وچيلان التالته دي مجبليش سيرتها 


رعد بضيق : مسألتش على الصورة ليه ؟


ياسين باستغراب : صورة ايه ؟


رعد بزفير : مفيش سيبك، عايز حاجة ؟


ياسين : استنى أنا حددت الخطوبة هتبقى بعد يومين أكيد لو البنت قريبتهم بكل الطرق هتيجي 


رعد بأمل : بجد ! شكراً يا ياسين 


ياسين بضحك : على ايه يا عاشق 


لم يتردد في إغلاق الهاتف بوجـ ـهه بينما تعالت ضحكات ياسين في نفس الوقت دخلت يارا التي قالت بفضول : في ايه ؟ بتضحك على ايه ؟


ياسين بضحك : رعد شكله وقع 


يارا بعدم فهم : أزاي مش فاهمه


ياسين : اقعدي هحكيلك .. 


❈-❈-❈


بعد مرور يومين 

اتجه أحمد لأعلى ثم دخل شقة والده يخبره بموافقته على زو اج عشق من الشاب ثم صعد لأعلى يفتح باب شقته ودخل يغلقه خلفه، وقفت عشق تنظر له بلهفة في انتظار أن يقول أي شيء 


أحمد بهدوء : المفروض خطوبة چمان النهاردة 


عشق بلهفة : بجد ! أزاي مقولتليش المفروض كنت أبقى جنبها 


أحمد بتنهيد : لا يا عشق مش هتبقي جنبها ودا من ضمن العقاب، كمان القاهرة معتيش هتنزليها غير لو جوزك سمح بس طول ما أنتِ في بيتي مش مسموح


عشق بدموع : أنت لسه زعلان مني يا بابا والله أنا اتعلمت من غلطي ومش هعمل كدة تاني 


أحمد بتجاهل : صحيح العر يس كويس وأنا بلغت جدك يقولهم إنك موافقة، وإن شاء الله في ظرف أيام الخطوبة هتتعمل 


عشق بعدم استيعاب : خطوبة ! خطوبه مين ؟ لا مش هتعملها فيا صح ؟ بابا مش هتجـ ـوزني أساساً أنت متقدرش تقعد من غيري لا لا مش هيحصل 


انفجرت باكية وهي تضمه قائلة : يا بابا أنا أسفة متعملهاش بقى وتخليني أسيبك 


أحمد وهو يدفعها بخفة : ابعدي يا عشق هتأخر على خطوبة أختك 


اتجه لغرفته يغلق الباب خلفه بينما وصل لأذنه صوت بكائها فأغمض عيناه بقوة وتجاهل بصعوبة ليبدأ بتجهيز نفسه للخطوبة 


❈-❈-❈


في موعد الخطوبة

تنهد رعد بحزن وهو يبحث عنها بين الموجودين للمرة التي لا يعرف عددها، سلبته عقله وغابت هي، يريد أن يعرف اسمها حتى لكنه فشل في هذا 


ياسين باستغراب : أنت رايح فين ؟


رعد بتنهيد : مش لبستوا الدبل همشي أنا بقى 


ياسين : خليك يا رعد جنبي 


رعد : ملوش لازمه يا ياسين أنا واقف أدور عليها وبس، حاسس إني مش أنا وبجد زهقت من نفسي، يلا أشوفك بعدين 


ياسين بتفهم : على راحتك 


حتى الصورة التي تجمعها بالفتيات أزالوها، قاد سيارته عائداً لمنزله في نفس الوقت أقبل أحمد دون عشق، اتجهت چمان له تضمه كذلك چيلان 


يارا وهي تلكزه : مين الحليوه ده ؟ طب ايه مش هنعمل بدل 


ياسين : امشي يا بت من جنبي 


چمان بخفوت : فين عشق ؟ 


أحمد وهو يُقـ ـبل جبينها : هقولك بعدين مبروك يا حبيبتي


چمان : الله يبارك فيك يا بابا، تعالى أعرفك على ياسين


اتجه أحمد له يسلم عليه قائلاً بمرح طفيف : مش معقول ياسين بيه مرة واحدة 


چمان : أنت تعرفه يا بابا 


ياسين بتأكيد : نعرف بعض أكيد وهل يخفى القمر ! ازيك يا أحمد بيه ولا أقول يا عمي 


چمان برفض : لا متكبروش يا ياسين


چيلان : يا بابا 


أحمد بإبتسامة : يا نعم 


چيلان وهي تجذب يـ ـده : سيبها مع خطيبها وتعالي احكيلك حاجة يلا


چمان بضيق : دا أنتِ باردة اوي 


اتجهت معه قائلة : مالك يا بابا ؟ مين مزعلك 


بدأ يقص لها كل شيء ثم اردف : فهمي باباكي الوضع وأنا نص ساعة وهرجع مش هلحق اقوله 


چيلان : يا بابا متقساش على عشق هي ملهاش غيرك 


اكتفى بهز رأسه، أحمد على علم بخطوبة ياسين بچمان وهو كان من أهم الأطراف التي يجب أن توافق، كذلك هو أيضاً عرف أن رعد هو نفسه صديق ياسين لذلك وافق فهو يرى أنه من الأفضل أن تكون بجانب أولاد خالتها وزو جها حتى يرعوها فهو لا يضمن الوقت ولا الظروف


رن جد رعد عليه يخبره بأنه تم تحديد الزو اج وهو بعد أسبوعين فقط، نظراً لرغـ ـبته الشديدة بالفـ ـرح به كذلك رغبة أهل الفتاة بهذا، لم يعترض رعد فهو أعطى كلمة لجده بالإضافة إلى أنه لم يجد فتاته بعد. 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية