رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 8
قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل الثامن
أغلق ياسين الباب بقوة بينما تراجعت چمان بخوف وبدأت في البكاء بصمت دون إصدار صوت، كاد يقـ ـترب منها فتراجعت للخلف بخوف شديد وهي تحمي وجـ ـهها بيـ ـدها، زفر بغضب وهو يدور في المكان
ياسين بصراخ : أنا جيت نحيتك ولا كلمتك عشان تبدأي مناحة، ردي يا بنت الناس
چمان ببكاء : لا
ياسين وهو يمرر يـ ـده في شعره : أومال ايه ؟ عرفيني كده عشان متغباش بجد
چمان : خايفه تضربني تاني، أنا مكنتش أعرف إن عشق ...
ياسين بغضب جنوني : متقوليش اسمها قدامي أنا يتقالي يا ابن ستين كـ ـلب وقدام ...
اتسعت أعين چمان وحاولت كبت ضحكتها بصعوبة ليضيق عيناه قائلاً : استني بتكتمي الضحكة صح ولا أنا غلطان ؟
چمان : أحم مقصدش
ياسين بغيظ : قوليلي بقى يوم أما طولتي لسانك عليا دا تصرف مين ؟
چمان : احم كنت بحاول اقلدها
ياسين بتحذير : إياكي تعيديها قدامي يا چمان تاني كمان احذري اوي تبقي عناديه أنا الشخصيات دي مش بتاكل عيش معايا بتحول وقتها للأسوأ
چمان بهمس : هو في أسوأ من كدة
اقترب منها بتحذير ثم وضع يـ ـده بجانب رأ.سها واردف : بتقولي ايه ؟
چمان بتوتر : مبقولش
ياسين : بصي ليا كده
نظرت له لتصبغ وجنـ ـتيها باللون الأحمر تلقائي، ابتسم بخفة وهو يُقـ ـبل جبـ ـينها ثم قال : أنا أسف يا چمان
أغمضت عيناها بقوة ثم دفعته بخفة وانطلقت جرياً للحـ ـمام، غبية او طيبه لا يعرف لكنه يعرف أنها نقيه عكس تلك ال ... ما أسوأ حظ رعد في هذه الدنيا
❈-❈-❈
جلست لارا في سر.يرها الكبير بجانبها الكثير من العاب الفتيات التي ما زالت تحتفظ بها منذ ان كانت طفلة، ضمت دب كبير أحضره لها أدهم ثم تنهدت وهي تستنشقه وكادت تغمض عيناها لولا انفتاح الباب ودخول أدهم
أدهم : صاحيه ؟
أكدت برأسها وهي تترك الدب فاتجه يجلس أمامها ثم رفع يـ ـده يضع خصـ ـلاتها خلف أذنها وحاوط وجـ ـنتها يدا.عبها بإبهامه
أدهم : لسه صاحية ليه ؟
لارا بتنهيد : كنت بذاكر وقررت أفصل شوية بعدين هكمل، مفيش نوم
أدهم وهو يُقـ ـبل أرنبة أنفها : على فكرة يعني بناقص الكلية اللي تتعب لولتي
لارا بضحكة بسيطة : طب بحـ ـبك بقى
أدهم بتفكير : أممم منا عارف، كنتِ بتذاكري ايه بقى ؟
لارا بتنهيد : باثولوجي مش حابه اقول مادة باردة عشان كل المواد باردة، مفيش حاجة في الدنيا حلوة غيرك
هتف أدهم بصوت عالي : يا رب هموتها
وحاوط وجـ ـهها يقـ ـبلها بعشق يزداد يومًا عن يوم في نفس الوقت فتحت يارا الباب قائلة : لارا
شهقت كذلك دفعت لارا أدهم، حمحمت بخجل وهي تقول : نعم يا يارا
يارا : أحم مكنتش أعرف إن أدهم هنا، على العموم نينا جات
لارا وهي تنظر لأدهم : نينا !
أدهم باستغراب : جات ؟ بس مقالتش يعني والوقت متأخر
مسكت لارا الدب الكبير ورمته أرضًا لتردف بغضب : استغفر الله العظيم اهو دا اللي ناقص، نينا هانم
تمـ ـدد أدهم بجانب لارا وسحب الغطاء فوقه قائلاً : قوليلها أدهم ولارا نايمين
يارا وهي ترفع حاجـ ـبها : سوا
ضحكت لارا كذلك أدهم، خرجت يارا وأغلقت الباب خلفها بينما عادت لارا تذاكر وهي تستند على أدهم الذي يُقـ ـبل رأسها كل حين وآخر ويتابعها بعشق.
❈-❈-❈
في منزل رعد
وقفت عشق أمام رعد في غرفتهما وداخلها يتأكل ندمًا على ما فعلته أمام رعد وياسين، لاحظت الحزن الشديد من قِبل رعد اتجاهها وهذا أحزنها أكثر
رعد بحدة : أنا بحترمك في كل مكان يا عشق بس كونك متحترمنيش أنا عمري ما هسمح بده مفهوم ؟ وعودي نفسك لو عدوك في بيتك ليه احترامه لأنه في بيتك
عشق بحزن : أنا أسفه
رعد وهو يمرر يـ ـده في خصـ ـلاته : مش هتعدي بأسفه النهاردة يا عشق، أنا فعلاً ندمان إني أخدتك عليا لدرجة فكرتيني عيل من دورك وأصغر، قليتي مني قدام ضيوفي كمان صاحبي غلطتي فيه ولا عملتيلي اعتبار حتى مفكرتيش تقولي دا بيحترمني خليني احترمه لا طلعتيني إني معدوم الشخصية ولا ليا لازمه، مشكورة يا عشق بس أنا فعلاً استاهل
انهمرت دموعها ليكمل هو : متزعليش نفسك الحق مش عليكي الحق عليا أنا بس خلاص خلصت بعد كده حياتي هي حياتي يا بنت الناس وشخصي هو شخصي والحدود معدتش هتنزل وكفايه لحد هنا اوي
اتجه خارج الغرفة لغرفة أخرى ثم تمـ ـدد يحاول النوم لكن كلمات ياسين مازالت تقرع برأسه كالطبول، بينما في الغرفة الأخرى جلست عشق وفي فـ ـمها البخاخ تحاول التحكم في تنفسها قدر المستطاع ثم وقفت تبحث عنه، وجدته في أحد الغرف يتمـ ـدد على السرير
عشق بحزن : رعد أنا أسفه
رعد بهدوء : عشق ارجعي أوضتك
عشق بنفي : لا مش هعرف أنام من غيرك، تعالى والله ومش هعمل كده تاني
لم يجيب واكتفى بإعطائها ظـ ـهره فتمددت بجانبه تضـ ـمه، تجاهلها حتى غفت ثم التفت ير.فعها على ذر.اعه وضـ ـمها له مقـ ـبلاً جبـ ـينها، نام رعد هو الآخر حتى ساعات النهار الأولى حملها وأعادها لغرفتها
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد
فتحت عشق عيناها وانتفضت جالسة تبحث بعيـ ـناها عنه، اتجهت مسرعة تنادي عليه وهي تفتح باب الغرفة الآخرى لم تجده، اتجهت لأسفل ولمعت الدموع في عيناها
عشق : دادة ساميه، يا دادة
خرجت تلك السيدة التي في أوائل عقدها السادس قائلة : نعم يا بنتي
عشق بصوت مختنق : رعد فين ؟
دادة سامية : قام بدري فطر وخرج، قالنا محدش يزعجك
أحنت ر.أسها وهي تتجه لأعلى مرة أخرى، مسحت دموعها التي انهمرت ثم جلست في غرفتها تضـ ـم أر.جلها لصـ ـدرها، وتسند ر.أسها عليهما، رن هاتفها برقم والدها فأجابت
عشق : الو
أحمد : صباح الخير
عشق : صباح النور، عامل ايه ؟
عقد حاجبيه باستغراب ثم قال : الحمد لله، عاملة ايه أنتِ ؟
عشق : الحمد لله
أحمد بهدوء : أنا فكرت وقررت هعمل اللي عايزاه وهتـ ـجوز
عشق بلهفة : بجد ! بابا أنت بتتكلم جد مش بتسكتني صح ؟
أحمد بتنهيد حزين : بتكلم جد يا عشق الموضوع ده مفهوش هزار
عشق : ايه اللي غير رأيك ؟ أنا مش مصدقه
ابتسم بخفة وهو يقول بنبرة يشوبها المرار وخيبة الأمل فمن حوله : أنتِ مش بتحسبيها بغلاوتك وغلاوتها، وأنا بديكي غلاوتك يا عشق لو مقياسها الموضوع ده، يلا بقى أنا جبتلك العر.يس شوفيلي بقى العر.وسة اللي تليق بأبوكي
عشق بمرح : أحلى عر.وسة في الدنيا تكون لأحمد بيه الشرقاوي من عيون عشق
أغمض عيناه لبرهة ثم قال : تمام يا حبيبتي أكلمك وقت تاني عشان مشغول، سلام
عشق وهي تقفز بسعادة : سلام يا روح قلبي
وبدأت تهتف بسعادة وتصفق وهي تدور حول نفـ ـسها كالمجنونة، حاولت الرن على رعد عدة مرات لكنه تجاهلها تماماً، رمت الهاتف بعشوائية ثم تمـ ـددت على سر.يرها تحاول النوم بدل من التفكير والتعب، انتهى بها الأمر تمر بالأزمة مرة آخرى لكنها لحقت نفسها قبل سوء الوضع.
❈-❈-❈
دخل رعد الشركة لأجل عمله الآخر في الجنـ ـايات، بدأ التحقيق مع بعض الموظفين الذين لهم علا.قة بالمجني عليه، اتجه لمكتبه بعد أخذ المعلومات التي أرادها، أخرج أحد الملفات من خزنته الخاصه ثم اتجه خارج المكتب ليلتقي بياسين
ياسين باستغراب : مقولتش إنك جاي يعني
رعد ببرود : ليه يعني المفروض أقول ؟
ياسين : لا أكيد مقصدش، مالك كده حاسس إنك مش طايقني، على كل حال أنا خلاص خدت بكلامك وتقدر تسأل چمان، خلي البتاعة بتاعتك دي تسألها
رعد بحدة : أنت سوءت فيها اوي يا ياسين أوعى تنسى نفسك، تولع الصداقة على الشراكة اللي تخلي حد يتطاول على خصوصياتي، مرا.تي مسمهاش بتاعه وبالنسبة ليك ملهاش اسم يعني لا تقول اسمها ولا توجه ليها كلام، متخليش يبقى ليا تصرف مظنش هيعجبك فاهم يا ياسين ؟
نظر ياسين بصدمه خلفه بعدما ذهب متجه حيث عمله الآخر وقد فاض به من تداخل من حوله في حياته، ربما ظنوا طيبته ومراعاته لمشا.عرهم شيء آخر سمح لهم بالمزيد، نزل من سيارته متجه داخل مقر عمله يشبك ما جمعه من معلومات، تجاهل رنات عشق المتتالية فهو ما زال حزين منها
❈-❈-❈
أغلقت سيلا الدفتر وهي تتـ ـأمل يوسف الذي يمزح مع أحد الفتيات وهو يأخذ القلم منها، مـ ـسك بعض خصلات شـ ـعرها يخبرها عن شيء وهي تضحك بدلال مقصود، زفرت بحدة حقًا هو حنون على جميع الفتيات ليس هي فقط ههه مضحك كثيراً
تركها ودخلت المكتب التي فيه سيلا يتحدث مع فتاة أخرى، نظر باتجاه الشاب : واد يا وليد
وليد : نعم يا مستر ؟
يوسف : وبمناسبة اسم وليد هقولك نكتة، بيقولك مرة ممرضة أتجوز خلفت توأم سمت واحد وليد والتاني عضل
ضحكت الفتيات لتردف سيلا بهمس : بارد اوي
يوسف : سمعتك يا سيلا يا أم صوت مسرسع
احمر خديها بخـ ـجل فتأملها قليلاً ثم ابتسم بخفة، اتجه لها ينحني بجانبها ثم تحدث بو.قاحة : خدودك دي عايزة العـ ـض بلونها دا
شهقت بخفوت فوقف ليردف : بس ايه الحلاوة دي يا نونة، نورك ولا نور اللمبة
رمقته بنظرة قا.تلة، أة وكم تود الوقوف والإنهلال عليه بالضر.بات حتى يتوقف عن النظر لغيرها، تأملها يوسف بطرف عيناه وداخله يميل لها لكنه يخشى على قلبه منها.
❈-❈-❈
جلست نور أمام الطبيب الذي ينظر للفحوصات بملامح جامدة لا تظهر أي شيء، فرت الدموع من نور وهي تضغط على يـ ـد ابنها بتوتر، لوقت طويل ندمت على كل لحظة قضتها بعيد عن أحمد وعشق ابنتها
الطبيب : لوكيميا، سرطان الدم النخاعي المزمن ويؤسفني أقولك إنك في المرحلة الإنفـ ـجارية او الأروميه
عمار بتوتر : يعني ايه يا دكتور ؟ دي حاجة وحشه
الطبيب بهدوء : دي أسوأ مرحلة من مراحله، وفيها حياة الشخص مهددة بس أنا مش عايزها تقلق، وذي ما ربنا جاب الداء جاب ليه برضو الدواء، دلوقتي قدامها حلين إما مستشفى أورام المنصورة وهي من المحافظة فسهل عليها تدخل أو المعهد القومي للأورام في القاهرة الاتنين هيقدروا يساعدوها
انفجرت نور باكية وهي تضع وجـ ـهها بين يـ ـديها، ضمها عمار داخل أحـ ـضانه وهو يحاول رسم القوة على ملامحة لكنه اهتز من الداخل بالفعل
عمار : نسبة الشفاء قد ايه يا دكتور ؟
الطبيب : كبيرة يا ابني خلي عندك ثقة في ربنا كمان في علاجين إن منفعش واحد التاني أكيد
عمار باستفسار : طيب عرفني هو ايه ؟
الطبيب : مش عايز أسبق الأحداث بس أهلها مطلوبين حواليها، أهم حاجة الدافع النفسي
رفعت نور رأسها بألم وقد ظهرت أمامها صورة أحمد زو.جها ومعشـ ـوقها، نظرت باتجاه عمار وعادت تدفن وجـ ـهها في كـ ـتفه وتبكي
❈-❈-❈
عاد رعد للمنزل ورغم أن قلبه يبحث عنها إلا أن عيـ ـناه وعقله رفضا رفضًا قاطعها هذا، دخل غرفة الجلوس ينادي على الخادمة التي أتت له، سألها ما إن تناولت عشق طعامها أم لا ثم أخبرها ان تضع الطعام بعد ربع ساعة، صعد غرفته يخرج ملا.بس له ثم زفر بانزعاج
عشق : استغفر ربنا حرام تنفخ
استغفر ربه دون النظر لها فاردفت بمرح : مطلعتش أنا لوحدي القموصه بعدين مش حرام تخاصم أختك في الإسلام
نظر لها باستنكار واضح فوجد عيناها متورمة يبدو أنها بكت لوقت، عاد ينظر أمامه وهو يغمض عيناه بقوة يحاول عدم الذهاب لها والتحدث معها
اتجه للحمام فذهبت خلفه ودخلت قبل أن يغلق الباب، تحدث باستغراب : أنتِ عبيطة يا بنتي
عشق : اة عبيطة ومش هخرج غير لما تقولي صالحتك يا عشقي وتضغط على الياء
رعد بهدوء : اطلعي عايز اخد شاور
عشق وهي تحاوط خصـ ـرها بيـ ـديها : مش طالعه وأنت حر بقى يا تصالحني يا تاخد شاور أنا بجحة و I don't mind أفضل هنا
رعد بإبتسامة يحاول منعها : بس أنا عندي مانع واطلعي
عشق بتساؤل : صالحتني ؟
أشاح بوجـ ـهه عنها وهو يجهز الحمام لها فقالت بحزن : يا رعد بجد مكنتش أقصد، ما أنت عارف عشق على ايه بقى متبقاش قفوش كده
رعد ببرود : هتطلعي عشان اخد دش
عشق بنفي : لا صالحني وهطلع، بجد معتش هتكلم مع ياسين خالص ولا هسلم على راجل بالإ.يد كمان والله هتشوف طريقة معاك تانية
رعد : حرام الحلفان في الحمام، عشق بجد لو مطلعتيش أنتِ حرة
عشق بعناد : مبتهددش
خلع رعد جاكته ثم قمـ ـيصه فشهقت بخفة وهي ترى جـ ـسده العلوي عا.ري، ابتسم بخبث وهو يقترب قائلاً : معنديش مانع أكمل
عشق : صالحني يا رعد
رعد برفض قاطع : لا
عشق : مش هخرج
تأملها بنظرة شاملة ثم قال : أنتِ مر.اتي يا عشق على فكرة
ثم سـ ـحبها للداخل فبدأت تحرر يـ ـدها منه وهي تهتف : لا خلاص هطلع حرمت، رعد خلاص
رعد بمرح : لا تعالي
عشق وهي تتراجع للخلف : لا خلاص بجد أنا غلطانة
حـ ـملها بين يـ ـديه ثم تركها في حوض الاستـ ـحـ ـمام لتطلق صرخة فزعة باسمه، حاولت الخروج إلا أنه دفعها قائلاً : لا يمكن هتاخدي شاور معايا
عشق وهي تقف : معاك أزاي يعني لا بقولك ايه أحنا رجـ ـالة أوي و ..
قاطعها قائلاً متأملاً إياها بنظرة شاملة : أشك في كلمة رجـ ـالة دي
اتسعت عيناها وهي تقول : رعد عيب
جذ.ب يـ ـدها لتصطدم بصـ ـدره ثم حاوط خـ ـصرها قائلاً : نعم
عشق : معتش زعلان مني صح ؟ متزعلش بقى دا أنت زعلك وحش اوي
رعد : وأنتِ خلقك ضيق اوي
أكدت برأسها وهي تحاوط عـ ـنقه بيـ ـديها، رفعها خارج حوض الاستحمام ثم سـ ـحب الفوطة الكبيرة يلفها عليها، نظرته لها تنطق بمدى عشقه لها جعلتها تضـ ـمه وهي تقف على أطراف أناملها
رعد : يلا اخرجي غيري هدومك عشان متتعبيش
عشق : صالحتني ؟
همس لها ببضع كلمات فابتعدت قليلاً ولم تتردد في تقـ ـبيله عدة مرات على وجـ ـهه كله وأنتهت تذ.وب في قبـ ـلته العاشـ ـقة، ابتعد يرتب خصلاتها قائلاً : اخرجي يلا
عشق : مش عايزة
رفع حاجبه بتلاعب فاردفت بضحك : لا مش قصدي بس بصراحة أنت وحشتني اوي
رعد : الكام ساعة دول ؟
بدأت تُقـ ـبل وجنـ ـتيه وأنفه كذلك لحـ ـيته التي لا يتركها تنـ ـمو كثيراً بسبب عمله ثم قالت : أنت بتوحشني كل لحظة أساساً بعدين يوم كامل زعلان مني كتير، تعرف يا رعد أنا حاسه إنك أعرفك من عمر كامل فات
كذلك هو بدأ يُقـ ـبل جبيـ ـنها ووجنتيها كذلك أنفها وعاد يضـ ـمها، تغير مزاج رعد كلياً بفضلها وللحظة رغب في إخبارها بحـ ـبه وبأنها نفس الفتاة لكنه تراجع، فاق كلاهما على صوت الدادة تنادي
تحدث كلاهما في نفس الوقت : نعم !
الدادة سامية بخجل : الغدا اتحط يا رعد بيه أحم قلقت عليك وعلى الهانم
رعد : تمام يا دادة عشر دقايق ونازلين
أغمض عيناه بخجل حقيقي ثم جز على أسنانه يعاتبها بنظراته فانفجرت ضاحكة، أخفت وجـ ـهها في جانب عنـ ـقه وضحكتها تزداد تدريجي
رعد بضيق : خلاص بقى
عشق بمرح : مكسوفة يا بطة بصراحة موقف زبالة شوف كدة هتنزل تلاقي الدادة ولوزه بيبصوا ليك و ...
رعد بغيظ : كله منك بعدين تحذريهم ممنوع حد يدخل باب الأوضه وأحنا فيها
عشق : تدفع كام ؟ كله كاش
رعد : عايزة كام ؟
ابتعدت قليلاً تنظر له ثم قبـ ـلت وجـ ـنته وضـ ـمته قائلة : مش عايزة فلوس أنا بس عايزاك متزعلش مني نهائي ولا تخاصمني كمان توعدني تفضل جنبي
رعد : ليكي ده
خرجت عشق تبدل ملابـ ـسها، دقائق وخرج رعد لها يقف خلفها في المرأة ثم قبـ ـل وجنـ ـتيها بمرح، التفتت له تلتقط الفرشة وبدأت تمررها بين خصلاته ثم نزلت معه لغرفة الطعام، ابتسمت عشق وهي تقص له ما قاله والدها بسعادة أثناء الطعام
اتجه رعد للمكتبة في الطابق العلوي يجلس على كرسيه يقرأ أحد الكتب، دخلت عشق متردية كاش فوقه الر.وب الخاص به ثم جلست بجانبه
رعد : نعم !
عشق بعبوس : أنت قاعد هنا ليه ؟ تعالى اقعد معايا
رعد : شويه وهحصلك
وقفت أمامه قائلة : مفيش حاجة اسمها هحصلك قوم معايا، قوم يلا أنا تلجت
رعد بمرح : أنتِ مزعجة اوي، يلا يا بت روحي نامي
جلست على ركبـ ـتيها ثم اقتربت منه تحـ ـاوط خـ ـصره بيـ ـديها واردفت : رعودي قولي بجد هو حر.ام ولا غيـ ـرة سلامي على الرجـ ـالة
رعد : الغيـ ـرة هي غيـ ـرة باباكي مني لما بيشوفني حاضـ ـنك مثلاً، الحر.ام بقى هو فعلاً سلامك على غير محارمك كذلك عدم لبـ ـسك الحجاب وعدم غض بصرك
عشق : حتى عنك
سـ ـحبها لتقف ثم تجلس في أحضـ ـانه ليردف قائلاً : أنتِ أول ذنب مقصود في حياتي
عقدت حاجبيها باستفهام وقالت : استنى صحيح يعني أنت بتغض بصرك
أغلق الكتاب وهو يصوب كل انتباهه لها، أكد برأسه لتكمل باستفهام : قولي بقى أنت حبـ ـيت أزاي البنت إياها
رعد بهدوء : كانت ذنب مقصود تمعنت النظر فيها
عشق : اتكلمتوا ؟ كلمتها يعني
رعد : أممم مش كتير كلمتين تلاتة
عشق بتوتر : كانت حلوة ؟
أكد قائلاً بإبتسامة طفيفة قاصد إغاظتها : أوي مش قادرة أنسى ملامحها
عشق بحزن وهي تحاوط عنـ ـقه : لسه فاكر ملامحها ؟
رعد وهو يتأمل كل إنش بوجـ ـهها : عمري ما هنساها، بشرتها كانت قمحيه شعرها مش طويل ولا قصير ضحكتها حلوة اوي اة وكان عندها نغزة في دقنها واضحة اوي
عشق بعبوس طفولي : ذيي
قبـ ـل ذقنها قائلاً : أنتِ مفيش حد ذيك
عشق بفضول : ايه اللي حصل ؟ ملقتهاش ولا لقيتها ولا ايه ؟
رعد وهو يعيد خصـ ـلاتها خلف أذنها : وصيت ياسين يدور عليها لقاها مخطوبة وفر.حها كان بعد أسبوع، بعدين جدي كان كلمني وقالي إنه حدد فر.حنا، استسلمت وجيت اتجـ ـوزتك يا عشقي
عشق بحزن دفين : يعني أنت دورت عليها وهي طلعت هتتـ ـجوز في نفس الوقت أحنا اتجـ ـوزنا، اتقابلتوا واتكلمتوا قليل قبل ما نتجـ ـوز بفترة قليلة بس تعرف أحسن برضو
ضحك رعد بخفة وهو يقول : أنتِ طيبة بهبل اوي، يلا نروح أوضتنا
وقف يحملها بين يـ ـديه وفي يـ ـده كتابه، وصل الغرفة يزيح رو.بها ثم دسرها أسفل الغطاء داخل أحضـ ـانه، عاد يقرأ متجاهل نظراتها له فهو إن نظر لها الآن لن يترك زوا.جهما على الورق لحظة
عشق : رعد امتحانات الميد تيرم قربت المفروض ارجع المنصورة صح ؟
رعد بهدوء : ورقك اتنقل هنا من فترة
عشق بصدمة : بجد ! عملتها أزاي دي ؟
رعد بإبتسامة وهو ينظر لها : أنتِ عايزة ايه ؟ لما تيجي الأمتحانات أبقي انزلي غير كدة لا
ابتعدت تجلس على ركبـ ـتيها قائلة : لا معلش يا رعد بيه افهم بعدين أنت معرفتنيش ليه ؟ المفروض كنت تقولي عشان أجهز نفسي واذاكر
رعد وهو يغلق الكتاب : تذاكري ايه يا عشق دا أنتِ بتنجحي بمقبول وجيد
اتسعت عيناها وهي تحركها بعشوائية، تعالت ضحكاته الرجو.لية وهو يجـ ـذبها له مرة آخرى ثم قال : لما الاقيكي دخلتي في المحظور هذاكرلك بنفسي
عشق بتساؤل : أنت مش ظابط ؟ أنت ظابط صح ؟ استني أنا حسابات هتذاكرلي أزاي أنت مش كنت لا بقولك افهم
رعد بمرح وهو يقرص أنفها : أنا بتاع كله يا رغايه ونامي بقى
عشق وهي تُقـ ـبل وجنته : تصبح على عشق كل يوم وربنا ما يحرمك منها يا رعودي
قبـ ـل جبـ ـينها وهو يضـ ـمها أكثر، رفعت يـ ـدها تضعها في شعره ثم غرقت في النوم بعد ثواني معدودة، مرر ظهر يـ ـده على وجنتها يتأمل ملامحها بعشق يتأجج داخله كلما وقعت عيناه عليها
❈-❈-❈
خرجت چمان من الغرفة باكية كعادتها على حظها التعيس، مسحت دموعها وهي تستمع لأصوات الجميع من أسفل، نزلت بضع سلالم وفجأة اختل توازنها لتخرج صر.خة مد.وية منها وهي تقع عبر السلم كله، أتى الجميع على صوتها بما فيهم ياسين الذي وقع قلبه بين أضلاعه ليس خوفاً بل أنانية تامة فيها
اتجه يحـ ـملها بين يـ ـديه صارخًا : اطلبوا الدكتور بسرعة، يلا يا مالك
صعد بها يضعها في سر.يرها وهو يكتم الدماء بينما چمان في عالم أخر أكثر ظلاماً، أتى الطبيب وبدأ يفحصها أمام ياسين ونورهان
ياسين : طمني على مر.اتي يا دكتور
أشار له بالهدوء وهو يكمل ما يفعل بينما جلس ياسين على طرف الفر.اش يتأملها بحزن
نورهان وهي تر.بط على كـ ـتفه : متقلقش يا حبيبي هتبقى كويسه
تمنى ذلك داخله وتسلل الندم داخله عما فعله بها ويفعله، استمع للطبيب وهو يخبره أنها لن تستيقظ الليلة ورفض أن يدخل لها ليكون نصيبه وحده البقاء معها
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام
جلست نورهان في مكتبها المخصص لها تراجع بعض الملفات ولا نقدر على قول أن عقلها خالي لهم فقط بل كان يفكر في ذاك الر.جل الأربعيني والد عشق، ابتسم بخفة وهي تتذكر ضحكته البسيطة ثم اغلقت الملف تتنهد بحزن وضيق من نفسها
نورهان لنفسها : وبعدهالك يا نورهان هو دا وقته، أنتِ معتيش صغيرة وأبو أدهم ميـ ـت من تلاتاشر سنة جايه الوقتي تحني للحب والكلام الفارغ
طرقات بسيطة ودخل أدهم قائلاً : هعطلك عن حاجة يا لوزة
نورهان بإبتسامة : لا تعالى يا حبيـ ـبي
أدهم وهو يجلس : في حاجتين جاي أكلمك فيهم، أول حاجة تخص الشغل والتانية شخصية
نورهان : أبدأ بالشغل خلينا نخلص منه
أدهم : في شركة Travel كويسة ياسين ورعد بيتعاملوا معاها اسمها العشق والنور تقريباً يعني بتاعت والد عشق مرات رعد
نورهان بهدوء ظاهري : أة كمل
أدهم : أنا بعتلهم نتعاقد معاهم بدل الشركة القديمة لأن نسبة الحوادث في الشركة الحالية كترت كمان العقد خلاص شهر وهيخلص، ايه رأيك ؟
نورهان : اللي تشوفه، الشخصي بقى
أدهم بإبتسامة : مش عايزة أحفاد صغنانين كده يملوا عليكي البيت
نورهان بفرحة عارمة : هتتـ ـجوز لارا ؟
أدهم : ايوة خلاص قررت كفاية بقى مشاكل، كده هتبقى رسمي في بيتي وفي إيدي هتصرف معاها بطريقة تانية، لا تقولي في بيت بابا ولا بيت ماما
نورهان بضحك : أنت مسيطر اوي ودا غلط كبير ومش هيسلك مع لارا
أدهم بتوعد : هسلكه متقلقيش، كلمة طـ ـلاق اللي بتحلم بيها ليل نهار هخليها تخاف تفكر فيها
نورهان بقلق : أدهم
أدهم وهو يقف : باي باي يا لوزة
❈-❈-❈
جلس ياسين بجانب چمان يمرر يـ ـده على وجنـ ـتها ثم انحنى يطبع قـ ـبلة رقيقة عليها، فتحت عيناها ببطء ثم التفتت له تبتسم بخفة وكادت تغفو لكنه مـ ـسك ذقنها يحذرها من النوم مرة أخرى
ياسين بمرح : خدتي أكتر من حقك معايا، قومي وفوقي ليا كده
همست بصوت يكاد يخرج : دماغي بيوجعني اوي
رفع رأسها على ذر.اعه يضـ ـمها قائلاً : مش تاخدي بالك، بعدين لازم تقومي وتقاومي كدة المسكنات بتاعت وقتها
چمان ببكاء : وجع صعب يا ياسين
ربـ ـط على ظـ ـهرها وقد اعتلى الأسف ملامحه ليردف : عارف الوقعة كانت صعبة، هنروح سوا للدكتور ونخليه يشوف حل دا شكله دكتور بهايم مش ...
ضر.بته بخفة على ذر.اعه قائلة : جايبين دكتور بهايم ليا، اخس عليك
عاد يُقـ ـبل جبيـ ـنها وهو يضحك بخفة، ابتسمت هي الآخرى باستغراب من تغير حاله معها، حقاً لقد تغير ياسين بشكل جذري نهائي
❈-❈-❈
نزلت عشق العابسة ثم أغلقت باب السيارة بقوة دلالة على غضبها من رعد، اتجهت داخل الكلية الخاصة بها تبحث عن القاعة المدونة بتلك الورقة التي تركها لها، اصطدمت بفتاة أثناء سيرها لتعود للخلف وهي تطلق لفظ بذيء، حمحمت الفتاة بخجل وهي تقول بخفوت " عيب "
عشق بانزعاج : سوري بس مش طايقه نفسي، قوليلي فين قاعة عشرة دي
الفتاة وهي تلتفت يميناً ويساراً : أنا بدور عليها أنا كمان
تأملت ملامح الفتاة بحسرة وهي تقول : أنا كل أما أشوف بت حلوة اتحسر يا عيني على حظ رعد اللي وقعه معايا
الفتاة : ايه !
عشق : متشغليش بالك وخدي الورقة دي لو فهمتي منها حاجة فهميني
أخذت الفتاة الورقة منها ثم أشارت على جهة قائلة : تعالي من هنا ما مكتوب في الورقة مكانها بالتفصيل كمان الجدول
عشق بلامبالة : كسلت اقرأها
الفتاة بزهول : نعم !
عشق بتأكيد : اة والله كسلت هو حطها الصبح ومشى مقعدش يقرأها ليا ليه مش فاهمه ! قال ومستني مني الامتياز سيبنا الامتياز لأهل الامتياز دا أنا ناجحة أولى بمقبول جداً وتانية بجيد
الفتاة بضحك : بمقبول ايه ؟
عشق : مقبول جداً من كتر ما كنت شاطرة تاهوا في التقدير يا شيخة، قولتيلي اسمك ايه ؟
الفتاة : حورية
عشق وهي تضع يـ ـدها على قلـ ـبها بحركة مسرحية : حورية وعيون زرقا مرة واحدة كدة كتير على حسرتي على جو.زي
حورية بضحكة عالية : أنتِ مش طبيعية، أنتِ متجـ ـوزة ؟
تأبطت عشق ذراعها وهي تسير معها قائلة : أة متـ ـجوزة حتة ظابط يا بت يا حورية إنما ايه يحل عن حبل المشنقة، عليه عيون بتدوبني والله
ابتسمت حورية وهي تقول : أنا كمان متجوزة
دخلت عشق من باب القاعة فوجدت المعيد يقف وقد بدأ بالشرح، كادت تتجه للداخل لكنه أوقفها هي وصديقتها قائلاً : على فين يا أنسة منك ليها ؟
عشق : هيكون على فين يعني ؟ دا ايه السؤال القمر ده !
المعيد بحدة : غير مسموح الدخول بعدي يلا برة
قلبت عيناها بملل وهي تقول : مش هنخرج من الجنة يعني هو يوم باين من أوله
المعيد بغضب : أنتِ بتقولي ايه ؟
تجاهلت عشق الرد وكادت تخرج مع حورية فأستوقفها قائلاً بغضب : استني هنا أنا بكلمك
تأملته من أعلى لأسفل ثم قالت : العيال هيعملوا علينا دكاترة بجد من أولها
اقترب منها وهو يقول : أنتِ قولتي ايه ؟ أنا بقى هعرفك العيال بيعرفوا يعملوا ايه، اتفضلي معايا على مكتب العميد أنتِ وهي
عشق بحدة : هي متكلمتش متاخدش العايب بالنايب
أشار لهما بالخروج دون رد بينما بدأت حورية بالبكاء بخفوت خوفاً مما ينتظرها، تحدثت عشق بضيق : أنتِ بدأتي المناحة بدري اوي، اهمدي وحياة عيالك وهخرجك منها
حورية : طيب وأنتِ هتعملي ايه ؟
عشق : هرن على بابا أكيد عشان لو رعد عرف هيخاصمني، يا رب ميوصلوش خبر
حورية لنفسها : آدم لو عرف هيقعدني مش هيخاصمني، يا رب خرجني منها على خير
❈-❈-❈
وقف رعد وسط الأرض الكبيرة وهو يتحدث مع آدم الذي يلقي عليه بعض الاقتراحات، نظر رعد للرسمة وهو يلقي عليه بعض التعديلات والأمور التي ير.يدها
آدم : الموقع حلو اوي بس متحسوش في حتة مقطوعة شوية
رعد بهدوء : أنا متعمد دي لأني اشتريت كل الأراضي اللي حواليها
آدم بمرح : ناوي تنعزل عن العالم ولا ايه ؟
رعد بإبتسامة طفيفة : ناوي اعملي عالم تاني، المهم يا آدم عايز الأمور تمشي بسرعة
آدم باستغراب : بسرعة أزاي يا رعد دا أنت بتطلب شيء تاريخي، استنى عليا بس وهبهرك
رعد : ماشي، يلا نمشي
رن هاتف رعد فأجاب قائلاً : سلام عليكم
أحمد : وعليكم السلام، ازيك يا رعد
رعد : بخير الحمد لله
تحدث أحمد بضحكة بسيطة : بص وبدون مقدمات ودا جزاء أنك نزلت عشق الجامعة الوقتي كلمتني وعملت مصيبة، مراتك وأنت حر فيها أنا شيلت إيـ ـدي خلاص
رعد بزهول : هي لحقت
أحمد بضحك : شوف أنت بقى، يلا معطلكش سلام
أغلق أحمد بينما نظر رعد للهاتف بزهول ثم قال : دي مكملتش ساعة يا آدم
آدم باستغراب : في ايه ؟
رعد : مضطر أروح الجامعة عشان المدام عملت مشكلة
آدم : تمام هاجي معاك كدة كدة كنت رايح عشان اشوف حورية
رعد : تمام يلا
❈-❈-❈
وقفت عشق تستمع لذاك المعيد وهي تحرك رأ.سها باستهزاء للموقف، لا تهتم بالدراسة حتى تحزن ما إن فصلوها او منعوها من تكملة الكلية هنا، اعتادت على خلق المشاكل في جامعتها السابقة وقدوم والدها لتسوية الأمور
طرقات على الباب فاردفت عشق : أكيد بابا يا بنتي اطمني ولا ...
فغر فاهها وهي تجد رعد يدخل لتشيح بوجـ ـهها وفي لحظات انسابت دموعها " دموع التماسيح كما يُقال " ثم نظرت له، اتجه لها بقلق يمسك ذراعها
رعد : عشق بتعيطي ليه ؟ حد عملك حاجة ؟
انفجرت باكية وهي تدفن وجـ ـهها في كتفه، عم الزهول في المكان منذ قليل كانت أبرد ما يكون والآن ... نظرت حورية باتجاه عشق بصدمة ثم أدارت وجـ ـهها لتخرج شهقة خافتة منها حين رأت عيناه تطلق سهام باتجاهها
المعيد بحدة : شوفت يا دكتور دي ذي الحربا.ية
عشق بغضب : بتقول لمين حر.بـ ـاية يا جدع أنت
نظر رعد بإتجاهه ليردف باستغراب : كرم !
كرم بإبتسامة : رعد ياااه عاش من شافك
واتجه يسلم عليه، عضت عشق على شـ ـفاها ثم سـ ـحبت رعد للخلف تضـ ـمه كأنها تصـ ـدر رسالة طفولية لكرم وهي رعد ملك لها فقط، بدأ رعد يتحدث مع كرم والعميد وبالتأكيد لم يدخل عليه بكائها الزائف
عشق بعبوس : والله هو اللي احرجني قدام صحابي
كرم بسخرية : بالعَجل بقوا صحابك ! على العموم أنا هتناسى الموقف عشان رعد
عشق بمرح هامسة : ربنا يخليلي رعد
رعد بحدة طفيفة : حسابنا بعدين
ليكمل بإبتسامة هادئة : متشكر يا كرم وأكيد الموقف مش هيتعاد، بالنسبة للأنسة التانية أكيد عرفت ملهاش دخل
كرم : أيوة أتفضل بقى تشرب القهوة في مكتبي
رعد بهدوء : مرة تانية إن شاء الله
قبض آدم على يـ ـد حورية والغيظ الممزوج بالغضب يرتسم على ملامحه، خرج رعد ليردف بهدوء : آدم هي ملهاش دخل
عشق بتأكيد : ايوة بس التنح اللي جوه قال تيجي معايا يلا حصل خير وأنتِ عرفتي صحوبيتي على ايه ابعدي عني بقى
حورية باستغراب وهي تجفف دموعها : أنتِ بتقولي ايه ! أكيد لا يعني مش سبب يا بنتي
آدم : عن أذنك يا رعد شوية وراجع
ذهب آدم مع حورية التي ارتسم على ملامحها القلق، وقفوا بعيداً قليلاً بينما نظرت عشق لرعد وحاو.طت خـ ـصره تنظر له
عشق : ازعل بس متخاصمش وبجد والله عايزة أقولك مش بقدر اسيطر على لساني ولا تصرفاتي ذي ما أنت بالظبط بصعوبة بتتجاوز وضع السايلنت اللي أنت فيه
رعد بتنهيد : أنا متضايق منك اوي
عشق بإبتسامة : احكيلك حزن من أحزاني يخليك تنسى اللي عملته، بص في الجامعة القديمة كنت دايمًا بعمل مشاكل كتير اوي فكان اوريدي يعني الصحاب مش بلاقي كله يتجنبني عشان كده كنت بشتري صحاب
عقد حاجبيه باستغراب لتكمل : الشلة اللي كنت عاملاها كنت بصرف عليهم بهزئهم اوقعهم في مشاكل اشقلب الدنيا بتاعتهم مكنوش بيتكلموا عشان فلوسي
سندت جبـ ـينها على صـ ـدره ثم انسابت دموعها فحاوطها بذرا.عاه يضـ ـمها له، انحنى يُقـ ـبل جبـ ـينها وبدأ ير.بط على ظـ ـهرها حتى تهدأ
بينما نظرت حورية باتجاه عشق ورعد ثم ابتسمت بخفة لتعود بنظرها لآدم الذي يعـ ـنفها على اختيارها للأصدقاء حتى لو كانت زو.جة صديقه
آدم بحدة : بعدين أنا مش قولت بند الصحاب دا نشيله من القاموس، كأني بكلم نفسي ولما اكلمك تبصيلي
حورية بهدوء : هي مر.ات صاحبك بعدين محصلش حاجة أنت بتزعقلي ليه ؟
عادت تنظر باتجاه عشق التي تُقـ ـبل وجـ ـنة زو.جها وابتسمت بر.قة لتعود بنظرها لآدم ثم قالت : أنا غلطانة في ايه ؟ ولا أنت بتحـ ـب تهزقني وخلاص
آدم بغضب : فرضاً مثلاً في اعتراض، لو جيت يا حورية ولقيت داخلة في اي مشكلة حتى لو طرف تالت تنسي أمر الكلية نهائي
حورية باستسلام : حاضر
نظر باتجاه رعد فوجده يمنع إبتسامته بصعوبة وزو.جته تحايل فيه وتُقـ ـبل وجـ ـنتيه، اردف رعد بنبرة قاطعة : متعاقبه يا عشق
عشق بعبوس : يا نهار أبيض ليه بس ؟ عشاني خلاص متزعلش مني يا رعد
رعد : مش زعلان بس متعاقبة بعدين عيب يا عشق عيب يا ماما دا معيد
عشق : العيب ميتقالش لأهل العيب يا رعودي
رعد بزهول : أنتِ عارفة معناها ؟ عشق
عشق بتأكيد : عارفة، رعد بلاش خصام اضربني ومتخاصمنيش
رعد بمرح وهو يضيق عيناه : اضربك بجد ؟
حركت عيناها بعشوائية ثم نظرت ليـ ـده وأغمضت عيناها بقوة قائلة : لا إيـ ـدك كبيرة بعدين الضـ ـرب للبهايم صح ؟ طيب قولي حل تالت
أشار آدم له فحرك رأ.سه ثم مـ ـسك فكها يرفع وجـ ـهها وقـ ـبل وجـ ـنتها هامساً في أذنها : تجاهل لمدة أسبوع، النهاردة مسافر الصعيد مش جاي غير بعد بكره ولوحدي
عشق بصدمة : متهزرش
تركها وغادر فنظرت خلفه بحزن ثم اتجهت لحورية قائلة : جو.زك قالك حاجة ؟
حورية بتنهيد : لا، وجو.زك ؟
عشق : اتعاقبت بعد البو.س والمحايلة برضو عاقبني أوووف بجد، قمر صح ؟
حورية بضحك : شكلك مهـ ـوسة بيه اخاف أقول اة تبدي تصرف مجنون
حركت عيـ ـناها بعشوائية ثم ضحكت وهي تسير مع حورية، عادت للمنزل بعد إنتهاء دوامها الجامعي لكنها لم تجده، بدلت ملا بسها لأخرى وتمد.دت على السر.ير تنتظره، طرقت الدادة باب الغرفة ثم دخلت بعدما أذنت عشق لها
الدادة سامية : يا بنتي الأكل اتحط، رعد بيه رن وقال أخليكي تاكلي
جلست عشق قائلة بتوتر : ليه هو فين ؟ هو مش جاي
الدادة : نزل الصعيد يا بنتي ووصى بسام ياخدك بعد الغدا بيت والدك لحد ما يرجع
عشق بهدوء : تمام يا دادة ميرسي مش جعانه وقولي لبسام يجهز
الدادة بتوتر : لازم تاكلي يا بنتي، رعد بيه نبه عليا
عشق : هكلمه يا دادة روحي أنتِ الوقتي
رنت على رعد الذي أجاب في المرة الثالثة لتتحدث بسخرية : أخيراً الباشا عطف ورد، سافرت فعلاً من غيري كأني هوا لا بجد مشكور اوي يعني
رعد : ممكن تهدي، أكيد قعدتك مع والدك أفضل من قد إنك تيجي معايا
عشق بحدة : مين قرر برضو ؟ على كل حال تمام اوي رحلة سعيدة يا رعد بيه
أغلقت بو جهه بغضب واضح ثم قالت : غبي ومبيفهمش يعني أنا الدقيقة بعدها في بعده يجي و ... ثانية بس عشق أنتِ بتفضلي قاعدة رعد على قاعدة باباكي
لتكمل بدموع : أنا شكلي حبيـ ـته
❈-❈-❈
نزلت نور من الباص الكبير مع ابنها الذي يسندها بحزن فقد تملك منها المرض والأعراض طوال الطريق، جلست معه في التاكسي تستند برأ سها على كتـ ـفه ثم غفت، وصل للشقة المرادة ثم أيقظها ليأخذها للداخل
تمددت على السرير تبتسم متخيلة أحمد يساعدها على النو م سريعاً، فرت الدموع من عيناها وهي تبتسم له قائلة : نام وخدني في حضـ ـنك
تمدد بجانبها يضـ ـمها فأكملت : التعب وحش اوي يا نور عيني، بس تعرف نظرة منك بتهون كل حاجة
ذهبت في ثبات عميق.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية