-->

رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 5

 قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وبها متيم أنا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


اقتباس الفصل الخامس

❈-❈-❈


على الطاولة التي جمعت مجيدة وابنيها الاثنان لتناول وجبة العشاء، كانت المرأة لاتتوقف عن التحدث وفتح مواضيع شتى، بحالة من الحماس تنتنابها كل ما جلس ولديها معها ليشاركنها الطعام، بسبب المشاغل الدائمة للأثنين:

- بس بقى ورحت انا مزعقة في كل الستات اللي كانوا معايا وقولت محدش يشتري، وقد كان، كلهم سابوا اللي في إيدهم وكانوا هيخرجوا معايا من المحل ونسيبهالوا مخضرة.

- ومشيتوا يا ماما؟

سألها أمين بانتباه، لتُجيبه مجيدة بزهو:

- ما هو ده اللي كان هيحصل يا حبيبي، لولا بس انه اتحايل عليا ونزل للسعر اللي ماشي في السوق، وربنا ما كنت هقبل ادخل محله من تاني.

هلل حسن مرددًا:

- يا جامد، هي دي الست الناظرة يا جدعان، مترضاش أبدًا بالحال المايل.

ازداد التحفز لدى مجيدة لتقول بعصبية:

- مش حكاية أبلة ولا استاذة يا بني، بس انا مقدرش اسكت على حاجة زي دي، يعني مش كفاية الغلا اللي احنا عايشين فيه؟ عشان يستغلونا كمان التجار، ولما يبقى كل واحد من دماغهم يزود، وكل واحد على كيفه، دا احنا على كدة ربنا يرحمنا .

- أمين يارب. 

أممم بها حسن وخلفه رمزي الذي كان يأكل بصمت، وهو يقلب في الهاتف، يتابع الاخبار والمنشورات على وسائل التواصل، فظهر له بوست الصفحة التي ينتظرها، تظهر بطلتها الصباحية، بملابس رياضية متحررة كعادتها تلقي التحية على المتابعين، وتتهافت التعليقات في الأسفل لرد الصباح والثناء على جمالها الفتان، بعد أن غيرت هيئتها بالكامل تقريبًا، لتُصبح واحدة أخرى، ليس تلك الرقيقة الهشة من رأها اول مرة في الفرح المشؤم لشقيقتها، قبل ان تحل هي محلها وتتزوج بالعريس.

- سرحان في إيه يا أمين؟

رفع أنظاره نحو والدته يحرك رأسه باستفهام، لتردد له:

- يا حبيبي بسألك عشان لقيتك اتلهيت في التليفون.

تبسم لها ليرد وهو يغلق الهاتف سريعَا:

- انا معاكي يا ست الكل اهو ومركز ، ها كنتي بتقولي إيه بقى؟

تدخل حسن يجيبه:

- كانت بتتكلم على نفس الموضوع يا عم آمين، نفسها تفرح بحد فينا ونملى عليها البيت عيال .

توقف الاخير يناظرها بابتسامة زادت من غيظها لتهتف بسخط:

- بتضحك يا أمين؟ انتي هتشلني يا ولد؟

جلجل مقهقًا حتى كانت رأسه تميل للخلف معه، مسمتعًا بمنكافتها كالعادة، ومعه كان حسن يخفي ابتسامته بصعوبة، حتى تحول لون وجهها واتخذ شكل البؤس بترقرق الدموع في عينيها، على الفور نهض يسترضيها ويقبل رأسها:

- خلاص يا قلبي بقى، بهزر والله، انتي دايمُا كدة حماقية وطبعك حامي .

رددت مجيدة بدفاعية وهي تحاول بنزع كفيه عن رأسها وكتفيها:

- انا برضوا اللي حماقية ولا انت اللي بارد ومستفز؟.

ردد خلفها وهو يزيد بتقبيل كفها ووجنتها:

- فعلًا انا اللي بارد ومستفر، وانتي ماجي القمر، حني علينا يا قمر. 

تبسمت اَخيرًا ليهلل بمرح مع شقيقه:

- يا سلام، و اَخيرًا ظهر صف السنان اللولي يا أبو علي .

اضاف عليه الاَخر غامزًا:

- لا وكمان يا حضرت الظابط لو تاخد بالك، الوش المربرب الحلو نور.

على الفور لوحت بكفيها تخمس بوجههما مرددة:

-الله اكبر، في عيونكم المدورة انتو الجوز، في إيه؟

قهقه ثلاثتهم معًا قبل ان يختم أمين بقبلة اخيرة أعلى حجابها يقول:

- ربنا يخليكي لينا يارب، وتفضلي حلوة كدة دايمًا.

ناظرته مجيدة بامتنان وتأثر، وتابع لها وهو يعود لمقعده:

- مش عايزك تزعلي، بس انا بجد مش رافض الفكرة، بس كمان مقدرش اللف صالونات زي صاحبنا دا.

قالها بالأشارة نحو اخيه، الذي رد يدعي البؤس:

- ربنا يسامحك. 

كتم أمين ضحكته ثم استطرد:

- سبيها على الله يا أمي، وان شاء الله ربنا يرزقني ببنت الحلال .

ردت مجيدة بنتهيدة وصوت متأثر:

- ونعم بالله.

ردد خلفها مع أخيه بالدعاء ثم استأذن كي يذهب ليستحم قبل ان يشاركهم الجلسة، فنظرت لأثرة تمصمص بشفتيها لتردف بضيق:

- جميل وطيب والله ويستاهل احلى البنات، بس هيلاقيها فين دي؟ وهو طول الوقت في القسم، ومبيشوفش غير الاشكال اللي مش كويسة، وبنفس الوقت مش عايز ياخدها صالونات زي ما بيقول، يبقى هيتجوز ازاي بقى؟

ضحك حسن قبل أن تباغته بسؤالها:

- متعرفش واحدة يا ولد إنت عندك في الشغل، تكون زميلتك ولا صاحبتك ولا....

قاطعها حسن مرددًا بدهشة:

- حيلك حيلك يا ست الكل، صاحبة مين؟ هو انا اعرف اصاحب اساسًا؟ ثم مين قالك ان شغلنا في زمايل بنات؟ لو مهندسات بيروحوا هما كمان مواقعهم، لكن احنا بنشتغل تحت الشمس وبينا خناشير، مفيش يا روح قلبي الكلام اللي في دماغك ده. 

- مفيش خالص.

قالتها مجيدة بدرما بائسة، لتعتلي ابتسامة متسلية وجه الاخر قبل يستدرك ويتذكر، من تركها بالأمس بعد أن غفت بجواره داخل السيارة، وقد غابت اليوم عن عملها، ولم يتسنى له الاتصال او السؤال عنها، رغم فضوله الشديد لرؤيتها، أم هو التعود الذي جعله يذهب للموقع مرتين يسأل ويبحث بعينيه عنها بعد قضائها الفترة الماضية في الجدال والشجار معه يوميًا، لا يعلم لماذا؟ ولكنه يشعر أنه افتقدها. 

قالت مجيدة تخرجه من شروده:

- سرحت في إيه يا منيل انت كمان؟

عاد حسن للضحك يجيبها بشقاوة:

- طب تصدقي بالله يا أمي، انا شوفت واحدة امبارح بنت كدة قمر زي ما بيقولو، شعر اصفر وعيون ملونة، ومواصفات تانية إيه تبهر، على طول جه على بالي أمين اخويا، واتمنينتها تبقى مراته.

قطبت مجيدة لتسأله باستغراب:

- يا سلام، ولما هي عجبتك اوي كدة، متنمتنهاش لنفسك ليه؟

افتر فاهه أمامها وتوقف قليلًا بتفكير قبل أن يجيبها وكتفيه اهتزت بعدم معرفة:

- بصراحة معرفش، رغم ان لو شوفتيها هتعجبك بجد والله، بشكلها وطريقة كلامها كمان، حتى اسمها كمان، لينا باين ولا ايه؟ 

تبسمت مجيدة وتوقفت عن الطعام تناظره بنظرة مبهمة قبل أن تقول:

- طب حيث كدة بقى، احكيلي شوفتها فين بالظبط؟ 

وتبقى بنت مين هي؟

ضحك حسن يردد بمرح:

- إيه يا أمي؟ هو انتي حطيتها في مخك بجد ولا إيه؟

انا معرفهاش ولا اعرف بنت مين؟ دي مجرد واحدة صاحبة المقاول اللي شغال معايا......

- نهار اسود، صاحبة المقاول؟

صاحت بها مجيدة مقاطعة لتجعل حسن يردد بصعوبة ما بين ضحكاته:

- يا ستي مش اللي في دماغك، المقاول اللي انا شغال معاه دلوقتي، تبقى بنت والله واسمها شهد كمان .

- شغال مع مقاول بنت واسمها شهد كمان! يا راجل!

قالتها مجيدة بعدم تصديق، لتكمل بخبث:

- يعني معاك بنات في الشغل اهو، امال بتنكر ليه يا ولد؟ 

ضغط على عينيه يردد ضاحكًا بيأس:

- مفيش فايدة، مفيش فايدة معاكي، انا عارف اني غلطت من الأول اساسًا لما اتكلمت. 

- كويس ومدام عرفت غلطتك يبقى كمل يا حبيبي للآخر.

قالتها مجيدة بتصميم ليهتف حسن بقلة حيلة:.

- اكمل أيه يا ستي؟ هو انتي خلاص خلتيها حكاية؟

بنظرة الأم الحازمة وناظرة المدرسة المسيطرة قالت مجيدة:

- اه يا حبيبي خليتها حكاية، وانت بقى هتحكيها، هتقولي على المقاول البنت اللي شغالة معاك، والبنت صاحبتها اللي اتمنتها لاخوك ماشي يا بشمهندس؟

يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة