رواية جديدة نبض الأيهم لبسمة طه - الفصل 5
قراءة رواية نبض الأيهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نبض الأيهم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة طه
الفصل الخامس
" لغة العيون، تُسرد آلاف الكلمات؛ التي لا نستطيع البوح بها"
لقد شعرت بقلبها يخفق بعنف
شعرت بخفقات قلبها تزداد بعنف لتراه رقم غير مسجل، تعلم صاحبه جيدًا، لقد نسيت تمامًا فعلتها منذ سنوات، لماذا تذكرها الآن زادت وتيرة أنفاسها
وهي لا تعلم ماذا تفعل الأن.
قبضت على الهاتف بعنف ووضعته على أذنها ليأتيها صوته البغيض:
-كل ده عشان تردي؟
-إيه اللي فكرك بيا بعد السنين دي كلها وعرفت رقمي إزاي.
-أنتِ عارفة أنا بكلمك ليه دلوقت! يعتبر أتفاقنا منتهي بوجود نبض داخل سرايا مرة تانية.
زفرت بضيق وأكملت :
- عايز إيه دلوقت؟
-عايز اعرف كل حاجة بتحصل عندك لحد ما نفكر بطريقة أخرج بيها نبض من السرايا، طول ماهية هنا مش عارف أثر عليها وتوافق ترجعلي
- وأنتَ عايزة ترجعلك ليه، أنا سمعت انها كانت هتموت بسببك
دمعة حارقة فرت هاربًا من عينيه وهتف بخفو :
-مكنتش في وعي وقعتها وخسرت أبني هو كمان كل شيء هيرجع أحسن من الاول، المهم أسمعي كلامي.
-مش هيفيد بحاجة اللي أنت بتقوله، كفاية اللي حصل زمان.
هتف من بين نواجزها وقد تبدل ملامحه لملامح مخيفةً أكثر قـ ـسوة وجموح :
-ولو قولتلك إني هخليهم يعرفوا اللي حصل زمان.
مررت يـ دها على وجهها لتهدأ وهتفت:
-مستحيل بعد اللى حصل زمان نبض ترجع الايهم ولو حصل هيبقي موتها على إيـ دي بلاش نسبق الاحداث.
-مش هستني أنها تفكر ترجعله، أنتِ عارفة أبنك ممكن يقف قصدك عشانها، نبض مرض ابنك ومش هيتشفي منه غير ببعدها
بللت شـ ـفتيها وهي تعلم بأن معه حق هزت راسها بالموافقة عدة مرات لتهتف بغل وحقد:
-معك حق، نبض الازم تخرج من البيت هي واختها وجودهم خطر على ولادي.
ارتسمت أبتسامة على محياه بانتصار وبدأ في
سرد خطته.
شهقت بصدمة وهتفت بنفي سريعًا:
-أنتَ مجنون إياك تعمل كده، متوصلش لقتل.
❈-❈-❈
في اسطبل الخيل
توقفت أمام خيل باللون الاسود وكذلك خصلاته الفحمية نظرت له بإعجاب شـديد لتهتف الايهم:
-انا هركب ده.
-الخيل ده بتاع عدي وكمان سريع جدًا فـ الاحسن أختاري واحد غيره.
هزت رأسها برفض وأكملت برجاء:
-بس انا عجبني ده، انا هقوله أني عايزة النهاردة وهو أكيد مش هيرفض.
أتجهت سريعا أتجه فهو يقف ملوي ظـ ـهره لهم ويتحدث في الهاتف توقفت أمام مباشرةً وهي تضع يـ دها أمام صـ درها وقد انعكس ضوء الشمس على وجهها وخصلاتها البُندقية لتصبح ملامحها أكثر وضوحًا لثواني غارق في ملامحها ليفوق على صوت صديقه أجاب بهدوء واختصار شديد :
-حاضر بكرة الصبح هكون موجود في مكتب
اللواء، يلا سلام دلوقت.
اغلق الهاتف ليأتي صوتها وهي تهتف بهدوء:
-أنا عجبني الخيل بتاعك، وعايزة اركبه النهاردة.
وضع يـ ده في جيب بنطلونه وأجاب:
-انا عن نفسي معنديش مشكلة بس فعًلا مش هتستمعي من سرعته فـ الاحسن أختاري واحد غيره.
وضعت يـ دها على ذراعه لينظر ليـ دها بعيون الامعًة وابعاد نظره لعينيها لتهتف برجاء:
-بليز، هو الوحيد اللي عجبني الباقين مش حلوين.
هز رأسه بالموافقة لتتجه سريعًا أتجاه الخيل وتركته يقف ينظر لها مسحور بجمالها الذي زاد تحت أشعة الشمس زفر بضيق بتِلك المهمة التي جاءت إليه من حيث لا يحتسب فـ إجازته ما زالت مستمرة لنهاية الشهر.
ساعدها أيهم على ركوب الخيل وهو يهتف:
-اهو نفس العند اللي فيكِ ده كان في نبض قبل أما ترضي بإي حاجة، مكنش في حد بيقدر يرفض طلبها.
-هي فقدت شغفها في الحياة، مرت بتجربتنا، وشوهوها نفسيًا، التجربة الأولى خيانتك ليها، وتجربة ثانية كانت لديها كل آمالها فيها ولكن كانت أشد قـ ـسوة
رفع عينيه محدقًا بها بحُزن،هو لم يكن خائنًا حتى تدعهُ بذلك، أنطلق بحصانه بسرعة بسيطة حتى يكون بجوارها.
❈-❈-❈
في منزل دواد..
انتهى من ارتداء ملابسه وهو ينظر لنعكاس صورته في المراه ما زال جـ سده يؤلمه من الامس هتفت حسناء شقيقته الكبري:
-أنتَ هتنزل الشغل النهاردة؟
-اه من أنتِ عارفة مليش رفاهية أني اخد يوم إجازة.
أخفضت مقلتياها للاسفل وهي تشعر بإنها السبب في ذلك منذ وفاة زوجها ومكوثها معه هي وأبناؤها ثلاثة زادت مسئوليته هتفت حسناء بصدق:
-ما هو أنتَ لو توافق إني أنزل شغل مع وفاء جارتنا في المصنع اللي بتشتغل فيه
زفر بضيق من الحديث في هذا الموضوع وهتف برفض:
-ولما أنتِ تنزلي تشتغلي وانا أنزل الشغل مين هيربي عيالك، كلام في الموضوع ده مقفول إي حاجة عايزها أنتِ وعيالك مش هتاخر
أنهي حديثه واتجه نحو الخارج لاح طيفها في عقله وهو يتذكرها لطيفة هي تشبه بجمالها البنُدق.
دقائق فقط حتى وصل الأرض الزراعية واجتمع حوله الكثير من العمال
هتف يونس بعملية :
-حمد لله على سلامتك يادواد
ثم نظر لذلك التجمع حوله وهتف ببعض الحادة :
-كل واحد على شغله، عدي بيه في الأرض ومبيحبش يشوف حد مبيشتغلش.
أتجه الجميع إلى عملهم ووقع نظر دواد على ورد وهي تسير مبتعدًا بالخيل ارتسمت أبتسامة حالمة على وجهه أخفض نظره عندما رآها تنظر إليه وأتجه نحو أصدقائه لمباشرةً عمله.
❈-❈-❈
في المستشفي
نظر في أرجاء الغرفة باهتمام وعينيه تبحث عنها ليهتف بتسئال:
-هي دكتورة نادين مجتش لحد دلوقت؟
-هي اتصلت تعتذر عن حضور هنا، وهتعوض بكره في النبطشية بليل.
هز رأسه بالموافقة وأكمل حديثه:
-كل التقارير المتأخرة تجيلي على المكتب، في عمليات هتتقسم عليكم بكرة.
أنهى حديثه، ولم ينتظر ردهم، وصعد إلى مكتبه، دلف بضيق، وهو يمرر يـ ده بين خصلاته الفحمية المزينة ببعض الخصلات الرمادية.
عقله مشوش منذ الامس لا يريد أن يرى أحد يسقط كما سقط هو ولم يجد من يقدم له يـ د العون، حقًا يستمتع بنجاح وماهرة جميع الدكاترة هنا ولكن لا يريد تِلك الماهرة والثقة تنهيهم
عقله مشوش منذ الأمس،انه لا يريد أن يرى أي شخص يسقط كما سقط، ولا أحد قدم له يـ ده لمساعدته، يستمتع حقا بنجاح ومهارة جميع الأطباء هنا، ولكن تلك المهارة والثقة لا يريد أن تقضي عليهم.
هتف بضيق وبصوت عالي نسبيًا محدثًا نفسه:
-ليه محدش عايز يفهم أنه مهارته وذكائه ممكن تكون السبب في سقوطه، العمل بشكل متكرر وبنفس الكفاءة كويس، ولكن محدش يجيء على صحته عشان الندم مقترن بالفشل اللي هيصحب مسيرته.
هز رأسه، ينفض تِلك الأفكار من عقله، ولكنها تراوده كـ وحش مخيف، ولكن من المحتمل بأن لايمر
أحد بنفس تجربته.
حاول اقنع نفسه بذلك وجلس على المقعد يباشر عمله بدقة حتى لا يقع في خطاء مرة اخرى
حاول إقناع نفسه بذلك، وجلس على المقعد، يباشر عمله بدقة حتى لا يخطئ مرة أخرى.
❈-❈-❈
عينيها تتطوف اتجاهه وهي تنظر لهُ بتفحص حتى لم تنتبه على أفلت لجام الخيل من يـ دها
زادت وتيرة أنفاسها وهي تحاول تحكم في لجام الخيل ولكنها لم تستطيع السيطرة على سرعة الحصان.
صرخت بفزع من سرعته التي تزداد؛ لينتفض أثر صراخها دواد الذي ترك الفأس من يـ ده وركض بأتجاهها.
إما عدي أنطلق بالخيل خاصته سريعًا ولكن كان بعيدًا عنها، ليتوقف وهو يرى دواد يجذبها من
يـ دها لتسقط في أحضانه
حاولت إلتقاط أنفا سها المسلوبة ليقترب عدي وهو يلتقطها من بين يـ ده وهو يجلسها على ذلك المقعد الذي جلبه أحد المزارعين وهو يتفحص كل آنش بها بخوف هتف بقلق:
-أنتِ كويسة؟
هزت رأسها بنعم وعينيها لم تتحرك من عليه أما هو يقف ينظر للأسفل كما أمر عدي بعينيه
اقتربت نادين وهي تمرر يـ دها على وجهها وتساعدها في ارتشف المياة إما نبض أقتربت تضمها إليها بخوف ليهتف أيهم بعدما رآها تحسنت قليًلا:
-ساعديها تقوم ويلا نرجع البيت تستريح هناك أحسن.
نهضت ورد وهي تهتف بأنفاس مرتفعة:
-انا كويسة يلا نرجع البيت.
أتجهوا جميعًا اتجاه السرايا دلفوا خـ لف بعض لتجلس ورد على الأريكة وجلست نبض وعدي بجوارها هتف عدي وهو يرى اصفرار وجهها:
-ورد أنتِ متأكدة إنك كويسة
هزت رأسها بالموافقة لتهتف جوليا الجالسة بلا مبالاة:
-انا قولتلكم كنا نزلنا القاهرة احسن، اهي كانت هتموت بسبب الخيل.
نظر إليها عدي بنظرات نارية وهتف من بين نواجزه:
- حادثة وكان وارد تحصل في إي مكان تاني.
هتفت وفاء بخفوت في الأخرى لا تستطيع السيطرة على ارتعاش جـ سدها منذ الصبح فذلك المجنون ربما سينفذ ما يقوله في إي وقت:
-انا طالعة انام، العشا جاهز، زينب هتحضره وقت لما تحبوه.
أنهت حديثها وصعدت لغرفتها وكذلك صعدت نبض لتهتف والدها لن يتبقي غيرها وعدي الذي لن يفارقها منذ الصبح هتف وصع لها كوب من عصير
ليمون أمامها.
❈-❈-❈
فــي غُرفة عدي
أنتهي من تجهيز ملابسه وجلس على طرف الفراش يُفكر فى تِلك الجميلة البندقية تروقهُ وبشدة لا يعلم سر ذَاكَ التعلق الذي يجعله يُجن بها كلما مر الوقت.
ولا سر ذاكٍ الحنين دائما لرؤيتها ولا شعور بالمسئولية الذي يجتاحه اتجاهها وكأنها جزء منهُ
لا يستطيع البعد عنه نظرة عينياها البُندقية
وهى تتطلعه ببراءة تجعله يفقد صوابه، يُنسي
أمامها المكان والزمان ويبقي تركيزه بالكامل
فى نظر لعينيها وحفظ أدق تفاصيلها العفوية
وكأن الحُب والجمال اتخلقه مخصوص ليها.
عاد برأسه لخـ ـلف وهو يحاول أن يكتم أنفاسه من طيفها الذي يرواده كُلما اغمض عينيه لأمر أصعب
مما كان يعتقد لكان دومًا يسخر من أخيه وحبه المريض "بنبض" هو الان وصل لقمة عشقه لها
فى أيام قليلة، وكان قلبه كان ينتظرها بتحديد
ليقع أسير لها.
تنهد بضيق مُنذ الان أشتاق لها وهو سوف يقضي أكثر من شهر ونصف فى عمله سيبقي بعيد عنها كل ذلك الوقت
أخذ هاتفه ليفتح أحد مواقع تواصل الاجتماعي أرتسم أبتسامة حالمه على ثغره عندما رآه صورها تملي صفحتها الشخصية ليحفظهم عنده فى هاتفه وهو يتأمل كل صورة تُخصُها لفترة طويلة.
نهض ليدلف لشرفة الاتتساع ابتسامته عندما رآها تتحدث في الهاتف مرت دقائق حتي انتهت
ليهتف بتعجب وتسئال:
-بتكلمي مين فى وقت متأخر زي ده؟
أنتبهت على حديثهُ لتلتف برأسها لهُ لتصمت لثوانٍ وأجابت مرادفاة :
-كُنت بكلم بابي عشان مسافر، وكمان بيطمئن
عليا عشان اللي حصل الصبح.
هز رأسه بأبتسامة ليُردد :
وأنا كمان مسافر بعد الفجر، عندي مهمه جديدة.
-ربنا معك
تفوهت بها وكادت أن تتدلف لداخل ولكنه أوقفها مردافًا:
- الفجر فاضله ثلاث ساعات، ولو نمت مش هعرف أقوم إيه رأيك تقعدي معيا اهو نتكلم والوقت يعدي.
زمت شفتياها وهى تفكر لثوانٍ حتى هزت راسها بالموافقة اتسعت ابتسامته وهو يهتف بسعاده :
_ثوانٍ هعمل قهوة واجيلك.
دلف لغرفته ليتجه بحماس لرُكن مُخصص لصنع المشروبات ليجهز قهوتهم بحماس ودقه أما هي وضعت كُرسي بالقرب من الحائط الفاصل بينهم وجلست تتحدث مع أحدي صديقاتها على الواتس
أنتهي من الصنع القهوة وأتجه لشرفةً مرة أخرى عقد ملامحه بضيق وهو يهتف بغيرة:
-أنتِ بتكلمي مين، وبعدين أنا بلاحظ أن إنك بتمسكي الفون كتيرر، وده غلط عليكِ.
أخذت من يـ ده كوب القهوة لترتشف منه وأجابت بخفوت :
-بكلم صحابي، وأظن دي حاجة متخصكش أنك تسئال فيها.
حمم بخشونة وهو يعقد ما بين حاجبه بضيق يعلم بإنه ليس له الحق في الحديث معها في ذلك الموضوع ولكن بحكم عمله يستمع لكثير من الجرائم كانت بسبب ذلك الجهاز هتف بهدوء:-
أنا عارف إنه ميخصنيش، بس انا بكلمك دلوقت زي صاحبك مفروض متكلميش حد على الفون حتى ولو مسدجات بعد ١١ بليل.
أرتسمت ابتسامة على ثغرها وهي تردد:
-ده اللي هو إزاي طبيعي هكلمهم في إي وقت لأننا بنسهر نذاكر مع بعض وبنشرح لبعض الجزيئات اللي بتقف معنا زي ما أنا دلوقت موقفة دروس فـ هم بيبعتوا ليا الملزم وانا بحضر اونلاين.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة طه، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية