-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - اقتباس متقدم

 رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين

رواية قلوب حائرة

الجزء الثاني



رواية جديدة تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

اقتباس متقدم




في تمام التاسعة صباحاً،تحركت خارج المنزل متجهة إلي الحديقة وذلك لتستقل السيارة المجهزة بالحراسة التي أبلغها عنها والدها كي تقِلها إلي جامعتها الجديدة داخل القاهرة، 

وجدت من يقف وهو ينظر عليها بترقُبْ ويبدوا أنهُ بإنتظارها، شاب يبدوا علي هيأتهْ أنهُ بأواخر العِشرينات من عُمرهِ، فارع الطول يمتلك جَـ.ـسداً رياضى قوي البُنيان ويرجع هذا لنتيجة تدريباته القوية الخاصة بعمله كضابط داخل جهاز المخابرات الحَربية، شملته بنظرة إستخفاف وتحركت بإتجاه وقوفهُ

أماء لها برأسهِ بخفة وتحدث بإحترام وهو ينظر إليها من خلف نظارته الشمسية التي يرتديها: 
-صباح الخير يا دكتورة،مع حضرتك الرائد كارم المعداوي، قائد الحِراسة المُكلف من جهاز المخابرات بحمايتك 

وأكمل بإستفاضة تمللت منها تلك السَاخطة: 
-من النهاردة هكون معاكِ في كل خطواتك خارج البيت، هوصلك القاهرة يومياً وهستناكي خارج الكُلية لحد ما تخلصي محاضراتك، وهرجعك لحد هنا تاني بنفسي 

وأكمل وهو يُشير إلي سيارة الحراسة التي تتبعهُ: 
-ودول رجَالة الحِراسة اللي هيمشوا ورانا 

رمقته بنظرة مُتعالية مُقللة من شأنهِ وتحدثت بنبرة خالية من أُصول الأدب والإحترام للذات قبل الغير مما أثار غضبهُ: 
-إنتِ بتحـ.ـرق كلام كتير ليه كده! 
وأكملت بإستخفاف: 
-كُل الرّغي والمقدمات دي علشان تقولي إنك الbody guard اللي هتمشي ورايا؟ 

خَلـ.ـع عنه نظارتهُ الشَمسية وقطب جبينهُ بإستغراب وهو ينظر إليها مُدققاً في نظراتها المُتعالية وأردف قائلاً بنبرة هادئة في ظاهرها،مُحتقنة بالغضـ.ـب في باطنها: 
-مبدأياً كده وعلشان نبدأ مع بعض بداية صَح ومن غير مشـ.ـاكل، لازم أوضح لك شوية أمور علشان نحط النُقط علي الحروف من أولها 

واسترسل بنبرة مُتعالية كي يرُد لها تحيتها:
-أول حاجة لازم حضرتك تتعلمي إزاي تتكلمي معايا بالطريقة اللي تتناسب مع منصبي كرائد ليه وضعه في جهاز المخابرات المصرية 

وابتسم بجانب فمه بطريقة ساخرة وتحدث متهكماً: 
-ثانياً يا أستاذة أنا مش body guard ولا مهمتي أمشي ورا جناب معالىِ سعادتك كـ برواز يجَمل صورتك قُدام أصحباك 

وأكمل شارحاً بنبرة جادة وملامح وجه صارمة: 
-أنا هنا في مهمة رسمية مكلف بيها من الجهاز بناءاً علي طلب رسمي مقدم من سيادة العميد ياسين المغربي، وده يرجع لعلمه بمدي كفائتي في شغلي كظابط مُحترف وليا وضعي 

كانت تستمع إليه وهي تُقلب عيناها بضَجَر بطريقة توحي بتملُلها وعدم تقبُلها لما يقال من ذاك الغَليظ التي لم تتقبل شخصيته من أول ولهة، ألقت عليه بسؤالها الساخر: 
-ياتري خَلصت وصلة مدح حضرتك لجلالتك ولمهنة عظمتك ولا لسه يا حضرة الظابط؟ 

رمقها بنظرة ناريـ.ـة وأردف بنبرة حـ.ـادّة: 
-أنا مش بمدح في نفسي علي فكرة
واسترسل بتعالي كي يَردَع غرورها: 
-لأني لو قعدت أسرد في إنجازاتي يبقي مش هنتحرك من مكانا هِنا قبل يومين على الأقل

واستطرد شارحاً لوضع حدود صارمة بينهما: 
-أنا حبيت بس أعرفك على الشخص اللي هتتعاملي معاه من النهاردة علشان تختاري الإسلوب الصَح اللي يليق بشخصِى 

نظرت إليه وابتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة وتحدثت بتهكم: 
-واضح إن سيادة العميد إختار لي الشخص المناسب. 

إبتسم بطريقة ساخرة وأشار بيـ.ـده وهو يفتح لها باب السيارة الأمامي المجاور لمقعده دون حديث،رمقته بنظرة متعالية وتحركت إلي الباب الخلفي وقامت بفتحه وصَعدت إلى السيارة ثم قامت بغلق الباب مما جعل الدِ مَاء تصعد لرأسه سريعاً، لكنه تمالك من غضـ.ـبه وقام بغلق الباب بحِـ.ـده وتحرك مَتجهً للجهةِ الأُخرى وفتح باب السيارة،ثم أشار بكف يـ.ـده إلي سيارة الحِراسة التي ستُرافقهُما الطريق مما جعل السائق في وضع التأهُب، إستقل كارم السيارة وجلس خلف مقود القيادة وقادها مُتحركاً إلي خارج المنزل ليتجه إلي الطريق المُؤدي إلي القاهرة 

كانت تجلس بالخلف وعدم الراحة والإمتعاض تظهران فوق ملامح وجهها الصَارمة،أمسكت حقيبة يـ.ـدها واخرجت هاتفها الجوال وبدات بفتحه،ثم نظرت عليه بتعالى وتحدثت إليه بنبرة أمّرة:
-قول لي إسم الـ bluetooth علشان عاوزة أشغل أغاني علي الكاسيت بدل الملل ده. 

رفع حاجبيه متعجباً من إسلوبها المُستفز والذي يدُل علي عدم لباقتها وحُسن تعاملها مع الآخر واستغربها حقاً، فكيف لتلك السيئة الطِباع أن تكون إبنة رجُل حكيم مثل ياسين المغربي 

نظر لها من خلال إنعكاس صورتها بالمِرأة وتحدث بنبرة باردة أشعلت داخلها:
-أسف يا أنسة،مش هينفع

هو إيه ده اللي مش هينفع؟جُملة حادّة تفوهت بها أيسل بطريقة غاضـ.ـبة وهي ترمقهُ بحِدة

أجابها ببرودٍ حَادّ ليُصيبها بالغضـ.ـب أكثر: 
-طبيعة عملى بتتطلب مِنى الهدوء التام علشان أقدر أركز في شُغلى واعملهْ على أكمل وجه،علشان كدة ممنوع أشغل أى صوت ممكن يشتت ذهنى ويفقدني تركيزي 

تنفست بصوتٍ مُرتفع وهتفت بنبرة حادّة وكأنها تأمرهُ: 
-وأنا بقول لك تديني الإسم وحالاً. 

هتف بنبرة حادّة لملامح وجه صارمة وهو يرمقها بنظرات حـ.ـارقة: 
-أولاً أنا ما أسمحش لحضرتك إنك تكلميني بالإسلوب ده، 
واسترسل بنفس الحِدة: 
-هعيد عليكي الكلام اللي قلتهُ لك من شوية وياريت ما تضطرنيش أعيده تاني لأن خُلقي ضيق ومبتحملش المناهدة والكلام الكتير، 

واستطرد شارحاً: 
-أنا في مُهمة رسمية مُكلف بيها من رؤسائى اللي وضعوا فيا كُل ثقتهم،وأنا هِنا اللي بحط القواعد والقوانين اللي همشى عليها واللي مطلوب من حضرتك تنفيذها وبدون نقاش

واسترسل بنبرة متهكمة على تفكيرها: 
-إحنا مش طالعين رحلة مدرسية علشان أشغل لك الكاسيت ونقعد نسَقف وناكل السَندوِتشات ونشرب الكُولا 

إحتدمَت غيظاً واتستعت عيناها بذهول من حديثهُ المُهين المُقلل من شخصِها فتحدثت بنبرة غاضـ.ـبة: 
-إنتَ إزاي تسمح لنفسك تكلمني بالطريقة دي؟!

أجابها بنبرة جادة: 
-السؤال ده حضرتك توجهيه لنفسِك الأول لأن سِيادتك اللي تخطيتي حدودك فى الكلام معايا وده كان ردي المناسب لتعديكى على شَخصِى 
واسترسل بتفسير: 
-ده ردي عليكي بالنسبة للجزئية التانية من كلامي اللي زعلتِك وعَصبتِك أوي كدة

واسترسل موضحاً بنبرة زائفة: 
-أما بقي بالنسبة لرفضى لموضوع الأغانى فدا يرجع لقواعد شُغلي الثابتة اللي أنا نفسى ما أقدرش أكسَـ.ـرها، ولو مش مصدقة كلامي تقدرى تسألى في النقطة دي سيادة العميد.

كانت تستمع إليه وكُل ذرة بجـ.ـسدها تنتفضُ من شِدة غَضـ.ـبها من ذاك البارد الذي عاملها بطريقة غير لائقة والتي ولأول مرة تتعرض لهكذا معاملة

وبرغم وصولها بفضلهِ للمنتهي من حالة الإحتدام،إلا أنها فضلت الصمت لتيقُنها أنهُ يقول الحقيقة وذلك ما أستطاعت أن تستشفهُ من خِلال نبرة صوته الثابتة ونظرات عيناهْ الواثقة وهو ينظر إليها من الحِين للأخر في إنعكاس صورتها بالمِرأه حين كان يُحدثها 

دون أن تُعيرهُ حق الرد، رفعت قامتها بتعالىّ ثم أمسكت هاتفها وأوصلته بسماعة الأذن الخاصة بالهاتف التي وضعتها داخل آذنها من تحت حِجابها،وبدأت بالإستماع إلي إحدي الأغانى الأجنبية وباتت تُردد بعض كلماتها بنبرة خافتة وصلت لأذن ذاك الكارم مما جعلهُ يبتسم سَعيداً بأول إنتصار قد حققهُ أمام تلك المستبدة والتي ومن الواضح أنهُ سيُعاني معها من خلال عملهِ،لكنهُ سيصمُد بالتأكيد بل وانتوىّ داخل سَريرَتهُ أنهُ سيتفنن في إستـ.ـشاطتها ووصولها للمنتهي.


يُتبع..



إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة