رواية جديدة خداع لإيمي عبده - الفصل 6
قراءة رواية خداع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خداع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي عبده
الفصل السادس
إستيقظت "شهد" تنظر حولها بإضطراب، صحبه إرتباك من تجمع الجميع حولها، ونظراتهم لا تفسر، فسألت بقلق عما بهم، حينها إنتشرت ضحكاتهم، فإزداد إرتباكها رغم أنها رسمت بسمة متردده على وجهها، وسألتهم.
حينها بدأت في "ليلى" تمثل لها بصورة مضحكه حركاتها الهوجاء، وصراخها أثناء نومها، فنظرت "شهد" إلى العصا التى بيد "ليلى" وملعقة أخاها، فسألته متعجبه.
هل كان سيقضى على اللص بهذه الملعقة؟! فأجابها بجدية لا تناسب سنه بأنه سيدافع عنها إلى آخر نفس، حينها تعالت ضحاكتهن، وقد شاركتهن "شهد" هذا المرح هذه المره، لكن صديقتها لم تمرر الأمر ببسمة وانتهي.
لقد إستجوبتها فى الصباح وهى تصحبها إلى عملها الجديد، ولنقل أن "ليلى" تألمت معدتها من كثرة الضحك لمجرد تخيلها لما فعلته "شهد" بحلمها حتى زجرتها "شهد" بإنزعاج.
❈-❈-❈
وجدت "شهد" صاحبة المخبز إمر*أة سمينة ضخمة الج"ثه لكن وجهها يغلفه طيبة مشجعه، وصوتها الحنون يغلفه المرح، لقد تخيلتها "شهد" فتاة فى مصل عمرها؛ نظراً لصدقتها مع "ليلى" ولكن على ما يبدو أن ليلى لا يمنعها حاجز السن أبداً من إقامة صدقات.
كما أن الأخرى لا تهتم بعمر من تصادقه أى إن كان مادام حسن الخلق، سليم النية، وقد إرتاحت صاحبة المخبز كثيراً لشهد، واختبرتها طوال اليوم، ولم تكن تعلق على أى من مما تطهوه "شهد" إلا بهزة رأس، وبسمة خفيفه، إنها سي*دة مرحة نعم.
ولكنها بالعمل تصبح جاده غامضه، ولديها ثقة كبيرة بنفسها، فالثقة بالنفس أهم مفاتيح النجاح، ولكنها شعرة فقط ما تفصل الثقة بالنفس عن الغرور، فلا تتخطاها.
لتبدأ فى تحقيق ما تسمو إليه من طموحات، حينها ادركت "شهد" أنها إذا ما كانت دوماً واثقةً من نفسها ستصل طموحاتها عنان السماء، وإذا كانت مهتزة ولو قليلاً ستفقد هيبتها، ونظرة الآخرين لها ستتدنى.
فهذا ما رأته "شهد" بتلك الس*يدة، ولكن "شهد" لاحظت أن "ليلى" كانت مست*رخية تماماً، تتابع ما يحدث، ولم تتعجل؛ لأجل الذهاب إلى العمل حتى سألتها "شهد" لما تتلكأ هنا، ولم تذهب إلى عملها، حينها نهضت "ليلى" تبتسم نحوها إبتسامه أصبحت "شهد" تعلمها جيداً.
تلك البسمة التى تطلقها "ليلى" حين تكذب أو تخفى شيئاً، إنها مصطنعة كلياً، وليلى أفشل شخص يمكنه إخفاء مشاعره، لكن "شهد" فضلت ألا تتحدث معها بشىء حتى يعودا إلى المنزل.
❈-❈-❈
إستأذنت "ليلى" وغادرت تنظر إلى طريقها بإنزعاج، لقد وبخت الطاه، ورئيسه حين تدخل لإنقاذه بالأمس، وكادت تقتلع عين أحدهما، لقد دفعت بشهد لتغادر مبكراً المطعم حتى تنتقم لها، فهى لم ترد أن تؤلمها بحقيقة ما علمت.
فرئيس الطهاة يعلم الحقيقة، ولكن الطاه أحد أقاربه لذا كلاهما مخادع، ولن تنال "شهد" فرصتها أبداً طالما ظلت بذاك المطعم، واستطاعت "ليلى" أن تجعل وردية عملها بالمساء حتى تصبح "شهد" حينها بالمنزل.
ولم تجعل أحد بالمطعم سواء أكان عاملاً به أو زبونا إلا وسمع ما قالته من توبيخات لهاذين الوغدين، ولم تبالى بما قد يحدث، وبالأخير ألقت بكلمات تخبرهم بها أنها ستترك العمل بمكان لا يستحق تعبها، فهما وغدين منافقين.
مجرد لصين يستغلان ضعف ف*تاة -وياللعجب- لقد هتف الجميع تشجيعاً لها، بل وصفقوا لكلماتها، وضربها لهذين الأحمقين بحراره، الكل ساخط عليهما، وقد سمعت همسات عن كون صاحب المطعم لن يعجبه ما حدث، وسوف يتعاقبان.
لكنها لا تبالى، ولن تذهب إلى هناك مجدداً، لن تسمح لهما أو لغيرهما بايذاء صديقتها بلا عقاب، لقد أزعجها كثيراً ما مرت به " شهد" وما أخبرتها به عن تلك الأفعى المتنكرة بثوب الصداقة.
فبعد إنهاء خطبتها من "زياد" ظلت "ساره " تنشر حولها كلمات سيئه، فلما؟! فقد كانت أكثر من جيده معها، ولكن أغلب الظن أنه كما قالت والدتها فساره تفعل هذا؛ لتخفى خزيها.
بعد أن وافقت سريعاً على خطبتها من "زياد" بعد أن ترك "شهد " فى ظرف يومين فقط -يا إلهى- وكأنهما كانا يدبران الأمر معا، هكذا علقت والدة "شهد" التى لم تقنع أبداً أن لساره أى حق فيما فعلته.
واكدت أن "ساره " ف*تاة سيئة الخلق، وكذلك كان رأي "ليلى" فيها بعد ما سمعته من أفعالها المشينة، على كل لقد أصبحت من الماضي، والحاضر الآن أوصل " ليلى" إلى البقاء بلا عمل.
والآن لم يتبقى لها سوى أن تبحث عن عمل، وغلبها الشرود فى تفكيرها حتى إرتطمت بف*تاة صغيره، لكنها لحقت بها قبل أن تسقط على الأرض، وجثت أمامها تنظر إليها بقلق تسألها عما حل بها، أو لو كانت قد تأذت.
وحين وجدتها بخير إبتسمت لها، وطلبت منها أن تتوقف للحظه هنا، ونظرت حولها، فوجدت متجر حلوى قريب، فأسرعت لتشترى لها الحلوى، لكن حين عادت لم تجدها، فتنهدت بضيق خفيف، ونظرت إلى الحلوى بيدها، وتمتمت لنفسها.
-إذا ستكونى من نصيب أخى المحظوظ.
تنهدت بتعب، ستعيد البحث عن مطعم مجدداً، ولكنها لم تأخذ شهادة خبرة من السابق، واذا طلبت خطاب توصيه منهم مؤكد لن يكون بصفها، لقد عملت هناك؛ لأن المسؤل عن العمل كان معجباً بها، نعم فهى ليست حمقاء كلياً، فقد أدركت ذلك وهى ليست فخورة بهذا.
ولكنها لم تكن تمتلك أى حل آخر، لقد تصنعت الغباء بشأن شعور رئيسها ف العمل تجاهها، كما تصنعت عدم فهم مقصمه خلف كل كلمة تفوه بها حتى يأس، وترك فكرة إعجابه بها تغادر عقله، ولكن الآن، كيف ستتصرف؟
نظرت حولها بضجر، إنها فى شارع حتى لا تعلم إسمه! لقد ظلت تسير طويلاً تفكر، وهى أقصى ما كانت تعرفه بهذه المنطقة هو مخبز صديقتها، ولكنها بالتأكيد بعيدة عنه تماماً، ولكن قد تكون تلك فرصة؛ لتبحث عن عمل هنا بعيداً عن موقع عملها السابق.
نظرت هنا وهناك، فهناك الكثير من الأماكن التى تصلح للبحث بها عن عمل، ولكن هى نفسها تصلح لأى منهم؟
هى لا تعلم، لكنها ستبدأ حتماً من مكان ما،
دخلت أول متجر، وقد كان نفسه ما إشترت منه الحلوى.
فضحك صاحبه؛ لأن المتجر صغير فقط واحداً من يديره، واذا تركه لها فأى عمل سيقوم هو به، وستجنى أرباحاً تأخذها راتباً، وهو لن يكسب منه شيئاً، فبادبته المزحة بحرج، وبسمه مصطنعه، ثم غادرت.
❈-❈-❈
ومن متجر لآخر حتى دخلت مطعماً بدا بسيطاً من الخارج، لكنه كان مريحاً جداً من الداخل، تصميمه البسيط ،وألوانه الهادئة، وحتى ديكوراته كانت فخمة ولكن بسيطة مريحة للنظر والنفس، تناسب أى فئة تدخل إليه من حيث وصفها، ومن حيث أسعار الأطعمة به.
ولهذا يعج بالزبائن على خلاف مقر عملها السابق، كان مبهرجاً بصوره مزعجه، ولا يدخله إلا الأثرياء، أو لنقل محدثي الثراء، ومدعي الرقي، الكل يتفاخر فقط، والطعام لم يكن بتلك الجودة، ولا بهذه الأسعار.
وعلى ذكر الجودة، فرائحة الطعام غنية عن السؤال، وقد ذكرت معدتها أنها لم تتناول الطعام منذ الصباح، فجلست فى الطاولة الصغيرة الوحيدة التى وجدتها فارغة، وطلبت طعاماً ما إن وضعت أمامها الأطباق حتى إنهالت عليها بنهم.
لم تنتبه "ليلى" إلى أن هناك عينان تنظران إليها بدهشة، وعطف، ولا متابعتهما لها، منذ دخلت، ولكنه كف عن هذا حين ناداه أحدهم، بعد قليل أنتهت "ليلى" من طعامها، واضجعت إلى الخلف تستريح من تعب ملأ بطنها، فقد فعلت لم تفعله بحياتها.
إنها تحب الطعام نعم، ولكنها لا تأكل بهذه الصورة، أو بتلك الكمية أبداً -يا للهول- لقد كانت جائعة كما لم تفعل يوماً، نعم هى يتيمه، ولكن معاش والدها يكفيهم، لكنها أصبحت تحيا بترف أكثر بعد أن عملت وتقاضت مالاً لعملها.
ولكنها الآن عاطلة عن العمل، والأمر مزعج بحق، فيومها كان ممتلئاً بالعمل، أما الآن تشعر بالفراغ، رغم أنه كان عملاً مرهقاً، لم تكن تحب هذا العمل، ولم تكن ترغب به، ولكنها لم تكن تريد أن تكف عن العمل، هل هى حمقاء، أم فقدت عقلها؟! هى حتى لم تعد تعلم ما الذى حدث لها؟!
تريد الشىء، ونقيضه، إنه الجنون حتماً، أو كما قالت صديقتها، إنها وجدت شغفها بشىء ما، وجدت أنها يمكن أن تصبح ذات فائدة تُدر دخلاً، إلى أسرتها، ولكن هذا العمل نفسه هو المزعج، والآن لديها فرصة للبحث من جديد، ولكن أين؟!
وحينما وصلت أفكارها إلى تلك النقطه، إعتدلت تنظر أمامها بجديه، واسندت ذقنها على كفها، وبدا عليها الضيق حتى سمعت صوت صغير يسألها لما هى عابسه؟ فأجفلت للحظه، ثم نظرت حولها، ولكنها لا ترى أحد، فرفعت جسدها للأعلى قليلاً.
فرأت ج*سداً ضئيلاً متلصقاً بالطاولة من الجهة الأخرى لكن الغريب أنها هى نفس تلك الف*تاة الصغيرة التى إرتطمت بها في الصباح، فنظرت حولها، فلم تجد أحد، من أين تأتى تلك الف*تاة؟! هل جنت حتى أصبحت ترى أشباحاً كلما شردت، أم تلك بنت من بنات أفكارها؟!
إنها أفكار مجنونه، أليست كذلك؟!
-يا إلهى- إن الف*تاة جميلة، هل الأفكار تظهر بهذا الجمال؟! ولكن الف*تاة لازالت تنتظر جوابها، حسنا وما المشكله فليكن، ستخبرها بكل ما يختلج صدرها من أسى، وعقلها من أفكار مشوشه لعل حديثها معها يخفف من ضيقها.
إبتسمت "ليلى" إلى الف*تاة، واشارت إلى كرسي بجوارها؛ لتجلس عليه ففعلت، فسألتها " ليلى" إذا رغبت فى تناول شىء ما، أو إحتساء أى نوع من العصائر، نعم قد تكون من بنات أفكارها، ولكن لاتزال للضيافة أصول.
فالضيف واجب إكرامه حتى ولو كان عدواً، كما علمتها والدتها، فما بال الضيف وهو جزء منها؟!
تلك الحمقاء ظلت تتحدث إليها عما يزعجها من عدم إيجادها عملاً، وعن سبب طردها من العمل، وعن كل ما يخص حياتها، وهى تظنها، وهماً.
وقد أسعدها أنها رفضت ضيافتها، فقد أفنت ما بجيبها فى ثمن تلك الوجبه، واخبرتها إلى جوار كل هذا أنها لا تعرف طريقها إلى منزلها، فقد تاهت، ووصلت إلى تلك المنطقة الراقية عن طريق الخطأ، ثم ضحكت بخفه.
وهى توضح لما حين إشترت لها الحلوى لم تجدها، وهذا لأنها وهماً بالأساس، ثم أخرجت كيس الحلوى تريه للطفله، فإبتسمت الطفله، وعلقت بذهول.
-هل إشتريتِ حلوى لى؟!
اومات لها "ليلى" بإيجاب، فتابعت الصغيرة إستفسارها متعجبه.
-ولكن إذا كنتِ جائعة، لما لم تتناوليها بدلاً من إنفاق مالك هنا؟!
ضحكت "ليلى" واخبرتها أنها لم تكن تعلم أنها وهماً، والآن وقد إمتلأت معدتها فلا مجال للحلوى، لكن قد تكون من نصيب أخاها الصغير، حسناً ستغادر الآن، وبالتأكيد ستلتقي بها كلما شردت، ونهضت متوجهة إلى الخارج، ولم تكن تعلم أن هناك من سمع حديثها كاملاً.
فبعد أن ناداه أحدهم، عاد يبحث عن إبنته الصغيره، فوجدها تجلس بجوار تلك الف*تاة التى أخبرته إبنته أنها قد إصطدمت بها باكراً، وتعجب؛ لأن إبنته لا تحب الإختلاط بأحد، ولا تنسجم سريعاً هكذا مع أى أحد، واقترب بحذر، وظن الف*تاة قد تنزعج، أو قد تكون متقصدة لتلك المصادفة.
فقد فعلتها مثيلات لها من قبل، فهن يتوددن لإبنته من أجله، ولكنه وجدها حتى لا تراه! هل تلك حيلتها، أم ماذا؟! على كل حال إقترب، وكاد يتحدث، فوجدها تثرثر بلا إنقطاع مع إبنته فى إندماج غريب، فجلس على مقربة منهما، ونعم لم يكن يوماً متلصصاً، أو من محبى المتلصصين.
لكنه أنصت بإهتمام لكل ما يقال، وكل ما جذبه هو أن إبنته كانت سعيدة بالتواجد مع تلك الشابة، لقد كانت سلسة معها بصورة غريبه، لقد أحبتها بالفعل حتى حين قررت الف*تاة أن تغادر.
حاولت إثناؤها عن هذا، رغم أن إبنته رفضت كل الفتيات اللواتى حاولن التقرب منها لأجله، ونفرتهن تماماً، والأغرب أنه ما إن غادرت الف*تاة، واصبحت خارج المطعم حتى ركضت نحوه إبنته تستعطفه، وترجوه أن يجعل تلك الف*تاة تعمل هنا حتى يتثنى لها رؤيتها.
إنه مذهول بحق، فإبنته ليست كباقى الأطفال، تطلب، وتتدلل، إنها عفيفة النفس حتى عليه! قليلة الحديث، والطلب، والآن تفعل هذا! حسنا لقد أراد دوماً أن يجعلها تأتى معه إلى المطعم، لكى لا تضجر من التواجد بالمنزل وحدها.
وحتى مربيتها لا تشعر بها بالمنزل حتى بدأ يخشى عليها من وحدتها، فأتى بها معه، ولكنها ظلت وحيدة، والآن ترغب فى هذه الفتاة! علها تكون علاجها، لذا بعد لحظات قليله أسرع خلف الفتاة، ولكن ماذا سيقول لها؟! لكن إبنته سبقته راكضة، تحتضن الفتاة من الخلف.
فوقفت "ليلى" متجمدة لوهله، ثم إستدارت لتجد أنها نفس الصغيره، فتعجبت لأنها لم تبدأ شرودها حتى ظهرت الف*تاة، هل أصابها الوهم بصديقة خياليه، ستتسبب فى جنونها، ولكن هناك رجلاً أتى نحوها يشير إليها أن تقف، فإتسعت عيناها بقلق، هل نسيت دفع الحساب؟
-يا الهى- قد يسجنونها، ولكنها تذكرت أنها بالفعل دفعته؛ لأنها أخرجت كل فلس من حافظتها على الطاوله، وفكرت هل دفعها للمال كان مجرد خيالاً كالف*تاة؟! وسريعاً أخرجت حافظتها من جيب حقيبتها الصغيرة.
ووجدتها فارغة فأرتها إلى الرجل، واخبرته أنها دفعت حق وجبتها، ولا تملك فلساً، وهذا يؤكد أنها دفعت مالها كله هناك، فقضب جبينه متعجباً، هل هى حمقاء بالفعل، أم ماذا؟!
-سيدتى، أنا لم أتِ لهذا!
-يا إلهى- صوته يتسرب إلى القلب! ما هذه الرجفة الغريبه؟! صوته فقط حنون، يملؤه الأمان، يدفعها للإنصات، ولكن فلتفق، هى حتى لا تعرف من يكون؟! وحين سألته، ذهلها أنه صاحب المطعم، ويعرض عليها عملاً براتب مغري، فنظرت إلى الفتاة بسعادة.
فإبتعدت عنها تبتسم أكثر، وبلا تفكير حملتها "ليلى" ودارت بها تضحك، كذلك الف*تاة، فأسر المشهد قلب "عز" الذى لم يرى إبنته بتلك السعادة من قبل، وحينها إنتبهت "ليلى" أن الفتاة خيال وأن الرجل سوف يظنها مختلة.
ويتراجع عن عرض الوظيفة لها، فحاولت إيجاد مبرراً، ولكن قبل أن تتفوه بشىء وجدت الف*تاة تسرع لتحتضن الرجل، وتشكره منادية إياه بأبي!
ماذاا؟! أباها! هل هو أيضا خيال؟! وكأنه قرأ أفكارها، فأخبرها أنه يدعى "عز" صاحب هذا المطعم، وتلك إبنته، وليست خياليه، وإلا لإنتشرت همهمات حولها كلما تحدثت إليها، فبالتأكيد كان سيلاحظ الزبائن بالمطعم أنها كانت تحادث نفسها.
كما أنه لو كانت الطفلة وهماً لما إستطاعت الإمساك بها، ولا إستطاعت رفعها فى الهواء هكذا، فأومأت "ليلى" بإقتناع، ثم إتسعت عيناها بصدمه، ونظرت إلى الف*تاة الصغيره.
-يا للهول- فقد أفضت لها بكل شىء، يا لها من حمقاء حقيقيه! ولكن لم يبدو على الرجل أى سخرية، أو شىء يوحي بأنه علم بشىء، فأومأت بصمت مجدداً ،وتبعته واشارت إلى الف*تاة لتتأخر عنه، ففعلت حينها جثت بجوارها هامسة.
-لا تخبري أحداً بما قلته لكِ، أرجوكِ تلك أسراري، وقد إئتمنكِ عليها، فلا تخذلينىي.
اومات الف*تاة بوجه جاد، جعل "ليلى" توقن أنها لن تخبر أحداً، بينما توقف "عز" ينظر إليها بإندهاش، لا يستوعب حتى الآن، كيف غيرت تلك الف*تاة إبنته؟! ولا يريد أن يعلم، كل ما يرغب به أن تصبح إبنته طبيعيه، تحيا بلا أزمات نفسيه.
فمنذ وفاة والدتها وهى تحميها من حادث سياره، وهى لم تعد طفلة أبداً، لقد أصبحت منطوية، هادئة أكثر من اللازم، ولم تبدي أى إهتمام بشىء، أو بأحد إلا تلك الغريبة، الغامضه، أو لنقل البلهاء.
وليكن كل ما يهمه أن إبنته فى لحظة بدأت تستعيد حيوية سنها الحقيقي، وعليه سيتحمل تلك الفتاة، كما أنها تبدو بائسة بسيطه، لن تتسبب له في أى مشكله.
يتبع