رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 16
قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل السادس عشر
جلست لارا بجانب چمان أمام الطبيب، فلقد اشتد ألم القلب بچمان كثيرًا كذلك زادت أعراض الحمل لتقرر لارا أخذها للطبيب، نظرت چمان باتجاه لارا ثم نظرت أمامها
الطبيب وهو يغلق ملف التحاليل : مبدئيًا كده مين اللي اداكي الحبوب كوسيلة لمنع الحمل ؟
نظرت چمان باتجاه لارا ثم للطبيب، بينما اردفت لارا : أحنا قولنا لحضرتك جايين نعرف إن كان في حمل ولا لا، وايه سبب وجع القلب
الطبيب بهدوء : بصي يا أنسة لارا مدام چمان هرموناتها مش مظبوطة وواضح قدامي إنها بتاخد موانع حمل، كمان من الأعراض اللي بتقولي عليها دي أعراض حمل أو أعراض حبوب منع الحمل، وهنا أقدر أقولك إنها أعراض حبوب منع الحمل بتحصل في أول تلت شهور بعدين الجسم بياخد عليها فبتوقف مع الوقت
ابتلعت چمان ريقها ثم قالت : أزاي ؟ أنا مش باخد حاجة
الطبيب بضيق : حضرتك أنا بقول كلام بدليل قدامي، بعدين هو حضرتك كنتِ بتعاني من اي تعب في القلب
أكدت چمان برأسها ليهز رأسه بأسف قائلاً : يبقى حلك تروحي لدكتور قلب لأن الوضع ساء بسبب الحبوب، مش أي حد ياخدها يا مدام چمان هي في العادي ممكن تعمل فشل او ذبحة بالك بالمريض فعلاً في القلب
شهقت لارا بخفة ثم وضعت يـ ـدها على فمها، اردف الطبيب وهو يكتب : دا اسم دكتور قلب كويس تقدري تروحي ليه، كمان توقفي الحبوب دي نهائي عشان الوضع ميبقاش أسوأ وبعد كده الحاجات دي متتاخدش بالدماغ، لازم دكتور نسا او أخصائي يحددلك الأنسب
فرت الدموع من أعين چمان بينما وقفت لارا تشكره، أخذتها وخرجت لتهمس چمان : أنا مباخدش حاجة يا لارا أزاي كده
لارا باندفاع : أكيد حد بيديها ليكي، ممكن جدي عشان متخلفيش يا چمان
چمان ببكاء : لو جدك فعلاً فهو مش منعني من الخلفة بس يا لارا، هو مرضني ..
❈-❈-❈
وقف يوسف في منتصف الفتيات يمـ ـسك ملعقة كبير يغني بها، وعشق ترتدي وشاح على رأسها تمـ ـسك بعض المال وتلقيه فوقه وفوق هدير التي ترقص بينما تمسك إيمان وعاء تطبل عليه
يوسف : كتكووووت ضعيييف الجناااح والدنيا غدرت بيييييه، كتكووووووت
عمار وهو يصفق : لعلع يا فنان لعلع
دخلت چيلان وفيها يـ ـدها وعاء تطبل قائلة : جاموسة راحت تقابل جاموسة يا عيني ملقتهاش ..
يوسف وهو يصفق : جاموسة يا ليلي أةةة دي لقيتها بقرة يا عيني
هتف الجميع في جنون : أةة
چيلان : لا لا اللا
عادوا يهتفوا : أة
بدأ الجميع يصفق وعشق تلقي الفلوس، اطلقت چيلان الزغاريد كأنهم في فرح وليسوا في زيارة مريض، وقف رعد أمام الباب يعقد حاجبيه باستغراب من صوت الزغاريد، نظر باتجاه ياسين الذي ضحك قائلاً : هو دا البيت أكيد
رعد : مش عارف
سمعوا صوت يوسف يهتف : وأمانة يا دنيا أمانة طفحينا الفرحة أمانة
ياسين بضحك : طفحينا !
رعد : يبقى هو البيت
وصلت لارا مع چمان التي تتحامل على نفسها ألا تظهر ما بداخلها، دق رعد الباب ففتحت والدة يوسف التي قالت : أهلا وسهلا اتفضلوا، چيچو
رفعت چمان عيناها ثم اندفعت تضمها قائلة : طنط زهرة وحشتيني
زهرة : وأنتِ كمان، اتفضلوا ادخلوا هما في الصالون
اتجهوا للصالون فوجدوا يوسف يقف وهم حوله يمـ ـسك منديل ويحركه مقلدًا أم كلثوم ثم قال : كان لك معايا، أجمل حكاية في العمر كله تيرارا وأول مرة تحب يا قلبي وأول يوم اتغمى
وبدأت يحرك يـ ـديه ورأسه لتكمل عشق : ياما على هم الحب قالولي وهنضرب بالجزمة
رفع رعد حاجبه بينما اردفت چيلان : وقابلتك أنت لقيتك ابن جزمة حيوان، معرفش أزاي
رعد بصوت عالي : احم احم
دار الجميع له لتشير عشق له بحماس في حين تركت چيلان وإيمان ما بيدهم باحراج، يوسف : چيچو حبيب اخوك
واتجه حيث چمان يرفع يـ ـده ليسلم عليها، حين فتحت يـ ـدها غير مساره باتجاه رعد قائلاً : أبو نسب
چمان بغيظ : أة يا جزمة ماشي
واخذت الملعقة من يـ ـده تضربه بها، صرخ وهو يجري من أمامها وهي خلفه ليردف : بس يا بت عيب، يخربيت أمك اللي اسمها ثناء بس مفترية
ثناء بصدمة وهي تدخل مع نور : قولت ايه ؟
يوسف : ما تلمي بنتك يا حاجة بتجبلك الغلط
زهرة : معلش يا ثناء معرفتش اربي
يوسف : وصبرني يا ربي
چيلان وهي تصفق : معرفتش اربي
دخل أحمد قائلاً : نعم ! اقعدوا عيب على سنكم
يوسف : الكلام دا تقوله لشعر راسك اللي بقى أبيض مش لينا
مرر أحمد يـ ـده في شعره قائلاً : شعر أبيض ؟ نور بجد
نور بضحك : لا وأعقل فيها ايه ! دا أنت هتبقى جد
اتجهت عشق لرعد تحاوط خـ ـصره بيـ ـديها ثم قبلت وجنته، ربط على ظهرها ثم يُقـ ـبل وجنتها قائلاً : وحشـ ـتيني
عشق بخفوت : وأنت كمان
أحمد : يلا يا بنات على المطبخ حطوا الأكل، كفاية عبط بقى
عشق : يلا يا بت منك ليها
أحمد : أنتِ أولهم
عشق بعبوس : أنا حامل غلط اشتغل
أحمد بضيق : أنت أول أما تشوفي رعد بتبدأي دلع
عشق بضحك وتأكيد : حصل
رعد : طيب يلا روحي حطي الأكل معاهم
زفرت بانزعاج وهي تذهب في حين جلس الرجال جميعًا، ابتسم أحمد وهو يربط على كتف يوسف الذي ضحك بخفة، يوسف بطبعه لا يظهر حزنه أمام أي شخص، طبعه المرح يغطي على كل شيء يخصه
عشق : يوسف تعالى نحضر السفرة سوا
يوسف : جيت
وقف واتجه حيث عشق يتحدث معها، اردفت بتنهيد : يعني حتى مش عارف اسمها سيلا ايه ؟
يوسف بضحك : فرقت يا بنتي طالما مش عارف هي منين
عشق وهي تضع الأطباق : كنت قولت لرعد ساعدك، طيب اتكلمت مع زينة
يوسف : بصي البعيد يفهم بقى، أنا اتغيرت وهي ولا هنا، هي طول عمرها ولا هنا
رن هاتفها فاخرجته قائلة : ثواني، الو ايوة يا سيليو اقصد سيلا
يوسف بلهفة وخفوت : سيلا مين ؟
أشارت له بالصمت لتردف : فينك يا بنتي مش على أساس هتيجوا
سيلا : ابن عم آدم مات وحورية مش هتعرف تيجي، رنيت أقولك
عشق : لا حول ولا قوة إلا بالله، طيب ما تيجي أنتِ أنا عاملة حسابي نتعشى سوا، هبعتلك أخويا ياخدك مليش دعوة
سيلا : لا مينفعش يا بنتي هتحرج، مرة تانية بقى
يوسف بهمس : لو حلوة أروح اجيبها أنا
عشق بهمس : جامدة أجمد من چمان وكل اللي بره دول
يوسف : هروح هروح
عشق بود : يا بنتي محدش هنا غريب، كلهم من العيلة وفي بنات فينا كتير
سيلا : تمام بس اخوكي قد ايه ؟
عشق بتفكير : أممم تمنتاشر سنة أصغر مننا يعني
زفر يوسف بانزعاج لتنفجر عشق ضاحكة، ثم قالت : هبعته اجهزي
خرجت عشق قائلة : موري خد عربية بابا وهات صاحبتي
عمار : دا أنتِ ذكية اوي وأنا هعرف منين مكان صاحبتك
عشق بضحك : صح معلش بقى خد چيچي معاك، هي في السكن الجامعي يا چيچي
چيلان : أوكى يلا يا موري
عشق : رعد صحيح ابن عم آدم صاحبك مات
رعد : لا حول ولا قوة الا بالله، إنا لله وإنا اليه راجعون، هقوم أكلم آدم
ياسين وهو يقف : جاي معاك
عشق : مش هتمشي بقولك اهو
اكتفى بهز رأسه وهو يداعب خدها، خرجت لارا خلف الاثنين بينما يتحدث رعد مع آدم، انتظرت حتى انتهى ثم قالت : ياسين
ياسين : نعم
كاد رعد يدخل فاردفت : خليك يا رعد عايزاك تعرف، چمان تعبت أكتر وأنا فكرتها ممكن تكون حامل مثلاً بس بعد فحوصات وتحاليل اكتشفنا إن حد بيـ ـديها حبوب منع حمل
نظر رعد باتجاه ياسين ذو الملامح الباردة، أكملت لارا : مش دي المشكلة، المشكلة الأكبر إن چمان مريضة قلب والحبوب خلت وضعها يسوء أكتر لأنها بتتعب اللي تعبان بالقلب بزيادة
ياسين بصدمة : ايه !
رعد بصدمة : أنت أديت لمر..اتك الحبوب دي يا ياسين
ياسين : أيوة بس أنا ...
لارا بصدمة : أنت ايه ! أنت بتهزر يا ياسين ؟ هانت عليك بجد
ياسين : لارا مش عايز چمان تعرف
رعد بسخرية : دا اللي هامك ! أنت ايه يا أخي !
لارا : ولما هي كده اتجـ ـوزتها ليه ؟ طيب فرضًا مش عايز ولاد متكلمتش معاها ليه ؟ أنت بسببك البنت تعبت أكتر يعني لو سكتت كان ممكن لا قدر الله ...
رعد بصوت عالي : استغفر الله العظيم
ياسين بحدة : ملكوش دعوة بالله عليكم بلاش حوار الحكمة اللي أنتم فيه، أنا مش بحبها ومش عايزها، محدش بيقع في الغلط مرتين يا رعد، أو الأصح محدش بيحب مرتين
رعد وهو يجذب ذراعه : تمام ماشي يلا هندخل قدام أهلها نقول الحقيقة ونزود عليها عملتك، تطلقها وترجع لأهلها متقلقش محدش هيرفع عليك قواضي ولا هيأنب فيك
ياسين وهو يدفع يـ ـده : سبني يا رعد مش هندخل ولا هنقول حاجة، چمان مش هتعرف حاجة فاهمين ؟
كادت عشق تنادي عليهم لكنه استمعت للارا تقول : اة حاضر تؤمر مش هندخل نقولها جـ ـوزك هو اللي حطلك حبوب منع الحمل، وكمان واخدك كوبري عن أستاذة جايدا الله يرحمها
ياسين بتأكيد : شطورة يا لارا عرفتيها لوحدك دي، فعلاً أنا قربت من چمان عشان شبه جايدا واديتها الحبوب عشان مش عايز اتربط لا بچمان ولا جايدا، الاتنين مش مستوايا
عشق بحدة : نحب نعرف مستواك يا ياسين بيه
ياسين بضيق : كملت
عشق باشمئزاز : أنت مش وحش أنت أبشع من البشاعة، أزاي أنت تكون نصيب أختي
ياسين : ذي ما بالظبط أنتِ نصيب رعد، يا بنتي أنتِ جواكي سواد أسود مني
رعد بحدة : ياسين !
عشق : قولي حاجة تثبتلك إن قلبي أنا أسود، أقولك بقى أنت محتاج دكتور نفسي يعالج كل اللي جواك لأن اللي جواك مش سواد دا مرض، أنا مستغربة أزاي رعد مكمل معاك لو الموضوع بإيدي كنت بعدته عنك
ياسين : نفس اللي في بالي
عشق : بكرهك يا ياسين ربنا ياخدك
ياسين بإبتسامة : وياخدك يا رب النهاردة قبل بكرة
رعد بحدة : ياسين كفاية
ياسين : اشمعنا بقى
عشق : عشان بيحبني أكتر
ابتسم رعد واشاح بوجهه عنهما لتكمل عشق : أنا هدخل وهفضحك
ياسين : عشان اقـ ـتلك واشرب من دمك
دخلت عشق وهم خلفها ثم نظرت عشق باتجاه ياسين بحدة ثم اردفت قائلة : چيچو ممكن تيجي نتكلم شوية
هزت رأسه وهي تقف لتكمل : بابا تعالى معانا
تنهد رعد ولم يبدي رد فعل باتجاه عشق، وقف أحمد ودخل الغرفة يغلق الباب خلفه، جلس على طرف السرير ينتظر حديث الفتيات
چمان : في ايه يا عشق ؟
عشق : استني يا بابا في حاجة حصلت مع چمان وأنا كنت هقولك بس رعد حلها
وبدأت تقص له سبب زو..اج ياسين من چمان، أشاحت چمان بوجهها قائلة : وياسين بقى كويس، ايه لازمته يا عشق
عشق : يا چمان ياسين هو اللي ادالك الحبوب كمان هو السبب في تعب قلبك، هو واخدك مجرد مزاج مكان جايدا مش أكتر، هو مش بيحبك لشخصك ولا بيحبك أساسًا، أنا سمعته بيقول الكلام ده بنفسه، يا بابا أنا عايزة حق أختي وهو ...
چمان بحدة : أنتِ واحدة كدابة، ياسين ميعملش كده هو بيحبني
عشق بصدمة : أنا هكدب ليه ؟ چمان أنتِ مستوعبة بتقولي ايه ؟
چمان : معرفش اسألي نفسك، عن اذنكم
كادت تخرج لكن يـ ـد عشق منعتها قائلة : چمان اسمعيني يعني بالعقل هكدب ليه ؟ أنا أختك وبخاف عليكي وياسين شخص قذر
چمان بحدة : عشق مسمحلكيش لمي لسانك، خلاص هو كدة متدخليش يا ستي ومش عايزة حقي يتاخد
عشق بحزن : يا بنتي أنا أختك و ...
چمان وهي تدفع يـ ـدها : لا مش أختي أحنا ولاد خالة مش أكتر، أنا مش فاهمة ايه لازمة تقولي لبابا من غير ما تقوليلي، لازم تعملي نفسك الأخت الطيبة الجميلة النصوحة، أنتِ استأذنتيني قبل ما تقولي لبابا
عشق بسخرية : ليه هو أنا استأذنتك قبل ما اقول لرعد واخليه معاكي كويس، ولا عشق كويسه بالمزاج، أنتِ واحدة غبية وأنا أغبى إني بدور على مصلحتك
چمان بحدة : مصلحة ولا غيرة مني ؟
عشق باستنكار : غيرة ! ليه يا حبيـ ـبتي عندك ايه مش عندي ؟ بينك ايه أنتِ وجو..زك أنا محرومة منه
چمان : اسألي نفسك برضو
عشق : اة صح يالا يا نفسي أسألك، عندي اتنين إيـ ـد اتنين رجل بمشي بتكلم باكل لوحدي بتنفس ذيك، عندك أب وأم وأخت أنا عندي بابا بالأب وبالأم وبالأخ وبالدنيا وعندي يوسف وعمار وهدير وإيمان وچيلان وزينة، عندي حورية وسيلا ولارا، بعيلتك وبعيلة جو..زك كلهم، عندك ياسين عندي ... ثانية اسم رعد ميتحطش في مقارنة قدام ياسين
ربطت على كتفها قائلة : على الأقل بنام جنبه وأنا مطمنة إن الغدر لو مجاش مني مش هيجي، المايه من إيـ ـده لو الدنيا كلها حلفت أنها سم مصدقش، مين يغير من مين ؟
چمان بتأكيد : تمام لو مش بتغيري اطلعي من حياتي ومتدخليش في خصوصياتي، مش عايزة منك حاجة يا ستي وأنا راضية
عشق بسخرية : لا دم ولا كرامة كمان الله أكبر
اتجهت چمان حيث أحمد ثم قالت : يا بابا ياسين بجد مش وحش، مش عارفة عشق بتقول كده ليه بس هو بيحبني
وقف أحمد قائلاً : المهم تصدقي نفسك يا چمان، جو..زك وحش ليكي حلو ليكي برضو، يلا زمان الأكل اتحط
فتح الباب لتخرج چمان ثم وقف أمام عشق التي ضحكت قائلة : شوفت المسلسل الهندي لما بتقعد تفهم في شخص بس هو حمار ومصر يطلعك غلطان
وضعت يـ ـدها على فـ ـمها تضحك فرفع يـ ـده يمررها على وجنتها، نظرت له ثم انزلت يـ ـدها قائلة : بابا
أحمد : نعم
عشق : أنا مخنوقة اوي منها
وانفجرت باكية ليجـ ـذبها لحضـ ـنه ثم قال : يا عبيطة بتعيطي ليه ؟
عشق ببكاء : أنا خايفة عليها، هو أنا غلطانة يا بابا ؟
رفع وجهها يمسح دموعها واردف : مش غلطانة او غلطانة ملكيش دعوة
عشق : هي أختي مليش دعوة أزاي
أحمد : بس هي قالتلك أنك مش أختها، مش متعود على عشق مسالمة كده ومظلومة
عادت تقول ببكاء : أنا خايفة عليها يا بابا افهمني ؟ ملوش دعوة بمظلومة
زاد بكائها وهي تضمه، ربط على ظهرها ليصدر منها صوت أزيز، ناد أحمد بصوت عالي : رعد، يا رعد
وقف واتجه للداخل ليردف : جالها الأزمة، مفيش هنا بخاخة
اخرج من جيب جاكيته الداخلي بخاخ ثم أعطاها لأحمد، ضغطت على البخاخة وهي ممسكة بيـ ـد أباها تتنفس جيدًا، اردف أحمد مازحاً : رعد حاطط بخاخة في جيبه دايمًا عشان خاطر سيادتك
ابتسمت وهي تضم رعد الذي قال : وأنا عندي مين أغلى منها
أحمد : تخيلي كده حد يقفش البخاخة دي في جيبه على طول، هيسموه رعد بخاخة
انفجرت عشق ضاحكة كذلك ابتسم رعد ليردف : ربنا يستر
أحمد : يلا عشان الأكل بقول جوعتوني
رعد : هنيجي ورا حضرتك على طول
خرج أحمد بينما رفع وجه عشق يمسح دموعها ثم قال مازحاً : طيب أنتِ واحدة مشكلجيه، ابني ذنبه ايه ؟
عشق : اممم كل واحد بيخاف على اللي ليه
رعد بإبتسامة : عرفتي بقى أنا بخاف عليكي ليه
في حين جلس أحمد بجانب محمد يهتف : يا نور مكنش أكل يعمل فينا كده
نور : حاضر
محمد بقلق : عشق كويسه ؟
أحمد بتأكيد : أيوة
طرقات على الباب مع دق الجرس، اتجه أحمد يفتح الباب، وجد عمار أمامه مع چيلان كذلك ... سيلا
عمار بانزعاج : مودين معايا واحدة بهيمة
چيلان بغيظ : أهو أنت
أحمد : سيلا !
ابتلعت ريقها بصدمة ثم قالت : ازيك يا مستر أحمد، أنا مكنتش أعرف إن عشق هي نفسها بنت حضرتك، أنا ..
نظر خلفه ثم ابتسم قائلاً : ادخلي نورتينا، عاملة ايه ؟ ليكي واحشه
سيلا بإبتسامة : وحضرتك أكتر والله
أحمد بانتباه : واقفه بره ليه ادخلي، يا ... عشق سيلا صاحبتك جات
عشق : جيت اهو
دخلت سيلا الصالون تلقي السلام على الجميع : سلام عليكم
رد الجميع السلام، توترت ملامحها أكثر وهي تجد الحشد كبير، أتت عشق مع رعد لتضم صديقتها قائلة : سيليو يوووه اقصد سيلا نورتينا
اتجه أحمد للمطبخ فوجد يوسف يتذوق الطعام بنهم وبجانبه أخواته وزهرة كذلك نور وثناء، تحدث في أذنه : روح الصالون عاملك مفاجأة
التقط قطع اللحم في يـ ـده يأكلها وهو يخرج قائلاً : بحب المفاجأت وربنا يستر
سيلا بتوتر : أنا خايفة
عشق باستغراب : من ايه ؟
دخل يوسف قائلاً : مفاجأة ايه يا عيال ؟
فغر فاهه وهو يجدها تجلس بجانب عشق، همس باسمها : سيليو
تجمعت دموعها بحزن وبدأت بالتحرر سرعان ما مسحتها وهي تقف، كادت تذهب لكنه وقف أمامها قائلاً : استني
نظرت له ليكمل : كلي لحمة قبل ما تمشي
ومد يـ ـده باللحم فضحكت عشق وهي تقول : وهاخدها حضـ ـن وبو..سة و ...
سيلا بحدة : يعني أنتِ عارفاني، تمام
انطلقت جريًا فأعطى يوسف عشق ما بيـ ـده ثم جرى خلفها، أتى أحمد يقف بجانب عشق ويضـ ـمها متناول ما بيـ ـدها، ضحكت بخفة ثم تجمع الكل على الطعام
خرج يوسف يجري خلفها ثم جذ..بها يديرها له قائلاً : أهدي يا بت بقى
سيلا : ابعد عني، سبني
يوسف : اسيب ايه ! دا أنا قتيل فيها
تنهد وهو يقول : المرة دي بجد بقى بحـ ـبك
بدأ الرعد والبرق في السماء ليصرخ بغضب : والله ما بكدب بحبها
ضحكت رغمًا عنها لتردف : مش مصدقاك، اة تلاقي تسليتك راحت فقولك اجيبها تاني
يوسف : حقيقة فعلاً
بدأت تضربه بعشوائية ليهطل المطر على كلاهما، اردف بضحك : خلاص يا بت اتلمي بقى وبطلي، أنا أسف أنا والله اتربيت تربية محترمة، اتعلمت الأدب على أصول
سيلا : وأنا اعملك ايه بقى !
نظر لأعلى ثم لها يحاوط خصـ ـرها وقربها له قائلاً : بحـ ـبك بقولك
سيلا بإبتسامة : كداب
سند جبـ ـينه على جبـ ـينها ثم قال : بموت فيكي يا سيليو
سيلا بخفوت : كداب برضو
يوسف : كداب كداب تتجـ ـوزيني ؟
سيلا بصدمة : ايه !
يوسف : بقولك تتجـ ـوزيني ؟ تقبلي تكملي معايا العمر كله، تقبلي تخليني اتوب عن عيني الزايغة، تقبلي تفضلي في خلقتي لحد ما حلاوتك الجامدة دي تزول وتبقى واحدة ميتبصلكيش
صفعته بخفة على وجنته قائلة : دي طريقة يا غبي
يوسف بمرح : بحاول الطف الوضع وأنتِ شكلك كرامتك ناقحه عليكي اوي
انفجرت ضاحكة وهي تقول : بحـ ـبك يا مجنون
يوسف : يا بركة دعاكي يا زوزو طمر فيكي التسع شهور اللي فضلتهم في بطنك واستجاب
سيلا : عوض عليا يا رب
يوسف : اة يا رب عوض عليها بعيل مني يكون كله سيلا
زادت ضحكتها فحاوط عنقها بيـ ـديه يقـ ـبل أنفها ثم قال : ردي بقى
سيلا بدموع تنساب : موافقة يا أهبل، أكيد موافقة
حاوطت وجهه تدفن أنفها بوجنته ثم ضـ ـمته بقوة ليبادلها شاكرًا ربه على عودتها، رن أحمد عليه فاخرج هاتفه قائلاً : ايوة يا وش السعد عليا الطلاب ابويا اللي ماجبنيش
أحمد بضحك : حالك اتشقلب يبقى صالحتها
يوسف بتأكيد : أيوة
أحمد : طيب تعالوا عشان تاكل
يوسف : أشبع منها بس وجايين
اغلق يضع الهاتف في جيبه ثم قـ ـبل جبـ ـينها بعمق كذلك يـ ـدها وعاد يضـ ـمها بلهفة، همس بعشق : يا أحلى يوم في عمري وأحلى لحظة، بعشقك يا سيلا
ضحكت بخفة وهو يُقـ ـبل وجهها كله بعشوائية، شهقت بخفة حين لمـ ـس شـ ـفاها بعفوية، مـ ـسك ذقنها يمرر أنفه على أنفها ولم يعطيها الفرصة للنطق ليصمتها بطريقته
في حين أنتهت عشق من الطعام متجاهلة چمان كليًا، قضت الوقت مع الجميع ثم عادت للمنزل مع رعد، في طريقها وجدت يوسف مع سيلا يضـ ـمها تحت المطر
عشق : شوف العيال وشقاوتهم، مش كنت عرفتك قبل الفرح وحبينا بعض وقضيناها خروجات و ...
رعد : أيوة كنا بدأناها بما لا يرضي الله وابقي قابليني لو قعدنا القاعدة دي
عشق : اشمعنا ؟
رعد وهو يلتقط يـ ـدها : يا حبيبتي اللي بيبدأ بعدم رضا ربنا مش بيكمل على خير، لازم في الحب نتقي ربنا في كل خطوة في طريقنا عشان ربنا يكملنا على خير
عشق : الحمد لله، رعد هو أنا غلطت لما كلمت چمان
رعد بنفي : تؤ دا واجبك وهي حرة بقى
عشق : أنت مش متضايق من ياسين
رعد بتأكيد : متضايق جداً بس هو صاحبي، چمان عارفة الحقيقة وأنا نصحته كتير وكدة مفيش عليا ذنب، هو حر وهيفضل للنهاية صاحبي.
❈-❈-❈
ظلت حورية طوال الليل تنتظر آدم لكنه لم يأتي، ربما ظل في منزل عمه لكن مهلاً والدته اخبرتها أن لا أحد بقى هناك، لا تعلم لما راودها شعور انه عند الآخرى وبالفعل ها هو يجلس وهي تحـ ـضنه بقوة وتبكي بانهيار على حب انتقل إلى رحمة الله، يربط على ظهرها بين حين والآخر، ظل بجانبها حتى غفت في حضـ ـنه فلم يرد تركها وبقى معها طوال الليل
عشق قضت ليلتها جميلة كعادتها مع زو..جها ومعشـ ـوقها الأول والآخير رعد، بينما بقت سيلا في الشوارع طول الليل مع يوسف، حقًا شخص إذا بقت معه عمر كامل لن تشعر بالملل، كان يقف يضمها من ظهرها ويتحدث معها عن أمور عديدة
يوسف : أيام الشقاوة بقى
سيلا وهي تُقـ ـبل وجنته : على أساس حبيبي بقى عاقل
يوسف : عاقل ومش عاقل فاهماني بعدين أنتِ جنبي بقى تتحملي
سيلا بمرح : مين يتحمل مين ؟ بس خلاص أنا اتحملك العمر كله المهم تكون جنبي وفي حـ ـضني
يوسف : صحيح يا جزمة مقولتيش ليه من الأول إنك واقعه فيا، قبل ما اغرق في الأخطاء
قـ ـبل باطن كفها لتردف : أنت مكنتش شايف غيرها، بسببك حاسه إني حرباية منك لله أو انا بالفعل حرباية
يوسف : تس تس سيلا الثعبان
صرخت بعبوس وهي تضربه لينفجر ضاحكًا.
❈-❈-❈
جلست چمان على طرف سر..يرها تنتظر خروجه من الحمام، نظر باتجاهها ثم سخر بنظرته، تمدد على السر..ير يخرج ملف من الدرج وبدأ يتفحص ما بداخله
چمان : عشق قالتلي النهاردة إنك السبب
همهم لتكمل : أنا مصدقتهاش مع إن هي قنوعة جدًا، أقولك على حاجة أنا بغير منها اوي، بالرغم إني حلوة وأحلى منها بمراحل وهي نفسها بتقول بس بحسها بتقول من غير غيرة، بغير من علاقتها بكل الناس، بابا أحمد ألف مرة يقولي أنا بكرم الدنيا عشان عشق، حنيته وحبه ليها مشوفتش قبل كده، حتى ماما نور برغم إني الأقرب ليها بس عمرها ما فضلتني على بنتها
ياسين ببرود : محدش قالك إن الطمع وحش وعندك أهلك
چمان بدموع : مكنوش كده ولا عمرهم هيبقوا كده، كمان لما بشوف رعد معاها بستغرب، ازاي شخص معاه عشق ويحبها كل الحب ده، عشق اللي في يوم مفكرتش إن واحد يحبها بنسبة واحد في المية بسبب غرورها وأنانيتها وتكبرها يجي شخص ذي رعد ويعشقها، أنا بشوف نظرته ليها بس بحس بغيرة، دلعها عليه وحضنه اللي دايمًا مفتوح ليها
ياسين : تعرفي أنا بكره عشق دي اوي، لحد من كام ساعة داعي عليها من جوا قلبي ربنا ياخدها بس لما بفكر بلاقي أنها فعلاً تليق برعد، تليق بوالدها، تليق بكل الحب، هي بتبص لوالدها على أنه الدنيا وما فيها، لو في يوم خلفت بنت وبصتلي البصة دي مستحيل افارقها لحظة، حتى مع رعد هي سايبه كل الأمور كأنه هو عشق ورعد وحياتهم وكل حاجة، اتخلت عن عنادها لسانها تمردها دي حتى لبست الحجاب عشانه وبس يبقى أزاي ؟
نظرت له ثم قالت : بص هي مش غيرة هي حسرة على نفسي، زمان كنت تعبانة اوي مقضتش طفولة حلوة حتى بابا مكنش لينا الأب الحقيقي كان كل اللي بيعمله بيشتغل عشان منتحوجش لحد، أنا فاكرة مرة كان تعبان وهيموت واستخسر يكشف عشان مصاريفنا لولا بابا أحمد كان فعلاً راح فيها، ولما كبرت كنت ثانوي عامة حقيقي مكنتش بقوم من على الكتاب وفي الآخر جبت طب بس مكنش دا كياني واللي عايزاه بس يلا المهم ابويا يبقى ابو الدكتورة، ضغط كبير اوي من كل نحية دراسة البيت الفلوس الصحاب مفيش في حين هي كان عندها كل حاجة، مامتها سابت باباها بس هو أداها كل حاجة، حاجة توجع إن فلوس شهر كامل ليا هي بتاخد ضعفه في ليلة، هي كانت بتأذي كل الناس نفسيًا في حين أنا كنت دايمًا ساكته وادعي واقول يا رب عوضني في جو..زي، كنت بتحسر وبقول أكيد ربنا هيشيل منها حاجة ويعطيها ليا بس للأخر ربنا أداها كل حاجة وشالها مني
لتكمل ببكاء : بس أنا والله مش زعلانة بالعكس بس هي الغيرة دي شيء غصب والحسرة مش بمزاجنا، أنا زعلانة بس إني شوفت فيك العوض بس اكتشفت إن مفيش حاجة في الدنيا بتسعد
مسحت دموعها ثم قالت : جوايا حاجات كتيرة نفسي افضفضها بس مش لاقيه اللي يسمع بجد
ياسين بهدوء : أنا بسمعك وجاهز اسمعك
چمان وهي تمسح دموعها : معتش أنت اللي عايزة احكيله، ممكن تبطل تديني الحبوب لأنها بتخلص على قلبي تدريجي كمان بلاش تلمـ ـسني وأنت شايفني جايدا
استغرب من كونها تصدق عشق لكنها لم تطلب الطـ ـلاق، تراجعت چمان وتمددت على السر..ير تسـ ـحب الغطاء فوقها، عقد حاجبيه ثم بدأ يفكر فيها ليفكر أيضًا في وضعها فالطـ ـلاق ليس بهين على أهلها وربما لهذا تتحامل وتبقى
تنهد قبل أن يبدأ حديثه قائلاً : أنا كنت مدي جايدا كل الثقة، وثقت فيها أكتر من رعد وكنت بحكيلها كل حاجة يا چمان، صفقاتي عيلتي مشاكلنا حتى مشاكلي مع رعد بسببها كنت بحكيها ليها، رعد مكنش مرتاح لفكرة أحب واحدة واعرفها على كل اللي يخصني، قالي الثقة بتيجي بالسنين يا ياسين ويا ريتني سمعت كلامه
اعتدلت جالسه تستمع له بانتباه ليكمل : خسرت أكثر من عشرين صفقة، وقتها كنت ماسك شركات العيلة مكنتش لسه شاركت رعد
چمان بحزن : هي السبب
ياسين بحزن : من غبائي كنت بعين الملفات معاها وهي تسرب الأرقام لحد ما .... خسرت كل حاجة يا چمان القصر اترهن والشركات وكل حاجة ضاعت بسببي وبرضو كنت مديها الثقة وقولت مش هي اللي تعمل فيا كده، تأنيب بقى من ولاد عمي وجدي وسمعت كلام الكل كان بيخاف يفكر فيه بقى يتقال ليا
فرت دموعها بحزن عليه ليكمل : رعد وقتها دفع مبالغ عشان استرد الشركات، اضطر يبيع عقارات لأهله عشاني كمان أدهم اشترى القصر وكتبه باسمي أنا، الاتنين كان فضلهم عليا كبير وخصوصًا رعد، وقتها لفت انتباهي لحاجة، جايدا كل الملفات بتروح ليها قالي جرب كده تغير الملف وتوديلها واحد ارقامه مش حقيقية
چمان : وعملت كده ؟
ياسين بتأكيد : عملت يا چمان وكسبت الصفقة فعلاً، بدأت أدور ورا جايدا اكتشفت أنها اتخطفت من أهلها وهي صغيرة والست اللي خطفتها تعبانة اوي مشلولة وبتاخد كيماوي، وجايدا عشان ملهاش غيرها مرضتش تطلب مني ولاقت إنها تبعني أسهل
مسكت ذراعه قائلة : اللوم مش عليها يا ياسين، كل واحد ليه تفكير وتفكيره بيوديه في ناحية
نظر لها قليلاً ثم قال : أنا ذنبي ايه ؟ أنا حبيتها بس يا چمان
چمان : ماتت أزاي ؟
تذكر ذاك اليوم ليعيد رأسه للخلف ويغمض عيناه قائلاً : واجهتها في يوم وقولتلها إني عرفت الحقيقة، هي كانت عارفة إنهم هيقـ ـتلوني، شافتهم ومردتش محستش غير وهي بتبص لفوق بعدين لفت وحضـ ـنتي، فدتني يومها حتى قبرها معرفش عنه حاجة
انفجرت باكية قليلاً ثم قالت : وبعد دا كله عايز تنتقم منها
ياسين بهدوء : ومين قالك إني اتجـ ـوزتك انتقام، اة انا ضربتك بس دا كان جزء جوايا وخلص بس مكنش الحقيقة
چمان : كلام عشق صح، أنت مش هتحبني عشان أنا مش شخصيتها
ياسين بتنهيد : أنتِ فعلاً مختلفة، تصبحي على خير
چمان بخفوت : ربنا يهدك
❈-❈-❈
أعطى أحمد العلاج إلى نور التي أخذته ووضعته في فمها، ثم أخذت منه الكوب تشرب الماء، داعب وجـ ـنتها بخفة
أحمد : ايه لازمة البوز ده ؟
نور بحزن : عشق كانت زعلانة ليه ؟ هي عمرها ما ..
أحمد مقلداً إياها : ما هتعاملني ذيك، هتفضل أنت رقم واحد عندها، يا حبيبتي دا يزعلك في حاجة
نور : اة بيزعلني
أحمد بضحك : منا عارف وهي أساساً مكنتش عايزة تزعلك بس هي اتشاكلت مع چمان
نور بلهفة : ليه ؟ دي أختها
أحمد بأسف : أهي چمان قالتلها أنتِ مش أختي متجيش أنتِ تقولي أختها
نور : أنت اتقفلت من چمان كده ليه ؟
أحمد بزفير : عشان دي عشق يا نور، ميت مرة أقول أنا بكرم الدنيا عشان عشق يجي حد ويزعلها لا وألف لا
نور وهي تضمه : يا بخت عشق
أحمد : يا بختي بعشق وأم عشق وأخو عشق وكل اللي في قلب عشق.
❈-❈-❈
في اليوم التالي
جلس إبراهيم مع جمال اخوه أمام والدهم الذي يراجع بعض الملفات، أغلق جلال الملف ونظر باتجاه جمال قائلاً : أنت بعت مرا..تك وولادك ليه ؟
جمال بهدوء : مبعتش حد، هما عايزين يشوفوا مر..ات عمهم، براحتهم
جلال : ماشي على هواهم اوي وخليت ابنك راجل البيت، ويا فرحته باللف والصرمحه
جمال : مش أنا لسه عايش، براحته بقى وهو فعلاً بقى راجل البيت، دا ميزعلش حد وبكفاية أنه جنبي
إبراهيم بحدة : قصدك ايه يا جمال
جمال بضيق : مقصدش
جلال وهو يعيد ظهره للخلف : هو لا شماتة في المرض بس أنا حاسس دا من أعمال نور
جمال بحدة : أيوة وهي عملت ايه بقى ؟
جلال بحدة : خليك أنت ومر..اتك محامي دفاع عنها
جمال بزفير : مش محامي بس كلمة الحق متزعلش حد، ومتنساش حضرتك عندك سكر وضغط وقلب كمان هل دا ذنب نور ؟
إبراهيم : أنت بتقول ايه ؟
وقف جمال قائلاً : مبقولش عن اذنكم
واتجه للخارج ليجد زينة في طريقة، اردفت : صباح الخير يا بابا
جمال : صباح النور يا حبيبتي، أنا نازل القاهرة تيجي معايا
زينة بلهفة : هتقول لبابا
جمال : هقوله، يلا اجهزي
❈-❈-❈
استيقظت عشق على صوت الشيوخ يتلو القرآن الكريم، نظرت حولها لم تجد رعد، وقفت ترتدي إسدالها ثم نزلت لأسفل متجهة للمطبخ
عشق : يا دادة، دادة هو في ايه ؟
الدادة : النهاردة ذكرى وفـ ـاة دكتورة علياء ودكتور آدم ربنا يرحمهم
عشق بصدمة : أهل رعد ؟ أزاي دا مقاليش
خرجت ثم اتجهت تصعد لغرفتها، أخذت شاور سريع وارتدت بنطلون اسود واسع وجاكت اسود اسفله توب اسود كذلك حجاب بنفس اللون، نزلت لأسفل لتلتقي برعد
رعد بخضة مصطنعة : بسم الله الرحمن الرحيم، ايه دا حرام عليكي
عشق : في ايه ؟
رعد : مسوداها ليه ؟ اطلعي غيري ايه ده !
عشق بنفي : لا ميصحش مش النهاردة ذكرى وفـ ـاة أهلك، مقولتش ليه ؟
رعد وهو يداعب وجنتها : وأقول ليه ! الشيوخ هيفضلوا يقرأوا للعصر والعصر هطلع المقابر وبليل هعمل شوية حاجات، كله معتمد عليا
عشق بحدة : برضو أنا مر..اتك وحقي أعرف، بجد تصرف غير مسئول يا رعد
ابتسم بخفة قائلاً : معاكي حق، روحي غيري الأسود ده وتعالي، أنا مش بحب اشوف حد لابس أسود
عشق : ما أنت بتلبس أسود
رعد : أنا البس أنتِ متلبسيش وبالشكل ده
حاوطت عنقه قائلة : على فكرة دي عنصرية
قـ ـبل أنفها قائلاً : عارف يلا اطلعي
صعدت لأعلى ثم عادت تنزل وهو ينتظرها، ضحك بخفة وهو يجدها بدلت الطرحة والتوب فقط، حاوط خصـ ـرها يرفعها قائلاً : بتضحكي على مين ؟
عشق : استنى بس في كلمتين محشورين في زوري هنا ممكن اقولهم
رعد بإبتسامة : قولي
عشق : أبوك كان دكتور وأمك كانت دكتورة برضو
رعد باستنكار : أمك ! كملي
عشق : استنى وعندهم فلوس قد كده
قالتها وهي تفتح ذر..اعيها لتكمل : أكيد ماتوا من الحسد
رعد بمرح وهو يقرص أنفها : هما لو فعلاً مكنوش ماتوا كانوا هيموتوا الوقتي من عينك
عشق بتلقائية : معاك حق، استنى ايه ؟ بتقول ايه ؟
ضحك بخفة لتكمل : سبني بقى معتش تكلمني
رعد : خلاص بهزر متزعليش
عشق : صالحني بقى
أشارت على وجـ ـنتيها ثم جبـ ـينها ليقـ ـبلهما ثم تركها تتجه للمطبخ وعاد للشيوخ، تذكر ذات يوم بعد وفـ ـاة چلنار كيف اعتزل في غرفته ليدخل والده له
آدم بمرح : خليك مكتئب هنا ولوله عاملالي مناحة طول الليل عشانك، بتعكر على أبوك دي اخرتها
رعد بحزن : مقصدش يا بابا والله
ربط على ظهره قائلاً : عارف، أنا جبتلك هدية
رفع رعد عيناه لوالده الذي أخرج مصحف ومعه كتيب صغير يحمل الكثير من الأدعية، اردف : دا مصحف هتقولي منا عندي، لا دا غير
تنهد ليكمل : عيشت سنك وبقيت راجل، قرب من ربنا هتعرف إن مـ ـوت چلنار ما هو إلا خير يا ابني
رعد وهو يحني رأسه : حضرتك متعرفش حاجة، چلنار كانت ...
آدم : يا رعد أنا عارف إنك محبتهاش، أنت حبيت حبها ليك، أنا مش عيل ومش علياء، هو مش بس خير ليك أكيد خير ليها، أنت لما قولتلي عايز تخطبها أنا معترضتش بس الوقتي مش هسيبك لوهم ومش هسيبك تضيع، أنا بحطك على طريق عمره ما هيضيعك يا ابني
ابتسم بخفة فهو منذ وفـ ـاة چلنار وحديثه مع والده وُلد رعد الحالي، وضعه آدم على طريق لم يضع فيه، وحين وقع في حب عشق علم الخير له، وحين توفي جميع أهل چلنار عرف الخير لها فهي لم تكن ستتحمل هذا وربما انتحرت لتعلقها به، حب چلنار لرعد كان حب جنوني، صرحت أمام الجميع بهذا وأنه إن فكر في سواها لن تتردد في قـ ـتل الفتاة، برغم علمها بعدم حب رعد لها او لغيرها لكنها أبت الفكرة، لينتهي الأمر بموتها يوم خطبتها من رعد
هكذا نحن البشر جيدين في التفكير، والله سبحانه وتعالى هو من ينفذ ويدبر، نغرق في ملاذات الدنيا وما نرغبه ولا نعبء إن كان حلال أم حرام لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتكون نهايتنا قبل تنفيذ رغبتنا
أتى المساء واتجه رعد مع عشق لقبر والديه، لم يكن يحتاج لشيخ هناك فهو ألقى بنفسه القرآن والأدعية عليهما، ثباته الإنفعالي هذا جعلها تستعجب، تذكرت ذات يوم حين سألته ألم يبكي أخبرها في وفاة أهله فقط لكن كونه لا يبكي ويحافظ على ملامحه ثابته هذا عجيب
تجمع الكثير من الناس كأنهما على علم باليوم وأتى شاب يبدو من رجال رعد، أخرج حقيبة تحتوي على الكثير من الظروف وبدأ رعد يوزعها
رعد : خدي وأدي للستات
عشق : وأنا مالي يا لمبي
طرق جبهتها بأنامله فابتسمت وبدأت توزع مثله، تلقت الكثير من الأدعية هي وزوجها وكذلك والديه، سمعت سيدة تقول : ربنا يرزقكم بالذرية الصالحة
بالتأكيد سوف تكون صالحة فهي عشق المتهورة أصبحت صالحة، كيف سوف يكون أولاد رعد ؟ اختفى رعد فجأة من أمامها، بدأت تبحث عنه فوجدته أمام مقبرة ثم تركتها وأتى باتجاهها، عادت دون أن يراها وحين وصل اتجهت حيث نفس المكان لتجد مكتوب " فقيدة العلم والشباب / چلنار سالم الدوسري " وتاريخ الوفاة قبل أكثر من سبع سنوات
عادت تعود معه للمنزل، تنهدت وهي تقول دون مقدمات : رعد مين چلنار دي ؟
ظنت أنه ربما يعنفها او يخبرها لما راقبته، أي رد فعل لا يليق برعد لكنه قال ما يليق به : كانت صديقه ليا من إعدادي وكان في مشروع خطوبة
عشق : بعدين ؟
رعد : اتقـ ـتلت يوم الخطوبة
عشق بصدمة : اتقـ ـتلت !
رعد بهدوء ظاهري : بيقولوا حادثة لأنها ما..تت وهي بتسوق العربية، بس أنا عارف إنها جريمة قـ ـتل مش حادثة
عشق بتوتر : مين اللي قـ ـتلها ؟
رعد : هعرفه وقريب كمان
عشق بتساؤل : عشان كده دخلت جـ ـنايات
رعد بهدوء : أممم
فرت دموعها سرعان ما مسحتها قائلة بغيظ : هو أنا ذيها وذي المحروسة صح ؟ ولو اختفيت أو مـ ـت عادي بقى كـ ـلبة وراحت ويجي غيرها
لم يجب فزفرت بصوت مسموع ثم ضربت ذراعه بقبضتها، ابتسم بخفة ليردف : على فكرة أنتِ عارفة المحروسة وقريبة منك اوي
عشق بصدمة : بتتكلم جد ؟ مين ؟
رعد : هقولك بعد ما نخلف الطفل الخامس ويكمل تمنتاشر سنة
فغر فاهها بصدمة وهو يدخل ساحة المنزل ثم نزل لتصرخ بعبوس : أنت عايزني أجيب خمس عيال، لييييه أرنب
رعد : أهو الأرنب دا مفيد عنك، على الأقل مش صداع
عشق : أنا خليتك تاخد عليا اوي وبقيت بتغلط
اقترب منها ثم حملها قائلاً : بمزاجي
عشق بمرح : ما هو بمزاجك، حد قال غير كده.
❈-❈-❈
خرج يوسف من المطبخ يتناول الحلويات وعلى أذنه هاتفه يتحدث معها، علت ضحكته بسعادة ووالدته تتأمله بإبتسامة، ربطت نور على كتفها فالتفتت لها
نور : هي زينة صعبانه عليا بس أنا فرحانة لفرحته
زهرة بإبتسامة : وأنا كمان يا نور، يعني أنا عندي عين واحدة هتمنى ايه من ربنا غير يبقى مبسوط ومع اللي قلبه يختارها
نور : يوسف طيب وابن حلال وقلبه أبيض، كمان زينة بكره تلاقي اللي يستاهلها ويقدرها
زهرة وهي ترفع يـ ـديها لأعلى : يا رب بحق ما زرعت حب البنت دي في قلبه أرزق زينة بالأحسن منه ويعوضها عنه
نور بضحك : بصراحة هو طلب غريب بس يا رب
جلس يوسف بجانب والدته قائلا : قاعد جنب حماتك اهو، لا هي عارفاكي وعارفة إني هحسن النسل بيكي
اطلقت نور ضحكة رنانة وهي تقول : عشق بتتكلم
يوسف : بتسلم عليكم يا جدعان، ثانية الباب بيخبط
وقف واتجه يفتح الباب، تفاجىء من وجود زينة أمامه كذلك والده، اردف بهدوء : هكلمك بعدين
زينة باستغراب : بتكلم مين ؟ دي عشق
يوسف : تؤ
اتجه للداخل فاستغربت من أنه لم يسلم عليها، دخل يشير خلفه عليها وعلى والده، هتفت زهرة بلهفة : جمال
يوسف : ابتدينا فقرة المراهقة المتأخرة
ضحك الجميع ليقترب جمال ويُقـ ـبل جبـ ـين زو..جته ثم سلم على نور، سلمت زينة عليهما ثم جلست متسائلة : فين هدير وإيمان ؟
زهرة : راحوا مشوار مع أحمد، شوية وراجعين
يوسف : أنا خارج يا أمي
جمال : خد خطيبتك معاك يا يوسف
نظر له ثم لوالدته وزينة ليردف : تخرجي معايا
زينة : لا بلاش
يوسف : أنتِ حرة
واتجه يخرج فاردف جمال : ليه كده يا زينة
زينة بحزن : هو شكله مش عايز ياخدني، دا ما صدق
جمال : يا بنتي هو زهق مناهدة وتعب، جوزك بيضيع منك
زهرة بضيق : هو ضاع خلاص
نظرت زينة لها كذلك جمال بينما قالت زهرة وهي تقف : راحه احضر الغدا
جمال : في ايه يا نور ؟
نور وهي تمـ ـسك يـ ـد زينة : ايه اللي حصل بينك وبين يوسف يا زينة خلاه يبص بره
زينة بصدمة : هو بص ! أزاي كده ؟ بالسرعة دي
نور : مش معقول كل حاجة تحصل بين يوم وليلة، أنتم مخطوبين من سنتين ومكتوب كتابكم بقالكم أكتر من سنة، اكيد مش في ثانية
زينة بدموع تنساب : ملوش لازمة الكلام هو اختار خلاص
تركت نور يـ ـديها بصدمة تفكر كيف هان عليها العشرة والحب بهذه السرعة، غريب حقاً !
❈-❈-❈
" التجاهل "
هو أسوأ عقاب في أي علاقة وهذا ما استخدمته لارا مع أدهم، لاحظ الجميع ما يحدث وللغرابة لم تقل لارا سوف نتطلق كالعادة، ابتسم علي بخبث وهو يجدها تجلس في كرسي بعيد عنه، رمى أدهم الشوكة ثم وقف واتجه للخارج
نورهان بلهفة : أدهم
لم يرد عليها لتكمل : لارا قومي روحي وراه عشان خاطري، دا مكالش من الصبح والوقتي كمان
اكتفت بهز رأسها وكادت تقف لكن الدنيا دارت بها لتفقد وعيها كليًا، صرخات أتت من الجميع باسمها جعلت أدهم يعود جريًا
أدهم بلهفة وخوف : لارا
حملها بين يـ ـديه ثم صعد بها لغرفتها قائلاً : رنولي على دكتور بسرعة
وضعها في سر..يرها يحضر برفيوم لكنها لم تستيقظ برغم رائحته القوية، اردف علي بحدة : أنت هببت ايه للبنت ؟
كتم جاسر ضحكته ليقوم بلكز يارا التي ضربته بخفة تمنع ضحكتها، همس بخفوت : جدك دا قادر بالله
يارا : دا مش قادر دا حاجة تانية بس مش هعرف أقولها عشان أنا بنت
جاسر : عرفتها
يارا : أحلى حاجة أنك على الخط
أتت الطبيبة وبدأت تفحص لارا أمام أعين نورهان وعلي الذي رفض يخرج وبالتأكيد أدهم، أعطتها محلول ثم نظرت لهم قائلة : شوية وهتصحى هي ضغطها واطي مش أكتر، المفروض نهتم شوية بأكلها وعلى كل حال هكتب على شوية تحاليل تعملها واشوفها
فتحت نورهان الباب ليدخل الجميع لتكمل الطبيبة : عشان أعرف أتابع حملها بشكل كويس
نظر الجميع لبعضهم بصدمة، هتف علي بحدة : أنتِ بتقولي ايه ؟ حمل مين يا ست أنتِ
الطبيبة : المدام حامل وعشان نتأكد هنعمل تحليل
علي : حامل من مين ؟ هي لسه ...
أدهم بانفعال : هي متجـ ـوزة وراجل مش سوسن ولا أختها
علي بسخرية : لا راجل فعلاً وعرفت تصون أهل البيت اللي عايش في خيره
أدهم بحدة : خير مين يا ابو خير !
علي بغضب صارخ : أنا هعرفك خير مين، امشي اطلع بره بيتي
فتحت لارا عيناها بتعب تتمـ ـسك بيـ ـد أدهم قائلة : جدي
علي بعصبية : بلا جدك بلا زفت، دي اخرة اللي يلم اليتيم في بيته، الولد ده ملوش مكان بينا ولارا هتطلقها، أنت مصونتهاش في بيت أهلها هتصونها في بيتك
جاسر بخفوت : هوبا انزل بالموسيقى الدرامية، يلا الكبير بيتكلم محدش ينطق، مسلسل هندي باحت، شوفي ريأكشنات باقي العيلة
يارا بهمس : أيوة هات الكاميرا على نورهان ثم ياسين ثم چمان ثم همس ثم مالك ثم أدهم ولارا التي سوف تدافع عن زو..جها، انزل بالموسيقي الحزينة ماما نورهان تقول هو ابني انا
جاسر : اة تيرارارا أنا اة مخلفتوش بس بحبه بحبه بحبه
أدهم بحدة : يعني بتطردني من الجنة أنا لولا خاطر لارا وأمي مكنتش قعدت
علي بحدة : مش أمك، أنت أمك ماتت من زمان وارتاحت من همك وقرفك
ضغطت لارا على يـ ـده تجلس ثم قالت : يا جدي لو سمحت
علي : أنتِ تخرسي خالص ومسمعش صوتك لحد ما اتخلص من المصيبة اللي فيكي دي
هتفت يارا بهمس : ابني مش مصيبة
جاسر : تن تن تن تن يا جدي دا روح عماله بتكبر جوايا وبتكبر وبتكبر لحد ما هتضيق علينا المكان
يارا بأعين متسعة : ولو ضيقت علينا المكان كلنا هنعفص، ولو اتعفصنا هنموت
انهمرت دموع لارا وهي تقول : قوم يلا هنمشي
مالك : تمشي تروحي فين ؟ أنتِ مش هتتحركي من هنا هو يمشي، بكفاية مش مهنيكي يوم على بعضه
لارا بصوت مرتفع : محدش ليه دعوة، هو جوزي واختياري وأنا حامل منه وحره
همس أدهم لها : كان نفسي أقولك خليكي بس أنا فعلاً مش هعرف أكمل من غيرك
حملها بين يـ ـديه وخرج تاركًا إياهم مقاطعًا هذا النقاش كليًا، لنرى كيف ستسير حياتها مع الأدهم من هذا اليوم ...
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية