رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 20
قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل العشرون
" المطلقات "
هذا ما قالته عشق بمرح وهي تجلس على الطاولة التي تجلس عليها كلاً من حورية وسيلا، ضحكت سيلا وسط دموعها التي بدأت بالانهمار يليها وضع وجـ ـهها بين يـ ـديها لتربط حورية على كتفها بحزن
عشق بنبرة مختنقة بالدموع : لسه بتعيطي يا موكوسة، مكنش يوسف يعمل فيكي كده دا يوسف مش حوار
حورية : حلو
عشق : أممم وعيونه زرقا
سيلا ببكاء : وبعضلات وضحكته حلوة ومشاغب مبيحبش النكد وحنين، فرفوش وقلبه أبيض
صرخت بهم : حسبي الله ونعم الوكيل في الكفار، اخرسوا بقى والله المواجع بتتقلب
عشق : غريب الحب مين فاهمه، يوسف بيعيط على سيلا وسيلا بتعيط على يوسف، بس هتنسوا ذي ما كل حاجة بتتنسى
حورية : نسيتي يا عشق
عشق باستغراب : نسيت ! يعني ايه أنسى ؟ او مين يتنسى ؟ بابا
ابتسمت بخفة سرعان ما اختفت الإبتسامة لتكمل : ولا ماما
صمتت قليلاً لتعود وتقول : ولا رعد
تنهدت لتكمل : أنا جوايا وجع ميخلصش بس لازم اتعايش عشان خاطر أسد
قالتها وهي تلمـ ـس بطنها ثم اردفت : وآدم والجزء الحلو اللي فاضل وهو رعد
سيلا وحورية في نفس الوقت : ولد !
عشق : أممم ولد هسميه أسد ذي ما بابا كان حابب يسمي عمار
حورية : هتعملي ايه مع رعد ؟
عشق : هتعملي ايه مع السكر ؟
حورية وهي تشير لها : يتعافى المرء بأصدقائه، اتفو على أصدقائي يا جدع
عشق : هو أنا هفضل اعفي كدة كتير، واحدة متطلقه برصاصتين والتانية متطلقة بالسكر
سيلا بغيظ : ما أنتِ غدارة بنسيان ومتكلمناش كمان معتش وراكي حاجة غير الخلفة وبرضو متكلمناش
عشق بحزن : اخس عليكي يا سيليو كده تجرحي مشاعري وأنا حامل
حورية بضحك : نفسي أشوف أسوأ منك يا بت بس مش لاقية
عشق بضحكة بسيطة : ولا أنا لاقية الصراحة، ما تقومي نروح نحضر محاضرة ولا اي حاجة بدل ما اليوم يروح
حورية : خليكي قاعدة شكلك مش قادرة بتتكلمي وخلاص
عشق : لا أنا كويسه، أنا كويسة جدًا وأنتم كويسين والحياة كويسة وأسد كويس
سيلا : أنتِ في الكام الوقتي
عشق : نص الخامس لسالي تلاتة ونص ادعوا ميبقوش شهر ونص، أنا خايف يا جودعان
سيلا : في حاجة ولا ايه ؟
عشق : مفيش، ايتا ايتا دكتور كرم اهو
سيلا باستغراب : فين ؟ على أساس سافر بعثة
عشق بخبث : طبعًا كلنا عارفين هو رجع عشان مين بس عمرنا ما نقول
نظروا لسيلا في نفس الوقت لتردف : مستحيل.
❈-❈-❈
وقف رعد أمام عمار الذي ابتسم بسعادة وهو يحـ ـضنه شاكرًا إياه على هذه الهدية، فقد أحضر له رعد سيارة بمناسبة التحاقه بكلية الطب، ابتسم رعد وهو يداعب خصـ ـلاته
رعد : يلا يا بطل على كليتك مش عايز دلع وعايز ترتيب مش تقدير
عمار بإبتسامة : أنت تؤمر
رعد بمرح وهو يحاوط وجهه : أنت اللي تؤمر في اي حاجة تحتاجها، هتقول للقردة أختك إن يوسف اللي جابها ليك وقال بابا كان عاينها فاهم ؟
عمار بضحك : حاضر هقولها
رعد وهو يربط على كتفه : يلا اركب عربيتك وخد بالك من نفسك وعلى كليتك
ابتسم عمار وهو يتجه إلى سيارته الجديدة، ونعود لبعد فترة نقاهة رعد فهو اتصل بعدها بيوسف الذي أجاب قائلاً باستغراب : رعد
رعد : ازيك يا يوسف
يوسف : الحمد لله، أنت فاكرني ؟
رعد بتساؤل : عشق جنبك
يوسف وهو ينظر حوله : لا تحت في شقتهم تحب انده عليها
رعد : لا متناديش عليها
يوسف وهو يضيق عيناه : أنادي انده عايط عياط رعد نسب ما الفرق ؟
رعد بإبتسامة طفيفة : مفيش، مبدئيًا كده عرفت اللي حصل معاك أنت وسيلا وحقيقي مش عارف أقولك ايه
يوسف : ولا أنا عارف هرد عليك باللي هتقوله ايه، the same thing
رعد : أنا مش فاهم ايه اللي موقفك بس لو محتاج اي حاجة انا جنبك
يوسف : والله يا رعد يا اخويا أنا محتاج، وجوايا انتقام نفسي انتقمه بس روحي الفكاهية مش عارفة تجبلي أفكار شريرة، بس والله هنتقم
رعد : يعني هو حرام نحلف بغير الله بس مش لازم في كل كلمة يعني، بيتهز ليها سبع سماوات وأحنا بنقولها اكتر ما بنتكلم
يوسف : نصيحة حلوة حاضر، قولي ايه اللي فكرك بيا
صمت رعد قليلاً ثم قال : هبعت عربية تاخدك ..
قاطعه يوسف قائلاً : تاخدني ليه ؟ ربنا اللي بياخد
رعد : بتفكرني بواحدة
يوسف : واحدة نسـ ـوان يعني
رعد بصدمة : ايه ؟
يوسف : نسيت إنك متربي مرتين متعرفش الكلمات دي
رعد بزهول : أعرفها بس ... المهم هات عمار معاك تمام عايزه
يوسف : عايزه ولا عايز اخته ولا عايزني اركز يا رعد وبطل طمع
رعد بضيق : قولت حاجة يا يوسف
يوسف : قولت ولا ڤولت كركركركه الو رعد يا رعد دا قفل يلا مع الف سلامة يا حبيبي والقلب داعيلك
وضع الهاتف في جيبه ثم قال : ديرين يا عاصم، طول عمري عارف أنك قادر بس مش لدرجة ديرين يا ابن القادرة.
اتجه يوسف مع عمار إلى القاهرة ثم عادا في نفس اليوم ليعم الهرج والمرج في شقة أحمد وعمار يقول : والله ما داخل غير طب القاهرة
عشق : أنت عايز تجنني يا أخي، اشمعنا القاهرة الوقتي المنصورة بقى عليها عفاريت
عمار وهو يحرك يديه : عليها عفاريت وفيها عفاريت وفوقها عفاريت وتحتها عفاريت، مش داخل غير القاهرة يا بنت نور
عشق بصراخ : أنت ناوي تولدني ياض، هتنيل أروح القاهرة أزاي كده ورعد يخربيت شورتك كانت شورة سودة
عمار بعناد : سودة سودة هي القاهرة
صرخت بغضب قائلة : أنت عايز تجيب أجلى ياض، في حد يسيب المنصورة وجامعة المنصورة دكاترة كويسين وتنسيق أعلى وبنات ذي الورد بينوروا من غير ڤولت وتقولي القاهرة
عمار : وعليا الطـ ـلاق من مراتي اللي لسه معرفش شكل أمها ايه منا داخل غير القاهرة
عشق بغضب : هي بقت كدة طيب يا انا يا القاهرة
عمار : القاهرة طبعًا
يوسف بحدة وهو يدخل : يا حيوان أزاي تختار القاهرة عن أختك يا غبي
عشق : قوله يا يوسف دا عايز يسيب المنصوووورة ويروح القاهرة
يوسف : غبي نسـ ـوان المنصورة أحلى
عشق بتأكيد : قوله بالله عليك، طيب يا يوسف أنا ولا المنصورة
يوسف : أنتِ أختي يا بنتي يعني دمي أكيد المنصورة وبنات المنصورة وحلويات المنصورة
عشق : حيوان
عمار بصراخ : القاهرة
عشق : القاهرة لا يعني لا مستحيل ننزل القاهرة
وبالفعل وضع يوسف حقيبة عشق داخل السيارة ثم اتجه يجلس وبجانبه عمار وفي الخلف عشق متجهين إلى القاهرة ..
رتب رعد لها منزل أحمد بعدما أخذ المفاتيح من يوسف، عين لها حراسة أشد عن التي وضعها بسام خوفًا عليها من بطش من اغتـ ـالوا رعد
" مين اللي عمل كده ؟ "
هذا ما سأله رعد لبسام الذي أجاب بهدوء : عم چلنار بس للأسف غطوا على اللي حصل، كمان بنته طلعت من الحبس وهو وابنه
رعد : هي بقت كده، حلو اوي، بيري عاملة ايه ؟
بسام : كويسه وبتسأل عليك دايمًا، متقلقش أنا عارف احرسها كويس
رعد بإبتسامة خافتة : أنا مش بقلق من نحيتك يا بسام، أنت بالذات
حمحم بسام بخفة وهو يقترب يضـ ـم رعد ثم ابتعد قائلاً : كنت قلقان عليك اوي
رعد : عارف، يلا بقى ورانا شغل كتير هما مش بيستقوا بفلوسهم اللي بتزيد شكل مش معروف مصدره، أحنا بقى هنعرف
وبالفعل اتجه رعد إلى شركته وحول مسارها إلى جهة آخرى، فأصبح يعقد العديد من الصفقات مع دول آخرى يستورد ويصدر، فتح الكثير من المصانع وزادت شهرته مراحل، في فترة معدودة تكلمت الكثير من الجرائد والصحف والمجلات عن رجل الأعمال " رعد الشافعي "
تحدث بسام وهو يضع أوراق أمامه : مخدرات
رعد : استغفر الله العظيم
بسام : ابنه الكبير ملوش في اي حاجة عشان كده ملقتش عليه دليل، هو مهندس بترول عايش مع والدته وجدته، والدته غير والدة ماجي والتاني
صمت قليلاً ثم أكمل : تحب ابلغ عنه
رعد : لا في خطوات تانية قبل ما تبلغ ولما نحب نبلغ مش هيبقى بأوراق يا بسام
بسام : فهمت، بالنسبة للمدام فهي متابعة مع دكتورة من هنا وفي مشاكل في الحمل
رعد بقلق : مشاكل ايه ؟ لمين ؟
بسام : الهانم، دا تقرير من الدكتور بحالتها الصحية
اخذه رعد منه وفتحه يقرأ بملامح هادئة لكنه اهتز من الداخل
" الرحم لم يكن مؤهل لحمل آخر بسبب ضعف المريضة " هذا بالإضافة إلى أنها تعاني من ضعف عام ونقص الوزن عن المدون
وقف يأخذ جاكته ثم رن على عمار الذي أجاب : نعم يا نسب
رعد : ما تعمل خدمة معايا وتدي أختك علاجها خليها تنام
عمار : أنت تؤمر أنا اساسًا صدعت منها دي رغاية اوي
صرخت عشق بضجر وهي تقول : لارا هتجيبلي آدم يا عمار، هشوف ابني
عمار : براحة يا ماما على قرمط اللي جواكي
عشق : أنت بارد ياض كتك البلا، المهم لارا قالتلي هتجبلي آدم ياااه مش مصدقه والله هعيط
عمار وهو يمسح دموعها : أنتِ بتعيطي يا عشق فعلاً
ضحكت بخفة وهي تزيل دموعها ثم قالت : لو تجبلي رعد بقى ابـ ـوسه بـ ـوسه واحدة بس، وحشني اوي
عمار : عايزاه عشان السـ ـفالة، يا خسارة تربيتك يا بابا
عشق : لا ياض متفهمش صح بعدين ما أحنا نفس الدم يا موري مفكرني نايمة على نفسي مش شايفة حنيتك على الاغراب وأنت رايح جاي توصلهم بالعربية
عمار وهو يضغط على الهاتف : منك لله
انفجرت ضاحكة ليحضر الدواء قائلاً : خدي علاج يا أم لسان متبري منك وريحي شوية قبل ما لارا تيجي
عشق : أوكى
تناولته منه لتكمل : لارا قالتلي ياسين مش راضي يجيب سيرة ليه عني، فكرك لو روحت ليه هعرف اشوفه، هيفكرني راحه عشان بقت سيرته على كل لسان منا عشق اللي بحب ال show
هتفت بدموع : أنا حزينة اوي يا موري
وضع الهاتف بجانبه ليستمع رعد لما تقول، فرت دموعها وهي تقول : أنا حاسه إن الحلو اللي عيشته بقى يقلب عليا وعمرى ما هتهنى تاني يا عمار، أنا كان عندي استعداد أخسر اي حاجة إلا بابا ورعد واديني اهو خسرتهم وفوقهم ماما هدية
عمار : مش حاسه إنك محتاجة دكتور نفسي
عشق وهي تفعل حركة " الأوكى " : دكتور ايه بس أنا تمام، تمام اوي كمان
تمددت على الأريكة تبكي وتمسح دموعها بنفسها، تتذكر حياتها مع والدها وفكرة أنها لن تراه مرة آخرى جعلت دموعها تزداد أكثر، اغمضت عيناها وذهبت في ثبات عميق في نفس الوقت فتح عمار الباب لرعد
عمار : أنا رايح مشوار مش هرجع قبل المغرب، خد بالك منها ولو هتقـ ـتلها من غير دم وحياتك عشان بقرف
رعد بإبتسامة طفيفة : ماشي يا دكتور
خرج عمار ليغلق رعد الباب واتجه يجلس بجانبها، مـ ـسك كفها يُقـ ـبل باطنه ثم جبينها
حملها بين يـ ـديه يتجه بها لغرفتها، تمدد بجانبها يأخذها في حـ ـضنه ثم قال : قدامك فرصة للولادة، لو مجاتيش هيبقى ليا تصرف تاني معاكي
ازاح خصلاتها عن وجهها يتأمل ملامحها عن قرب ثم همس : وحشتيني يا عشق، وحشني ضحكتك ودلعك
مرر يـ ـده على وجـ ـهها يضـ ـم رأسها لحضنه، مهما يكبر الرعد لن يكبر على عشقه ولن يتمنى سواها، ربما يظن البعض أنها لا تليق به لكنه يعلم انها مَن خلقت من ضلعه وأتت لتكمله، حبه لها لا يُقاس بأي شكل فهو يتنفس تلك التي تقبع داخل أحـ ـضانه
همهمت وهي ترفع وجـ ـهها : عطشانه بقى
صمتت قليلاً ليسكب لها الماء، وجدها تهتف بتذمر : حد يشربني
ضحك بخفة وهو يرفعها على ذراعه قائلاً : اشربي
ارتشفت الماء ثم فتحت عيناها تنظر له، عادت تغمضها ثم فتحتها على اتساع قائلة : رعد
حاوط وجهها يمسح أسفل عيناها فانفجرت باكية وهي تضـ ـمه بلهفة، ربط على ظهرها لتهمس : يا رب لو حلم مصحاش منه، يا رب
رفع ذقنها يُقـ ـبل جبينها نزولاً بأنفها ثم ثغـ ـرها ليغرق معها في جنته وجنتها، وبعد وقت طويل ضمها داخل أحـ ـضانه يُقـ ـبل جبينها بحنية
رعد : مضطر امشي وأما نشوف هتتجنني أزاي المرة دي
ضحك بخفة وهو يتركها ويغادر، استيقظت عشق في أذان العشاء ثم وقفت تبحث عن عمار قائلة : واد يا عمار، أنت يا منيل
عمار : في ايه ؟
نظرت له قليلاً ثم قالت : محدش جيه هنا
عمار بخبث : مش فاهم
عشق بزفير : يووه رعد جيه يا عمار اتكلم بجد ومتتريقش
عمار بضحك : رعد مرة واحدة يعني ما تشطحي تنطحي
عشق بصراخ : أوووف بقى، أنا شوفته وحضـ ـنته
عمار : وبو..ستي عارفاكي تموتي في قلة الأدب
عشق بخفوت : هو بو..س بس يا ربي مني ومن أحلامي اللي عدت ليڤل الوحش في قلة الأدب، أنا نيتي منيلة بنيلة أما أدخل اخد دش واطلع استغفر الف استغفار قبل ما أصلي
رن هاتفها برقم حورية لتجيب قائلة : حورية أنا بحلم احلام سافلة مع رعد هل دا حرام ؟
حورية بضحك : حرام إلا ربع
عشق : دا جـ ـوزي على سنة الله ورسوله وماضي على قايمة بأد كده
حورية : ما قولتلك حرام إلا ربع، هاا احكي الحلم بالتفصيل بقى
عشق بغيظ : كان يا مكان وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام
حورية : عليه الصلاة والسلام
عشق : صلِ على النبي كده
حورية : اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
عشق : زيدي النبي صلى
حورية : علية الصلاة والسلام
عشق : صليتي على النبي كمان مرة
حورية وهي تجز على أسنانها : عليه الصلاة والسلام
عشق : روحي صلي العشا ياللي تتهدي وبطلي قلة أدب، سلام اكلمك بعد ما أصلي
حورية بضحك : أوكى.
أتت لارا بآدم عقب إنتهاء عشق التي حملته تُقـ ـبل كل إنش بوجهه بلهفة وتضـ ـمه، ضحك الصغير بسعادة حين اشتدت عشق من احتـ ـضانه لتردف لارا : ايه دا بقى ! خلقه ضيق طول لما شافك
عشق : أنا مامي يا بت، هو مالو بقى حلو كدة ليه ! حتة من رعد ودي أحلى حاجة
لارا : أيوة هو فعلاً حتة من باباه، عاملة ايه ؟
عشق : حلوة اوي كمان
لارا وهي تتأملها : مش باين عليكي
عشق : لا ازاي دا أنا جمودة اوي يعني، معايا بطل وجاي ليا بطل وما احلاي
لارا بهدوء : مش عايزة ترجعي لرعد
عشق بمرح : أبو آدم العالمي، نص الجامعة معجبه بيه ويا بخته اللي بخته، أنا عايزة ارجع والله بس مليش عين ليا اتنين هاهاهاهااا
لارا بضحك : باردة يخربيت برودك
عشق : خليك معايا يا آدم وقولي عامل ايه ؟ فاكرني ولا نستني، طيب زعلان مني ؟ أنا خايفة يا آدم اوي وزعلانة وعايزة اعيط
لارا : وبعدين ؟
عشق : يلا نقعد
جلست عشق وابنها في حـ ـضنها تتحدث معه وتهذي بكلمات غير مفهومة وربما مفهومة لكنها غبية، ساعات مرت عليها مع ابنها ثم ذهبت لارا به.
❈-❈-❈
في اليوم التالي
نزلت حورية من التاكسي تحاسبه ثم أشارت لسيلا التي اقبلت عليها، نزلت عشق من سيارة أخاها ثم أشارت له واتجهت لصديقاتها
عشق : يا صباح الأناناس على أفشل الناس
سيلا وهي تقرص وجنتها : كلبوظة
حورية بضحك : فاضلها اتنين كيلو وتقلب توكتوك
عشق : مش هرد عليكم
دخلت عشق مع صديقاتها إلى الكلية ثم جلست بتعب، وجدت هاتفها يرن باسم يوسف، ابتسمت وهي تنظر لسيلا التي نظرت لها بلهفة
عشق : أخويا وخال عيالي اللي واحشني
يوسف : نص حلو
عشق : استنى اخليك حلو كامل
مدت الهاتف لسيلا التي التقطه بلهفة تضعه على أذنها قائلة : يوسف
صمت لحظات ثم قال : سيليو
فرت دموعها من عيناها لتردف عشق بسخرية : دراما كوين اشتغلت، مكنش صوت يوسف يعمل فيكي كده، دا يوسف يعني
سيلا : اخرسي يا بت، عامل ايه يا حبيبي ؟
عشق : رد يا حبيبها، يا بنتي أحنا بنقول حبيبي دي تريقة مش أكتر
نظرت حورية لساعة يـ ـدها ثم وقفت تلتقط كتبها لتردف : ورايا محاضرة سلام
عشق باستغراب : محاضرة ايه ؟ بت استني راحة فين ؟ حووورية أحنا حسابات يا بت يخربيت كده
سيلا : اسكتي أنتِ معدومة الكرامة راحة تحضر محاضرته
عشق : اللي بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب، ما أنتِ مطلقه بالتلاتة وبتكلميه وهو متجوز
يوسف بغيظ : قولي للغبية دي تخرس
سيلا : لا عادي اتعودت على لسانها اللي أطول منها دا، وحشتني يا يوسف وعايزة اشوفك
يوسف بتنهيد : وأنتِ كمان بس مش هقدر، لو شوفتك مش هسيبك وأنا مش حمل أذى ليكي تاني بس صدقيني هنرجع
سيلا : مستنيه، عامل ايه مع زينة ؟
يوسف : أنتِ عارفاني بحب الستات فأكيد حلو
سيلا بغيظ : أوووف يا يوسف أوووف
علت ضحكاته ليردف : يا بنتي ما أنتِ عارفاني عيني زايغة من الأول، ببقى عايز اتكلم معاكي بس خايف عليكي مش مطنش والله
تنهدت بتعب ثم نظرت لعشق لتجدها سندت رأسها على يدها وغفت، ضحكت بخفة وهي تخبر يوسف بينما دخلت حورية القاعة وسارت مباشر لتجلس في الطرف، دخل آدم القاعة يلقي السلام ثم وقف في منتصف ال stage
آدم : أنا شوفت المشاريع كلها، منها الوحش ومنها الحلو ومنها المميز
التقط آدم ملف ثم ابتسم بخفة قائلاً : تالا حسن محمد، براڤو عليكي يا تالا بعد المحاضرة تيجي المكتب ليكي هدية، مشروعك ممتاز حيوها
صفق الجميع لها بينما نظرت حورية لها لتجدها زو..جته، تجمعت دموعها وقد هددت بالنزول لتقف وتتجه للخارج لكنها تراجعت قائلة بصوت مرتفع : أيوة حيوها عشان هي ممتازة مش عشان مرات المعيد
اتسعت أعين آدم بصدمة لترمقه بنظرة قاتـ ـلة ثم خرجت، تعالت الهمسات والنظرات باتجاهه هو وتالا، لحق آدم بحورية التي انطلقت جريًا تبكي ثم وقفت تبحث بعيناها عن عشق وسيلا، وجدت سيلا تسير وبجانبها عشق التي تضغط على رأسها بتعب
حورية : سييييلا، عشششق
لم تستمع أي منهما فنظرت خلفها لتجد آدم يقترب منها، عادت تنظر لصديقاتها لتجد سيارة مسرعة تقصد كلاهما، ضحكت سيلا وهي تنزاح قليلاً بعيد عن عشق
حورية بصراخ وهي تجري : سيلا
دفعتها ووقعت هي الآخرى معها على الأرض ليتم إطلاق النار فصرخت الفتيات وعم الهرج والمرج، اصطدمت السيارة التي كادت تضرب سيلا او عشق بالحائط آثر إطلاق طلقة في عجلتها
انطلق آدم جريًا لهما قائلاً : حورية
عشق بخوف وبكاء : أنتم كويسين
ارتجفت سيلا بخوف وهي تعتدل جالسه ثم بدأت بالبكاء لترفع حورية رأسها قائلة بتعب : لقد تم تضرر الجبهة بنجاح
انحنى آدم أمامها يدعم كتفها وهو يلمس جبينها المجروح، نظر للدماء بحزن وهو يضمها له
آدم : أنتِ كويسه ؟
لم تجب بينما أشارت بيـ ـدها للفتيات بمعنى " أوكى "، ضمت عشق سيلا لها والتقطت الهاتف قائلة : يوسف
يوسف بقلق : في ايه ؟ ردي عليا
عشق : في عربية كانت هتخبطنا بعدين حورية زقت سيلا ووقعوا، والعربية عملت حادثة
يوسف : مش فاهم حاجة
عشق : هكلمك بعدين لأن سيلا مخضوضة وبتعيط
يوسف : اديهاني اكلمها
وضعت الهاتف على أذن سيلا التي همست باسمه ببكاء، بعدت حورية وجهها وهي تقول : انا دايخة
حملها ثم وقف قائلاً : هنروح العيادة دكتورة تشوفك
حورية : سيلا
عشق : روحوا هنيجي وراكم، هي كويسه
ذهب بحورية ليدخل العيادة ثم وضعها على السر..ير يجلس بجانبها، بدأت الطبيبة تطهر جرح جبينها ثم قالت : هو الأفضل ليه يتخيط
حورية : لا مش هخيطه
الطبيبة : تمام برضو مش مشكلة هيلتئم لوحده
حورية بخوف : هيعلم ؟
الطبيبة : لا إن شاء الله
حورية : أنا عندي السكر هو ممكن يأخر التئامه
الطبيبة باستغراب : عندك السكر ! أنتِ صغيرة اوي بس هو هيتأخر بس هيلتئم إن شاء الله ومش هيعلم، مش عايزة اخيطه عشان ميعلمش
حورية : تمام
لفت الطبيبة رأسها ثم اعطها حباه لتتناولها حورية، خرجت الطبيبة بأمر من آدم الذي نظر لحورية قليلاً ثم قال : عملتي كده ليه ؟
حورية : عملت ايه ؟
آدم : هي الخبطة أثرت على الذاكرة، حورية بلاش تالا
حورية : تمام حاضر، تحب أروح اعتذر لها
آدم بهدوء : لا مفيش داعي، يلا حمدلله على سلامتك
حورية بهدوء : الله يسلمك، ميرسي يا دكتور
دخلت سيلا وعشق في نفس وقت خروج آدم، اردفت عشق بلهفة : أنتِ كويسه
أشارت بيـ ـدها بحركتهم الشائعة " أوكى " قائلة : مية مية
سيلا وهي تضـ ـمها : الheroine بتاعتي
حورية : أنتِ كويسه
سيلا وهي تشير بيـ ـدها : مية مية، كلنا مية مية
عشق : يلا قوموا نروح، كفاية إهانة بقى
سندوا حورية ثم خرجوا ثلاثتهم لتعود كلاً منها لمنزلها.
❈-❈-❈
####################
جن جنون رعد وهو يستمع لما حدث مع الفتيات، رن على عمار يخبره ان يتحدث يطمئن على أخته، أغمض عيناه بقوة يلكم الحائط وقرر الذهاب لها، تبًا لأفكاره ولما يخطط له أمام قلبه الذي يود الاطمئنان عليها بأي طريقة
بسام وهو ينزل هاتفه : استنى يا باشا العربية مكنتش عايزة تموت الهانم
نظر رعد له ليكمل : عاصم اللي باعتها لسيلا هانم
هدأت روعة رعد وهو يهز رأسه بتفهم ليردف : معرفتش مكان عاصم
بسام : مر..اته التركية حملت وهو اتهجم عليها بعدين الحراس اتلموا عليه فهرب ونزل مصر، هو في مصر هنا من فترة بس الله أعلم فين
رعد بتفكير : عشق فين الوقتي ؟
بسام : روحت، البنات كلهم روحوا
رعد : اطلع على بيت سيلا حالاً يا بسام، الحيوان دا ممكن يكون مستنيها في شقتها
بسام : تؤمر يا باشا
ذهب بسام من أمامه ليرن على يوسف الذي أجاب بمرح : نسب
رعد : عاصم السبب وكان يقصد سيلا مش عشق
يوسف بصدمة : عاصم ! ال °°°
رعد : أنا شاكك يكون راح بيتها الوقتي وبعت بسام، يوسف تعالى جنبها وأنا هحميكم
يوسف : كنت عايز اسألك في حاجة الأول
رعد بهدوء : انزل ونتكلم.
❈-❈-❈
سندت عشق رأسها للخلف وبجانبها حورية التي أتت معها بعدما تعبت عشق، نظرت عشق بجانبها لتأخذ صورة لها ولوالدها حيث كان يضـ ـمها وهي تضحك بقوة مثله
عشق بتنهيد : يا حبيبي يا بابا
حورية : أنتِ قادرة اة بس بتصعبي عليا
عشق : ميصعبش عليكي غالي، تعالي نرن على المُطلقة بالتلاتة نقولها تيجي هنا ونتغدى سوا
حورية بتنهيد : بلاش أنا هقوم أروح، مش عايزة نحرج عمار
عشق بلامبالة : لا مش هتحرجيه هو بيحب البنات اساسًا
حورية وهي تربط على كتفها : زبـ ـالة ذي أخته
عشق بتأكيد : حقيقة فعلاً
ضحكت حورية كذلك عشق التي أغمضت عيناها لبرهة ثم فتحتها تقف وتتجه للمطبخ.
❈-❈-❈
جهز يوسف حقيبة صغيرة له مقررًا الذهاب للقاهرة وإعادة سيلا له بأي طريقة، نظرت زينة له بانكسار وحزن، ودموعها تعرف طريقها على وجنتها، نظر يوسف لها بأسف ثم وقف أمامها
يوسف : بتعيطي ليه ؟
زينة ببكاء خافت : المفروض معيطش
يوسف : زينة أنتِ مقدرة موقفي صح ؟ أنا اتظلمت
زينة : وأنا كمان اتظلمت منك في البداية بعدين من عاصم ورجعت برضو اتظلمت منك، أنا بجد زعلانة عليك لأنك معتش يوسف بتاع زمان
يوسف بهدوء : من نحية ؟
زينة بعتاب : فين طيبتك وحبك للغير، فين حبك ليا ؟ فين جدعنتك وقلة أنانيتك يا يوسف، كل حاجة بقت سيلا حتى مستعد تظلمني الوقتي عشانها
يوسف بسخرية : يا سلام الوقتي اظلمك
زينة : أنا ذنبي ايه
صرخ بحدة : وأنا ذنبي ايه ؟ هي ذنبها ايه يا زينة ؟ مش كنا خرجنا بالمعروف وخلاص هي بقت مراتي وكل حياتي
زينة بصراخ : هي خدتك مني، أحنا كنا متجوزين
يوسف بتأكيد : صح صح متجـ ـوزين بس هو سؤال، الوقتي بقينا بالنسبة ليكي متجـ ـوزين يا زينة طيب وزمان كنا ايه ؟ لما كل حاجة مامتك مامتك مفيش زينة في مامتك، لما كنت بتعب وحضرتك مترضيش تقعدي معايا دقيقتين لوحدنا عشان مامتك قالت عيب، كنتي محرمة عليا مـ ـسك إيـ ـدك وأحنا متجـ ـوزين
زينة بحدة : الغالي وحش بالنسبة ليك يا يوسف
يوسف بغضب : يا ريتك كنتِ غالية يا زينة إنما دا كان كلام مامتك، خليتك بعيدة لدرجة تخنق وتقرف يا زينة، لو دي شخصيتك والله كنت هفضل جنبك بس دي شخصية مامتك
زينة بعصبية : أنت عملت ذي الكلب اللي اترمى ليه لحمه رخيصه و ...
قاطعها بصفعة غاضبة صارخاً : اخرسي، مين دا اللي كلب ؟
زينة وهي تضع يـ ـدها على خدها : أنت بتضربني يا يوسف
يوسف : لما تبقي واحدة مش متربية دا اللي ليكي مني، أنا لا كلب ولا سيلا لحمة رخيصة، ضافر سيلا بمليون واحدة في الدنيا كلها، هي مكنتش لحمة رخيصة يا زينة بالعكس كانت غالية وغلت نفسها حتى الآن في قلبي أكتر واكتر
تنهد ليكمل : هي فضلت باقية عليا لآخر لحظة بتموت وبتقولي متطلقنيش، اللي أنتِ بتقولي عليها دي كنت بخلص يوم شغل عادي الاقي حضـ ـنها مفتوح مش أكتر من تلت شهور عاجز عن النطق بكلمة، فكرتي مرة تيجي تقوليلي حاسس بأيه أو تحاولي توصلي لأخوكي، أنتِ لا كسرتي ولا دموعي هزوا فيكي شعرايه في حين هي مكنتش بتخليني حتى اتضايق عادي
هدر بها بغضب : أنا أزاي اساسًا بقارن وهو مفيش مقارنة، سيلا متتقارنش بحد
زينة بدموع : بتفرح أنت بجرحي وكسرتي اوي
يوسف : أكيد لما أكون مش فارق معاكي بنسبة واحد في المية يبقى أفرح طبعًا، عرفي أمك إن اللي بيربط الواحد مش الإهمال ولا العيال، اللي بيربطه الدفا والحب واللهفة سلام يا ست زينة
وضعت وجهها بين يـ ـديها وجلست تبكي بانهيار، رن هاتفها لتجيب باكيه : الو
عاصم بلهفة : زينة
زينة ببكاء : عاصم، اخس عليك يا عاصم ايه اللي أنت عملته فيا دا
عاصم بقلق : مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه ؟ يوسف عملك حاجة
زينة بانهيار : ماسكني كل حاجة سيلا سيلا واهو راح ليها تاني، ليه يا عاصم تعمل فيا كده، أنا بموت كل دقيقة وأنا بحبه وعارفه انه بيحبها، خليه يطلقني ويسبني بقى بدل ما اموت نفسي
عاصم بلهفة : متقوليش كدة يا حبيبتي، أنا عملت دا كله عشان بحـ ـبك وعارف أنك بتحبيه
زينة ببكاء مرير : بحبه بس يوسف معتش يوسف، هو مش شايف غيرها، ارجع يا عاصم وابعد عنه عشان خاطري وخليه يطـ ـلقني
عاصم بتوعد : مش هيطـ ـلقك، أنا هعرف ايه اللي هيجيب معاه، سلام الوقتي
زينة : سلام
❈-❈-❈
قبل وقت
دخلت سيلا شقتها مع يوسف تغلق الباب خلفها ثم استدارت لتجد عاصم أمامها، اتسعت عيناها بفزع وكادت تخرج جريًا لكنه انطلق باتجاهها ولم يعطيها فرصة بل انقض يضربها في أنحاء جـ ـسدها بقسوة، مـ ـسك عصاه خشبيه ونزل فوقها وهي من قسوة الضربات توقف صراخها عن الخروج وبدأت تأني بخفوت، تركها حين توقفت عن الحركة ثم خرج يتحدث مع أخته، وقف أمام العمارة ليتفاجىء بسيارتين من الرجال يقفوا ويتوزعوا في المكان
عاصم باستغراب : مين دول ؟
صعد بسام لأعلى يطرق على الباب، اضطر ان يكسره حين لم يأتيه رد ليجدها تتمدد على الأرض غارقة في دمائها ولا حياة لمن تنادي
انحنى يحملها بين يـ ـديه ثم نزل سريعًا بها في نفس الوقت رن عاصم على يوسف الذي أجاب : الو
عاصم : هدية بسيطة مني للسنيورة، جات بدري بس بعد اللي عملته اتفضل الهدية التانية على طبق من دهب
يوسف : هقتـ ـلك يا عاصم
عاصم : بعد اللي هعمله، معتقدش
كاد يوسف يتحدث لكن عاصم أغلق بوجهه ليجد هاتفه يرن بعد عدة دقائق برقم رعد، رد عليها ليردف رعد دون مقدمات : عاصم اتهجم عليها في شقتكم، ضربها جامد يا يوسف
يوسف وهو يجز على أسنانه : ابن الحـ ـرام، ضربها جامد
رعد : بسام بيقولي مكنتش بتتنفس
يوسف بصدمة : ايه !
❈-❈-❈
خـ ـلع آدم جاكته فأخذته تالا منه ليتجه للداخل، وجد الصغير يمـ ـسك في أطراف سر..يره الخشبيه بطفولية يحاول الوقوف لكن قدميه لم تسعفه، ضحك بخفة وهو ينحني ويحمله بين يـ ـديه
آدم : بابا وحشك ذي ما أنت وحشته
حرك الصغير يـ ـديه وهو يقترب من ذقنه يعضها، ضحك آدم بخفة قائلاً : طب استنى لما تطلعلك سنان يا عضاض
تالا : أنت كنت واحشه اوي على فكرة
آدم : عارف بس الظروف بقى
تالا بهدوء : كلمت حورية
آدم بتأكيد : أممم وبتعتذر
تالا وهي تجلس : على ايه ؟ أنا لو مكانها مكنتش هتردد اقتـ ـلني يا آدم، هي بتحبك وعملت كدة من الغيرة
آدم : وأنا بحبها
تالا : مش حرام
نفى برأسه لتردف بدموع : عارف يعني ايه يجيلها السكر من الزعل عليك، دي طفلة لسه لا راحت ولا جات ولا غلطت ذيي، متظلمهاش يا آدم وتسبب ليها ذكريات هي أصغر بكتير من تحملها وبرضو مش هتنساها
آدم بزفير : تالا لو سمحتي الأمر دا شخصي اوي بالنسبة ليا
تالا بهدوء : أنت حر بس فكر عشان بيجي وقت على الواحد بيلاقي نفسه ملوش حق يندم حتى
تجاهل الرد عليها ككل مرة تفتح فيه أمر حورية معه، تبًا لرأسه التي لا تحتاج سوا لمطرقة حديدية تضربها ضربة واحدة وتنهي الأمر.
وعجبي على آدم يتحمل خطأ يفوق خطأ حورية بمراحل، ويقسو على خطئها الذي لا يُقارن بما فعلته تالا.
❈-❈-❈
في أحد المستشفيات الخاصة
تجمع الكل في غرفة چمان عقب ولادتها لولي عهد ياسين المهدي ألا وهو " بيبرس ياسين المهدي " نسخة مصغرة من أباه يحمل فقط عينين أمه، حمله ياسين يهزه بخفة مقـ ـبلاً جبينه
ياسين : نورت حياتي كلها
تعالت التهاني والمباركات من الجميع، هتفت چيلان بسعادة : ياسين ممكن تجيبه اشيله
ياسين بمرح : عايز اقولك لا بس خديه
تعالت ضحكاتهم لتحمله چيلان قائلة : نورت الدنيا يا واد يا بيبو
مالك : هنيئًا باظ اسم ابنك
چيلان : اول مرة اشوف تناحة بتتكلم، عجبًا للأيام
ثناء بحدة طفيفة : چيچي عيب
چيلان : في الجيب والجيب مخروم فكوها بقى
طرقات على الباب وادخل عمار رأسه قائلاً : ممكن أدخل
چيلان وچمان : موري تعالى
دخل بإبتسامة بشوشة تشبة إبتسامة والده ثم ضـ ـم اخواته يُقـ ـبل جبين كلاً منهما، اتجه لخالته وزو..جتها ثم ياسين والقى السلام على الجميع
ثناء : قولت لعشق
عمار بتأكيد : كلمتها وهتيجي بليل، هي بس تعبانة شوية ومقدرتش تيجي، ايه الواد ده ؟
ضحكوا عليه لتردف چيلان : مالها عشق ؟
عمار : الحمل المرة دي مفرهدها، عقبالك يا بت مع إني أشك في أمر عقلك وأنك تبقي مامي
چيلان : فشر واتنشر على حبل غسيل دا أنا هبقى أجمد مامي في الكون
ضحك بخفة وهو يعطي الصغير لها، دار بنظرته حوله ليجد نورهان تتأمله كذلك همس التي اشتعلت خجلاً فور وقوع نظراته عليها، أغمضت نورهان عيناها بقوة وحزن متذكره أحمد
جلس عمار أمام چمان يعطيها هديتها التي عبارة عن طقم من الذهب الخالص يزين بفصوص ثمينة، تحدث بإبتسامة : بابا الله يرحمه كان عاينه ليكي لما تخلفي
" الله يرحمه " نعلم ان الرحمة تجوز على الميت والحي لكننا نأخذها للميت فقط، وحين نسمعها تنقطع نياط قلوبنا
مسحت چيلان دمعتها سريعًا تبتسم قائلة بمرح : ومش سايبلي حاجة
عمار : اتجـ ـوزي بس أنتِ كومك كبير اوي، يلا هبقى اجيلك مع عشق يا چيچو سلام جميعًا
رد الجميع : سلام
انفجرت چيلان باكية وهي تضـ ـم والدها الذي ربط على ظهرها بحزن، وعادت تقول بخفوت : ربنا يصبرك يا عشق.
❈-❈-❈
سكبت عشق لنفسها كوب العصير وبدأت ترتشفه وهي تسير في أنحاء الشقة، تمـ ـسك الكوب بيـ ـد والآخرى تدعم طفلها، الجميع يلومها وهناك من يستنكر تحملها أمر فراق ابنها لكن ما خلف هذا ألم فاق كل الآلام فجعل اي شيء بعدها يهون، مررت يـ ـدها على صورة تجمعها بوالدها لتتذكر جملة الشائعة
" يا بخت الدنيا بعشق "
ربما كان دائمًا يقولها لشعوره بفراقه القريب بعيدًا عنها، لا تعلم ما إن كانت سوف تلتقي به ام لا لكنها تعيش على أمل لقائه ذات يوم، هو كان الضوء الذي ينير عتمة عشق واختفى، تتعايش لأجل ما لها في الدنيا لكن يظل وفاة كسره لن يصلحها شيء
" أنا بكرم الدنيا عشان عشق "
ويا ليت الدنيا ابقتك بداخلها لأجل نفس العشق، رفعت الصورة بين يـ ـدها تُقـ ـبله قائلة : يا ريت الوقت وقف عند لحظة أنا فيها في حضـ ـنك، يا ريتك كنت وحش بس فضلت جنبي، يا ريت دموع الدنيا تبرد ناري عليك
جلست مكانها تبكي بضعف وألم وهي تضـ ـم الصورة داخل أحـ ـضانها ثم غفت مكانها، يا ليت مزاح وضحكة ومواقف الدنيا تنسيها لحظة قدر ما فقدته
كيف لا يضعوا لها العُذر وهي فقدت أغلى ما تملك !
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية