رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 8
قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وبها متيم أنا
رواية جديدة قيد النشر
وبهامن قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
اقتباس الفصل الثامن
بس بس، إيه اللي بتعمله دا يا ولد هتموتها.
هتفت بها نور بارتياع وهي ترفع رامي وتبعده عن توأمه رنا، والاَخر يقاوم بغيظ:
- سيبني سيبني خليني اخلص عليها، زي ما بوظت لعبتي.
نهضت رنا تقارعه بتحدي:
- احسن احسن، عشان تبطل تبعدني ومتلاعبنيش معاك .
كلماتها زادت من اشتعال الاَخر، ليصيح ساخطًا، وهو يحاول أن ينزع نفسه من نور التي كانت تجاهد للسيطرة على أعصابها التي كانت ترتخي من فرط ضحكاتها:
- هموتها، لازم اموتها، سيبيني يا طنت.
- يا بني حرام عليك تعبت إيدي.
قالتها نور مقهقهة بتعب حقيقي مع وجع ذراعيها، قبل أن تلتف هادرة بالصغيرة التي كانت تقف متخصرة أمام شقيقها باستفزاز:
- يا بنتي ابعدي عنه، اخوكي متعصب بجد .
ولجت زهرة لغرفة الصغار مجفلة على الأصوات، لتردد نحوهما:
- إيه في إيه؟ هببتوا إيه تاني؟
ردت نور تستنجد بها:
- اللحقيني يا زهرة، ابنك عايز يقتل اخته ويموتها.
لملمت زهرة ابتسامتها بصعوبة، وقد أشفقت على نور من فعل توأمها المزعج، ف هدرت نحو ابنها بحزم:
- اهدى يا ولد وفهمني اللي حصل بهدوء، وانتي يا نور سيبيه:
سمعت الأخيرة لتتركه على الفور بعد أن هدأت حركته، ورد رامي بانفعال:
- بنتك يا ماما، بوظتلي اللعبة وانا لازم اخد حقي منها.
نقلت زهرة بأنظارها نحو ابنتها التي كانت تناظرهما بشجاعة زائفة تدعيها في كل مرة تخطأ فيها، سألتها زهرة رغم علمها المسبق بالإجابة:
- بوظتي لعبة أخوكي ليه يا رنا؟
زفرت الصغيرة تقلب مقلتيها قبل أن تجيبها ببساطة:
- انا بس لعبت بيها، هي بقى اللي باظت لوحدها، هعملها إيه؟
كزت زهرة على أسنانها وصاح رامي بوجه أحمر من الغضب:
- شايفة يا ماما، اهي بتنكر اهي، زي كل مرة، عشان لما اقولك ان هي اللي بوظتها تبقي تصدقيني.
خاطبته زهرة بمهادنة:
- يا حبيبي هدي اعصابك شوية، دي باردة وهتشلك.
- يعني وبعدين هاخد حقي ازي؟
صاح بها بصوت عالي اجفل نور التي تماسكت بصعوبة، لتتابع زهرة ومحاولاتها في التوفيق بين الإثنين، حتى صرفتهما وغادرا الغرفة، ولم يتبقى سوى ظافر أصغرهم، فقد كانت تحمله على ذراعها، تناولته منها نور فور أن جلست بالقرب منها على تخت رنا، وقالت تخاطبها بحرج:
- سامحيني يا نور، لو تعبوكي الأولاد دول، بس انتي شوفتي بنفسك، انا تعبت وفاض بيا منهم.
تأثرت الاَخيرة تقبل ظافر الصغير، قبل أن ترفع رأسها إليها وتقول:
- يا ستي ربنا يخليهمولك، اينعم هما اشقيا لدرجة غبية، بس حلوين والله ودمهم خفيف.
رددت خلفها زهرة بتعب:
- دمهم خفيف إيه بس؟ دول مصايب هما الجوز، طب تصدقي بإيه، إن جوز المتخلفين دول، كانوا بيتخانقوا مع بعض وهما في بطني ومن قبل ما يتولدو!
- مش معقول!
تفوهت بها نور شاهقة بذهول، وردت زهرة بتأكيد:
- وربنا زي ما بقولك كدة، انا كنت بحس بيهم وبرفسهم جوايا، دا انا طلع عيني فيهم، لدرجة اني حلفت بيني وبين نفسي، إني توبة ومش هكررها تاني، بس ربنا بقى أراد اني اخلف بعدهم الأستاذ ظافر، رغم كل الإحتياطات اللي اخذتها، تقدري كدة تقولي، إنه جه غلطة.
تبسمت نور تردد وهي تقبل الطفل:
- والله أحلى غلطة، طب يا ريت كل الغلطات حلوة وجميلة كدة، يا ختي، قمر يا ناس.
طالعتها زهرة بابتسامة ضعيفة لتقول بحرج:
- ربنا يكرمك يارب وتغلطي انتي كمان.
توقفت نور تحتضن الطفل بقوة متسائلة:
- تفتكري دا ممكن يحصل فعلًا؟ انا قربت افقد الأمل يا زهرة.
هتفت الأخيرة ترد بانفعال:
- وميحصلش ليه بقى؟ انا سمعت كذا مرة من جاسر، ان لا انتي ولا مصطفى، حد فيكم فيه عيب.
- هو فعلا زي ما بتقولي كدة، لكن مع ذلك ماشين في السنة التامنة من ساعة جوزنا أهو، ومفيش أي حمل بيحصل.
قالتها نور ثم توقفت بنتهيدة كبيرة خرجت من عمق ما تحمله بداخله من ألم، وشردت بعينيها بعيدًا تضيف:
- صعبان عليا أوي مصطفى، بيخاف حتى ما يلعب مع طفل من أولاد عدي، لتتحفه والدته بتعليق مستفز ، ولا بنظرة غامضة من مرات اخوه الغريبة دي، رغم اني بشوفه بنفسي وهو عينه اللي هتطلع عليهم، صعبة قوي دي يا زهرة...
قالتها وختمت بدموع سقطت منها، مسحتها سريعًا، لتتمالك أمام زهرة التي ربتت بكفها على ذراعها تقول بتحفيز وهي تنهض:
- خلي أملك كبير بالله يا نور، بطلي التفكير اللي يتعب ده، وقومي يالا معايا، خلينا ننزل نحصل الجلسة عند جاسر وكاميل.....
قطعت على سماعها لصوت صراخ قادم من الغرفة المجاورة، توقفت لبرهة وقد علمت مصدر الصوت، لتكز على أسنانها تهدر ساخطة بغضب:
- يا ولاد ال..... ، تاني برضوا.
قالتها وخرجت من الغرفة راكضة، نهضت نور هي الأخرى، مخاطبة ظافر الذي مازالت تحمله بين يــ ديها:
- تعالى يا حبيبي، نلحق اخوك قبل ما يخلص على اختك!.... يا نهار أبيض، دا انا كرهت الخلفة بجد عشانهم، جوز المصايب دول.
❈-❈-❈
وصلت صبا بالقرب من الجناح المقصود، لتتوقف مخاطبة صديقتها عبر الهاتف:
- انا وصلت يا ست مودة، خلصتي ولا لسة؟ خدي بالك انا مش هستني كتير........ طب يالا بسرعة بجى خليني اشوف الريسة بتاعتك دي واخلص مهمتي.... تمام.
انهت المكالمة تزفر بضيق متجنبة النظر حولها، لتتجاهل النظرات المصوبة ناحيتها من المارة بجنساتهم المختلفة، إن كانو عرب او أجانب او حتى مصرين أثرياء، فهذا الطابق لا يحتوي بغرفه سوى الصفوة، أما البشر العادين فلن يكونوا هنا سوى موظفين أو عمال من الفندق
زفرت بارتياح فور ان رأت مودة وهي تخرج من الجناح بعدة العمل التي تحملها معها، تبسمت لها المذكورة وهي تخطو لتقترب منها،
قبل أن تجفل كالبلهاء وتتعلق عينيها بهذا المهيب الذي خطا يتخطاها، ليدلف خلفها داخل الجناح، فرددت تبتسم بهيام نحو الأخرى فور أن توقفت أمامها:
- يا لهوي يا بت يا صبا، شوفتي الباشا اللي عامل زي نجوم السيما دا؟
القت صبا بنظرها نحو باب الجناح الذي دلف منه الرجل تقول بضيق واستخفاف:
- باشا بجى وكلام فاضي، ما تلمي نفسك يا مودة، وسيبك من سهوكة البنتة دي.
كشرت لها الأخرى تقول بإحباط:
يا باي عليكي يا صبا، مفيش مرة كدة تمشي معايا ع الخط وتفكي شوية، احنا بنات على فكرة ودي حاجات عادية بالنسبالنا، ولا انتي مش بنات؟
- لا طبعًا مش بنات.
قالتها صبا بمناكفة، وافتر ثغرها بابتسامة رائعة تتابع لها:
- ما تحاوليش معايا يا ماما، انا حالة ميؤس منها اساسَا،
يعني تاخديها من جاصرها، وخلينا نشوف شغلنا يا حبيبتي .
لوت ثغرها بامتعاض لترد وهي تتناول الهاتف من جيب ملابس العمل:
- طب استني دقيقة يا ختي على ما اتصلك بالست، واشوفها قاعدة فين بالظبط لتكون.....
فطعت فجأة على صيحة أتت من خلفها تجفلها:
- انتي يا بت انتي فين الساعة بتاعتي؟
التفت مودة بذعر نحو محدثها، لتجيبه بتلجلج:
- ننعم حضرتك ساعة إيه؟
- اقترب بوجه غاضب يرد باستهجان:
- نعم يا ختي، إنتي هتستعبطي...
هتفت به صبا غاضبة:
- لو سمحت خلي بالك من اللفاظك. فمفيش داعي للغلط، عايز الساعة يبقى تسأل بذوق.
رفع عدي أنظاره من مودة، لتقع عينيه على صبا التي كانت خلفها ولم ينتبه لها سوى الاَن ، فخرج سؤاله نحوها بتحفز:
- إنتي مين؟
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية