-->

رواية جديدة نفوس طاغية لشهد السيد - الفصل 3

 

 قراءة رواية بين نفوس طاغية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية بين نفوس طاغية

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة شهد السيد


الفصل الثالث




على صعيد بعيد تحديدًا سيناء أرض الفيروز التى تفصل بين الحدود المصرية السيـ ـاسـ ـية وفلسطين العربية دائمًا وابدًا.. 


تقدم بخطوات ثابتة وظهر مُستقيم يلقى التحية ليردها الجميع دون إستثناء يقطـ ـعون الصمت السائد فى حضرة والده الجالس فوق مقعد عريق يستند بكلتا

 يـ ـديه فوق عصاه المتينة وعلى يمينه يجلس شقيق والده.. 


وفور أن جلس على يسار والده تحدث أحد الجالسين بأستنـ ـجاد: 


-"يا حج شاهين أنا كل اللى أملكه خمس فدادين يرضيك الحج عوض يتعـ ـدي على أرضي فى غيابي ويخـ ـرب المحصول ويفزع العوائل النساء". 


نفي الأخر التهـ ـمة عنه بشدة وأشتـ ـعل الشجـ ـار بين الطرفين، أشار والد عدي للغفير الواقف الذى صـ ـاح بهم فى حـ ـدة بالغة حتى عم الصمت مجددًا والجميع بأنتظار الحكم بالعدل بينهم كما هو مُعتاد من "شاهين" فى هذه الحالات.. 


رمق "شاهين" الرجل بنظرة مستـ ـحقرة مشتـ ـعلة جعلته يتململ فى جلسته بغير راحة يندب حظه العثر يتمنى فقط إن يخرج من هنا بأقل الخسـ ـائر، وبعد صمت دام للحظات أردف "شاهين" بنبرة صـ ـلبة: 


-" عوائلنا يعنى شرفـ ـنا، أصولنا اللى أتربينا عليها إن مفيش مكان للغـ ـدر بينا، واللى يتعـ ـدي على شرفـ ـنا وأصولنا ملوش أراضي بينا ولا رزق عندينا". 


أتسعت أعين الرجل يشعر بالمكان يضيـ ـق من حوله ولكن "شاهين" لم يكتفى بذلك بل أكمل: 


-" أراضيك تنباع بالتمن اللى يحدده يونس والليلة تكون شوفتلك مأوي تانى ". 


أرتفع التهليل فرحين بتلقى المذنـ ـب جزاءة بعدما لم يخيـ ـب كبيرهم أملهم فى تطبيق العدل والحكمة كما عهدوا منه دائمًا، كبيرهم والأكثر سلـ ـطة ونفـ ـوذ ومحبة بينهم " شاهين رضوان". 


أستدار "شاهين" نحو ولده الوحيد يربت فوق ظهره وهو مُنحني الجزع يضع وجهة بين يـ ـديه: 


-"لا تدنق عشان لا توجـ ـع ". 

(متوطيش عشان ضهرك ميوجـ ـعكش) 


أستقام بجزعه يزفر بضيـ ـق يكاد يقطـ ـع أنفاسه يجيب والده بنبرة منخفضة وصوت رجولي رخيم: 


-" الوجـ ـع بـ قلبي يا بوي". 


أغمض "شاهين" أعينه بحزن على حال أبنه يمـ ـسد فوق كتفه بدعم: 


-"سلامة قلبك يا ولدي، ده انتَ اللى بتسند عليه يا عدي". 


أبتسم ومال يقبل كف يـ ـد "شاهين" بحب وتقدير والأخر يطالعة بنظرات حنونة، وبذلك الوقت دلف للقاعة شاب طويل القامة ذو بشرة سمراء يبتسم ببهجة: 


-"يا صباح الفل على زينة رجال الأنصاري". 


رمقه والده "يونس" بحقـ ـن جعله يصمت بحرج وهو يمرر يـ ـده على رأسه الحليقة كما هو مخصص لعساكر الجيش (حلاقة ميري).. 


أبتسم "شاهين" ينظر لأبن أخيه مردفًا بحـ ـدة مصتنعة: 


-"مزعل أبوك ليه يا إدريس".


أجاب "إدريس" بأنسب تبرير وجده: 


-" مش عاوز أتجوز، عاوز أتعلم يا ناس".! 


أنتفـ ـض"يونس" والد "إدريس" من فوق مقعده جعل الأخر يتراجع للخلف بتراقـ ـب وهو يرى والده يحدقه بنظرات غاضـ ـبة يغادر المجلس بخطوات سريعة يخبر شقيقة بضيـ ـق: 


-"هستناك فى العربية يا شاهين ". 


أبتسم "شاهين" ونهض ينوي هندمة العباءة الموضوعة فوق كتفيه لينهض " عدي" يفعل هو ذلك بدلًا عنه وكلاهما يستمعا لحديث "إدريس" المتزمر: 


-" أنا مش عاوز أتجوز بنت خالتي، هو أنا اللى هتجوز ولا هو".! 


لم يجيبه "شاهين" وغادر المجلس لينظر "إدريس" نحو "عدي" يردف بهدوء: 


-"وعليك من ده بأيه يابن عمي، انتَ عملت اللى عليك وبزيادة حبتين، إن كان لك نصيب بشئ فـ ستراه وإن لم يكن فـ الخير كله بما أختاره الله". 


تنهيدة عميقة خرجت من صميم قلب "عدي" وهو يجيب "إدريس" بـ شبه أبتسامة هادئة: 


-"ونعم بالله ". 


أبتسم" إدريس " ونهض برفقة "عدي" يسيران على أقدامهم يتبادلان الأحاديث المختلفة قبل أن يتوقف "عدي" أمام إحدى المنازل يرى العُمال يقومون بتثبيت الأخشاب والستائر البيضاء إستعدادًا لأقامة زفاف ضخم الليلة، زفاف كان من المفترض أن يكون خاص به هو وليس بأخر، من تمناها طوال أعوامه السابقة وحافظ على مشاعرة لها رغم شوقه الحـ ـ٣ڛارق لرؤية طيفها فقط ستصبح اليوم ملكًا لأخر... 


❈-❈-❈


زفرت بضجر شديد بسبب أستيقاظها بهذا الوقت المُبكر فقد كانت تتمنى لو تحصل اليوم على راحة لا نهائية، رفعت أعينها تنظر للواقفة أمامها تشير بعصـ ـاة رفيعة نحو اللوح متوسط الحجم والمكتوب فوقه بعض الكلمات تجهل معانيهم تراقـ ـبها بعدم أهتمام وهى تعيد على مـ ـسامعها نفس الحديث منذ جاءت: 


_"What is your name"? 


-"جعانة". 


أتت الإجابة بـ بساطة شديدة كادت تصيب الواقفة 

بأغـ ـماء مفاجئ لذلك جلست فوق أقرب مقعد تضع وجهها بين يـ ـديها بيأس شديد وعادت النظر لـ "زينة" من جديد: 


- "بيسان، أنا مقدرة صعـ ـوبة الموضوع بالنسبالك بس لازم تتعـ ـبي معايا شوية أنا واقفة بقالى ساعة ونص بحاول أفهمك بكل الطرق". 


عقدت "زينة" يـ ـديها أمام صـ ـدرها بضيـ ـق تشعر بفرط حماقـ ـتها بعدما قد وعدت "أيمان" بالتغير وها هى تعـ ـجز حتى عن فهم جملة واحدة خلال الساعة والنصف السابقين..


نهضت السيدة من مقعدها تجلس جوار "زينة" تربت فوق ذراعها برفق بالغ تحاول تشجيعها: 


_"اى رأيك نكتفى لحد كده النهاردة ونستعد عشان معاد الفطار قرب ".؟ 


اومأت " زينة " بأبتسامة وأستحسان لتلك الفكرة ونهضت برفقة "مريم" التى أتت خصيصًا للأعتناء بها هى وكل ما قد تحتاجه، ولم يمر الكثير وكانت أنتهت من أول يوم لها بالروتين اليوميّ الذى كان تحت أشراف "مريم" والتى كانت تحرص على كل شئ بشدة لينتهي بأتقان شديد. 


هبطت "زينة" الدرج بخطوات سريعة وأبتسامة واسعة ترتسم على شفتـ ـيها تبحث عن "أيمان" التى أخبرتها سابقًا أنها ستكون بأنتظارها بالأسفل.. 


أقتربت من باب جانبي مغلق بعدما أستمعت لصوت "أيمان" يأتى من الداخل لكنه كان مختلف عن سابقة، كلماتها تبدو غاضـ ـبة ومحـ ـذرة للغاية ورغم عدم أدراكها لأساس الموضوع رأت أنه من الأفضل أن تنصرف وتعود بعد قليل حتى تكون "أيمان" قد عادت لطبيعتها الهادئة وقبل أن تتحرك خطوة واحدة أنفتح باب الغرفة وظهر "رياض" الذى كان يبدو وكأنه على وشك

 الأنفـ ـجار من الغيـ ـظ وعندما أبصرها كأنه وجد طريقة لأفراغ بعض غضـ ـبه فـ صـ ـاح دون سبب: 


-"انتِ واقفة عندك بتعملي أى، أى شغل الخـ ـدامين اللى بيلمعوا أوكر الباب ده".! 


وقبل أن تهم بالأجابة ونفى تلك التهـ ـمة عنها كانت إجابة "أيمان" تسبقها وهى تحـ ـذرة صـ ـارخة: 


-"كله إلا بيسان يا رياض، إلا دى بالذات أياك تعلي صوتك عليها ولا توجهلها كلام من أساسه". 


أستدار وثار بوجه "أيمان" يشير نحو "زينة" حانقًا: 


-"ليه كانت الأميرة ديانا، أنا مش مرتاحلها اصلًا وبعدين هو فى حد بيظهرله فى يوم وليلة بنت زى الشحطة وازاى معنديش عِلم بوجودها طول السنين دى أى حد قالك عليا قفص جوافة". 


-"والله قفص الجوافة له قيمة عنك يا راجل يا نص كم انتَ ". 


تلك الإجابة لم تكن من" أيمان" بل كانت من "زينة" التى لم تقدر على منع لسانها من التفوه بتلك الكلمات بكل بساطة وهى تتخطاه نحو الداخل تحتـ ـضن "أيمان" بدون مقدمات وكأنه شئ أعتيادي، أتسعت أعين "رياض" يردد كلماتها بصوت هامـ ـس غير مستوعب لما قد تفوهت به: 


-"أنا راجل نص كم".! 


أستطاع رؤية أبتسامة أستفزازية فوق وجه تلك

 البغـ ـضاء الصغيرة الذى ومن المؤكد أنها ليست بالخصم الهيّن أطلاقًا، حدقها بنظرات ممتلئة بالكـ ـره والوعيـ ـد وغادر صافعًا الباب خلفه بقوة أهتزت لها أرجاء الغرفة.. 


أبتعدت "زينة" قليلًا عن "أيمان" تحادثها بحـ ـذر: 


-"أقسم بالله ما كنت بتصنت أنا كنت جاية أقولك أنى خلصت مع مدام مريم، انتِ عارفة أنى مكنتش بتصنت صح".؟ 


أبتسمت "أيمان" تتلمـ ـس خصلات شعرها بحنو بالغ تجيبها بتأكيد: 


-"متقلقيش أنا واثقة فيكِ يا بيسان، بس متزعلنيش منك وتقولي ألفاظ سوقيه تانى". 


اومأت بطاعة وعادت تحتضنها من جديد تسمع لحديثها الحنون: 


-"فى ضيف جاي عندنا النهاردة عاوزة بنوتي تبقى هادية ومؤدبة وتتعامل مع الناس زى ما أتفقنا". 


زفرت "زينة" بتروي تجيبها بنبرة منخفضة: 


-"ممكن أطلب منك طلب". 


همهمت "أيمان" بالأيجاب لتكمل "زينة" بتردد: 


-"عاوزة أشوف أخواتي وعم طه". 


ظهر الرفض على وجه "أيمان" تردف بهدوء: 


-"بس أحنا قولنا هننسي الناس دى ومش هيبقى فيه إختلاط بينكم تانى". 


ألتمعت الدموع بأعين "زينة" تجيبها بنبرة مختنـ ـقة: 


-"عاوزة أودعهم وأطمن عليهم، أنا قضيت عمري كله معاهم، عم "طه" كان أحن واحد عليا قبل ما أعرفك وبعتبرة فى مقام أبويا لأني كبرت وأنا كده..معرفش أبويا مين ولا أمي فين..ولا أعرف حتى أنا بنت حلال وتوهـ ـت منهم ولا بنت حـ ـرام ورموني". 


أنهت حديثها باكية تضع كفى يـ ـدها فوق وجهها تحاول منع شهقاتها، شعرت "أيمان" بالشفقة والألـ ـم على حالها فـ جـ ـذبتها لأحضانها تحاول تهدئتها ومراضاتها بحنوها المعتاد: 


-"وبعدين بقى فى الكلام اللى يزعل ده، أمال أنا روحت فين ولا أنا مش أمك وبتتبري مني.؟ 

ده أنا كنت عملالك مفاجأة تحفة النهاردة بس مش هديهالك وانتِ زعلانة كده". 


حاولت"زينة" الأبتسام تتسأل بنبرة متحشرجة: 


-"أى هى". 


أمـ ـسكت "أيمان" بمنديل ورقي تزيل دموعها برفق تجيبها بأبتسامة: 


-"هوديكِ تشوفي صاحبتك، كان أسمها قمر باين".؟ 


_"فجر".! 


نطقت "زينة" أسمها بلهفة وعدم تصديق فـ اومأت "أيمان" بالتأكيد تردف بهدوء: 


-"سألت عليها وعرفت إن أهلها ناس كويسين و أنها بنت متربية فـ معنديش مانع إنك تتواصلى معاها". 


أبتسمت"زينة" بـ أمتنان حقيقي تعانـ ـقها بحب شديد وهى تردف بصدق نابع من قلبها: 


-"انتِ أحسن حاجة فى حياتي يا ماما". 


❈-❈-❈


نظرت بساعة معصمها بقلق تسير بخطوات شبه راكضة نحو بوابة الجامعة تتمني لو بأمكانها التحليق عاليًا حتى تصل أسرع، وقبل أن تعبر البوابة أوقفها حارس الأمن بعملية: 


-"الكارنية يا آنسة". 


فتحت حقيبتها بضيـ ـق تبحث بداخلها عن البطاقة وقد تحول ضيـ ـقها لغضـ ـب شديد بعدما تذكرت أن البطاقة كانت بداخل حقيبتها التى سُـ ـرقت أمس، لذلك زفرت"فجر" تحاول التحلي بالهدوء تردف بأدب: 


-"أنا شنطتي أتسـ ـرقت و الكارنية.. "


قاطعها فرد الأمن بحسم وتصميم: 


-"مش مشكلتي مفيش كارنية مفيش دخول". 


شعرت بالغضـ ـب يتدفق بأوردتها تجيبه بأنفـ ـعال: 


-"بقولك الشنطة أتسـ ـرقت والكارنية فيها، وأنا عندى أمتحان مهم ومينفعش محضرش". 


حرك كتفيه بعدم أهتمام وتركها يعود لحجرة جلوسه بينما هى أستدارت تشعر بغضـ ـب شديد يجعلها تود البكاء الآن.. 


أخذت نفس عميق وقبل أن تتحرك خطوة واحدة توقفت أمامها سيارة بيضاء فارهة وفتح الباب الخلفي لتتسع أعينها بصدمة كبيرة وهى تُبصر "زينة" تهبط منها ترفع النظارة الشمسية عن أعينها تبتسم بأتساع.. 


شملتها من قدميها لرأسها بصدمة سيطرت على جميع

 حـ ـواسها، تلك الهيئة مختلفة كليًا عن الذى عهدتها منذ بداية معرفتها بـ "زينة"، الواقفة أمامها ذات شعر مسترسل وملابس أنيقة للغاية.. 


قطعت" زينة" وصلة تأملها وأقتربت تحتضنها بأشتياق حقيقي كأنها وجدت ضالتها بعد ضياع: 


-"وحشتيني يا مُزة". 


أستفاقت "فجر" من صدمتها تضمها هى الأخري بتردد تجيبها بعد صمت دام لثواني: 


-"وانتِ كمان، خرجتي أمتى".؟ 


أبتعدت "زينة" عنها قليلًا لتظهر أعينها الملتمعة بالدموع ورغم ذلك كانت مُبتسمة تجـ ـذبها بحماس مردفه: 


-"موضوع طويل، تعالى نشرب قصب واحكيلك على اللى حصل". 


سارت "فجر" برفقتها تصعد للسيارة الفارهة تنظر للسائق الجالس خلف المقود ينظر لـ"زينة " التى صعدت جوارها بالخلف قائل: 


-"على فين يا بيسان هانم". 


أجابته "زينة" بحماس شديد: 


-" السيدة زينب يا عم محمد".


اومأ السائق وأدار المحرك بينما نظرت "فجر" بريبة لهما تحادث "زينة" بصوت منخفض: 


-"بيسان مين".؟ 


زفرت "زينة" بأبتسامة هادئة تعيد رأسها للخلف تشير بطرف أعينها نحو السائق تجيبها بنبرة خافته: 


-"ننزل وهحكيلك، المهم انتِ وحشتيني أوي". 


أنهت حديثها واندفعت تحتضنها بأمان تسلسل لثنايا قلبها، تعلم أنها لن تستطيع البوح لأحد أخر سواها و ضمتها "فجر" بقلة حيله رغم شعورها الشديد

 بالأرتيـ ـاب مما يحدث وسؤال واحد يشغل عقلها.. هل يمكن أن تكون "زينة" الأميرة المفـ ـقودة للعائلة الملكية كما ترى منذ صغرها.؟


وكلاهما غافلتين عن السيارة التى تتبعهم.. 


❈-❈-❈


عاد بظهره للخلف بأريحية شديدة يدخن سيجارة الفخم وعلى يـ ـد المقعد تجلس سيدة بأول العقد الثالث من عمرها، تمرر يـ ـدها بنعومة وإغواء بين خصلات شعره الطويلة وأمامهم طاولة مرتفعة مُستديره ينتشر فوقها أوراق اللعب وعلى الجهة المقابلة يجلس "رياض" ينظر للأوراق التى بيـ ـده بتركيز شديد.. 


وعلى مقربة منهم يجلس رجل أخر وعلى قدمه حاسوب، يرتدي نظارتة الطبية ويبدو على وجهة الضيـ ـق الشديد يوجه حديثه السـ ـاخر لهما: 


-"هنروح فى داهـ ـية والباشوات قاعدين مشغولين 

بالقُمـ ـار، أنا لو مـ ـسكت الواد اللى بيدور ورانا ده

 هفـ ـعصه تحت رجلي". 


أنهى حديثه بغضـ ـب شديد وهو يضغط على أسنانه 

بعنـ ـف قـ ـاسي يحاول البحث خلف ذلك المجهول الذى يشكل خطـ  ــرًا كبيرًا عليهم.. 


لحظات قليلة وصـدحت هواتف ثلاثتهم بنفس اللحظة معلنة عن رسالة ألكترونيّة، تبادلوا النظرات الصامتة قبل أن يترك كل منهما ما بيـ ـده ويفتح ما أرسل إليه والتى كانت رسالة صوتية من أحدى الأرقام المجهولة لصوت غليـ ـظ يبدو وكأنه لشخص آليّ: 


"_مـ ـساء الخير على زبالة المُجتمع ، ومـ ـساء خاص لصفوت باشا عضو مجـ ـلس الشعـ ـب اللى مسمعش صوت الشعب وهو فى حـ ـضن الرقـ ـاصات وسط ترابيزات القُمـ ـار، أنا معايا معلومات توديكم حبل

 المشـ ـنقة مـ ـستريحين، من أول غسيــ ـل الأموال اللى بيتم بملايين لحد كل صفقة مشـ ـبوهة دخلت وخرجت تحت حمايتكم، كل ده ممكن يفضل معايا فى الحفظ والصون لو سمعتوا التعليمات اللى هتطلب من كل واحد فيكم، و ياريت نجلاء هانم تغطى رجليها وتقوم من على أيـ ـد الكرسي". 


أعتدلت المدعوة" نجلاء " سريعًا تجذب ثوبها القصـ ـير ليغطي أكبر قدر من قدميها العـ ـاريـ ـتين والجميع ينظر لبعضه بقلـ ـق فشلوا بأخفائه..يبدو ان القادم غير جيد بالمرة.!!! 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة شهد السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية




رواياتنا الحصرية كاملة