-->

رواية جديدة خداع لإيمي عبده - الفصل 11

  قراءة رواية خداع كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية خداع

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الحادي عشر


بعد أن قصت تلك الغريبة قصتها تبادلت "شهد وليلى" النظرات، حسنا "عز" ليس سيئاً، ولكنه حتى لو أبدى أى ذرة إهتمام بليلى، فلم يفصح لها بشىء عما يختلج نفسه تجاهها، كذلك الحال معها، لا يمكن أن ترفض، أو حتى تقبل، وهو بالأساس لم يقل شيئاً.


❈-❈-❈


وعن "شهد" فلم تكن الثروة ما فرقت بينها، وبين "ليث" بل الخداع، لقد أراد التسلية بها، وهذا لا علاقة له بماله، فزياد رغم هفواته، ورغم طمعه أرادها زو*جة له بالفعل، وهى رغم أنها لم تحبه، لكنها حقا لم تكن ترغب مطلقاً فى إيذائه.


وتذكرت يوم إتهمها بتقصد إفتعال المشاكل مع والدته، واحراجها أمام الناس، ولم تستطع أن تكذب حتى لكى لا تؤلمه، أرادت التخلص منه بأى سبيل، ورأت كم الألم بعيناه، حينها فقط أيقنت أن "زياد" أحبها بالفعل، وأن "ساره" حبها له من جهة واحده.


ولهذا هى مقتنعة بعد التفكير الآن بالأمر أنه تز*وج من ساره؛ لحفظ ماء وجهه، وساره لم تنتبه لهذا، فهل تراهما تحابا فيما بعد، أم ماذا؟ وادركت "شهد" لتوها أنها كانت تفكر طوال الوقت بحالها، ولم تفكر بما قد تكون قد تسببت به من أذى لغيرها، وتساءلت بقلق هل "ساره وزياد" سعيدين الآن، أم ماذا؟


وتذكرت "شهد" أن ساره حاولت إقناعها بأن ليث يحبها، ولكنها لم تستمع إليها، فهل كانت صادقة، ولكن هذه الأسئلة ستقودها إلى الجنون حتماً، فلا مجال للتراجع، والبحث فى الأمر، فساره وزياد تزو*جا بالفعل منذ سنوات.


وهناك إحتمال كبير أنهما أصبحا أسرة الآن، وربما "ليث" تز*وج، أو بالتأكيد فعل، ويحيى سعيداً وهى هنا كالبلهاء تبكى على حطام الماضي الذي لا يمكنها إعادته، ولا إصلاحه، ولا يمكنها حتى نسيانه.


فقد رفضت كل من طلبها للزو*اج، متذرعة بوالدتها رغم أن معظمهم تقبل أن تحيى والدتها معهما بعد الزو*اج، ولم يكن شخصاً سيئاً، أو كذوباً، وكذلك والدتها التي أزعجها كثيراً رفض "شهد" لكل هؤلاء الر*جال الصالحين.


ومهما حاولت والدتها إقناعها، فهى ترفض، ولكن الجواب الوحيد الحقيقي كان كلمات "زياد" حين أنهى خطبتهما، حينها أخبرها أنها ليست له، لا لأجل أحد، ولكن لأن قلبها لم يعد لها لتطوعه كما تشاء، فأى محظوظ أسره، ورفضت حينها الإجابة عليه.


لكنه لم يصر عليها، ولم يستطع تكهن من يكون، فلربما قالت له "ساره" فيما بعد، ربما أصبحا بأفضل حال بإبتعادها، فبالنظر بالأمر مجدداً الآن، فساره كانت تحاول جاهدة وضعها دوماً فى مواضع حرج، وتهرب هل حقا كما إتهمتها "والدة شهد" أنها كانت تغار من شهد؟


حسنا، لو كان الأمر هكذا، فقد حصلت على الزو*ج الذي أرادته علها تهنأ به، وتنسى حقدها القديم على "شهد" أو غيرها، فقد كانت "ساره" بالفعل تغار من أى فتاة يمتدحها أحد، ولاحظت "شهد" هذا فى حينها، ولكنها لم تستطع أن تفعل شيئاً.


وظنت أن الوضع بينها وبين "ساره" مختلفاً، فهى تعتبرها صديقتها المقربه -يا إلهي- هل كانت عمياء، غبية إلى هذه الدرجه، ولكن لا مجال للتفكير الآن، لديها حياة يفضل أن تظل أفكارها بها الآن، وتفكر جيداً، كيف ستجني المال؟


فوالدتها لازالت متعبه، وإذا ما أصيبت بنوبة مرض أخرى، كما أخبرها الطبيب، ستحتاج حينها إلى إجراء عملية جراحية لا تملك "شهد" منها فلساً، ولا طاقة لها بفقدان والدتها.


تنهدت "شهد" بحزن، ولكن قبل أن يسترسل عقلها فى الذكريات المحطمة، والأفكار المزعجة، والأسئلة التى لا فائدة منها، وكزتها "ليلى" لتخرج من شرودها، فنظرت إليها مرتبكة، فأمسكت "ليلى" بيدها، وجذبتها خلفها مسرعه.


حينها بدأ يعود الإدراك تدريجياً إلى عقل "شهد" وقد إنتبهت أن هناك أتوبيس متوقف به أماكن شاغرة، فأسرعت الخطى خلف "ليلى" التى تحثها على أن تفيق، وتركض لتلحقا بكرسي، وقد كان، ولكنهما وصلتا متأخرتين عن موعد العمل.


وقبل أن تدخلا المطعم كان "عز" يقف أمامهما لا تعلمان هل هو غاضب، أم سعيد؟ فعيناه تنظر إلى "ليلى" غير مصدقة، يكاد يقفز فرحاً، ولكن تقضيبة جبينه توحى وكأنه يريد قتل أحدهم، ودون أن يتفوه بحرف واحد، عاد إلى داخل المطعم فتبعتاه بقلق.


ولكن لم يقل أحد شىء، لكن زملائهما قالوا أن "عز" كان منزعجاً منذ الصباح، ومع مرور الوقت كان يزداد إنفعال، ويريد صب غضبه على أى أحد، فتخيلت "ليلى" أنه منزعج منها، وأنه نادم؛ لأنه راقصها بهذه الطريقة الحميميه، أنه كاد أن...


ثم توقفت عن محاولة خداع نفسها، لعلها تخيلت كل هذا، لعله لم يكن يقترب منها بهذا الشكل، فالحفل إمتلأ بالجميلات الراقيات، وهى من دونهم، وتلك التي رأتها معه بالحديقة، رغم ما قاله عنها، وطردها وكل ما حدث.


لكن الجميع إهتم بأمرها، وأمره، وأمر زو*جها المسكين، ولم يلتفت أحد إلى "ليلى" المسكينة التى وقفت غارقة بالعصير، والخزى، بينما قررت "شهد" أن تتدخل لحل هذا الوضع المربك بين صديقتها، ورئيسها بالعمل.


وذلك بعد أن لاحظت بؤس صديقتها -خاصة- وأن "ليلى" قد قصت لها ما حدث بينها، وبين "عز" أو ما تظنه أنه شعر به، ولكنها اليوم أصبحت تظنه خجلاً، مما حدث، أو بمعنى آخر نادماً، والأسوأ أنها تظنه أنه ربما كان يتصورها فتاة أخرى.


ذلك ما أوحى به عقلها لها - خاصةً - وأنها كانت ترتدي ثوباً هو من أتاها به، ولا تعلم لمن هو؟ قد يكون لزو*جته الراحله، أو محبوبة له حاليه، وبهذا الإعتقاد إزدادت "ليلى" حزناً، وهذا ما لن تقبل به "شهد" مطلقاً، لذا استغلت أول فرصة بالمساء بعد إنتهاء العمل، واسرعت إلى غرفة مكتب "عز" تطلب لقاؤه.


وحين سألها لو كان هناك ما يزعجها؟ أخبرته بصدق وإيجاز أن من يشعر بالسوء، ومن لديه ما يزعجه ليست هى، بل صديقتها، وقبل أن يستفسر فاجئته بسؤالها.


-أخبرني ما الذي تعنيه ليلى لك؟! ولكى أوفر عليك وقتاً فى نقاش بلا هدف، أخطرك بأننى أتحدث عن ليلة الأمس، فهل فهمت مقصدى، وهل حقا أنت نادم على لحظات الإنجذاب التي كانت بينكما، وهل كنت تتخيلها ف*تاة أخرى؛ بسبب الثوب الذي أتيت لها به؟!


❈-❈-❈


لا فائدة ترتجى من هذين الغبيين، ذلك ما فكر به "ليث" حين إستيقظ ووجد إب*نة عمه الحمقاء، وزو*جها الغبي يتشاجران، وينتوي مجدداً الرحيل من دونها، ففكر "ليث،" للحظه، ومن ثم قرر، فتوجه إليهما، وأخبر "زياد" إن أراد أن يغادر، فليأخذ زو*جته معه.


بينما سيظل طفليهما هنا معه، فهو لا يأمن لأى منهما مع الطفلين، كما أنها فرصة مناسبة؛ ليتصافيا فتواجدهما معاً من دون الصغيرين، قد يعيد روابط الود بينهما، هذا إن كانت موجودة من الأساس، أو قد يقتلان بعضهما، فيريحا الجميع منهما.


وقد تفاجىء كلاهما بنظرته العدائية، وكلماته التى تؤكد لكلاهما بأنه فاض به الكيل منهما، ولا طاقة له للمزيد من أفعالهما تلك، ففضلا الصمت، ووافقا بهدوء.


لكن يبدو أن هذا الأمر أسعد إب*نة عمه من دون إسعاد زو*جها، لكن "ليث" لم يعد يبالي بمشاعر أى منهما - فليحترقا- فأى منهما لا يستحق وجود طفلين رائعين كطفليهما.


ليست المشاعر من ترصف طُروقُنا الوعره، بل إلتحام تلك المشاعر مع حكمة العقل، تأييداً لإتخاذ قراراتنا المصيريه التى تحول مجرى حياتنا، إما للأفضل، أو للأسوأ، لذا لاينبغى أن نلغى عقولنا، ونتجاهل الإشارات، والأحداث الواضحه التى تؤكد لنا إذا ما كنا نسير بالدرب الصحيح، أو الدرب الخطأ.


تلك الدروب التي تسير بها إب*نة عمه، إنها دروب ضاله، وسوف تكون النهاية مؤسفه، فهى كالحمقاء تناطح الجميع كالثيران، ولا ترى ما هو أمام عينيها مهما كان واضحاً حتى والدها المريض لم تسأل عنه، وبذكره أحس بإنزعاج فقد أمر الطبيب بالراحة والهدوء له بعد أن يأمر له بالخروج من المشفى بالغد.


ولكن أى هدوء، وأى راحة سوف يهنأ بها هذا المسكين بسبب إب*نته المزعجة، وزو*جها الأبله، تأفف "ليث" بضيق من كل هذا، وبدلاً من التفكير مجدداً بهذا الوضع المزري رأى شاشة هاتفه تضيىء ، لقد كانت مساعدته تؤكد عليه ألا يتأخر لأجل إجتماع اليوم مع رؤساء الأقسام فى مؤسسته.


تلك الف*تاة رائعة بالفعل، لو كان له أخ صغير لزو*جها له، فهى رغم أنها تكن له الإحترام، والتقدير لكنها لا تناسبه، إنها بمقتبل العمر، وهو أكبر من أن يتزو*ج ف*تاة فى مثل سنها، كما أنه لم يجد من ترجف أوتار قلبه كشهد.


تنهد بحزن بعد أن أكد لها أنه بسبيله إلى المؤسسه، وتذكر قصة تلك الف*تاة المسكينه، فقد تعرف عليها بالعام الماضي، كانت بحال بائسة ترجوه أن يوافق بأن تعمل لديه، ولو كان أى صاحب عمل رأى بكائها، وتوسللتها لكى يوظفها لديه لرفضها فوراً ،فقد بدت ضعيفة، ذليله.


وقد ذكرته بأخته، وحالها، فلازالت تعاني أخته من ضيق الحال، ولكنها تصر على عدم تلقى أى معونة منه لكى لا تُغضب زو*جها، فوافق، ولكن فضوله دفعه لمعرفة سر حالتها تلك، فبدأت تقص عليه ما حدث معها، فلقد كانت يتيمة تحيى فى منزل خالتها، أو لنقل تخدم به.


لقد تجاهلت كل ما يحدث من أسرة خالتها تجاهها، محاولةً منها ألا تسئ الظن بمن إعتقدت أنهم يحبونها، وفقط لم يقصدوا إيذائها، حين ظنت أن خالتها وإب*نها العزيز يحبونها كما ينبغي، فقط هما لا يستطيعان التعبير بشكل صحيح، لكنها كانت مخطئه.


فقد عاشت حياتها خادمه بمنزل خالتها وقد كانت أحيانا ما  تساعدها إب*نة خالتها بالخفاء، لقد كانت أخت، وصديقه حقيقيه، وكان أباها أب بما تعنيه الكلمه بخلاف زو*جته الحقود، وإب*نه الإستغلالى الذى إستغل سذاجه تلك اليتيمة، وجعلها تظنه عاشق لها.


وتسامحت بكل أفعاله، وتنازلت عن كل الفرص التى توصلها للنجاح من أجله ، ولكن هذه المرة الفرصة كبيره، وقد حثتها إب*نة خالتها بإصرار أن ترحل، ولم تفهم لما حينها، لكنها علمت لاحقاً أنها أرادت لها الهرب من مستنقع الإستغلال هذا.


يوم قررت إخبار إب*ن خالتها؛ ليسمح لها بالمغادرة لأجل فرصتها الكبرى، بعد ان أذنت لها خالتها، وبدى لها حينها كأنها تدفعها دفعاً للرحيل، ولم تجد مفر لها من المغادرة بالفعل، بعد أن ظنت أن هذا مستحيل، ظلت طوال اليوم حبيسة غرفتها.


تنتظر قدومه حتى عاد بعد منتصف الليل فى ذاك اليوم، فذهبت للنوم، وقررت وداعه صباحاً، فأى حديث الآن سيجعلها تنهار، لكنها تفاجأت به يدخل غرفتها بالليل، ويقترب منها، وعيناه تتفحص جسدها برغبه مخيفه.


وهو يخبرها أنها لو حقا تحبه فلتقدم نفسها له كبرهان على ذلك؛ ليضمن أنها ستعود إليه، فقد أخبرته والدته بالأمر هاتفياً، وكم أحزنه ذلك ، فعاقر الخمر، وظل بالخارج لعله ينسى، ولكنه لن يتحمل أن تصبح لغيره أثناء المنحه.


شهقت حينها بفزع مما يقول، فهى كانت تحبه، بل تعشقه، لكنها لا تريد علاقه محرمه معه، أو مع غيره، فحاولت إثناؤه عما يفكر به، وهى تظن أنه لابد وأن الغضب أعمى بصيرته، وأخبرته أنها ستظل له، ولو أراد الضمان يمكنه أن يتزو*جها قبل مغادرتها، أو قد ترفض فرصتها حينها مجدداً لأجله.


وسيسهل عليه إقناع والديه، فهما لا يرفضان له أى طلب، فضحك ساخراً، وهو يخبرها أن الزو*اج سيقيده هو وليست هى، ويمكنها الطلاق بسهوله لو أعجبها أحدهم، لكن أن تصبح له بلا أى دليل غير حبه لها، سيجعلها هذا تعود إليه مرغمه.


لم يعجبها منطقه، ولا ما يقوله أبداً، ولم تكن أول مره تعترض على مقترحاته لحل الأمور، ولكنها دوماً ما كانت تجد له العذر، فهى تربت على عشقه منذ الصغر، وتثق به، فحاولت مجدداً جعله يتعقل، لكنه لا يستمع، ويبدو مخموراً، وحاول تقب*يلها غصباً، فدفعته بغضب وصف*عته بقوه أذهلتها قبل أن تصعقه.


ظل ينظر لها بذهول، وهو لا يستوعب كيف واتتها الجرأه، فحاول رد الص*فعة لكن باب الغرفه فتح بقوه، وتفاجئ بأخته تقف على أعتاب الغرفه، ترمقه بإحتقار، فأحنى رأ*سه مخزياً وخرج إلى غرفته، وصفع الباب خلفه بقوه أجفلت تلك الذاهله التى تنظر لي*دها بعدم تصديق.


وضعت الذنب هذه المرة على الخمر لذا ، فكرت بمسامحته بعد أن هدأت الأوضاع بعد عدة أيام لكن الوقت كان أسرع مما تخيلت، هو يتجنيها، وخالتها تدفعها للمغادرة، فغادرت، وحصلت على فرصتها التي لطالما تمنتها لتحصل على شهادة أخيراً.


وحين عادت إكتشفت سر دفع خالتها لها لكى ترحل، فقد وجدت اب*نة خالتها زو*جة لاحدهم وازعجها انهم لم يفكروا باخبارها بالامر ولكن بعض الكلمات التقطتها اعلمتها ان خالتها ارادتها بعيداً ليرى الر*جال إب*نتها فقط؛ لأنها كانت أجمل منها، والر*جال يأتون لأجلها.


ولكن بعد إعتراض، وتذمر بسيط منها تحول إلى شجار، علمت أن خالتها كانت ترفض خطابها بدون علمها فقط حتى تتز*وج إب*نتها قبلها، وتحصل على ر*جل أفضل منها، فحتى لو كانت جميله، فكلما كبرت بالعمر، كلما إبتعد عنها الر*جال.


لكن ذلك لا شىء من الألم الذى لحق ذلك ، فالمدعو إب*نة خالتها الذي عادت شبه طائرة لتراه وجدته يعبث بهاتفه غير مبالٍ لها حين عادت، حتى السلام لم يلقه عليها، فصعدت إلى غرفتها تشعر أنها تختنق من عدم إهتمامه، وظنت بغباء أنه ربما لازال منزعجاً منذ شجارهما القديم قبل سفرهما.


ولكن في المساء، أتت عائلة ثرية، أخبرتها خالتها أنه يعمل بشركتهم لذا لابد من استضافتهم على أكمل وجه، لكنها لم ترتاح لطريقة تعامل اب*نتهم مع إب*ن خالتها، ولا لتغاضى خالتها عن ذلك.


بعد انتهاء السهره، ظلت تنتظر حتى نام الجميع، فركضت إلى غرفته، ولم تطرق الباب بل دخلت دون إذن، وكأنها تهجم عليه فإنتفض فزعاً من فراشه، يسألها عما يحدث؟وحين واجهته أنكر أى ظنون برأ*سها، فعادت حملاً وديعاً إلى غرفتها.


ولكن باليوم التالى تفاجأت بوجود نفس الف*تاة تاتى لزيارتهم مجدداً، فصرت أسنانها غيظاً خاصه حين علمت أن تلك الف*تاة أتت لزيارتهم وحدها دون أباها، ألا تخجل تلك الف*تاه؟! أليس لوالدها أى كرامه؛ ليتركها هكذا تلقى بنفسها على من ليس لها؟! 


ولم تكن تعلم أنها حمقاء عمياء عن الحقيقه حتى لاحظت تودد إب*ن خالتها للف*تاه بشكل ملحوظ، وكادت تُجن خاصه أنه يتحاشاها تماماً، فأفضت بأفكارها بصوتٍ عالٍ، فعنفتها خالتها بإنزعاج، بينما إستجمع إب*نها الغالي شجاعته الهاربه، وأخبرها أن هذه الف*تاة هى زو*جته المستقبليه!


ولم يخبرها الحقيقة بالأمس؛ لخوفه منها، ووصف للحضور بأنها أتت إليه تلقي بنفسها عليه، ترجو عشقه ، لكنه نفرها ، وإتهمها أنها بلا حياء، وشوه صورتها، ولم تجد لها منصفاً، بل وطردتها خالتها؛ لتتخلص من إزعاجها، وخزيها.


ولولا تلك الشهادة التي حصلت عليها لما تجرأت، وأتت إلى مؤسسة "ليث" بعد أن سمعت إثنين يتحدثان عن إعلان تلك الوظيفة بذاك اليوم، فقد تم طردها بلا مال، أو ثياب، وكادوا يضربونها إذا إستمرت فى طلب حاجاتها.


يومها رجته بأنه يقبل بها، ولن يندم، فرأف بحالها، وما إن علم بقصتها، حتى ساعدها بإيجاد مسكن، وأعطاها مبلغاً نقدياً كدين من راتبها الأول، ، ولن تنسى له معروفه ما حييت، ومنذ عدة أيام، تمت خطبتها لأحد زملائها بالعمل.


وقد وكلت "ليث" ولياً لأمرها، وكم أسعده هذا، ووافقت فقط بالأمس على هذا الخاطب، ولكنه لازال لم يجبه، ينتوي فعل هذا اليوم، ويتمنى لها حقاً السعادة، وقد بحث عن أسرة خالتها تلك، فتفاجىء بأن إب*نة خالتها قد طردها زو*جها من حياته؛ لأجل إمر*أة أخرى، ولم يطلقها حتى الآن، فقط لكى لا يضطر لإعطاءها نفقة.


وتحيا بمنزل والديها، بينما إب*ن خالتها الغالي، تسيره زو*جته كيفما تشاء، تذله لأجل ماله، هو ، وأسرته، وحين أخبرها، لم تبالي، فقد ألقت بمصائرهم خلف ظهرها لتتمكن من أن تحيا بسلام، فهنيئاً لها، يا ليته يستطيع أن يحيى بسلام، ولكن سلامه رحل برفقة شهد قلبه الغاليه.

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده من رواية خداع، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية