-->

قراءة رواية جديدة زو جة ولد الأبالسة لهدى زايد - الفصل 16

 

 قراءة رواية زو جة ولد الأبالسة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية زو جة ولد الأبالسة رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 
الكاتبة هدى زايد


رواية زو جة ولد الأبالسة

الفصل السادس عشر


❈-❈-❈




استيقظت حُسنة على صوت ناقوس الباب 

نهضت من فراشها، فتحت الباب وجدت رجل ماثل أمامها سألته بهدوء قائلة:

- خير مين حضرتك ؟ 


رد الرجل و قال:

- دا بيت حُسنة طه حسان الدهشوري ؟! 


أومأت برأسها علامة الإيجاب و قالت: 

- ايوة أنا خير في إيه ؟! 


أشار الرجل و قال 

- اتفضلي استلمي 

- إيه دا ؟ 

- ها تعرفي بعدين من فضلك امضي 


وقعت حُسنة على الورق و ما إن غادر الرجل بدأت تفتح الظرف بجوار أمها، قرأته بعينها ثم تنهدت بإحباط و هي تقول: 

- بدأنا بقى وجع القلب 

- في إيه يا حُسنة و مين اللي بعت لك الجواب 

- دا عُمر 

- و عاوز إيه عُمر مش اتجوز خلاص؟ 

- بيقول إن لازم نتجـمع 

- تتجمعوا ليه بقى إن شاء الله ؟ هو الواد دا مش متجوز و جاي له عيل في السكة 



تابعت بشك قائلة:

- بت يا حُسنة الواد عُمر دا هو السبب في طلاقك و لا أنتِ اللي السبب ما حكيت لي ؟ 


ردت حُسنة بنبرة متأففة قائلة:

- مش هو ياما السبب أنا اللي كنت السبب ها قولها لك للمرة الكام عشان تصدقي ! 


سألتها والدتها بنبرة ساخرة قائلة:

- اومال بيبعت لك جوابات ليه يا عنيا و تجمع إيه دا اللي تتجمعوا ؟ 



تنهدت حُسنة بعمق و هي تقول:

- ريحي نفسك يا ماما ما فيش في دماغي حاجة من اللي في دماغك دي أنا خلاص لا انفع للحب و لا غيره 


تابعت بنبرة حزينة قائلة:

- أنا ياما اللي خر بت على نفسي أنا اللي عشان اشيل تهمة من على واحد مظـ لوم و ما يرحش في الرجلين كشفت سر بقاله سنين و محدش يعرف إن حقيقة و لا لا 


ختمت حديثها بندم قائلة:

- يا رتني سمعت كلامك يا بشار و احتفظت بالسر لنفسي مكنش حصل اللي حصل، زين عشان يرد اعتبار أمه زي ما أبوه قال داس على قلبي أنا 


سألتها و الدتها بفضول قائلة:

- هو زين كان بتاع أبوه و امه يا بت يا حُسنة؟



ابتسمت حُسنة إبتسامة باهتة و هي تتذكر مواقفها معه و هي تقول:

- زين لا بتاع أبوه و لا أمه و لا حتى مراته زين كان راجل بجد كان بيوزن الأمور بالعقل و الحكمة و يشوف الصح فين و يعمله، و عشان يرد اعتبار أمه داس على قلبي أنا، أنا عذراه هو معاه حق واحدة قالت كدا على امه و طلعت كدابة تقعد على ذمته تاني ليه ؟ 



رد والدتها بنبرة متعاطفة قائلة:

- عيني عليكِ و على بختك يا بنتي حبيتك رجالة كتيرة بس محدش فيهم يعرف قميتك صح 


تابعت بجدية قائلة:

- ها تروحي الصعيد تاني و أنتِ لسه جاية منه ؟ 


ردت حُسنة بهدوء و هي تعتدل في جلستها و قالت:

- مش ها روح في حتة أنا خلاص قـ ـطعت علاقتي بالناس دي أنا ها قعد هنا أشوف حالي و أشوف هبدأ من تاني ازاي  


اقترحت والدتها عليها قائلة:

- اطلبي ورثك في ابوكِ هو اه جدك الله ينتقم منه ها ياخد نصه في بطنه بس اهو احسن من ما فيش 


حركت حُسنة رأسها حركة بلا معنى ثم قالت:

- ورثي ازاي بس يا ماما و بابا ميت قبل أبوه و كمـ...


ردت والدتها مقاطعة قائلة:

- و مين قال لك إن أنا بتكلم عن ورث طه في مال أبوه يا عبيطة !! 



سألتها حُسنة بإستفهام قائلة:

- اومال أنتِ بتتكلمي عن إيه بالظبط ؟! 



أجابتها والدتها بجدية قائلة:

- جدك سالم 

- مين جدي سالم دا ؟ 

- جدك سالم دا اخو جدك حسان الله ينتقم منه بس من أبوه 

- و دا علاقته إيه بالورث بس ؟! 

- علاقته يا قلب أمك إن ابوكِ الله يرحمه اشترى منه البيت اللي هو قاعد و كتبه بإسمك بيع و شراء  

- و أنتِ عرفتي الكلام دا ازاي ؟! 


لو والدتها شفتاها و قالت بحسرة :

- ما هو دا كان شرطي عشان أأمن مستقبلك بعد اللي عرفته عن جدك و أبوكِ قالي أعمل لك إيه عشان ترجعي لي أنتِ و بنتي قلت له اكتب لبنتك البيت الجديد عشان لو حصل لك حاجة تبقى بنتي تلاقي حاجة قامت كتب نص البيت و النص التاني بتاع جدك سالم 



نظرت حُسنة لوالدتها و قالت بنبرة متعجبة قائلة:

- و أنتِ عرفتي الكلام دا كله ازاي ؟! 


سألتها والدتها بنبرة مغتاظة قائلة:

- أنتِ عبيطة يا بت و لا غبية ؟! بقولك كان شرطي على أبوكِ عشان ارجع له 



تابعت بنبرة حزينة حاولت إخفائها و هي تقول:

- أيام ما كان لي خاطر عنده و بدلع على حسه و اطلب اللي أنا عاوزاه و هو يقول لي حاضر زيك كدا مع زين 



ختمت عباراتها قائلة بحسرة قائلة:

- عيني على بختي و بختك يا بنتي ملناش حظ في جوازتنا  



قررت حُسنة أن تتجاهل حسرات والدتها و التي على ما يبدو أنها لن تنتهي هذا اليوم، وقف عن الأريكة متجهة نحو حجرتها الجديدة، الشقة بأكملها لا تتماثل مع المرحاض الذي كان بغرفتها 

على كلٍ لا يهم ما كانت فيه و ما آلت إليه في الأوان الأخيرة عليها أن تتأقلم من جديد على وضعٍ جديد كُتب عليها .


❈-❈-❈


على الجانب الآخر و تحديدًا داخل حجرة زين كان ممددًا في فراشه ناظرًا لسقف الغرفة، من يرأه 

يظن أنه يعد النجوم المنقوشة عليه لكن في حقيقة الأمر هو يُعيد ذكرياته معها، ولجت والدته و لم يشعر بدخولها كانت تتألم من داخلها لرؤية فلذة كبدها يُعاني من فراق حبيبته في صمت، لو كانت تعلم أن الأمور سوف تجعله هكذا لتوسلته بالأ يفعل ما فعله مع حُسنة، مسدت بيدها على كتفه بحنو و هي تقول بنبرة حانية 

- حبيب ماما مش هايروح شغله النهاردا و لا إيه ؟ 


انتبه أخيرًا لوجودها في غرفته، اعتدل في جلسته و قال:

- معلش يا ماما مش هقدر اروح النهاردا سهران طول الليل و منامتش كويس 

- على كيفك يا حبيبي 




كادت أن تغادر غرفتها لكنها تراجعت و هي تقول بهدوء 

- ارجع لها يا زين أنا مسامحة في حقي طالما ربنا نصرني 



رد زين بنبرة مختنقة قائلًا:

- لأ يا ماما مش هر جع لها، هي مش بس إهانتك أنتِ لوحدك أنا كمان يا ماما أهانتني، داست على كل حاجة حلوة عملتها لها و نسيت قدمت عشانها إيه و داست على شرفك بمنتهى الو قا حة 



ردت والدة زين و قالت بإعتراض و لأول مرة تأخذ صف حُسنة:

- لا يا زين متظلمهاش هي كانت بتحاول تمنعك

- تـ قـ ـتل حد ملوش ذنب 



سألها زين بنبرة ذاهلة و هو يطالعها بنظراتٍ تملؤها الدهشة 

- حضرتك بتدافعي عنها !! 



أجابته موضحة 

- أنا بقول الحق، انا اللي يحب ابني قيراط احبه اربعة و عشرين و يشيل ابني في عينه احطه جوا قلبي و هي بأمانة الله عمرها ما خا نتك و لا 

 طعـ نتك في ضهرك يبقى احاي عليها ليه بالعكس دي كانت بتحاول تمنعك عن شر 




ختمت حديثها قائلة بهدوء 

- أنا مش ها نكر إن أنا مختلفة مع حُسنة من ناحية المستوى اللي هي كانت في و لا الحياة الجديدة اللي كانت مش عارفة تتعود عليها بس خليني اقول كلمة حق و هي حافظت عليك و على اسمك طول ما هي كانت مراتك، عشان كدا بقلك ارجع لها لأنها تستحقك بجد .




ربتت على كتفه و قالت بحنو و حب 

- ربنا يهديك يا حبيبي و ترجعوا لبعض أنا كل أملي في الحياة أشوفك مبسوط مع الإنسانة اللي يختارها قلبك .



غادرت قبل أن تستمع لرده الذي يحاول إثباته رغم مخالفة قلبه لهذه القوانين الجديد التي وضعها 

لقد اختار لـ قلبه العذاب، الأمر بالنسبة له غاية في الصعوبة كيف يمكنه أن يتأقلم على العيش بدونها 

اللعنة و اللعنة الف مرة على من تتدخل بينهما ليدمر هذه العلاقة الجميلة التي كانت في بداية ظهورها تُرى من الذي فعل فيهما هكذا ؟ 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع 

 لا شئ جدبدًا يذكر مازال زين يمكوث في بيته طيلة الفترة الماضية، لم يعجب والده هذا الأمر لقد كان قاسيًا عليه، لم تكن هذه المرة الأولى التي يرأهُ بهذه القسوة، و لن تكون الأخيرة، ولج فؤاد القصاص غرفة زين يطالعه و هو نائم لقد تغير كثيرًا منذ ذتك اليوم الذي انفصل فيه عن زوجته، ألهذه الدرجة تؤثر عليه ألهذه الدرجة تتحكم فيه ؟ 

لقد خرجت الأمور عن السيطرة إذًا، نظر حوله 

وجد كأسًا من المياه قبض عليها بغيظٍ شديد 

القاها في وجهه، سحب شهيقًا طويل و كأنه يغرق ظل يسعُل بشدة و هو ينظر لوالده الذي قال بجمود :

- لو ها تفضل كِده كيف الحريم في الدار و أني أشتغل وحدي في الشركة، جول و عرفني عشان ادور لي على راچل من رچالتي يشيل الحِمل عني .


التقط زين أنفاسه بصعوبة بالغة ما إن هدأ سعاله قليلًا، نظر لوالده و قال:

- أنا تعبان يا بـ....



هدر والده بصوته الجهوري و قال:

- و طول ما أنت حابس نفسك كِده كيف الحريم ها تتعب بزيادة، فز جوم شوف شغلك كيف الرچالة و حط يدك في يد اخوك و كبر شغلكم 


رد زين و قال بطاعة 

- حاضر يا بابا 



استدار والد زين تجاه باب الحجرة و قبل أن يغادر قال بتحذير:

- لو خرچت من اهني و أنت لساتك نايم رچوعي المرة الچاي مش هايعدي كِده واصل 

هارچع و اجـ تلك عشان اني ولاد رچالة مش حريم 



أومأ زين له علامة الإيجاب، ما إن خرج والده من الغرفة نهض من الفراش، اتجه نحو المرحاض نظر لصورته المنعكسة في المرآة ليجد نفسه تبدل مئة و ثمانون درجة منذ ذاك اليوم الذي قرر أن يُخرجها من حياته، لقد طالت لحيته أكثر من اللازم، و خصلات شعره أيضًا بحث بعينه عن ماكينة إزلة الشعر، استقر ناظريه على أحد الأرفف، مد يده ليجذبها، بدأ 

في تشذيب لحيته و تصفيف خصلات شعره الطويلة انتهى بعد عشر دقائق تقريبًا، قام بفك حزام الرداء ثم اسقطته أرضًا قبل أن يضع قدماه في حوض الاستحمام، وقف أسفل المياه المتدفقة فوق رأسه و هو مغمض العينين زفر بهدوء ليبعد المياه عن فاه 

عشر دقائق أخرى قضاها في الإغتسال، خرج من المرحاض متجهًا نحو غرفة تبديل الملابس 

كاد أن يجذب القميص الأبيض إلا أن سقطت عيناه على منامته القنطية في الجزء المخصص لـ حُسنة كانت ترتديها بشكلٍ دائم 

اتجه نحوها التقطها بين كفيه قربها من أنفه ليشتم رائحتها أرخى جفنيه محاولًا إستعادة 

جميع ذكرياته معها، ضحكاتها، غنجها، و دلاالها

الذي كان يُهلك له عقله و روحه معًا.


قرع ناقوس العقل لينذرهُ بان الضعف ليس من شيمه و عليه أن يتجاوز تلك المرحلة من حياته حتى يستطيع العيش بدونها ما تبقى من عمره، يا لها حمقاء توغلت بين ثنايا قلبه و تشبثت معلنة أنها ملكة متوجة على عرشه 

❈-❈-❈


 بشار بابا تعبان بقاله فترة و عاوزة اروح ازوره 

و اطمن عليه زعلان مني عشان مبسألش عنه خالص .



أردفت خديجة عباراتها و هي تجلس جوار 

ز و جها الذي كان ينفث سحابة الدخان في السماء وضع لفافة التبغ في المنفضة و هو يقول بهدوء:

- مش رايد ازعلك منيّ بس كان اتفجنا إن نبعدوا عن أي تچيب لنا وچع دماغ، و أبوكِ الوچع ذات نفسه 


لكزته في كتفه برفق ثم قالت بحزن طفولي يليق بها و هي تقلب شفتاها 

- اخس عليك يا بشار ها زعل منك بجد، و بعدين أنا بابا يا حبيبي بيخاف عليا أكتر منك و هو ما يهمش في الدنيا دي كلها غير راحتي 



تنهد بشار بعمق و قال بهدوء 

- مش حابب خروچك دلوجه و أنتِ تعبانة كِده اصبري شوية لما تشمي نفسك شوي 



ردت بإبتسامة باعتة و قالت:

- ها يحصل لي إيه يعني يا بشار اكتر من إن خسرت ابني و لا بنتي للمرة التانية 


شاحت بوجهها بعيدًا عنه محاولة حبس الدموع في مقلتيها، بينما هو لف وجهها له و قال للمرة المئة بعد الالف 

- جلت لك يا بت الناس لو رايدة الخلفة سبيني لأن هما ما هيسبونيش لحالي واصل 


توسدت خديجة صدره و هي تقول بأسى 

- مش ها سيبك يا بشار أنت قدري و أنا قدرك مش ها سيبك حتى لو ربنا مكتبلناش الخلفة يبقى دا قدرنا 


ربتات خفيفة على رأسها تبعها قُبلة خفيفة على خصلات شعرها الطويل، رفعت بصرها 

له و قالت بإبتسامة واسعة على أمل أن يوافق  

- ها روح بقى عند بابا ؟ 


حرك بشار رأسه علامة النفي و قال بعنادٍ 

- برضك لا ها تفضلي في حضني احسن من أبوكِ 



خرجت من حضنه و قالت بحزنٍ مصطنع و هي تقف عن المقعد 

- طب إيه رأيك بقى هروح و بالعند فيك ها 


تناول لفافة تبغ جديدة و قال بجدية مصطنعة 

- ابجي وريني ها تعمليها كيف يا نعمات و انا عايش 


عادت له واضعة يدها في خصرها و قالت بدهشة و ذهول:

- بقى انا نعمات ها ؟! ماشي إيه رأيك بقى ها روح يعني هاروح و لا اقلب لك نعمات بحق و حقيقي ما أنا مرات بشار ابن الأبالسه كلهم 



رفع بشار كفيه و قال باستسلام 

- خلاص يا كابيرة الكلمة كلمتك و الرأي رأيك 



ابتسمت بإنتصار و قالت:

- ايوة كدا اتعدل هـ....



قاطعها بعد أن جذبها من معصمها لتسقط بين ذراعيه فلتت صرخة منها على إثر حركته المباغتة لها، طالعها و هو يحاصرها قائلًا:

- جلتِ راح فين بجى 


رفعت خديجةإصبع الشهادة و قالت بتحذير و هي مغمضة العينين:

- بشار و الله العظيم لو ضربتني على قفايا و لو الحركات اللي بتـ...  




لم تُكمل خديجة تحذيراتها التي القها بشار عرض الحائط، حلت صراخاتها محل الضحكات  

ثم عادت الضحكات تسيطر من جديد على الأجواء تلك المشا كسات التي تدور بينهما كانت هي الشئ الوحيد الذي يخرجها من حالتها تلك .



في عصر اليوم التالي 


عبرت خديجة البوابة الرئيسة لمنزل والدها، شعرت بقبضة في قلبها لم تشعر من قبل تمتم بالبسملة و هي .....


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدي زايد  لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية




رواياتنا الحصرية كاملة