-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 4

 

رواية جديدة وحصرية على مدونة رواية وحكاية 

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر 

للكاتبة آية العربي 




رواية للقلب أخطاء لا تغتفر

الفصل الرابع

 بعنوان ( أجنحة خاوية)


  


لا تستَحــ.قِر دموع أحداً يبكى إشتياقاً 

فالحنين يُكــ.سِر عِظام الصَــ.درِ وجعاً


❈-❈-❈


مساءاً تجلس عائلة سالم الجواد في فيلا شوقي أبو الدهب ينتظرون نزول أميرته المدللة  . 


كان شوقي يقهقه عالياً مع سالم وسعاد تجلس بتعالى تتحدث مع صفية وتجاورها شيرين تجلس بصمت تتابع وتستمع وتنظر بعيون حالمة لهذا الجالس يتقلب بضجر  . 


أردف شوقي محدثاً حمزة بعدما إلتفت إليه ووجده شارداً: 


- إيه يا حمزة ساكت ليه  ؟  .. 


تحمحم حمزة وانتبه عليه يطالعه بهدوء وتحدث قائلاً  :


-أبداً يا شوقي بيه انا بسمعكوا   . 


جاءت مدبرة المنزل تدفع عربة الضيافة واتجهت توقفها جانباً وبدأت تصُب المشروبات الساخنة وتقدمها بينما نزلت مها من أعلى الدرج وخطت تتقدم من غرفة الصالون  وتمشى بتعالى وغــ.رور ترتدى فستاناً منسدلاً لبعد ركبــ.تها وترتدى حذاءاً شفافاً عالياً   . 


كما زينت وجــ.هها بمستحضرات التجميل ورفعت خصلاتها للأعلى فباتت كعارضة أزياء فرنسية  . 


دلفت تبتسم للجميع مردفة بتعالى  : 


- مساء الخير  .


أبتسم لها شوقي ووقف يتجه ويستقبلها ثم التقط يــ.دها يقــ.بلها ثم عرضها عليهم يردف بفخر وهو يقدمها  : 


- بنتى مها  ...  اللى دوختنى علشان تنزل مصر  . 


ثم نظر لمها وأردف بمكر  : 


- مها حبيبتى  ...  أظن مش محتاجة تتعرفي على عمك سالم وأولاده  . 


ضحكت لوالدها وأردفت بثقة  : 


- طبعاً يا بابي  . 


اتجهت حيث يقف سالم ليستقبلها وقبــ.لته من وجــ.نته ثم ابتعدت قليلاً  تردف  : 


- أخبارك ايه يا أونكل سالم  ؟ 


ابتسم لها ببرود يردف  : 


- كويس يا حبيبتى  ...  إنتِ عاملة ايه  ؟ 


اومأت تبتسم مردفة  : 


- تمام جداً  . 


خطت بعدها ترحب بصفية وشيرين ببرود ثم أتجهت إلى حمزة الذى وقف ليستقبلها ونظرت له بتمعن ثم مدت يــ.دها وأردفت بخبث وهى تتعمق ملامحه  : 


- أزيك يا حمزة  ...  تعرف إن ملامحك غير الصور خالص  ...  بصراحة الصور ظلماك  . 


أبتسم بهدوء وبادلها السلام سريعاً يردف برتابة  : 


- متشكر يا مها  ...  وحمدالله على السلامة  . 


ابتسمت وأردفت بتمعن : 


- الله يسلمك  . 


خطت ترحب بمراد وفريد ثم أتجهت تجلس بجوار والدتها سعاد ومن بعدها لم تزيح أنظارها عن حمزة الذى يلاحظ نظراتها جيداً ويحاول تجنبها بضيق  . 


كان لقاء في ظاهرهُ عائلي ولكنه في الحقيقة ما هو إلا خطة خبــ.يثة لإستكشاف حمزة الجواد من قبل إبنة أبو الدهب   . 


حيث أدركت أنه ليس ذلك الشاب السهل الذي يمكن أن توقعه بسهولة  ...  كما أدركت جيداً مدى إحترامه وهدوءه من حيث طريقة جلوسه وصمته معظم الوقت على عكس مرح مراد وتأفأف وضجر فريد  . 


بعد فترة ليست قليلة غادرت عائلة سالم عائدين إلى قصرهم وبقى شوقى يجلس يطالع ابنته مردفاً بترقب  : 


-ها يا مها  ؟  ...  إيه رأيك في حمزة  ؟ 


أردفت بضيق  : 


- بااارد جداً  ... إيه ده يا بابي  ؟... معقول فيه إنسان كدة  ؟... ده متكلمش كلمتين على بعض من وقت ما قعد  ... بجد بارد  . 


ضحك شوقى وأردف بتمعن واستمتاع  : 


- ده كويس جداً  ...  مينفعش ترتبطى بأنسان عصبي لأنك عصبية يا موكا   ...  لازم حد هادى زي حمزة  يستقبل عصبيتك ويعرف يتعامل معاها . 


ضحكت ساخرة وأردفت متسائلة بتعجب  : 


- أنا نفسي أفهم ليه مصمم إنت على إرتباطى من حمزة ده يا بابي  ؟  ...  بصراحة متوقعتش أنه كدة بس أسلوبه مستفز فعلاً  . 


أردف شوقي بغموض  : 


- صدقيني يا مها انتِ هتعرفي تتعاملى معاه وتكسبيه  ...  حمزة مش بيخرج من تحت طوع سالم حالياً بس فيما بعد هيبدأ يكون حياته بنفسه  ...  وأنا عايزك تكونى معاه طول الوقت ده  ...  شاب زى حمزة مش بنقابل زيه دائماً  ... لازم أتمسك بيه كويس لبنتى الوحيدة  . 


نظرت لسعاد التى تتابع بصمت وأردفت متسائلة  : 


- وإنتِ يا مامى  ؟  ...  ساكتة ليه  ؟ 


هزت سعاد كتــ.فيها وأردفت  : 


- هقول إيه  ؟  ...  باباكى شايف انه ميتفوتش مع إنى مش حابة الموضوع خصوصاً بعد ما أتكلمت مع مامته  ...  أنا شيفاه غير سالم خالص  ...  تقريباً هو وارث ســ.زاجة مامته  ... مش عارفة دى تبقى مرات سالم الجواد إزاي  ... بصراحة محبتهوش لا هو ولا مامته . 


طالعها شوقي بعمق وأردف ساخراً وهو يقف ويغادر : 


- مش لازم تحبيه يا سوسو المهم بنتك تحبه  . 


ضحك بإستفزاز وغادر وتركهما تنظران لبعضهما البعض بترقب  . 


❈-❈-❈


عادت عائلة سالم الجواد إلى قصرها 


دلفوا جميعاً يجلسون في بهو القصر الواسع إلا حمزة الذى إتجه على الفورِ إلى الدرج ليصعد فأوقفه سالم يردف بجمود: 


- استنى يا حمزة  . 


توقف قبل أن يرفع قدمه والتفت يطالع والده بأحترام مردفاً  : 


- نعم يا بابا  ؟ 


أردف سالم وهو يطالعه بضيق: 


- معجبنيش أبداً طريقتك عند شوقي خصوصاً مع مها  ...  البنت كل ما تحاول تكلمك تتجنبها  ...  دى إسمها قلة ذوق  . 


تنهد بعمق ثم طالع والده بعــ.يون حزينة وأردف  : 


- أنا قولت لحضرتك قبل ما نروح أنى لو جيت مش هبقى مرتاح وحضرتك أصريت عليا  ...  وجيت إحتراماً لكلامك بس مش هعرف أتعامل عكس مانا حاسس  ...  أنا كنت برد على أد كلامها ومش شايف إنى تجاهلتها  . 


أردف سالم بجمود وقسوة  : 


- يبقى أنت نظرك ضعِف  ...  خد بالك كويس يا حمزة من تصرفاتك مع شوقي وبنته الفترة الجاية  ... مش عايز أكرر كلامى  . 


تركتهم واتجه لغرفة مكتبه بينما طالع حمزة الجميع بصمت وصعد للأعلى حيث جناحه  . 


دلف وخطى لغرفته ودلفها ثم خــ.لع جاكيته ووضعه جانباً واتجه إلى الفراش يجلس عليه ويفكر  ...  لعــ.نة الإبن الكبير لعائلة قوية ذو نفوذ أصابته وقيدت قوته فأصبح يلبي بصمت  .  


❈-❈-❈


بعد أن أوصل حمدى أسرة سالم عاد إلى منزله مرهقاً  . 


دلف يلقي السلام على جميلة التى تنتظره واتجه يجلس على الأريكة مردفاً  : 


-النهاردة كان يوم متعب أوى  ..


أتجهت تجلس بجواره وأردفت بحنو متسائلة   : 


- انت تعبان يا حمدى  ؟ 


تنهد وهز رأسه يردف بهدوء  : 


- لاء يا جميلة كويس بس أنتِ عارفة طول اليوم برا البيت  . 


تنهدت تومئ وتربت على كتــ.فه ثم تساءلت بترقب وفضول: 


- عملوا إيه في بيت شوقى ابو الدهب  يا حمدى ؟  ...  شافوا العروسة الفرنسية  ؟ 


في تلك الأثناء كانت ريتان تمر إلى المرحاض بعدما إنتهت من مراجعتها وسمعت حديث والدتها الذى صنّم جــ.سـدها وجعل قلبها يرتطم بقــ.سوة في الصدمة المتحجرة التى تلقتها عندما أستمعت إليهما بأنــ.فاسٍ مسلوبة وحمدى يقول: 


- أكيد شافوها  ...  واضح إنه جــ.واز مصالح يا جميلة  ...  إنتِ عارفة سالم بيه كويس ... هيدور على اللى زيه أو أعلى كمان  ...  وبنت شوقى أبو الدهب هي أنسب عروسة لحمزة أبنه  . 


سقطت عبراتها متتالية ومتسارعة على وجنتيها وهى تستمع إلى حديث والدها الذى يستهدف أُذنها كطلقات نارية قاتلة ووقفت بجــ.سد إهتز وارتعش غير قادراً على إكمال خطواته  . 


أردفت جميلة بتعجب  : 


- يا سلام  ؟  ...  الراجل ده ألة يعنى ولا إيه  ؟  وافرض ابنه مش عايزها  ؟  ...  هيجــ.وزهاله غصب عنه  ؟ 


أومأ حمدى يردف بتأكيد  : 


-   مافيش حد من ولاد سالم يقدر يعصي أوامره  ...  انتِ ناسية سناء بنته؟  ...  وحمزة بالذات عمره ما هيقدر يقف في وش أبوه  . 


أنكمشت ملامح وجهها وأردفت بحزن  : 


- لاء مش ناسية يا حمدى  ...  وهو علشان كدة مش عاجبنى جبــ.روته ده  ...  أجبرها تتجــ.وز واحد هى مش بتحبه  ... ومهموش غير فلوسه وفي الآخر كسب إيه  ؟  ...  سناء عمرها ما هتسامحه  ...  وهو هيندم . 


أردف حمدى محذراً  : 


- متقوليش الكلام ده قدام أي حد يا جميلة  ...  هو ميهموش لا كــ.ره ولا محبة  ...  انا بفضفض معاكى لما مش بتحمل أفعاله بس لو عرف أنى بتكلم عليه كدة هيقطع عيشي  ...  ملناش دعوة بيهم دول ناس إحنا مش قدهم  . 


أومأت بصمت ثم ربتت على كــ.فه تردف بحنو  : 


- هقول لمين يعنى يا حمدى  ؟  ...  أنا بتكلم معاك أنت  ...  يالا أنا هقوم أعملك العشا  . 


أومأ وأردف متسائلاً  : 


- ريتان وبسمة ناموا  ؟ 


أردفت وهى تخطى بإتجاه المطبخ: 


- أيوة أكيد ناموا أو يمكن ريتان لسة بتذاكر  . 


أومأ يتنهد وشرد يفكر في مستقبل بناته بينما أتجهت ريتان إلى غرفتها بخطى بطيئة ونفسٍ ثقيلة ضغطت على صــ.درها فبات التنفس ضعيف  ...  كانت تهرب من حقيقة أنه حلم صعب المنال   ... تعلم أنها ستعانى دوماً نتيجة هذا الحب البائس ولكن الألم لا يتحمل  ... عــ.ذاب الحب الصامت هذا يأكل من طاقتها ويضــ.عف قلبها   . 


كانت تتأمل وتدعى وتحلم أحلاماً مزهرة وها هو والدها يعيدها إلى واقعها  ...  عليها ان تفهم حقيقة الأمر  ...  عليها أن تدرك أن قلبها أخطأ حينما أختاره  ..


بنيت قصوراً رملية وها هى تهدمها أمواج الطبقات والمستويات الاجتماعية  . 


اتجهت تتمدد على الفراش وتفكر فيه وتذرف دموع الحسرة على حبٍ كُتِبَ عليه الكتمان مدى الحياة فبات مؤلم للروح والقلب . 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع 


في الجامعة حيث بدأت الإمتحانات 


أنتهت ريتان وسلمت ورقتها بملامح حزينة منذ ذلك اليوم وقد وضعت هدفها الأول أمامها وهو نجاحها بتفوق كعادتها لترفع رأسها وسط هذا المجتمع ذو الافكار العقيمة  ولتنجح وتثبت للجميع أن ريتان إبنة الطبقة الفقيرة قادرة على ما لم يقدروا عليه هم   ... لتأكد لسالم وأشكاله أنه مخطئ وأن الطبقة الكادحة تُنبِشَ في الصخور لتفرز للمجتمع نماذج مشرفة  ... فجميع العظماء الذين تعرفهم كانوا من الطبقة الفقيرة تلك وحققوا أحلامهم  . 


وقفت لتغادر ولحقتها كارى تردف معنفة بمرح  : 


- بقى كدة يا صحبتى تخرجى من غيري  ؟  ...  وأشاورلك تغــ.ششيني تعملي إنك مش شيفانى  ؟ 


أبتسمت ريتان رغماً عنها وأردفت بحزم  : 


- أسفة يا كارى  ...  انتِ عارفة غلاوتك عندى بس مقدرش أغير مبدأي  ...  غــ.ش ممنوع  . 


أردفت كارى بتفهم  : 


- عارفة طبعاً  ...  المهم انتِ عاملة إيه دلوقتى  ؟ 


تنهدت ريتان بعمق لا تريد أن تفكر في هذا الأمر  ...  ليظل الألــ.م في الأعماق لربما هدأ وطاب  ...  لتحاول المضى قدماً ولتعتبر حالها إحدى اللاتى احببن ولم يحصلن على حبهن  . 


زفرت ونظرت لكارى وأردفت بمراوغة  : 


- كويسة جداً يا كارى  ...  تعالى يالا هعزمك على عصير قصب عند عمو فتحى بتاع عصارة المتوكل  اللى في وش الجامعة . 


تحمست كاريمان وسعدت بنشاطها وأردفت  : 


- أيوة بقى هو ده الكلام  ...  يالا بينا  . 


انطلقتا الفتاتان إلى خارج حدود الجامعة لحظة توقف سيارة حمزة الذى أتى لتوهِ  . 


أردفت كاري بصدمة عندما رأته يترجل   : 


- ريتان ألحقي مين جه  . 


التفتت ريتان تنظر للجهة المجاورة فوجدته يترجل من سيارته أمامها  ...  عيــ.نه منكبة عليها من خلف نظارته  ...  عاد قلبها اللعين ينبض بعــ.نف  ...  أتنزعه الآن وتلقيه بعيداً أم تدهسه بقــ.دمها ليدمى ولينتهى هذا الألــ.م  ... لماذا جاء وظهر الآن وما تلك الحالة التى يبدو عليها  ؟


خلع نظارته وتقدم منها عقله يحسه على التوقف والإبتعاد ولكن قــ.دماه تسوقه إليها محبراً  . 


التقت العيون ببعضها لثانيتين  ...  فقد ثانيتين قبل أن تلتفت سريعاً وتردف موجهة حديثها لصديقتها بحدة  : 


- كارى أمشي يالا  . 


خطت مسرعة ولحقتها كارى ولكنه أوقفها يردف بنبرته التى عاهدتها وهو يتقدم منها متعجباً من حدتها  : 


ريتان  ! 


توقف تغمض عيــ.ناها  ...  ليتها تستطيع الصراخ في وجههُ بأن يكف عن تلك الأفعال والأصوات والحركات التى تعيد بناء تلك القصور الهاوية  ...  لما يتعمد أن يجعلها تُحلق للأعلى بأجنحة خاوية !! . 


ألتفتت اليه وأرغمت ذاتها على ارتداء قناع جاد مردفة: 


- أهلاً يا حمزة بيه  ...  عن اذنك  . 


يالا يا كارى  . 


قالتها لتحس كاريمان على السير ولكنه عاد يوقفها مردفاً بترقب وتعجب وقد شعر بالحزن يتوغل إليه شيئاً فشيئاً  : 


- ثوانى بس فيه إيه  ؟  ...  هو فريد ضايقك تانى  ؟ 


عادت إليه تطالعه بتمعن وبرغم قلبها النابض بقوة إلا أنها أردفت بثقة وتأكيد: 


- لا أبداً مضايقنيش ...  حضرتك أنا عرفت حدودى كويس وبقيت ألتزم بيها مع الكل  ...  وشكراً لأهتمامك بس مافيش داعى لتدخلك بعد كدة  ...  عن أذنك  . 


توقف قلبه للحظات من نظرتها الحزينة 

عقله يرغمه على الإبتعاد وقلبه يرغمه على معرفة سبب حزنها لذلك مد يــ.ده لا إرادياً يوقفها مردفاً باستفهام  : 


- ثوانى لو سمحتِ يا ريتان فهميني مالك في إيه  ؟ 


أوقفته محذرة تنظر إليه بعــ.يون متسعة وتشير بسبابتها مردفة  : 


- لو سمحت ميصحش كدة  ...  شوف أنت جاي ليه وسبنى أمشي  . 


أبتلع غصة مريرة تكونت بحلقه ولعــ.ن ضعفه الذى يبدو كوحشٍ قويٍ يقيد حركته ثم أبتعد يعتذر مردفاً بنبرة حزن غلفت صوته  : 


- أنا أسف  ... أنا بس خوفت يكون فريد ضايقك تانى  ...  أنا كنت قريب من هنا وقولت أجي أشوف فريد عمل إيه في أمتحانه  ؟. 


كاذب  ...  نعم كاذب وإن استمر هكذا بالنظر إلى عيناها ستنكشف كذبته  ...  لم يكن قريباً من هنا ولا يعلم لما أتى إلى هنا من الأساس ولكن كل ما يعلمه انه ود رؤيتها فساقته قدماه إليها  ...  عاجزٌ هو عن تصديق مشاعره وناكرٌ لما يراوده وكاتم لأى صوت يصــ.دره قلبه وقاتل لأي شعور ولكن برغم ذلك أتى ليراها  .. 


لف نظره عنها ونظر لكاريمان كى يدارى حالته المشتتة تلك وأردف  : 


- طيب قوليلي لو سمحتِ يا أنسة هو فريد ضايقها تانى  ؟  


أردفت كارى بهدوء وتأنى  : 


- لا يا أستاذ حمزة زى ما ريتان قالتلك محصلش حاجة وعن إذنك لأن ميصحش وقفتنا دى  . 


سحبت ريتان التى بعثرتها نظرته وغادرتا وظل هو يطالعها بعمق إلى أن اختفتا من أمامه فتنهد بقوة وأستقل سيارته وغادر ونسى فريد ونسي كل شئ فقط ليذهب للبعيد  ... ليته يستطيع الصراخ الآن  . 


بينما هى تتسائل بتعجب وقلبٍ نابضٍ بعنف  : 


- بيعمل كدة ليه  !  ...  فهميني يا كارى بيعمل كدة لييييه  ...  ليه كل ما بحاول أعرف حدودى كويس بيتمعد يركبلي جناحات وفي الآخر بلاقي نفسي واقعة على جدور رقــ.بتى  ...  عايز منى إيه هو أنا هتجنن يا كارى  ...  هو مفكرنى مش بحــ.س  ؟  .


تنهدت كاريمان بعمق فهى الآخرى متعجبة من أمره  ومن نظرته الغريبة ...  حاولت تهدأتها تردف بحيرة وحزن لحالتها   : 


-  إهدى يا ريتان علشان خاطري   ...  يمكن ده أسلوبه العادى يا ريتان  ...  حاولى تكذبي أي إحــ.ساس وصلك منه  ...  حاولى تتجنبيه يا ريتان علشان متتعبيش  ...  أنا كمان مش فاهمة بيعمل كدة ليه  ؟...  بس مش معقول يكون عارف إنك بتحبيه  ...  يمكن حاسس إنك معجبة بيه أو مستلطفاه وبس  ...  المهم علشان خاطرى انسى الموضوع ده خالص وركزى في اللى إنتِ ناوية عليه بعد كدة  . 


زفرت ريتان بقوة وأومأت عدة مرات تؤكد على كلام صديقتها وأكملتا الاثنان طريقهما بحيرة من أمره . 


وانطلق حمزة بعدها بسيارته إلى مكان يجد فيه أوكسجين لصــ.دره المقبوض هذا  ...  قاد وكان خلفه هذا الرجل الخفي الذى أرسله شوقي ليراقبه دون أن يلاحظه  . 


❈-❈-❈


في اليوم التالى في الشركة 


دلف شوقي فجأة إلى مكتب سالم مندفعاً ثم ألقى بظرفٍ ما على مكتبه وأردف بحدة  : 


- أتفرج وقولي رأيك  ؟ 


تعجب سالم من هجومه ونظر للظرف ثم تناوله وفتحه وأخرج ما به من صورٍ تم إلتقاطها لحمزة وريتان عند الجامعة أمس  . 


أنكمشت ملامح سالم وهو يتفحص الصور بينما أردف شوقي بغضب  : 


- عاجبك عمايل أبنك الكبير اللى قولت عليه عاقل  ؟... بيجريلي ورا بنت السواق وعايزنى اديله بنتى أنا  ؟ 


طالعه سالم بضيق ثم أردف متسائلاً بتعجب برغم إستياؤه وغضبه الشديد من إبنه: 


- أنت بتراقب أبنى  ؟ 


أردف شوقي ساخراً  : 


- لو مكنتش عملت كدة كنت جوزت بنتى لواحد ماشي ورا بنت السواق بتاعهم  ...  بس تمام أنا عرفت هعمل إيه  ؟ 


إبتلع سالم لعابه خوفاً من نبرة شوقي الغامضة الذى يعلم جيداً فحواها وأردف بتأكيد وثقة  : 


- أطمن  يا شوقي ...  الموضوع عندى ومحلول  ...  أكيد في سوق تفاهم واللى في الصور ده مش حقيقي  ...  أنا عارف إبنى كويس  ...  حمزة مستحيل يفكر بالطريقة دي  ...  أنا هتكلم معاه وهبلغك عملت إيه  . 


أردف شوقي بجمود قبل أن يغادر  : 


- وريني هتعمل إيه يا سالم  ... وإلا تنسى خالص أي شراكة بينا  ... إتكلم مع إبنك وشوف هيبرر اللى في الصور ده إزاي ؟  . 


خرج بعد أن جمع الصور وأخذها مجدداً وتركه غاضباً من أفعال أبنه الصبيانية التى ستهدم مستقبلهم رأساً على عقب  .


رفع سماعة هاتفه وطلب مكتب حمزة يردف بجمود بعدما أجاب حمزة   : 


- تعالى عندى فوراً  .


اكمل قراءة الرواية الجديدة


للقلب اخطاء لا تغتفر


بقلم آية العربي

تابع قراءة الفصل