-->

رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 19

 

قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية عشق الرعد

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد

الفصل التاسع عشر




تجمع عائلة الشرقاوي كلها في استغراب تام أن أحمد فعل وصية رغم صُغر سنه، جلس عاصم في استعداد أنه سوف يصبح الحنون على أبناء عمه لو لم يكتب عمه له شيء، زفر يوسف بحدة وهو يجد النظرات حول زو..جته يرفضوا وجودها بينهم 


هدير بضيق : هي دي ايه دخلها فينا عشان تقعد معانا


زهرة بحدة : اخرسي يا بت مرات اخوكي 


هدير بانفعال : مفيش حد مرات أخويا غير زينة، اهو دا اللي ناقص الجربوعة دي تبقى مننا 


ضغطت سيلا على أناملها بينما سحب يوسف يـ ـدها ووقف قائلاً : يلا قومي


زهرة : أنت رايح فين يا يوسف ؟ اقعد متمشيش


يوسف بحدة : لما تبقي تربي بنتك أبقى اقعد، أنا مر..اتي مش جربوعة قوم يلا 


سيلا وهي تضغط على يـ ـده : يا يوسف خلاص 


هدير بضحك : دا حتى هي شايفه نفسها كده وبتقولك اقعد


اقتربت سيلا تنحني لها هامسة : لا مش عشان شايفة نفسي كدة بس أنا مقتنعة إن الغيرة والحقد بيعملوا أكتر من كدة 


فغر فاه هدير بينما اتجهت سيلا تجلس بجانب يوسف وتبتسم بخبث، تحدث يوسف باستغراب : قولتلها ايه ؟


سيلا : ملكش دعوة 


يوسف : سيلا 


سيلا بإبتسامة : يا عيونها 


ضحك بخفة وهو يحاوط عنقها ثم قـ ـبل جبينها، دخل المحامي مع رعد الذي يتحدث معه، جلس رعد بجانب عشق التي تتجاهل النظر له 


المحامي : مساء الخير، ازيك يا أستاذ يوسف 


يوسف بإبتسامة : بخير الحمد لله، اتفضل


جلس المحامي وفتح الأوراق ثم اخرج ظرف يفتحه، بدأ يقرأ ما كتبه أحمد بخط يده 

" بدون مقدمات، الوقت اللي هتكونوا بتقرأوا فيه الرسالة دي أنا مش هكون موجود، عشق عارف إنك أكتر واحدة هتزعلي عليا بس يا حبيبتي الحياة مش بتقف على حد، أنتِ في حياتك غيرك وأنا واثق ومتأكد إن اختارت ليكي الشخص الصح تكملي حياتك معاه، ازعلي وعيطي بس متزوديش الأمر عن حده، متزعليش على غالي عشان ميجيش أغلى " 


عشق بمرار : دا على أساس في أغلى 


أكمل المحامي " عمار عارف إن مخدتش حقك مني كامل بس معلش بإذن الله تتعوض لما ترجعلي أو لما أموت، أختك ومامتك أمانة في رقبتك، وأتمنى تعرف إن بحـ ـبك اوي برغم كل حاجة " 


شبح إبتسامة ظهر على فمه وهو يقول " الكلب اللي عايز يورث "


رد يوسف تلقائي : دا أنا 


المحامي بتأكيد : أيوة حضرتك، الكلب اللي عايز يورث


يوسف بضيق : في ايه هو حضرتك حبيتها 


ضحك الكل ليردف المحامي " الكلب اللي عايز يورث، ضهري في الدنيا ورفيق مشواري، متقلقش لو مُـ ـت هاجي اخدك معايا عشان مش هعرف أعيش من غيرك، مفيش داعي أحكي أنت عندي ايه، أن الأوان تشيل من ورايا بقى واقولك أنت بعدي، عشق وعمار ونور أمانه في رقبتك ليوم الدين هسألك عليهم، خد بالك منهم يا يوسف، هما وصيتي وأمانتي ليك، ويا يوسف أنا مش هنسى تعبك معايا من قبل كليتك ووقفتك جنبي وشغلك وسفرك، حقك عندي أنا كتبت ليك خمسة وعشرين في المية من مالي الحر والباقي بين عشق وعمار ونور بما يرضي الله، أنا كدة خليت ذنبي منكم كلكم وأولكم يوسف " 


يوسف وهو يقف : لا أنا مش عايز حاجة، دا ورث ولاده وأنا كنت باخد مرتبي منه 


رعد بهدوء : اقعد يا يوسف 


يوسف : أنت خمسة وعشرين في المية دول قد ايه ؟ 


عشق وهي تضيق عيناها : أنت طمعان في أكتر، ما أنت كلب فلوس 


يوسف : لا كلب ولا قطة جهزلي ورق تنازل لعمار وعشق أنا مش عايز جنيه 


رعد بإبتسامة طفيفة : كله بتمنه يا يوسف 


يوسف باستغراب : يعني ايه ؟ 


رعد : يعني أنت هتمسك كل حاجة لحد ما عمار يخلص كلية، وبالنسبة لنصيب عشق هي حرة يبقى معاك ولا مع أخوها بس لحد ما عمار يعرف الدنيا معاه فيها ايه كله معاك


يوسف بخبث : بشرط يعملولي وكالة 


عشق بتمتمة : ابن كـ ـلب 


يوسف : سمعتك 


المحامي : كلام رعد باشا دا فعلاً اللي الأستاذ أحمد الله يرحمه قاله، أنت مسئول عن أملاكهم


يوسف باستنكار : وأنا مالي يا لمبي 


عاصم وهو يقف : لو مش عايز أنا همسك كل حاجة تخص بابا أحمد كمان اللي عشق عايزاه أنا جنبها فيه


رعد بسخرية : ونعم 


عاصم : كمان أنت يا عمار أوعى تفكر عشان أبوك مـ ـات معتش ليك حد، أنا هنا في ضهرك 


وقف رعد قائلاً للمحامي : ممكن الأوراق يا أستاذ، أنا هوثقها 


عاصم بحدة : أنت هتديها ليه ! أفرض لعب فيهم أو غير كلام بابا أحمد ما فلوسه مش قرشين والطمع فيهم كبير


عشق بسخرية : وجهة نظر 


أخذ رعد الأوراق ينظر لها نظرة عابرة ثم مـ ـسك يـ ـد عشق قائلاً : يلا 


عشق : يلا على فين ؟ 


رعد بهدوء : على القاهرة، هترجع يا يوسف صح ؟


عشق بحدة : أنا مش همشي فاهم، أنا هفضل هنا بعمار امشي أنت وابنك 


رعد بحدة طفيفة : بقولك اطلعي واجهزي وجهزي ابنك يا عشق، يلا حالاً 


عشق وهي تترك يـ ـده : قولت مش .... 


رعد بحدة : عشق على فوق


زفرت بحدة وهي تجري للخارج، نظرت سيلا ليوسف وضحكت بخفة لتهمس : مسيطر مش ذي خيبتك 


يوسف : جربي تتحديني كده 


سيلا بإبتسامة : هتعمل ايه ؟


يوسف بمرح : هقنعك ببو..سه يا مدلوقه 


سيلا بتأكيد : حصل.


❈-❈-❈


شهر كامل لا يعي لشيء، في عالم آخر خاص به يزينه عشقه، داخله على يقين أنه لم يعشق في يوم بقدرها، لا يعلم ما فعلته به هذه العشق 


فتح عيناه بصعوبة ليجد الطبيب بجانبه كذلك الممرضة، همس بكلمة واحدة لم يسمعها أي منهما، اقترب الطبيب منه قائلاً : أنت سامعني يا أستاذ رعد 


رعد بهمس : عشق 


نظر الطبيب للممرضة ثم له واردف : بتقول عشق 


أغمض عيناه علامة تأكيد ثم عاد يذهب في عالمه المظلم مرة آخرى، ونعود عقب الحادثة بعدما تجمع الكل أمام غرفة العمليات 


جلست عشق تنظر أمامها بأعين تمتلأ بالدموع تدريجي، فرت الدموع كحبات اللؤلؤ على وجنتيها وهي تنظر للضوء الأحمر


بسام بغضب : أزاي يحصل كده يا غبي، أنا هعرفكم شغلكم على أصول، تعرفلي مين اللي عمل كده لو مش عايزني أخلص عليك 


جلس عمار بجانب عشق يربط على كتفها ثم مسح دموعها، نظرت له ثم قالت : أحنا بنعمل ايه هنا ؟ أحنا مكانا مش هنا يا عمار 


عمار : عشق أنتِ كويسه ؟ 


عشق وهي تقف : اة كويسه يلا قوم نروح بيتنا، هو مش هيقدر يوقفنا طالما جوه قوم نرجع بيتنا 


عمار : عشق أنتِ طبيعية ؟ فوقي كده اللي جوه رعد 


عشق بصراخ : منا عارفة أنه رعد، رعد اللي وقف في طريقي وجابني هنا غصب والوقتي مش هيقدر يمنعني


وقف بسام ينظر لها يحاول استيعاب ما يقول ليردف : رعد في العمليات وأنتِ عايزة تمشي 


عشق : اة همشي يلا يا عمار 


لتكمل بحدة لبسام : أنت مش هتوقفني


بسام : أوقفك ! جـ ـوزك جوه وجاي لا حول ليه ولا قوة تقومي تقولي هتسبيه، أنتِ مش فاكره ليه حاجة نهائي 


عشق بصراخ : لا مش فاكرة ومش عايزة افتكر، أنا مبفتكرش غير أنه محترمش حزني و ... أنا بكرهه 


بسام بسخرية : ليه أنتِ بتعرفي تحبي حد ؟ امشي أنا مش هقف في طريقك، دا وقت هسيبك فيه لدماغك جايز يعرف هو وقع نفسه في مصيبة ايه 


عشق وهي تجذب يـ ـد أخاها : يلا يا عمار 


عمار : لا يا عشق امشي أنتِ 


عشق : أنت حر 


اتجهت عشق تسير مبتعدة والدموع تنهمر دون توقف، تحدث بسام : روح معاها يا عمار متسبهاش 


عمار : مينفعش رعد جوه 


بسام : هبقى اطمنك عليه بس الوقتي متسبهاش، يلا يا بطل عشان رعد 


هز عمار رأسه وذهب خلف أخته التي لم تنظر خلفها أبدًا فهي اتجهت للمنصورة مباشر، خذلته عشق في شدته، تركته خلفها وهو لم يحب بقدرها ولم يرد سواها، اختارها قلبه وخذله أمام عقله ليكون من نصيبه هذا، وكان هذا رد عشق على رعد الذي لا نعرف ما رد فعله حين يستيقظ. 


❈-❈-❈


قبل شهر كامل 

فتح يوسف عيناه ليجد نفسه في اوضه مغلقة، دار حول نفسه ليجد ستار عائق يقع وظهر خلفه سيلا حبيبته تتمدد على الأرض، اتجه للزجاج يضع يـ ـديه عليه بلهفة ينادي عليها 


يوسف : سيلا، سيلا ردي عليا 


ضحك عاصم وهو يدخل الغرفة ثم جلس بجانبها يعيد خصلاتها للخلف، طرق يوسف بقوة وهو يصرخ به : ابعد عنها يا °°° 


رن على رقم ليجد يوسف هاتف على الأرض، أخذه واجاب ليردف عاصم : مش عيب الحلاوة دي كلها تبقى ليك لوحدك، سيب أخوك يدوق 


يوسف بصراخ : ولا أخويا ولا اعرفك يا ابن ال°°° ال°°°° 


عاصم بغضب : مين دا يا °°° أنا هعرفك 


وجذب شعر سيلا يرفع وجهها ثم طرق رأسها بالأرض لتنتفض مستيقظة بينما صرخ يوسف بقوة، ضحك عاصم بسخرية وهو يقول : خايف عليها اوي، وحياة زينة ما هخليها تشوف يوم حلو 


يوسف : سيبها يا عاصم اللي بيني وبينك راجل لراجل متدخلش الستات


عاصم : لا أزاي دا هما اللي بيدوا اللعبة نكهة يا يوسف، وبصراحة نكهة مراتك حلوة 


تراجعت سيلا الباكية للخلف فاقترب يجذبها له، قبض على فكها وهو يضغط على شـ ـفاها بأنامله ليزداد بكائها، سبه يوسف مرة آخرى وهو يطرق على الزجاج بجنون 


عاصم : تحب تشوف أخوك وهو بيدوق ولا تسمع الكلام


يوسف : عايز ايه ؟ 


عاصم : أحنا في المنصورة، هتروح مع واحد من رجالتي ومعاكم مأذون تكتب على زينة ومش بس كده هتمم جوازك منها بعدين ترجع تاخد السنيورة 


يوسف بجنون : أنت اتجننت ! هعمل كده أزاي 


عاصم وهو يقرب وجهه من سيلا : لو مش عايزني اغتصـ.ـبها قدام عينك 


يوسف بصراخ : يا ابن ال °°° اتقي ربنا 


عاصم بحدة : وأنت متقتوش في أختي ليه ؟ يا تنفذ يا هنفذ يا يوسف كمان متخلنيش اقولك مش هسيب السنيورة غير وزينة حامل منك، مش أخت عاصم اللي يتكسر قلبها


يوسف : اتكسرت روحك على أعز ما تملك يا زبالة يا °°° 


عاصم بتوعد : ماشي يا يوسف 


ومـ ـسك طرف بلوزة سيلا المقيدة يمزقها تدريجي ليصرخ يوسف : استنى هعمل اللي أنت عايزه بس سيبها 


عاصم ببرود : براڤو عليك 


زاد بكاء سيلا وهي تحاول فك قيدها ليردف يوسف : عاصم بص هديك كل حاجة، كل ما أملك فلوس وبيوت حتى شقتي خدها متسبليش اي حاجة غير سيلا، أنا مش بحـ ـب زينة ومش هقدر أسعدها


عاصم بحدة : هتقدر يا يوسف، متولعنيش عشان أنا الوقتي عايز اقطعها حتت قدام عينك، هي اللي عملت في أختي كده 


يوسف : هي ملهاش دعوة أنا بح.... 


عاصم بصراخ : اخرس يا يوسف بدل والله اخلص عليها قدام عينك 


يوسف بلهفة وخوف : خلاص خلاص هروح 


أتى شاب فارع الطول له يحاوط عيناه بقطعة قماش ثم جذبه للخارج، حاول يوسف التفكير بشتى الطرق لإنهاء هذا الأمر لكن ما من مفر، وصل للمنزل يصعد لشقة عمه مع الشاب والمأذون، طرق على الباب لتفتح أمنية التي شهقت حين وجدت يوسف وخلفه شاب يمسك سلاح والمأذون 


أمنية : أنت فين ؟ 


يوسف : فين زينة ؟ 


أتت زينة لتردف بصدمة : يوسف 


يوسف : عاصم خطف سيلا مر..اتي يا زينة ومش هيسيبها غير لو اتجـ ـوزتك، لو سمحتي يا زينة خليه يسيب هي ملهاش دعوة باللي بينا 


أمنية بحدة : ولا أحنا لينا دعوة ولا عندنا بنات للجـ ـواز 


واغلقت الباب بوجهه ليعطيه الشاب الهاتف قائلاً : عشر دقايق يا يوسف وإلا ... 


بدأ يطرق على الباب وهو يقول : يا زينة افتحي حرام عليكي سيلا ملهاش ذنب، أنا قدامك قطعيني بس بلاش سيلا عشان خاطر ربنا، يا زينة 


فتحت الباب لتردف : هات الفون كده 


أخذت من الشاب تتحدث مع أخيها : يا عاصم 


عاصم : متتكلميش عشان مقتـ ـلهاش يا زينة 


شهقت بخفة وهي تعطي الهاتف ليوسف، نظر يوسف لها ثم للشاب وهو ينادي داخله على أحمد، شعر بالكسرة الحقيقية في هذه اللحظة، أتى عمه ووالده في نفس الوقت ليحاول كلاهما التحدث مع عاصم لكنه لم يفعل شيء سوا التهديد 


عاصم بفحيح : أنتم هتقرفوني ليه، طيب اهو 


وفجأة استمع لصوت رصاصة يليها صراخ سيلا ليصرخ يوسف بجنون : سيلا، سيلا حبيبتي ردي عليا، سييييلا 


سيلا بخفوت : يوسف 


عاصم : انجز دي في دراعها المرة الجاية في نص دماغها، اكتب كتاب وتدخل الأوضة تتمم جو..ازك منها ولو حصل ولقيتك بتلعب بيا مش هتكلم هقتـ ـلها فورًا 


يوسف : اكتب يا مولانا يلا 


بدأ المأذون كتب الكتاب ويوسف ينادي كل قليل على سيلا التي تبكي بألم وإنهيار، مر الوقت وتم كتب كتاب يوسف وزينة، صرخت سيلا بإنهيار بعد مواصلة بكاء كبيرة 


سيلا ببكاء مرير : يا يوسف 


فرت دمعة من عيناه وهو يمضي على القسيمة ليردف عاصم : والوقتي تكمل اللي قولتلك عليه، الدكتورة هتشوف زينة والله لو فكرت تلعب يا يوسف لهخلص عليها والمرة دي في نص دماغها 


يوسف : وأنا ايه يضمنلي انك متبقاش ست في كلامك


عاصم : من غير ضمانات لو أذيتها اعمل اللي تعمله 


يوسف بغضب : والله وقتها ما هتردد اقتـ ـل زينة وكل عيلتك، هدمرك يا عاصم


عاصم ببرود : مش هقرب 


يوسف : يا عاصم الأمان لل°°° غباء


عاصم : مر..اتك بتنزف يا يوسف، استنى كده هضربها كمان طلقة عشان تبقى إيـ ـد ورجل 


يوسف : إياك يا عاصم


عاصم : انجز يا يوسف أحسن ليك


ترك يوسف الهاتف ثم جذب ذراع زينة ليردف : يلا 


زينة : يلا ايه ؟


يوسف بغضب : انفذ اللي ابن ال°°°° عايزني اعمله بس وحياة سيلا لهدفعه تمن دا غالي 


زينة : مين قالك أني هوافق 


يوسف بصراخ : غصب عنك توافقي أنا مش مستعد أخسر سيلا بأي شكل حتى لو هغتـ.ـصبك 


إبراهيم : أنت بتقول ايه يا يوسف ؟


يوسف بجنون : بقول ايه عشان الموضوع يخص بنتك إنما لما خص مر..اتي بقى ملناش دعوة، اقسم بالله العلي العظيم لنهايته هتبقى على إيـ ـدي ولابد احصرك على ولادك عشان تعرف جزاء قلة تربيتك 


وجذب زينة بقسوة، حاولوا أخذها من بين يـ ـديه لكن جن جنونه وهو يدفع عمه ثم أخذها لشقة ابيه وهي تصرخ وتحاول دفعه، أغلق الباب عليهما ثم اتجه للغرفة 


زينة ببكاء : يا يوسف 


يوسف : اسمعي يا زينة أنا مش هأذيكي بس دي سيلا


زينة : سبني اكلم عاصم 


يوسف بصراخ : هيأذيها، هو ضربها بالنار والله اعلم حالها ايه، يا زينة 


أغمض عيناه بقوة وهو يجذبها داخل غرفته وما أسوأ هذا الوضع، أجل هي تحب يوسف لكنها لم ترد أن تكون ليلتها الأولى معه بهذا الشكل، انتهى يوسف ثم خرج ينظر للطبيبة باشمئزاز منها ومن أخاها 


يوسف : أنا خلصت، سيب سيلا 


عاصم : لسه يا حبيبي تعالي ليها هنا بس بسرعه قبل ما دمها يصفى 


نزل يوسف بسرعة وهو يسب ويشتم، وصل للمكان المراد وأعينها مغمية حتى لا يعرف أين هو، تمنى لو كان أحدهم يلحقه ويعلم أين هم، وصل للمخزن ليسمع سيلا تقول بتعب : يوسف 


فك قيد عيناه وهو يجرى لتقف وتندفع لحـ ـضنه، انفجرت باكية وهي تزيد من ضـ ـمه بخوف، رفع عيناه ليجد أكثر من عشر رجال يصوبوا أسلحتهم عليهما 


يوسف : استفدت ايه ؟ 


عاصم : رجعت لأختي سعادتها 


يوسف : مين قالك كده ؟ سعادة ايه وأنا... 


عاصم ببرود : وأنت مطلقها ومتجـ ـوز زينة، ما تشوف دراعها كدة


مـ ـسك يوسف يـ ـدها لتصرخ، بعد قطعة قماش ليجد أسفلها دم كثير ويتدفق المزيد، تحدث عاصم بشماتة : لسه في دمها قد ايه بقى ؟


يوسف : أنا مش اتجـ ـوزت أختك سبني امشي 


عاصم : تطـ ـلقها بالتلاتة عشان اجبلها دكتور، متحلمش اسيبها 


انقض يوسف عليه يلكمه بقسوة وغضب ليتفاجىء بصوت طلقة يليها صرخة سيلا التي وقعت أرضاً، انطلق جريًا لها يمسكها ثم رفعها على ذراعه


عاصم : قدامك حلين أنا مش بجبرك يا تسيبها يا تطـ ـلقها بالتلاتة


سيلا ببكاء : متطـ ـلقنيش يا يوسف 


دخل رجل وبجانبه المأذون ليغمض يوسف عيناه بقوة وهو يضـ ـمها بحماية، اقترب عاصم يحمل السلاح ثم نزل يضعه على رأس سيلا قائلاً : قدامك نص ساعة ولو حابب يبقوا ساعة تكون مـ ـاتت نهائي، او يضطروا يقطعوا دراعها نهائي دا في طلـ ـقتين 


يوسف : هطـ ـلقها 


عاصم بإبتسامة : بالتلاتة 


سيلا : لا يا يوسف 


يوسف : بالتلاتة بس الأول يجيلها دكتور 


عاصم : غالي والطلب رخيص 


أتى طبيب لها ليردف عاصم : من غير بنج


يوسف بصراخ : أنت هتستهبل 


عاصم : صوتك ميعلاش ولو مش عاجبك بلاش نهائي 


يوسف : تعالى 


حمل سيلا واعتدل يضعها في حـ ـضنه، فك بلوزتها يخـ ـلع ذراعها منه لتصرخ بألم وهي تسند رأسها على كتفه، مد ذراعها للطبيب وهو يضغط على رأسها في حـ ـضنه


الطبيب بخوف : الأمر بسيط الرصاصة مدخلتش جوه 


فتح حقيبته وبدأ يعقم جرحها وهي تصرخ بألم، زاد صراخها وهو يبدأ بالخياطة، نظر باتجاه عاصم ثم رش لها بنج موضعي لينتظر قليلاً وأكمل وسط بكائها 


سيلا بتعب وبكاء : هتطـ ـلقني يا يوسف 


يوسف بخفوت : هرجعك تاني وهاخد حقك، الوقتي مفيش حاجة كسراني غيرك الوقتي 


دفنت وجهها في وجهه يزداد بكائها ليردف عاصم : يلا 


يوسف : أنتِ طـ ـالق بالتلاتة 


أغمض عيناه بقوة لتفر الدموع منها وهو يستمع لعاصم يقول : ابدأ يا شيخنا


ليكمل ببرود : مش تحت التهديد اهو هو قال لوحده 


رمقه يوسف بنظرة قاتـ ـلة، فاق يوسف على صوت زينة وهي تقول : يوسف الأكل اتحط


يوسف : مليش نفس يا زينة ألف هنا 


هزت رأسها بحزن فهو ما زال يقف عند ما حدث منذ شهر، برغم انه لا يضع الحق كامل عليها وبرغم أنه اقترب منها أكثر من مرة، أمر قد يراه البعض حلاله لكن من وجهة نظر العُشاق خيانة لمَن تسكن قلبه 


عادت الأيام تمر عليه كسابقها دون حدوث شيء جديد بينما في أحد الأيام، نزلت عشق مع أخوها بعدما استعادت جزء لا بأس فيه من قوتها واتجهت لغرفة جدها


تحدث جلال بأعين تفيض بالدموع وألم : عـ.ش.ش.ق 


برغم جمود ملامحه إلا أن دموعها انسابت ثم قالت : أة عشق، عشق الدلوعة البايظة اللي ... يا ريته سمع منك وباقى قاسي عليا بس فضل جنبي، شوفت الطيبة آخرها قريب أزاي، استكترت على أبويا وأمي حبهم وفرحتهم ببعض قامت الدنيا استكترت عليك ابنك، عشان تعرف بس إن ربنا كبير، كان قدامك فرصة تسيبها جنبه لا هي كانت بتاكل من جتتكم ولا معيشه ابنكم في سواد، شوفت اخرتها ايه ؟


اقتربت منه مكملة : أنت شمتت في مرض أمي بس أحنا تربية نور وأحمد ومش هنشمت فيك، ربنا يشفيك ويعافيك ويقومك بألف سلامة وما تكون تقيل على حد


انحنى تُقـ ـبل ظهر كفه ثم اتجهت خارج الغرفة، انفجرت باكية تسند جبينها على يوسف الذي ضـ ـمها، تحدثت ببكاء : جدك عمل كده ليه ؟ 


يوسف : أي كان اللي مـ ـات ابنه يا عشق، اللي مـ ـات غالي


رفعت وجهها قائلة : تاخدني لرعد


يوسف باستغراب : رعد 


عشق بتأكيد : أيوة بس عشان خاطري محدش يعرف خالص، عايزة اشوفه 


يوسف وهو يمرر يـ ـده على عنقه : هخليكي تشوفيه بس ... أزاي ؟ 


عشق : محدش يعرف اتصرف عشان خاطري


يوسف : يلا 


وبالفعل ما هي سوى ساعات ودخلت غرفة رعد مرتدية ملابس ممرضة، تنفست بعمق وهي تجرى له هاتفه بلهفة : رعد 


فرت دموعها هامسة وهي تُقـ ـبل يـ ـده : أنا أسفه، سامحني يا رعد، سامحني يا حبيبي 


انفجرت باكية وهي تقرب وجهه تُقـ ـبله في أنحاء وجهه، أغمضت عيناها تنعم بقربه للحظات ثم قالت : يعز عليا إني ميكونش ليا في حياتك وحياة آدم مكان، أنا فعلاً غلطت واستاهل 


اعتدلت واقفه ثم اتجهت للخارج تسير مبتعدة عنه، قالت في نفسها : بس اللي مـ ـات بابا يا رعد، بابا أحمد روح عشق وقلبها، ونور صاحبتي وحبيبتي اللي معملتش معاها حاجة غير إني ظلمتها، هيتردلي عارفة وهيجي اليوم اللي ربنا هيديني فيه بنت تخلص أكتر من اللي حصل، نور اللي عاشت ومـ ـاتت محدش بكى عليها قد ما تستحق، يا ريت الزمن يرجع لحظة وأنا اشيلها في قلبي واعوضها عن تصرفاتي الوحشة وظلم الدنيا ليها، أنا من حقي اتجنن مش ابعد عنك يا رعد وعن ابني، يا ريت تحطلي العذر من غير ما تسمع يا رعد. 


وعاد الوقت يمر فأصبح شهرين كاملين على غيبوبة رعد، شهرين لم يفيق فيهم سوا مرتين وكان اسمها المتردد فيهما، فكيف لا وهو لم يعشق في حياته بقدرها.


جلست عشق في المعمل تنتظر نتيجة التحليل بدموع تفر وحدها، وقف عمار يأخذ من الفتاة النتيجة ثم فتحها، نظرت عشق له لتجده يهز رأسه بالنفي 


عمار : positive يا عشق 


عشق : يعني ايه ؟ 


عمار بضيق : عيب على سنك والله، إيجابي حضرتك حامل 


شهقت عشق وهي تضرب صـ ـدرها قائلة : منين ؟ 


عمار باستنكار : منين ؟ كان نفسي اقولك تعالي نسأل رعد بس يلا منك لله 


نظرت عشق له ثم لأسفل لتردف : أعمل ايه ؟ 


عمار : هنروح لدكتورة بعدين نشوف لو ينفع تنزليه نزليه 


عشق بتلقائية : أنت بتستهبل يا عمار هنزل ابن رعد


عمار بسخرية : اسمع كلامك اصدقك اشوف أمورك استعجب، يلا يا عشق نروح لدكتورة 


عشق : يلا. 


سارت مع أخاها بعد شهرين كاملين من فراقه، ما زال في المستشفى تعلم هذا وداخلها يريد الذهاب له مرة آخرى لكن مهلا بأي عين تذهب له، احتاجت هذه الفترة لتصلح داخلها الكثير وحدث أخيرًا لكن بعد فوات الأوان 


وصلت لأحد العيادات النسائية تجلس بجانب أخاها في إنتظار دورها، دخلت معه للطبيبة التي بدأت بفحصها مباشر 


الطبيبة : ياااه أزاي حضرتك لسه مكتشفه الحمل، دا حضرتك في الأسبوع الاربعتاشر يعني تلت شهور ونص


عشق بصدمة : تلاتة ونص ! أزاي يا دكتورة أنا كنت يدوبك مخلفة


الطبيبة : طالما مخدتيش موانع يبقى .. 


عشق بتأكيد : بس انا خدت 


صمتت قليلاً ثم هزت رأسها دلالة على تذكر شيء، وضعت يدها على بطنها لتهمس : غبية يعني لما اتخن هتخن من بطني 


الطبيبة : أنا هكتبلك الوقتي على شوية ڤيتامينات وعايزة شوية تحاليل تعمليها، وبعد كدة يعني يا مدام لو البريود خلفت تكشفي بلاش إهمال عشان خاطر الروح اللي بتكبر جواكي دي ليها حق عليكي 


عشق بغيظ : وأنا كنت في ايه ولا ايه ! بلاش هم 


أخذ عمار الروشته وشكرها ثم خرج معها، عادت للمنزل لتجد يوسف يجلس في المدخل ينظر للخارج، جلست بجانبه تضع يـ ـدها على ركبته 


يوسف : كنتم فين ؟ 


عشق : مش تقولي مبروك يعني أفشل أم على مستوى عالمي هتبقى أم للمرة التانية


نظرت لأعلى لتكمل : يا رب والله أنا مستاهلش النعمة دي ليه تكترها ليا، انا ابني لسه مكملش ست شهور وحرمته مني 


فرت الدموع من عيناها وهي تقول : أنا واحدة أنانية اوي


عمار : أنا بس عايز أفهم بس جيه امته دا قبل وفـ ـاة بابا وماما


عشق بحدة : ما تحسن أسئلتك يا كـ ـلب السكك، دا سؤال ! اعمل ايه الوقتي ؟


يوسف : اقـ ـتليني واقـ ـتلك ونخلص البشرية مننا ومنها منكنش منتحرين 


عمار : الانتـ ـحار حرام 


عشق بهدوء : مش حرام، رعد قالي في مرة مش حرام


يوسف : يا سلام 


عشق بتنهيد : من أعظم الكبائر واتستهين يا مؤمن بأعظم الكبائر 


يوسف : حشى لله يا شيخة عشق زو..جة الشيخ رعد 


ضحكت بخفة وهي تقول : معتش بقى، أنا متأكدة اول حاجة هيعملها هيطلقني وش 


يوسف : معتقدش، بصي الراجل فينا لما بيحب بجد بيرمي بكل حاجة بيعملها اللي بيحبه في عرض الحيطة المهم يكون جنبه، أنا اقسى عليكي وممكن تحصل مني واتطاول كمان بس وأنتِ جنبي في حـ ـضني 


عمار بمرح : بيحن عارف 


يوسف بنبرة يغلبها الألم : بحن بس يا عمار دا أنا بنام وبقوم بحلم بحـ ـضنها لحظة واحدة، أنا كنت عارف قيمة اللي معايا يا عمار 


عمار : للحظة فكرتك متجـ ـوزها عشان أحلى من زينة 


يوسف : هي أحلى واحدة في الدنيا، سيلا حلوة من جوه ومن بره، أنا لو فضلت أحكي عنها في كتب سنين مش هخلص، كنت أجي من الشغل الاقيها محضرة الحمام ادخل اخد دش واطلع لحـ ـضنها، كانت دايمًا محسساني إني ابنها وتجيب الأكل جنبها تأكلي


أكمل بدموع تملأ عيناه : أنا حاسس من كتر ما بعيط على فراقها إني معتش راجل، بس أعمل ايه يا عمار ! اللي يتجـ ـوز سيلا وتفارقه تستاهل يتبكى عليها العمر كله 


تنهد وهو يمرر يـ ـده في شعره ثم قال : أنا نفسي أشوفها مرة واحدة بس وخايف عليها، متخيل راجل طول بعرض يبقى حلمه يشوف حبيبته بس، متخيل ايه طموحي في الحياة 


وفي ناحية أخرى تجلس سيلا في غرفتها تنظر أمامها فقط دون حركة، نظر والدها لها وتوقف عن إطلاق سم لسانه بسبب سوء حالتها، حين حكت لوالدتها ما حدث أنهت حديثها ببكاء متواصل لساعات وبعدها توقفت، مسكت صورتها معه يوم زفـ ـافهما ثم ابتسمت بخفة ودموع تنساب متذكرة ذاك اليوم 


فتح يوسف باب الشقة ثم دخل متجه إلى الغرفة وهي خلفه تنفخ بغيظ منه، بدأ يخـ ـلع ملابسه لتصرخ وهي تتجه للخروج باكية بغيظ منه 


يوسف : استني يا بت راحة فين ؟ بت يا سيليو 


سيلا ببكاء : أنت بجد بجح يعني جيت ودخلت وفتحت وطنشت وقولنا ماشي كمان داخل تغير هدومك بكل بجاحة ما تتكلم او استنى قولي غيري في الأوضة وأنا في داهية 


يوسف بضيق : داهية تاخدك أنتِ


سيلا بغيظ : متخلف، مني لله ضيعت احلامي مع إنسان بدماغ كـ ـلب 


يوسف : هبقى أحسن منك ومش هرد عليكي


سيلا وهي تدفعه بخفة : طيب يلا روح غير بقى 


جذبها لحـ ـضنه يحاوط خـ ـصرها ثم قال : هاتي سكر قبل ما اروح 


سيلا بضحك : لا 


يوسف : يا سيليو 


قـ ـبلت كلتا وجنتيه ثم قالت : مش مصدقة إني اتجـ ـوزتك وفي بيتك يا يوسف 


يوسف بمشاكسة : ما تيجي اخليكي تصدقي 


ثم انحنى يحملها قائلاً بمرح : استعنا ع الشقى بالله 


ضحكت بخفة وهي تمسح دموعها متذكرة ما حدث ذات ليلة، فهي كانت تسترخي في أحـ ـضانه لكنها ابتعدت قائلة : يوسف تعالى أنت في حـ ـضني 


يوسف : عيب يا حبيبتي راسي لوحدها تفطسك


سيلا : تعالى بس وملكش دعوة، يلا 


استجاب هو لها لتبتسم بخفة وهي تداعب لحيته مقـ ـبلة جبينه ثم قالت : أنت ملامحك خشنة اوي 


يوسف : أزاي ؟ 


سيلا : يعني شكلك عينيك جـ ـسمك كلك كده متديش إنك من النوعية اللي بتحب الهزار والضحك وتحب وتتحب وتتجنن كده، كنت على طول أقول لأني حلوة هتجـ ـوز واحدة مش حلو ما المخدة مبتشيلش اتنين حلوين 


يوسف : حظك نار يا بت يا سيليو وقعتي فيا، حلو وبعضلات واعجبك


سيلا : متكلمناش عن عيونك الزرقا 


يوسف بضيق : ليه السيرة دي ! أكتر حاجة مش بحبها 


سيلا باستغراب : ليه ؟ دي صفة من مستر أحمد بس حلوة اوي 


يوسف بتأكيد : أممم بس بكرها مش بحـ ـب لونها معايا، حـ ـساها مخلياني عيل توتو 


ضحكت سيلا وهي تقرص وجنته قائلة : دا أنت قمر يا چو مش توتو، يا روحي أنا اتجـ ـوزت القمر ده 


ضحك يوسف بخفة وهو يرفع وجهه لتقـ ـبله فاردف : أنا قمر أة بس لما بقلب اكفيكي شري. 


رن أحدهم على الهاتف يخبره مكان عاصم ابن عمه ليبتسم بخبث وهو يضع الهاتف في جيبه بينما صعدت زينة لأعلى بعدما سمعت مواصلة مدحه عنها والدموع تعرف طريقها على وجنتها. 


❈-❈-❈


ذات يوم 

قررت حورية الإنتهاء مما تعيش فيه عقب طـ ـلاق سيلا ويوسف، أجل لما تظل هي في شبح علاقة مدمرة في الأصل، أشارت للسائق على سيارة آدم تخبره أن يراقبه 


حورية لنفسها : كفاية لحد هنا، لازم احط النقط على الحروف بقى واخلص


وصل آدم في منطقة سكنية راقية ثم صف سيارته ونزل يتجه لأحد العمارات، نزلت حورية وذهبت خلفه تتبعه، وجدته يقف أمام باب الشقة الموجودة في الدور الثاني ثم فتحت له فتاة 


قـ ـبل وجنتيها واتجه للداخل يغلق الباب خلفه، أكملت صعود ثم وقفت أمام الباب تدق الجرس، فتحت الفتاة الباب في نفس الوقت يخرج آدم من الغرفة حاملاً طفل صغير


آدم : مين يا بابا ؟ 


صعدت ملامح الصدمة لوجهه فور رؤية حورية التي تجمعت دموعها وهي تقول : مين دي يا آدم ؟


اقترب آدم من الباب ثم قال بنبرة باردة : مر..اتي 


اكتفت بهز رأسها وهي تعود بضع خطوات للخلف ثم اتجهت لأسفل، هتفت تالا بلهفة : روح وراها يا آدم يلا 


آدم وهو يغلق الباب : سبيها 


تالا : حرام عليك يا آدم اسيبها أزاي ؟ يلا تعالى نروح وراها 


آدم بهدوء : خلاص يا تالا أنا عارف بعمل ايه 


تالا : يا آدم هي مر..اتك وأنت بتحبها حرام عليك


تجاهل الرد وهو يتجه لغرفة الصغير به، ظل يلاعبه لساعات ثم عاد للشقة وهو يعلم جيدًا أنها تركتها، فتح الباب ثم دخلت يغلقه خلفه 


تنهد وهو يتفحص كل إنش بها، كاد يتجه لغرفته لكنه تفاجىء بها تخرج من غرفتها 


آدم باستغراب : أنتِ لسه هنا ! 


اكتفت بهز رأسها وهي تقول : تعالى نتكلم شوية 


آدم : تمام 


دخل معها الغرفة ليجد حقيبتها جاهزة وموضوعة في زاوية الغرفة، جلست على طرف السر..ير وهو امامها بعدما سحب كرسي المكتب الصغير، بدأت تفرك يـ ـديها ببعضهما بتوتر وحزن ثم قالت : أنا مكنتش همشي 


تنهدت لتبدأ حديثها : من زمان وأنا عارف إن في حياتك واحدة بس كنت ساكته او الأصح خايفة اتكلم اخسرك، لحد ما جيه اليوم بقى خلاص يعني لو ظهوري على الشاشه هيخليني أشوفك فاظهر، كنت متوقعة ولما جيت قولت هتيجي ورايا تقولي حقك ومزعلش وهتعدل بينا وأنا بحبك وهقبل 


اتسعت عيناه بصدمة لتكمل : شوفت بقى بس تأخيرك ملوش غير معاني معينة، يعني إما مش بتحبني او مش باقي عليا وجايز أنت عايز ده والتلاتة أنيل من بعض، يلا بقى على كل حال ربنا يسعدك ويخليلك ابنك


اقتربت تقـ ـبل وجنته ثم وقفت تلتقط حقيبتها وسحبتها متجهة للباب، الغبية انتظرت ان يوقفها ويأخذها في حـ ـضنه معتذر، أرادت هذا وبشدة


آدم : حورية 


التفتت بلهفة ليردف : أنتِ طـ ـالق 


ثم رفع عيناه وجد اللهفة اختفت وحل محلها الانكسار، تحدثت بألم : تعرف سمعت مرة في فيلم جملة بتقول اللي بيحب بيسامح وأنا ذي الغبية عديت جبري وضربي وإهانتي كمان أبسط حقوقي فيك بينما أنت مقدرتش تعدي غلطة واحدة من بنت مراهقة عندها تسعتاشر سنة، أنا مش زعلانة منك يا آدم قد ما زعلانة إني لما حبيت حبيت من طرف واحد ذي كل مرة، يلا سلام


ثم ذهبت من أمامه من شقته من منطقته من حياته كلها، انتهت بالنسبة لها قصة آدم وحورية التي لم تبدأ في الأساس، في اليوم التالي أرسل لها ورقة طـ ـلاق مع شيك يحمل مبلغ كبير 


والدة حورية : ايه دي يا حورية ؟


حورية بهدوء ظاهري : ورقة طـ ـلاقي يا ماما وشيك فيه مبلغ ضعف القايمة، شوفتي تمن بنتك غالي ازاي


ابتسمت بخفة وهي تمزق الشيك ثم وقعت أرضًا، صرخت والدتها ليأتي والدها الذي حملها ووضعها في سر..يرها، رن على طبيب ثم حاول إيقاظها لكنها لم تفعل، أتى الطبيب وقام بفحصها 


والد حورية بحزن : يا رب استرها وما تخسرني فيها 


حقنها الطبيب بحقنة ثم قال : هي هتفوق كمان شوية بس في مشكلة 


والد حورية بقلق : خير يا دكتور ؟ حامل ؟


الطبيب بأسف : لا بس في حاجة تانية


والدتها : في ايه يا دكتور ؟


الطبيب : سكرها عالي اوي اوي عشان كده مضطرين نتابعها كذا مرة لأن احتمال كبير تبقى مريضة سكر 


تحدث كلتا ابويها بصدمة : ايه ! 


وهذا ما جنته حورية من حبها له، المرض وما ادراكم ما المرض، تبًا لكل شيء يضر الصحة فهي إن غدرت بك كان كل سيء من نصيبك، هي أولى وأفضل من الحب والتعليم والمصالح وكل شيء


تنهدت حورية بتعب واضح وهي تمسح حبيبات العرق عن جبينها ثم نظرت للتاريخ، الآن أصبحت منذ شهر ونصف مُطـ ـلقة منه ولم يبالي بها، كل يوم تستمع لحلفان من أباها على أن آدم لم يحدثه بشئنها، تتلقى أسوأ الكلمات من أختها وأمها مثل 


" هو باعك " 

" خلي عندك كرامة وانسيه " 

" لمي نفسك بقى وكفاية " 

" دي اخرة الواحدة المدلوقة "

" شوفي عملتي ايه وصلك لكده " 


كلمات كثيرة وعكسها لكنها لم تبالي، يكفي ما أصابها ولن يخرج من جـ ـسدها حتى لو مرت عقود وليست سنوات. 


❈-❈-❈


فتح رعد عيناه هذه المرة بلا عودة للظلام ليجد الطبيب بجانبه والممرضة، نظر لكلاهما ثم أغمض عيناه بقوة وعاد فتحها يهمس باسمها


رعد : عشق فين ؟ 


الطبيب : رعد بيه أنت سامعني 


همهم ليبدأ الطبيب بفحصه ثم قال بإبتسامة : حمدلله على السلامة، هرن على بسام بيه اطمنه 


رعد : عايز عشق وآدم قول لبسام 


الطبيب : تمام يا رعد بيه، خليكي جنبه 


خرج الطبيب بينما بقت الممرضة ليبدأ رعد بتلو الأدعية ثم أغمض عيناه باسترخاء، مر الوقت ليجد الطبيب يدخل قائلاً : الوقتي الوضع مستقر، أنا هبعد أجهزة كتيرة عنك، حضرتك جاهز ؟


رعد : هات ممرض مش عايز واحدة 


الطبيب : تمام روحي يا مس وابعتي ممرض 


هزت رأسها ثم خرجت ترسل ممرض، بدأ يساعد رعد حتى انتهي وترك كانيولا التنفس فقط، أتى بسام يندفع للداخل مع ياسين 


ياسين بلهفة : رعد أنت فوقت 


رعد بإبتسامة طفيفة : لا لسه 


بسام بإبتسامة : حمدلله على سلامتك يا باشا 


رعد : الله يسلمك يا بسام


تنهد وهو يغمض عيناه لبرهة ثم قال : عشق فين ؟ عايز اشوفها واشوف آدم 


ياسين بغضب : في داهية يا رب ما ترجع، سابتك وحضرتك في العمليات وخدت أخوها ورجعت بيتها، من شهرين مسألتش فيك مرة ولما فكرت فكرت في ابنها بس على مين ولا خليتها تلمحه 


رعد بهدوء : ليه ؟ 


ياسين بعصبية : بيقولي ليه، لسه بيقول ليه، هي مفكرتش فيه وهي ماشيه جات بعدها بشهر تسأل فيه متوقع ايه ؟ اقولها اتفضليه على طبق من دهب 


رعد بتعب : ابني فين ؟


بسام : عند أدهم بيه يا باشا مع لارا هانم 


رعد : لارا تعرف إن عشق عايزة تشوفه 


بسام بهدوء : لا يا باشا 


رعد : أنت كنت تعرف يا بسام ؟


اكتفى بهز رأسه وهو ينظر لياسين نظرة تلقي اللوم عليه، أغمض رعد عيناه يسترخي ويحاول عدم التفكير، عاد يطلب منهم رؤية ابنه 


بسام : تؤمر 


وبالفعل قام بتهيء الوضع لآدم واحضره لوالده، كان الصغير يبكي بقوة في أحـ ـضان بسام ويبحث بعيناه عن لارا بالتأكيد عنها وليس عن أمه، اقترب بسام من رعد الذي نظر لابنه ثم همس بأن يتركه، وضع بسام الصغير على صـ ـدر رعد يمدده


زاد بكاء الصغير ليرفع رعد يـ ـده وربط على ظهره، رفع آدم وجهه وبدأ يمـ ـص ذقن رعد النامية لينفر منها ونزل لرقبته يمـ ـصها ليضحك رعد بخفة 


مر أسبوع آخر عليه ليأتي يوم في صباحه الباكر، اليوم يوم خروجه من المستشفى، وجد الباب ينفتح ثم دخلت عشق قائلة بلهفة : رعد 


انحبست أنفاسه داخل رئته حين استمع لصوتها، اقتربت وجلست على طرف السر..ير تضع يـ ـدها على وجنته ثم قالت ببكاء : يا رعد 


احنت وجهها تدفن أنفها في وجنته ثم بدأت تقبـ ـلها لتهمس : أنا أسفه


ربما يظن البعض أنها كلمتين لا معنى لهما لكن بالنسبة لرعد كان البلسم لكل ما فعلته عشق، ضغطت على وجنته الأخرى لتردف : عارفة أنك مش هتسامحني بس والله أنا مكنتش واعيه للي بعمله، مرة واحدة بس حسيت إنك فعلاً محتاجني وخذلتك، وخذلت آدم، المرة دي بقولك عذري ومستنيه منك تحطلي العذر


تنهدت لتكمل : أنا لا استاهلك ولا استاهله ولا استاهل اللي في بطني عارفة


سبحان من جعله في هذا الثبات، رفعت يـ ـده تقـ ـبل باطنها وهي تبكي ثم قبـ ـلت أنحاء وجهه، دفنت وجهها في عنقه لتبقى هكذا قرب الساعة تشبك أناملها بأنامله


كانت تقص له ما فعلته طوال الشهرين بتحسن أفضل عن المرة السابقة والتي مر عليها وقت ليس طويل، تحدثت كأنه يستمع لها، لم تكن تعلم أنه بالفعل يستمع لما تقول، اردفت : حاول أشوف آدم ياسين منعني من ابني، حط حراس مخصوص يمنعوني عن ابني، أنا مش عارفة اقولك ايه.


ود لو يقول لها انه يعرف ما تريد قوله لكنه فضل الصمت، عادت عشقه ربما ليست كالسابق لكن عاد منها الكثير، هي كانت تحتاج فترة وحدها تعيد حساب أمورها وحياتها وتتعايش مع ما حدث والآن أخذتها


ابتعدت تتنهد بتعب وهي تقول : نفسي مسيبكش يا رعد بس مضطرة قبل ما اللي يولع ياسين يجي وقبل ما عمار يكتشف إني بجيلك ويقعد يأنب فيا، أة يا بابا على اللي حصلي من بعده ومن بعدك يا رعد


وقفت ثم اتجهت تسير للباب، التفتت تلقي نظرة أخيرة عليه لتجده ينظر لها، اتسعت عيناها بصدمة مهلاً رعد مستيقظ، انحبست أنفاسها وهي تتأمله برعب. 


❈-❈-❈


دخلت لارا الشركة وهي تحمل آدم الذي يضحك بطفولية، طرقت على غرفة أدهم بعدما أشارت للسكرتيرة ثم ادخلت رأسها قائلة : ممكن ادخل 


أدهم بإبتسامة : دا ايه النور ده !


دخلت تغلق الباب فوقف يحمل آدم قائلاً : البطل 


قـ ـبل جبين لارا التي ابتسمت بخفة وهي تجده يلاعب آدم، كالعادة حاولت فتح امر الخلفة معه لكنه نفى وبشدة، تأففت بضجر 


لارا : على فكرة أنا اللي خسرت حتة مني 


أدهم بتأكيد : حصل عشان كده مش هنعملها تاني 


لارا بضجر : يعني هتحرمي اكون أم عشان هواجس المفروض تكون عندي


أدهم : هو أنتِ جايه تنكدي 


لارا : أنا غلطانه إني جيت 


أدهم بتأكيد : حصل يلا سيبي آدم وروحي 


ضربته بغيظ وكادت تذهب لكنه حاوط خـ ـصرها يمنعها قائلاً : شوف يا آدم لوله بتنكد عليا أزاي، خليك شاهد


لارا بغيظ : أنت قادر 


أدهم بضحك : عارف، أهدي بقى ويلا نروح نعمل شوبينج مع دومي عشان الكلية 


لارا : ههدى عشان كده بس. 


❈-❈-❈


في منزل عائلة آدم

خرج من غرفته فهو لم يذهب للعمل اليوم، وجد حياة تضع الفطار مع والدته وكعادتها تجاهلته، سكب بعض الماء في الكوب ثم ارتشفه 


والدة آدم : يعني هي هتتخطب خلاص 


حياة : مش عارفة والله يا ماما هي رافضه بس بابا ماسكها بقى المرة اللي فاتت اتجـ ـوزتي على مزاجك وشوفتي النتيجة المرة دي متتكلميش بعدين حورية صغيرة اوي 


والدة آدم بحزن : أيوة صغيرة وحظها مايل


قالتها وهي ترمق آدم بعتاب فتجاهل وهو يسير عائد لغرفته لكنه استمع لوالدته تقول : طيب هو قابلها بظروفها


حياة : أيوة هو جاي وهو عارف إنها متطـ ـلقه وكمان لما عرف إن عندها السكر مقالش حاجة، هو واضح أنه حابب حورية 


آدم بهدوء : حورية جالها السكر أمته ؟


حياة بانفعال : مش من حقك تسأل


نظر لأمه التي أجابت بهدوء : بعد طـ ـلاقكم 


حياة : بعد ما مسكت ورقة الطـ ـلاق، أهو دا اللي خدته منك، كانت جوا..زة الهم على رأي بابا


رمقها بنظرة مخيفة جعلتها تبتلع ريقها وهي تشيح بوجهها، زفر بحدة وهو يتجه داخل غرفته، اخرج من الدرج صورة لها يتأملها وهو يمرر إبهامه عليها. 


❈-❈-❈


في أحد الأيام السابقة

جلس عاصم على الأريكة الكبيرة يتحدث مع أحد رجاله في الهاتف ويضحك ساخر، جلست ديرين بجانبه والخوف يرتسم على ملامحها منه، أرخت يـ ـدها على ذراعه ليداعب وجنتها بمرح، تحدثا التركية


اغلق مع الشاب لينظر لها فاردفت : أريد النزول إلى مصر عاصم


عاصم : ما المميز في مصر ديرين ؟ 


ديرين وهي تداعب وجنته : يكفي أنك منها حبيبي 


ابتسم بخفة لتكمل : أريد أن أخبرك شيء 


عاصم : ما هو ؟


مسكت يـ ـده تضعها على بطنها ثم قالت : أنا حامل، سوف تصبح ابًا


عاصم بفزع وهو يسحب يـ ـده : ماذا ؟


ديرين باستغراب : ماذا هناك ؟


عاصم : حامل ممن ؟ ابتعدي عني 


ديرين بصدمة : تقول ممن، هل أنت معتوه ؟ 


عاصم بحدة : بما تهذي أيتها الغبية، سوف تنزلي هذا اللا اب له، هل فهمتي ؟ 


ديرين بحدة : لا لم افهم ولن اخسر ابني عاصم مهما فعلت


لمعت عيناه بالشر وهو ينقض عليها يضربها قاصدًا قتل هذا الصغير، تعالت صرخاتها لتنادي الخادمة على الحراس الذين أتوا سريعًا يدفعوا عاصم عنها، تمددت على الأرض تمسك بطنها في محاولة لحمايته مما سوف يصيبه بفعل أباه، هرب عاصم منهم وانطلق عائدًا إلى القاهرة في تفكير بعدم العودة لهنا.


❈-❈-❈


" أنتِ مين ؟ " 

هذا ما قاله رعد قبل أن تفر عشق من أمامه هاربه ودموعها تسبقها، مهلاً هل نساها رعد حقًا ؟ عادت إلى المنصورة مباشر مع عدم محاولة منها لرؤية ابنها 


ابتسم رعد بخفة وهو يعتدل جالسًا، أتى بسام له ليردف : سلام عليكم 


رعد : عليكم السلام، تعالى يا بسام 


بسام : جاهز يا باشا ؟ 


أكد برأسه ليكمل : المدام طلعت حـ ـامل 


رعد بهدوء : مبروك 


بسام بتوضيح : مدام عشق 


رعد بإبتسامة : تمام مبروك برضو


ضحك بسام بخفة وهو يساعده على الاتجاه للمنزل، احضرت لارا وادهم ابنه له في مساء اليوم، أتى ياسين له هو وعائلته كلها للاطمئنان عليه 


نورهان : حمدلله على سلامتك يا رعد


رعد بإبتسامة مجاملة : الله يسلمك 


ياسين : ناوي على ايه ؟ 


رعد بهدوء : في ايه ؟


ياسين : عشق 


رعد باستنكار : عشق ! ربنا يسهل يا ياسين 


ياسين : يا رعد 


رعد : قوم يا ياسين لو هنتكلم يبقى في المكتب مش علني


وقف رعد بمساعدة ياسين يتجه للمكتب بينما تحدثت يارا : هموت واعرف ابيه رعد هيعمل ايه معاها 


جاسر : أنا شايف ...


قاطعته يارا قائلة بمرح : أنت بتشوف 


جاسر : شوفتي العمى 


يارا : شوفته أنت الأول لما نجربه فيك بعدين تبقى تقولي عامل أزاي 


لارا بسخرية : مشروع جـ ـواز ! مشروع جـ ـواز الهم والندم بلص تربية أولاد زيرو 


يارا : هرميهم ليكي 


لارا : أيوة منا بلم 


همس : رجعونا لموضعنا 


لارا بضحك : فضولية موت 


أكدت برأسها ليردف مالك : هو حل من الاتنين يا يطـ ـلقها خالص ويحرمها من ولادها يا يرجعها ويصبحها بعلقة ويمسيها بعلقة عشان هي واحدة مايعة ومدلعه اوي ومش عايزة غير كده


چمان بضيق : مالك لو سمحت هي عشق غلطانة بس أنا مسمحش لحد يقول عليها كده


يارا : هي دي الحقيقة بصراحة 


لارا بهدوء : لا جايز عشان محدش فينا متعلق بأهله لدرجة عشق مستهين بالموقف والوضع، بس الحقيقة إن عشق قوية كفاية عشان متفكرش تنتـ ـحر ومش مايعه يا مالك هي بس خدت الحب اللي يخليها تدلع على اللي بيحبوها، هي لا ادلعت عليا ولا عليك عشان ننفر من ده، أنا شايفه رعد هيفاجئنا كلنا برد فعله 


أدهم وهو يرتشف العصير : هيسامحها 


جاسر : مش للدرجة دي يا عم 


أدهم : أنتم مكبرنها وحقيقي ربنا لا يحكمكم على الأمر دا، خلونا في حالنا. 


في حين نظر رعد لياسين بهدوء ليردف : يعني أنت عايز ايه ؟


ياسين : تطـ ـلقها 


رعد بسخرية : حاضر، تحب احط ابني في ملجأ لو عايز اؤمر 


ياسين : أنت بتتريق 


رعد : أة يا ياسين بتريق، لما تبقى أم ابني وكمان حـ ـامل في التاني وعشان مقعدتش جنبي تعيط وأنا في غيبوبة يبقى خلاص وحشة ومتستاهلش صح ؟ 


زفر ليقف أمام ياسين مكملاً : أنا واحد عديت التلاتين سنة مش عيل واقف بمصاصة عشان أنت تقول كلمة وجدي كلمة واكيد اللي بره قاعدين يتكلموا، أنا عارف هعمل ايه 


ياسين : أنا خايف عليك


رعد : مش اكتر من نفسي يا ياسين 


ياسين وهو يمـ ـسك كتفه : عشق متستاهلش ضافرك، أنت تستاهل واحدة أحسن، متضيعش عمرك في محاولة مع واحدة آخر تفكيرها أنت وابنك


رعد : تمام يا ياسين وأنا بفكر هاخد ده في عين الاعتبار، شكراً لاهتمامك 


ياسين بغيظ : العفو 


مر اليوم وأتى يوم جديد 

عائلة والد رعد كلها في منزله، الجميع يتحدث في موقف عشق مع رعد، مهلاً ياسين واستطاع يصمته لكن كيف يصمت جده واعمامه وعماته 


فاق على صوت عمه وهو يقول : قولتلك من الأول يابا بلاها بنت المنصورة دي، شكلها من الأول مكنش مظبوط


أغمض رعد عينيه بقوة ثم قال : ويصح يا عمي برضو ترمي حرمة غيرك بكلام مش كويس، هي دي أخلاق العيلة


رمق عتمان ابنه بنظرة حادة جعلته يكف عن الحديث وينظر لأسفل، وقف عتمان قائلاً : تعالى معايا يا ولدي نتحدت شوية 


وقف رعد وذهب مع جده إلى المكتب، جلس الجد يدير سبحته بين أنامله ثم رفع عينيه لرعد الذي ينظر له، تحدث عتمان بهدوء : يا ولدي أنا سكت فترة طويلة اوي على اللي عملته بنت ابن جلال، والوقتي شايف إن الكلام معاك أنت مش مع حرمة لا تهزني بشيء غير أنها مر..اتك


رعد بهدوء : اطلـ ـقها 


عتمان : يبقى زينة العقل يا ولدي


رعد : وابني ؟ 


عتمان : جيت عشان اكلمك في دا كمان، عمتك يسرية يمكن متاخدش بالك بس عندها بنت كيف الورد، هچـ ـوزها ليك وهتاخد بالها من ولدك، أنا اكتشفت يا ولدي إن الأصل والتربية والأخلاق هما أس كل حاجة


هز رعد رأسه ليكمل الجد : شدني فيها الشكل وقولت هتخرجك من وحدتك دي بس غلطت وحقك عليا يا ولدي


رعد بهدوء : حضرتك ايه فكرتك عني ؟ 


زفر بحدة ليقف قائلاً : من أمته وحد بيدخل في حياتي، لأول مرة اكتشف إن بعدي عن الكل خير كنت بعمله لنفسي، أنا لما قولتلك ماشي على عشق كان بهدف مزعلكش مني مش إني مش عارف اعيش او ادير حياتي فلجأتلك، عشق مش بيت ولا عربية هرميها وتختارلي غيرها دي أم ابني يا ناس وفي بطنها التاني 


اتجه لجده ثم قال : يا جدي إن كانت عشق بمزاجك ووحشه او حلوة بس خلت الكل حضرتك واعمامي وعماتي يتطاولوا ويدخلوا في حياتي وخصوصياتي، خلاص مرة وانتهت حتى لو اضطريت أنهي علاقات فيها


عتمان بأسف : دا مش أنت يا رعد يا خسارتك اتغيرت يا ابن آدم 


رعد : متغيرتش يا جدي بس أنتم اللي خدتوا حبي بطريقة غلط حتى عشق، بس بكفاية كل واحد يعرف حدوده، انا لا عمري ادخلت في حياة حد ولا هسمح لحد يتكلم في خصوصياتي 


تنهد عتمان وهو يفكر بعض الوقت ثم هز رأسه قائلاً : صُح كلامك يا ولد آدم، مرتك عندك وعمري ما هلومك على اختيارها او فراقها بكفاية أنا اخترتها


رعد بهدوء وهو يجلس بجانبه : أنا كنت بدور عليها قبل ما اتجـ ـوزها، شوفتها مرة وفضلت فترة أحاول اعرف هي مين لحد ما عرفت أنها مخطوبة وهتتجـ ـوز، مقدرتش أروح ليها 


عتمان : أنت كنت بتحبها يا ولدي 


رعد : وما زلت، كلكم بتقولوا أبعدها بس محدش فهم نقطة إني بحـ ـبها ومش مشيلها ذنب بنسبة واحد في المية، صاحبك اتجلط من مـ ـوت ابنه وهي والدها ووالدتها ماتوا في يوم ورا بعض، عشق بالنسبة ليا طفلة يا جدي بس هي فعلاً لا في سن تنسى فيه ولا سن كبيرة فيه تتحمل مـ ـوتهم


عتمان : وأنت ذنبك ايه تخليك لقمه في بوق الكل 


رعد بهدوء : أنا مش لقمه في بوق حد ومتزعلش في الكلمة كلام الكل في الزبالة، محدش شال همي في يوم ولا زعل عليا ولا وقف جنبي في مـ ـوت أهلي ولا فرح لجو..ازي من عشق ولا لخلفتنا ولا حزن لموت اهلها وقدر حالتها عشان يجي الوقتي يقولي اعمل ايه في حياتنا 


تنهد ليكمل : كمان ست شهور هيجيلنا الطفل، عدا عن إنها عشق طيب وولادي 


عتمان بتنهيد : أنت شايف إنها تستاهل تكون أم ولادك


رعد : تستاهل، عشق تستاهل كل حاجة حلوة.


" عشق تستاهل أحطلها ألف عذر، وحتى لو خذلتني في المرة الألف هحطلها الألف وواحد، ومش هبطل أحطلها "


ليلة كاملة لم يتوقف رعد عن الصلاة، كل فرض لم يتمكن من تأديته قام بذلك، دعى لصغيره آدم كذلك القادم أي كان هو ماذا، مر الليل كذلك النهار والليل وهو على وضعه فقط بضع دقائق يطمئن على صغيره ويعود ليغرق فيما يريحه 


رن على بسام الذي أجاب ليردف دون مقدمات : اجهز، هننقل للقصر 


بسام بهدوء : تمام، ممكن سؤال


هز رعد رأسه ليكمل : المدام هترجع 


تنهد رعد طويلاً ثم قال : أيوة هترجع 


" هترجع؛ لأنها عشق "


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة