-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 11

 

قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للقلب أخطاء لا تغتفر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي

الفصل الحادي عشر 




لا يحب العاشق مرتين ، ولكننى أحبك كلما عبر الصباح نافذتنا ، وتعانــ.قت الظلال لترسمنا ، وغنى الصدى بضحكتنا ، فأنت وحدك من أحبه عن قناعة ، أنت راحتى النفسية 


❈-❈-❈


منذ أيام وحمزة يبحث خلف ناصف من خلال معارف ومصادر مقربة ولم يصل لشئ ولكنه تأكد من شكوكه بعد أن أسرع ناصف إلى الجمارك بعد مكالمة الموظف له . 


توتره وذهابه دليل استشفه حمزة ضده ولكن يبدو أنه يُؤَمن نفسه جيداً من أن يكشف . 


لو تُرك الأمر له لقيّد ناصف وقيّد حاله وإنكبا على متنِ قاربٍ متجهٍ للطرف المنفى من العالم وسيكون هذا عقابهما على ما فعلاه في تلك اللؤلؤة المكنونة . 


ها هو يتحدث عبر الهاتف مع إحدى الشخصيات المرموقة يسأله عن ناصف والأخر يجيب مردفاً بمكر ودهاء : 


- متدورش ورا ناصف يا حمزة ،،، ناصف شغله سليم وهو مش زي منصور أخوه ،،، متقلقش أختك وأولادها في أمان .


أغلق معه حمزة وزفر بضيق ،،، لقد تحدث مع معظم معارفهم ومعارف سالم الجواد المشتركين بينهم على أن يخبره أحداً بأى معلومة يبحث خلفها ولكن دون جدوى .


أغلق معه الرجل وقام على الفور بالإتصال على سالم الذي أجاب بترقب :


- أهلاً يا تحسين باشا ،،، أخبارك إيه يا راجل .


أردف تحسين بترقب :


- أنا كويس يا سالم ،،، بس حبيت أحذرك ،،، إبنك بيحاول يجمع معلومات عن شغل ناصف ،،، وكدة مش صح ،،، خلى إبنك يبعد عن السكة دي أحسن له .


زفر سالم وأردف متسائلاً :


- هو كلمك إنت كمان ؟


أردف تحسين :


- أيوة لسة قافل معايا حالاً ،،، أنا لأنى بحبه خايف عليه ،،، خليه بعيد عن الطريق ده .


زفر سالم وشرد قليلاً ثم أردف بضيق :


- تمام يا تحسين ،،، أنا هتكلم معاه .


أغلق معه ووقف على حاله يتجه لمكتب حمزة مندفعاً ،،، دلف وأغلق خلفه يطالع إبنه الشارد ويردف بحدة وغضب :


- فهمنى بالضبط إيه اللى إنت عايز توصله ؟،،، قاصد إيه من عمايلك دي ؟


نظر لوالده بإستفهام وشك ثم تساءل بترقب : 


- عملت إيه يا بابا ؟ 


إتجه سالم يجلس ويقابله مردفاً بتحذير : 


- أبعد عن ناصف يا حمزة ،،، ملكش دعوة بيه نهائي ،،، بطل تدور وراه . 


ضيق عيــ.نيه وأردف بترقب : 


- ليه ؟ ،، هو حضرتك تعرف عنه حاجة ؟ 


توتر سالم قليلاً ثم أردف بحدة :


- وانت مالك وماله ؟،،، عايز تعرف معلومات عن شغله ليه ؟،،، مانت عارف شغله كويس .


رفع حاجــ.بيه وتابع بترقب :


- بس عصبيتك دى يا بابا تأكد شكوكى !


وقف سالم ومال على المكتب يضع كفيه عليه ويقرب وجهُ من إبنه قائلاً بفحيح غاضب :


- أوعى تكون راسم جواك أوهام ومفكر إنك هتحققها ،،، تبقى بتحلم يا حمزة ،،، خلاص كان زمان وانتهى ،،، إنت دلوقتى متجوز وقريب هتبقى أب . 


أعتدل يقف يطالع عيــ.نه الحزينة ثم تابع محذراً بقوة : 


- أوعى تفكر إن جوز أختك مات في حادثة ؟،،، الطريق اللى إنت عايز تدخــ.له ده أخرته مــ.وت ،،، وأنا مش هسمحلك تخطى فيه لو على جثــ.تى .


جحظت عين حمزة وفرغ فاههُ لثوانى وعقله ذاهل ثم تساءل بصدمة :


- قصدك ايه ؟،،، حادثة منصور مُدبرة ؟،،، إنت كنت عارف حقيقته ؟،،، كنت عارف وجوزته بنتك ؟


نظر لإبنه بتمعن ثم هز رأسه وجلس مرتد يردف بصدق وشرود :


- لا يا حمزة ،،، مش للدرجادى ،،، سناء بنتى ،،، أنا كل اللى أعرفه عنه وعن أهله إنهم شغالين في إستراد وتصدير الأغذية ،،، وأغلب السوق بتاعنا عارف كدة ،،، بس منصور هو اللى عَك الدنيا واتفق مع ناس من برا عرفوا يوصلولوا وإختاروه هو بالذات ،،، وطبعاً محدش عرف عن شغله ده حاجة خالص غير متأخر ،،، وقتها كلمته يطلق سناء بس هو هددنى بيكوا .


إستمع له وتذكر القهر الذى عاشته شقيقته لسنوات ثم نظر لوالده بألم وأردف بترقب :


يعنى أختى كانت كبش الفدا اللى ضحيت بيه علشان خاطرنا ؟ ،،، سبتهاله يا سالم بيه ؟


نظر سالم لإبنه بذهول ثم وقف يردف بحدة وغضب ويعود لعهده :


- إنت متخلف ؟،،، بقولك هددنى بيكوا وبيها ،،، ده واحد راح سلم روحه للمافيا وبإتصال واحد منه ليهم يقدروا يخلصوا على أي حد هو عايزه ،،، كنت عايزنى أعمل إيه ؟،،، ضمنت حياتكوا كلكوا بأنها تبقى على ذمته ،،، تبقى عايشة معاه أحسن ما تموت هى وانتوا . 


زفر بقوة ثم رفع سبابته يردف بتحذير وغضب : 


- إسمع إما أقولك ،،، إبعد عن ناصف وسكته ،،، صحيح هو غير أخوه بس يا عالم الناس دي وصلوله ولا لاء ،،، أنا مش مستغنى عن حد فيكم ،،، أنا بحاول بكل قوتى أكبركم وأزيد قوتكم واربطكم بمعارفي ومش هسمحلك تدخــ.ل نفسك في متاهة الناس دي ،،، فاهم ؟ 


شرد يتطلع على والده بصمت ،،، كيف لن يدخــ.لها وأغلى إثنتين لديه مقيدتان في حلقاتها أحداهما شقيقته والآخرى ملكة قلبه . 


ألتمعت عيــ.نه وأردف بصوت مختنق متسائلاً بترقب : 


- وأختى ؟ ،،، هنسيبها ؟،،، وأولادها اللى ناصف عمهم ؟. 


أردف سالم بقوة : 


- أختك انا مأمنها كويس ،،، كل الحراسة اللى عندها دي مسلحة وعيــ.ونهم وسط را سهم ،،، أنا قولتلها تيجي تعيش معانا بس هي رفضت ،،، ومع ذلك هى في أمان ،،، وعمرهم ما هيهددوا ناصف بأختك ولا أولادها ،،، هما بيدوروا على نقطة ضعف أي واحد تبعهم ،،، واختك وأولادها مش نقطة ضعف ناصف . 


شعر بقبضة تلتف حول رقبــ.ته تخــ.نقه ،،، إذا حبيبته هى المستهدفة ،،، شهق وزفر بقوة ثم أردف يومئ بغموض : 


- تمام يا بابا ،،، هبعد زي ما إنت عايز ،،، المهم أختى تكون بخير . 


نظر له سالم بشك لثوانى ثم أردف محذراً : 


- حمزة ! ،،، بلاش تهد اللى ببنيه ،،، متخلنيش أتصرف تصرف مش هيعجبك . 


إبتسم ساخراً ثم أومأ يردف بعيون لا يظهر فيهما ما ينوى فعله فلم يعد حمزة السابق المطيع مردفاً : 


- أطمن يا سالم بيه ،،، مش هسأل وراه خلاص . 


زفر سالم بأطمئنان ثم أومأ يردف بترقب ليشغله عن أي فكر آخر : 


- أنا سألت على الراجل أبو البنت اللى أخوك عايزها ،،، طلعوا ناس كويسين ،، بس ده ميمنعش أنى لسة قلقان منهم . 


نظر له حمزة وأردف بهدوء لعلمه أن والده شبه مقتنع : 


- متقلقش يا بابا ،،، حدد بس معاد ونروح نخطبهاله ،،، خلي حد فينا يفرح يا سالم بيه . 


نظر لأبنه بقوة ثم إندفع للخارج بصمت وترك حمزة يفكر ،،، زاد إصراره لخلاصها ،،، لن يتركها بعد كل ما سمعه ،،، لن تكون نقطة ضعفِ أحداً غيره. 


❈-❈-❈


في اليوم التالى


وبعد تفكير شغل عقله وجعله يترك العمل والطعام والراحة ليجد حلاً يخلصها قرر ما نواه .


جالساً خلف مكتبه ثم تناول هاتفه الخاص وهاتف مهندس الإلكترونيات الخاص بالشركة والذى يكن له الود حيث كانا صديقين دراسة .


أجاب مؤمن عليه يردف بترقب :


- حمزة باشا ؟.


أردف حمزة بهدوء :


- أزيك يا مؤمن ،،، عامل إيه ؟


أردف الآخر بود :


- بخير الحمدلله ،،، أؤمر يا حمزة ،،، عايزنى في مصلحة مش كدة ؟


أبتسم حمزة وأردف بإعجاب :


- طول عمرك ذكى ،،، مخك إعداداته شغالة على مستوى عالي .


ضحك مؤمن وأردف بمرح ليشاكسه :


- ربنا يستر عليا ،،، شكلى هعطل بعد الكلمتين دول .


ضحك حمزة بخفوت ثم أردف :


- لاء مش عايزك تعطل دلوقتى ،،، أقضي لي الطلب ده وبعدين على الله حكايتك .


ضحك مؤمن يردف بعتاب محبب :


- شكراً يا صاحبي ،،، يالا قول يا باشا طلباتك أوامر .


تحمحم حمزة وأردف بترقب وحذر :


- عايز microphone ،،، من النوع السحرى ،،، اللى بيستعملوه في التصــ.نت ،،، أهم حاجة يكون حجمه صغير جداً ومن غير أي أسلاك ،،، والأهم من كل ده إن الموضوع ده ميخرجش بينا إحنا الأتنين .


تنهد مؤمن بعمق لثوانى ثم تساءل بتوتر :


- ناوى على أيه يا حمزة بيه ؟،،، أنت عارف إن ده موضوع صعب أوى ،،، ولو سالم بيه عرف مش بس هيطردنى من الشركة لاااا ده هيقطع عيشي من أي مكان تانى ،،، ده غير إن الحاجات دي تدبيرها صعب .


تنهد حمزة بضيق وحزن لحال والده ثم أردف مطنئناً :


- إطمن يا مؤمن ،،، محدش هيعرف ،،، وعارف إنك قدها ،،، هتهولى إنت بس وهقولك تسيبهولى فين ،،، وبعدها إنت برا الموضوع ده تماماً .


أردف مؤمن بقليل من الراحة :


- تمام يا حمزة بيه ،،، هجبهولك ،،، بس هو غالى شوية.


أردف حمزة بحماس :


- مافيش أي مشكلة ،،، هبعتلك حالاً مبلغ على حسابك ،،، تسحبه ولما تجيبه هتكلمنى ،،، وخد بالك من عيون سالم بيه وشوقي بيه اللى جوة الشركة .


أومأ مؤمن يردف بترقب:


- تمام ،،، ربنا يستر .


أغلق معه وشرد حمزة يفكر فيما ينوى ،،، إن تمت خطته كما ينوى سيخلصها .. هذا هدفه الأهم الآن .



❈-❈-❈


بعد يومان . 


أخذ حمزة موعد مع ناصف ليقابله في مسألة عمل والآخر وافق على مضض . 


أما مها فمنذ حوارها الأخير مع حمزة الذى تجنبها تماماً وهى تفكر وتخطط وتتآكل غضباً وكل سبلها تؤدي إلى وجهة واحدة وهى إنتقامها من إبنة السائق هذه وعدم السماح لها بالراحةِ أو الهدوء ستجعلها تعانى كما تعانى هي الآن وستحصل على حياتها مع حمزة وستحقق جميع اهدافها واحداً تلو الآخر والخسارة ستكون لريتان . 


وحال ريتان تلك الجميلة المخطأة التى أسرعت لتعبر طريق الكرامة والكبرياء متجاهلة شاحنة الغموض التى أصطدمت بها بكل قوة وكشفت عن وجه ناصف الحقيقي . 


أخطأت في حق نفسها وبشدة ،،، الآن تتمنى لو تعود للوراء لتصلح ما افسده تسرعها وقلبها ولكن هل يفيد البكاء على اللبنِ المكسوب ! . 


❈-❈-❈


بعد تفكير عميق من سالم في حديث إبنه حمزة وبعد سؤاله عن عائلة كاريمان قرر آخيراً أن يرضخ لرغبة إبنه مراد . 


نعم سعدَ كثيراً بخبر حمل مها ولكنه لم يرى الفرحة في عين إبنه حمزة ،،، لذلك سيتهاون قليلاً معهما حتى يضمن ولائهما له . 


اليوم سيذهب مع أبنيه حمزة ومراد ليطلب يد كاريمان لأبنه رسمياً . 


تلك الزيارة التى ستسعد قلب مراد كثيراً ،،،، الجميع سعيد ،،، الكل متأهب ،،، حتى حمزة لأول مرة يشعر بالفرح لأجل شقيقه . 


أما كاريمان فقررت مهاتفة ريتان وأخبارها بالأمر بعدما تم أخذ الموعد من والدها ،، لا تعلم كيف ستستقبله ولكن حتماً عليها إخبارها . 


رن هاتف ريتان التى تقف بشرود في مطبخها تحضر كوباً من مشروب النسكافيه الساخن . 


تناولته وتنهدت تجيب بحذر لعلمها أن ناصف يستمع إلى جميع مكالماتها : 


- أهلا يا كارى أزيك ؟ 


تحمحمت كاري وأردفت بتوتر : 


- ريتان ؟ ،،، عاملة أيه يا حبيبتى ؟ 


أجابتها بهدوء ونبرة باتت حزينة : 


- أنا تمام الحمد لله ،، طمنيني عنك ،،، أنا أسفة مردتش على مكالماتك اليومين اللى فاتوا لأن الفون كان silent مكنتش بسمعه . 


أردفت كارى بترقب وتوتر : 


- ولا يهمك ،،، أنا بس حبيت أفرحك إن فيه النهاردة ناس جايين يطلبونى . 


انفرجت أساريرها وشهقت بسعادة حقيقة منذ زمن لم تشعر بها مردفة : 


- بجد يا كارى ؟ ،، ألف ألف مبروك يا حبيبتى ،،، لو تعرفي حقيقي الخبر ده فرحنى جداااا . 


تنهدت كارى بقوة ثم أردفت : 


- كنت عارفة إنك هتفرحي . 


أردفت ريتان بابتسامة حقيقية : 


- طبعاً يا كارى ،،، أنتِ مش صاحبتى إنتِ أختى وعشرة عمرى ،، قوليلي بقى مين العريس ؟ 


زفرت كارى بقوة وصمتت لثوانى فنادتها ريتان بتعجب متسائلة : 


- كارى سمعانى ؟ 


أردفت كارى بترقب وقلق : 


- مراد يا ريتان ،، مراد الجواد . 


لكمة عنيفة ضربت يسارها فتألمت من وسط سعادتها وباتت لا تعلم أتفرح أم تتألم ،،، باتت في حيرة وتشتت ،،، صمتت لثوانى فتابعت كارى بحزن لأجلها : 


- ريتان لو سمحتِ قولي أي حاجة ؟ 


أعتصرت عيــ.نيها وسحبت أنفــ.اسها كمن يسحب دلواً ممتلأً بالماءِ بحبلٍ هش من بئر عميق وانتبهت للحديث الذى سيأخذ مجرى آخر وسينكشف أمرها لذلك أظهرت السعادة وأردفت مجبرة : 


- أنا فرحنالك جداً يا كارى ،، بجد فرحانة أوى إنك هتتجــ.وزى إنسان بيحبك ،،، بس أنا أسفة هقفل معاكى لأن بابا بيرن ع ال waiting . 


أغلقت معها سريعاً ورفعت رأسها للأعلى تحجب دموعها وتمنعها من السقوط ،، ولكن دموعها أبت أن تظل حبيسة ،،، بل أعلنت تحررها وسالت من مقلتيها ،، إذا الأمر لم يكن فرق طبقات أو عدم تكافؤ إجتماعى مثلما سمعته ،،، 


إذًا هى المقصودة ،، هى بذاتها التى لم تكن مناسبة له ولعائلته ،، هى ريتان حمدى إبنة السائق ،، كان عليها أن تتصالح مع تلك الحقيقة منذ زمن ،،، كان عليها أن لا ينبض قلبها له يوماً ،، كان يتوجب أن تبحر بقاربها الصغير في بحيرتها الآمنة وتبتعد عن شلال الطبقات الذى ألقاها بقوة في المحيط فغرقت في عشقه للأبد ،، توهمت بعينه ونظرته برغم أنها درست منذ صفها الأول أن الثعلب مكار يخدع فريسته بنظراته البريئة ،،، أطمأنت له وشعرت بجاوره بأمان العالم يحتــ.ويها برغم أنها تعلم جيداً أن الأفاعى تحتــ.ضن فريستها قبل أن تقــ.تلها ،،، ليس هو الظالم لها ،، هو لم يعدها بشئ ،،، بل هي من ظلمت نفسها ،، هى المذنبة الأولى والأخيرة ،، ولكن كيف ؟ ،، حتى شقيقته لاحظت حبه وتسائلت ؟ ،،، لااا ،،، لم يكن حباً ،، يبدو أنه كان إستمتاع واستغلال . 


زفرت بقوة ومدت كفها تزيل دموعها بعنف ،،، وتلتفت تتناول الكوب المعد لصبِ مشروبها ثم قامت بألقائه بقوة على ارضية المطبخ الرخامية فتهشم إلى قطع صغيرة كحباتِ السكرِ وروحها . 


❈-❈-❈


ذهب سالم مع حمزة ومراد إلى منزل سمير عبد العال والد كاريمان على مضض ولكنه مضطر . 


بعد الترحاب يجلسون جميعهم في غرفة الصالون الراقية والنظيفة ذو رائحةٍ عطريةٍ مريحة للنفسِ ،،، يجلس سالم بينهم بتعالى ووجهٍ بارد ويجاوره مراد تقفز من عيــ.نيه السعادة وحمزة يجلس برتابة وهدوء وتواضع كعادته . 


رحب والدها وشقيقها حسن بهم بينما أردف حمزة وهو يميل على والده ليتحدث : 


- بابا ،،، قول حاجه !. 


نظر سالم لإبنه بضيق ثم زفر ونظر لسمير والد كارى وأردف بنبرة متعالية : 


- أكيد سبب زيارتنا معروف يا أستاذ سمير ،،، إبنى حب بنتك وصمم عليها ،،، فإحنا جايين نخطوبهاله . 


صمت ينظر لحمزة بتكلف يشعر أن الكلمات ثقيلة على لســ.انه ولاحظ ذلك حسن شقيق كارى فتابع حمزة مسرعاً بنبرة لينة يصحح الوضع : 


- فعلاً مراد صمم عليها ،،، لأن الآنسة كاريمان طول فترة تعليمها لأولاد أختى وهى كانت مثال للبنت الخلوقة الملتزمة . 


هنا شرد في حبيبته البعيدة ،،، تذكرها وهى تطالعه بإستحياء ،، بخجل زادها جمالاً ،،، بعيون لامعة حرم من نظرتها . 


التقط نفساً عميقاً ثم تابع بعدها بأبتسامة شاردة كأنه يتحدث عن نفسه ويصحح ما قاله في الماضي : 


- وأحنا مش هنلاقى أحسن منها تناسب عيلتنا . 


التفت فوجد مراد يطالعه بتمعن فعاد ينظر لهم وتحمحم يكمل : 


- فإحنا جايين نطلب إيــ.دها على سنة الله ورسوله لأخويا مراد . 


تحمحم حسن ونظر لوالده الذى أبتسم بطيبة بينما يجلس سالم على أسلاك شائكة حانق على الجميع ولكن عليه أن يرضخ قليلاً لأجل ولديه . 


أردف سمير برتابة وطيبة : 


- إنتوا على دماغنا يا سالم بيه إنت وحمزة بيه ومراد ،،، ونسبكم شرف لينا ،،، وزى ما رسول الله صلِّ الله عليه وسلّم قال ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) وإحنا سألنا على الأستاذ مراد وحضراتكم سمعتكوا طيبة ،،، فأنا معنديش أي مانع من الأرتباط ،، وبنتى سألتها وهى موافقة الحمد لله ،، فخلونا نتوكل على الله ونقرأ الفاتحة . 


هنا أطلقت والدة كارى زغروطة من الخارج وأنتفض مراد بسعادة وحماس وربت حمزة على ظــ.هره بدعم وسعادة لأجله بينما نظر لهما سالم وعندما رآى سعادتهما لا يعلم لما هناك جزء داخــ.لى إستكان فتنهد مستسلماً لرغبتهما ولانت ملامحه قليلاً بطريقة لم يلاحظها أحد . 


جاءت كاري بعد قليل تخطو بحياء ووجنتين متوردتين من شدة خجلها ،،، تنظر أرضاً بخجل فوقف شقيقها يتجه اليها ويتمــ.سك بها ليقدمها ويدعمها بحنو وحب . 


طالعها مراد بسعادة رفرفت قلبه وجعلته يحلق ،،، وآخيراً تحققت أمنيته وستصبح من تمناها من نصيبه ،،، أخيراً سيتنهد بإرتياح بعد انفــ.اسه المعذبة ،، سيحيا معها حياة مفعمة بالحب والشغف . 


أما حمزة فلا يعلم لما رآها ريتان ،،، منذ دلوفها وهو يتخيلها هي ،، خطواتها الخجولة وهيأتها تشبهها لدرجة أنه تخيل حاله هو من يتقدم لطلبها ،،، فجأة لانت القبضة التى تعتصر قلبه لمجرد تخيله ،،، أنزاح إختناق صــ.دره قليلاً معتقداً أنها عفت عن ما قاله في الماضي . 


أفاق من أفكاره عندما أردف سمير بحنو : 


- تعالى يا كاريمان سلمى على عمك سالم وحمزة ومراد . 


وصلت اليهم ورحبت بهم ووقف مراد يستقبل ترحيبها بسعادة ولهفة وهى تبادله بخجل وتوتر ولكن داخــ.لها سعادة حالمة ،،، فهو أثبت لها حبه وتخطى صعاب عائلته ،،، اتجهت تجلس بجوار والدها ورفعت عيــ.نيها تطالعه بهدوء فوجدته لم يزح عيــ.نه من عليها ،،، لا تعلم لما ألتفتت تطالع حمزة الذي وجدته ينظر لشقيقه بسعادة ،،، حانقة عليه ولكن داخــ.لها يردد لو كان يحبها بحق لفعل مثلما فعل شقيقه ،،، يبدو أن صديقتها كانت تتوهم حبه ،، تنهدت بقوة وبدأوا جميعم قراءة الفاتحة وأتفقوا وحددوا موعد الخطبة القريب . 



تابع قراءة الفصل