-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - اقتباس 2

 رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين

رواية قلوب حائرة

الجزء الثاني



رواية جديدة تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

الاقتباس الثاني


وصل ياسين إلي مطار برلين الدولي وجد عُنصران تابعان لجهاز المخابرات المصرية ينتظراهُ بسيارة مُصفحة بناءاً علي تعليمات رئيس الجهاز شخصياً لضمان أمانهُ والحفاظ علي شخصهِ المُستهدف من قِبل الجماعات المتطـ.ـرفة ،إستقل السيارة جالساً بالمقعد الخلفي وتحرك متجهاً إلي المنزل مباشرةً وما أن ترجل من السيارة وجد أيسل تقف بالحديقة في إنتظار وصولهُ،  وأيضاً رجال الحراسة منتشرين بأماكنهم المختلفة

أسرع إليه إيهاب وأردف قائلاً وهو ينظر إلي أسفل قدميه خجلاً :
- حمدالله علي سلامة سعادتك يا باشا 

رمقهُ ياسين بنظرة ثاقبة وأردف بنبرة حادة :
- لما واحد يتهجم علي بنتي ويمسك إيدها غصب عنها والحرس موجودين معاها في نفس المكان ،يبقي أنا معرفتش أختار رجالتي صح يا إيهاب بيه     

نكس إيهاب رأسهُ وتحدث بنبرة خجلة: 
- غلطة وأوعد جنابك إنها مش هتتكرر 

قطع حديثهُ بنبرة صارمة: 
-أكيد مش هتتكرر لأنها لو إتكررت ساعتها هنفيكم من علي وش الأرض وهخلي الدبان الأزرق ما يعرفلكوش طريق ،

قال جُملته وتحرك بقوة تاركاً إيهاب وباقي طاقم الحراسة يبتلعون لُعابهم ويتنفسون بشدة وذلك لكتمهم الأنفاس أمام ذاك المتجبر شديد الغضب، 
هرولت أيسل إليه كطفلة ذات الأربع أعوام لتختبئ بأحضان أبيها، وبدورهِ ياسين سحبها داخل أحضـ.ـانه وضمها بقوة وحماية 

أردفت بنبرة ضعيفة مُرتابة: 
-بابي 

تحدث بنبرة حنون وهو يُملس علي رأسها ليطمأنها:
- أنا معاكِي يا قلبي 

ثم أبعدها عن أحضانه وحاوط وجنتيها بكفَّاي يداه وهتف قائلاً بنبرة قوية ليبث بداخلها روح الطمأنينة:
- مش عاوزك تخافي من أي حاجة طول ما أبوكِ موجود في الدنيا 
وأكمل بتأكيد وهو يدقق النظر بعيناها: 
-فاهمة يا سيلا؟ 

هزت رأسها بإيماء عدة مرات متتالية ثم تحدثت بإضِطراب: 
-مامي قاعدة مستنية حضرتك جوة وقلقانة جداً من رد فعلك .

وأكملت بعيناي راجية:
- علشان خاطري بلاش تضايقها بالكلام هي ملهاش ذنب في اللي حصل. 

أومأ لها بهدوء وتحدث:
- ماتقلقيش ،

واصطحبها ودلف بها إلي الداخل وجد ليالي تجلس مُنكمشة علي حالها داخل مقعدها،  أخذ نفساً عميقاً لضبط النفس وتحرك إلي ليالي التي هبت واقفة سريعاً لإستقباله وتحدثت بنبرة صوت مُرتبكة تدل علي رهبتها منه: 
-حمدالله علي السلامة يا ياسين  .

رد عليها وهو ينظر إليها بعيناي جادة وذلك لشدة غضبه الذي مازال قائماً منها : 
-الله يسلمك .

جلس هو فوق إحدي الأرائِك وأشار بيده إلي أيسل في دعوة منه لها لتجاورهُ الجلوس ، وتحدث قائلاً بنبرة جادة: 
_-إقعدي يا سيلا وإحكي لي علي كل حاجة حصلت من الولد ده من أول يوم شفتيه فيه لحد اللي حصل منه إمبارح ،

وأكمل بتأكيد: 
-وأي تفصيلة مهما كانت صغيرة وتافهة بالنسبة لك هتبقي ليها قيمة وأهمية عندي ،
واسترسل موضحاً: 
-أنا هقابل سفير بلده وحد من أهله بعد الفطار،  وعاوز قبل ما أقعد معاهم أكون علي دراية بكل حاجة .

تحدثت ليالي بإنسحاب كي تتجنب سخط ذاك الياسين وصب غضبهِ الهائل الذي يظهر بعيناه عليها: 
- أنا هدخل المطبخ أجهز الفطار مع البنت .

وكادت أن تتحرك أوقفها ذاك الغاضب بصوتهِ الجهوري قائلاً بنبرة صارمة: 
-ليالي .

نظرت إليه وهي تبتلع لُعابها رُعباً فاستطرد قائلاً بنبرة آمرة وهو يرمقها بنظرات ثاقبة كنظرات الصقر : 
-إقعدي .

إنتفض جسـ.ـدها وجلست فوق مقعدها دون حديث، أما أيسل فقد بدأت بقص ما حدث علي مسامع والديها بالتفصيل .

بعد قليل إستمع إلي رنين هاتفه معلناً عن مكالمة واردة، أخرجهُ من جيب سترته ونظر بشاشته وجد نقش إسم حبيبته التي يسجلها بـمليكتي، 
نظر إلي كلتا الجالستان ثم ضغط علي زر الإجابة وتحدث بنبرة هادئة مما أثار غضب أيسل : 
- أيوة يا مليكة .

ردت عليه تلك التي تقف بداخل شُرفتها وهي تنظر بإمتداد أمامها إلي البحر الذي يظهر أمام عيناها وهتفت متسائلة: 
- وصلت يا حبيبي ؟

أجابها بنبرة حنون خرجت بتلقائية رَغماً عنه: 
-إطمني  وصلت من حوالي ساعة .

شعرت بالإستياء وتحدثت بنبرة حزينة معاتبة إياه: 
-كده يا ياسين هو ده اللي إتفقنا عليه مش إنتَ وعدتني إنك أول ما توصل هتطمني عليك !

وقف منتصب الظهر وتحرك إلي الخارج بالحديقة لكي يتحدث مع حبيبته بأريحية دون أن يخدش مشاعر ليالي أو أيسل : 
-أنا أسف يا حبيبي  صدقيني مكنش فيه وقت أكلمك نزلت من الطيارة علي العربية ومنها لهنا علي طول، وحالياً قاعد مع أيسل وليالي بستفسر منهم علي اللي حصل .

تفهمت موقفهُ وتحدثت بإيجاز كي لا تتعدي علي حق ليالي به وتتجاوز حدودها وتحدثت بهدوء: 
-تمام يا حبيبي إرجع لهم ، أنا كُنت قلقانة عليك وخلاص إطمنت .

أغمض عيناه وأخذ شهيقاً عالياً ثم زفرهُ بهدوء وتحدث كي يُخفف من وَطْأة ألمها الذي وصلهُ جراء نبرات صوتها : 
-أنا بحبك أوي يا مليكة وحقيقي أسف علي كُل حاجة .

ردت عليه بنبرة تفيضُ حناناً: 
-وأنا كمان بحبك أوي
وأكملت بنبرة صوت مختنقة وهي تحثهُ علي الإغلاق: 
-يلا روح لهم وبلغهم سلامي، وأنا هبقى أتصل بـليالي بعد أذان المغرب إن شاء الله علشان أطمن عليهم .

إستمعت عبر الهاتف إلي صوت أنفاسه العالية مما يدل علي قلبهِ الملئ بثُقل الهموم فتحدثت كي تخرجهُ من حالة الأسي تلك : 
- بحبك يا ياسين .

نزلت كلمتها الصادقة برداً وسلاماً علي قلبهِ المُلتاع بعشقها، فتنفس براحة وأردف قائلاً بصوتٍ عاشق خرج تلقائياً : 
-وأنا بعشقك يا نبض قلب ياسين .

إبتسمت حين إطمانت لصوته وتحدثت مضطرة لإنهاء المكالمة: 
-لا إله إلاّ الله .
رد عليها بيقين: 
-محمد رسول اللّه .

أغلقت هاتفها ونظرت إلي البحر ثم رفعت قامتها لأعلي وأغمضت عينيها وأخذت نفساً عميقاً للغاية وصل لرأتيها ثم أخرجته وبدأت تُكرر العملية بإنتظام كي تهدئ من ثورة مشاعر الغيرة التي باتت تُسيطر عليها كُلما ذهب ياسينها إلي ليالي ،

فتحت عيناها ونظرت إلي السماء وبدأت بمناجاة الله: 
-أعِني إلهي كي تسكُن نار غيرتي الشاعلة بقلبي والتي لا تهدأ  أبداً، 
أعرف أنني الدخيلة علي حياتها ولا يحق لي بتاتاً هذا الشعور أو حتي مجرد الإعتراض 
لكني صدقاً لا أستطيع أن أكبح شعور جحيمي وأنا أتخيل رَجـُـلي وحبيبي بل ومتيمي يحتضنُ غيري من النساء ،
أعرف أنها زوجتهُ قَبْلي بل وتكاد تكون أحقُ بهِ وبمشاعرهُ مني لكني حقاً لا أستطيع ، شعوراً بالمَرارة يلازم حلقومي كلما تخيلتهما معاً، ناراً شاعلة تسكُن فؤادي لا تنطفئُ أبداً 

واسترسل صوتها الداخلي بقلبٍ يئِنُ ألماً: 
-إنهُ حبيبي من تقرب من روحي وبات يتسلل حتي إِخْتَرَقَ فؤادي وإسْتَأثَرَ بقوة كل ذرة بجــسدي، إِسْتَحْوَذَ  علي قلبي، فؤادي ، وجداني وكل كياني ،

لقد تَغلغَل عشقهُ داخلي حتي أصبحتُ هو
"نعم"
فروحهُ أصبحت تسكُن كياني ومُنذُ حينها ما عُدت أنا
أصبحتُ أبحث عن ذاتي بداخلهُ
وبوجداني يبحثُ خليلي عن كيانهُ ،

لقد وصل العشق بداخلنا إلي منتهاه حتي أصبحنا جسدين بقلبٍ وروحٍ وحِسٍ واحدِ ،
نعم ياسيني أصبحتُ أنتَ كُلي 
فكيف أتقبلُ بإحتضانِ كُلي لغيري !

فرت دموعها الحبيسة واسترسلت مناجاتها بأنين:
-أشعر بنــارٍ شاعلة تغزو جميعُ جــسدي وتُذيبهُ وأنا أتخيلك تقوم بإحتضانها مثلي ،
أتشعُركَ ضمتِها بنفس الأمان الذي يُشعرُك به حُضني؟ 
أتُسكرك قُبلتــها وتجعلك مولع بها مثلما قُبلتي؟ 
رائحتها هل تشبة رائحة الجنة كما أخبرتني عني؟ 
أتتغزل بمفاتنها وتُنثرها بأعذب الكلمات مثلما ثُسمعُني؟ 

أهٍ ياسين أكاد من فرط الغِيرةِ أذوب وأنتهي 
ألم تُدرك يا رجُل بمُر شعوري ومرارة حلقَمي  

نظرت إلي السماء وأردفت بترجي: 
-أعني يا الله وأزح عني هذا الشعور المُميت الذي  كاد يسحب روحي ويُقضي عليّ، ساعدني واحفظ لي ما تبقي لدي من صبر ،

تنهدت بثُقل وجففت دموعها الحزينة وباتت تتأمل مظهر البحر الخلاب وتستنشق عبقهُ علهُ يُزيل عنها ولو القليل من ألام روحها الساكنة .


يُتبع..



إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة