رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 6
قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وبها متيم أنا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
اقتباس الفصل السادس
في صالة المنزل التي ضمت ابراهيم ووالدته سميرة وز جها، الحاج عابد الورداني، بضيافة نرجس، وشهد التي كانت أمامهم، وكأنها رجل البيت، ترحب بهم:
- يا أهلا وسهلا يا حج عابد نورت وشرفت
رد الرجل يوميء بكف يــ ده على صــ دره بتحية اولاد البلد مرددًا:
- الله يخليكي ويحفظك، البيت منور بناسه طبعًا، تشكري يا ست شهد على زوقك.
بادلته التحية بابتسامة مرحبة، ثم التفت نحو المرأة التي تبستم الاَن بعرض وجهها وهي ترتشف من كوب العصير، مرددة:
- اه امال إيه، دي شهد دي ست البنات والله، وربنا بس اللي يعلم، بمعزتها عندي.
رفعت شهد حاجبًا مستغربًا لفعل المرأة والمبالغة في إظهار الحب، متناسية عن قصد نظرات الحقد التي كانت ترمقها بها بالأمس في المشفى، ازاحت عينيها عنها لتلتف نحو العريس والذي كان متأنقًا بملابس عصرية تثير استفزازها بالفعل، البنطال الضيق والذي يرتفع في الجلسة ليظهر عظام القدم البارزة، وقميص في الأعلى محكم على جسده النحيف، وقصة الشعر الغريبة والتي تشبهها بعرف الديك، اما عن وجهه فلم يبخل عليه بالاهتمام، بالحلاقة وتنسيق الحاجبين، يناظرها بابتسامة فهمتها شهد، لتبادله بابتسامة متوسعة:
- منور يا عريس.
وكان رده:
- دا نورك يا شهد، عقبالك يارب لما نفرح بيكي انتي كمان، قولي اَمين.
- امين .
رددتها شهد خلفه بابتسامة غير مبالية بسوء قصده، قبل أن ترتفع انظارها على تهليل سميرة بقدوم ابنة شقيقتها العروس:
- بسم الله ماشاء الله، دا إيه الحلاوة دي يا بنت اختي؟ تعالي يا قمر ونورينا تعالي.
بنظرة ساخرة كتمت شهد غيظها، وهي ترى اللطف المبالغ فيه من شقيقتها وهي تصافح الضيوف وترحب بهم بأدب غريب عنها، وخالتها المستفزة تقبلها بصوت عالي ومزعج، مرددة:
- يا ختي عليكي وعلى حلاوتك، قمر يا ناس قمر
ظلت شهد بصبر وصمت تتابع فقرة المداهنة من أهل العريس ، وتصنع الخجل من شقيقتها مع ابتسامات ونظرات مائعة بينها وبين هذا المدعو إبراهيم، حتى إذا جلست المذكورة، قالت شهد على الفور مخاطبة الرجل الكبير بعدم احتمال:
- ندخل بقى في المهم يا حج.
استجاب لها الرجل ليرد بحماس:
- ندخل في المهم، قولي اللي انتي عايزاه يا ست الكل، انا ابني شقته جاهزة في الدور التاني، ناقصها بس شوية تفاصيل وعفش العروسة، وكله يبقى تمام .
سمعت شهد لتجيبه بهدوء:
- بسم الله ماشاء الله، طلبات إيه وكلام فارغ إيه بس؟ دا احنا أهل في بعضينا يا عمنا واحنا مش هنختلف ولا هنزود ع اللي ماشي في السوق....... قصدي يعني في الجوزات اللي حوالينا...
قطعت فجأة على صوت جرس المنزل وانتظرت حتى فتحت رؤى للطارق، ف هتفت شهد لرؤية الرجل الذي دلف بابتسامته المعتادة:
- وادي عمنا ابو ليلة وصل اهو.
تطلع الجالسين باستغراب للهفتها وهي تنهض لتجلس الرجل على المقعد المجاور لها، ثم قامت بتقديمه لهم:
- دا عمي مسعود ابو ليلة، صاحب ابويا المرحوم يا عم الحج، ويعتبر زي عمي شقيق ابويا وأكتر، يعني هو اللي هتحط إيدك في إيده، لما ربنا يتمها على خير ان شاءالله.
تمتم الرجل بالتحية لمسعود أمام نظرات الذهول التي لجمت سميرة وشقيقتها والعروس، أما ابراهيم فخرجت تحيته على مضض، وتابعت شهد تشدد على كلماتها:
-انا صحيح بميت راجل بس برضوا، لازم اعمل حساب لبكرة، الراجل بيقدر الراجل، ولا إيه يا حج عابد ؟
قالت الأخيرة مفاجأة للرجل، والذي انتبه ليرد سريعًا:
- طبعًا يا بنتي كلامك موزون، والحج ابو لية مقامه فوق الراس، مع ان يعني مش مستاهلة، وانتي بنفسك قولتي ان احنا اهل .
تدخل ابو ليلة للرد نيابة عنها:
- طبعا اهل، وشهد متجصدتش غير كل خير، بس متأخذنيش يعني يا عم الحج، اصل انا صعيدي والحاجات دي مرت علي كتير جوي، وشوفت ياما رجالة جليلة الأصل في نفس الظرف، يوم ما تحصل مشكلة بينه وبين مرته، بيجولها إيه، ياللي واخدك من يد مــ رة...
صعق اربعتهم، وهتف ابراهيم بانفعال وقد تغيرت ملامح المرح لأخرى غاضبة:
- ما تخلي بالك من كلامك يا عمنا، هو انتي شايفني قلة.
اخفت شهد ابتسامتها، لتتابع ابو ليلة وهو يرد بابتسامته متلاعبة:
- لا سمح الله يا راجل، مين بس جال الكلام ده؟ انا بتكلم ع الناجصين، هو انت ناقص؟
جحظت عيني ابراهيم الذي افحمته كلمات الآخر، وقال الحج عابد بلطف:
- خلاص يا جماعة سيبكم من الكلام ده، وخلونا نرجع للمهم، كملي يا شهد كلامك، انتي قولتي انك عايز تمشي زي باقي الجوزات اللي حوالينا، تقصدي إيه بقى وضحي؟
بكف يدها التي رفعتها أمامهم، قالت بحسم:
- قبل كل حاجة يا عم الحج، انا ليا شرط، هيتقال قدامك دلوقتي، وهيشهد عليه ابو ليلة.
- إيه هو الشرط؟
سألها عابد بتوجس، لتجيبه بنظرة متنقلة على فراد اسرته واسرتها:
- شرطي يا عم الحج، إن مهما طالت مدة الخطوبة أو قصرت، معلش يعني، ابراهيم ملوش دخلة عندنا إلا في حضورك وبميعاد سابق مني....
توقفت على شهقات المرأتين ونظرة نارية من أمنية قبل أن تلتف على صيحة ابراهيم :
- نننعم! ليه بقى ان شاءالله؟ دي هتبقى خطيبتي، في حد ميشوفش ولا يتقابل مع خطيبته، في شرع مين دا بقى؟
بنظرة حازمة اشار له مسعود ليهدأ، وردت شهد بصرامة:
- دا ملهوش دعوة بشرع، البيت كله نسوان، وانت مهما كانت قاربتك، انا مش هبديك عن الأصول، ونفس اللي حصل مع جوز اختها الكبيرة، هيحصل معاك.
هتف ابراهيم يجادل:
- دا راجل كان مسافر وجه خطبها ع السريع في ظرف اسبوعين ومشي بيها بعد الفرح، لكن انا ابن خالتها ولسة عايز فترة خطوبة.
مطت بشفتيها تقول ببساطة:
- والله انت حر، تقصر الخطوبة او تمدها، براحتك، الأصول متزعلش حد، ولا انت زعلان يا عم الحج؟.
وجهت الأخيرة لوالد ابراهيم، والذي رد يفاجأ زو جته وأمنية الساخطة هي ووالدتها:
- لا طبعًا متزعلش حد، وانا معاكي في كل اللي تقوليه، عندك طلبات تانية يا ست البنات؟
زفر ابراهيم ينفث دخان من انفه، بهذا الاستسلام السريع من والده، وتبادل مع والدته وأمنية النظرات المحتقنة، وقال ليسبق رد شهد:
- طب مدام كدة بقى يبقى احنا هنعجل بكل حاجة، واولها الخطوبة، يعني بكرة ننزل نجيب الشبكة الصبح، وبالليل نعمل الليلة .
- بكرة فين؟ هو سلق بيض؟
هتفت بها شهد ليرد الآخر على الفور:
- ليه بقى يا ست شهد؟ احنا جاين وجاهزين بتمن الشقة، ولا انتي معندكيش مقدرة لليلة الخطوبة؟ احنا ممكن تشيل على فكرة، دي بنت خالتي واتقالها بالدهب،
قالها وافتر ثغر أمنية ببلاهة ضاحكة، كظمت شهد غيظها ورد مسعود بحمائية عنها:
- عيب الكلام ده يا عم ابراهيم، إنت بتتكلم مع المقاول شهد على سن وراح.
رد الحج عابد بلهجة لينة ماكرة:
- هو قاصده انهم حبايب، وأهل، يعني مفيش فرق، واحنا نقدر.....
- انا موافقة.
هتفت بها شهد مقاطعة تتابع:
- انا موافقة على الخطوبة بكرة وهعمل ليلة ع الواسع كمان، في حاجة تاني يا عم إبراهيم؟
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية