رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 15
قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل الخامس عشر
في يوم من الأيام
دخل ياسين عقب تلك الحادثة مع الفتاة، استمع لصوت مرتفع من قبل فتاة وواحدة من الموظفات، اتجه لهما حتى يوبخهما على صوتهما لكنه تفاجىء بتلك الفتاة
ياسين بحدة : مش المفروض أجي وأقول عيب يا أنسة
احنت الموظفة وجهها باحترام بينما رمقته جايدا بغيظ قائلة : كله بسببك، أهم قفلوا بابا المتدربات، ادعي عليك بأيه ؟ روح اللهي تترفد وما يوظفوك في حتة تاني
الموظفة بشقهة بسيطة : دا المدير
جايدا وهي تحاوط خـ ـصرها : مدير على نفسه مش عليا
فهمت ما قالت الموظفة لتشهق هي الآخرى، ذهبت قائلة : سلام عليكم
ياسين بنبرة حادة : استني
جايدا بفضول وهي تنظر له : هتشغلني
نظرت له قليلاً لتكمل : ما أنت لو مشغلتنيش هعملك فضيحة وهقول ضربني ومشى وطلعت شركته ومرضاش ... استنى هي شركتك ولا أنت مدير على مفيش ؟
جز على أسنانه وهو يقول : طلعيها ليا فوق مساعدة سكرتيرتي، هتشوفي أيام سودة
اتجه يذهب ليستمع لها تقول : أسود أسود أنا بيضه وحلوة اساسًا والأسود عليا يجنن، واشتغلت واشتغلت وهيصة هيصة
خرج ياسين من ذكراه مبتسم قليلاً ثم قال بحزن : كانت حيوية اوي، وقتها مكنتش ياسين الوقتي، كنت شديد وحياتي عبارة عن الشغل، مكنتش بتكلم مع حد غير رعد فقط
چمان بهدوء : هي اللي غيرتك
ياسين بتأكيد : أيوة
قسى ياسين عليها في العمل، رمى عليها جميع المهام دون رحمة؛ كي يعاقبها على لسانها السليط لكنها دائمًا ما كانت تبهره بأفعالها
خرج من المكتب ليجدها تتحدث مع أحدهم : لا دا ثقة في الله نجاح، دا من حبهم فيا قربوا يعينوني مدير ع الشركة كلها
فرت الدموع من عيناها وهي تقول : معلش قريب هتعملي العملية وهتبقي كويسه، أنا ؟ لا أنا مبسوطة اوي وبلبس وباكل حلو متقلقيش، طيب لا إله إلا الله
أتاه الرد لتغلق وقامت بمسح دموعها، التفتت فوجدت ياسين في وجـ ـهها لتردف : بسم الله الرحمن الرحيم، ايه الخلقة دي ؟
ياسين بهدوء : كنتِ بتكلمي مين ؟
جايدا : جو..زي
ياسين بصدمة : ايه !
جايدا بضحك : اتخضيت عليا الطلاج بالتلاتة أنت اتخضيت، لا متقلقش أنا لسه عزباء بس لو عايز تتجـ ـوز أنا ممكن مبقاش عزباء
ياسين : أنتِ مجنونة ؟
جايدا وهي تهز رأسها : بيقولوا، هاا قولي ايه الجلدة الجاية، عايزني اعمل ايه ؟ عايزني امضي امضي عايزني ابصم ابصم
ياسين بضيق : على ايه ؟ هو أنتِ حيلتك حاجة
حركت عيناها بعشوائية كحركة عشق ثم قالت : الستر والصحة والسمعة الحلوة والدم الخفيف اللي ميتقدرش بتمن، يعني مثلاً أنت عندك كل حاجة بس دمك يلطش مفيش قبول
ياسين بصدمة : أنتِ بتقولي ايه ؟
جايدا : فكها كده يا أخي طب على فكرة أنا برغم أنك بارد معايا بس بأمانة يعني بعزك ذي ما بعز جارنا الأستاذ هاني
ياسين بعدم استيعاب : أنتِ بتقولي ايه ؟
جايدا باشمئزاز : هو تقل الدم كده من كله، مبقولش يا أخي
ياسين : أنتِ مرفودة
جايدا وهي تشيح بوجهها : يعني بتطردني من الجنة، طب بقى شركة الأستاذ هاني جزمتها برقبتكم
واتجهت تخرج تحت أنظاره، رغمًا عنه انفجر ضاحكًا وهو يتمتم : مجنونة
في اليوم التالي
توقع مجيئها وبالفعل أتت للشركة، دخلت دون استئذان تغلق الباب بقوة، رفع عيناه لها ليجدها تجلس أمامه على المكتب قائلة دون مقدمات : بصراحة بقى أنا معجبة بيك ومعرفش اترفد
ياسين : أنتِ مش طبيعية
جايدا بتأكيد : حصل
تنهد ياسين وهو يقول لچمان : ومن هنا بدأت الحكاية، حبيتها اكتر من اي حد في الدنيا، اتشاكلت مع رعد عشانها وكنت مستعد اخسر الدنيا لأجلها بس، لما شوفتك أنا متجوزتكيش انتقام قد ما اتجـ ـوزتك عشان منها ودا الجزء اللي ...
صمت لتردف هي : أنت ضربتني لما استفزتك عشان شبهها ولا عشان فعلاً اتضايقت
نظر لها نظرة توضع اختياره ليتمدد على السرير قائلاً : نكمل يوم تاني
أغمض عيناه يذهب في ثبات عميق يتخلله جايدا، فعذرًا له ما أخذته جايدا لن يتمكن احد من استعادته.
❈-❈-❈
وقف أحمد خلف زجاج غرفة العناية المركز ينظر لها وهي تتوسط الفر.اش، حقاً لأول مرة يكتشف كم هي ضئيلة، ربما لأنه أصبح يعلم أن المرض تملك من جـ ـسدها فأصبح هزيل، يتساءل ما الذي فعلته ليكون هذا نصيبها في الدنيا، يتساءل لما الحظ دائمًا ضدها، يتساءل لما هو وأولاده دائما مصدر ألم لها
تذكر حديث الطبيب معه : هي مريضة لوكيميا وللأسف عندها نوع نادر منه واكتشفناه متأخر اوي، لأن هو ظاهر عندي أنه من فترة طويلة جداً جداً عندها، كمان هي في مرحلة اسمها المرحلة الإنفجارية وفيها الأعراض بتزيد اوي، أزاي حضرتك ملحظتش
سند بجبينه على الزجاج ثم قال : معقول أكتر من شهرين قدامي تعبانة وبتخسي اكتر كمان جـ ـسمك مليان كدمات وأنا ... ليه يا نور ؟
عمار بدموع تنساب : هي خافت تفكر إنها راجعالك عشان كده
أحمد : وعلاجها ؟
عمار : كانت بتاخده بس مش بانتظام ذي الأول، أقولك على حاجة هي مكنتش محتاجة علاج جنبك
التفت أحمد له قائلاً : أنت بتكرهني ليه ؟
عمار بحزن : مش بكرهك بس أنا بكره التغير وبكره إن بعد ما كنت حياتها بقى ليك الجزء الأكبر منها
أحمد : بس هي مر.اتي أنتم اللي ولادنا، أنتم الحق ليكم فيها بعدي، أنت مفكر يا عمار حبك لمامتك هيبقى أكتر من حبي ليها أو أنا هحبك أنت وأختك عنها، الحياة يا ابني مش بتفكيرك أنت وعشق، ربنا يهديك
عمار : أنا متفهم ده بس لما تتعود على حاجة بعدين تتغير كل حاجة، أنت نفسك متقدرش أنا هقدر أزاي ؟ أنت كنت فين السنين دي
أحمد وهو يهز رأسه : صح أنا اللي كنت فين، معاك حق
قاطع حديثه مع ابنه وعاد ينظر باتجاه نوره، وضع يـ ـده على الزجاج يريد لمـ ـسها، يريد ان تستيقظ مرة آخرى، تتحدث معه يضمها وأنفاسها بها، يخشى الحياة بدونها يخشى دقيقة تمر عليه وهي لا وجود لها فيها.
❈-❈-❈
دخلت عشق المكتب فوجدت رعد يتحدث في الهاتف مع جده، جلست بجانبه تستمع لما يقول : الحمد لله بخير يا جدي
عتمان بسعادة : عرفتوا ولد ولا بت يا ولدي
رعد بإبتسامة طفيفة : لا يا جدي لسه بدري مش هنعرف الوقتي، وعلى كل حال اللي يجيبه ربنا كويس المهم تكون صحته كويسه
عتمان : صُح يا ولدي، عشق عاملة ايه وياك ؟ لسه مطلعه عينك
رعد وهو يمرر يـ ـده على شعرها : هي على طول مطلعة عيني وشكلها هتفضل كده
ضربته بخفة على بطنه بينما ضحك عتمان قائلاً : معلش يا ولدي كانت شورتي
رعد : أحلى شورة يا جدي والله
ارتفعت تُقـ ـبل وجـ ـنته ثم جلست في حـ ـضنه تُقـ ـبل وجهه كله، أنهى الحديث مع جده وهو يدفن وجهها في عنقه يقـ ـبله، ارتفع يهمس في أذنها : بعشقك
حملها وهو يقف ولم يعطيها فرصة للرد في حين هي لم تكن ترد، لا تعتقد ان الجملة لها قيمة بالنسبة لرعد لذلك لم تنطقها لكن داخلها يصرخ بها، ظنت أنه شيء بسيط تافه بالنسبة لها ولأنها صغيرة ذو عقل صغير تعنى لها كثير وكذلك الفتيات عموماً، تفكير غبي يليق بعشق
❈-❈-❈
في اليوم التالي
أخفت حورية وجهها في عنق آدم تندس داخل أحـ ـضانه من البرد، ربط على ظهرها بخفة وهو يفكر في لقائه مع تالا في أحد المطاعم عقب رنيته عليها، كانت فتاة جميلة ذو أعين عسلية وبشرة بيضاء و ... مهلاً هو لم يتمعن بها فقط ما يتذكر هذا
مدت يـ ـدها قائلة : ازيك يا دكتور
سلم عليها قائلاً بهدوء : أهلاً اتفضلي اقعدي
جلست أمامه ليردف : دلوقتي أنا متجـ ـوز ودي نقطة أحبك تعرفيها، هل في مشكلة عند أهلك تخص الموضوع
تالا بحزن : لا
آدم : تمام خديلي معاد منهم بكره هاجي أطلب إيـ ـدك
اكتفت بهز رأسها ليفيق على قبـ ـلة حورية على وجنته، نظر لها ثم قبـ ـل أنفها قائلاً : صباح الخير
حورية وهي ترتفع له : صباح السكر على عيون المسكر اللي رايق ليا على الصبح
رغمًا عنه ضحك ثم جذ.بها فوقه قائلاً : ومروقش ليكي ليه، هو اة أنتِ لازقالي طول الليل وخلتيني مش عارف أنام بس يلا عيلة بقى ونايمة جنبي
حورية بانزعاج وهي تجذب لياقته : متقولش عيلة بس عشان منزعلش سوا
آدم وهو ينظر ليـ ـدها : الله الله ايه دا بقى، بقينا جريئين اوي ! دا أحنا محتاجين عقاب من بتوع زمان
حورية بخوف : لا خلاص أسفه لا جريئين ولا منيلين حتى، قولي بقى ايه اللى مروقك على الصبح كده
آدم : رايح أتجـ ـوز عليكي
شعر برجفتها أسفل يـ ـده وتغيرت ملامحها كليًا لتهمس : بجد !
فرت الدموع من عيناها ليردف سريعاً : بهزر يا بنتي أنتِ صدقتي، حورية خلاص يا حبيبتي
انتفضت باكية ليضـ ـمها ثم تعالت ضحكاته قائلاً : للدرجة دي
حورية ببكاء : اة هقـ ـتلك لو عملتها
آدم بهدوء هامس : أنا ميت على إيـ ـدك من زمان
❈-❈-❈
جلست على الفطار مع رعد الذي يشير بعيناه على كوب اللبن، بكت بطفولية وتذمر ثم وقفت قائلة برفض : لا مش هيحصل
رعد : يلا خليني أوصلك الكلية
عشق بصراخ : قولت لا
رعد وهو يضيق عيناه : أنتِ بتصوتي ؟
عشق : أنت مبتسمعش أة بصوت ومش خايفة، انا الوقتي في بطني السوبر هيرو بتاعي، اصوت ازعق اتقمص اتدلع براحتي
لوى ذراعها خلف ظهرها وهو يقول : نعم !
عشق : الحقوووني بيضربني، شاهد ز.وج يعنـ ـف زوجته لأنها حامل، شاهد ز..وج يحاول قـ ـتل طفله، شاهد ز..وج يمثل البرائة والكاريزما وداخله شخص ساد.ي نرجـ ـسي لا يعرف الرحمة
رعد بغيظ : القلم اللي مسكته ومضيت بيه على القسيمة مكنش يتكسر يا شيخة وأخدها إشارة
عشق بعبوس : ما أنت يا ذكي وقتها مكنتش هتعرف تبقى أب
رعد باستنكار : نعم !
عشق باستغراب : نعم ! أنا قولت ايه ؟ طب ما كان ممكن تتجوز، استنى تتجـ ـوز اة البنت إياها افتكرت
انفجرت باكية مرة واحدة وهي تقول : أيوة البنت اللي بتحبها أنت بتخوني معاها صح ؟ أنت بقيت بتروح الشغل ست أيام في الأسبوع والجمعة بتقضيه في المكتب يبقى بتخوني
ترك يـ ـدها ثم التقط الكوب يثبت رأسها، صرخت بعبوس وهو يرغمها على تناوله ثم قال : مستنيكي برة تكوني خلصتي المشهد يا فنانة، أنا مبخونش أنا بتجـ ـوز على طول
عشق بصدمة : يالا الهول ! الشيخ رعد اشتغل، بقولك
رعد وهو يربع يـ ـديه : اتفضلي
ارخت يـ ـديها على ذراعيه قائلة بجدية : اشمعنا أنا يا رعد، يعني أنت كان ممكن تسبني عند أهلك أو كان ممكن تجبني وتخلي جو..ازنا صوري لحد فترة ونتطلق
رعد بهدوء : واشمعنا مش أنتِ
عشق : يعني .. بص أنا لو شوفتك من بعيد كنت اتخيلتلك واحدة حلوة جداً ذي چمان مثلاً او حورية
هز رأسه ساخراً لتردف : أنا عادية جداً وأقل كمان، مش فاهمة ليه حبتني ايه المميز فيا، عيوني عادية شعري أخره هنا مش بيطول عن كده ويتيم لا هو آسمر ولا بني كمان طويلة وهبلة وأنفي كبير، فاشلة في التعليم، مغرورة على مفيش ودبش في الكلام، صاخبه اوي وبعمل حاجات كتيرة غلط، بزعل كل الناس، أنا مفيش فيا ميزة واحدة توحد الله، أنت والله بتصعب عليا، أنا طول عمري بقرأ روايات وشوفت فيك الخيال فعلاً يا رعد بس مش شايفاني معاك، مش أنا فعلاً اللي عشق الرعد
انزل يـ ـده يحاوط خصـ ـرها ثم قال : الحاجات اللي مش عجباني دي بالنسبة ليا أحلى حاجة، أنا بشوف فيكي الدنيا يا عشق، عينيكي دي ..
وقبـ ـل عيناها هامسًا : النظرة منهم حياة ليا، وأنفك الكبير بسبب الحمل على فكرة
عشق : بجد يعني هيصغر تاني
قبـ ـل أنفها ثم قال : يصغر ولا ميصغرش مش مهتم، شعرك ودنك قفاكي دراعك مش دا اللي يخليني أحبك يا عشق، نيجي بقى لهبلك اللي هو أس كل حاجة وجنانك وهرموناتك اللي من أول يوم جو..از، خبثك اللي بتحاولي تظهريه مع إني ببقى عايز اقولك إن هبله يا عشق وطيبه وعبيطة، ضحكتك العالية اللي بتزعجني بس بتضايق لو مسمعتهاش، استهبالك يا عشق
ضحكت بصوت عالي ليداعب أنفه بأنفها قائلاً : كل ده ميخلش على رعد وكل ده رعد بيعشقه في عشق، أنا بعشق كل تفصيلة فيكي
انحنى يهمس في أذنها : محدش فضل معلق مع غيرك، ولا حد مقدرتش انسى ملامحه من أول نظرة غيرك، أنتِ الذنب المقصود
عشق بإبتسامة : اشمعنا
رعد : لما شوفتك أول مرة فضلت بتأمل فيكي وأنا عارف أنه حرام بس مقدرتش
تنفس وهو يرفع وجهها له ويُقـ ـبل كل إنش به، ربما يرى العالم أجمع أنها مجرد فتاة اقتحمت حياة الرعد لكنه يراها العالم، حملها بين يـ ـديه يصعد بها لأعلى راميًا عمله عرض الحائط.
بعد وقت طويل
حاوط رعد خصـ ـرها من الخلف يسند رأسه على رأسها، شعرت بثقل رأسه فعلمت أنه نام لتهمس له : أنا بعشقك يا رعد الشافعي
رن الهاتف برقم حورية التي صرخت بها : أنتِ فين يا بغلة
عشق باستفزاز : هدي صوتك رعودي نايم يا بت، في البيت هكون فين يعني
حورية بغيظ : أنتِ باردة
عشق : يااااه شكراً جداً يا روحي دا من ذوقك
حورية : طيب الهانم هتيجي أمته، ورانا امتحان الساعة اتناشر وعلى اساس هتذاكريلي عشان رعودك مذاكرلك
عشق بإبتسامة : شطورة أنك قولتي الكاف تعود عليا أنا رعودي أنا
حورية بغيظ شديد : هقـ ـتلك
عشق : يا بنتي لسه بدري، شوية وهاجي كمان الحوار مش مستاهل نص ساعة حتى، اقفلي بقى هصحي رعد واجي
حورية : ماشي يا عشق
اغلقت معها لتجده يقـ ـبل وجنتها قائلاً : يلا قومي عشان متتأخريش
عشق : عملتلك إزعاج ؟ صحيت من أمته ؟
رعد بمرح : من ساعة أنتِ فين يا عشق
استدارت له ثم قالت : صحيح عندي سؤال تاني
رعد : أنتِ اسئلتك كتيرة وأنا بزهق
عشق بضيق : براحتي يا عم
رعد وهو يقرص وجنتها : اسألي يا عم
عشق : هو أنا ليه لما بقول إني مش حلوة مع إني قمر اوي يعني، أنت مش بتقول أنك مش حلو مثلاً لو كلام حتى
رعد بإبتسامة : عشان أنا خلقة ربنا
عشق بضيق : يعني أنا خلقة العفاريت
رعد : استغفر الله العظيم، أنتِ أي كلام كده بتقوليه، اللي عايز أوصله إن ربنا مش بيخلق حاجة وحشه، أنا حلو وأنتِ حلوة وكل الناس حلوة، أحنا اللي بنحط مقاييس للجمال، أحنا البشر
اعتدلت جالسة ثم قالت : برضو المخدة مبتشيلش اتنين حلوين
دفعها بخفة قائلاً : امشي يا بت
وقفت قائلة وهي تحاوط خصـ ـرها بيـ ـدها : يعني ظابط مالي مركزه ورجل أعمال وعيون خضرا وطول بعرض وبتقول لمراتك بت اخس ع الهيبة
رعد وهو يمرر يـ ـده على ذقنه : أحيانا بيجيلي أفكار إني أقوم اضربك
حركت فمها يمينًا ويسارا قائلة : واستوصوا بالنساء خيرًا ونازل مواعظ وحكم وأنت عايز تضرب، يعني كمان شيخ على مفيش، اتقي الله
مسكت الوسادة قائلاً : اتقي أنتِ الله عشان مقومش ازعلك
عشق باستفزاز : كلام معروفة رعد الشافعي بوق على الفاضي
اعتدل واقفًا لتفر داخلة الحمام ثم أغلقت الباب قائلة : أنت كدة بتجري واحدة حامل، أيوة قول أنك عايز تخلص من ابني بس تعرف والله لابد اجيبه وادبسك معايا في الجو..ازة واقصر عينك يا ابو عين زايغة
رعد بصدمة : أنا !
عشق : ايوة مش عندك اتنين سكرتيرة حاور حاور بس على مين أنا البابا يالا
رعد باستفزاز : طبيعي يا حبيبتي لما واحد يتجـ ـوز عيلة يبص بقى لواحدة من سنة اللي تليق بيه وبتفكيره مش واحدة عبيطة
فتحت الباب قائلة : نععععم مين دي اللي عيلة وعبيطة
شهقت حين جذ.بها من خصـ ـرها ثم قال : بتقولي ايه بقى ؟
عشق : متاخدنيش في دوكة، مين دي اللي عيلة ؟ عيلة في ايه يابا معلش دا أنت ست البنات وست الستات وأجمد واحدة في الكون كله، أنت تطول عشق الشرقاوي بنفسها تتجـ ـوزك يا إنسان يا بسيط يا عادي
رعد بسخرية : لا أزاي مطولش طبعاً
عشق وهي تضيق عيناها : أراك بتتريق عليا وأنا لا أحب أن يتم التريقة عليا من قبل الناس العادية
رعد وهو يمسك جبهته : أنتِ مبتتعبيش من الكلام، ميت كلمة في الثانية
عشق بضيق : أنا طبيعية أنت اللي سايلنت اوي بغباء يعني وبصراحة زهقتني منك، بسحب منك الكلمة، قولي بجد لو الكلام بفلوس هدفعلك مبلغ وقدرة يخليك ترغي معايا
رعد بغيظ : هو أنتِ مدياني فرصة اتكلم
عشق بعبوس : أيوة قطع في ريشي قطع عشان أنا غلبانة والقطة تاكل عشايا وفي بيتك باكل من أكلك و ...
رعد : ايوة بدأنا في دور المسكنة وشوية هندخل على دموع التماسيح، حفظت والله غيري بقى
ضيقت عيناها قليلا ثم مدت شفتـ.ـيها قائلة بتفكير : المفروض أفكر في حيل جديدة صح ؟ طيب ايه بقى مفيش عندك فكرة كدة ولا كدة، اتكلم بقى يا أخي أنت زهقتني في عيشتي، هو أنا متجـ ـوزاك عشان اتكلم
رعد : بسببك أنا بقيت برغي كتير اوي، بس أنتِ معديه ليڤل الوحش
عشق وهي تصفق : عارفة بس الفكرة إني لما بحب حد بحب اصدعه واتكلم معاها، بحب أفضل معاه ويفضل يسمعني
قبل جبينها ثم قال بهدوء مبتسم : طيب ادخلي يلا خدي شاور
فهي اعترفت بحبها له بطريقة غير مباشرة لكنها صريحة، انتظرها حتى خرجت ثم دخل هو الآخر وخرج بعد وقت ليجدها تصلي الضحى، صلى هو الآخر ثم قام بتوصيلها إلى الجامعة متحمل ثرثرتها اللانهائية، نزلت واتجه هو للشركة لكن في طريقة رن أحمد عليه
رعد : الو سلام عليكم
أحمد : وعليكم السلام، ازيك يا رعد
رعد : بخير ازي حضرتك، عامل ايه وعمار ومدام نور ؟
أحمد : الحمد لله بس نور مش كويسة، تعبت أمبارح واحنا الوقتي في المستشفى بيها، مستشفي الأورام وكنت عايزك تجيب عشق وتيجي
رعد بحزن : لا حول ولا قوة إلا بالله، جاي مسافة السكة
قرر عدم إخبار عشق حتى يمر امتحانها الأول، واتجه هو حيث المستشفى.
❈-❈-❈
في المنصورة
نزلت والدة يوسف عبر السلم فوجدت ابنها يجلس على سلم العمارة ينظر للمشاية أمامه كأنه ينتظر أحد، جلست بجانبه تربط على كتفه فنظر له يبتسم بخفة ثم نظر أمامه
زهرة بحزن : وبعدهالك يا يوسف، هتفضل كدة كتير يا حبيبي قاعد نفس القاعدة طول ما أنت في البيت، طيب قولي مستني حد
يوسف : مفيش يا ماما
زهرة بمرح : من أمته الاحترام دا يا واد، فين زوزه ومرات أبويا ؟ يوسف
ادارت وجهه لها قائلة : مش أحنا صحاب ؟ قبل أي حاجة، جرب تتكلم معايا
يوسف : محدش هيفهمني
زهرة : جرب أنت مش خسران حاجة، الموضوع فيه بنت صح ؟
أكد برأسه لتردف : شعرها أسود وطويل اوي كمان عينيها فيروزي كده
يوسف بلهفة : عرفتي منين ؟
زهرة : يعني كانت بتيجي عشانك أنت، كنت بشوفها بقالي أكتر من سنة وقولت يا عشانك يا عشان أحمد او عاصم، هاا احكي في ايه ؟
بدأ يقص لها ما حدث وما فعله معها لينهي كلامه قائلاً بدموع تملأ عيناه : أنا معرفش عنها حاجة يا ماما، لا اسمها كامل ولا بيتها ولا أي حاجة، اختفت من إيـ ـدي في لحظة، مش قادر من غيرها وكل يوم حاسس إني بحبها أكتر، أنا ظلمت نفسي صح ؟
زهرة بتأكيد : أيوة وكنت أناني يا يوسف ودا مش طبعك
فرت دمعة من عيناه وهو يقول : اعمل ايه ؟ أنا نفسي بس أشوفها مرة، فرصة واحدة اخليها متبعدش عني تاني يا ماما، أنا قاعد مستني مرة واحدة تحن وتيجي بس .. مبتجيش
زهرة بهدوء : وزينة يا يوسف ؟ محدش هيسمح بده وأولهم جدك
يوسف بتعب : أنا اللي عملت ده في نفسي، يا ريتني استنيت ذي ما قولتي، فكرت في الأول إني اتعلقت بسيلا بسبب بعد زينة بس اكتشفت أنه ملوش دعوة، حتى لو زينة مكنتش مأثرة كنت هحب سيلا، سيلا نصي التاني
في نفس الوقت استمع عاصم لحديث يوسف ليخرج قائلاً : يوسف
التفت يوسف له ثم وقف ينظر له ببرود ظاهري ليكمل عاصم : هعتبر نفسي مسمعتش الكلام ده، أختي خط أحمر ومش هسمحلك تكسر قلبها، أعرف لو الكلام دا وصل لزينة مش هتردد اقتلك
يوسف : هخاف أنا كده صح ؟ أنا بقى اللي هعتبر نفسي مسمعتش حاجة عشان لو اعتبرت غير كده هزعل منك وأنا زعلي وحش اوي اوي كمان
سحب يوسف أمه ثم صعد لأعلى تاركاً خلفه عاصم الذي اتجه يلحق طيارته.
❈-❈-❈
" يوسف "
هذا ما كتبته سيلا في دفترها لتنهي أخر حرف بقلب صغير، مررت يدها على الاسم وداخلها يتخليه بجانبها، ذاك البغيض الصغير الذي يتوسط صـ ـدرها مازال ينبض باسمه، ضحكت ساخرة من نفسها
في نفس الوقت
انتهت عشق من الشرح لحورية التي ابتسمت بسعادة ثم قالت : لا بجد رعد دا حكاية، أنا كنت مفكرة الجزء دا حوار
عشق : مش قولتلك يا بنتي، أنا بجد حاسه الجيد جداً مضمون
حورية : امتياز يا صديقي بعون الله
عشق : حيلك حيلك مش للدرجة دي
حورية بإبتسامة : قوليلي بس جو..زك مش معيد ليه ؟
عشق : عشان ببساطة جو..زي ظابط، يعني ملوش في الحوار ده أصلاً هو بس بيذاكر عشان يذاكرلي
حورية : سو كيوت بجد، بس بيذاكر كدة لوحده دا ذكي اوي
عشق وهي تعد على أصابعها : ذكي وحليوه ومتدين وظابط ورجل أعمال وزنجيل، بس بياخد موقف بسرعة يا ربي ما بيصدق يتقمص مني ويعاقبني، استني مش دي سيلا ما تيجي نستغل الموقف بما إن لسه يجي ساعة على الامتحان
حورية بإبتسامة : يلا
ذهبت الفتاتان حيث تجلس سيلا لتردف عشق : هاي ازيك
رفعت سيلا عيناها ثم ابتسمت قائلة : أهلا
عشق : أنا عشق ودي حورية صاحبتي، حابين نتعرف عليكي لو معندكيش مانع
سيلا بملامح جامدة : عندي
نظرا لبعضهما ثم لها فضحكت قائلة : بهزر اتفضلوا اقعدوا طبعاً معنديش مانع
ابتسمت حورية وعشق ثم جلسا لتردف عشق : فكرتك تنحة ذي دكتور كرم
سيلا : كرم مش تنح على فكرة دا قمر وطيوب جداً
حورية بغمزة : اوبا بقى خطوبة ولا حب لسه
سيلا بإبتسامة : لا ده ولا ده بس بينا صداقة واحترام متبادل
نظرت عشق لحورية التي حركت كتفيها بخفة بمعنى " لا أعلم ما يحدث "، تحدثت عشق قائلة : أنتِ في كلية ايه ؟ وكام سنة ؟ هو أحنا عارفين بس نحب نسمع
سيلا : عارفين ليه ؟
حورية : بصراحة فكرناكي حبيبة دكتور كرم وكنا جايين فضول مش أكتر، بس أكيد لينا نصيب نتكلم
سيلا بتساؤل : فضول نحية كرم ليه ؟ في واحدة فيكم بتحبه
عشق بفزع : نعم ! لا يا حبيبتي أحنا متجوزين، وأنا بحب جوزي وكمان حامل
سيلا بإبتسامة : ربنا يكملك على خير
عشق : يا رب ويبقى ولد
حورية بزفير : يوووه يا رب يبعتلك تلت بنات مرة واحدة يطلعوا روحك ويطلعوا عليكي أفعالك
عشق بغيظ : بكرهك يا بت يا حقودة يا أم غل
حورية لسيلا : منصراوية قادرة
سيلا بلهفة : بجد ! أنا كليتي كانت في المنصورة كمان عيشت سنتين هناك
عشق : الله الله منصراوية برضو
سيلا بنفي : لا محلاوية بس بعشق المنصورة عشق كده، بجد أجمل منها مشوفتش
عشق : قوليلها يا بنتي إني مستحملة كتير وانا عايشه هنا
حورية بضحك : دي كدابة متقدرش تبعد لحظة عن القاهرة
عشق : minute كدة أنا مقدرش ابعد عن رعودي مش القاهرة، في فرق
حورية بمرح : الله الله ماشيه تحب على نفسها، دي ناقص تمسك لوحة مكتوب عليها أنا بحب رعد الشافعي وتمشي في الشوارع
عشق باستغراب : ليه هو لساني مأثر في حاجة، المهم يا سيليو قوليلي ...
وهنا توقفت سيلا عن الاستماع، " سيليو " كلمة يوسف الشائعة بكثرة تنطقها الآن هذه العشق، أجابت مرغمة وداخلها يريد الوحدة والانفراد بأفكارها عنه، سندت رأسها على المنضدة بعد ذهاب حورية وعشق تفكر
انتهت عشق من الامتحان وخرجت لتجد رعد ينتظرها، ركبت كذلك حورية التي استغربت حين وجدته رعد
عشق : ايتا ايتا هو دا أنت طيب يا سواق يا بسيط ممكن توصل صاحبتي بيتها، يلا يا سواق
رعد : انزلي يا بت مش هوصلك
عشق وهي تفتح الباب : نازله يعني هتطردني من الجنة ولا عشان عندك عربية هتزل أمنا، اللي عطاك يعطينا يا جدع
رعد بإبتسامة بسيطة : مع ألف سلامة
أغلقت الباب بغضب ثم فتحت الأمامي ودخلت بجانبه قائلة : جو..زي وأبو عيالي، قرة عيني، اللي منور بيتي وحياتي
انفجرت حورية ضاحكة وهي تخفي وجهها بيـ ـداها ليردف وهو يبدأ القيادة : عملتي ايه في الامتحان ؟
عشق : تافه أساساً الدكاترة دول تافهين مش بيعرفوا يجيبوا امتحان يناسب دماغي الجامدة وقدراتي الهائلة
رعد : ماشي يا أم مقبول جدًا، آدم عامل ايه ؟
حورية : كويس
رعد : سلميلي عليه
حورية بإبتسامة : الله يسلمك وشكراً على التوصيلة، مكنتش أعرف إن أنت اللي هتيجي تاخد عشق
عشق : متخافيش يا حبيبتي رعد مش بيعض بعدين عربيته دي شبه اللي بتيجي تاخدني
أشار بيـ ـده قائلا : افصلي
عشق : أوووف
أوصل حورية ثم أخذها للمستشفى لتردف : يا بخيل مش هاين عليك تاخد مر..اتك على دكتور خصوصي
رعد بهدوء : دي خاصة
سار وهي بجانبه لتردف : تصدق نضيفة بزيادة، الطرق بتلمع يا جدع، تلاقي صاحبها بياخد من ورا النضافة دي كوم فلوس يا بخته
رعد : دي مستشفى والدي
عشق بصدمة : بجد ! يعني دي بتاعك
رعد بتأكيد : أممم
عشق بأسف : يا عيني عليك يا رعد، يعني معاك كل ده وجيت وقعت فيا بدل ما تقع في بنوتة جامدة وفقيرة في الثامنة عشر من عمرها وطفلة
رعد : أة منا متجـ ـوز دماغ أربعينية، اتفضلي
دخلت الاسانسير قائلة : أرى أنك بتغلط فيا وأنا لم ولن أسمح بهذا أيها الوسيم، بجد يعني أنا لو قتلتك هورث من وراك قد ايه ؟
الموقف لا يتطلب ضحك لكنه فعلها ليهمس : استغفر الله العظيم، اطلعي
خرجت تنظر حولها لتردف : هو دا ايه ؟
رعد : العناية المركزة
وقفت فسحبها بهدوء ليشعر برجفتها أسفل يـ ـداه، وجدت الجميع بمعنى الجميع هنا، أحمد، عمار، چمان، ياسين، چيلان، محمد، ثناء حتى نورهان وابنتها كذلك مالك هنا، دخلت بينهم ثم قالت : نور فين ؟ بابا نور فين ؟
رعد بهمس : بصي هنا
نظرت عبر الزجاج لتتجه تضع يـ ـدها عليه قائلة بلهفة ودموع : نور
انهمرت دموعها وهي تسند رأسها على الزجاج ثم أعادت اسم والدتها، ربط أحمد على ظهرها لتنفجر باكية وهي تدفن وجهها بحضن والدها، وقف رعد أمام أحمد يجذ..بها له ثم أخرج البخاخ من جاكته حين أتتها الأزمة، أخذت نفسها بعمق فربط على ظهرها
عشق ببكاء خافت : عايزة ادخل ليها
أحمد : هتكلم مع الدكتور بس أهدي
چمان : حاولنا يا بابا مرضاش وياسين حاول
رعد : خلاص هروحله أنا، تعالي
اتجه معها يتحدث مع الطبيب الذي وافق بصعوبة لسوء وضع نور، دخلت عشق إلى نور تجلس بجانبها، مسكت يـ ـدها تقـ ـبلها هامسة : نور اصحي يا حبيبتي، كلميني، قوليلي أنك كويسه، نور أنا بحـ ـبك اوي
عادت تبكي وهي تسند رأسها على يـ ـدها بينما قال أحمد بهدوء لرعد : متقولش لعشق حاجة على نور
رعد بهدوء : تمام
چمان : ممكن ادخل أنا كمان
رعد : لا محدش هيعرف يدخل
چمان : حتى لو عشق خرجت
رعد بهدوء : عشق مش هتخرج الوقتي، هتفضل جوه مع مامتها، تعالى يا أحمد بيه نقعد
جلس أحمد بجانب رعد الذي قال : متقلقش مدام نور هتبقى كويسه، أنا اتكلمت مع الدكتور وقال هي قدامها حلول كتير آخرها النخاع وعمار وعشق موجودين
أحمد : فكرك هيتطابقوا
رعد بإبتسامة طفيفة : عشق نسخة من مامتها في كل حاجة، معتقدش هتفوت دي
أحمد بتنهيد حزين : عشق حامل، متنساش
رعد : مش ناسي بس هي قادرة تتحمل لحد ما تولد، متقلقش ربنا ذي ما بينزل البلاء على العبد بينزل الحل، هو اللطيف بعباده
أحمد وهو يعيد رأسه للخلف : لا إله إلا الله
وقت طويل مر على الجميع، خرجت عشق من الداخل أخيراً تتجه لرعد تستند عليه، همست له : أنا خايفه على نور، هي مالها ؟
رعد بمرح طفيف : رغاية ذي واحدة ومتعرفش إني بيتعب
رفعت وجهها له ثم قالت : هتبقى كويسه ؟
أكد برأسه ليهمس : اروحك ترتاحي شوية
عشق ببكاء : لا هخليني جنبها، أنا بس جعانة اوي ولو كلت هيمسكوني كلام
رعد : يا نهار ابيض استني
رن على بسام يتحدث معه بصوت هامس بعض الأشياء وما زال يسند عشق عليه، جلس بها يضـ ـمها له، أتى بسام بالطعام ليصر على الجميع أن يتناول بما فيهم أحمد، امتثل الجميع لحديث رعد
رعد : يلا يا أحمد بيه عشان عمار ياكل
وأشار بعيناه على عشق، ابتسم أحمد بخفة وهو يأخذ منه، فتح رعد الطعام المغلف لها قائلاً : معتش غيرك
عشق : مليش نفس
رفع وجهها ثم قرب الطعام من فمها، تناولت طعامها من يـ ـده ليردف : ألف هنا، تحبي نقوم ترتاحي في أي أوضة
عشق : لا مش همشي من هنا
رعد : طيب تعالي
وفتح ذراعيه يضـ ـمها له، مر الوقت وذهب الجميع لم يبقى سواها ورعد وأحمد حتى عمار ذهب، غفت عشق في أحضانه بينما دخل أحمد لنور بجانبها، يوم مر يليه يوم ويوم
شعرت عشق بأنامل نور تتحرك لتنظر لها بلهفة فوجدتها تفتح عيناها هامسة : عشق
انفجرت باكية وهي تقول : نور، صحيتي يا حبيبتي
نور : أنتِ اللي حبيبتي
انحنت عشق تقـ ـبل يـ ـدها ووجهها بلهفة فقربتها نور تبكي هي الآخرى، تمددت عشق بجانبها تضـ ـمها بقوة دافنة وجهها في عنـ ـقها لتهمس : متتعبيش تاني فاهمه ؟
نور بإبتسامة : حاضر يا نور عيني
قبـ ـلت جبينها ثم مدت ذراعها قائلة : تعالي في حضـ ـني كويس
ضـ ـمتها عشق جيداً تزيد من دفن وجهها بعنق نور بينما ابتسم أحمد بخفة وهو يقول : نور فاقت
وقف النساء ينظروا لها، ملامح چمان جامدة كعادتها بينما تضحك چيلان بطفولية مبالغة، وضعت نور يـ ـدها على فمها ثم بعدتها هامسة لأحمد : بحـ ـبك
أحمد بخفوت : وأنا كمان
وبعد فحوصات كثيراً ومعاينة عادت للمنزل أخيراً، دخل أحمد بها يضعها في سريرها لتردف : عايزين نتكلم
أحمد : هنتكلم وهنتعاقب وهنعمل كل حاجة متستعجليش
نور بدموع : أنا والله مرجعتش عشان ...
أحمد وهو يرفع الغطاء عليها : ما بلاش السيرة دي عشان بتعصبني ولو اتعصبت صدقيني يعني هتغابى وبنتك وجو..زها بره، عيب في حقك
نور : ههون عليك بعدين أنا تعبانة يعني
أحمد : تعبانة فين ؟ ما أنتِ ذي القردة اهو
ضحكت بخفوت ليقـ ـبل جبينها مكملاً : ممكن ترتاحي شوية بقى
نور وهي تمسك يـ ـده : أحمد انا مرجعتش عشان تعبانة، حتى لو ظهرت غير كده بس أنا عارفة أنت بتفكر في ايه وفعلاً مرجعتش عشان كده
تغيرت ملامحه كليًا، ثم نفض يـ ـدها واتجه للخارج لتردف : يا أحمد
رمقها بنظرة مخيفة ليردف بغضب : مين قالك إني ذيك عشان افكر بالطريقة دي
شهقت بخفة ليكمل بصوت عالي : أنتِ مفكرة الدنيا ذيك يا نور، ولو كدة فين المشكلة ؟ لو دا سبب رجوعك فأنا اكتفيت منك لدرجة مش ممانع
نور بحزن : أنت بتقول ايه ؟
أحمد : مبقولش يا نور ارحميني ومتتكلميش
نور بدموع تنساب : حاضر زود فيها اوي أنتِ وهما، أفرض آخر أيام عايزها ختامها ذي حياتها
أحمد بحدة : لو جبتي السيرة دي تاني هكسر دماغك
نور : ما أنت قادر وتعملها
أحمد بغيظ : طالما عارفة كدة اكتمي
نور بحدة : أنت مش هتحكمني واتكلم معايا عدل بدل ما اسيبهالك واغور في اي داهية
أحمد بغضب : لو بنت عم فتحي اعمليها
خرج واغلق الباب خلفة بقوة، شهقت بخفة ثم أخفت وجهها بين يـ ـديها تبكي، جلس أحمد مع عشق ورعد الذي ينظر لعشق ثم له
رعد : حضرتك كويس ؟
أحمد بضيق : كويس اوي، معلش بليتك ببلوة
رعد باستغراب : بلوة ايه ؟
أشار بعيناه على عشق ليردف : دماغ عايزة الكسر يا أخي
عشق باستغراب : وانا مالي يا لمبي !
خرجت نور تلف حجابها بعشوائية ثم كادت تتجه للخارج لولا يـ ـد أحمد الذي منعها قائلاً : راحه فين ؟
نور : هتمشى شوية وراجعه متقلقش
أحمد : ادخلي مفيش خروج
رعد بهمس : يلا نمشي
عشق بانتباه : لا استنى هنتفرج
رعد وهو يجـ ـذب يـ ـدها : هي مسرحية قومي
عشق : في ايه يا جدعان ؟ استهدوا بالله مش كده، هتتشاكلوا قدام رعد
أحمد : بس يا حريقة
عشق بضيق : انا مش راضية اتكلم وأقول انك مزعل نوري وهي تعبانة ومش قادرة، بتستغل أنها تعبانة وأنت في كامل قواك
خرج عمار على صوتهم ليردف : شاهد بوتجاز خمسة شعلة يتحدث
عشق : مين ياض اللي بوتجاز ؟
عمار : أنتِ
وهنا حدث نقاش قوي بين عمار وعشق تحول من أحمد ونور ليبدأوا بالحل بينهما ونسوا المشكلة الأساسية، الزهول ارتسم على ملامح رعد ولم يجد مسمى لهم سوا أنهم مجانين
❈-❈-❈
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير "
جملة يظنها الكثير أنها بداية لحياة جديدة وأجمل من التي تسبقها لكن ما لا يعلموه أنها ربما نهاية شخص، مضت تالا على قسيمة الزو..اج من آدم لتكون الآن زو..جته رسميًا
مـ ـسك يـ ـدها وخرج بها من منزل أهلها يتجه إلى شقة اشتراها خصيصًا لها، فرت الدموع من عيناها وهي تدخل قائلة : آسفة يا آدم حاسه إني بوظت عليك الدنيا
آدم بهدوء : متفكريش كتير يا تالا، اوضتك اللي على اليمين ادخلي ارتاحي فيها
تالا : تمام تصبح على خير
آدم : وأنتِ من اهله
اغلق الباب خلفه واتجه عائداً للمنزل، وجد حورية تجلس في غرفته وتذاكر، القى السلام عليها ثم اتجه للحمام بهدوء، عاد بعد وقت يتمدد على سر.يره، تذكر تالا للحظات وهي تبكي فابتسم بخفة كم بدت جميلة في هيئتها هذه
حورية باستغراب : بتضحك على ايه ؟
آدم : مفيش، قدامك كتير
حورية وهي تغلق المذكرة : لا خلصت، مالك حساك كده مبسوط على غير العادة
آدم : باين اوي يعني
حورية بتأكيد : أيوة في ايه ؟ احكيلي
آدم بهدوء : جاهزة تسمعي يعني
توترت ملامحها ثم أكدت برأسها بقلق ليردف بهدوء : في واحدة عرفتها جديد اسمها تالا
حورية : خلاص كفاية فهمت
آدم ببرود : كويس، تصبحي على خير
حورية : وأنت من أهله.
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد
وصل رعد أمام الجامعة ينظر لها، تنهدت وهي تقول : متأكد اللي حصل لماما مش أكتر من إنهيار عصبي
رعد : وأنتِ عايزة اكتر من كده حاجة
عشق بعبوس : أوووف بطل غلاسة بقى
رعد : انزلي يا هبلة، بالتوفيق ليكي
قـ ـبلت وجنته ثم نزلت تتجه حيث كليتها، وجدت حورية تجلس في المقهى وحدها فجلست أمامها قائلة : اللي واخد عقلك
حورية : عاملة ايه ؟ ومامتك ؟ هاجي النهاردة أشوفها
سيلا باستغراب : مالها مامتك ؟
عشق بسعادة : سيليو
عقدت حاجبيها بانزعاج، شعرت بخفقات قلبها المتسارعة فور سماعها لهذا الاسم لتردف : متقوليش الاسم ده، مش بحبه
عشق باستغراب : ليه دا قمر يا بنتي
جذبت الكرسي وجلست تهمس : بلاش وخلاص، طنط مالها ؟
عشق بلامبالة : أوكى، ماما اتحجزت في المستشفى كام يوم
سيلا : لا ألف سلامة عليها، بقولك صحيح هو أنتِ شوفتيني قبل كده ؟
عشق : معتقدش
سيلا : ملامحك مألوفة ليا اوي، المهم عادي أجي اشوف مامتك
عشق باستغراب : هو عادي يا بنتي بس متتعبيش نفسك
سيلا : لا تعب ولا حاجة، هكلمك يا حورية نتفق
حورية : أوكى
ذهبت سيلا لتردف عشق : مالك ؟
حورية بدموع تنساب : آدم كان مبسوط أمبارح اوي ولما سألته قالي أنه عرف بنت اسمها تالا
عشق بصدمة : بتهزري ! وبعدين ؟
حورية وهي تمسح دموعها : ولا قبلين مقدرتش اخليه يكمل، بس تصدقي طلع شعور وحش اوي
عشق بحزن : متزعليش نفسك ممكن يكون بيقول كده لهدف معين
حورية : لا بيتكلم وهو مبسوط بجد، شابو ليه المرة دي تقريباً منمتش طول الليل
عشق باستغراب : أزاي بتقبلوا تأذوا بعض نفسياً كده، ربنا يهديكم.
❈-❈-❈
خـ ـلع أدهم التيشيرت الخاص به يلقيه بعشوائية ثم اتجه إلى غرفة تبديل الملابس يخرج له آخر، عاد أمام السرير وكاد يرتديه وجد نينا تدخل دون طرق
نينا : أدهم أنت .. احم مكنتش أعرف اقصد يعني
رفع حاجبه باستهزاء ثم قال : نعم !
نينا بتوتر : كنت عايزة أسألك هو أنت يعني، مش محتاج مساعدة في الشغل
أدهم بضيق : استني ايه اللي أنتِ لابساه ده
نينا : كنت نايمة بس قولت الحقك قبل ما تمشي
اتجهت للداخل تقف أمامه قائلة بخفوت : مالو اللي لابساه ؟
أدهم : افرضي حد شافك من ولاد خالي، أنتِ كلك في وشي و ...
وضعت يـ ـدها على صـ ـدره قائلة : مكنتش اقصد آسفة يا .. أنت كنت عايز تخطبني ليه ؟
أدهم وهو يدفع يـ ـدها : نينا عيب كده أنا ..
لارا وهي تقف على الباب : أيوة أنت ؟
أغمض عيناه بقوة بينما ابتسمت نينا بخبث، تحدثت لارا ببرود : البس تيشيرتك وعيب بجد، على سنك وحبك وعيب في حقي
أدهم بلهفة : لارا استني
خرج خلفها سريعاً ليردف : أنتِ فاهمة غلط والله أنا ..
لارا : كنت رايح تلبس لقيتها جاية واتكلمت معاها جايز لمحت عليها فدخلت وقربت منك صح ؟
أدهم بتأكيد : ايوة دا اللي حصل بس كنت بعلقلها عشان عيب حد يشوفها
لارا بإبتسامة : للحظة قرفت يعني الواحد اللي مش محترم مر..اته بس يعني بيخاف ربنا مش هيخليها تطاول أنها تيجي أوضته، أنت كل حاجة عندك مُحال وعادي لأنك مش محترمني بس لو بتخاف من ربنا الموضوع هيختلف
أدهم باستغراب : ايه لازمة الكلام ده يا لارا ؟
لارا بزفير : ملوش لازمة نهائي أنت صح ؟ يلا روح كمل موضوعك المهم وسوري على المقاطعة
أدهم بسخرية : لا ولا يهمك
اتجهت لأسفل فوجدت جدها يجلس على الطاولة، اردفت ببرود ساخر : مطول معانا يا جدي ولا ايه ؟
علي : دا يزعلك في حاجة يا لارا
لارا : لا بهزر يا جدي، يلا عايز حاجة ؟
علي بإبتسامة : سلامتك.
❈-❈-❈
وضع يوسف الحقيبة في شنطة السيارة الخاصة به، جلست هدير وبجانبها إيمان وفي الأمام والدته زهرة، وقفت زينة تنظر له بحزن وحسرة فهو لم يصر عليها كعادته أن تأتي لتتذكر ما حدث
يوسف : زينو هتيجي معانا نشوف مر..ات عمك
زينة برفض : لا ماما رفضت و ...
يوسف بهدوء : براحتك ولو غيرتي رأيك عادي معايا مكان
لأول مرة لا يصر ويتحدث مع والدتها ويخبرها برغـ ـبته في قضاء الوقت معها، هذه المرة اختلف يوسف في هذا الموقف كاختلافه في كل موقف، جلس خلف عجلة القيادة
جمال : يومين وهحصلك، قول لعمك لولا الشغل بس
يوسف : يومين ليه يابا الحاج ؟ طول براحتك هفسحهم وازيطهم من غيرك
زهرة بلهفة : لا يا جمال متتأخرش
يوسف بسخرية : متتأخرش يا حاج أصلك بتوحش الحاجة، أكيد شقي ما الاشتياق دا ميجيش غير من الشقاوة
جمال : امشي يا كـ ـلب يا ابن الكـ ـلب
يوسف باستفزاز : أنت صح ما مش معقول أبقى كـ ـلب وابويا ...
جمال بغيظ : غور ياض كان يوم اسود يوم أما شوفتك
يوسف : لا يابا الحاج دا كان يوم تلات يا شقي، تيك كير ومتجبش نسوان الشقة، عارف أنك شقي بس الشقة دي فيها ريحة المرحومة
صفعته والدته بخفة على وجنته قائلة : مرحومة في عينك يا أبو لسان سم، بتفول عليا
يوسف باستنكار : وأنتم بتيجوا بالتفويل اوي منا بفول من يوم ما اتولدت لا شوفتك اتكلتي لا أنتِ ولا جو..زك، مجدرين في الدنيا
جمال بصدمة : الله يحرقك بتقر علينا يا كلب
يوسف : يا ريته نفع، سلام يابا الحاج
زهرة بلهفة : خد بالك من نفسك واتغطي كويس وتقل هدومك، هبقى ارن عليك عشان تاكل
يوسف بصراخ : يا مرار، دا مرار يا عبعااااال
زهرة : أنت كلب اة بس أنا متفائله ليك بالسفرية دي
يوسف بتنهيد : يا رب
❈-❈-❈
خرج أحمد مع نور من المستشفى يفتح لها الباب، جلست في السيارة تعيد رأسها للخلف بتعب، سند بيده على الكرسي ثم قال : تحبي تاكلي ايه ؟
نور : اي حاجة ويا ريت نروح
أحمد بضيق : مش عايز أروح، تعبانة اوي
نفت برأسها لتهمس : الدكتور قالك ايه ؟
أحمد : قالي مر..اتك نكدية وأنت لسه في عز شبابك شوفلك عر..وسة
نور بحزن : ما أنت شكلك فعلاً هتشوف عر..وسة، أنا صعبان عليا نفسي اوي، أنا نفسي افرح بولادي يا أحمد، نفسي اشوف عمار دكتور، نفسي أشبع من عشق ومنك يا أحمد
أحمد بمرح طفيف وهو يقرص أنفها : ولادك الأول كده قبلي
فرت الدموع من عيناها هامسة : ممكن نروح
أحمد : هنروح بس عايزك تعرفي مش هسيبك، وهيجي اليوم اللي أقولك فيه شوفي كان حلمك ولادك اديكي بتحتفلي بأحفادك
نور بلهفة : بجد
أكد برأسه ثم اغلق الباب يتجه خلف عجلة القيادة يعود للمنزل.
❈-❈-❈
خرجت عشق من المحاضرة مع حورية فوجدوا كرم يقف مع سيلا ويتحدث، صفقت عشق بخفة وهي تتأملهم بإعجاب واضح، ضحكت حورية وهو تضرب جبهتها
حورية : أنتِ ناقص تسمي عيالهم
عشق : معنديش مانع بجد، دول حلوين اوي سوا
حورية بتأكيد : حقيقة بس أنا مش بلاقي دا مقياس، يعني آدم ومر..اته الأولى كانوا قمة الروعة، لايقين على بعض اوي وبصي في الآخر أنا اللي مر..اته، مر..اته مع وقف التنفيذ ههه very funny بجد
عشق وهي تخمس بيـ ـدها : الله أكبر، ارحمي أمي يا شيخة من بوزك واكتئابك ده
حورية بضيق : يعني لو رعد مكان آدم وأنتِ مكاني
عشق : اسكتي بالله عليكي، أنا غيرتي هي والموت واحد
سيلا بإبتسامة مرحة : مسا مسا بتعملوا ايه ؟
حورية بزفير : بنتكلم عن الحب والغيرة وكده، تعالو نقعد وقولي حبيتي قبل كده
سيلا بتأكيد : أممم ومن مهفوش الهوا بس أنا عديت ليڤل الوحش في القذارة، بحب واحد متجـ ـوز
عشق وهي تفتح يـ ـدها : الله أكبر
حورية : عادي يا حبيبتي والله منا جو..زي متجـ ـوز وقلبه بدأ يميل بره، أحنا زمن كده بعدين مش كل الناس حظهم نار ذي عشق
صرخت عشق بجنون : الله أكبر الله أكبر دا النهاردة الخميس الساعة خمسة وخمسة يوم خمسة في شهر خمسة سنة خمس الآف خمسمية خمسة وخمسين
سيلا بضحك : ايه كل ده !
حورية : يا بنتي دي والعة معاها، اتجـ ـوزته صالونات وبيعشقوا بعض وحامل الوقتي، واحدة متتعاشرش بس وقعت حتة وقعة
عادت عشق تصرخ قائلة : الله أكبر، قُل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، يا رب هدها بهده من عندك تخليها متتكلمش تاني، يا رب
حورية وهي تضربها بخفة : هو أنتِ القر بيجيب معاكي
عشق : بيجيب والله بيجيب، اتهدي بقى
سيلا بضحك : خلاص يا حورية البت هتطلق
عشق بإبتسامة : لا رعودي ميقدرش يقعد من غيري، مفيش طـ ـلاق في قاموسنا
سيلا بتأكيد : هي شكلها فعلاً والعة
صرخت بغضب لتردف مغيرة الموضوع : المهم وقعتيه أزاي المتجـ ـوز ده
سيلا : موقعتش أنا عرفته من أول ما دخلت الجامعة، اشتغلت في شركة وعرفته من هناك، اسمه يوسف
عشق : الله على اسم الواد اوفس ابن عمي، كملي
سيلا بتنهيد حزين : فضلت اراقبه سنتين وأحب فيه لحد ما ... لا بصوا هو كان خاطب فكتب كتابه وما زال يعني، خد باله ويا ريته ما خد باله
قصت لهما بسطحية عما حدث لتردف حورية : معلش يا بنتي ما أنتِ مش عشق عشان يبقى حظك نار ..
❈-❈-❈
وقف رعد أمام المسئول عنه، زفر ذاك الرجل بغضب منه ومن دماغه اليابس، فهو مصر أنا هناك شيء اصابها برغم أن التحقيقات اثبتت غير ذلك
رعد : يا فندم والله اتقـ ـتلت
العقيد بحدة : فين الدليل يا حضرة الظابط
رعد : اسمحلي افتح ملف قضيتها وهجيبه
العقيد بغضب : أنت معتش وراك غير القضية دي، مفيش ملفات مفتوحة ولو عايزها تتفتح هات دليل وبالنسبة للمتهمة بيري سالم الدوسري تيجيلي يا رعد فاهم ؟
رعد بغيظ مكبوت : تمام يا فندم
خرج رعد متجه لمكتبه، التقط مفاتيحه ومتعلقاته الشخصية ثم ذهب خارج المركز، رن على بسام الذي أجاب سريعاً
رعد : بقولك ما تأمن ليا الطريق كده عايز اشوف بيري
بسام : تمام قابلني في °°°
أغلق رعد واتجه للمكان ليفعل بسام ما هو مطلوب قلقاً أن يكون مُراقب من قِبل رئيسه او عائلة " الدوسري " طرق على الباب فهتفت : مين ؟
رعد : أنا رعد يا بيري افتحي
فتحت الباب ليدخل فكادت تغلق الباب لكنه اردف : لا متقفلوش، اتفضلي اقعدي هنا
بيري : حد ممكن يجي
رعد : لا محدش هيجي، اقعدي عايز اتكلم معاكي
جلست بيري وفي المقابل رعد الذي تحاشى النظر لها، ليردف : ليه بتقولي أنك قتـ ـلتيه ؟
بيري بدموع : عشان اللي جاي كان ناوي يقـ ـتلني أنا
رعد بهدوء : ممكن تحكيلي اللي حصل بالتفصيل
بيري : كنت نايمة في الأوضة لقيت هيئة شخص في البلكونة، خوفت وطلعت جري أنادي على بابا، لقيت الشخص دا دخل وجرى ورايا، وقعت على وشي فجيه فوقي وكتم بوقي
قاطعها رنين هاتفه فاخرج هاتفه يجيب : الو
سمع صوت رئيسه يقول : جالنا أمر من فوق أنك تسيب قضية سالم الدوسري
رعد : تمام يا فندم
اغلق يعيد الهاتف لجيبه ثم قال : كملي
بيري ببكاء : بابا جيه وقتها وحاول يتهجم على الشخص ويبعده، طلع سكينة ونزل ضرب في بابا كذا مرة
اخرج منديل من جيبه يعطيها إياه واردف : أهدي يا بيري، باسم اخوكي فين ؟
بيري باستغراب : أنت متعرفش هو اتقتل من سنتين، أنا حاسه إن اللي جاي يقتلني هو نفسه اللي قتل أخواتي
رعد : تمام بعد ما قتـ ـل والدك ايه اللي حصل ؟
بيري : مش فاكرة غير إني قعدت اصوت كتير، مفوقتش غير وماجي جنبي
وقف رعد قائلاً : تمام يا بيري لو احتاجتي حاجة كلمي بسام، سلام عليكم
بيري بلهفة : أبيه رعد هو حضرتك فعلاً اتجـ ـوزت
رعد بتأكيد : أيوة
بيري بحزن : طيب كنت عايزة أقولك إن چلنار كانت سايبه صندوق عليه اسمك في أوضتها بس بابا محبش يعطيه ليك عشان ...
رعد باستغراب : بس أنا لسه متجـ ـوز قريب
بيري : منا عارفة بس هو قال ملوش لازمة، يعني ذكرياتك أنت وچلنار وكدة
رعد بهدوء : فعلاً ملوش لازمة
خرج يغلق الباب خلفه ثم نزل لأسفل يرن على بسام قائلاً : شالوا القضية من إيدي، اتصرف
بسام : تمام يا باشا
ركب سيارته واتجه للجامعة، وقف بسيارته أمام كليتها ينزل وينتظرها، وجدها تقف في الطريق تفرد أصابعها في وجه صديقاتها وتهتف : الله أكبر
سيلا : هي مالها طرت كده ليه ! بصوا يا عيال لا تقولولي حب ولا جو.از ولا يحزنون
عشق بشهقة : قرة عيني
حورية : مش بقولك نار أهو دا جو.زها
سيلا بمرح : الله الله وقعتيه أزاي يا بت ؟ قولي الوصفة
عشق : والله ما وقعته ولا شوفته غير يوم الفرح، نصيب
حورية باستفزاز : نصيب نار، يلا السواق جيه سلام
عشق : سلام يا ست، تعالي أوصلك يا سيلا
سيلا : لا يا حبيبي أنا قاعدة في السكن، تيك كير وسلميلي على الحلو ده
عشق بغيظ : يلا يا جزمة
اتجهت لرعد تُقـ ـبل وجنـ ـتيه ثم قالت بانزعاج : أنت ايه اللي جابك ؟
رعد : نعم ! يعني حرام اجي لمر.اتي
عشق بعبوس : مش حرام بس بيحسدوني عليك يرضيك
ابتسم بخفة لتكمل : أيوة اضحك ما أنت محدش بيحسدك عليا
رعد وهو يضغط على ذقنها : مين قالك كده ؟ أنا بحسدني عليكي، يلا هوصلك لأهلك وارجع الشغل
عشق : قولي الأول جيت ليه ؟
رعد بإبتسامة : وحشـ ـتيني
قـ ـبلت وجنته بقوة ثم ركبت السيارة كذلك هو ليأخذها لمنزل أهلها، اتجه إلى منزل چلنار وفي طريقه رن مديره عليه ليردف دون مقدمات : القضية رجعت ليك، كمان تقدر تفتح ملف چلنار لو جبت دليل واحد فقط
رعد : تمام يا فندم
أغلق الخط ثم رمى الهاتف يدخل المنزل الذي يحفظ تفاصيله، المنزل مقيد بالشمع لكنه تمكن من الدخول، دخلت غرفة چلنار مؤسف وكأنها لم تتركها، تحمل شخصيتها جيدًا، التقط صورة لها وله حقًا لو أتت منذ عدة سنوات حتى الآن واخبرته أن يتصورا سويًا لنفى وبشدة
رعد بخفوت : الله يرحمك
اتجه للمكتبة وسحب الصندوق ليجد اسمه عليه، رفعه على المكتب ثم بدأ يبحث عن القفل، حين لم يجده اضطر لكسره وفتح الصندوق، وجهة الصندوق مغطى بورقة عليها اسمه واسمها " رعد وچلنار " بجانبها قلب ونجمة تحمل في منتصفها اسم " فهد "
بعد الورقة ثم بدأ يعبث في محتويات الصندوق، أشياء بسيطة يعلم مصدرها، همس بخفة : دقيقة اوي
وجد مذكرات وفوقها ورقة مطوية، فتحها ليجد مكتوب بخط يدها : لا يقرأها سوا رعد حبيبي
وبجانبها قلب، وضع المذكرات في جاكته ثم قلب في محتوياته ليجد صور لهما معًا، مفاتيحه التي اضاعها ذات يوم، قلمه المفضل، نوت صغير احضرته والدته له، صورة يضحك فيها بطريقة لم يفعلها من قبل حتى الآن، فرشة شعره هنا، الكثير والكثير يخصه، أغلق الصندوق وخرج من الغرفة كذلك المنزل كله.
❈-❈-❈
" أمجد مـ ـات "
هذا ما قاله أحدهم لآدم الذي اتسعت عيناه بصدمة، جلس مكانه لا يصدق كيف هذا حدث، صرخات من الجميع حوله، مهلاً ابن عمه توفي، كيف يترك خلفه هذا ! وهذا ما فكر فيه آدم قبل تفكير بمعنى كلمة " توفي "
جلس بضعف بجانب أخاه يفكر كيف يخبرها بهذا، حسنًا ما خلف تالا هو خطأ ابن عمه معها، أجل لقد أخطأ مع الفتاة وعلم أهلها ليخبر آدم أن يتحمل اللوم لحين عودته، أجل بكل بجاحه طلب من آدم أن يتزو.جها لأنه الأكبر والأكثر تحمل لمسئولية الجميع
والآن توفي تاركًا خلفه تالا التي أصبحت جزء من حياة آدم، وهنا المُضر الوحيد من كل هذا هي حورية.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية