-->

رواية جديدة زو جة ولد الأبالسة لهدى زايد - اقتباس 19

 قراءة رواية زو جة ولد الأبالسة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية زو جة ولد الأبالسة رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 
الكاتبة هدى زايد


رواية زو جة ولد الأبالسة

اقتباس

الفصل التاسع عشر



مدام شمس ما هو قولك فيما قاله المدعو بشار الدهشوري، و إنه هو قا تل المجني عليه الدكتور عُمر الدهشوري ؟ 


صاحب العبارة المحقق الذي كان جالسًا على مقعد حديدي و بجانبه كاتب يدون كل ما يسمعه كانت شاردة لا تسمح لدموعها بالنزول مهما كلفها الأمر فالبكاء لم يأتي دوره بعد بلعت لعابها بعد أن كرر المحقق سؤاله نظرت له و قالت :
-  محصلش 

سأله بهدوء قائلًا:
- هو إيه بالظبط اللي محصلش ؟ 


ردت شمس بهدوء و هي تتحـ سس باطنها المنتفخة إثر الحمل ما إن شعرت بركلة جنينها 
-  بشار ما قتـ لش عُمر 
- اومال إيه اللي تقدري تحكي لي اللي حصل وقت مقـ تل الدكتور عمر ؟ 
- عُمر كان جاي من برا و عارف إن بشار هنا 
سلم عليه و طلع يغيير هدومه عشان يقعد معاه براحته بيطلع على السلم و هو نزل تاني رجله خا نته زيه بالظبط 

سألها المحقق بمكرٍ قائلًا:
- زي بشار مش كدا ؟! 


أجابته بحكمة و دهاء قائلة:
-  لأ جـ سـ ـمه هو اللي خا نه مقدرش يسطير على حركة عفوية من رجله 

رد المحقق و قال بضيقٍ مكتوم 
- طب بشار بيقول إن عُمر تشابك معاه عند السلمة الأخيرة فوق و كان بيحاول يو لع في الأوضة بدل المجني عليها وجيدة الدهشوري  و إن بشار زقه عشان يبعد عنه و مكنش قصده يقـ تـله ؟! 


ابتسمت بجانب فاها و قالت بمرارة 
- مش بشار اللي قـ تـل عُمر مش بشار 
- اومال مين ؟ 


 نصيبه و عُمره، نصيبه و عمره يروح مني قبل ما يفرح بابننا راح مني زي ما كل حاجة حلوة راحت مني، الموت اخده مني و ساب لي ذكريات  


أردفت شمس عبارتها بقلبٍ مقهور، حاولت أن تصمد حتى آخر لحظة لكن ضغط ذاك الماكر الذي يتلاعب بالاسئلة ليو قعها في الخطأ و يجبرها على الإعتراف هو الذي أودى بها لحافة الإنهيار الوضع بات غاية في الصعوبة 
أمر الطبيب المحقق بأن يغادر الحجرة لأن الحالة لا تسمح كما اخبره من قبل .

الحالة التي يمر جميع أفراد العائلة جعلته ينتظر لأيام لا يعرف كم عددها لكن حتما سيضع كلمة النهاية على هذه القضية، كان بشار داخل محبسه يناجي ربه بأن يخلصه من هذا العذاب الذي يحيطه من كل اتجاه 
استند برأسه على الجدار و هو يتمتم بكلماتٍ معاتبة لنفسه تارة و يدعو لـ عُمر تارة أخرى 
غلبه النعاس على حالته تلك،  بدأ صورة عُمر تظهر شيئًا فشيئًا و هو يتسأل بنبرة معاتبة قائلًا 
( ليه كِده يا صاحبي ليه ؟! ) 

رد عُمر بنبرة مقهورة و هو يهز جسده المتكور حول نفسه قائلًا :
- غصب عني يا حبيبي و الله غصب عني معجول برضك أني أأذي روحي ؟! 

 على ما يبدو أن بشار أصابته الحمى بدأ يهذي كثيرًا قائلًا بتوسل:
- ارچع يا عُمر و أني احر ج الدار كلتها مش الأوضة ارچع يا حبيبي، ارچع يا سندي و ضهري في الدنيا 

جثا الحارس الخاص بالحبس و قام بوضع 
 يد ه على جبين بشار ليـ تحـ سسه، رد بشفقة و عطف 
- لا حول و لا قوة إلا بالله، ديه كيف النار 

حرك رأسه و قال بنبرة متعاطفة 
- مين كان يصدج إنك تجـ تل صاحب عمرك يا بشار يا ولدي صحيح حرس من عدوك مرة و من صاحبك الف مرة .


استدار الحارس لصديقه و قال بجدية 
- جول للبيه المأمور. إنه المتهم بشار چاته حمى و لازم له داكتور جبل ما يموت 



يموت لا عالچوا اصرفوا ما يهمكوش من چنيه لمليون بس بشار يعيش رايده حي 

أردف الجد حسان عبارته و هو يقف عن مقعده داخل غرفة مأمور القسم،  من يرأه يظنه يتلهف لمعالجة حفيده حتى لا يخسره 
لكن في حقيقة الأمر هو يريده لـ يـأخذ هو 
ر و حه بطريقته الخاص.

❈-❈-❈


خلاص يا عُمر أنا سجلت لك نص البيت و بكدا يكون ملكك مطلوب مني حاجة تاني ؟ 

اردفت حُسنة عبارتها و هي تضع بين يـ ـدي  عُمر الاوراق التي تثبت ملـكيته لنصف منزل الجد سالم،  ابتسم و قال بهدوء 
- كان نفسي يبجى مهرك يا حُسنة بس الظاهر إن ما فيش نصيب و ربنا كاتبك تكوني بت عمي و بس  
-  عُمر ارجوك كفاية كلام في الموضوع مراتك  
مش عاوزها تزعل مني هي ما شاء الله عليها هادية و رقيقة و متفهمة بلاش تخليها تتدوس على نفسها أكتر من كدا 


أومأ عُمر برأسه علامة الإيجاب و قال بنبرة صادقة تلمؤها الاشتياق 
- عنيدكِ حج هي رقيقة و كيف النسمة و الله ربنا عطاني نعمة هي شمس  و فعلا كيف الشمس منورة حياتي 


ابتسمت حُسنة و قالت 
- ر بنا يخليهالك و تفرح بابنك اسيبك بقى عشان الحق ادفع مصاريف المستشفى 


عادت حٌسنة من بئر ذكرياتها الاخيرة التي جمعتها مع عُمر، ذاك الشاب الوسيم الذي وقع على اعتاب قلبها و قال لها أر يدك ز و جةً لكن تعنتها الشديد و إصرارها على أن تبقى لغيره جعله يريد أن يفعل أي شئ ليبقى جوارها 

ابتاع منها نصيبها في بيت الجد سالم و هو يعرف حق المعرفة أن من المؤكد الجد حسان لن يمرر هذا الحدث مرور الكرام، لكنه لا يبالي 
 
ارتمت برأسها للخلف و تذكرت سؤالها له حين وضع النقود بين يد ها و قالت:
- مش خايف جدي يقف قصادك يا عُمر و تخسر كل حاجة ؟! 


نظر لها و قال بأعين مليئة بالحسرة و القهر الشديدان:
- ما فيش خسارة كيف خسارتي ليكِ ، الدنيا كلها في كفة و عشجي ليكِ في كفة تانية واصل 

ردت حُسنة بنبرة معاتبة و قالت:
- يا عُمر من فضلك متخلنيش اندم إني لجت لك و كلمتك عشان تساعدني 

رد عُمر و قال بنبرة عاشق لم يتجرع من العشق سوى مرارته:
- غصب عني يا حُسنة حطي نفسك مقاني ليل نهار اعد الليالِ عشان تبجي نصيبي و يوم ما اجول خلاص بجيتي ليّ رحتِ لغيري 


ختم حديثه قائلًا بمرارة في حلقه:
- الدنيا جسيت عليّ جوي يا حُسنة، كنت ماشي كيف العيل الصغير فيها لا ليّ دعوة بحد و لا بعرف حد شغلي الشغال ميتا اتچوزك فچأة يچي چدي و يجول لا نصيبك في الدنيا دي تتعذب و بس  

ردت حُسنة بهدوء و قالت:
- بالعكس يا عُمر مافيش احسن من نصيبك ربنا رزقك بـ شمس و ابنك اللي جاي في السكة و اظن مافيش احسن من كدا عوض من ربنا 

صمت مليًا ثم قال بمرارة :
- ها تصدجي لو جلت رغم كل محاولات شمس المستميتة عشان تاخد جلبي فشلت فشل ذريع مش عارف احب بعدك 
- عمر ارجوك أنـ ...

قاطعها عُمر أن تحذره تحذيرها المعتاد للمرة المئة بعد الالف و هو يخرج ما يجيش بداخبه و كانه جبل جاثم على صدره 
- ارچوكِ أنتِ يا حُسنة بكفاية بجى، ليه مش عاوزة تحسي بيا، خابر إن بابنا اتجفل و مافيش في رچوع لكن اني چوايا كاتير كاتير جوي يا حُسنة يمكن ديه المرة الأخيرة اللي هاشوفك فيها 
- بعد الشر عليك ليه بتقول كدا ؟! 
- جلبي  بيجل لي إن في حاچة ها تحُصُل إيه هي مخابرش أني كل اللي طالبه منيكِ يا حُسنة إن منين ما اچاي على بالك تدعي لي ربنا يچمعني بيكِ في چنته چايز ملناش نصيب في الدنيا بس في الآخرة ربنا ها يچبر بخاطري هو بشر الصابري و أني صبرت كاتير كاتير جوي يا حسنة 

اوصدت الهاتف في وجه بشار و سرعان ما ضغطت على لوحة المفاتيح بأنامل مرتعشة 
رفعت الهاتف على أذنها مرةً أخرى ثم قالت:
- أنا مش هاسيبك  يا حسان أنا هد مرك زي ما دمر تني  و قبر بنتك مش هر حمه يا أبوجيدة سامع مش ها رحمه و حضر نفسك عشان اليوم اللي بقالك خمسة و عشرين سنة جه خلاص و القبر ها يتفتح و بدل ما تخرج وجيدة هتدخل لها أنت و بكرا تقول حُسنة قالت 

وصل إلى مسامعها و صراخه و قهرته و هو يقول بصوتٍ حزين 
- بناتي التنين راحوا يا حُسنة و عُمر راح يا حُسنة بشار جتـ لهم بشار جتـ ل ولادي يا حُسنة



يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدي زايد  لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة