رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 9 - 1
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل التاسع
مُسكن منتهى الصلاحية
الجزء الأول
عندما يستمر الألــ.م ويبقى في الروح فلم يعد لأي مُســ.كّن أهمية
وكأنه مُنتهى الصلاحية .
❈-❈-❈
بعد يومين
ذهبت ريتان مع ناصف إلى الطبيب بعدما أقنعها بالذهاب للإطمئنان وحتى تسكت جميلة .
عاينها الطبيب وطلب منها بعض الفحوصات مثلما إتفق مع ناصف .
أصابها التوتر ولكن الطبيب طمأنها أن لا للحكم المسبق ليروا النتائج أولاً ويقرروا بعدها .
عدة أيامٍ أخرى تمر
وتجلس أمام الطبيب مجدداً بعد ظهور النتائج تستقبل بصدمة خبر إحتمالية عدم إنجابها .
تنظر للا شئ بصمتٍ تام بعدما أنتهى الطبيب من شرح الأمر الكاذب ،، تتساءل بداخلها لما نصيبها من الفرح قليل هكذا ؟ ،،، أي ذنبٍ هذا الذي إرتكتبه فقلب حياتها رأساً على عقب ،،، هل ذنبها أنها أحبت شخصاً خاطئ دون إرادة برغم كل محاولاتها الفاشلة لكرهُ بعد زوا جها ؟ ،،، تخشى ذنب ناصف وتخشى دينها ولكن حقاً الأمر فوق كل إحتمالتها ،، وبرغم ذلك فهى تسعى لحياة هادئة معه ،، تحاول أن تنصر عقلها تلك المرة عسى أن تتحقق سعادتها التى لم تجدها في إختيارات القلب ،، ولكن أتى خبر أحتمالية عدم أنجابها وهدم كل ما تخطط له .
سقطت عبراتها أمام عين ناصف والطبيب الذى توتر ونظر لناصف بتردد فطالعه الآخر بتحذير .
مد يــ.ده يربت على يــ.دها ويردف مدعياً التفهم والتروى :
- ريتان ؟ ،،، بتعيطي ليه يا حبيبتى ؟ ،،، مافيش داعى أبداً لدموعك دي ،، إن شاء الله هنلاقي حل أكيد ،،، ولا إيه يا دكتور !.
تحمحم الطبيب وتابع يومئ عدة مرات مردفاً :
- أكيد طبعاً يا ناصف بيه ،، أنا هحدد نظام علاجى نمشي عليه مع مدام ريتان لو هى تحب طبعاً ،،، بس في الوقت الحالى نهدى شوية ومافيش داعى تتوتروا ،،، هكتبلها بس على فيتامينات تمشي عليها وهتمر عليا بعد ٦ شهور نشوف إيه الأخبار .
أبتسم لها وأردف كاذباً يطمئنها :
- شوفتى بقى ،،، إنتِ مكبرة الموضوع يا ريتان ،،، إهدى يا حبيبتى ،،، وبلغى طنط جميلة الكلام اللى الدكتور قاله علشان تبطل تضغط عليكي .
طالعته بعمق وهى تجفف دموعها ،،، ماذا إن لم تُعالج ؟ ،،، ماذا أن لم تنجب طوال حياتها ؟ ،،، كيف سيتحملها هو وكيف سيتعايش مع الوضع ،، لن ترضى بظلمهِ أبداً .
تنهدت بقوة ونظرت للطبيب تردف شاكرة بحزن وأنفاس مهدورة فلم تعد تقوى على الحديث :
- شكراً يا دكتور .
وقفت ووقف ناصف يتمــ.سك بها وغادرا المكان .
طوال طريقه يتحدث معها بمرح غير معتاد كي يلهيها عن ما سمعته ولكنها شاردة تنظر للا شئ تفكر في القادم ،،، قررت ترك الماضي وبناء حياة هادئة مع هذا الرجل الذى قدرها وتفهمها واحترم عائلتها ،،، ولكن لما القدر يعاندها وماذا يخبئ ؟ ،،، زفرت بقوة ثم اغلقت عيــ.نيها وأردفت تهمــ.س داخــ.لها بيقين ورضا ( أنا عارفة إنك بتختارلي الأحسن ،،، أنا عندى ثقة فيك مالهاش نهاية ،،، بس ريح قلبي يارب ) .
❈-❈-❈
بعد أسبوع
في إحدى المطاعم الفاخرة
يجلس حمزة وأمامه مها حيث طلبت لقاؤه قبل موعد زفافهما لتخبره بأمرٍ هام لابد أن يقرراه .
وضع النادل المشروب وغادر ونظر حمزة إليها يردف بترقب وبرود :
- اتكلمى يا مها ،،، عايزانى في إيه مهم ؟
طالعته بتوتر ثم حســ.مت أمرها وأردفت بتروى وترقب :
- بص يا حمزة أول حاجة حاول تفهم كويس اللى هقوله ،،، ومش لازم ترد علطول ،،، فكر كويس الأول وبعدين بلغنى قرارك .
زفر وتسائل بترقب وضيق :
- خير يا مها سامعك ؟
أومأت وأردفت تترقب رد فعله :
- أنا بقول أننا يعنى لما نتجــ.وز نأجل موضوع الخلفة شوية ،،، لفترة معينة ،،، إنت عارف إنى نفسي أثبت مكانى في مجال الأعمال وعندى طموح عايزة أحققها ،،، الحمل والأطفال هيعيقوا حياتى المهنية وهيقفوا في وش أحلامى ،،، فلو نأجل الموضوع ده شوية ؟ ،،، فكر وصدقنى ده أحسن قرار ! .
زفر بقوة وصمت لبرهة من الزمن يطالعها بشرود ،،، ومن قال أنه يريد الإنجاب الآن ؟ ،، هو لم يعد يريد شيئاً من تلك الحياة الغير عادلة ،،، ليتأكد الأول أنها قادرة على الأمومة فلن يظلم أطفاله أيضاً يكفيه ظلماً لنفسه وتحملاً فوق طاقته .
عاد يتطلع عليها ويردف بهدوء زافراً براحة لهذا القرار السليم :
- معنديش مانع .
طالعته بتعجب وأردفت متفاجئة:
- معقوول ،، موافق بالسرعة دي ؟
تنهد واعتدل يردف بهدوء :
- أقنعتيني بكلامك ،، بس كدة .
انفرجت أساريرها وأردفت بحماس للقادم :
- تمام ،،، يبقى كدة كله تمام ،،، وأنا كلمت مدير القاعة والفستان هيوصل بكرة من باريس وكدة تقريباً كل شئ جاهز .
إبتسم ساخراً ،،، يفترض أن يقوم هو بتحضير تلك القائمة وليست هى ،،، ولكنه مؤخراً زهد أموراً كثيرة .
أما هى فالتقطت مشروبها تتناوله بشرود في حياتها المستقبلية وحصولها على أهدافها واحداً تلو الآخر وأولهما حمزة الجواد .
❈-❈-❈
بعد عدة أيام
يجلس ناصف يتناول طعامه مع ريتان على مائدة السفرة
يلوك الطعام في فمه ويطالع ريتان التى تأكل بتأنى وصمت ،،، ابتلع مضغته وأردف بترقب :
- وصلنى دعوة من سالم الجواد لفرح حمزة .
تتوقع هذا الخبر وسمعته من قبل وتعلم أنه أتٍ لا محالة ولكن لا تعلم لما تلك العصرة التى اتعــ.صرت قلبها بقوة ،،، وعليها أن تظل ثابتة ،،، ولحسن حظها أنه أكمل بشرود ولم يلاحظ شحوب وجــ.هها وبرودة جــ.سدها :
- بس أنا مش حابب أروح ،،، إنتِ عارفة أنى مش برتاح لحمزة ده ،،، إيه رأيك لو نسافر كام يوم نغير جو في أي مكان ؟
أبتلعت مضــ.غتها وكأنها تبتلع جمرة ملتــ.هبة ثم أومأت تحاول إخراج الأحرف بصعوبة تردف بصوت مختنق :
_ ياريت .
أبتسم لها وأومأ يردف :
- خلاص جهزى نفسك ،،، هاخــ.دك ونطلع أسوان .
إبتسمت بتكلف فطالعها بترقب وظن أن حزنها راجع إلى أمر الإنجاب لذلك عليه أن يلهيها بأي طريقة .
❈-❈-❈
أتى يوم الزفاف
تجهزت القاعة بالتحضيرات المناسبة لتلائم حفل زفــ.اف الإبن الأكبر لسالم الجواد وإبنة شوقي أبو الدهب المدللة .
توافد الجميع ،،، وامتلأت القاعة بشخصيات الطبقة المخملية ،،، نزلت العروس بغرور ظــ.هر على ملامحها ولبــ.اسها الأبيض عــ.ارى الكتــ.فين ،، تشبك في يــ.د والدها الذى يجاورها بإنتصار وسعادة فالآن يستطيع التنفــ.س براحة لقد ترك أمر إبنته في يــ.د رجلٍ لديه ضمير وقناعات وأولويات يفضلها وهى عائلته .
يقف حمزة في بدلته السوداء المنمقة وملامحه الجامدة ينتظر قدومها ،،، لا يتحرك أي شعور واحد ،،، ولا أي شئ ،، أين السعادة التى أخبروه عنها وأين لهفة الزو اج التى سمع بها من معظم الناس !
لثانية تذكر ريتان ليلة زفافها ،،، شكلها، وجــ.هها، وعيــ.نيها ،،، أغمض عيــ.نه يسيطر على المشاعر التى بدأت تنتباه والتى لو ترك لها زمام الأمور لصرخت في وجوه الجميع معلنة عن تمردها وستندلع حرباً شرسة والخاسر فيها قلبه
وصلت إليه فابتسمت له فبادلها مجبراً والتقط كفها ورحب بشوقي ثم تناول يــ.دها بين ذرا عيه وخطى بها أمام أعين الجميع متجهاً إلى طاولة كتب الكتاب .
يتكرر المشهد بإختلاف الأوضاع .
يخشى قدومها ،،، حقا يخشاه ولا يعلم كيف سينظر إلى عيــ.نيها إن أتت لذلك يتمنى أن لا تأتى .
بدأت مراسم كتب الكتاب وبدأت القلوب هنا وهناك تتألم يبدو أن المسكنات لم تكن صالحة .
انتهى المأذون ،،، أنتهى كل شئ ،،، كان وانقضى ..
تم الزفاف وانتهى وغادر حمزة مع مها إلى فيلا والده حيث أشترط أن يقطن مع عائلته بعدما رفض رحلة شهر العسل متحججاً بالأعمال ووافقته في ذلك مها على مضض .
❈-❈-❈
في المحافظة المصرية الساحرة أسوان
في الفندق الذى جاءا إليه ناصف وريتان .
يــ.نام هو على فراشه بعمق بينما هي تجلس على سجادة الصلاة تناجى ربها جهراً بدموعٍ وقلبٍ معذب .
( ياااارب ،،، انت قادر تنزعه من جوايا زي ما دخلت حبه في قلبى ،،، إيه حكمتك يارب في وجع قلبى ده ،،، أروح فين ؟، لا مكان ولا زمان قادر يريحنى يااارب ،،، عارفة إنك رزقتنى براجل كويس ومش هلاقي زيه علشان كدة بترجاك يااارب انزعه من قلبي ،،، إنت شاهد عليا إنى بحاول أكون الزو جة اللى تليق بناصف ،، انا خايفة من احساسي ده اوى ،،، رحمتك يااارب ) .
❈-❈-❈
بعد حوالي شهرين
تجلس مها في الشركة تباشر عملها بجمود .
أتاها إتصال من سالم أن هناك إجتماع هام عليها حضوره .
بعد ساعة يجلس الجميع حول طاولة الإجتماعات ،،، تطلع سالم على مها بلوم وأردف بترقب وهدوء :
- أزاي يا مها ترفضي عرض زي ده ؟،،، شركة marsh شركة معروفة جداً وشغلهم ممتاز ،،، كان المفروض ترجعيلنا ،،، ولا إيه يا شوقي ؟
أردف شوقى بملل وتهكم :
- خلاص يا سالم بقى محصلش حاجة لكل ده ،،، مها أكيد فكرت في مصلحة الشركة ،،، وبعدين هى عملت كدة علشان الشرط الجزائي كان كبير جداً ومقبلوش يتفاوضوا فيه ؟
أردف سالم بحدة بعدما أغضبه حديث شوقي :
- ولو ،،، كان مفروض ترجعلنا بردو ،،، إحنا أسسنا الشركة دي وتعبنا جداً فيها أنا وعيلتى وواجب علينا كشركاء إننا نتناقش كلنا ومافيش هنا حد بياخد قرارات لوحده .
أردفت بإستهزاء ساخرة دون مبالاه :
- بصراحة بقى شغلكوا مش عاجبنى ،،، النظام القديم اللى الشركة ماشية عليه ده محتاج يتغير ،،، ومتنساش يا سالم بيه إن أحنا لينا الأسهم الأكتر وكلامنا هو اللى يعترف بيه .
وقف سالم يطالعها بغضب ويردف بحدة :
- يعنى إيه الكلام ده ؟ ،،، أومال هى شركة إزاي يا مها ،،، متقول لبنتك حاجة يا شوقي ؟ .
وقفت مها تطالعه بحدة وتردف بتعالى :
- بابي ميقدرش يقولي حاجة لأنه عارف إنى صح .
مهاااا .
صرخ بها حمزة الذى كان يتابع بصمت وغضب مكبوت فالتفتت تطالعه فجأة بترقب فوقف يتقدم منها ،،، لقد تعمد الصمت مجبراً ليرى والده الوجه الخفى لمها التى انتقاها بعناية ،،، وقف أمامها يطالعها بعــ.يون حادة ثم أردف محذراً :
- لو شوقي بيه معلمكيش تحترمى اللى أكبر منك فدى مشكلته ،،، إنما أنا مقبلش أبداً إن مراتى تعلى صوتها على أبويا وتكلمه بالأسلوب ده ،، أنتِ فاهمة ؟
طالعته بغضب وصدمة ونظرت لوالدها الذى وقف يردف بحدة :
- حمزة ،،،، أعرف أنت بتقول أيه ؟
أردف بثبات وحدة مماثلة :
- لو سمحت يا شوقي بيه ،،، أنا عارف كويس أنا بقول إيه ،،، أنا بتكلم مع مراتى وياريت حضرتك متدخلش زي ما حصل دلوقتى لما أتكلمت مع بابا .
طالعته بقوة ثم أردفت بغرور وتعالى :
- كل ده علشان أخدت قرار فيه مصلحة للكل ؟ ،،، لعلمك أنا فاهمة كويس أنا بعمل إيه ،،، والنظام ده بتتبعه أقوى الشركات الفرنسية ،،، أنتوا المفروض تشكرونى .
طالعها بضيق وأردف بهدوء إستفزها :
- الشركة ماشية بنظام أجدادى ،،، ومش معنى إن ليكم الأسهم الأكتر ده يديكي الحق تقررى لوحدك ،، لإن ببساطة أنتوا الدخلاء مش إحنا ،، شركة الجواد هتفضل على نظامها ،،، فهمتى ؟
نظرت له بتعمن ثم اندفعت تغادر وتترك المكتب وتبعها والدها بضيق بينما وقف سالم يستوعب ما يحدث بحرج وحزن ،،، أهانته تلك التى ظنها قارب نجاة عائلته المستقبلي في نهر الطمع .
تنهد حمزة بقوة ثم أتجه إليه يربت على كتــ.فه ويقترب من أذ نه هامــ.ساً بنبرة خالية من الراحة :
- فعلاً يا بابا كان معاك حق ،،، زو جة مناسبة ليا جداً .
غادر الغرفة وتركه امام إبنه مراد يبتلع الإهانة التى تعرض لها من مها .
❈-❈-❈
في شقة ريتان
تجلس مع ناصف تتناول طعام الغداء .
تنهدت بتوتر لا تعلم كيف تبدأ حديثها .
نظر لها بطرف عيــ.نه وأدرك حاجــ.تها على التحدث فأردف متسائلاً :
- مالك يا ريتان ؟ ،،، عايزة تقولي حاجة ؟
زفرت وطالعته بعمق ثم تحدثت بترقب :
- ناصف هو أنا ينفع أشتغل ؟
تعجب من طلبها ثم أردف بهدوء :
- ليه ؟ ،،، أكيد السبب مش مادي ؟
هزت رأسها متتالية ثم أردفت بتروى :
- لا خالص ،،، بالعكس ،،، بس بما أنى طول اليوم لوحدى ومافيش حاجة اعملها وبفضل استناك باقي اليوم ،،، خليني أنزل أدور على شغل مناسب ،،، أنا حابة جداً التدريس والأطفال ،،، أنا كنت قدمت في كذا مدرسة خليني أنزل أشوف يمكن كلمونى على الرقم القديم ،،، أكيد ميعرفوش إنى غيرته ؟
طالعها بعمق وصمت ،،، لن يسمح أبداً بذلك ،،، وقف فجأة ثم دنى يقــ.بل جبــ.هتها بهدوء وأردف بنبرة هامسة غريبة أرعــ.شتها وأخافتها :
- أنسى موضوع الشغل خالص يا ريتان ،،، إنتِ مرات ناصف السوهاجى .
تركها وجمع أغراضه وأردف قبل أن يغادر :
- لو حابة كلمى بسمة تيجي تسليكي شوية ،،، سلام يا حبيبتى
ودعها وجلست تتطلع على أثره بتعجب ،،، لما اهتزت هكذا من نبرته؟ ،،، أول مرة ترتــ.عش من حديثه هكذا ؟ ،،، هل بدأ يتغير بسببِ موضوع الحمل يا ترى أم هيأ لها ؟
❈-❈-❈
بعد شهر
في النادى حيث قرر ناصف إصطحاب ريتان معه بعد أن أدرك صمتها وقلقها لها منذ إعتراضه عن عملها ،، عليه أن يعود معها كما كان عليه أن يثبت لها أن هذا الوضع لن يؤثر عليه .
ترجل من سيارته يتمــ.سك بكــ.فها وخطى معها للداخل .
أتجه إلى مكان تجمع رفقاته الذى لم يراهم منذ فترة ،،، تفاجأ بوجود مها أيضاً تجلس تستريح بعد ممــ.ارسة رياضة التنس المفضلة لديها .
رأتهما فانتابها الحقد من هيأتهما وسعادتهما التى تستنكرها على إبنة السائق .
تبادلوا السلام وأبتعد ناصف عنهم قليلاً وسحب مقعد لريتان تجلس عليه ثم جلس بجوارها وطالعها مبتسماً يردف متسائلاً :
- تحبي تشربي إيه ؟
ابتسمت له قائلة بالقليل من الراحة فهى كانت تود كثيراً الخروج من هذا المنزل :
- أي عصير فريش .
كانت مها تتابع حركاته معها بعــ.يون منثقبة عليهما والغيظ يتآكلها ،،، مستنكرة على أبنة السائق تلك الحياة السعيدة التى تعيشها بينما هى أبنة الحسب والنسب تكن تلك حياتها ،،، فمنذ زواجها من حمزة وهى لم تبذل جهد معه مثلما كانت تفعل في خطوبتهما ،،، لقد تركت التحدى بمجرد حصولها عليه ليبادر هو ولكنها تفاجئت من لا مبالاته معها ،،، أصبح فقط يهتم بعمله وتوسيع شراكته وعائلته الذى إتضح أنه يحبهم اكثر من أي شئ ،،، فكلما حاولت أظهار مقوماتها والتمــ.تع بصلحياتها أمامهم كإبنة شوقى أبو الدهب وقف لها بالمرصاد .
تناولت هاتفها وطلبت حمزة الذى أجاب وهو في شركته يعمل ليلاً ونهاراً او يهرب ،،، أجاب بنبرة رسمية :
- أيوة يا مها ؟
أردفت بضيق :
- طبعاً هتقول إنك مشغول مع إن النهاردة مافيش أي اجتماعات ولا توقيعات مهمة ..
تنهد بقوة وأردف وهو يعبث بحاسوبه :
- يا مها شغلى غير شغلك ،،،، قولى اللى عندك وبلاش نتخانق .
زفرت بحنق وقالت :
- أنا في النادى وزهقت من القاعدة لوحدى ،،، ينفع تيجي شوية ؟
- تنهد يفكر قليلاً ،،، برغم تعاليها عليه وعلى أسرته منذ أن دلفت منزله واستهتارها بمشاعر الآخرين وعدم إحترامها لقرارات والده أمامهم إلا أنه دائماً لم يكن الطرف المعقد في تلك العلاقة .
أردف بقبول وترقب:
- تمام يا مها ،،، نص ساعة وهكون عندك .
إبتسمت بخبث وأردفت وهى تتطلع على ناصف وريتان المنسجمان كما هيأ لها :
- تمام هكون في انتظارك .
أغلقت معه وشردت تفكر في خطط لتنفذها أمام أعين الجميع عندما يأتي زوجها فهى تسعى لإقناعهم أن حمزة الجواد لا يستطيع مقاومة سحرها عليه وتتباهى امامهم بأنها مدللة وتعيش معه اسعد اوقاتها .