-->

رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 3

قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية وبها متيم أنا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


اقتباس الفصل الثالث


بداخل الشقة التي كانت تخشى من المرور أمامها، كانت 

جلسة صبا مع السيدة رحمة والتي تعرفت عليها حديثًا هذه الأيام، وتوطدت العلاقة بينهن حتى أصبحت تقارب الصداقة في عدة أيام قليلة، وذلك لود الأخرى وبساطتها في التعامل معها ومع ولداتها التي أصبحت تزورهم ايضًا لتطمئن على جارتها المريض في غياب ابنها الأكبر في مأمورية خارج العاصمة منذ ما يقارب الأسبوع، تطور الحديث بينهن حتى اطمئنت لها صبا لتقص عليها ما لم تجرؤ على قوله امام والديها، وهي تظن أنهما سيشمتون بها، ويستغلوا الموقف.

- بس يا ستي، روحت لامة شنطتي في حضني وخرجت هوا، عشان اخزي الشيطان، قبل ما افتح راسه وافش غليلي منه ابن ال.... وارمة ده؟

قالت الأخيرة بسبة اضحكت رحمة لتعقب بعد ذلك:

- يخرب عقلك يا صبا، يعني كنتي عايزة تفتحي راسه يا مجنونة عشان بس قالك عايز اتجوزك وبصلك بصة معجبتكيش؟

لم ترد صبا فقد كانت محدقة بها، ترتسم على ملامحها ابتسامة مزبهلة انتبهت لها رحمة لتسألها:

- انتي مالك بتبصيلي كدة ليه؟

تحمحمت صبا تقول بحرج:

- معلش بجى إن كنت تنحت، بس انتي ضحكتك حلوة جوي.

- حلوة جوي!

رددتها رحمة خلفها قبل ان تتابع بتغزل:

- طب ما انتي كمان حلوة جوي، ولهجتك الصعيدى اللي ما بتنتطقيش بيها غير للحبايب برضك حلوة، ناقص بس اسمع صوت ضحكتك، اكيد هتطلع هي كمان حلوة جوي .

اسبلت صبا اهدابها بخفر، وقد اخجلتها كلمات الإطراء، وقالت:

- بصراحة انا معظم الوجت بحــ س إن صوت ضحكتي عادي يعني، لكن ضحكتك إنتي ناعمة كدة، وجميلة صح يعني. 

رددت خلفها رحمة:

- والله انتي اللي جميلة وزي القمر كمان، لكن ما قولتليش بقى، عملتي إيه مع اهلك بعد ما جيتي؟  قولتي الحقيقة؟

فغرت فاهاها صبا بذهول تجيبها :

- اجول إيه؟ ولمين؟ أبويا لو سمع ان الراجل صاحب الشغل عاكسني من اول مجابلة بيني وما بينه، هيمنعني ما اعتب اي حتة تانية، دا على شعرة وبيتلكك، وامي نفس الأمر، وانا مش ناقصة اضيع فرصتي، يمكن الاقي شغل واشتغل وبقى.

عقبت رحمة بجدية واهتمام:

- ايوة يا بنتي، بس فرصتك هتلاقيها ازاي بس؟ العاصمة هنا الشغل فيها صعب أوي .

زفرت صبا بيأس اصبحت تستشعره بألم هذه الايام، بعد ان كانت تحارب وتخطط للحصول على موافقة ابيها حتى تعمل، أصبحت المشكلة الاَن هي إيجاد العمل نفسه، فقالت شارحة لها:

- ما هو دا اللي تاعبني، ابويا حاطط شروط معينة في الشغل، وانا مش قادرة اوفي الشروط، الحاجات دي عايزة واسطة، وانا معنديش واسطة، والوقت بيمر، وابويا بيلمح كل شوية عشان اوافق على حد من عيال عمي، وخلاص تعبت ومش عارفة اعمل ايه؟

عبست رحمة وتبدلت ملامحها الضحوكة لأخرى متأثرة بمشكلة صبا، فقالت بموازرة:

- بصراحة انتي عندك حق، بس ابوكي ده، طلع صعب اوي ودماغه دقة قديمة، رغم ان ميظهرش ابدًا عليه.

تبسمت لها صبا بضعف تقول:

- وهو كمان معاه حق على فكرة انه يخاف عليا، بس انا لازم اواجه الحياة، عشان أجدر انفذ اللي بحلم بيه، بس ازاي بجى؟

ربتت رحمة على كفها بمؤازرة تردد:

-ربنا يحميكي يا حبيبتي، وتحققي كل اللي نفسك فيه، ياريت كان كنت اقدر اساعدك ياريت.

- يا رحمة.

صدر الصوت الضعيف من داخل الغرفة المجاورة، ف انتبهت رحمة لتنهض مستئذنة:

- طب كملي كباية الشاي دي بقى على ما اروح اشوفها عايزة إيه؟

نهضت صبا هي الأخرة عن طاولة السفرة تقول:

-لا روحي انتي براحتك وانا كمان...

قاطعتها رحمة على الفور:

- والنعمة ما انتي ماشية، استني دقيقة بقى متبقيش غلسة، هروح اشوفها عايزة إيه ونكمل قاعدتنا، 

اذعنت صبا للألحاح، وقبل أن تتحرك الأخرى نحو الذهاب الى غرفة والدتها، تناولت المتحكم لتعلي صوت شاشة التلفاز قائلة:

- سلي نفسك بالفرجة ع الفيلم لحد اما اجيلك. 


❈-❈-❈ 


في نفس الوقت وخارج الشقة كان قد عاد اَخيرًا من سفرته التي استمرت أكثر من أسبوع، بمأمورية طارئة لمتابعة العمل في محافظة من إحدى محافظات الساحل الشمالي، فتح بمفتاحه ودلف للداخل، ليصل إلى أسماعه الصوت العالي للتلفاز ف خمن من نفسه وجود شقيقته لرعاية والدته المريضة، تقدم بخطوات مرهقة معلقًا على كتف ذراعه الأيسر الحقيبة التي حملت القليل من ملابسه

ولا شيء آخر، فهو لم يقوى على الإنتظار أكثر من ذلك فور انتهاء مهمته، ولم يجد فرصة للتسوق رغبة في الإنجاز السريع واختصار الوقت للعمل فقط، واصل طريقه داخل طرقة المدخل، متوجهًا لغرفة المعيشة قاصدًا شقيقته، ولكنه وفور ان وصل إلى مدخلها، توقف متسمرًا وتخشبت اقدامه على التقدم بخطوة واحدة أخرى، ليصبح كالتمثال الشمع، بأعين توسعت بذهول لا يصدق ما تراه عينيه، حتى ظن أنه يهذي، لولا استماعه لصوتها الذي يردد مع اغنية للفيلم الذي تتابعه، لظن ان ما يراه من نسج خياله، حتى لو كان ما يراه اكبر من قدرة تحمله، شعرها الغجري بلونه الفاتح بضفيرة كبيرة وطويلة على جانب واحد من رأسها، وجهها الصبوح وعباءة منزلية بألوان متعددة مبهجة، جالسة بارتياحية على ألاَريكة الاثيرة خاصته والذي يجلس عليها اثناء متابعته لمباريات كرة القدم او البرامج الحوارية التي يعشقها، بيــ دها تُمسك المتحكم تتلاعب به، واقدامها في الأسفل تهتز مع وقع الأغنية، اشتعلت الدماء برأسهِ واستدرك اَخيرًا خطأ ما يقوم به، ليُجبر قدميه على التراجع بصعوبة ليتحمحم اولًا قبل أن يتمتم بالأستغفار، ف انتفضت هي مجفلة، على صوته، لتشهق بجزع فور ان وقعت انظارها عليه، حتى سارت تسعل باضطرب اصابه هو بالفزع، متابعًا لها وهي تتناول الطرحة لتغطي رأسها بارتباك ، ف هتف بها هادرًا بعصبية:

- كوباية المية قدامك ع الطرابيزة اشربي منها الأول

على صيحته تناولت الكوب الزجاجي على الفور ترتشف منها سريعًا بتوتر؛ ازداد بعد ذلك أضعاف فور انتهائها ووضعها الكوب على الطاولة، لتنتبه على وضعها في مكان واحد يجمعها مع هذا الجار الغريب في شقته، وفي غرفة المعيشة الخاصة به، من ناحيته فقد التف عنها يعطيها جانبه وهو يتمتم بالاستغفار بصوت واضح كما فعل معها قبل ذلك كثيرًا، ولكنها هذه المرة غير كل المرات. تحمحت باضطراب تبتغي الاستئذان منه ليبتعد عن مدخل الغرفة حتى تغادر، رغم شعورها بغرابة تصرفها أيضًا، فخرج صوتها بتلجلج:

- ااا ممكنن تسمح اا...

- معلش نسيت ما اسلم، هي رحمة اختي فين؟

قالها مقاطعًا على نفس وضعه، ليزيد بداخلها التوتر، فردت بدون تفكير وبلكنتها الجنوبية:

- عند امك... جوا. 

ضربت بكفها على فمها تشيح بوجهها وقد زاد على أمرها الحرج، أما هو فبرغم جديته الدائمة، لكنه لم يقوى على لملمة ابتسامة ملحة على فمه، قبل أن ينتبه على صيحة شقيقته التي تفاجأت برؤيته:

-إيه دا؟ انت رجعت يا شادي؟ حمد ع السلامة يا قلبي، نورت بيتك.  

يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة