-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 4-2

 

رواية جديدة وحصرية على مدونة رواية وحكاية 

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر 

للكاتبة آية العربي 




اكمل قراءة الرواية الجديدة


للقلب اخطاء لا تغتفر


بقلم آية العربي

تابع قراءة الفصل



 

أغلق وانتظره فأتى حمزة بعد دقائق إلى مكتب والده يتسائل بتعجب وهو يجلس امامه  : 


- خير يا بابا حضرتك طلبتنى  ؟ 


أردف سالم بحدة  : 


- أنت إيه اللى وداك الجامعة أمبارح  ؟ 


تعجب حمزة من سؤال والده وأردف بهدوء متسائلاً  : 


- خير يا بابا إيه اللى حصل  ؟ 


ضــ.رب سالم على مكتبه بكــ.فيه يردف بغضب  : 


- جاوب على سؤالي  ؟  ...  كنت في الجامعة بتعمل إيه  ؟  ...  ومتقولش علشان فريد وتكذب  . 


توتر حمزة وصمت يفكر قليلاً ولكن قطع سالم أفكاره يردف بغضب  : 


- كنت رايح تشوف بنت حمدى السواق مش كدة  ؟ 


صُدم حمزة من حديث والده وأردف بتعجب  : 


- هو حضرتك بتراقبنى  ؟ 


وقف سالم يتجه أليه ثم جلس أمامه وأردف بهدوء حاد مخيف  : 


- حالاً تفهمنى أيه اللى بينك وبين بنت حمدى السواق  . 


نظر في عين والده وعجز لسانه عن الإنكار أو التأكيد فأردف سالم بصــ.دمة وقســ.وة  : 


- أوعى تكون بتحبها  ؟  ...  ده أنا اطربقها عليك وعليهم  . 


طالعه حمزة بذهول وأردف بتوتر  : 


- يا بابا مش زي ما حضرتك فاهم  . 


تنهد سالم بقوة ثم تحلى بالهدوء يتساءل بنفاذ صبر  : 


- فهمنى  ؟  


لف نظره عنه وأردف بترقب وهو يفكر فيها  : 


- أبداً يا بابا كل ما في الأمر أنى شايفها بنت طيبة وهادية وخلوقة  . 


- وبنت السواق بتاعنا  ؟ 


قالها سالم يقاطعه فطالعه حمزة بصمت فأكمل سالم محذراً  : 


- أوعى تفكر يا حمزة  ...  أوعى عقلك يفكر حتى في اللى قولته دلوقتى  ...  ده من رابع المستحيلات  ...  فااااهم  ؟ 


نظر لوالده وتحدث متسائلاً  : 


- ليه يا بابا  ؟ 


جحظت عيــ.ناه وأردف يردد بتعجب  : 


- لييييه  ؟  ...  ليه إيه  ؟ ... إنت اتجننت  ؟ ...  مافيش أي توافق بينكم  ...  أنت متخيل لما ترتبط ببنت السواق بتاعنا هيبقى شكلنا إييييه  ؟  ...  لا مستحيل أنا مش قادر أتخيل أصلاً  ..


نكس حمزة رأسه  ...  يعلم جيداً تفكير والده وقناعاته التى يقتنع بها أيضاً فكما يقول والده طوال عمره إبن الأكابر لبنت الأكابر والفقراء لبعضهم  ...  ولكن لا يعلم لما ينبض هذا الجزء الأيسر كلما أتت سيرتها ويخبره أن هناك إستثناء  . 


تنهد سالم وهو يلاحظ تشتت أبنه فتابع بخبث وفحيح  : 


- فكر كويس يا حمزة  ...  فكر مليون مرة قبل ما عواطفك تغلبك  ...  أنت مش بتختار زو جة وبس لاااا  ...  أنت بتختار شريكة لحياتك المهنية والفكرية والأجتماعية  ...  أنت بتختار أم لأولادك  ...  لازم تختار واحدة بعقلك يا حمزة وتبعد تماماً عن المشاعر  ...  لو عايز تنجح دايماً أبعد عن العواطف  ...  وبعدين الناس اللى من الطبقة دى طريقة تفكيرهم بتبقي معروفة  . 


رفع أنظاره يطالع والده بصمت وتمعن فتابع سالم بقســ.وة وتكــ.بر  : 


- البنات دى بيدوروا على الشاب الغنى اللى هيقدر يرفعهم من المستوى اللى هما فيه ويبدأوا يمثلوا عليه الحب والكلام المعسول بقى علي أساس يوقعوه  .


نظر لوالده بقوة ولم يدخل هذا الحديث على قلبه أو عقله فأردف بصدق وتروى :


- لو سمحت يا بابا  ... متحاولش تشوه صورتها على أساس تكرهنى فيها  ... ريتان أنا عارف أخلاقها كويس وده اللى لفت نظرى ليها  ... وحضرتك متأكد من كلامى  ... عم حمدى معانا من سنين وقبـل منه كان والده معانا عمرنا ما حسينا منهم بطــ.مع ولا لف ودوران  ..


ذهل سالم من حديثه وصمت لثوانى ثم اومأ يردف بعدما تأكد أن هذا الحديث المسموم لن يجدى نفعاً :


- تمام  ... هحاول أصدق كلامك بس ده مش مبرر أبداً إنك ترتبط ببنت السواق بتاعنا  ... مستحيل ده يحصل  .. لازم تفرمل أي حاجة جواك وتنسى تماماً الموضوع ده  ...  وكويس إنى عرفت ولحقت الموضوع من أوله قبل ما كنت تحبها  ...  وإلا كانت هتبقى مصيبة  . 


أغمض عينه ونكس رأسه بشعور مجهد  ... ليته كان فقيراّ لا يمتلك سوا قوت يومه  ... ثراءه وثروته ستصبح لعنته  ... سينساق خلف أهواء المجتمع ويتخلى عن راحته  ؟...  داخله شعورٍ سئ لما هو آتِ  وبرغم ذلك فإنه ينفذ ما يؤمر بصمت  .


أكمل سالم بخبث ليطرق على الحديد ساخناً:


- فكر في أخواتك لو ده حصل  ... أول حاجة شوقي هيسحب إيــ.ده من شركتنا خالص ووقتها الشركة هتنهار  ...  وأنت عارف كويس الأزمة المالية اللى بنعانى منها وبحاول أتخطاها  ... فكر في أخواتك ومستقبلهم يا حمزة  ... أنت مش ملك نفسك وبس بما انك إبنى الكبير يبقى لازم تعمل زيي وتفكر في مصلحة العيلة كلها  ... إنسى تماماً اللى بتفكر فيه لأنى مش هسمحلك أنه يحصل  .


وضع وجهُ بين كفيه بصمت وحزن  ...ربت والده على ســ.اقه يردف مؤكداً ليكمل على ما تبقى منه  : 


- مها هى أنسب زو جة ليك يا حمزة  ...  أسمع كلامى  ...  مها هى مستقبلك ومستقبل أخواتك  .


أغمض عينه يتخيلها زو جة كما قال والده ولكن لااا  ...  كلما أراد تخيل زو جة وإستقرار تأتى هى على مخيلته  ..


انتبه على جملة والده  : 


- الجمعة الجاية هنروح نطلب ايــ.د مها من شوقي  ...  جهز نفسك  . 


انزل كــ.فيه ونظر له بصدمة وأردف بتعب داخلى لا أحد يعلم نتائجه  : 


- يا بابا لو سمحت  . 


أردف سالم محذراً بنبرة لا تحمل النقاش  : 


- انتهى الكلام يا حمزة  ...  وإلا هتتسبب في قطع عيش حمدى من عندى ومن عند أي حد  تانى  وانت عارف كويس أبوك يقدر يعمل إيه لو عصيت كلمتى ...  مش هسمحلك تدمــ.ر شركتى وتعب سنين بسبب عواطفك اللى ملهاش أي معنى ولا قيمة ...  جوازك من مها فيه مصلحة الكل ومصلحتك إنت أولهم  . 


نظر لوالده بعمق ثم وقف وغادر دون إضافة حرف بينما نظر سالم لاثره وتنهد بعمق ثم رفع هاتفه وهاتف شوقي ليأتى إليه وليخبره بما يريده ليثبت له أن الأمر لم يكن كما هو موضح بالصور  . 


❈-❈-❈


في تلك الاثناء وصلت مها بسيارتها أسفل الشركة  ...  ترجلت وناولت المفاتيح لحارس الأمن ليصف سيارتها وصعدت لمكتب والدها  . 


كان قد ذهب شوقي لمكتب سالم ليرى ماذا فعل مع حمزة  . 


دلفت مكتب والدها واتجهت تجلس على مقعده تنتظره وتتخيل نفسها مديرة لهذه الشركة وبدأت ترى هيأتها عندما تصبح سيدة أعمال  . 


رفعت رأسها للأعلى وأبتسمت على أفكارها مردفة بهــ.مس  : 


- هيحصل قريب  . 


اخفضت نظرها لسطح المكتب فرأت هذا الظرف فمدت يــ.دها تتناولته وفتحته كما هو مسموح لها بأستكشاف أي شئ خاص بوالدها دون إذن


  بدأت تخرج ما به وتتطلع عليهم بتعجب وعــ.يون ثاقبة   . 


في تلك الاثناء وصل شوقي ودلف متفاجئاً بوجودها وانتابه التوتر بعدما رآى ما في يــ.دها  . 


أردف مرحباً بترقب  : 


- أهلا بحيبة بابي  ...  جيتي إمتى  ؟ 


رفعت إحدى الصور في وجهُ وتسائلت بغرور  : 


- إيه ده  ؟  ...  مش ده حمزة  ؟ 


تنهد واتجه يلتقط منها الصور ويدثرها مجدداً داخل المظروف ويخبأؤه في إحدى الأدراج مردفاً بهدوء  : 


- أيوة حمزة  . 


ضحكت ساخرة وأردفت بتعجب  : 


- هو ده اللى انت عايزنى ارتبط بيه  ؟  .


زفر بضيق وأردف مؤكداً  : 


- أيوة  ...  و قريب جداً جايين يتقدموا ويطلبوا إيــ.دك منى  . 


أردفت ببرود وهى تضع ســ.اق فوق الآخرى  : 


- نو  ....  مستحيل  . 


تنهد وطالعها يردف بهدوء وتروى ليقنعها بما أقنعه بيه سالم أو بما يريد تصديقه  : 


- مها  ...  بلاش تتسرعي  ...  حمزة هيتقدم وانتِ هتوافقي  . 


تعجبت من أمر والدها وأردفت بحدة وهى تنزل ســ.اقها وتدبها أرضاً بغيظ  : 


- بابي إنت إزاي كدة بجد  ...  أوافق أزاي  ...  واضح من الصور دي انه يعرف واحدة تانية ورايح يقابلها . 


أردف شوقي بجمود يردد ما قاله له سالم   : 


- لاء مش كدة  ... أنا كنت فاهم زيك كدة وكلمت سالم ننهى كل حاجة بس هو إتكلم مع حمزة وعرف منه الحقيقة  ...  كل ما في الأمر إن دى بنت السواق بتاع سالم  ...  وهى بتحاول توقع أبن البيه اللقطة  ...  واظن انتِ فاهمة كويس النوعية دي بتفكر  أزاي  . 


ضحكت وأردفت بتعالى  : 


- وانا مالى تفكر متفكرش   ... بعد اللى شوفته ده إزاي أقبل بواحد سمح لنفسه يفكر في بنت السواق بتاعهم   .... هههههه دى مهزلة  . 


جلس شوقي أمامها وأردف بهدوء وخبث  : 


- بس اللى أعرفه عن بنتى إنها بتحب التحدى  ...  ومش معقول بعد ما الناس كلها والمجتمع الراقي عرف إن بنت شوقي ابو الدهب في بينها وبين حمزة إبن سالم الجواد مشروع جو از تسيبيهم يتكلموا عننا بكلام طالع نازل  مالوش أي لزمة . 


ضيقت عيــ.ناها تطالع والدها بعمق وشرود وهو يتابع بخبث ويلعب على وترها الحساس  : 


- مش معقول هتصدقي كام صورة ملهمش أي أهمية عن كلامى  ... حمزة إبن سالم ولا يمكن هيحب بنت زي دي  ... كل ما في الأمر إنها شاغلاه ...  دي بنت لعوبة وانتِ لازم تعرفيها قميتها  وتوقفيها عند حدها ...  ومش بنت شوقي أبو الدهب اللى تسيب حاجة ملكها لحد تانى ياخدها  . 


التمعت في عيناها فكرة التحدى وشرد لثوانى ثم أردفت بتعالى  : 


- أوكى يا بابي  ...  مع إن مستحيل أدخل تحدى مع بنت زى دي    ...  بس انا اللى هكسب وإبن سالم الجواد هيبقى ليا لوحدى  .


❈-❈-❈


بعد أسبوعين 


في فيلا شوقي تجمعت العائلتين حيث حفلة الخطبة اليوم  . 


كانت مها تقف بغرور وسط الحضور ويجاورها حمزة بملامح باردة خالية من أي مشاعر  . 


تتابعه والدته بحزن  ...  تتذكر حينما أتجه اليها ليلاً منذ أسبوع وكان في حالةٍ مشتتة يسألها عن ما يفعله وهل يوجد سبيل ولكنها أخبرته أن لا مفر من إعتراضه وأنّ عليه طاعة والده فهى تعلم سالم جيداً  . 


أما فريد فكان يقف مع ميادة أبنة قريب شوقي والتى تكن هي أيضاً الفتاة التى يحبها  . 


تقف بغنج تتدلل عليه وتتابعهما شيرين من بعيد بملامح حزينة  وفريد يميل على أذ نها يهــ.مس لها ببعض الكلمات فتقهقه وتميل بطريقة مثــ.يرة للإشمئزاز  . 


شعرت شيرين بالإختــ.ناق فنظرت لزوجة عمها وأردفت بترجي  : 


- طنط صفية لو سمحتى ينفع أروّح أنا  ؟  ...  مصدعة جداً ومش قادرة أكمل الحفلة  . 


أردفت صفية بقلق وإهتمام  : 


- مالك يا حبيبتى  ؟  ...  تحبي أجبلك قرص مسكن  ؟ 


هزت شيرين رأسها وأردفت بحزن وهى على وشك الصراخ كلما رأت منظر هذان   : 


- لا أنا بس عايزة أروح  . 


تنهدت صفية ونظرت حولها ثم أشارت لفريد أن يأتى فتأفأف وترك ميادة وأتى إليها يردف متسائلاً  : 


- أيوة يا ماما  ؟ 


أردفت صفية بهدوء آمرة: 


- بنت عمك مصدعة وعايزة تروح  ...  شوف لو حمدى برا يوصلها على الفيلا  . 


نظر لشيرين وأردف متسائلاً بضجر  : 


- لازم تروحى دلوقتى يعنى  ؟ 


طالعته بغضب وأردفت بحدة  : 


_ أيوة لازم لأنى مصدعة ومش محتاجة مساعدتك أنا هشوف عمو حمدى بنفسي  . 


ثم نظرت لصفية وأردفت بهدوء معاكس  : 


_ عن إذنك يا طنط  . 


خطت متجهة للخارج تبحث عن حمدى بينما أردفت صفية معنفة إبنها  : 


- ميصحش تسيب بنت عمك تطلع تدور على حمدى لوحدها وهى تعبانة  ...  خليك جنتل واطلع وصلها  . 


تنهد بعمق ثم اومأ بصمت وتبعها ليوصلها  ...  وجدها تبحث عن حمدى فأردف بترقب  : 


أستنى يا شيرين وأنا هطلع أشوفه برا  . 


ألتفتت تطالعه بحدة وأردفت بشموخ  : 


- مافيش داعى  ...  ادخل إنت كمل اللى كنت بتعمله  . 


طالعها بخبث ثم مال قليلاً عليها بعد أن لاحظ نظراتها له في الداخل فهو يستشف مشاعرها قليلاً لذلك أردف  : 


- دانتِ واخدة بالك منى بقى  ...  ليكون هو ده سبب الصداع  . 


طالعته بعمق وقد قررت الثأر لكرامتها مردفة بسخرية  : 


- فعلاً معاك حق  ...  دانا هقع من طولى  ...  مش قادرة أشوف سعادتك مع أنثى النعام دي   ...  إنت مجنون يا ابنى  ؟  ...  واخدة بالى منك إيه انا فيقالك أصلاً  ...  أنا مصدعة وعايزة أروح انام حل عنى  . 


اغتاظ منها كثيراً وزفر باختــ.ناق وأردف وهو يدفعها ببطء  : 


- طب يالا اوصلك  . 


تنهدت وأردفت معترضة بقوة  : 


- متذوقش ... أنا هروح مع عمو حمدى  شوفهولي بس وادخل إنت كمل سهرتك  . 


أردفت بحدة وإصرار: 


- قولتلك يالا يا شيرين هوصلك  . 


أردفت بعناد مماثل وحدة  : 


- قولتلك لاااء  ...  خلاص خليك وانا هشوفه بنفسي  . 


تركته وغادرت تبحث عن حمدى فوقف يطالعها بتعجب من عنادها ثم تبعها حيث وجدت حمدى واستقلت السيارة فاتجه هو جهة السائق وأردف : 


- وصلها يا عم حمدى ع الفيلا وأتأكد أنها دخلا وبعدين إرجع بسرعة  . 


أومأ حمدى وانطلق بينما هى لم تنظر إليه تماماً حتى عبرت حدود الفيلا فتنهدت وبدأت تتجمع غيمة الدموع فى مقلتيها وهى تتذكر وقفته مع تلك الفتاة وحديثه الهامس إليها وتلــ.عن قلبها الذى نبض لشخصٍ مثله  . 


❈-❈-❈


بعدما غادر الجميع وبقى فقط حمزة حيث صمم شوقي على بقائه قليلاً . 


ها هو يجلس معها شارداً بملامح باردة وهى تطالعه بضجر  . 


أردفت متسائلة  : 


- حمزة هو انت قاعد غصب عنك  ؟ 


إنتبه لها فطالعها بتعجب وأردف متسائلاً  : 


- ليه بتقولي كدة  ؟ 


مطت شفــ.تيها وأردفت بضجر  : 


- مش عارفة شوف نفسك  ...  متكلمتش من وقت ما بقينا لوحدنا  ...  تقدر تعتبرنى صديقة كويسة  ...  قول بتفكر في إيه مثلاً ؟. 


طالعها بصمت ثم إعتدل يتنهد وقال  بهدوء  : 


- أبداً يا مها أنا كويس  ...  بحاول بس ألاقي كلام  . 


ضحكت ساخرة وأردفت بتعجب من حالته  : 


- تلاقي كلام  ؟  ...  أنا حاسة أن الأدوار متبدلة يا حمزة  ...  المفروض أن أنا اللى أكون بدور على كلام  ... إنما أنا اللى بجر معاك حوار  . 


ابتسم بالاجبار وأردف في محاولة منه للإندماج معها  : 


- طيب يا ستى هتكلم  ...  خلينا مثلاً نتعرف على بعض أكتر  ...  بتحبي إيه مش بتحبي إيه  ...  إيه أحلامك وبتفكرى في إيه مستقبلاً  . 


إبتسمت وشردت قليلاً ثم أردفت بغرور  : 


- بحب كل شئ مميز  ...  بفضل أي شئ مش موجود منه إتنين  ...  بحلم أنى أكون سيدة أعمال كبيرة  وبفكر أزاي أوصل لحلمى لدة  . 


تعجب من أمرها وثقتها الزائدة وأردف متسائلاً عندما أتى على باله حياتهما المستقبلية  : 


- طيب وبالنسبة لشريك حياتك  ...  اللى هو المفروض أنا  ...  مش من ضمن أحلامك  ؟ 


نظرت له بتعمن قليلاً ثم أردفت بدهاء ومكر ورثه عن والديها  : 


- مهو إنت الشئ المميز  ...  أنا بشوف إن إنت مش موجود منك اتنين   . 


صُدم وأردف بتعجب وقد لانت ملامحه من حديثها  : 


- أنا !  ...  معقول الكلام ده عنى أنا  ؟  ...  لحقتى تكتشفي ده فيا  ؟  ... طب إمتى وازاي  ؟ 


أقتربت منه قليلاً وأردفت بنعومة  : 


- من أول ما بصيت لك  ...  انا ليا نظرتى بردو  .


تحمحم وابتعد عنها قليلاً بحرج ثم نظر لها وشرد في ملامحها ثم فجأة مرت ريتان على عقله فتنهد وابعد نظره عنها وتشتت عقله في أي مرسى سيرتاح  . 


❈-❈-❈


في نفس الوقت 


تبكي ريتان في الهاتف وتتحدث مع صديقتها كاري مردفة بحــ.رقة وألــ.م  : 


- مش قادرة يا كارى  ...  بجد صعب أوى  ...  مش عارفة ليه وامتى علقت نفسي بحب زي ده  ؟  ...  ليه إخترت الشخص ده بالذاات وحبيته وكنت مستعدة أديه كل حياتى  ؟  ...  بحاول أبين أنى قوية ومطلوب منه أكتم حبه في قلبي بس خلاص تعبت حقيقي  ..


أردفت كارى بحزن لأجلها  : 


- هونى على نفسك يا ريتان  ...  من البداية الحب ده محكوم عليه بالإعــ.دام   ... صدقيني هو اللى خسرك مش انتِ  ..  هو خسر حياة جميلة معاكى  ...  خسر حبك وحنيتك وطيبة قلبك وعقلك  ...  سبيهم منهم لبعض يتحــ.رقوا  ...  انتِ تستاهلى حد يقدرك  ...  وواضح إن حمزة ده أنسان جبان  . 


أومأت مؤكدة تردف بحزن وهى تجفف دموعها  : 


- كنت عارفة إنو مش ليا  ...  كنت عارفة إن واحدة تانية من نفس مستواه هتاخده حتى لو محبتهوش زيي  ...  وبرغم كدة كملت  ... أنا شاطرة اووى وممتازة حتى في وجع قلبي  ...  ناجحة في كل شئ بتفوق حتى في عذابي يا كارى  . 


تنهدت كاريمان بصمت فلم تعد تعلم بماذا تواسيها بينما بعد دقيقة تابعت ريتان معتذرة _ 


أنا أسفة يا كارى  ...  تعباكى معايا بجد  ...  انتِ الوحيدة اللى عارفة بحبي علشان كدة انتِ اللى متعذبة معايا  ...  أقفلى انتِ يالا علشان مامتك وأخوكى وباباكى  ...  سلام  . 


أغلقت معها وزفرت بقوة تحاول كفكفة دموعها وتعد نفسها بأن تحاول نسيانه  ...  أو دفن حبه فلم يكن لها سبيل معه من البداية   . 


❈-❈-❈


غادر حمزة بعد وقت قليل حيث كان يشعر بأنه يتقلب على جمرٍ من نار  . 


استأذن وترك تلك ال مها تطالعه بضيق وغضب واستقل سيارته وغادر على الفور  . 


لم يرد الذهاب للمنزل  ...  يعلم أنه سيواجه والده ولم يعد لديه طاقه اليوم لذلك غير وجهته إلى منزل شقيقته والتى ستصبح بئر أسراره مستقبلاً  . 


دلف فيلا شقيقته بعد أن هاتفها وأمرت الحارس أن يدخله  . 


صف سيارته وترجل فوجدها تقف أعلى الدرج تنظر له بتفحص وكأنها تعلم ما به  . 


تحرك وصعد الدرجات القليلة حتى توقف أمامها يطالعها بصمت  . 


ركزت على عيــ.نه ثم أردفت بحزن  : 


- عملتله اللى هو عايزه بردو يا حمزة  ؟  ...  مش قولتلك ترفض  ؟ 


تنهد بقوة ثم أغمض عينه فعلمت أنه لا يود الحديث الآن لذلك مدت يــ.دها تتناول يــ.ده وتســ.حبه للداخل بحنو وتغلق باب الفيلا خلفها  . 


خطت معه إلى الصالون وجلست وجلس مجاوراً لها ثم وضع رأسه بين راحتيه يستند بتعب وتشتت  . 


تطالعه بحزن وضيق ثم رفعت يــ.دها تربت على ظــ.هره وتنادى بحنو مردفة  : 


- حمزة  ؟  ...  مش هتقول حاجة  ؟  ...  إيه اللى حصل طيب  ؟ 


هز رأسه بصمت فتنهدت وقبضت على يــ.دها بغضب من أفعال والدها ثم حاولت التحلى بالهدوء قائلة لتهون عليه حالته  : 


-  طيب يمكن مها دى تطلع مختلفة  ؟  ...  حاول تفكر بإيجابية شوية  ...  يمكن المرة دي قرار سالم بيه يفيد حد  ...  مش لازم تحط اللى حصلى قدام عيــ.ونك يا حمزة  . 


أنزل كفيه ولف وجهُ يطالعها ثم تنهد بقوة وأردف بتساؤل  : 


- تفتكرى  ؟  ...  تفتكرى ممكن إحــ.ساسي ده يكون مالوش أي وجود وأنا فعلاً  متأثر باللي حصل معاكى  ؟ 


تعجبت من سؤاله وأردف بشك وترقب  : 


- حمزة هو انت بتفكر في حد معين  ؟ 


طالعها بصدمة عيون زائغة قبل أن يلف وجهُ عنها ويردف بمراوغة ليخدع نفسه قبــ.لها  : 


- أكيد لاء  ...  لاء يا سناء  . 


تنهدت بإرتياح ثم أردفت بهدوء  : 


- طيب روق كدة وقوم إتوضا وصلى ركعتين وانا هعملك حاجة تشربها وخليك معايا النهاردة متروحش  . 


أومأ باقتناع فهو أيضاً لا يريد الذهاب للبيت لذلك توقف وخطى للحمام وتوضأ وإتجه يؤدى فرضه الذى أزاح ذلك الثقل من على صــ.دره قليلاً  ثم توقف يخطى للخارج حيث أتت هى تناوله كوب المشروب الساخن وتجلس معه تدردش في أمورٍ عدة عن توأمها وناصف والشركة واندمج هو معها في الحديث  .


يتبع



إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي من رواية للقلب أخطاء لا تغتفر لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة