رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس االفصل 2
قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وبها متيم أنا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
اقتباس الفصل الثاني
بداخل مقر الشركة التي يتم بها عقد المقابلات لاختيار الموظفين الجدد، كانت صبا مع صديقتها الجديدة مودة، مازلن في انتظار دورهن في الإختبار، الذي يجريه رئيس العمل حتى يتم استلام الوظيفة، ف قالت بريبة تتسرب داخلها:
- أنتي مش ملاحظة إن كل اللي بيدخلوا بنات او ستات بس؟
ردت مودة وعينيها تناظر الجالسات حولها بهيئات مختلفة، من منتقبة بملابس واسعة للغاية، لمحجبة بملابس عصرية، إلى أخرى منفتحة ترتدي جيبة قصيرة وملابس ضيقة وزينة صارخة، عدة أنواع مختلفة من البشر كلهن نساء
- عندك حق طبعًا، القعدة هنا كلها طرية بشكل مستفز والواحد نفسه جزعت وبقى حلمه يشوف حاجة خشنة، بشنبات أو عضلات او حتى عادي المهم يبقى فيه تغير، بدل ما حاسة كدة اني قاعدة في كوكب النساء، هههه.
صدر صوت ضحكتها بشكل لفت الأنظار نحوها، فتبسمت لهن صبا تردد بحرج:
-أسفين يا بنات معلش.
أومأت برأسها مودة تدعي الحرج هي الأخرى، بابتسامة مستترة، لتجفل على لكزة قوية من مرفق صبا تلقتها على خصرها وهي تزجرها بنظرة محذرة:
-إمسكي نفسك بجى واعملي حساب الجعدة الزفت اللي احنا فيه دي، ولا عايزاهم ياخدوا فكرة عفشة عنك
دلكت مودة بكفها على موضع اللكزة تردد بتأوه خفيض:
-اه إيه ده؟ ايدك تقيلة اوي يا بنت ابو ليلة، وأيه الغل ده في الضرب؟ زي ما يكون في ما بيني وما بينك طار يا شيخة، اه .
زفرت صبا بضيق حقيقي، ولم تستجيب لمزاحها، فحالة من عدم الإرتياح كانت تتنابها بشدة، ولا تعلم سببها، جعلتها تفرك بكفيها وتزفر بضيق، ف خاطبتها مودة ملطفة:
-يا بنتي خفي شوية الفرك بتاعك ده؟ انا مش عارفة إيه اللي قالقك بالظبط، عشان مفيش رجالة معانا يعني، مش يمكن الراجل رئيس العمل قسم الأيام، ما بين الرجالة والستات، عشان الزحمة، واديكي شايفة بنفسك اهو.
التفت صبا نحو الغرفة الواسعة والممتلئة بالنساء، فبدا على ملامحها بعض الإقتناع، وتسائلت:
- طب ليه موضوحوش؟ مش يمكن كنا جينا احنا كمان في يوم الرجالة؟
حركت مودة رأسها بسأم تردف بمهادنة:
- يا صبا، متبقيش شكاكة كدة ودقاقة في كل حاجة، ما هو مش معقول يعني هيكون كل الهيلمان ده، معمول عشان النصب او مقلب كاميرا خفية، كبري شوية يا ماما، كبري.
قالت الاَخيرة وهي تشير بسبابتها على جانب رأسها، سمعت منها الأخرى وتجسرت تهدأ نفسها وتطمئنها أن كل شيء سيكون خيرًا بإذن الله.
حتى انتبهت على نداء الموظفة المسؤلة بإسمها، ف انتفضت محلها تجيب الفتاة:
- ايوة انا صبا مسعد .
رمقتها السيدة بنظرة مقيمة من رأسها حتى حذائها في الأسفل، لتزيد من توتر الأخرى، قبل أن تردف:
-اتفضلي يا صبا، مستر حلمي مستنيكي في المكتب جوا
سمعت منها لتقف، وتهندم في ملابسها بقلق شعرت به مودة التي وقفت هي الأخرى، ولكن لتؤازرها:
-إهدي يا صبا وخدي نفس طويل وخرجيه، عشان تبقي واثقة في نفسك كدة مع الراجل اللي جوا ده، وتعرفي تجاوبي صح على كل سؤال يتوجهلك.
أومأت لها تهز برأسها، ثم تحركت تذهب وهي تعيد برأسها كل ما ذاكرته بالأمس من معلومات عن قواعد وأساسيات هذه المقابلات وما قد يوجه لها من رئيس العمل، وكيف يكون رد فعلها كفتاة تليق بالوظيفة .
❈-❈-❈
القت التحية وهي تلج لداخل غرفة مدير العمل والذي كان منتبهًا لها وكأنه ينتظرها:
-السلام عليكم .
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قالها الرجل وهو ينهض عن مكتبه ليصافحها بكفه، استغربت صبا في البداية، ثم رصخت مضطرة لتبادله المصافحة، لتفاجأ بحرارة الترحاب بابتسامة لم تعجبها وكفه تطبق على كفها:
- اهلا اهلا يا صبا، نورتي وشرفتي، دا ايه الجمال ده؟
على الفور نزعت كفها صبا لترتد بأقدامها للخلف قائلة بعملية:
- اهلا وسهلًا يا فندم.
شملها الرجل الأربعيني بنظرة مقيمة هو الاَخر ليقول بإعجاب صريح:
- ما شاء الله يا صبا، انتي جميلة اوي .
- جميلة أوي!
تمتمت بها بعدم استيعاب، ف على حسب معلوماتها هذه العبارات لا تقال بهذه الصراحة أبدًا من رئيس العمل!
- اتفضلي اقعدي يا صبا.
قالها الرجل وهو يشير بكفه أمامها، اذعنت لتجلس على الكرسي المقابل لمكتبه مرددة با عتيادية:
- شكرًا يا فندم.
جلس هو الاَخر يقول بلزاجة لم تعجبها:
- قوليلي يا مستر حلمي، بلاش يا فندم دي، انا راجل بسيط ومحبش الرسميات، خصوصًا من الموظفين اللي عندي، ما انا خلاص قررت اقبلك.
عقبت صبا باستغراب:
- على طول كدة يا فندم، من غير اختبارات؟
طالعها حلمي بابتسامته المستفزة والتي لا تغادر وجهه:
- لا طبعا هختبرك، ما انا خدت فكرة خلاص عن الشكل الخارجي، فاضل بقى اعرف إمكانياتك في العمل، ها مؤهلاتك إيه بقى؟
اتخذت صبا وجه جدي وهي تردف له:
- حضرتك انا بكالوريوس تجارة انجلش، دا غير اني واخدة كورسات كتير في الإدارة والحاسب الاَلي، حضرتك انا درجاتي في المحاسبة كلها جيد جدًا.
لوح حلمي بكفه قائلًا بعدم اهتمام:
- لا لا سيبك من المحاسبة والكلام الفارغ ده، انتي اهم حاجة تعرفي تتعاملي مع الكمبيوتر ومكتبة الطباعة والباقي انا اقدر افهموهلك بسهولة وعلى راحتك كمان، انا ممكن اصبر عليكي.
صاحت صبا باستهجان وعدم تقبل:
- باقي إيه اللي تصبر عليا فيه حضرتك؟ وازاي يعني اسيبني من المحاسبة؟ هو انا هشتغل إيه بالظبط عندك ؟
- سكرتيرة.
- نعم!
- بقولك سكرتيرة يا صبا، وانتي فيكي كل المؤهلات ما شاء الله عليكي،
سمعت منه لتنتفض من محلها تهتف باعتراض:
- يا نهار اسود، لا طبعا مينفعش يا فندم، انا جاية هنا على أساس اللي انتو نشرتوه امبارح طالبين فيه محاسبين ووظايف تانية، وانا عايزة اشتغل محاسبة .
نهض حلمي يرواغها بسماجة أدهشتها:
- وتشتعلي محاسبة ليه بس؟ دا شغل يهد الحيل ويوجع قلب، انا رئيس وشايفك تنفعي واجهة للمكتب بهيئتك الأنيقة دي، دا غير إن هزودلك المرتب للضعف، وانتي بشطارتك بقى، ممكن اخليهم أضعاف.
زاد الإحتقان داخلها حتى كاد أن يفقدها صوابها، لتهدر غير أبهة بسلطته أو سنوات عمره التي تفوقها بالضعف، فخرج صوتها بلكنتها الجنوبية:
- شطارة مين؟ وأضعاف إيه دي اللي انا هبصلها دي؟ انا بت ابو ليلة، يعني تحت رجلي الفلوس.
على عكس ما توقعت غضب الرجل أو انفاعله نحوها، وجدته يناظرها بابتسامة بلهاء تعلو ثغره يقول لها:
-الله، دا انتي طلعتي صعيدية كمان يا صبا، طب ما تتجوزيني يا بت وانا اخليكي هانم، بلا شغل بلا مرمطة.
- اتجوزك دا إيه يا خرفان يا......
قطعت تقضم شفتها السفلى عن إكمال الباقي وتحجم نفسها عن الإمساك بأقرب ألة ثقيلة او حادة تجدها أمامها، حتى تُخرج غليها بشج رأسهِ، مع تذكرها للعواقب التي تنتظرها من أبيها الذي سيمنعها عن العمل نهائيًا بعد ذلك ، هذا إن لم يزوجها لفرد من أبناء عمومتها في الصعيد غصبًا، لذلك لم تجد أمامها سوى أن تتناول حقيبتها وتخرج على الفور، مغمغمة بغيظ:
-نفدت من تحت يدي، يا بن الفرطوس .
يتبع