رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 14
قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل الرابع عشر
بعد مرور أسبوعين
نظرت سيلا للورقة التي في يـ ـدها وهي عبارة عن ورقة فصلها، فرت الدموع من عيناها وهي تتأمل حفنة النقود، " نهاية الخدمة " كما يُقال عنها، طوت الورقة ثم وقفت تتجه إلى مكتب يوسف ثم فتحت الباب دون طرق وعادت تغلقه بقوة
رفع يوسف عيناه ليحرك رأسه باستفهام قائلاً : نعم !
سيلا ببكاء : دي ايه يا يوسف ؟ دي أخرتها طيب أنا مالي عملت ايه عشان تعمل كده ؟
يوسف وهو يقف : ممكن تهدي وأنا هفهمك، وجودك معايا في نفس المكان مش حاجة كويسة ليا ولعلاقتي بخطيبتي، متزعليش نفسك دا مجرد شغل وأنا هتصرفلك في غيره
سيلا بغضب : مين قالك إني عايزة من وشك حاجة، أنا بجد قرفانة منك، أنت أناني يا يوسف، صحيح هتفكر فيا ليه ما أنت مولود في بوقك معلقة من دهب، تعرف الشغل اللي أنت فصلتني منه دا كان عاملي ايه، هقولك أنا، كنت بصرف منه على نفسي وسكن وكلية وأكل وشرب ولبس، أنا مسئولة عن نفسي مش ذيك، من كتر الفلوس ماشي تعاكس وتعزم في البنات وكل يوم مع واحدة، شايفها عادي ترفدني بس اللي مش عادي إن الأستاذ مش عارف يحكم عينه الزايغة، أنت واحد و°° أنا ذنبي ايه ادفع تمن و°°°°° واحد خطيبته مش ماليه عينه أنا مالي
يوسف بهدوء : لو خلصتي اتفضلي امشي
سيلا بصراخ : همشي بس حقيقي يا خسارة سنتين كاملين بانيه ليك جوايا صورة وفي الآخر طلعت زبالة يا يوسف
ورمت المال في وجهه كذلك الورقة ثم خرجت تسير في الشوارع، وضع وجـ ـهه بين يـ ـديه عدة دقائق ثم وقف يعود للمنزل، جلس على السلم لا حول له ولا قوة
زينة بقلق : يوسف مالك يا حبيبي ؟
يوسف بهدوء : مفيش، طالع ارتاح شوية
تركها ثم صعد لأعلى فنظرت خلفه وحركت كتفيها بلامبالة تصعد لشقتهما.
❈-❈-❈
عادت الأيام تمر وتحول الأسبوعان لشهر ونصف كاملين، جلس عمار في غرفته يتجنب الجلوس مع أحمد كعادته منذ قدومهم، دخلت نور وأغلقت الباب خلفها، ابتسم بخفة وهو يغلق كتابه
عمار : تعالي يا نوري
نور : بعطلك يا حبيبي
نفى برأسه ليردف : معدناش بنعرف نقعد براحتنا، طمنيني عاملة ايه ؟
نور بإبتسامة هامسة : ميت فلة، روحت أمبارح للدكتور وقالي في تحسن ملحوظ برغم إن الأعراض زادت بس أنا كويسه هو شايف كده
عمار : أممم مش هتقولي لبابا بقى
نور برفض قاطع : مستحيل، هيفكر إني رجعت ليه عشان تعبانه مش عشان بحبه، أنا فاهمه تفكير أحمد كويس، قولي أنت مبسوط هنا ؟
عمار وهو يُقـ ـبل يـ ـدها : المكان اللي فيه نوري مبسوطة أنا مبسوط فيه
اتسعت إبتسامتها وهي تضـ ـمه قائلة : أنت قلبي والله يا موري.
❈-❈-❈
جلس ياسين في مكتبه ينظر لأعلى وبين يـ ـديه صوره تجمعه بجايدا، جايدا بالنسبة لياسين الآن أول وآخر حب، لقد تراجع بما يفعله مع چمان بسبب رغـ ـبته في تعويض إرادته بامتلاك جايدا في چمان، حركة قـ ـذره لكن مهلاً لا يعلمها سواه، وتلك الغبية لم تلاحظ حقاً غبية
تذكر كيف انه يدس لها حبوب منع الحمل دون العبء لمشاعرها، فهي إن علمت وطلبت الطـ ـلاق لن يهتم أبداً، في حين وضعت چمان يدها على قلبها وهي تسند على الطاولة
يارا بقلق : مالك يا چمان ؟
چمان بتعب : مش عارفة بس قلبي واجعني اوي
لارا : أول مرة
چمان بنفي : لا من فترة بسيطة حسيت بده، دا غير إن عايزة ارجع دايماً وعندي صداع ودوخة وأحياناً بحس ضغطي عالي
يارا بتخمين : ممكن أعراض حمل
لارا بسخرية : حمل ايه اللي يوجع القلب ويرفع الضغط أنتِ كمان، طيب ما تيجي نكشف يا چمان
چمان وهي تجلس : لا مفيش داعي هبقى كويسه متقلقوش
وقفت في لحظة تجري باتجاه الحـ ـمام، ذهبت الفتيات خلفها ليجدوها تفرغ ما بجوفها بتعب، دقائق وخرجت قائلة : لا أنا مش طبيعية
لارا : تعالي نكشف يمكن حامل فعلاً
چمان : معتقدش بس أنا عندي مشكلة بسيطة في القلب ممكن لو في حمل يخليها تزيد
لارا باستفسار : مشكلة ايه ؟
چمان : اضطراب في النبضات
لارا : نكشف
چمان : لا نستنى كمان كم يوم
لارا باستفهام : متأكدة ؟
أكدت برأسها وهي تتنهد بتعب ثم اتجهت تجلس في الصالون مع لارا ويارا، حاولت عدم التفكير في ياسين وعلاقتها به حتى لا تغضب أكثر او تحزن.
❈-❈-❈
أشاحت عشق بوجـ ـهها عنه ثم نزلت تغلق الباب بقوة وغضب، ابتسم بخفة وهو يتعمد تجاهلها ثم انطلق ذاهبًا لعمله، عبست ملامحها وهي تتجه للداخل ثم التقت بحورية التي ضمتها
حورية : عاملة ايه يا بنتي ؟
عشق بغضب : منيلة وخلقي في مناخيري، ومش طايقة نفسي ولا الجو، من الصبح عماله برجع وصداع ودوخة وحاسه إن رعد بيخوني
حورية بضحك : نعم !
عشق : شاكه فيه البرفيوم بتاعه يا ستي فجأة اكتشفت أنه مميز، أنا حقيقي عايزة أولع فيه وفي البيت
حورية : حامل خلصانة
عشق بعدم استيعاب : من مين ؟
حورية باستنكار : مني، أنتِ غبية يا عشق هيكون من مين
عشق وهي تطرق جبينها : خلاص فهمت قصدك رعد جـ ـوزي صح، ما أكيد هو يعني أنا اة طايرة مني بس مش للدرجة دي، طيب حامل أزاي ؟
حورية بغضب : لا حقيقي يعني احيه
عشق : بجنيه
حورية : شيبسي وكارتيه
عشق : قلبظ بجنيه
حورية : كرسي وانتاريه
عشق : العب باليه
حورية : بس يا أم حزلقوم
عشق بحدة : مسمحلكيش دا ابن عشق يا بت يعني اسمه حضرة الاستاذ حزلقوم بيه باشا الشافعي، لا بس بتكلم بجد حامل أزاي ؟
حورية : ذي السكر في الشاي، أنتِ عبيطة ياما حامل يعني حامل طفل مش حامل الهم يلا تعالي نروح نعمل تحليل نتأكد
عشق : هو يلا بس من غير رعد
حورية بتفكير : بصي أنتِ تعمليها مفاجأة ذي الأفلام دا لو مكنش ممانع الفكرة
عشق بنفي : لا أحنا عادي بالعكس عايزين، يلا لأن بجد هموت بفضولي الوقتي، يا رب ولد، يا رب ولد، يا رب ولد، البنات يا رب قادرين ومفترين وملهمش قدرة وملزقين وأنا جو.زي حلو مش حمل واحدة تلزقله وتقولي بابا حبيبي وتنزل بوظس وأحـ ـضان، يا رب ابعتلي ولد
حورية باستنكار وهي تلكزها : هو في ذي خلفة البنات
عشق وهي تسير معها : مش عايزاهم بكرهم، بصي أنا دماغي بدائي وبقولك هما يستاهلوا الوأد وبيجيبوا العـ ـار عايزة أكتر من كده
حورية بصدمة : ما أنتِ بنت يا بنتي
عشق : إلا من رحم ربي يعني بعدين قلبي حاسس إن الجيل الجاي مهبب، وأنا بصراحة عايزة ذرية صالحة، يا ريت لابني إعدادات الوقتي كنت دخلت عليها وحذفت كل جيناتي واكتفيت بجينات أبوه
حورية بضحك : أنتِ غريبة
عشق بتأكيد : أيوة غريبة حصل
حورية بخبث : طب احكيلك موقف
عشق : احكي
حورية : مرة واحدة قعدت تقول يا رب اجيب ولد يا رب اجيب ولد جابت بنت
عشق بشهقة : بتتكلمي جد ؟ طيب ياااا رب اجيب بنت
حورية بتأكيد : أيوة قالت اللي قولتيه الوقتي
عشق بفضول : وعملت ايه ؟
حورية وهي تشير بإصبعيها : جابت بنتين
عشق بخضة : الله أكبر، الله أكبر فالكم في داركم تُف تُف تف
حورية بصراخ : أنتِ مخبولة يا بت نازله تف على مين
عشق : عليكي تِف تِف كمان مرة، ما الكلام المتعب دا منك
حورية باستنكار : تِف ! برضو فلاحة ومن المنصورة
عشق وهي تطرق يـ ـديها ببعض : مين دي اللي فلاحة يا صفرا يا ام اربعة واربعين يا بايرة يا ام شعر منكوش ياللي مش لاقيه حد يلمك، ومالهم الفلاحين يا حبيبتشي أنتِ تطولي تبقي منهم يا جربوعة يا عرة البنات ياللي ...
حورية بزهول : بس كفاااية أنا اللي فلاحة وأنا اللي جزمة كمان اسكتي، بتردحي في نص الكلية
عشق بهدوء وكأنها لم تكن تلك منذ قليل : لا أنا كنت بشرشح مش بردح
حورية : لا دا ردح
عشق : شرشحه
حورية بضيق : قولت ردح
عشق بغضب : وأنا بقول شرشحه وإن مكنتش شرشحة تبقى شرشحة عشان أنا عايزاها تتقال شرشحة فهمتي يا حورية ولا أفرج عليكي أم الجامعة المحزنه بحزن دي
حورية بخوف : شرشحة شرشحة كفاية فضايح بقى
حاوطت عشق كتفها وهي تكمل سير قائلة : أنا على فكرة جوايا قاموس شتايم بلص بس أنا مرضتش أتقل عليكي
حورية بغيظ : لا يا حبيبتي كنتِ تقلي
عشق : ميصحش مهما كان أنتِ صاحبتي برضو، يلا همي بقى عشان أنا خلقي ضاق
حورية : صبرني يا رب
❈-❈-❈
وقف يوسف أمام العمارة التي كانت تجلس فيها، ينتظر خروجها برغم أنه يعلم بتركها للمحافظة كلها، لا يعرف عنها كلمة واحدة سوا أنها سيلا، ههه مضحك لقد أخذ ما يستحقه، تصرف بأنانية على أمل أن وجودها هو ما يعيق حبه الحقيقي، والآن يقف دموعه تهدد بالنزول ويعترف أنها هي الحب الحقيقي، أجل ولنعود لمعناة يوسف سابقًا
ذات يوم مـ ـسك يـ ـد زينة بعد قراية الفاتحة، سحبتها سريعاً قائلة وهي تنظر للباب : اتلم يا يوسف ماما حذرتني من سفالتك دي
وفي آخر أراد الخروج معها ليكون ردها : لا ماما قالتلي مخرجش معاك عشان متتعودش على كده
تم كتب كتابهما ليأتي موقف حاول ضـ ـمها فيه ليكون رد الفعل : إياك يا يوسف، متنساش نفسك، ماما قالتلي لو أنت قربت اطلب الطلاق لو سمحت متوصلنيش لكده
وايضاً موقف تكرر على مدار الأيام يخبرها فيه برغبته في الخروج معها ليكون الرد : لا يا يوسف وألف لا، انا برضو خطيبتك والناس هتتكلم وقتها ماما هتخليني اسيبك، هي قالت كده
جلس على حافة الرصيف يتأكل ندماً عما فعل بها وبه، هو ظن أنها مجرد فترة وحين زوالها سوف يعود لزينة لكن حدث ما هو غير متوقع، غادرت سيلا المحافظة كلها وغادرت روح وقلب يوسف معها
وقف واتجه إلى العمل يقضي يوم ما بين تفكير فيها وحزن عليها.
❈-❈-❈
وقف رعد في مقر الجريمة يرتـ ـدي جوانتي ثم رفع الغطاء عن الجثة المشوهة بفعل الضربات، دار وجه المجني عليه ينظر للعلامات التي في عنقه ثم بدأ يفحصه بنفسه، اعتدل واقفًا يخلع الجوانتي ثم رماه يأخذ الملف ينزل لسجل القتل الذي حدث في العائلة، تأمل الاسم الأول " چلنار سالم الدوسري"، رفع عيناه لأختها الصغرى التي تنتفض بخوف وهي تنظر للجثة وابنة عمها التي تبكي بانهيار
اقترب من الفتاة التي في ربيع عمرها ثم قال : يا عسكري هات كوبايتين مايه هنا
أحضر كوبين من الماء ليعطي الفتاة واحدة والآخرى الثانية، تحدثت ابنة عمها بصراخ : عمي مات بسببك، أنتِ السبب
تركت الفتاة كوب الماء يقع من بين أناملها، همست بخفوت : أنا اللي قتـ ـلته، أنا فعلاً السبب
رعد : يا عكسري، خدها على الحجز
سارت الفتاة بانكسار معه ليقترب رعد من الأخرى قائلاً : قولتيلي بقى تقربي ايه للمجني عليه ؟
الفتاة بتوتر : بنت اخوه
رعد : كنتِ فين ساعة الجريمة ؟
الفتاة : روحت إسكندرية مع صحابي بس وأنا في الطريق رنوا وقالوا عمي اتقـ ـتل
رعد بإبتسامة باردة : فاكراني ؟
نظرت له ثم ابتلعت ريقها قائلة بفزع : رعد !
رعد بتأكيد : أيوة رعد، قوليلي بقى قتـ ـلتيه أزاي
صرخت بتحدي : أنت أزاي تقدم ليا إتهام صريح، على فكرة أنا ممكن اشيلك من مركزك واخليك متهوبش نحية القضية دي
رعد ببرود : وأنا منتظر ده يا ... ماجي تامر الدوسري
سار مبتعد يدور بالمكان ثم وقف أمام صورة هو فيها بجانب المجني عليها الأولى " چلنار سالم الدوسري " خرج يخرج المفاتيح ثم ركب سيارته يذهب خلف عربة الشرطة وأشار للعسكري
رعد : نزلها
نزلت الفتاة تنظر حولها ثم له فأكمل : اركبي هنا
وأشار على سيارته ثم قال للعسكري : روح المركز، متجبش سيرة إني خدتها
العسكري : أمرك يا باشا
ركب رعد السيارة ثم قاد بهدوء لتردف هي : أبيه رعد
ابتسم بخفة ثم هز رأسه لتكمل : حضرتك واخدني على فين ؟
رعد : متخافيش يا .. بيري صح ؟
أكدت برأسه بينما تحدث هو مع بسام الذي أجاب، القى رعد عليه بعض التعليمات ثم عاد يغلق الخط.
❈-❈-❈
وقفت حورية مع عشق التي تكاد تصرخ من السعادة بعدما تأكدت من حملها، هي الآن في شهرها الثاني، لقد أخذتها حورية إلى طبيبة خاصة، أتى آدم في البداية يقف أمامهما ثم نزل
آدم : سلام عليكم
ردوا السلام ليقترب ويُقـ ـبل كلتا وجنتي حورية ثم حاوط خـ ـصرها قائلاً : مستنيه حد
عشق بتأكيد : أيوة رعد جاي ياخدني، امشوا أنتم عادي
آدم : لا مينفعش، هاا عملتوا ايه النهاردة ؟
نظرت عشق باتجاه حورية التي نظرت لها وضحكا، اردفت عشق : حورية تبقى تحكيلك
هز رأسه ثم همس لحورية : أنتِ حاطه روج
مسحت فـ ـمها قائلة وهي تريه يـ ـدها : لا والله حتى شوف
آدم بهمس في أذنها : أومال لونهم مخليني عايز اكلهم وأكل صاحبتهم ليه
انفجرت ضاحكة وهي تخفي وجـ ـهها بعنقه، رفع آدم عيناه فوجد ماجد ينظر له ثم هز رأسه بتوعد، وضعت عشق يدها على فمها بزهول ثم قالت : بت يا حورية شوفي الوتكة اللي ماشيه مع الواد كرم
آدم بانتباه : كرم مين ؟
حورية : المعيد بتاع المشكلة إياها، لا بجد بسم الله ما شاء الله البت قمورة اوي
عشق وهي تمد شـ ـفاها : لا حول ولا قوة إلا بالله دا أحنا مش بنات يا ولاد، أبص للبت چمان بعدين چيلان ولارا وليكي وأدي البت اللي مع الواد كركر
حورية بضحك : أيوة
عشق بحزن : وأقوم بقى ابص لجوازكم ورعد حبيب هارتي اتحسر على حظه المنيل اللي وقعه معايا، حقيقي يعني أنا مشوفتش أجمد ولا أحلى من رعد دا
حورية وهي تحاوط فك آدم : لا معذرةً مفيش أحلى من دومي
وقبـ ـلت وجـ ـنته بقوة عدة مرات، ضحك آدم بخفة ثم قبـ ـل جبـ ـينها، نزل رعد من سيارته يلقي السلام ثم قـ ـبل جبـ ـين عشق التي دست نفسها في حـ ـضنه
رعد : موقفكم بقالي كتير ؟
آدم : لا مش اوي، عامل ايه ؟
رعد وهو يضـ ـم عشق : الحمد لله، فينك محدش عاد بيشوفك
آدم : كنت هجيلك بكره الشركة أساساً، يلا عايز حاجة ؟
رعد بإبتسامة طفيفة : سلامتك
ذهب رعد مع عشق التي تنظر له كل قليل وتضحك، صرخت دون مقدمات : وقف العربية حالاً يا رعد
رعد باستغراب وقلق : في حاجة ولا ايه ؟
أوقف السيارة ثم نظر لها، مسكت يـ ـده بيـ ـديها ثم أخذت نفس عميق لتردف : Baba olacaksın
رعد بعدم فهم : ايه ؟ تركي صح ؟ مالو باباكي
ضحكت وهي تقول : Diventerai padre
رعد بصدمة : ايه !
اقتربت ثم همست : Te convertirás en un padre
رعد : لا كلميني ذي ما بكلمك، بجد ؟ عشق أنتِ بجد ..
عشق بمرح : عشق ايه بقى اسمي أم ريان، ولا عدي
رعد بإبتسامة سعيدة : بجد حامل ؟ أنا مش مصدق
انفجرت ضاحكة وهي تقول : رعد
قـ ـبل جبينها بتطويل ثم ضـ ـمها له بلهفة، قبل باطن كفها وهو يهمس : أحلى خبر في الدنيا يا روح رعد، النهاردة أسعد يوم في حياتي بسببك
ابتسمت بخفوت وهي تزيد من ضـ ـمه، بدأ يقود وهو يمسك يـ ـدها كل قليل يتأملها، وصل للمنزل ثم نزل يحملها بين يـ ـديه
عشق بضحك : رعد، أنا حامل مش اتشليت
رعد بإبتسامة خافتة : انزلك يعني
نفت برأسها وهي تجـ ـذب وجـ ـهه تُقـ ـبل وجـ ـنته، صعد بها لأعلى يحتفل بزو.جته بطريقته الخاصة.
❈-❈-❈
ضحكت حورية حين دارها آدم وهو يرقص معها بجنون، حملها بخفه يدور بها ثم انزلها يعود ويديرها، همست بكلمات الأغنية وهي تضع يـ ـديها على وجهه تداعب أنفه بأنفها
جلس على طرف السر.ير بينما تمددت هي تضحك بسعادة، منذ زمن طويل لم يرقصا مثل هذا، تمدد هو الآخر بجانبها ينظر لأعلى
حورية : ميرسي على اللحظات الحلوة
آدم : العفو، عملتي ايه النهاردة ؟
حورية : عشق كانت تعبانه، روحت معاها تكشف بعدين طلعت حامل
صمتت قليلاً ثم أكملت : عقبالنا
آدم بهدوء : إن شاء الله .. عرفتي إن حياة حامل هي كمان
حورية بلهفة : بجد ! مقالتش ليا
آدم : مش عارف، أبقي كلميها .. يلا هنام تصبحي على خير
حورية بحزن : وأنت من أهله
فرت الدموع من عيناها وهي تراه ينام، جلست تنظر له لوقت طويل ثم تمددت تسحب الغطاء وغفت بجانبه هي الآخرى
❈-❈-❈
جلست سيلا في السكن الجامعي الخاص بها، ضمت قدميها لصـ ـدرها تستند برأسها عليهما بحزن دفين، تذكرت كيف أنها يومها رنت على والدتها تشكي وتبكي لها كأنها فقدت كل شيء، والدتها المريضة والتي ساعدها هو في علاجها، الأمر مُحزن بشدة، أن يكون سبب الداء نفسه سبب الدواء
سيلا ببكاء : اتخنقت يا ماما مش عايزة أفضل هنا لحظة، اولع انا واللي عايزاه، أنا هرجع المحلى بناقص الكلية كلها
والدتها بحزن : حرام عليكي يا حبيبتي نفسك بعد كل اللي شربتيه، استحملي
صرخت ببكاء مرير : مش قادرة مش طايقة المكان هنا يا ماما
والدتها بدموع : حاضر يا حبيبتي لمي حاجتك وتعالي، بناقص اي حاجة تتعبك
أغلقت سيلا وتعالت شهقاتها وهي تنظر للهاتف، حسناً برغم كل ما حدث ما زالت تنتظر رنة الهاتف باسمه، جمعت أغراضها وفي صباح اليوم الجديد عادت إلى بلدها الأم، تحاملت سخرية والدها من أحلامها التي هتفت بها ورغـ ـبتها التي تحدت الجميع بها
الأب بسخرية : رجعتيلي متأخر بس رجعتي، اتلمي بقى والبسي حجاب واستري نفسك واستني نصيبك، هفضل افهمك كتير أنتِ أخرتك البيت
مسحت دموعها ثم اتجهت لغرفتها تغلق الباب عليها، يومان مروا وهي لا تخرج ولا تتناول الطعام، حسناً ربما يرى البعض ان الموضوع لا يستحق لكنها ترى أنه كفيل بجعلها تكره المنصورة كلها
دخلت والدتها قائلة بسعادة : بت يا سيلا، فوقي يا حبيبتي عندي ليكي خبر إنما ايه !
سيلا بانتباه : في ايه ؟
الأم : ابن خالتك أميرة، كرم يا بنتي
سيلا بانتباه : أيوة الولد المعيد دا، عارفاه والعة معاه على الآخر
الأم باستنكار : طيب قولي بسم الله ما شاء الله يا منيلة دا حتى هيعمل خير فيكي
سيلا باستغراب : خير ايه مش فاهمه
الأم : أنا كلمت خالتك وقولتلها على قفلتك من الكلية فجأة، بعدين هي كلمت ابنها دا وراح كلم واحد معرفه كده خلاه يساعده ينقل ورقك من المنصورة القاهرة
سيلا بصدمة : الوقتي ! بتتكلمي بجد
الأم بتأكيد : والله بجد ورقك كم يوم وهيبقى في جامعة القاهرة، كملي كليتك ولا تزعلي نفسك يا قلب أمك، ولا تحطي كلام أبوكي في بالك كمان
انفجرت باكية وهي تضـ ـم والدتها تشكرها عما فعلت، بدأت سيلا حياة جديدة بفضل كرم الذي رتب لها كل الأمور، بالإضافة إلى انه تمكن من أخذ لها مكان في السكن الجامعي، كان خير عون لها عكس الغبي الذي تعشقه حد النخاع لكنها لم تأخذ منه سوا الألم والحزن
❈-❈-❈
أغلق كرم ماكينة القهوة ثم أخذ كوبه يخرج من المطبخ، سار باتجاه غرفته وهو يبتسم بخفة، جلس يؤدي لها أحد الأبحاث برضا تام عن فعله هذا عدا عن أنه خارج شخصيته الحقيقية، تذكر أول لقاء بينهما حين نزلت من الباص تعيد خصـ ـلاتها للخلف وهي تنظر حولها بفيروزيتيها، أشارت له فهو اخبرها انه يقف أمام سيارته يرتدي نظاره شمسية سوداء وتيشيرت أزرق اللون كذلك بنطلون جملي
سيلا : كرم صح ؟
حمحم وهو يؤكد : أيوة ازيك يا سيلا
سيلا بإبتسامة : كويسة، في ايه يا ابني مبلم كده ليه
لتكمل بمرح : تكونش أول مرة تشوف واحدة حلوة
كرم بضحك : أكونش ؟ أة أنا فعلاً أكونش يلا اركبي
سيلا بمرح : فوريرة
ظل يتابعها وهي تتحدث بأريحة كأنها تعلمه منذ سنوات، لا ينكر إعجابه بها من أول لحظة والذي ازداد تدريجي يومًا عن يوم، ضحكتها عبوسها حزنها غضبها مرحها أصبح على علم تام بكل ما يخصها، ولم يغفل عن نظرة الحزن بعيناها في بعض الأحيان كذلك شرودها، رن عليها ليأتيه صوتها الباكي
سيلا : سلام عليكم
كرم : نكودة عيوطة هانم مالك ؟
سيلا بعبوس : مكنتش بعيط دا أنا بمثل عشان أصعب عليك وتعملي البحث
كرم بضحك : يا راجل ! ماشي يا ستي صعبتي عليا واساساً شغال فيه اهو ادعيلي
سيلا بمرح : روح اللهي ربنا يكرمك من وسع ويجوزك واحدة أحلى مني، هو أنا مفيش أحلى مني بس عادي حالة شاذة، روح اللهي تترقى وتبقى رئيس الجامعة كلها
كرم بتساؤل : أنتِ بتجري على يتامى يا بت ؟
سيلا بنفي واستغراب : لا والله، ليه ؟
كرم بضحك : اللهي واللهي قولت بس البت دي مش لاقيه
سيلا بمرح : أنفع يعني
كرم بتأكيد : تنفعي ونص أومال.
وظل يتحدث معها حتى وقت متأخر دون شعور أي منهما بهذا الوقت.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين
وقفت عشق في استقبال ضيوفها عقب إخبار رعد الجميع بعمل حفلة بسيطة احتفالاً بحمل عشقه، حاوط خصـ ـرها يُقـ ـبل جبـ ـينها ويدعمها للثبات، ابتسمت برقة وهي تجد والدتها ووالدها وأخوها
أحمد وهو يعطيه هدية : مُبارك يا عشقي، ربنا يجيبه بألف سلامة ليكم
عشق وهي تضمه : ميرسي يا بابا
ضمتها نور وانهمرت دموع الفرحة على عيناها، بادلتها عشق قائلة : في ايه يا نوري ؟ كل ده عشان هتبقي نينا وتعجزي
نور : بس يا جزمة، ربنا يجيبه بالسلامة
عشق باستنكار : جو.زك قالها وقولنا ماشي بس أنتِ كمان، في ايه يا جدعان هو مسافر وأنا معرفش !
ضرب رعد مؤخرة عنقها قائلاً : اتلمي
عشق : أمرك يا كبير
أتى أدهم مع لارا في البداية، صرخت لارا : بت يا عشق لا ابهرتيني
عشق : قولت يا بنتي أنتِ وبنت عمك حربايات فأربطه بعيل مني، وأكيدكم أكتر
لارا : قادرة يا قلبي
عشق ببرود : I know
سلم أدهم على رعد وأحمد، كان أدهم من متفهمي أمر احمد ونورهان وأنها حرية شخصية وأمر يخص كلاهما فقط إلى أن علم ما خلف الأمر
ونعود لوقت سابق
الجميع حول نورهان يعاتبها عما فعلت بما فيهم علي أو الأصح أولهم، فهم كادوا يذهبوا ويوبخوا أحمد لكنه اوقفتهم بما قالت وانقلب الوضع، بعدما كان أدهم في صفها وعلي عليها تغير كل شيء
أدهم بحدة : يعني أنتِ نزلتي مستواكي لعيلة
نورهان : أنا أسفة
أدهم بصراخ : أسفة على ايه ؟ عشق قدام سنك عيلة وأنتِ وافقتي على طلبها، افرضي خدنا الموضوع على محمل الجد والكل عرف بخطوبتك هيبقى شكلنا ايه ؟
نورهان بحزن : يا أدهم
أدهم بغضب : بلا أدهم بلا زفت
لارا : أهدى يا أدهم هي أكيد مكنش قصدها
علي بحدة : ولو قصدها أنت مالك ولا دايمًا كده تفكيرك للفلوس ومنظرك قدام الناس
أدهم : لو سمحت متدخلش
علي بغضب : أنت اللي متدخلش ومتنساش نفسك، أنت ابن جو.زها بس
نورهان بحدة : بابا أدهم ابني
أدهم بحدة : ابنك ولا مش ابنك بعد كده فكري في سنك وشكلك قدام الناس قبل ما تجري ورا كلام حد لمصلحتك، عشق لا هي من باقي العيلة ولا أهلها يمسونا بصلة عشان نعمل فيهم خير
نورهان بخفوت : معاك حق
أغمضت عيناها بقوة وألم تسب نفسها عما فعلت بها، فهي حقًا أحبت أحمد من أعماق قلبها وما كان من نصيبها سوا الألم والحزن.
ونعود للوقت الحالي
أتى جميع عائلة المهدي يليهم عائلة العم محمد والد چمان وچيلان، كذلك أتى آدم مع حورية التي ضمت عشق بلهفة ومرح
حورية : بيتك جامد جامد جامد
عشق وهي تجـ ـذبها : تعالي افرجك عليه واعرفك على عيلتي، يلا
ذهبت حورية مع عشق التي أرتها كل إنش به ثم اتجهت أمام أهلها قائلة : بابا ماما دي حورية الأنتيم بتاعتي، ومرات صاحب رعد، دول ماما وبابا وموري أخويا
حورية بإبتسامة : تشرفت، عشق كانت بتكلمني عن حضرتك كتير وكان عندي فضول اعرفك
نور وهي تقرص عشق : ويا ترى عشق بتكلم الناس كلها عن جو.زي
عشق : اة حاسبي يا مرات أبويا أنتِ، أة بحبب فيه الناس أنا غلطانة
نور بتأكيد : ايوة خليكي في حالك وسيبي جو.زي في حاله يا بت
عشق وهي تتجه لحـ ـضنه : أنا حاله ومحتاله وحبيبته ونور عينه صح يا أحمودي
قـ ـبل أحمد جبـ ـينها لتردف نور بغيظ : يا بختك بيه يا عشق هانم
رفع أحمد يـ ـدها يُقـ ـبل باطن كفها ثم قال : يا بختي أنا بيها وبخت ابنها بيها وبخت رعد بيها وبخت الدنيا كلها بيها، دي نور عيني وحياتي واللي مني
نور بغيظ : اولعوا في بعض
ضحك أحمد وهو يجـ ـذبها لحـ ـضنه هي الآخرى، ثم زاد من ضـ ـمهما قائلاً : يا عبيطة أنا بحبها عشان منك وشبهك
عشق بتأكيد : حصل أنا بأكد ده
حورية وهي تقرص وجـ ـنتها : هحسدك يا عشق
عشق بمرح : الله أكبر في عينك وعين اللي ...
حورية وهي تكتم فـ ـمها : عيب مش قدام الناس، تعالي بقى وسيبي باباكي ومامتك سوا متبقيش لازقه
رعد : عمار تعالى
ذهب عمار كذلك عشق وحورية لتردف عشق : والله أنزل بس وهصاحبها، هاخدك معايا
حورية بحماس : موافقة طبعاً، دا يا عيني عينه بتطلع قلوب وهو بيبصلها والبت جامدة
عشق : جامدة بس دا أنا بقيت أخاف على الراجل اللي حيلتي، يلا هربطه بعيل اهو، هتبع أسلوب الزو.جات المصريات العميقات
حورية بضحك : أنتِ بجد ضايعه منك، طيب أنا اربطه أزاي ؟
عشق : بحبل يا أختي، تربطيه ربطة كويسة
حورية وهي تضربه : تصدقي إنك غلسه وباردة
عشق بضحك : سوري، بصراحة بعيد عن القلش مفيش حاجة اسمها اربطه، في حاجة اسمها بيحبني وحابب العيشة معايا
حورية وهي تربط على كتفها : الله يطمنك، عشق أنا خايفه، هو أزاي منساش كل ده، متخيلة بقالنا اكتر من ست شهور متجـ ـوزين منساش بنسبة واحد في المية
عشق بعبوس : اشمعنا أحنا بننسى بسرعة وبنعدي، آدم قلبه أسود بجد
حورية : كل الرجالة يا حبيـ ـبتي قلبهم شبه شرباتهم
عادت عشق تضحك، اقتربت منها لارا قائلة : دا أحنا ضيوفك يا جزمة
عشق : أعمل ايه ؟
حورية : احم آسفة أنا اللي مش مدياها فرصة، روحي يا بنتي اقفي مع ضيوفك ما أحنا في الكلية سوا
عشق : تعالي معايا
اتجهت للجميع تتحدث معهم : منورنا والله ونوركم غطى على اللمبات
چمان : ايوة عشان كده مشغولة مع صاحبتك
حورية بهدوء : أنتم صحاب البيت أنا اللي ضيفه
عشق بضيق : يعني الكلمة حزقاكي اوي يا چمان
يارا : مبروك يا عشق
عشق : الله يبارك فيكي يا روحي
انسحبت لارا تدريجي واتجهت للحـ ـمام تفرغ ما بجوفها، ذهبت عشق خلفها تنتظرها خارج الحـ ـمام، خرجت لارا لتردف عشق : أنتِ كويسة
نفت لارا برأسها وقالت : لا ربنا يستر بقى
عشق : مالك في ايه ؟
لارا : عايزاكي تسألي رعد على حاجة أصل هتحرج أسأله
عشق باستغراب : خير ؟
لارا بخجل : هو حرام أدهم يعني يحصل بينا حاجة وأحنا مخطوبين ومكتوب كتاب من غير جو.از بفرح وكده
عشق : لارا أنتِ حامل ؟
لارا بقلق : لا إن شاء الله يبقى لا، متخوفنيش لأن جدي لو عرف هيعمل مصيبة
عشق : اشمعنا
لارا بزفير : مش عارفة رعد قالك ولا لا بس أدهم مش ابن ماما نورهان، هو ابن جو.زها
عشق باستغراب : وهي وافقت تتـ ـجوز واحد متجـ ـوز ومخلف
لارا : مامت أدهم كانت ميته وهي اتجـ ـوزته بيزنس، لما أنا اتولدت أدهم كان متعلق بيا لأن فيا شبه من مامته، عينيا ولون شعري وبشرتي، شكل عام يعني فكان بيحب يجي عندنا وياخدني حتى إن ماما نورهان كانت بتاخدني عندهم مخصوص عشانه، كبرنا وحبينا بعض جداً، كنت متعلقه بيه لدرجة كبير، هو كان رايح يخطب نينا بنت عمه بناءاً على كلام باباه وقتها يعني ...
ضحكت متذكره جنونها : حاولت انتحر
عادت بذاكرتها إلى ذاك اليوم في المنزل، دخل الغرفة يمسك يدها وانحنى يُقـ ـبل جبينها، أشاحت بوجـ ـهها عنه ثم بدأت بالبكاء بخفوت
أدهم بمرح : وأنا مالي يا ستي هو أنا اللي خليتك تبلعي البرشام دا كله
لارا بحدة وهي تسـ ـحب يـ ـدها : اطلع بره وملكش دعوة بيا
أدهم باستغراب : نعم ! أنا عملت ايه ؟
اعطته ظهرها وسحبت الغطاء فوقها، اعتدل بجانبها ثم سـ ـحبها لتجلس ورفعها في حـ ـضنه قائلاً : هو أحنا بينا القمصة دي ؟ مش المفروض أننا صحاب
لارا بغضب : لا مش صحاب هو أنت استأذنتي قبل ما تخطب الزفته دي
أدهم : نعم !
لارا بحدة وهي تضربه : قوم امشي بقى مش عايزة اشوف وشك
أدهم : لا فهميني الأول كده معلش
لارا : مين أحلى أنا ولا نينا
أدهم : أنتِ طبعاً
لارا بعبوس : رايح تخطبها هي ليه بقى
أدهم بمرح : عشان أنتِ صغيرة لسه، لما تكبري هتجـ ـوزك عليها المهم متزعليش
حاوطت عنقه قائلة : بس أنا عايزاك ليا لوحدي، أنت أدهم ملك لارا ولو موقفتش الموضوع ده والله هموت نفسي بجد بقى
أدهم وهو يعيد خصـ ـلاتها : يعني موافقة
لارا : على ايه ؟
أدهم : تتجـ ـوزيني
صرخت بسعادة وهي تضـ ـمه ليربط على ظهرها وهو يدفن وجـ ـهه في عنقها، أكملت لارا حديثها : يومها باباه دخل وشافنا، أنا في حضن ابنه وفرحانه وأدهم فرحان وبصراحة هو كان روحه في أدهم، كان موضوع نينا لسه في البيت يعني هي حتى الآن متعرفش إنه كان هيخطبها، جدو بقى كان مخطط أنا أتجـ ـوز ياسين ابن عمي لكن طبعاً مع موافقتي وضغطي وكمان والد أدهم وافق، كنت لسه في تالتة ثانوي فضلنا سنتين على الوضع ده لحد ما في يوم جو.زك قفشنا في مكتب أدهم هههههه يومها اتكلم معايا وفهمني حاجات مكنتش فاهماها لحد ما اتفقت مع أدهم نكتب الكتاب وطبعاً كان بابا أدهم اغتالوه قبلها بسنة، جدو مكنش عايز كتب الكتاب لولا ماما نورهان ما ضغطت وغصبت عليه كده، هو بقى بيسعى بكل الطرق أنا اتطلق وياسين يطلق ونتجـ ـوز بس طبعاً يعني بعينك يا جدي دا أدهم
عشق بإبتسامة : بتحبيه اوي ؟
لارا : أنا بعشقه يا عشق، أنا بغير عليه هو اة بقوله طلقني كتير بس فعلاً نظرة من أدهم بتضيع كل حاجة
أدهم لنينا : بتعملي ايه هنا ؟
نينا : مفيش
ذهبت فهي كانت تستمع لحديث عشق ولارا، اقترب منهما قائلاً : بتعملوا ايه أنتم كمان
عشق : بتحكيلي قد ايه هي مغرمة بيك
أدهم بإبتسامة : لا بقى أحب أعرف
عشق : طيب عن اذنكوا بقى
ذهبت عشق بينما اقترب أدهم يثبت يـ ـديها أعلى رأسها واردف : هتقولي ولا أعرف بطريقتي
لارا : أعقل وسيب إيـ ـدي مش ناقصين فضايح
أدهم : بشرط
لارا بإبتسامة : حاضر هاجي ابعد بقى
أدهم وهو يُقـ ـبل وجنتها : بحبك
لارا : أكتر
خرجت عشق تتحدث مع الدادة حتى تضع الطعام ثم اتجهت حيث رعد الذي يتحدث مع عمار، ضـ ـمته من ظهره قائلة : ياللي مش معبرني
سحـ ـبها أمامه قائلاً : يعني مثلاً الفاشلة دي جابت حسابات، يعني ربنا عوضها واداها أكتر من تعبها صح ؟
عشق بغيظ : طيب يا رب ابنك يورث مني الفشل، يا رب كل ولادنا يبقوا فاشلين
رعد : هخليهم شاطرين ذي ما خليت مامتهم
عشق بخبث : على فكرة يا عمار رعد شطور اوي اوي ممكن يذاكرلك
رعد : كنت لسه بقوله
حاوطت خـ ـصره قائلة : طيب بقولك ما تيجي نفتح درس أنت تشرح وأنا الم الفلوس واخدها ليا
رعد : هديكي أنا الفلوس وبطلي رغي
عشق بعبوس : على فكرة أنا واحدة حامل، المفروض متراجعنيش في أي حاجة وتاخد بالك من مشاعري و ...
رعد : استني بس ليه حامل في ايه مش فاهم، لا مبحبش الدلع اللي من أولها
عشق بضيق : أنا أدلع براحتي فاهم ؟
رعد بضيق مصطنع : أنا خلقي ضاق خلاص مفيش دلع
عشق بزفير : لا في يا رعد وبراحتي بقول وإلا ...
رعد : وإلا ايه ؟
عشق بحدة : هعاقبك ذي ما بتعاقبني
رعد بإبتسامة خافتة : أزاي بقى
عشق وهي تفكر : هروح عند أهلي
نظر لها نظرة استطاعت تفسيرها لتردف : هخاصمك طيب، لا استنى مش هذاكر، بص هشرب بيبسي براحتي، يوووه مش شاربه لبن متبصش كده
ضم رأسها داخل أحـ ـضانه قائلاً : بس يا هبله
ابتسم عمار بخفة وهو ينسـ ـحب تدريجي، جلس في الحديقة دقائق ووجد فتاة تجلس بجانبه، نظرت له قليلاً ثم أمامها
عمار : مين حضرتك كمان ؟
همس : همس بنت خطيبة باباك سابقاً، وأنت ؟
عمار بتنهيد : عمار ابن خطيب مامتك سابقاً، خرجتي ليه ؟
همس : زهقت من كل الأجواء دي، بحسهم مش سالكين كلهم، چمان ناقرة عشق وعشق ناقرة الكل، لارا ناقرة نينا ونينا مش طايقة لارا، جدي متجنب أدهم أخويا وماما نورهان زعلانة جداً، حورية محاوطة عشق وأبيه ياسين بحسه أساساً مش صافي لنفسه، أبيه آدم بحس جواه حاجة بشعة تقريباً شعور بحسه نحية كل واحد كبير
عمار : حتى رعد
همس بنفي : لا أبيه رعد بالذات اللي نشيله من كل حاجة، اقولك حاجة ومتزعلش
عمار بهدوء : قولي
همس : أنا بحس عشق متستاهلش أبيه رعد نهائي، هو طيوب وسالك كده وحنين ومتدين إنما هي متهورة ومغرورة وغبية
وقف عمار قائلة بحدة : محدش غبي غيرك أنتِ واللي يفكرها كده، بعدين مين المفروض يحدد هي تستاهله ولا متستاهلوش، أنتِ مثلاً طب ما تصلحي من نفسك بدل ما أنتِ لحمه رخيصة لابسه ومش لابسه، مين من اللي جوا يستاهل او يحكم، كلكم شوية عيال شايفين نفسكم بجسمكم اللي مستعرضينه ولبسكم العريان وشوية الفلوس اللي عشق عندهم قدهم، بجد أنتم قرف
تركها تبكي واتجه للداخل، تحدث مع والدته : أنا هستناكم في العربية
نور : الأكل اتحط عيب كل واخرج
عمار : مليش نفس
نور بهدوء : مينفعش يا حبيبي
عمار بضيق : يا ماما قولت مليش نفس
مسكت يده قائلة : قولتلك مينفعش عيب بقى
صرخ بها وهو ينفض يـ ـدها : أنا قولت كلمة ولا هو زن وخلاص
شهقت بخفة ثم نظرت له وللجميع، تركها وغادر بضع خطوات في حين أحنت رأسها بخذى وحزن منه، كاد أحمد يذهب خلفه منعته نور قائلة : سيبه هيهدى وهيجي
تناولت الطعام مع الجميع في إنتظار ابنها لكنه لم يأتي، خرجت لتجده يجلس في السيارة، ركبت هي وأحمد ثم عادوا للمنزل، دخل غرفته
أحمد : أنا هروح أشوفه
نور : لا خليك يا حبيبي انا هروح ليه، هو زعلان مني أنا
اتجهت داخل غرفة ابنها تغلق الباب، وجدته يجلس على مكتبه يذاكر فاردفت بمرح : كنت مستنيه تيجي تصالحني بس يلا خيركم من يبدأ بالسلام
عمار : امشي اطلعي بره الوقتي
نور باستغراب : أنا !
عمار بحدة : أومال الحيطة، امشي يلا بقولك
نور : في ايه يا عمار مالك ؟ حد زعلك او أنا ومعرفش ؟
عمار : سبيني الوقتي ههدى ونتكلم
نور بضيق : لا لازم اعرف فيك ايه، عمار كلمني
عمار وهو يكور يده : اخرجي يا ماما عشان أنا فعلاً الوقتي مش طايق نفسي
نور : من ايه ؟
عمار بغضب : هيكون من ايه يعني أكيد من انانيتك اللي مش بتخلص، أنا بجد مستغرب أزاي أنتِ أم، زمان يلا هبعد وبعدنا بصعوبة اتأقلمت عشانك الوقتي نقرب يلا ومش عارف اتأقلم بس حاطط فيا وساكت، المفروض أعمل ايه ! ارقص مثلاً ! حتى مش سيباني اصلح اللي أنا فيه بسببك مع نفسي، أنتِ ايه بقى ارحميني واتفضلي اطلعي بره الوقتي عشان محلفش بالله ما اقعد فيها ولا اوريكي وشي تاني
نور بلهفة وهي تمـ ـسك يـ ـده : لا يا حبيبي خلاص هطلع بس خليك
نفض يدها قائلاً : اطلعي
نور : حاضر
اتجهت للخارج وقبل أن تخطي خارج الباب وقعت أرضاً بلا حراك ...
" لمـ ـسة يـ ـد من والدك او والدتك، ربما يوماً الغضب يتملك منك وتنفضها في حين غيرك يتلهف على لحظة منها، تصرفنا النابع عن غضب دفين تجاههم ربما تلحقه لحظة لا وجود لهما فيها
نظرة الكسرة التي تندلع من عيناهما بسبب موقف منك ربما تفقد النظرة نفسها نهائي، اللحظة التي تمر الآن ونحن في أحـ ـضان من نحب ربما تلحقها آخرى وحدنا "
❈-❈-❈
جلست چمان على طرف سر.يرها تخلع اكسسواراتها وهي تنظر لأسفل بشرود، رفعت عيناها لياسين الذي خرج لتوه من الحـ ـمام، تمدد على السر.ير ينظر أمامه بشرود
چمان : اللي واخد عقلك
ياسين بهدوء : الشغل
چمان وهي تقف : بمناسبة الشغل أنا عايزة ارجع كليتي منتظمة
ياسين ببرود : ملهاش لازمة يعني اما تخلصي هتعملي ايه ؟ ما اخرتك للبيت هنا
چمان : ياسين أنا في طب ومجبتهاش بالسهل عشان اضيعها، دي مش حسابات
ياسين وهو يضيق عيناه : تقصدي عشق صح ؟ ايه علاقتها بالموضوع مش فاهم
چمان بضيق : عشان جو.زها خلاها تكمل ومعملش اللي أنت بتعمله
أشار لنفسه قائلاً : أنا مش رعد
چمان : يعني أنت أحسن منه
نفى بيده وهو يقول : لو سألتي أي حد هيقولك أكيد رعد، بصي أنا مش عايز صداع ارجعي كليتك بس المهم لما ارجع الاقيكي فاهمه ؟
اكتفت بهز رأسها ليردف : أنتِ هتفضلي كتير بهدومك ما تغيري وتعالي اقولك كلمة
غمز في آخر حديثه فتنهدت قائلة : ياسين أنا عايزة أعرف أنت كرهت جايدا أختي ليه ؟
ياسين : دا شيء يخصني
چمان باستنكار : نعم !
ياسين بحدة وانفعال : أنتِ مملة يا چمان
چمان بحزن : ربنا يسامحك
دخلت الحمام في حين رن هو على رعد الذي أجاب قائلاً : لحقت اوحشك يعني
ياسين : وكمان بتهزر غريبة يا دنيا تؤ غريبة يا عشق مش يا دنيا
رعد بزفير : ياسين أنت بتنرفزني لما بتقول عشق كده، قول المدام اي حاجة بس متقولش اسمها
ياسين بضحك : ماشي يا عشق وعشق فين وعشق وعشق
رعد : متخلنيش أقوم اجيلك، أنت رانن تفور دمي
ياسين : لا رانن استفسر عن حاجة
رعد بهدوء : خير
ياسين بتنهيد : أزاي مر.اتك برغم استفزازها ولسانها وأفعالها أنت ثابت قدامها وأنا بتعصب من النفس جنبي
رعد بمرح طفيف : عشان أنت واحد ناقص عقل ودين، استغفر الله العظيم
ضحك بخفة وهو يكمل : أنت وعشق مرا.تي الاتنين قادرين تخرجوني عن شعوري، شابو ليكم بجد
ياسين بضحك : واخد بالك أننا أكتر اتنين بتحبنا
رعد : مين قالك إني بحـ ـبك
ياسين : بذمتك
رعد بإبتسامة خافتة : يعني عشان أنت صاحبي واخويا واقرب حد ليا ابقى بحـ ـبك مثلاً
ياسين بضحك : مثلاً يعني، مزاجك راق اهو
رعد : هو رايق من ساعة ما عرفت بحمل عشق، رنيت ليه من الأول ؟
ياسين : اتشاكلت مع چمان وزمانها بتعيط بسببي، عايزة تعرف عن جايدا وأنا خايف
رعد بهدوء : خايف تكتشف مشاعرك
ياسين بزفير : دي جايدا يا رعد وأنت أكتر واحد عارف يعني ايه جايدا
رعد : خلينا متفقين إن مر.اتك عكس أختها الله يرحمها صح ؟
ياسين : السما والأرض
رعد : وهي ذي السما، موجودة دايمًا وهي أفضل بس أحنا نادر أما نبص ليها ونتأملها، مع أننا لو ركزنا هنلاقيها أفضل ومريحة للعين وقت الزعل او الخنقة إلا أننا بنبص للأرض، كذلك مر.اتك لو قربت هتكتشف أنها فعلاً اللي لايقه عليك واللي بتكملك
ياسين : يعني عشق بتكملك
رعد بحدة : وايه اللي دخل عشق الوقتي ؟ ارحم
ياسين بضحك : خلاص، چمان خرجت اقولها
رعد : قول يلا سلام
ياسين : سلام
وضع الهاتف بجانبه ليجدها تجلس على الطرف الآخر من السر.ير، تنهد وهو يقول : في يوم كنت رايح الشركة وخبطت في بنت، نسخة منك بس مش مججبة، جايدا.
واة من جايدا، ومَن لا يعلم جايدا في حياة ياسين المهدي.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية