رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 14 - 2
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل الرابع عشر
الجزء الثاني
تقلب فيه فريد على جمرٍ من نار ووقع صريعاً في التفكير فيها وباتت تشغل عقله دائماً بعدما رفضته ،،، يلوم نفسه الآن أنه أهمل حبها في الماضى ،،، يلعن نفسه على حماقته في التعلق بفتاة ساذجة وترك الغالية الثمينة ،، يأكل أصابعه ندم على غروره وتعاليه على حبها .
في فيلا سالم مجدداً يتجمعون حول مائدة الإفطار .
زفر سالم بضيق ونظر للجميع يردف بترقب :
فيه موضوع مهم لازم أكلمكم فيه بخصوص شيرين .
تنبهت شيرين تطالعه بتعجب فتنهد وتابع بهدوء :
- فيه مهندس معمارى إبن صديق عزيز عليا طلب إيــ.دها منى ،،، والحقيقة هو كان طالب إيــ.دها من فترة وانا كنت مأجل الكلام ده تماماً لحد ما تخلص دراستها ،،، بس هو كرر طلبه من كام يوم ،،، وأنا شخصياً معنديش مانع عليه ،،، بس طبعاً شيرين هى اللى هتقرر .
كادت أن تجيبه بالرفض فمؤكد لن تفعل عكس ما تقول ،،، لن ترتبط بشخصٍ ومشاعرها مع آخر .
ولكن أنتفض فريد يردف بحدة غير معهودة أمام والده :
- مش هيحصل طبعاً يا بابا ،،، شيرين مش هتتجــ.وز حد غيري ،،، وحضرتك أصلاً إزاي توافق على طلبه بعد ما أنا طلبتها ؟
نظر له حمزة بيأس وهز رأسه فشقيقه يعيد ماضيه وتشتته وعليه أن يسرع بإظهار مشاعره وإلا سيندم طوال حياته .
أردف سالم بجدية :
- مينفعش طبعاً أرفضه يا فريد ،،، الشاب كويس جداً وعنده شركته الخاصة وشاف شيرين وأعجب بيها ،،، وكمان والده صديقي يبقى ليه هرفضه ؟
نظر لشيرين بغضب وأردف بضيق وقلبه يلكمه بعنف :
- شافك فين وأعجب بيكي ؟ ،،، هو إنتِ بتطلعى من البيت أصلاً .
كانت تستمتع بحرقته ،،، نعم تعجبت من رد فعله ولكنها مستمتعة بحالته تلك .
إبتسمت باستفزاز وأردفت :
- لاء دا كان زمان يا فريد ،،، أنت بس اللى بعدت عننا لفترة ،،، أنا بخرج وبروح وباجى وأكيد شافنى في أي مكان .
إغتاظ من مرحها في الحديث وأردف متجاهلاً الحضور :
- وانتِ طبعاً فرحانة إنك بتلفتى نظر الشباب وبيطلبوكى ،،، بس متنسيش يا هانم إنك بنت الجواد وتصرفاتك محسوبة عليكي .
نظر لعمها ليتحدث ويرد ولكنه ترك لها زمام الأمور يعلم أنها تتطوق للرد لذلك طالعته بجمود وأردفت بثقة :
- مش أنا أبداً يا ابن عمى اللى يتقالها الكلام ده لأنى عارفة جداً أتحكم في تصرفاتى ،، لا ديني ولا أخلاقي ولا مستوايا يسمحلى أنى أقلل من قيمة نفسي بالطريقة دي ،، الطريقة دي طريقتك إنت يا فريد يا جواد .
نظرت له بإبتسامة إستفزازية وطالعها هو بعمق ،،، بدأت تنزاح غمامة عينه وقلبه ويراها الآن بصورة جديدة ،،، يعجب بشخصيتها وإعجابه يزيد يوماً عن يوم منذ أن أتى .
نظر للجميع من حوله جميعهم يبتسمون بخبث عليه وعلى صمته الغير معهود .
حتى أن كاريمان ومراد كادت أن تنفلت ضحكاتهما وهما يلكزان يــ.دِ بعض من أسفل الطاولة بشماتة لما يصيب فريد .
أومأ يطالعها بتوعد ثم أردف بهدوء وإبتسامة إستفزازية تعلمها منها :
- تمام ،،، حلو أوى الكلام ده ،،، بما أن الكل سكت يبقى أنتوا شايفين إن معاها حق ،،، علشان كدة من هنا ورايح هثبتلكم إنى مسئول عن تصرفاتى ،، ودلوقتى حالاً أنا هروح للباش مهندس ده وابلغه إن طلبه مرفوض لأن شيرين الجواد مخطوبة لأبن عمها فريد .
فتحت فــ.مها لتتحدث ولكنه قاطعها بنبرة لا تحمل نقاشاً مردفاً بثقة :
- إنسى يا شيرين ،،، إنسى إنك تتجــ.وزى حد غيري .
تركهم وغادر لينفذ ما قاله بينما جلست هى تتنهد بقوة ،،، سعادة جديدة تستحوذ عليها حتى أنها تخجل في إظهارها ،،، ولكن هناك أعين تراقبها بسعادة وتغمز لها ،،، بالطبع كارى التى تعلم بأمرها والآن أصبحت ترى حب فريد المخبأ يظهر ويكبر .
بعد عدة آيام في حديقة فيلا سالم
تجلس شيرين مع كاري تدردشان في أمورٍ بينهما .
خرجت من باب الفيلا مها ترتدى ملابس عملية ونظارة شمية وتحمل حقيبة يدها وتخطو دون أن تعيرهما إهتمام خصوصاً كارى التى تعلم جيداً انها الصديقة المقربة لريتان وتظن أنها تخبرها كل صغيرة وكبيرة هنا لذلك فهى تتصنع الهدوء ..
تنهدت كاري وأردفت بترقب :
- أنا نفسي أعرف مروان ده ذنبه إيه علشان يبقى ليه أم زى دي ؟
أردفت شيرين بتريث :
- للأسف إختيار عمى سالم وحمزة وقع عليه ،،، واللى بيدفع التمن مروان للأسف .
حزنت كارى من أجل هذا الصغير وأردفت بشرود :
- مع أننا كلنا بنحبه بس أكيد يا حبيبي حاســ.س بقسوتها .
زفرت شيرين تردف بهدوء :
- هو أكيد حاسس ،،، بس حمزة بصراحة بيحاول يعوضه ،،، يعنى حالياً مروان مندمج باللي حواليه بس أكيد فيما بعد هيحــ.س .
صمتت كارى قليلاً ثم قالت بترقب :
- وانتِ يا شيرين هتعملى إيه مع فريد .
هزت شيرين كتفيها تردف بشرود :
- ولا حاجه يا كارى ،،، مش هعمل حاجة خليه يحدد هو عايز إيه ؟
أردفت كارى بتروى :
- اسمعيني يا شيري ،،، فريد بيحبك ،،، بس كان بيكدب على نفسه ،،، فريد من النوع اللى بيحب المغامرة والتحدى حتى في العلاقات ،،، علشان كدة مش عايز يعترف إنه بسهولة كدة وقع في حب بنت عمه اللى هى معاه في بيت واحد وقريبة جداً منه ،،، بس لما حــ.س إنك ممكن تروحى منه متحملش ،،، وأنا من رأيي إنك تديله فرصة ،، بس أوعى تتخلى عن طريقتك دي معاه .
زفرت شيرين بقوة وأردفت بشرود :
- لسة شوية يا كارى ،،، لسة شوية على فريد ،،، هو ميعرفش أنا كنت بتعذب أزاى كل ما أشوفه مع اللى كان شايف أنه بيحبها ،،، ميعرفش انا عشت إيه وهو كان بيتوجع على جو ازها من غيره ،،، مش من كلمة قالها هفرح وامدله ايــ.دي ،، لازم يعترف قدام الكل أنه بيحبنى ولازم انا أصدق كلامه وحبه .
اسمتعت إليها كارى واقتنعت بحديثها فهى تعلم حقاً كم عانت في حبها هذا .
بعد عدة أيام في فيلا سالم
تجلس شيرين في غرفتها تتصفح هاتفها فتنبهت لطرقات على بابها وأردفت ظانة انها كاري :
- أدخل .
فُتح الباب وطل فريد برأسه يردف بترقب :
- ممكن نتكلم شوية .
توترت وأسرعت تلتقط حجابها وتلفه على رأ سها حول شعرها البنى الناعم الطويل الذى رآه .
أردفت بهدوء :
- معلش يا فريد إستنانى تحت في الجنينة ميصحش نتكلم هنا في أوضتى .
عض على أسنانه بغيظ منذ متى وبينهما تلك الأمور ،، في السابق كان يتحدث معها في أي وقتٍ يريظ .
أردف ضاغطاً على أحرفه :
- تمام يا بنت عمى .
بعد دقائق كانت تخرج من باب الفيلا الداخــ.لى باتجاه مكان جلوسه ثم سحبت مقعد وجلست عليه تطالعه بثقة متسائلة :
- خير يا فريد سمعاك ؟
تنهد بعمق يطالعها ثم أردف مستفهماً :
- ممكن أعرف إنتِ ليه رافضة إرتباطنا ؟
تنهدت بقوة وبدأت نبضاتها تلكم يسارها بعنف بينما تتحدث بثقة وثبات ظاهري :
- أنا قولت لك يا فريد ،، كرامتى متسمحليش إنى أرتبط بواحد وأنا عارفة إن قلبه لسة متعلق بواحدة تانية .
مخطأة ،،، ومن قال أن قلبه معلق بأُخرى ؟ ،،، لقد هرب لسنوات بسبب غضبه من نفسه على سنين أضاعها في حبٍ زائف ،،، قرر أن يعاقب نفسه على سنوات طاح فيها في القريب والبعيد وعصى والده من أجل فتاة لم تكن له ولو ذرّة حب .
تنهد بقوة يطلب من قلبه أن يهدأ ليخرج الحديث من جوفه ،، طالعها بعمق وأردف :
- بس أنا قلبي مش متعلق بواحدة تانية يا شيرين ،،، أنا أعتبرت ميادة صفحة سودا في حياتى واتقفلت ،،، وغيابي طول السنين اللى فاتت دى مكنش بسبب زعلى على جوا زها ولكن كان بسبب زعلى من نفسي لأنى أخطأت في إختيار شريكة مناسبة .
زادت نبضاتها بدل من أن تهدأ وطالعته بصمت وهو يتابع بتروى :
- اسمعيني يا شيري ،، أنا كل اللى متأكد منه دلوقتى أنى عايز أرتبط بيكي ومستحيل أسيبك تروحى لغيري ،،، وعايزك تديني فرصة وتوافقى .
طالعته بعمق ،،، تريد أن تسمعها ليطمئن قلبها ويهدأ ويسعد ،،، أردفت متسائلة :
- ليه يا فريد ؟ ،، ليه عايز ترتبط بيا دلوقتى ؟ ،،، شايف فيا إيه جديد ومميز ؟ .
أردف بثقة وحبٍ ظهر في عيــ.نيه :
- كلك مميزة ،،، أنا كنت أعمى وقتها بس دلوقتى شايف بوضوح مين يستاهل مشاعرى ،،، مش عايز أقول حاجه تقليدية أو متصدقيهاش منى بس عايزك تعرفي أنك محتلة كل تفكيري ،،، ومش من وقت ما جيت لاء من وأنا هناك ،،، بس كنت بفسر كل ده غلط ،،، كنت غبي .
تعالت وتيرة أنفــ.اسها وهى تستمع لتصريحه بينما يتابع هو بتأكيد :
- صدقيني مروحتيش من بالي أبداً ،،، دايماً كنت بفكر فيكي وبضحك وبفكر في نقارنا سوا ،، كنت كل شوية أفتكر موقف ليكي معايا والاقي نفسي عايز أشوفك ،،، ولما وصلت ولقيتك مقبلانى ببرود أضايقت جداً وفضلت أسأل نفسي ليه ،،، بس لما عرفت إن فيه حد متقدملك متحملتش ،،، قررت أطلب إيــ.دك فوراً ،،، ولما رفضتيني وقولتى الكلام اللى قولتيه كنت حاســ.س إنى قليل أوى ،،، قلبي وضجعنى ،،، معقول انتِ شيفانى كدة ؟ ..
زفر بقوة ها هو على وشك أن ينطقها بينما هى تستمع إليه بقلبٍ متراقص وقد أصبحت يــ.داها مرتعشة وهو يسترسل :
- لما بابا قال على أبن صديقه ده وحسيت إنك هتوافقى متحملتش ،،، حاجة جوايا هى اللى حركتنى وخلتنى أقف وارفض ،،، كنت مرعوب وخايف إنك توافقى ،، وبعد كل ده قعدت مع نفسي أفكر أنا ليه بعمل كدة وبيحصل معايا كدة .
نظر لعيــ.نيها بقوة وأردف بأنــ.فاس بطيئة متأهبة :
- وصلت لحقيقة واحدة بس يا شيرين وهى إنى بحبك ،،، ومن زمان أوى ،،، مش حب أخوى زي ما كنت مفكر لاااا ،،، حب تانى خالص ،،، بحب أشوف غيرتك عليا واحب دايماً أجلبك علشان استمتع بعيونك وهى بتلمع وانتِ بتاخدى حقك مني ،،، بحب أتابع سكوتك وانتِ قاعدة على السفرة معانا ،،، بحب أشوف في عيونك إنعكاس صورتى ..
كانت تستمع له وعيــ.نيها تلتمع وها هو يظهر إنعكاسه فيهما مجدداً وهو يتابع بتأثر :
- أنا بحبك يا شيرين وعايز أكمل حياتى معاكى انتِ وبس .
سقطت عبرتها وتبعتها الأخرى وهى تبتسم وهو يطالعها بلهفة مردفاً :
- لاء اوعى تعيطي ،،، هزعل من نفسي أوى لو كنت سبب زعلك .
اغمضت عيــ.نيها وهزت رأسها ،،، لو يعلم أنه تسبب لها في حزن وقهر لآيام وليالي وسنوات لقتل نفسه في الحال .
أردف مترجياً :
- وافقى يا شيرين ،،، وافقى واديني فرصة أصلح خطأي وأصحح مسار مشاعرى اللى كانت تايهة .
أومأت وما زالت عيــ.نيها مغمضة تردف بصوت متحشرج :
- موافقة .
ذُهل يطالعها ليتأكد مردفاً :
- قولتى إيه ؟
فتحت عي ــ.نيها الملتمعة تطالعه بعمق وتردف :
- موافقة يا فريد ،،، موافقة اديلك فرصة .
مد يــ.ده بسعادة ليلمــ.س يــ.دها من شدة فرحته ولكنها سحبتها تردف بتحذير وقد عادت لقوتها :
- عندك ،، أنا قولت موافقة اديلك فرصة ولازم تستغلها صح ،،، ممنوع اللمــ.س تماماً إلا لما تثبتلي صحة كلامك .
أحكم قبضته بقوة ليتحكم في مشاعره ويومئ بسعادة :
تمام ،،، كلها كام يوم أصلاً وتبقى مراتى .
إبتسمت عليه ،،، أيظن الأمر سهل هكذا ؟ ،، إذاً لم يعرفها جيداً ،،، ستشترط أن تكون خطبتهما لعامٍ كامل ،،، ليذيق فقط القليل من العذاب الذى ذاقته لسنوات .
وبالفعل تم الزوا ج بعد عام بعدما أثبت جدارته وعشقه وحبه لها وتحمل دلالها وغضبها وها هى الآن تحمل في طفلها الأول .
❈-❈-❈
عودة للحاضر بعد رحلة طويلة
ها هو اليوم بداية العام الدراسي الجديد .
يتحمس مروان الذى يبدل له والده ملابسه للذهاب إلى مدرسته ورؤية معلمته التى إشتاق إليها هو ووالده .
أخذه حمزة بسيارته إلى المدرسة ،،، توقف يترجل ويلتقط كف صغيره ويدلف من بوابتها .
خطى معه إلى الردهة ولكن تجمدت ساقه وهو يراها تقف مع زميلاتها تتحدث وتبتسم .
تلقائياً إبتسم هو الآخر ووقف يتأملها بإشتياق وتيْم ،،، لم يفق إلا عندما هزه مروان يردف بحماس :
- يالا يا بابي عايز أسلم على مــ.س ريتان .
تنهد بقوة يستعيد ثباته ثم تقدم منها فترك الصغير يــ.ده وأسرع يركض نحوها مردداً بسعادة :
- مــ.س ريتااااان .
نبضة قوية أتت كلكمة في صــ.درها وهى تستمع لصوته فلفت نظرها تطالعه وقد أصبح يعانقها فانحنت تبادله وتردف بسعادة واشتياق :
- مااارو حبيبي ،،، وحشتنى جداً .
ما زال يتعلق بها ويردف بصدق ووالده يتابع بقلبٍ عاشقٍ مرفرف :
- وانتِ كمان يا مــ.س .
إبتعدت عنه تنظر لعينه مبتسمة قبل أن تقف تتمــ.سك بيــ.ده الصغيرة وتتنهد بقوة تستعد للنظر لعين هذا الذي يقف يطالعها بتمعن .
نظرت له وبكل براعة أعتادت عليها أردفت بجدية وثبات :
- أهلا يا حمزة بيه .
إبتسم بهدوء فقد بات يعلمها جيداً ويعلم قناعها الجليدي ويتقبله بكل سرور لذلك أردف بتريث :
- الله يسلمك يا ريتان ،،، عاملة ايه ؟
أومأت بصمت ثم إلتفتت تنظر لمروان وتبتسم مردفة بثقة :
- يالا ندخل ال Class .
أومأ الصغير فسحبته معها دون حديث والتفت هو يشير لوالده بيــ.ده وبادله والده وتنهد بقوة ثم التفت يغادر ،،، يكفيه تلك الثوانى من رؤيتها التى تشبع روحه .
❈-❈-❈
مساءاً في جناح حمزة بعدما ساعد صغيره في حل واجباته وبالطبع لم تخلو الجلسة من سيرة المعلمة ريتان التى تزهر المجلس .
نام الصغير وانتظره حمزة إلى أن ذهب في ثباته وتنهد يتجه لغرفة نومه التى أصبحت الآن ملكاً لمها بينما هو يمكث مع صغيره دائماً .
طرق الباب فسمحت له بالدخول بعدما كانت تخرج من حمامها .
فتح الباب ودلف يتحمحم ويطالعها بترقب مردفاً بهدوء :
- ممكن نتكلم شوية ؟
تنهدت بقوة وطالعته بترقب تعلم جيداً ما سيقوله وتستعد لحديثه لذلك أردفت تومئ بهدوء :
- تمام إتفضل .
إتجه يخطي للمقعد الجانبي ويجلس عليه وإتجهت هي أيضاً تجلس على المقعد المجاور له وتترقب حديثه .
تنهد يطالعها ويردف بتريث :
- دلوقتى يا مها أقدر أقول إنك وصلتى لبر الأمان ،،، أسهمك تخطت الأزمة المالية وجزء كبير من ديون شوقي بيه تم سدادها والجماعة أياهم مبقوش يقدروا يقربوا منك بعد التشديد الأمنى اللى حصل ،،، يعنى دلوقتى أمورك كلها اتحلت وأكون وفيت بوعدي وريحت ضميري من نحيتك وتقدرى بعدها تعتمدى على نفسك ،،، يبقى حان وقت الطلاق ،،، خلينا ننفصل بهدوء وبدون أي مشاكل .
ثم دقق النظر فيها جيداً يتابع محذراً :
- بدون أي مشاكل يا مها ،،، أظن فهمانى ؟
طالعته بعمق وتمعن وشردت ،،، كيف ستتركه بعد الآن ؟ ،،، تشغلها حياتها بعد الإنفصال خصوصاً أنها عادتت تتباهى بعلاقتها به وسط معارفها الذين عادوا إليها بعد أن عادت لعهدها ،،، تخبرهم أنه يعشقها ولم يستطع تركها ودعمها وساندها في أزمتها ،،، تتحدث هنا وهناك وفي كل مكان عن حياتهما الوهمية السعيدة وعن تقبله لها ،،، إن أنفصلت ماذا ستخبرهم بعدها ؟،،، وكيف ستكون وجهتها ؟ .
فاقت من شرودها على نداءه فأردفت متسائلة بترقب :
- طب ومروان ؟
طالعها بعيون قاتمة يردف بنبرة تحذيرية :
- هتتنازلى لي عن حضانته يا مها ،،، إنت وانا عارفين كويس أوى إن مروان آخر إهتماماتك ،،، هتتنازلي عن حضانته بدون أي شوشرة .
نظرت له بتعجب كاذب وأردفت بنبرة مستعطفة :
- عايزنى أتنازل عنه إزاي يا حمزة ؟ ،،، أيوة أنا بسيبه وبسافر وببعد بس هو مهما كان إبنى ،،، وليا حقوق فيه .
وقف يطالعها بحدة ويردف بنفاذ صبر :
- قصدك ليه حقوق عليكي إنتِ معملتيهاش ،، يبقى حقوقك عليه كلها سقطت ،، متحاوليش تاخدى مروان سبب يا مها ،،، مش هسمحلك ،،، هتتنازلى عن طيب خاطر وتعتبري التمن هي السنين اللى فاتت ،، وبالنسبة لحقوقك هتوصلك كلها ،، مروان خط أحمر يا مها .
تنهدت بقوة ،،، الأمور ليست في صالحها ،،، تفكر بخبث لو كانت تلك المعلمة وافقت على أحدهم من زمن لكانت نفذت خطتها في الإنتقام منها ولكنها ترفض أي إرتباط وهذا ما يجعلها مستسلمة أمام حمزة الجواد .
زفرت تردف بهدوء وترقب وخبث :
- تمام يا حمزة ،،، لعلمك أنا مش بحاول أخد مروان سبب ،،، أنا فعلاً بحب مروان جداً ،،، مش معنى إنى سايبة مسئوليته عليك إنى مش بحبه ،،، علشان كدة هيبقى صعب عليا إنى اتنازل عن حضانته ،،، بس تمام ،،، إديني مهلة كمان كام شهر بس فيه صفقة مهمة مع شركة أجنبية بحاول أتعاقد معاهم لو حصل هتبقى نقلة تانية خالص ليا ووقتها هقدر أفتح شركتى الخاصة هنا أو أسافر لمامى وأفتح شركتى هناك ،،، يعنى أديني بس وقت قليل هضبط أموري وأتنازلك عن الحضانة وبعدها ننفصل ،،، وصدقنى مش هعملك أي مشاكل في حياتك ؟ .
زفر بقوة ثم مسح على وجهُ بعنف يومئ بغضب داخلى مردفاً :
- تمام ،،، حلى أمورك في أسرع وقت ،،، وهتتنازلى بعدها عن حضانة مروان وأظن كدة يبقى كتر خيري .
وقف يغادر الغرفة وتركها تتابع أثره بشرود ومكر ،،، لن تتركه أبداً وإن تركته لن تدعه يتزو ج بتلك المعلمة مهما كلفها الأمر ،،، يبدو أنها أحبته .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي من رواية للقلب أخطاء لا تغتفر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية