-->

رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 10

 

قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية عشق الرعد

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد

الفصل العاشر




ليس دائمًا ما نرى الجيد بمن حولنا، لكن بسهولة نرى السيء، وأحيانًا نجعله هو الوجهة الرسمية للشخص برغم أنه ربما ليس الحقيقة كاملة، إبتسامتها بالنسبة لوالدها تضاهي الدنيا وما فيها، اليوم أثبت لها أن نور وچمان والعالم أجمع لا شيء أمامها، يعلم أحمد تمام العلم أنها سوف تأخذ ذاك الموضوع بالشكل هذا 


تحدثت مع نورهان ولم تصمت حتى استمعت منها الكلمة التي تنتظرها وهي " موافقة "، أغمضت عيناها بسعادة حقيقية ثم اندفعت لحضن نورهان تشكرها، حاولت نورهان السيطرة على رد فعلها خاصة أمام التي ابتعدت تمسح دموعها سريعاً


عشق : أنا بجد متشكرة اوي يا طنط نورهان 


نورهان بود : على ايه يا حبيبتي !


عشق : إن شاء الله هنيجي يوم الجمعة أنا وبابا


نورهان بهدوء ظاهري : تنورونا يا حبيبتي 


حملت هاتفها ووقفت تُقـ ـبل وجنـ ـتها ثم خرجت من المطعم، وجدت بسام يقف أمام السيارة فاتجهت تفتح الباب قائلة : بسام خدني على مكان رعد 


بسام : تمام 


جلست في السيارة ترن على والدها الذي أجاب : الو 


عشق : يوم الجمعة، اجهز يا عر.يس، بحـ ـبك 


أحمد : أكتر 


نزلت من السيارة حين وصل لمقر الشركة، فتحت عشق ثغرها بانبهار من شكله ثم نظرت لبسام قائلة : دي الشركة


بسام بتأكيد : أيوة اتفضلي معايا هوصلك 


عشق : لا قولي هطلع أنا، عايزة اعمله مفاجأة


لتكمل بتساؤل : أنت مقولتش ليه صح ؟ 


بسام بإبتسامة : لا مقولتش، هو في الدور الأخير فوق دور رؤساء الأقسام مكتبه اللي على اليمين 


عشق : أوكى ميرسي يا بسام 


اتجهت للأسانسير فوجدت فتاة فيه تحمل بعض الملفات، تأملتها من أعلى لأسفل بعدم رضا فهي كالسكرتيرات في الروايات، تضع ما يكفي ويفيض من المكياج والعطور وترتدي جيبه قصيرة بالكام تغطي فخـ ـذيها بيضاء وشميز أصفر اللون، ضغطت الفتاة على الدور الأخير 


عشق : ايه قلة الذوق دي ! مش المفروض تسأليني طالعة فين دا أنا اللي داخلة الأول 


تجاهلت الرد على عشق التي توعدت لها، وصلت عشق للطابق المنشود وكادت الفتاة تنزل لكن عشق مسكت يـ ـدها تمنعها قائلة بتحدي : هنشوف بقى 


وضغطت على زر الاسانسير للنزول للطابق السفلي فهتفت الفتاة بغضب : أنتِ مجنونة هتأخر على المدير 


تجاهلت عشق الرد حتى وصلا وانفتح لتدفع الفتاة للداخل قائلة : اطلعيها على السلم جايز فخـ ـادك ده تنشف شوية بدل ما هي هتقطع الجيبه كده، كتك البلا مليتوا البلد 


اتسعت أعين الفتاة من وقاحتها وهي تصعد لأعلى، وصلت للدور المنشود ثم اتجهت لليمين بتجاهل للأمن الواقف، وجدت فتاة تجلس في مكتب كبير كأنه لأحد المدراء، شكلها مريح للعين محجبة بوجه خالي من المستحضرات


عشق : لو سمحتي مكتب رعد فين ؟ 


الفتاة بإبتسامة : هنا يا فندم، واخده معاد ؟


نفت عشق برأسها وكادت تتحدث لولا الفتاة التي دخلت تسب بصوت مسموع، نظرت لها من أعلى لأسفل ثم أعادت نظرها للفتاة قائلة : لا مش واخده بس ممكن تقوليله واحده عايزة تشوفك ضروري حالاً


الفتاة : هو أنتِ طب بقى غير مسموح اتفضلي بره


تجاهلتها عشق لتردف : يلا لو سمحتي معنديش وقت 


الفتاة بحدة : متقوميش يا جميلة 


عشق : جميلة وأنتِ فعلاً جميلة 


اتجهت لها وهمست ببعض الكلمات فوقفت الفتاة تهز رأسها بتأكيد، صرخت الأخرى قائلة : أنا مش قولتلها غير مسموح أنتِ ... 


عشق : هششش يلا يا جوجو عشان ميبقاش رفدين حرام


وقفت عشق تسند على المكتب ورمقتها من أعلى لأسفل باستهزاء وغرور لا يليق سوا بها، دخلت الآخرى المكتب بعدما طرقت على الباب 


جميلة : رعد بيه في واحدة بره عايزة تشوف حضرتك


رعد وهو يضع القلم : واحدة مين ؟ مقالتش عايزة ايه ؟


جميلة بتعلثم : لا قالت حياة او موت انا معرفهاش يعني اقصد ... 


رفع عيناه يلقي نظرة عابرة ثم أعادها للورق مبتسم بخفة ثم قال : دخلي المدام 


جميلة بصدمة : هاا 


خرجت جميلة لتردف : ادخلي بس أنا والله مقولتش ليه، اتفضلي 


دخلت المكتب وهي تدور حول نفسها بانبهار، وقف رعد يستند على المكتب مربعاً يـ ـديه وهو يرمقها بنظرة عاشقة، بدأت تلمس التحف ليخرج صوت من حصان فشهقت وهي تنتفض للخلف 


رعد : طيب سلمي الأول 


عشق : أنت مش هتطير عايزة اتفرج 


رعد بصدمة : عشق 


انفجرت ضاحكة وهي تتجه له مقـ ـبلة كلتا وجنتيه ثم ضمته قائلة : بهزر يا رعودي 


رعد : ماشي 


عشق : عرفت منين إن دي أنا 


رعد وهو يُقـ ـبل وجنـ ـتها : عشان غير مسموح لأي واحدة تقابلني، عملتي ايه ؟


عشق وهي تصفق : طنط نورهان وافقت


رعد : أنا لسه مصر إنك غلطانه يا عشق 


عشق : أنت ورايا عشان تصلح غلطي خلصانة عشق تغلط براحتها 


مرر إبهامه على وجنتها ثم انحنى يعضها بخفة لتردف : أنت مقولتش إنك عندك اتنين سكرتيرة 


رعد : محصلش مناسبة 


عشق : أممم واحدة حسنة المظهر سيئة السمعة والتانية هي باين عليها كويسة بس أنا حسيت بالغيرة


رعد : اشمعنا 


عشق وهي تنظر له : عشان هي حلوة اوي، عليها عينين قمر جداً يعني 


اكتفى بإلقاء إبتسامة بسيطة جعلتها تغتاظ أكثر، انحنى وهمس في إذنها بصوته صاحب البحة الجميلة فقال : هو أنتِ متعرفيش إني مببصش وبركز في ملامح حد غيرك، أنتِ اللي مراتي


عشق : ما أنت لو ركزت هتطلقني وتروح تشوفلك واحدة من البنات اللي بتلمع دي 


تجاهل الرد على حديثها ثم قال : نسيت أقولك ايه النور ده ! 


عشق وهو تحاوط وجـ ـهه : وأنا نسيت أقولك اللي عملته في سكرتيرتك المصون 


رعد : سامعك 


بدأت تقص له ما فعلته وهي تضحك كل قليل، ابتسم بخفة فأصبح معتاد على جنونها وهرموناتها المستمرة، اتجه يجلس وهو يسـ ـحبها خلفه فجلست في حـ ـضنه تتحدث معه، أخذ الملف يراجع بعض الأمور وهو يهز رأسه مستمعًا لها


عشق : خدني أنا سكرتيرتك يا رعد بدل القاعدة


رعد بنبرة ساخرة : ومالو 


ليكمل بتسلية : بعدين الواحد بيجي الشركة يفصل من الجهاز والبيت، هروح أجيب البيت هنا


عشق بزهول : رعد زعلت بجد، لا هاخد موقف منك حقيقي


بدأ يوزع قبـ ـلاته على وجـ ـهها وهو يقول : متقدريش، متعرفيش أساساً يا عشقي


تعالت أنفاسها وهي تميل عليه لتُقـ ـبل وجنته كما يفعل، حاوطت عنقه وكادت تقول شيء لولا الباب الذي انفتح دون إذن، انتفضت عشق واقفة بينما رمق رعد ياسين بنظرة قاتـ ـلة وغضب منه ومن نفسه، فهو لا يحب أن يلمحه أحد هكذا كذلك هذا مكان للعمل 


ياسين بضحك : سوري قطعتك يا صاحبي، متبصش بعدين دا مش في المكتب يعني أحنا شركة محترمة


رعد بحدة : السكرتيرة مقالتش إن مرا.تي معايا


ياسين : مديتهاش فرصة تتكلم، أنت اتضايقت ولا ايه ! عشق مقصدش


عشق : أحم لا عادي محصلش حاجة


من نظرة رعد واقتضاب ملامحه عرف أنه لا يريد رؤيته الآن، خرج ياسين بينما تحدث رعد لها بحدة : اتفضلي روحي بقى


عشق بعدم فهم : في ايه ؟


رعد بانفعال : أنتِ ايه اللي جابك الشركة منا كنت جاي البيت، عاجبك الوضع ده ؟


عشق بحدة : وفيها ايه على فكرة أنا مراتك يا رعد مش واحدة شاقطها، أنت محسسني إني عملت جريمة لما فكرت أجي لجوزي بس أقولك متشكرة جداً يا رعد على الاستقبال الرائع واللحظات الحلوة اللي سودتها


كادت تذهب للخارج لكنه التقط الريموت وأغلق الباب، حاولته فتحه لم تتمكن لتضربه بكلتا يـ ـديها بغضب صارخة : دا مش بيفتح ليه ؟ 


رعد : أنا قفلته 


عشق : افتحه خليني أخرج من المكان الخنقة ده


اتجه للمكتبة وضغط بعض الأرقام فانشقت ليتجه داخلها حيث غرفة راحة مخصصة له، جلس على طرف الفراش الكبيرة الأسود ثم وضع رأسه بين يـ ـديه، أتت له تقف عند الباب


عشق بحدة : أنا عايزة اخرج من هنا


رعد : لما تهدي عشان متكرهيش المكان 


اتسعت عيناها فرفع وجـ ـهه وأشار لها قائلاً : تعالي 


عشق : مش جايه ومش عايزة اكلمك ولا اقعد معاك ولا اسلم مشاعري ليك، أنا اللي غبية 


رعد بزفير : أنا اللي غبي، تعالي بقى 


فكرت قليلاً ثم اتجهت له قائلة بنبرة حاولت جعلها منزعجة : عايز ايه ؟


تأملها من أسفل لأعلى بنظرة شاملة، ثم جـ ـذب يـ ـدها ولم يعطيها المجال لتتحدث فقد بدأ يرتوي من شهدها، تجاهل زهولها وغضبه وكل شيء فقط يريد الإكتفاء منها لكنه لا يكتفي


عشق بعبوس : أنت بتبو.سني ليه وأنا زعلانة منك، طب اهو بقى 


ومسحت ثغرها بيـ ـدها في حركة طفولية جعلته يضحك بخفة ثم حاوط وجهها يعود ويتذوق شهدها قائلاً : طب اهو يلا امسحي بوقك تاني عشان أعرف إنك عايزاني أرجع وأعيدها 


مسحت ثغرها قائلة : أهو برضو بعدين أنا مخصماك


عاد يتأمل وجـ ـهها بتلك النظرة التي أصبحت تعلمها جيداً ولكن لا تفهم ما خلفها، قبل باطن كفها بخفة ثم قال : مش حرام حتة عيلة تخليني مش قادرة اسيطر على مشاعري كمان تفضحني 


عشق : وأنا مالي أنت اللي بتقرب مني


رعد : وأنتِ بتحبي قربي 


عشق وهي تمرر أناملها على وجنته : أنا بحب حاجة أكبر من قربك 


تمدد على السر.ير يضـ ـمها لحضنه ظهرها مقابل صدره يمرر يده على شعرها ويُقـ ـبل أذنها كل حين والآخر، رفعت وجهها له تبتسم ليردف : عاملة ايه في الكلية


عشق : منيلة بستين نيلة يا رعد، مش فاهمة حاجة في أي حاجة، أساسا بقنع بابا من زمان أسيبها هو رفض وأنت بترفض وأنا بتمرمط


رعد باستغراب : أنتِ غريبة الأطوار، بعدين محبش مراتي فاشلة 


عشق : ذاكرلي وأنا هبقى شاطرة


رعد : كدة كتير اوي وأنا مالي ومال حسابات


التفتت له قائلة بإبتسامة : مليش دعوة اتصرف وذاكرلي، أنا ليا حق عليك، يلا هنام شوية في حضنك بعدين هقوم أروح


رعد بحنية : نامي 


قبـ ـلت وجنته ثم أغمضت عيناها بينما فكر هو في المفاجأة التي سوف يفعلها لها. 


❈-❈-❈


عادت لارا إلى القصر بعد قضاء يوم متعب في الجامعة، نزلت من السيارة تأخذ متعلقاتها ثم اتجهت للداخل، وجدت تلك البغيضة ابنة عم أدهم تجلس مع نورهان وتتحدث معها، الجميع بمعنى الجميع يعلم بمدى حبها الكبير لأدهم فكيف تعرف لارا وتتقبلها ! 


تذكرت حين رأت أدهم وكيف أنها تعلقت بعنقه تقـ ـبله من وجنتيه وتهتف باشتياقها أمام العلن، منذ ذاك اليوم وهي تنام في غرفته بجانبه لا تتركه وحده لحظة 


نورهان : تعالي يا لارا عملتي ايه في الأمتحان


لارا : الحمد لله عدى، أدهم جيه ؟


نورهان بتأكيد : أيوة ومع ياسين في المكتب، قومي غيري وتعالي كلي هو مأكلش مستنيكي


جلست لارا تفتح ذراعيها بتعب ثم قالت : مش قادرة بجد ! وهموت من الجوع وعايزة أنام وكل حاجة


دخل أدهم مع ياسين وجاسر الذي قال : هي فين يارا ؟


لارا : خرجت مع شلتها 


أدهم : عملتي ايه يا لولتي ؟ 


لارا وهي تقف وتضـ ـمه : عدى يا حبيبي الحمد لله حلو


أدهم : طيب يلا تعالي عشان تغيري وناكل


ابتسمت بخفة وهي تسير معه، حين خرجا من الاستراحة حمـ ـلها بين يـ ـديه فضحكت وهي تحاوط عنقه بينما تحدثت نورهان مع ياسين قائلة : كلمته يا ياسين 


ياسين : أحمد بيه كلمه من يومين وقاله متقلقيش هو مش معترض على حاجة


ابتسمت نورهان بقلق أكبر، فكون أدهم لا يعترض من البداية كارثة لما تخفيه، دخلت چمان الغرفة تجلس بجانب ياسين واردفت : مقولتش أنك جيت 


ياسين : داخل من نص ساعة وكان ورايا شغل، عاملة ايه النهاردة ؟ 


چمان : كويسه بس أنت وحشني 


ضحك بخفة وهو يُقـ ـبل وجنتها بقوة فابتسمت له، انحنى يهمس أمام فمـ ـها قائلاً : ما تجهزي نفسك عايزك بليل في مشوار 


چمان باستغراب : فين ؟


ياسين بتفكير : أممم للحديقة الخلفية بتاعتنا مثلاً


هزت رأسها يميناً ويساراً ثم قالت بمرح : أو.كى 


❈-❈-❈


جلست چيلان مع أصدقاء يارا سرعان ما اندمجت معهم بفعل يارا التي فضلتها كثيراً، فهما أصبحا صديقتان مقربتان كثيراً، ضحكت چيلان وهي تستمع لمزحات أحد أصدقاء يارا 


چيلان : لا دمك خفيف يا ... 


الشات وهو يمد يده بكوب عصير : نادر 


چيلان : يعني مُهدد بالانقراض 


نادر باستغراب : ايه ! 


تعالت ضحكات الجميع في حين كان مالك يحضر إجتماع خارجي مفتوح مع أحد العملاء، قطب جبينه بانزعاج من أصوات هؤلاء، وقف يشتكي لصاحب المطعم لكنه تسمر متفاجىء بيارا والغبية چيلان، طرق على الطاولة فانتبه له الجميع


يارا : مالك ! Oh my god منورنا مرة واحدة


رفعت چيلان وجهها قليلاً تنظر له بطرف عيناه فاردف : أيوة ويلا قومي على البيت 


يارا باستغراب : في ايه ؟! 


مالك بحدة : يلا بقول ونتكلم لما نروح 


رمقته بغضب ثم نظرت لأصدقائها ووقفت ليكمل موجها حديثه لچيلان : أنا مش قولت يلا 


چيلان : وأنا مالي يا لمبي


مالك : قومي يا چيلان 


چيلان : حاضر من عينيا 


ووقفت عن الكرسي مكملة : حاجة تانية 


رمقها بنظرة قاتلة ثم قال : يلا قومي يارا هتوصلك البيت


چيلان وهي تتوسط خصـ ـرها بيـ ـديها : بأمارة ايه ؟ كنت صديقي، خطيبي، جوزي وأنا معرفش، أبو عيالي عشان اسمع كلامك 


ضيق عيناه بغيظ منها وغضب فنظرت حولها بعيناها الزرقاء ثم عادت تنظر له قائلة : على فكرة بقى أنا مبخافش


وسحبت حقيبتها تنطلق جرياً من أمامهم، علت ضحكات الجميع كذلك مالك الذي اتجه واستأذن ممن معه ثم ذهب يقود سيارته يبحث عنها


حركت چيلان حقيبتها في هيئة مروحة وهي تغني : وانزل يا جميل في الساحة، اتمختر كده براحة 


صمتت قليلاً تتذكر باقي الأغنية لكنها لم تتذكر لتردف بصوت عالي : أمرك يا جميل 


مالك : أنتِ يا بنتي اركبي


نظرت له ثم قالت : مش عايزة أركب مع ناس غريبة 


مالك باستغراب : غريبة مين ؟ طب اركبي ونتكلم في الحوار ده 


نفت برأسها ليكمل بغمزة : اركبي يا حبيبتي متخافيش مش هعمل فيكي حاجة أنتِ قريبتنا برضو


چيلان بتمتمة : أنا خايفة أنا اللي اعمل فيك حاجة بحلاوة أمك دي، جمالك دا ولا جمال عبد الناصر يخربيتك


مالك : روحتي فين ؟ هتركبي ولا أقول لأبوكي أنك كنتِ قاعدة مع شباب


چيلان بصدمة : أنت ابن جزمة ياض ؟


مالك بصدمة : ايه !


فتحت باب السيارة وجلست تغلقه بقوة فاردف : أنتِ شتمتي مامتي 


چيلان باشمئزاز : مامتي ! مش عيب لما تبقى راجل مالي هدومك كده وتقول مامتي 


مالك : أومال اسمها ايه ؟


چيلان : أمي 


رمقها من أعلى لأسفل ثم بدأ يقود عائد للمنزل بينما بدأت هي بالغناء : وأمرك يا جميل تاتاتااا وانزل يا كاميل في الساحة واتشمختشر كده بالراحة أمرك يا جميل تاتاتااا


استغفر ربه وهو يكتم ضحكته، رن هاتف چيلان التي أجابت بصوت مرتفع كمن يتحدث في الهاتف لأول مرة : ايه ياما، علي صوتك يا وليه 


ثناء بحدة : أنتِ فين يا حيوانة ؟


چيلان : مو معقول عرفتيها لوحدك دي ولا حد قالهالك 


ثناء : أبوكي قالب عليكي الدنيا وبيقول اتأخرتي ليه، تعالي بقى قابلي 


چيلان : طب وانزل يا جميل في الساحة، أمرك يا جميل


ثناء بصراخ : بت متجننيش، قسماً بالله اولعه عليكي أكتر


چيلان باستفزاز : وأمرك يا جميل 


أغلقت ثناء بوجهها فنظرت للهاتف قائلة : ايه معاملة مرات الأب دي، ربنا يتوب عليا منكم بقى، طب يا رب أتجوز هيه 


مالك : معنديش مانع


چيلان : هاا 


ضحك بخفة ولم يجب فأخرجت لسانها له بغيظ هامسة : أنت حلو بس مش هوافق برضو، وأمرك يا جميل تاتاتاا 


❈-❈-❈


فتحت عشق عيناها تبحث عنه، جلست ترتب خصلاتها بيـ ـدها ثم خرجت تناديه لم تجده في المكتب كله، خرجت حيث مكتب السكرتيرة 


جميلة : في حاجة يا فندم ؟ 


عشق : رعد فين ؟ 


جميلة : في أوضة الاجتماعات بيحضر إجتماع، ممكن اطلب لحضرتك حاجة تشربيها هو يدوبك عشر دقايق وهيخلص 


عشق : تمام ماشي اطلبي نسكافيه ولا أقولك شاي لا استني اطلبي بيبسي


جميلة بإبتسامة : بيبسي أخر حاجة 


أكدت برأسها ثم جلست، بدأت ترتشف البيبسي حين احضره شاب من البوفيه، أشارت لجميلة قائلة : ممكن تطلبي ليا تلاتة كمان 


جميلة بضحك : حاضر 


احضرت له فبدأت تشربه بتلذذ، كادت تشرب الثانية سحبها رعد منها قائلاً : بتعملي ايه ؟ 


عشق : بشرب بيبسي 


رعد : مش قولت ممنوع 


عشق بتأكيد : قولت بس أنا بحب البيبسي، هات هشربه أخر مرة


رعد : شربت قبل دول 


نفت عشق برأسها له فاندفعت الفتاة الآخرى قائلة بتأكيد : أيوة شربت واحد


ضيق عيناه فابتسمت بسماجة ليضع الكوب قائلاً بانفعال طفيف : أنا مش قولت بلاش عشان صحتك، تحبي أعدلك اضرارة 


عشق وهي تعد على يـ ـدها : بيعمل نقرص وبيعمل سكر وكمان ممكن يسبب مرض في القلب وفشل في الكبد وأهم حاجة واكتر حاجة السمنة


تحدثت الفتاة قائلة : وواضحة عليكي جداً الصراحة


رمقها رعد بنظرة لازعة جعلتها تنظر للأرض فهو عادةً لا ينظر لأي منهما وحين ينظر تكون هكذا، دخل بسام ملقي السلام 


رعد : وعليكم السلام 


اتجه بسام لجميلة ليردف : عاملة ايه في الشغل ؟


جميلة بإبتسامة : الحمد لله كويسة


بسام : هتروحي أمته ؟ 


جميلة : على الساعة تلاتة كدة


بسام : هبقى اجي أوصلك متمشيش 


سحب رعد عشق بحدة قائلاً : يا بنتي بصي قدامك 


عشق : استنى اتفرج 


رعد وهو يغلق الباب : تتفرجي على ايه ؟


عشق بفضول : هو بسام بيحب جميلة ؟ 


رعد : وأحنا مالنا 


حاوطت خـ ـصره قائلة : قولي بقى بالله عليك، اسأله واعرف


رعد : جميلة أخت مراته 


عشق بعبوس : يا خسارة شكلهم حلو ولايقين على بعض، يلا نروح بقى وكفاية شغل عايزين نروح لبابا وبعدين نروح بيتنا نقعد سوا عشان أنت وحشتني اوي


ضحك بخفة وهو يضـ ـمها مقـ ـبلاً جبيـ ـنها بحنية، طرق بسام على الباب فأذن له رعد ليدخل، دخل بسام وبدأ يراجع بعض الملفات بينما نظرت عشق له قائلة : هنمشي أمته بقى ؟


رعد : أنتِ مش معايا يهمك في ايه بقى 


ظلت تنظر له دون الرمش كثيراً ثم قـ ـبلت وجنته ودست نفسها في حضـ ـنه، ابتسم بسام بخفة وعينه في الملف لكن داخله يحاول استيعاب أن رعد تغير ووجد نفسه بوجودها في حضـ ـنه، رعد الذي كان يفضل ويميل للوحدة الآن تسللت أحدهن لقلبه وحياته وهو سعيد بهذا 


رعد : خلصت يا بسام 


بسام بتأكيد : أيوة يلا 


اتجه رعد مع عشق إلى منزل أحمد الذي كان قد عاد من عمله ويجلس وحده في الظلام، فتح الباب ثم ابتسم بخفة يتلقى عشق في أحضـ ـانه، تنهد بحزن دفين وهو يستنشق عبقها، لقد ندم كثيراً على زو.اجها فهو فقد ونسه وشغفه، جلس أحمد معهما 


رعد : قومي اعملي عصير ولا أي منظر كده بدل ما أنتِ قاعدة كدة 


عشق وهي تضم والدها : مبعرفش، أبقى أشرب في بيتك


رعد : قومي 


وقفت تمسك يـ ـديه تحاول سحبه قائلة : قوم تعالى معايا


رعد : أجي فين يا عبيطة، يلا يا بت ادخلي، قربي كدة الأول


انحنى قبل كلتا وجنتيها ثم قال : انطلقي


عشق : حاضر 


ضحك أحمد بخفة ثم قال : متعملش كده قدامي بغير على بنتي 


رعد بصدمة : من جو.زها 


أحمد : لما يبقى عندكم بنت هتفهم، بس حلو أنك وصلت للمرحلة دي لوحدك 


رعد باستغراب : مرحلة ايه ؟


أحمد : تخلي عشق مش بس تحبك دي تتعلق بيك اوي، لسه خايف من قربها 


رعد بإبتسامة : لا اديت قلبي فرصة ذي ما قولتلي، وهديها فرصة كمان تفتح قلبها بدل ما هي جبانة كده


قال آخر حديثه بمرح فاردف أحمد : هي خايفة تعيد تجربتي أنا ونور تاني معاك، هي شايفه نفسها نور بس اللي متعرفوش إن نور مش غلطانة الغلط عندي أنا يا رعد


أغمض عيناه بقوة ثم فتحها قائلاً : شوفت لما تهيأ الدنيا لشخص وتخليه يحس إن يتغدر بيه بعدين فجأة تشيل منه كل حاجة وتسيبه وحيد ملوش حد ولا حاجة، بتهدم ليه كل حاجة


رعد بهدوء : أنت جاي الوقتي تقول الكلام ده


أحمد بتنهيد حزين : عشان أنا مفكرتش في كل ده غير لما بدأت افتح صفحة جديدة، أنا براضي عشق عشان متفكرش إني بفضل چمان او غيرها عليها بس الحقيقة ...


قاطع حديثه دخول عشق التي قالت : عملتلكم عصير تفاح لازع ملوش طعم 


أحمد بخبث : يعني مفضتيش من العلبة


عشق : تؤ تؤ عملته بنفسي صدقني 


ضحك أحمد وهو يأخذ كوب ثم أخذ رعد الآخر، نظر للكوب قليلاً ثم ارتشف منه القليل، جلست عشق بجانبه لتردف : هاا ايه رأيك ؟


انحنى يهمس في أذنها : طبيعي حلو طالما الهانم شربت شويه من كوبايتي قبل ما تجيبه 


انفجرت ضاحكة فابتسم بخفة يحني وجـ ـهها مقـ ـبلاً وجنتها، ابتسم أحمد ليتذكر ما حدث بالماضي 


بعد وقت طويل من التهديد والعناد والغضب استسلم جلال لقرار أحمد وقرر خطب ابنة البواب له رغمًا عن أنفه، الصدمة حلت على نور ولم تصدق صدق حديث أحمد حتى بعد هذا، حبها للصعود إلى الطبقة الأعلى قبل إعجابها بأحمد جعلها توافق على هذا 


بدى امتغاض جلال على وجهه وهو يطلب يد ابنة البواب لابنه ومدلله أحمد، هتف بضيق : أحنا جايين نطلب إيـ ـد نور لأحمد يا فتحي 


فتحي بهدوء ظاهري : وأحنا مش هنلاقي أحسن من أحمد لنور 


تعالت الزغاريد في المنزل وبرغم هذا لم يفرح والد نور فهو يخشى عليها مما هو قادم، ترك والد نور منزل أحمد بعد الخطوبة وانتقل للعمل في مكان آخر 


جلال بسخرية : صحيح بقى بيتساوى بينا هيشتغل عندنا بتاع ايه !


أحمد بحدة : كفاية يا بابا الراجل شايف قعدة بنته في بيتي وأنا خطيبها غلط 


جلال بانفعال : لا البواب كبر علينا بسببك، يعني ضاقت بيك وملقتش غير دي وعايزها، لو حلوة شوية كنا قولنا ماشي إنما هي لا شكل ولا منظر ولا عيلة ولا تعليم عدل ولا أي حاجة 


أحمد بغضب : أفضل قول من هنا لبكره، والله ما هتجوز غيرها، عن اذنك 


تركه وغادر يسير في الشوارع حتى وصل أمام العمارة التي يعمل فيها والدها الآن، وجدها تقف مع طفل صغير تلعب بقطة صغيرة معه، ضحكت بصوت عالي في نفس الوقت أتى شاب خلفها 


الشاب : نور 


رفعت عيناها ثم وقفت قائلة بهدوء : نعم يا سمير بيه 


ابتسم قائلاً : إسلام معذبك صح ؟


نفت برأسها وهي تقول : لا أنا بحب إسلام وبحب نلعب سوا، صح يا سولي ؟


ضـ ـمها الصغير بقوة فعادت تضحك، اردف سمير : وإسلام بيحبك اوي على فكرة 


أحمد بصوت حاد : نور 


نظرت باتجاه الصوت وأشارت له، أعطت الطفل قطته واتجهت للجهة الآخرى حيث أحمد، سلمت عليه باليـ ـد قائلة : دا ايه النور دا يا عمي 


أحمد بانزعاج : مين البارد ده ؟ 


نور : سمير بيه ابن سيادة اللوا اللي فوق، كنت بلعب مع أخوه إسلام، عيل كيوت اوي اوي ومعاه قطة جميلة جداً يا أحمد


رمق سمير بنظرة قاتـ ـلة كلها تحدي ثم نظر لنور قائلاً : أنتم سيبتوا عمارتنا ليه ؟ لا وباباكي اختار عمارة كويسة جداً مليانه شباب صح ؟


نور باستغراب : وأنا مالي يا أحمد إن كانت مليانة عفاريت زرقا


أحمد بغضب : يعني باباكي مأمن للناس دي ومش مأمن عليكي في بيت خطيبك اللي هيبقى بيتك 


نور بحدة : الموضوع مش كدة وأنت عارف، لو سمحت متعملش مشكلة من لا مشكلة، أنا عارفة حدودي


أحمد : ولما عارفاها مشيتي ليه من عندنا، ما هو يا إما مش واثق فيكي او مش واثق فيا 


نور : لو مكنش واثق فيك مكنش وافق اتخطب ليك، كذلك بابا عارف تربيته كويس


أحمد بغضب : يبقى بقى ذي ما بابايا قال، هو استكبر علينا لما خطبتك، أيوة بنته بعد ما كانت بنت بواب بقت بقت هانم


نور بصدمة : أنت قولت ايه ؟ مالها بنت البواب يا أحمد، أبويا أساساً ميستكبرش على أبوك ليه ؟ أبويا مش ناقص إيد ولا رجل وبيشوف وبيمشي وبيشتغل، الفرق بس أنكم اتولدتوا في بوقكم معلقة من دهب وحياة راقية، والحظ كان معاكم، تصدق بالله أنا اللي متربتش عشان وافقت عليك


أحمد بحدة : هعتبر نفسي مسمعتش الكلام ده 


تركها وغادر المكان تحت نظراته الباكية، عادت للعمارة أمام أعين سمير الذي حاول أن يناديها لكنه وجد أن الوقت غير مناسب، وهنا نضع نقطة ناحية أحمد 


بعد مرور أسبوعين

لم يحاول أحمد تصليح ما فعل، لم يأتي لها او يحاول التواصل معها بأي طريقة، جلست في صباح اليوم مع عائلتها


نور وهي تنظر لعائلتها : هو ايه الفرق بين الفول والطعمية دول والجبنة الرومي واللانشون والبيض اللي بيفطروا بيه في حين أحنا عاملينه وجبة أساسية في الغدا


فتحي بهدوء : يا نور يا بنتي المعدة متعرفش فرق، أحنا اللي بنحط الفرق بدماغنا، المعدة بس بتبقى عايزة يروحلها أكل، المهم منبقاش جعانين 


نور وهي تضع يـ ـدها على خدها : عيلة أحمد بياكلوا على سفرة وأحنا بنقعد على طبلية، أنا مش بحب أكل على السفرة مش هرتاح ولا هشبع، مش حابه إني أكل كل يوم فراخ ولحمة وسمك، أنا عايزة يوم ما أعمل الأكل ده يبقى عيد، أحس بطعم الأكل 


ثناء بضيق : أنتِ فقر يا بت 


نور بتأكيد : أة انا فقر ومش عايزة في يوم أقول كلمة ويترد يتقالي بطلي الفاظك دي، ولادنا لازم يكونوا راقيين في كلامهم وتصرفاتهم، أنا عايزة ولادي جنبي في المطبخ يدندنوا من الأكل مش يستنوا الخدامة تخلص، أنا لما وافقت على أحمد كان عشان ميجيش يوم بنتي تمسك فيا وتفرج عليا الدنيا عشان معهاش حق قلم ذي منا بعمل، مش عايزاها تعيش على هدوم حد عاطف عليها بيها، مش عايزاها في يوم تزعل من كلمة حد بيقل منها بيها يا بابا 


لتكمل بدموع : أنا مش بحب أحمد ومش عايزة واحد أعلى مني، ولا واحد يتكبر عليا عشان هو ابن بيه وأنا دا مكاني على الطبلية دي، مش عايزة واحد زعلي يهون عليه 


فتحى بهدوء : عين العقل يا بنتي، يا نور أنا معنديش غيرك أنتِ وأختك، ومش حمل ارميكم ولا اخسركم، خطوبتك حلوة بس هتتعذبي 


نور بتأكيد : اكتشفت ده، عن اذنكم كده بقى أنا مش فرحانة بالنص كيلو دهب، هما مفكرني جموسة ولا ايه ! عايزني أقف لابسه الغوايش واقعد اخشخش وخلاص


ضحك فتحي وهو يحرك رأسه لتكمل : أنا عايزاه يتعب ويشقى ويكح تراب على أما يجبلي دبلة


ثناء باستنكار : تعالي خديه 


وضعت يـ ـدها على فـ ـمها بصدمة من ذلة لسانها أمام أهلها، ضحكت نور وهي تتجه للخارج فوجدت أحمد أمامها ومن ملامحه يبدو أنه منذ وقت باكر هنا 


نور : أهلا


اكتفى بهز رأسه ثم سـ ـحبها لمكان جانبي ودفعها للحائط ليردف : اتكلمي 


نور : الظاهر سمعت كل حاجة 


أحمد بتأكيد : سمعت 


ثم قبض على يـ ـدها قائلاً : وهعمل نفسي مسمعتش عشان اللحظة اللي هتطلع فيها الدبلة دي من إيدك هيبقى في موتك يا نور 


فغر فاهها ليقبض على فكها ويرفع وجهها له : أنتِ ليا وفكري في غير كده


بعدت يـ ـده عنها وهي تبكي، اقترب منها يسند يـ ـده خلفها ثم قال : أنا مستعد ارضيكي بكل الطرق، عايزاني اشتغل وترمي الدهب هشتغل، عايزاني اسيب أهلي هسيبهم بس متفكريش إني اسيبك


نور ببكاء : بس أنا مش عايزاك 


أحمد وهو يقترب : كدابة، أنتِ بتحبيني وأنا عارف 


نور بغيظ وهي تمسح دموعها : حبك برص هو الحب غصب ولا عشان حليوه وعينيك زرقا وطويل خلاص يبقى تاخد قلبي


أحمد بإبتسامة : طيب بصي في عيني كده وقولي مش بحبك، هصدقك على فكرة 


نظرت لعيناه ثواني وتوقف الزمن بالنسبة لها، لأول مرة تتعمق النظر فيها هكذا، رفع يـ ـده يمسك فكها ويمرر إبهامه على وجنتها قائلاً : أنا أسف يا نور، مش هتكرر تاني، مش هيهون عليا حاجة تخصك، أنا بحبك 


ضـ ـمها داخل أحضـ ـانه يقطع مواصلة النظرات بينهما، أغمضت عيناها بقوة ثم قالت : أحمد متعيدهاش لأن المرة الجاية هموت نفسي ومش هتجو.زك


أحمد : أول وآخر مرة 


عادت الأيام تمر وبالفعل تغير أحمد كلياً للأفضل، قضى مع نور أجمل أيام أو الأصح بداية أجمل أيام، وقفت خلف الباب تتابعه ويـ ـده بيد والدها يكتب كتابهم، رفع عيناه وهو يقول : قبلت زو.اج موكلتك نور فتحي عبدالوهاب


أنتهى أحمد من كلماته ليردف المأذون : بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير


سـ ـحب المنديل وهو يكمل : بالرفاء والبنين 


تعالت الزغاريد كذلك بدأ أحمد يتلقى المباركات والأحضان، اتجه لنوره يُقـ ـبل جبينها ثم انحنى يهمس : ليا حضن جامد بس مش قدام الناس


نور بضحك : لا بعينك الزرقا دي 


ضحك وهو يعود حيث يجلس الرجال، مر وقت كتب الكتاب وانتهى الأمر به معها في غرفة الجلوس، تجري في كل مكان وهو خلفها 


أحمد : منا هحضن وابو.س يعني هحضن وابو.س


نور بضحك : بعينك الحـ ـضن خدته وأنت بتصالحني في الخطوبة والبو.سه يا حبيبي أنا مش مراتك


أحمد بصدمة : نعم ! لا يا حبيبتي أنا متكلم وماضي وباصم على شيء وشويات واتقالي بارك لكما


نور وهي تتوسط خـ ـصرها : برضو دا عندها، وأنا ايه يضمنلي نتـ ـجوز، الناس بتطلق على المسرح، جايز تبو.سني وتغرغر بيا وتسبني متباسه، أقول ايه للي بعدك


أحمد بغيظ : بعد مين يا جزمة، ماشي أنا هعرفك 


وسـ ـحبها على غفلة، اطلقت صرخة مدوية من الخضة، نظر لها بصدمة ثم للباب ليبتعد عنها بضع خطوات، انفتح الباب وظهر أهلها خلفه 


فتحي بخوف : في ايه ؟


أحمد : والله ما عملت يا عم فتحي، هو أنا بس كنت ... 


نور : كان عايز يحضني يا بابا 


فتحي بضحك : ومالو يا حبيبتي جو.زك


نور بغيظ : اتجوزه قرد جو.زي في شقته هناك إنما هنا أنا نور فتحي المحترمة 


أحمد باستنكار : يعني لما نتجـ ـوز هتبقى قليلة الأدب ولا ايه مش فاهم ؟


نور بتمتمة : هبقى يا حبيبي هبقى بحلاوة أمك دي أكيد هبقى ونص، مقولتش غير الستر والصحة وواحد حلو، قد أنت عظيم يا ربي بعتلي واحد ناقص ليه ڤولت وينور لوحده


كتم فتحي فـ ـمها قائلاً : صوتك عالي 


نور لنفسها : يا دي الكسوف بقى 


تز.وج أحمد نور وقضى معها سنوات في سعادة وعشق يزداد يوماً عن يوم، لقد حافظ على سعادتهما ولم يجعل المشاكل تتخلل هدوء حياتهما، اليوم أسعد يوم في حياته وهو قدوم " عشقه "، حملها يُقـ ـبل جبينها وهو لا يصدق أنه أصبح أب 


أحمد : نورتي دنيتي يا .. عشق أحمد جلال الشرقاوي 


نور بتعب : استنى ياض أنا عايزة شغف، أنا اللي تعبت وحملت ورجعت وخدت حقن وبرشام وولدت وفي الآخر تسمي، ميحصلش 


أحمد بضيق : هششش بس يا بت خليكي في اللي أنتِ فيه


نور بدموع باكية : بكرهك هي دي حمدلله على السلامة وبوسة الراس بتاعتي


أحمد بمرح وهو يقترب : أحنا تجاوزنا الرأس دي، تعالي أقولك حمدلله على السلامة بطريقتي 


نور بإبتسامة : قول 


كاد يقترب منها لكن انطرق الباب ودخلت العائلتين، عبست بانزعاج بينما ضحك أحمد بخفة وهو يعتدل بجانبها يضمها، دخلت ثناء مع زو.جها محمد وعلى يـ ـدها ابنتها چمان ومحمد ابنه جايدا التوأم، أجل فهي تز.وجت قبل نور بفترة من محمد ولأنها الكبرى أصر والدها على زو.اجها أولاً


مرت سنة أجمل ما يكون برفقة عشق لكن ما ساء الوضع وفاة والد نور الذي كان كسرة بالنسبة لها، بقى أحمد خير سند لها في هذه المحنة حتى مرت، أنجبت نور عمار والذي كان نقطة تحول للأفضل، كم كانت سعيدة بتكوين تلك الأسرة الصغيرة 


جرى عمار في الصالة وهي خلفه بالطعام : موري استنى، كُل هم يلا 


عمار بصوت غاضب : لا مار العب 


خرج أحمد من الغرفة يحمل عشقه التي تهمس بخفوت في أذنه، اتسعت عيناها بطفولية فانفجر ضاحكاً وهو يقبل أنفها، ثم قال : أجمل ما فيكي إنك شبه مامتك 


نور وهي تعتدل واقفة : أيوة اضحك عليا اوي 


أحمد وهو يحاوط خـ ـصرها : أنا اقدر 


ملئت الملعقة بالطعام ثم وضعتها بفمه، أكل الطعام ثم قال : الأكل بارد 


نور : عشان خاطر الأستاذ اللي هيطلعني من هدومي، مش عارفة طالعين شقين لمين، دا أنا وأنا صغيرة كنت ..


قاطعها قائلاً بمرح : هلاك 


نور : أخس عليك يا أحمد 


عشق : بابا نزلني هأكل عمار


نور وهي تعطيها الطبق : اتفضلي يا ست عشق ورينا المواهب


أخذته عشق وذهبت في حين ضم أحمد نور يهمس لها : ما تيجي نستغل إن عشق اتلبخت في أخوها وأقولك كلمة سر 


نور وهي تحاوط خصـ ـره : ما تيجي ننزلهم لمامتك وأقولك انا كلمة سر براحتي


قرص وجنتيها بمرح قائلاً : يا شقية 


وقفت على أطراف أناملها قائلة بمرح : أنت اللي حلو ومجنني 


عقد حاجبيه ثم قال : العيال صوتهم مش طالع ليه ؟


انتفضت مبتعدة وهي تقول : مش عارفة تعالى كده


اتجهت للغرفة وجدت عمار ينام على الأرض وعشق تجلس فوقه تضع الطعام بفمه ثم تضربه قائلة : ابلع يا ولد يلا بسرعة 


وتعيد ما تفعل ثم قالت : أنا هموتك لو مكالتش من إيد ماما 


وعادت تضربه وهو يبكي ويأكل، شهقت نور في حين حملها أحمد وهو يضحك بقوة، صرخت نور بها : ايه اللي عملتيه دا


عشق بعبوس : متزعقيش أنا بأكله عشان أنتِ فاشله ومش بتعرفي 


زاد ضحك أحمد وهو يقول : عيب يا عشقي 


نور بسخرية : لا بجد كتر ألف خيرك يا أبو حميد يا جدع أنت 


عشق : وخيرك يا ماما


عاد أحمد يضحك وهو يضـ ـمها قائلاً : يلا يا عشقي نخرج قبل ما مامتك تولع فينا 


وهنا ظهر جانب نور الآخر وهو الغضب فهي صرخت بهما هما الاثنان قائلة : أحمد الموضوع مش هزار افرض بنت شنقت عمار بالأكل، هترتاح وقتها 


أحمد : يا نور أهدي ربنا سترها خلاص مش لازم نعمل حوار


نور : ماشي يا أحمد 


في الأسفل 

لم يكن يظهر سوا الجانب القبح من علاقة أحمد ونور، وهو صوتهم العالي يومياً كذلك صراخ نور وغضبها، أيام ينزل أحمد ويترك لها المنزل بهدف أن تهدأ فيعود ويتحدثوا بصوت منخفض لكن كانوا يفسروه أنه مل منها وربطه بها الأولاد 


أخذت والدة أحمد الدواء ثم قالت : أنا غلطانه يا جلال إن وافقته على جوازه منها 


جلال بغضب : أنا قولت كدة من الأول، قالوا اطلعوا من البلد، اتفضلي اسمعي نتيجة اختيار ابنك 


صمتت ولم ترد في حين ضحكت زهرة قائلة : والله أخوك يستاهل، عنده برود على الكبد 


جمال : برود فين يا حبيبتي ؟ 


عادت تضحك وهي تقول : يوسف اطلع يا حبيبي قولها يا ماما نور ماما زهرة بتقولك اتهدي بقى 


يوسف : حاضر يا ماما 


خرج يوسف وصعد حيث شقة أحمد يدق على الباب، فتحت عشق بملامح عابسة قائلة : عايز ايه يا يوسف 


يوسف : ماما قالتلي اقولك لماما نور اتهدي بقى 


عشق بتفكير : لا استني قولها اتهدي بقى عملتلنا صداع هو معتش غيرك في العمارة يا قادرة يا نور 


يوسف بتفكير : هقولك واجري صح ؟


أكدت برأسها ليدخل قائلاً : ماما نور ماما بتقولك اتهدي بقى عملتلنا صداع هو معتش غيرك في العمارة يا قادرة ياللي زهقتي بابا يا رب يتجوز عليكي بقى ونخلص


خلعت خفها المنزلي صارخة : يا ابن الجزمة يا زبالة خدي ياض 


ضحكت عشق بقوة وهي تتخفى في والدها الذي همس : الكلام ده ميطلعش غير منك يا سوسة 


عشق بتأكيد : اة هههههه 


أحمد : طب ابعد أما أروح اصالحها، خدي عمار وانزلي عند نينا 


عشق : أوكى 


نزل أحمد خلفها ليجدها تقف مع زهرة وتحاول أخذ يوسف من خلفها، حملها من خصـ ـرها وصعد لأعلى وهي تصرخ وتحرك قدميها بعشوائية قائلة : سبني للجزمة ده 


دخلت وأغلق الباب يضحك عليها ثم قال : أهدي يا شعنونة


نور بغيظ : أهو أنت بقى 


التقط حزامه ثم ضرب الباب قائلاً : أنا مين 


عادت للخلف وهي تقول : استهدى بالله يا أحمد 


أحمد : لا يمكن لازم تضربي 


نور : تضرب مين ضربة في كرشك 


اتجه لها وسحبها يحاوطها بيـ ـد والآخرى ضربها بخفة على قدميها، صرخت بصوت عالي ليردف : أنتِ مصرة تفضحينا يا بنتي ما تتهدي بقى 


نور بغيظ : هده تاكلك 


حاوط فكها قائلاً : أنا هقطعلك لسانك دا بطريقتي


نور بتحدي : متقدرش 


ترك الحزام وحاوطها بيـ ـديه قائلاً : ما تيجي أما نشوف كده


نور : الولاد فين ؟


أحمد : طرقتهم عشان أعرف اعاقب مامتهم على صوتها العالي 


انفجرت ضاحكة وهي تقول بدلال : متقدرش برضو 


أحمد بمرح : ايوة بقى 


وهكذا يحل أحمد مشاكله معها ومرت السنوات، هو سعيد ووالدته حزينة خائفة عليه، جلال يستغل هذه النقطة حتى يسيء فكرة والدته أكثر عن نور وأفعالها حتى مر خمسة عشر عاماً على زو.اجهما، جلست نور أسفل قدم حماتها ترعاها بحزن وخوف عليها فهي مرضت كثيراً عقب وفاة أختها الصغرى


أحمد : نور قومي يا حبيبتي اطلعي ارتاحي شوية وأنا هقعد


نور : لا يا حبيبي أنا كويسه، عشان بس لو قامت تلاقي حد جنبها 


أحمد : كفاية عليكي كده هقول لزهره تنزل شوية مكانك، قومي بس 


نور بنفي : لا كفاية على زهرة أمبارح كانت قاعدة بيها طول النهار


زفر بضيق وهو يصعد على السرير يجلس خلفها، أرخى ظهرها على صـ ـدره وسند رأسها قائلاً : طيب نامي شوية وأنا قاعد اهو


ابتسمت بخفة وهي تُقـ ـبل ذقنه قائلة لنفسها : الدنيا دي كلها تستحق أخدمها عشان عيونك مش مامتك بس 


لتكمل بصوت : عشق فين ؟ أفرض جالها الأزمة 


أحمد : متقلقيش مع يوسف وإيمان وهو نومه خفيف هياخد باله منها 


ابتسمت بخفة قائلة : مش كانت عشق مرضعتش مع هدير كنت جوزتها للواد يوسف، هو بارد ذيك هتطلع عينه براحتها 


أحمد وهو يعض وجنتها : أنا بارد يا جزمة، اتهدي امي نايمة


نور : لا متقلقش الدوا دا بيخليها في وادي تاني، هات بوسة بقى 


ضحك بخفة وهو يقبـ ـلها لتبادله ثم استرخت تغمض عيناها، جذب غطاء فوقها ثم قبل جبينها يتابعها بعشق تجاوز الحدود، مـ ـسك قدميها الباردة كعادتها في الشتاء وبدأ يمرر وجـ ـهه على وجـ ـهها البارد ويقبله، مر جلال في الليل وجد أحمد هكذا مع زوجته ومستيقظ، أين قلب الأب حين يرى سعادة ابنه ويريد هدمها ؟ 


فتحت نور عيناها ثم ابتسمت بخفة وهي تدير وجهها تمرره على وجهه ثم قالت : لسه صاحي


همهم لتهمس : الساعة كام ؟ 


أحمد : أربعه لسه نامي شوية 


نور : زمانك زهقت 


قبل طرف شـ ـفاها وهو يقول : لا، حد يزهق ومراته حبيبته في حضنه كمان نايمه يعني مفيش نكد ولا زعيق وصداع


نور بضحك : يا غلس، الجو برد اوي صح ؟ 


أحمد بمناغشة : أنتِ اللي باردة 


قضمت ذقنه بغضب وقوة بينما ضحك بخفة وهو يعض وجهها وعنقها ثم قال بخفوت : مش عيب أمي تعبانه وأحنا بنتشاقى 


نور بمرح : أنت اللي بتجرني لده وأنا الصراحة بحبه


أحمد : وأنا بموت فيكي أنتِ


سمعت همهمة من حماتها فانتفضت واقفه قائلة : ماما عايزة حاجة ؟


والدة أحمد بتعب : أحمد، هاتيلي أحمد 


اقترب منها قائلا وهو يقـ ـبل يـ ـدها : أنا هنا يا حبيبتي


نظرت له وابتسمت بخفة، لم تقطع نظرتها عنه وهو يقـ ـبل يـ ـدها، أيام مرت على مرضها وأكثر من راعاها هي نور، لم يكن حبها لحماتها كافي لما تفعله لكنها تعشق أحمد وهذا كافي لتجلس تحت قدمها ليلاً ونهارا 


هتفت والدته : أحمد 


أحمد : نعم يا أمي 


كادت تتحدث لكن نور دخلت تعطيها مشروب دافىء، هتف بمرح : فين بتاعي ؟ 


نور : قوم هات لنفسك، مشلول ولا مشلول وأنا معرفش


أحمد بمرح : شايفة يا أمي معاملة مرات ابنك 


والدة أحمد : خدي بتاعي يا حبيبي 


نور وهي تشير بإصبعها : أوعى أحسن اغرقك بيه وهو سخن كده فاهم ؟ 


أحمد : ملكيش دعوة 


ضربته بقبضتها في كتفه ثم خرجت فابتسم بخفة هاتفاً بصوت مرتفع : يا جزمة، اتفضلي كملي كلامك يا أمي 


والدته : أنا قلقانه عليك وحاسه إن معتش ليا كتير، وبنت خالتك يتيمة ووحيدة يا أحمد وبتحبك، اكتب عليها 


أحمد باستنكار : نعم ! اكتب على مين ؟ أنا متجوز يا أمي


والدته : عشان خاطري هي ملهاش حد 


أحمد : خاطرك غالي وهي على عيني وعلى راسي بس جواز لا، أنا مش غبي عشان اهدم بيتي وأقول هما اللي طلبوا 


والدته ببكاء : بقولك عشان خاطري يا أحمد ريح قلبي 


دخلت نور فصمتت والدته واشاحت بو.جهها، كانت تنفح في الكوب ليبرد محتوياته ثم وقفت أمامه قائلة : اتفك إياك يطمر بس يا بارد 


ابتسم بصعوبة وهي تقف أمامه ثم قربت الكوب من فمه : متخافش دافي يا حبيبي، مامتك نامت ؟


نظر لوالدته ثم أكد برأسه، سند رأسه على صـ ـدرها هامساً : احضنيني يا نور 


ضمته تضع يـ ـدها بشعره ثم قبلت جبينه، مرت الأيام ووالدته حالتها تسوء وتطلب نفس الأمر وهنا نقول مثل مشهور " الزن على الودان أسوأ من السحر " وهذا ما حدث لقد وافق أحمد 


والدته ببكاء : حرام عليك ريح قلبي قبل ما أموت يا أحمد، لو منفذتش وصيتي دي أعرف إن مش راضيه عنك ولا هسامحك


أحمد بنفاذ صبر : كفاية يا أمي، حاضر موافق حاجة تانية


نفت برأسه وهي تبتسم بسعادة، وبالفعل قرر أحمد الزو.اج من ابنة خالته دون معرفة نور، جلس مع المأذون ووالدته التي ارغمت نفسها على حضور اللحظة كذلك والده الذي يكاد يرقص من الفرحة، استغل زيارة نور لأختها المريضة وقرر فعل هذا 


التقط جمال الهاتف من زهرة : بتعملي ايه ؟ 


زهرة بحدة : هات السماعة يا جمال واسكت خالص، لازم نور تيجي توقف المهزلة دي 


جمال بغضب : ملناش دعوة يا زهرة 


زهرة بحدة : لا لينا وأنا مش هسكت يا جمال، كلمني بالعقل هما بيكرهوها ليه ؟ عشان المشاكل طب على الأقل هما مش بيقعدوا ساعتين متخاصمين إنما أنا وأنت بنقعد أيام مش بنكلم بعض، صوتنا هادي بس بنتشاكل، على الأقل مش ذي أمنية بتغضب كل يوم والتاني من أقل سبب، هما حطوا في دماغها يكرهوها وكرهوها يا جمال، نور مش وحشه ولا تستاهل ده


اعطاها السماعة قائلاً : كلميها يا زهرة وأنا هنزل


نزل جمال لأسفل ليجد المأذون يمضي أحمد فاردف : يا شيخنا هو حرام الواحد يتجوز على مراته من غير ما يعرفها 


الشيخ : من شروط الجواز التاني الأولى تعرف وترضى


❈-❈-❈


جلست نور أمام ابنها تسمع له ما ذاكره بإبتسامة واسعة، حلمها أن يكون طبيب وهو يريد أن يحقق لها هذا، لم يفكر لحظة فيما يريد بقدر ما فكر في رد لها جزء من جمايلها الكثيرة عليه، لقد اصر على قدومهم للقاهرة وما إصراره وافقت برغم أنها لم تكن ترد تغيير المكان عليه فهو في سنة يضطرب جميع من فيها 


ابتسمت بخفة مقبـ ـلة كلتا وجنتيه لتردف : شطورة يا موري 


عمار : يلا بقى تاخدي علاجك 


نور : يلا ناكل الأول ياض ولا عايزني أخده من غير أكل


عمار بإبتسامة : صح نسيت الأكل


وقفت واتجهت للمطبخ وهو خلفها لتردف : أنا لقيت شغل وهنزل 


عمار بانزعاج : تنزلي أزاي يا ماما مينفعش أنتِ تعبانة


نور : يا حبيبي أنا كويسه وهاخد علاجي كله، بس لازم أنزل شغل


عمار برفض قاطع : لا مفيش شغل 


نور : عمار متعاندش في الغلط، أحنا محتاجين إن أنا أنزل شغل غير كدة كمان الشغل سهل دا هو ضيافة في حفلات يعني هنزل تلت ساعات او اربعة بالكتير بليل والأجر بتاعه حلو جداً 


عمار بحزن من نفسه : مش عيب تبقي مخلفه راجل وبتنزلي تشتغلي عشان تصرفي عليه 


اتجهت له تحاوط وجهه بحنية قائلة : بكره تبقى دكتور قد الدنيا وتقعدني من كل الشغل، ربنا يطول في عمري يا عمار وأشوفك أحسن دكتور في العالم


عمار وهو يُقـ ـبل يـ ـديها : هيطول يا حبيبتي وهتشوفيني


❈-❈-❈


في قصر المهدي 

دخلت چمان غرفتها مع ياسين فوجدت الإضاءة خافتة وهناك بعض الشموع أيضًا، نادت عليه عدة مرات لكن ما من مجيب، وصلت أمام السر.ير فوجدت فستان أسود قصير ذو تصميم بسيط يصل لقبل ركبتها بقليل ثم كم يصل لربع ذراعها مفتوح من جانبيه


چمان بضحكة بسيطة : هو عدا عن أني محجبة بس دا مش هيجبلي برد


التقطت الورقة الموضوعة فوقه وبدأ تقرأ ما فيها :- البسيه وافتحي الباب الخلفي للأوضة انزلي الجنينة، متقلقيش محدش هيشوفك غيري كمان مش هتاخدي برد أنا مأمن الدنيا 


ضحكت وهي تضم الورقة ثم رنت على عشق التي أجابت : في ايه يا بت ؟ حد يرن على حد الوقتي 


چمان : بت ياسين سايبلي فستان أسود قصير في الأوضة وعايزني البسه وانزله الجنينة الخلفية، أعمل ايه أنا مكسوفة اوي الفستان لقبل الركبة بشوية وبنص كم


عشق بسخرية : هو ايه أصله ده ! وفيها ايه يا حبيبتي دا جو.زك مش شاقطك 


چمان بزفير : ويعني ايه جو.زي ! دا أنا بالعافية بقعد بالبيجامة 


تعالت ضحكات عشق فاردفت چمان : تصدقي أنك باردة بصحيح 


عشق : سوري يا چيچو بس أصل أنا بالنسبة ليكي عديت ليڤل الوحش في البجاحة، المهم يا حبيبتي دا جو.زك وطبيعي يعني والمفروض تقعدي بفساتين قصيرة بيجامات كذلك بيبي دولات، دا جو.زك بطلي عبط والبسيه وحطي برفيوم كتير بس مش اوي كمان حطي ميك آب وظبطي شعرك، بصي عايزاكي أحلى من الموديلات والممثلات


چمان : مكسوفة يا عشق من ياسين، دا ياسين يا عشق


عشق بسخرية : يا روحي يا عشق، بت أنا بحس إني غيرانه


چمان باستغراب : أشمعنا 


عشق : لأن المفروض واحد ذي رعد يتجـ ـوز واحدة كدة كيوت وبتتكسف مش واحده كل أما اشوفه اديله بوسه


انفجرت چمان ضاحكة بصدمة لتردف : يخربيت كده، أنتِ مجنونة يا بت اعقلي كده هتلاقيه بيقول عليكي ايه 


عشق : يقول اللي يقوله وأنا أعمله ايه، قعدت أقول يا رب ما أتجوز واحد حلو قام ربنا بعتلي أحلى واحد في الدنيا، يستحمل رعد بقى جزاء جماله 


چمان بزهول : مش طبيعية بجد ! 


جلست عشق تربع قدميها وأشارت للخادمة التي أحضرت لها بطيخة كاملة سليمة، هتفت وهي تكسرها : صحيح يا بت قررت أعمل دايت 


چمان باستغراب : اشمعنا 


عشق : سكرتيرة رعد رمت كلام إن تخينه وبصراحة أنا متضايقة من ساعتها


چمان وهي تأخذ الفستان : أنتِ رفيعة اوي يا عشق بطلي عبط 


عشق : لا يمكن هخس برضو 


خرج رعد من المكتب يبحث عنها باستغراب أنها لم تزعجه كعادتها، وجدها تجلس على الأرض في غرفة الجلوس وأمامها بطيخة تكسر جزء وتاكله بنهم


عشق : يلا يا بت روحي شوفي جوزك، هكلمك بكره


چمان : أوكى سلام


عشق : عبسلام


رمت الهاتف وامسكت قطعة البطيخ الكبيرة بيديها تلتهم وسطها، انحنى رعد أمامها يهتف بزهول : أنتِ بتعملي ايه ؟


عشق بسماجة : مفيش السلعوة اللي في مكتبك قالت إن تخينة فأنا قررت أعمل دايت قاسي اوي اوي، لقيت الدكتور بيقول ثمرتين فاكهة على العشا وأديني أهو باكل ثمرة واحدة 


رعد : بطيخة بحالها بقت ثمرة واحدة 


عشق بتأكيد : أيوة أنا قولت حاجة تشبعني، لا بس قولي جبتوا البطيخ دا منين في الجو ده، دا أنتم طلعتوا مش بتعتقوا اي فاكهة، غريب الأغنيا دول حوارتهم كتيرة اوي قد فلوسهم


رعد : قومي يا مجنونة، دايت ايه هو أنتِ فيكي حاجة دا بدل ما تقولي أزيد


وقفت قائلة بانزعاج : ومالو شكلي كده بقى يا أستاذ رعد


رعد وهو يمسك ذقنها : أنتِ حاطه روچ 


عشق وهي تنفي برأسها : لا والله 


رعد وهو ينحني : استني اتأكد


ضحكت وهو يقـ ـبلها ثم ابتعد قائلاً : تؤ لسه مش متأكد تعالي كده اتأكد براحتي في أوضتنا 


انفجرت ضاحكة وهو يحملها بين يـ ـديه ثم سار صاعداً لغرفتهما ليردف : عشقي قوليلي فين كتبك ؟


توقع الرد لكنه أراد أن يسمعه منها فقالت : كتب الكلية تقصد، تصدق لسه مشترتهاش يلا مش مشكلة ناخد السنة في اتنين احنا ورانا حاجة


غير وجهته واتجه للمكتب فاردفت : أنت رايح المكتب ليه ؟ 


رعد : أنتِ مش قولتي اذاكرلك وأنا هذاكرلك 


عشق بصدمة : بتهزر 


أغلق الباب خلفه ثم جلس قائلاً : روحي اغسلي وشك وإيدك وتعالي 


عشق : أوكى 


ذهبت وعادت تجلس في حضـ ـنه ثم انفجرت ضاحكة متذكرة حديث چمان، وكيف أنها تخجل، فاردف رعد : بتضحكي على ايه ؟


عشق : أصل چمان بتتكسف من ياسين اوي، وبشوف نفسي معاك بحس بالعطف عليك وعلى وقعتك معايا


رتب خصلاتها وهو يقول : معاكي حق الصراحة، كانت وقعة عجيبة 


عشق : أيوة متحورش يعني حلوة ولا وحشة 


رعد : محورش ! لا وحشة طبعاً 


عشق بنفي : لا هي حلوة وحلوة اوي كمان أنت متعرفش حاجة، بدليل تقدر تعيش من غيري الوقتي


رعد : لا 


عشق : شوفت، وأنا كمان مقدرش أعيش ثانية واحدة من غيرك، أنا بكره الشركة وبكره الجهاز عشان بياخدوك مني شوية 


حاوط وجهها يقبـ ـلها مرة آخرى وداخله يزداد عشقًا لها، ربما هي لا تدرك حجم حديثها العفوي لكنه يعني له الكثير، التقط أحد الكتب وفتحها قائلاً : نبدأ باسم الله


عشق وهي تدفع الكتاب : استنى بس يا رعد، بلاش أنا أساساً مبحبش المذاكرة ولا التعليم، وبقولها وبالبنط العريض لا لتعليم المرأة 


رعد : برضو هتكملي الكلية


عشق : حرام عليك أنا مصدقت اتجوزت متكسرش طموحي


رعد بانتباه : وايه هي طموح ليدي عشق 


عشق : اقعد من الكلية طبعاً، البنت فينا ملهاش غير بيت جوزها وعيالها بلا تعليم بلا بطيخ، أحنا بنتهان 


رعد : هو أنتِ بتذاكري عشان تتهاني ولا لا، عشق أنتِ مبتفتحيش كتاب 


عشق وهي تهز رأسها : هفهمك أنا أة مبفتحش كتاب بس والله من جوايا من أعماق أعماق قلبي ببقى شايلة هم الكلية والامتحانات وكده


رعد : لا حول ولا قوة إلا الله واحدة بتقول السنة في سنتين وشايلة هم 


بدل تفرك خصـ ـلاتها وهي تقول : هو أة بس برضو بيبقى في توتر طفيف 


رعد وهو يعود ويفتح الكتاب : طفيف قولتيلي، بصي بقولك ايه أنا اضطريت اذاكر منهجك عشان اذاكرلك ومش هضيع تعبي 


عشق وهي تغلقه : طب بقولك خليك أنت في التعليم والشغل وأنا هربي العيال أنا راضيه


رعد بانتباه : عيال مين ؟


عشق بتلقائية : عيالنا، ريان ورعد 


رعد بضحكة بسيطة : أنتِ كمان سمتيهم، على كل حال حضرتك هتكملي الكلية ومش هقبل بأقل من امتياز وبعد الكلية عايزة تشتغلي هوفرلك شغل مش عايزة دي حريتك بس أنا مش واقف في حاجة في طريقك وكيانك


عشق بإبتسامة : طب يلا اشرحلي


بدأ يشرح لها وهي تستمع بانتباه، بعد وقت بدأ تستجيب معه وتفهم ما يقول. 


❈-❈-❈


غمر الخجل ملامح چمان وهي تنظر لنفسها في المرآة، ارتدت الحذاء ذو الكعب العالي ثم رفعت شعرها لأعلى ولا ننسى الكحل الذي برز جمال عيناها


نزلت عبر السلم للحديقة تستشعر هواء ساخن يلفحها كأنه يهيأ لها الجو، وصلت تدور حول نفسها تبحث عنه بينما هو يقف ويتأملها بأعين تفيض بالهيام


تذكر أول لقاء مع تلك الفتاة حيث كان يقود سيارته وخرجت من العدم أمامها، توقف سريعاً ينزل قائلاً : أنتِ كويسه يا بنتي


جايدا بغيظ : حسبي الله، المقابلة هتطير منك لله يا أخي


تأمل ملامحها بإبتسامة ظهرت من العدم وأعين تنطق بالإعجاب، وقفت ووبخته ثم انطلقت من أمامه 


ياسين بغيظ : غبي موقفتهاش ليه ؟ 


فاق على شهقة چمان حين رأته ثم اتجه لها يمسك يـ ـدها ويقـ ـبلها برقة هامساً : ايه الحلاوة دي ! 


أغمضت عيناها بخجل بينما اقترب هو يقـ ـبل وجنتها قائلاً : أنتِ سخنة كدة ليه 


چمان : احم مفيش بس ابعد


ياسين بمرح : لا بقولك ايه النهاردة بالذات هقرب، وهقرب اوي كمان


چمان بخفوت : ياسين عيب 


ياسين بمرح : العيب فعلاً إني اسيبك بعد الجمال دا كله، بصي أنا قررت هلغي كل الفقرات وهكتفي بالفقر الأخيرة


چمان بثغر مفتوح : هاا 


ياسين وهو ينحني يحملها : هاا كمان كدة كتير


واتجه يصعد بها مرة آخرى ليقوم بتتميم زواجه منها في هذه الليلة. 


❈-❈-❈


وقفت سيلا أمام منزل يوسف في إنتظار ان تلمحه للحظة، حزنت من تجاهله لها فهي ليست بسهولة جعلته يلمحها ويعرف بوجودها حتى تخسر هذا التطور في لحظة، أخيراً رأف بحالها وخرج من البناية يسير على المشاية، انطلقت جرياً تنادي عليها 


سيلا : مستر يوسف، يا مستر، يا يوسف


التفت عاقداً حاجبيه سرعان ما تحول لجمود حين رأها، تحدثت بحزن : ممكن نتكلم 


يوسف : اتفضلي 


للحظة أرادت الذهاب وحمل بقايا كرامتها من طريقته في الحديث لكنه تراجعت قائلة سريعاً : كنت حابه اعتذر عن اللي حصل، أنا مكنتش أقصد ازعلك مني، عن اذنك


كادت تسير مبتعدة لكنه مـ ـسك يـ ـدها يمنعها قائلا : استني راحه فين ؟ 


سيلا : همشي 


يوسف : مش هتسمعيني الأول 


سيلا وهي تنظر للأرض : لو زعلان لسه عادي بس عايزاك تعرف إني مقصدش


يوسف وهو يضيق عيناه : هو ايه اللي عادي ؟ على العموم أنا مكنتش زعلان منك أنا كنت زعلان إن دي الفكرة اللي أديتها ليكي عني


رفعت عيناها له بصدمة، تنهد بحزن واضح وهو يقول : أنا أسف يا سيليو بس والله دي مكنتش نيتي 


سيلا : عارفه يا يوسف بس أنا اللي غبية 


يوسف بتأكيد : حصل 


ضربته بقبضتها على كتفه فابتسم بخفة ليردف : تعالي بقى ناكل فول وطعميه 


سيلا بانزعاج : وتحسبها عليا عزومة لا تقلها مليش دعوة


يوسف وهو يضيق عيناه : متأكدة


أكدت برأسها فابتسم وهو يأخذها لأحد المطاعم التي يفضلها، وقضى معظم وقته مع سيلا فقط. 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة