-->

رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 9

 

قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية عشق الرعد

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد

الفصل التاسع



جلست عشق أمام أحمد تمـ ـسك يـ ـديه بين يـ ـديها، ابتسمت تلك الإبتسامة البشوشة كعادتها لكن تم إضافة شيء عليها، يعلم أحمد جيدًا سبب تغير عشق الملحوظ هذا، فهي أصبحت تلقائية لا تترك فرضًا، دائما مبتسمة، لا يعرف الأزمة تأتي لها أم لا لكنه متأكد أنها ليست ذي قبل، عشق وقعت في حب رعد وهذا يظهر أمامه بوضوح


عشق بإبتسامة : والله ست عسولة اوي ايه رأيك تجرب مش خسران حاجة 


أحمد بهدوء : شبه نور مش عايز كده 


عشق بزفير حزين : ليه السيرة دي بس ؟ يا بابا ما دا أفضل يلا بقى قول موافق عليها


أحمد : أديني فرصة أفكر 


صفقت بسعادة وهي تضـ ـمه ثم قالت : قولي رعد مرنش


أحمد باستغراب : رن بس ايه مش بيكلمك ؟


عشق بعبوس : معاقبني، عقابه بايخ اوي يا بابا بيقوم مخاصمني 


أحمد وهو يقرص وجنـ ـتها : ودا يفرق بالنسبة للأميرة


عشق بتأكيد : جدًا يا بابا دا رعد فطبيعي تفرق أوي 


أحمد بمرح وهو يقلدها : يا بابا دا رعد


حركت عيناها بعشوائية ثم انفجرت ضاحكة لتردف : صحيح يعني ما هو رعد، رعودي أنا 


أحمد بإبتسامة : ربنا يخليكم لبعض يا عشقي


❈-❈-❈


جلست چمان مع لارا ويارا في الحديقة الخاصة بڤيلا المهدي، ضحكت چمان وهي تستمع لأحد مغامرات يارا في الجامعة، تحدث يارا بضحك : والله ذي ما بقولك لقيت الأمتحان عبارة عن كلمة واحدة وعايز ال definition و ال advantage وال disadvantage وحاجات كتيرة اوي، طبعاً مكنتش مذاكرة الكلمة دي نهائي وكان مدينا حوالي خمس صفح دا معناه السؤال طويل، روحت كتبت كل اللي ذاكرته في الورقة حتى لو ملوش علاقة باللي عايزة بس مسيبتش مذاكرتي


چمان بضحكة عالية : بتهزري ! يخربيت عقلك


لارا بمرح : لا شاطرة يا بت تربيتي 


چمان : وأنتِ يا لارا فين مواهبك ؟ 


يارا : مكنتش واخدة فرصتها، أدهم كان ملازمها في كل مكان ذي خيالها 


لارا بعبوس : خلاص بقى متقلبيش عليا المواجع


أدهم من خلفها : وايه هي المواجع يا ست لارا 


مـ ـسك ذر.اعها يسـ ـحبها لتقف قائلاً : عن اذنكم يا حلوين


سار بها متجه للداخل بينما قالت چمان : هما مش بيحبوا بعض ؟ ليه التجنب ده بس ؟


يارا : أدهم شركته عالميه يعني ليه كذا فرع بره مصر وبناءاً عليه ليه أعداء كتير اوي، هي قالتله يا يوقف ده يا يعين حد بره مصر يدير وميسافرش بس هو أزاي لازم يمسك شغله بنفسه، آخر مرة في شخص حاول يغتاله دا سبب والتاني بقى بحكم شغله بيتعامل مع بنات والسلام هناك بو.س وأحضا.ن مش ذي هنا إيد بس 


چمان : أممم فهمت غيرة وخوف صح ؟


يارا بتأكيد : ايوة، ماما نورهان جات أهي 


قبلت نورهان كلتا الفتاتين وجلست مبتسمة لتردف : عاملين ايه يا حلوين ؟ 


يارا وچمان : الحمد لله 


جلست لتتحدث يارا : صحيح يا چمان عشق قريبتك قوليلي هي مامتها فين ؟ وايه نظامها غلسه كده من زمان ومتحملينها 


چمان بإبتسامة : عشق طيوبة اوي هي بس بتبقى عنـ ـيفة مع اللي يعاندها إنما الكويس معاها بتديله روحها لو عايز، بالنسبة لمامتها ماما نور 


نورهان بتأكيد : باباها مسمي الشركة على اسم الاتنين صح ؟


چمان بتأكيد : أيوة هو عنده عمار كمان بس بيعشق ماما نور وعشق بطريقة غريبة، أنا افتكر أيام كان يمنع عشق من المدرسة ويقعد من الشغل عشان بس يفضل معاهم


نورهان : أممم طيب مراته اتطلقت ليه ؟


چمان : متطلقتش هي لسه على ذمته، أساسا معتقدش هيطلقوا بس حصل مشكلة بينهم وخيرت عشق وعمار، عمار اختار مامته وعشق اختارته 


نورهان بهدوء : اها


❈-❈-❈


سحبت عشق منديل من العبوة ثم عطست فيه ومسحت أنـ ـفها ترميه، نظرت باتجاه والدها بأعين حمراء دامعه وقد أحمر خديها احمرار طفيف، اتجه أحمد يجلس بجانبها بقلق وهو يضع ظهر يـ ـديه على جبـ ـينها


أحمد : مالك يا حبـ ـيبتي حاسه بأيه ؟


عشق : صداع موت أنا هقوم أنام شويتين وهبقى فلة، استنى لسه خمس دقايق على العصر هتوضى وأصلي الأول


ضحك أحمد بخفة قائلاً : وأنا هجبلك علاج وأعملك حاجة دافية تشربيها 


عشق وهي ترسل له قبـ ـلة : أب محترم بصحيح


ابتسم ثم قـ ـبل وجنـ ـتها واتجه للمطبخ، قامت عشق بأداء فرضها وأخذت الدواء والمشروب ونامت، أخذ أحمد هاتفه وكاد يرن على طبيب لكن قاطعه صوت جرس الباب، اتجه يفتح فتفاجىء برعد 


رعد بإبتسامة : سلام عليكم 


أحمد : وعليكم السلام، يا أهلاً وسهلاً تلت أيام يا را.جل


رعد : معلش بقى جدي أصر اقعد، فين عشق ؟ 


أحمد بمرح : طب ادخل يا راجل مش من على الباب كده


دخل رعد بإبتسامة طفيفة وجلس مع أحمد في الصالون يبحث عنها بعيناه، ابتسم أحمد بخبث وهو يقول : عملت ايه في الصعيد ؟ والحاج عتمان عامل ايه ؟


رعد : هاا كويس كويس، هي عشق هنا صح ؟


أحمد : هنا بس زعلانه منك عشان بتطنشها وتقريباً مش عايزة تروح


رعد باستغراب : أزاي متروحش ؟ بعدين هي غلطت ولازم تتعاقب عشان ... 


أحمد : وأنت اختارت أفضل عقاب يعلمها الأدب لا شاطر بس صدقني مرة في مرة هتزعل زعل جامد


رعد بهدوء : هي فين وأنا هصالحها 


أحمد : في أوضتها نايمة، الأوضه اللي قصاد الصالون 


وقف رعد وكاد يتجه لها فاردف أحمد بتلاعب : حاسب تتعدى منها لأنها دا على دور برد 


وغمز في آخر حديثه فحمحم رعد باحراج واضح واتجه سريعاً من أمام أحمد الذي تصاعدت ضحكاته الخبيثة، دخل رعد الغرفة وأغلقها خلفه يتجه لها متذكراً حديث جده معه


عتمان : عامل ايه مع بتي عشج يا ولدي 


رعد بإبتسامة : كويس يا جدي الحمد لله 


عتمان بخبث : شايف نتايج زينه على وشك، لسه مش زعلان إني چوزتهالك صُح يا ولدي ؟


رعد مربطاً على يـ ـده : مكنتش زعلان يا جدي، بالعكس أنا حابب أشكرك عليها


ليكمل بمرح طفيف : هي مطلعه عيني اة بس طيبة


عتمان بضحك : كنت عارف إنها هتعمل أكده، أنا جوزتهالك عشان تخرج من حالة الهدوء اللي أنت فيها دي ودا اللي حُصل 


ابتسم رعد وهو يؤكد قائلاً : فعلاً


عتمان بخبث : بالعجل عايز أول حفيد يا ولدي بعدين تملى عليا البيت عيال منِكم 


ليكمل بإبتسامة : زينة البيوت العيال يا ولدي وهما كمان علامة الحب، فرحني بولدك يا رعد


رعد : اللي فيه الخير يقدمه ربنا يا جدي 


طوال الطريق يتخيل فتاة صغيرة شعنونة مثلها تزين حياة كلاهما، حقاً الفكرة دخلت قلبه فوراً قبل عقله ويرغب بها من عشق، لكن مهلاً كيف هذا ؟ ويعود ويسأل نفسه ما المانع ؟ هو يعشقها ويشعر بحبها له 


مرر يـ ـده على شعرها يعيده خلف أذنها واستشعر حرارة خدها أسفل أنامله، همس باسمها بقلق بينما تحركت هي بعشوائية لتقترب أكثر له وهمست باسمه 


عشق : رعد، وحشتني 


ضحك بخفة وهو يمرر يـ ـده الباردة على بشرتها الدافئة أسفل الغطاء الثقيل، عبست ملامحها وهي تفتح عيناها سرعان ما ابتسمت بسعادة


عشق : رعد


رعد بإبتسامة : أنتِ اللي وحشـ ـتيني يا عشق 


جلست ترتمي فوقه تضـ ـمه بقوة فبادلها وهي يسحب الغطاء فوقها حتى لا تبرد، ابتعدت قليلاً ثم هتفت بنبرة طفولية : أنت وحشتني اوي اوي، والنبي معتش تمشي في حتة من غيري 


رعد : عليه الصلاة والسلام، حاضر يا ست عشق 


ظل يتأمل ملامحها وهي تتحدث معه وتخبره مدى اشتياقها له، ابتسم بخفة وهو يجدها تغلبت على مرضها مجرد رؤيته، جميلة وبسيطة وطفلة هذه العشق، قـ ـبل كلتا وجنتيها وهي تجلس في حضنه ثم قـ ـبل ذقنها 


عشق : عملت ايه هنا احكيلي ؟ 


رعد : معملتش كالعادة قعدت معاهم وسمعت كلامهم المتكرر 


عشق وهي تضيق عيناها : قالولك حاجة عليا 


رعد بتأكيد : أيوة قالولي مجبتش عشق ليه 


عشق بفزع : أوعى تقول إنك معاقبني 


رعد بضحك : مش للدرجة دي قولت إنك حابه تقعدي مع باباكي لأن من زمان مقعدتيش معاه


عشق : بس أنت كذبت يا رعد


رعد باستغراب : أشمعنا 


عشق بعتاب : عشان أنا بحب اقعد معاك أكتر من أي حد وأنت سيبتني، أنا بحب بابا اوي بس مش بحب اقعد يوم من غير ما أشوفك


دفء كلماتها غريب وجميل، يمس قلبه بطريقة فريدة من نوعها ويجعله يرغب في جعلها ملك له بطريقته، ير.غب في تقيدها به في كل لحظة 


رعد بخبث : وجدي قالك حاجة عليكي ؟


عشق بإبتسامة سعيدة : يا ربي العسل دا قال ايه ؟ أكيد قال حاجة حلوة 


رعد : بيقول عايز يشوف أول طفل لينا قريب 


ضيقت عيناها وهي تحرك رأسها باستفهام بمعنى " ما المانع " ثواني يستوعب ثم ضحك وهو يمسك فكها ويُقـ ـبل كلتا وجنـ ـتيها قائلاً : يعني معندكيش مانع 


ضمت شـ ـفاها ثم نظرت لأسفل بخجل شديد تسب نفسها على نظرتها الغبية له، ضحك رعد بتسلية ثم قال وهو يقرص أنفها : شقاوة على مفيش، نشوف الموضوع ده بعد ما تطيبي من الدور ده


عشق : متفكرنيش دا في طبل بلدي في دماغي الوقتي


رعد : ايه رأيك نروح بيتنا بعدين نشوف أمر الطبل البلدي ده 


عشق وهي تزيد من ضمه : يلا 


رعد بهمس وخبث : هو يلا وأنا معنديش مانع اغيرلك هدومك وأشيلك ونمشي بس أظن أنتِ عندك مانع


عشق بضحك : عندي والله بس مش قادرة 


وضعها على السر.ير واتجه يحضر لها بلوزة شتوية من الصوف وبنطلون واسع ثم عاد وبدأ يساعدها في ارتداء البلوزة، وضعها من رأسها لتنظر له قائلة بمرح : بخ 


رعد وهو يحاوط وجـ ـهها : مجنونة 


وطرق جبينه بجبينها ثم قـ ـبل جبينها يضـ ـمها وهو يكمل مساعدتها حتى انتهت، خرج يسندها وأخبر أحمد ثم ذهبا عائدين للمنزل 


❈-❈-❈


في منزل المهدي 

جلس ياسين بجانب چمان التي تتابع العصافير حيثما تطير، وضع يـ ـده على يـ ـدها يخرجها من شرودها، نظرت له بضع لحظات ثم ابتسمت بخفة تشير لأعلى 


چمان : فاكر المرة الوحيدة اللي خرجنا فيها 


ياسين : فاكر 


أغلقت عيناها قليلاً ثم فتحتها قائلة : تعرف يا ياسين أنا فكرت كل حاجة حقيقية، فكرت إننا معجبين ببعض بجد ولما نتجـ ـوز هنعيش مرحلة جديدة بس وأحنا متجـ ـوزين، هكون في بيتك ليك كل لحظة، اكتشفت إن الاستعجال ما هو إلا شيطان واكتشفت إن كل حاجة كدب بجد، ياسين أنا حزينة أوي 


ربط على كتفها وهو يقول بصدق : چمان أنا عارف إني جوايا وحش ومضطرب بس فعلاً كل حاجة حصلت معايا بشعه وأكتر من بشعة 


چمان بمرح طفيف : على فكرة أنا مستـمعة جيدة جداً، ممكن تحكيلي معنديش مانع 


ياسين وهو يداعب وجنتها : اعتقد في يوم هحكيلك كل حاجة، كل شيء في وقته حلو


❈-❈-❈


في يوم من الأيام، خرجت نور من قاعة المحاضرة تدندن بأحد الألحان القديمة، شيء ما داخلها يخبرها ان تذهب حيث قاعات السنة الثالثة والبحث عنه، عضت على شـ ـفاها وهي تتذكر تحذيرات أختها الدائمة لها وقد تطور الأمر ووصل لوالدتها 


نور : جات الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح على رأي اللي بيقولوها 


أحمد بضحك : قولتي ايه ؟ 


التفتت سريعاً حيث الصوت لتردف بعبوس : صحيح ابن البيه هيعرف منين كلامنا، عن اذنك


كادت تذهب فوقف أمامها يمنعها قائلاً : استني يا نور نتكلم، أقولك تتجـ ـوزيني ؟


اتسع فاهها بصدمة، كم بدت في غاية اللطف وهي هكذا، قابلة للأكل كما قال في باله، انحنى أمامها ليصبح وجـ ـهه مقابل وجـ ـهها ثم قال : ردي تتجـ ـوزيني


نور باستنكار : أنت عبيط ؟ هو أنا أعرفك من أمته ؟ أنا لو وافقت هيبقى بدافع واحد بس والأفضل ليك متعرفهوش


أحمد : اي كان معتقدش إني هبقى مهتم بحجم منا مهتم أتجـ ـوزك يا نور 


لطمت خدها بخفة وهي تقول : ثناء، ثناء هتسود عيشتي خبيني والنبي لو شافتني واقفه معاك هتخلي ماما تمنعني من الكلية


سحبته ووقفت خلفه تختفي في جسـ ـده الطويل العريض، انتظر حتى ابتعدت ثناء عن المكان ثم التفت لها قائلاً : لا فهميني معلش هي بتعمل كده 


نور وهي تحرك كتفيها بعدم اهتمام : مستكترينك عليا يلا سلام مؤقت يا .. أبو حميد 


وأنهت حديثها بضحكة رائعة تم طباعتها في قلبه ورأسه، عاد أحمد لمنزله متجه فوراً لوالدته التي لا ترفض له طلب، لطالما كان أحمد قطعة من روح والدته خديجة، فهو أصغر أولادها وقد نالته بعد الإجهاض المتكرر وموت أطفال صغار لها 


أحمد : ديجا ما تيجي أطلب منك طلب 


خديجة : عيوني يا نور عيوني 


أحمد بجدية : بجد يا ماما الطلب ده بحياتي كلها، أتمنى عشان خاطري متخذلنيش فيه وتساعديني 


ضمته خديجة لها بلهفة ثم قالت : اؤمرني يا حبيبي خير 


أحمد : عايز أخطب أو أتجـ ـوز يعني 


خديجة بفرحة عارمة : بجد يا أحمد ! يا ألف نهار أبيض مين سعيدة الحظ اللي هتاخد نن عيني 


صمت قليلاً قبل أن يقول : نور بنت عمي فتحي 


خديجة : نور ! اشمعنا نور ؟ أنت تعرفها منين أساسا


أحمد : واخد بالي منها من فترة وبصراحة يا أمي حبيتها، مش عايزك تتعاملي على أنها بنت ... يعني تعاملي على أساس إني بحبها


خديجة بهدوء يخفي خلفه قلق : يا ابني ربنا خلقنا كلنا سواسية المشكلة مش في كدة، تعرف لو ثناء كنت قولت ماشي بس نور ؟ دي مكرهه أهلهم في عيشتها ودايمًا زعيق وغضب وعينها أكبر من اللي في إيدها، لو ثناء كان يبقى أحسن


أحمد بزفير : يا أمي دا كله مش مقياس ولا يخليني أبطل حبي، أنا عايزها هتقولي لبابا ولا ... 


قاطعته قائلة بلهفة : هقولك يا حبيبي هو أنا ليا بركة إلا أنت 


" مستكترينك عليا " سنوات وهذه الجملة لا تختفي من أذنها، ابتسمت بتعب واضح آثر ما تناولته ثم سندت رأسها تغمض عيناها 


جلس عمار بجانبها يُقـ ـبل يـ ـدها متذكراً حديثه مع الطبيب المتخصص في حالتها، فقد قال : أحنا هنستنى فترة استجابت للعلاج كويس مستجابتش وقتها هنبقى عايزين متبرع ليها بجزء من النخاع، تبلغ أول الاقربون يعني لو أنت أخواتها مثلاً ولو ليك أخوات، بس الأول ننتظر العلاج


تنهد عمار وهو ينوي عمل التحاليل، وإن لم يجد تطابق سوف يلجأ لخالته ثناء او أخته عشق إن اضطر؛ فهو لن يترك والدته مهما كان


❈-❈-❈


حاولت عشق فتح عيناها جيداً لكن من الم رأسها لم تتمكن، حركت يـ ـديها بعشوائية وهي تنادي عليه بخفوت، دخل رعد الغرفة وحـ ـملها بين يـ ـديه مقـ ـبلاً جبينها، فشعر بمدى سخو.نية جـ ـسدها أسفل شـ ـفتيه، دخل الحـ ـمام بها 


عشق بخفوت : أنت هتعمل ايه ؟


رعد بمرح طفيف : هعاقبك على كل أعمالك الوحشه اللي عملتيها في حياتك، شاور تلج يتوبك 


عشق بنواح طفيف : يا رعد والله تعبانة مش قادرة


جلس على حافة حوض الأسـ ـتحمام بعد التقط الدش، وضعها على فـ ـخذه يرفع فكها بيـ ـده فوجدها تتنفس من فـ ـمها بصعوبة


رعد : عشق سمعاني


هزت رأسها فانحنى يطبع قُـ ـبلة على ذقـ ـنها وفتح الدش يسلطه على قدميها، شهقت بخفة وهي تضـ ـمه دافنه وجـ ـهها في عـ ـنقه، بدأ يرفع الماء تدريجي وهي تأن بتعب، أعاد وجـ ـهها للخلف يمرر المياه على رأسها فبدأت بالبكاء والارتعاش من برودة المياه، دقائق وهو يسلط المياه على كلاهما ثم سحب منشفه ينشف رأسها 


عشق بخفوت باكية : أنت عقابك وحش اوي، في عز البرد تعمل فيا كده


رعد بمرح : هيتكرر كتير اتعودي 


حاوطت عنقه بكلتا يـ ـديها تـ ـضمه دافنه أنفها في وجنته ثم قالت : عاقبت نفسك معايا، ليه أنت مش تعبان ؟


التفت بوجهه لها ثم قال بصدق : تفتكري سهل إني أعمل فيكي كده وأنتِ أغلى ما عندي


وضعت يـ ـدها بشعره واقتربت تقبله فبادلها بعشق ثم وقف وهو يحملها وخرج يضعها على السر.ير، بدأ يوزع قبـ ـلاته على وجـ ـهها نزولاً بعنقها بينما هي تحاوط رأسه، ارتفع ينظر لعيناها ويده تزيح ملا.بسها المبتلة 


دقات على الباب ثم تحدثت الدادة : رعد بيه الدكتورة تحت 


أغمض عيناه بقوة، ولأول مرة يسب أمامها فانفجرت ضاحكة بخفوت بسبب مرضها، تحدث بانزعاج : نازلين يا دادة 


عشق بضحك : معلش نصيبنا بقى 


زفر بحدة وهو يجـ ـسو فو.قها يضـ ـمها فبادلته، وقف وهو يرفعها ثم دخل الغرفة الخاصة بالملا.بس ليردف بنبرة عابـ ـثة : أنا ممكن أساعدك على فكرة معنديش مانع


دفعته بخفة وهي تقول : بس أنا عندي، روح غير هتاخد برد 


قـ ـبلها سريعاً بمرح وهو يقول : أوكى 


أخذ ملا.بسه وخرج فنظرت خلفه وابتسمت باتساع، أخرجت ملا.بسها وبدأت تبدلها ثم جلست على حافة تضع وجهها بين يـ ـديها، خرج رعد من الحـ ـمام ينادي على الدادة التي أتت سريعاً


رعد : لو سمحتي يا دادة غيري فرش السرير كمان الأوضه فيها مايه نشفيها 


الدادة : تمام يا بيه 


اتجه للغرفة يفتحها، رفعت يـ ـديها بمرح فاتجه ينحني لتتعلق بعنقه ووقفت، حاوط خـ ـصرها بيـ ـديه فبدأت تنظر له بنظرات عاشقه ليردف : حاسه بأيه الوقتي 


عشق : حاسه أني عايزة ابو.سك 


رعد بخبث : عشق ! 


حاوطت وجهه وهي تقول : متفهمش غلط ممكن مثلاً أبو.س عينيك 


وقـ ـبلت عيناه ثم نزلت تقـ ـبل وجنـ ـتيه وأنفه كذلك ذقنه وعادت تحاوط عنقه وتسند جبينها على جبينه، لم تعد تتمكن على السيطرة على مشاعرها وهو لاحظ هذا، وكيف عيناها تنطق بعشقها له، هي حذرته لكنها هي من وقعت في شباكه، مرر أنفه على أنفها ليهمس : الدادة برة والدكتورة تحت وأنا الوقتي ماسك نفسي عنك، ارحمي يا عشق هانم التعب مخليكي رو.مانسيه اوي


تنهدت لا محال سوف يمرض لكنه لا يمانع طالما هذا بسبب قربها، سمع صوت الدادة تخبره أنها انتهت فانحنى يحـ ـملها وخرج يضعها على السر.ير، وضع خلف ظهرها وسادة ترفعها 


رعد : مرتاحة كده 


عشق : هو مرتاحة بس متخليش الدكتورة تكتبلي حقن عشان مش هبقى كويسه 


ضيق عيناه بخبث فقالت وهي تحاوط وجـ ـهه : بلاش البصة دي، وقتها هنزعل من بعض على فكرة بقولك اهو


رعد : يا ستي أنا عايز نزعل من بعض 


وضعت يـ ـدها بشعره تضـ ـمه هامسه : يهون عليك زعلي 


كاد يجيب لكن الدادة حمحمت بخجل وهي تقول : خلصت انادي على الدكتورة 


ابتعد رعد يهز رأسه بتأكيد، أتت الطبيبة وبدأت تفحص عشق ثم كتب الدواء قائلة : اطمنوا دا دور برد من اللي ماشي بسبب تغير الجو، هي بس تمشي على العلاج ده وبعد أسبوع أشوفها، واهم حاجة الراحة التامة وتاكل كويس


رن رعد على بسام ليأتي ويوصل الطبيبة، مـ ـسك الروشته وقرأها ليردف : تؤ تؤ تؤ دي كلها حقن، دا مكتبتش حاجة تانية


عشق بصدمة : بتهزر


رعد : هنزل أناديلها قبل ما تمشي عشان تديكي الحقنة بتاعت الوقت


انتفضت جالسة وهي تصرخ قائلة : لا استنى


رعد بخبث : لا هنزل 


عشق : يا رعد 


انفجرت باكية كالأطفال فجلس أمامها يضحك بخفه وهو يمسح دموعها، بدأت تضـ ـربه على ذراعه بانفعال، التقط منديل وخرجت عطسه منه دلالة على بداية تعبه


عشق : الله ينور 


رعد بإبتسامة : الله ينور عليكي أنتِ


عشق : أنا بقيت كويسه دور على نفسك بقى، ولا أعرفك أنا هاخد نفسي وعلاجي وحالي وهروح لبابايا 


رعد : ندلة اوي 


عشق : اوي اوي، قوم أقفل الباب كده وتعالى خد دوا ونام شوية


رعد : قومي أنتِ مليش دعوة


نظرت له قليلاً ثم ضحكت لتدفعه بخفة، وقف وخرج يعطي الروشته لبسام ثم أملى عليه بعض التعاليم، عاد يحمل الطعام بنفسه لها فابتسمت وهي تجعله يتناول معها، حزنت لأنه على مشارف المرض هو الآخر لينتهي به الأمر نائم بجانبها بتعب 


❈-❈-❈


في المساء 

جلست سيلا تحرك قدميها بعشوائية بعدما تحدثت مع والدتها التي أخبرتها ان الطبيب قام بتحديد معاد العملية، ابتسمت بخفة متذكرة يوسف وكيف أنها يساندها في هذه المحنة، لا تعلم نواياه لكن ما يفعله الآن لن تنساه أبدًا، بينما في منزل يوسف يقف مع خطـ ـيبته او زو.جته زينة يتحدث معها 


يوسف بحدة : يعني أحنا مكتوب كتابنا عشان أمك تحشر نفسها كمان في خروجاتنا، في ايه يا زينة ! هو أنا بقولك تعالي اطلعي معايا الشقة 


زينة بضيق : يا يوسف مقدرش اكسر كلمة ماما بعدين هو كل يوم خروج خروج أنت معتش وراك شغلانه 


يوسف بصدمة : قولتي ايه ؟ تصدقي بالله أنا استاهل ضرب الجزمة إني عايز اخرجك، امشي وأنتِ عيلة نكدية


تركها وغادر فنظرت خلفه قائلة بحزن : أنا نكديه ! ماشي يا يوسف 


نزل من العمارة يسير على المشاية وحده، تنهد بيأس من زو.جة عمه التي تقضي على حبه هو وابنتها تدريجي، وإن أخبرها أنه يريد الزو.اج تتعلل أنها ما زالت صغيرة، ظل يسير حتى لمح سيلا تجلس وحدها فاتجه وجلس بجانبها


يوسف بحدة : بتعملي ايه بره الوقت ده ؟ 


عقدت حاجبيها باستغراب لتردف : ذي ما أنت شايف كنت زهقانه وخرجت 


يوسف : طيب قومي يلا ارجعي سكنك ومعتيش تطلعي متأخر، دا مش من الأدب


سيلا بحدة : وأنت مالك كنت ولي أمري 


أغمض عيناه لبرهة ثم قال : أنتِ ذي أختي و ... 


سيلا بانفعال : أنا مش أختك يا يوسف فاهم ؟ 


ضغط بأسـ ـنانه على شـ ـفاه ووقف مبتعد عنها فاتجهت خلفه سريعاً تمنعه قائلة : أنا حقيقي أسفه يا يوسف


يوسف بغضب : أسفه على ايه ما صحيح أنا اقربلك ايه ولا ابقى ليكي ايه، صحيح صنف يقصر العمر 


سيلا باستغراب : في ايه بس ؟ 


يوسف : مفيش يا سيلا انا ماشي 


سيلا بلهفة : تمشي تروح فين لا خليك عشاني، بص أنا أساساً زهقانه وفي شباب كانت معديه وعكسوني وأنا قلقت


يوسف بانفعال : أنتِ كده بتهديني


سيلا : لا عايزاك تقعد معايا 


جلس كذلك هي تتأمل المركب الكبيرة التي عبارة عن مطعم، تحدثت بنبرة هادئة : بيتك قريب من هنا صح ؟


يوسف : أممم قدام شوية 


سيلا لنفسها : منا عارفة دا أنا باجي هنا عشان أشوفك، غبي وأعمى


يوسف : ما تقومي اعزمك على العشا، أنا مبحبش القاعدة المملة دي 


سيلا بهدوء : سبقتك 


يوسف وهو يجـ ـذب يـ ـدها : عادي كلي تاني


سيلا : استنى أفرض حد شافنا وقال لخطيبتك 


يوسف بتجاهل وهو يسير : مبعملش حاجة غلط


دخل أحد المطاعم معها، توترت ملامحها فهي لا تحب دخول هذه الأماكن نظراً لسوء وضعها المادي، جلست أمام يوسف الذي قال : تاكلي ايه ؟ 


سيلا بهدوء : مليش نفس 


أشار يوسف للشاب قائلاً : علوه 


أتى الشاب له قائلاً : أنا بقول المكان نور ليه ! 


يوسف بغرور مصطنع : عشان جيت يا ابني مش كده، المهم روق علينا بقى أنت فاهم، عصير يا سيليو ؟


نفت برأسها فأكمل : يبقى اتنين مانجه متتأخرش بقى 


الشاب : تؤمر 


ذهب الشاب فنظر يوسف حوله لتردف : خايف حد يشوفنا


يوسف بسخرية : أومال مش شيفاني بستخبى في هدومي أزاي، قولتيلي أنتِ كلية ايه ؟


سيلا بانزعاج : تجارة مش هغنيها والله، ركز 


يوسف : أنتِ مالك حموقه كده، في حاجة مضيقاكي ؟ سيليو 


تجاهلت النظر له وتجمعت دموعها بانزعاج، لا تعرف لما شعرت بالحزن لمجرد فكرة اختلاف الطبقات، اتجه يوسف وجلس بجانبها يضع يـ ـده على كتـ ـفها


يوسف : أنا زعلتك في حاجة ؟ 


سيلا وهي تبعد يـ ـده : لا يا يوسف 


أعاد خصلاتها خلف أذنها قائلاً : طيب بصيلي كده


نظرت له ثم قالت بانفعال : هو أنت جايبني هنا عشان تعرفني مكانتي ومكانتك ولا بتشفق عليا قولت تـ ... 


قاطعها قائلاً : هششش بس كفاية قومي، قومي يلا


وقف كذلك هي وخرجت خلفه من المطعم، سبقته وبدأت بالسير وحدها كذلك هو سار لوجهة لا يعرفها، سأم منها ومن جنـ ـسها كله، من ناحية سيلا والآخرى زينة


❈-❈-❈


فتح رعد عيناه ببطء فوجد نورهان أمامه ليعود وينام مرة آخرى، أتاه المرض لكن أسوأ من عشق بمراحل، جلست عشق بجانبه تضـ ـمه وتبكي معتذره فهي تشعر أنها أقوى سبب لما حدث، ابتسمت نورهان بخفة وهي تجلس على طرف السرير


نورهان : ممكن افهم بتعيطي ليه ؟ 


عشق ببكاء : عشان أنا السبب أنا اللي فضلت لازقه فيه كمان هو خد شاور بارد بسببي، هو الدكتور قال ايه ؟


نورهان وهي تربط على شـ ـعرها : هيبقى كويس متقلقيش، قومي أنتِ كمان بعيد عنه عشان متتعبيش أكتر 


نفت عشق برأسها لتردف : أنا هنام جنبه مش هسيبه 


نورهان : مينفعش يا حبيبتي 


عشق برفض قاطع : مش هقوم قولت، مش هسيبه 


نورهان بضحك : أنتِ عنادية اوي بتفكريني بواحدة، خلاص هنزل أعملكم اكل وجايه


ابتسمت عشق لها ثم نظرت لرعد تُقـ ـبل فكه وغفت في حضـ ـنه، اصطدمت نورهان بأحمد حين كانت تسير فكادت تقع ليمسكها سريعاً 


نورهان : أسفه


رفعت وجـ ـهها له لتبتعد خطوة فابتسم بخفة قائلاً : عشق فين ؟


نورهان مشيرة لأعلى : فوق مع رعد مش راضيه تسيبه، متقلقش عليها هي كويسه بس رعد اللي تعبان جداً


أحمد : ارن على دكتور 


نورهان بنفي : لا ياسين رن وراح يجيب العلاج، اطلع شوفها لو حابب 


فكر أحمد قليلاً ثم نفى قائلاً : ينفع حد ينادي عليها 


نورهان : ثواني 


صعدت ثم عادت هي وعشق التي اندفعت لحـ ـضن والدها، جلست تتحدث معه وهو يفحصها بعيناه، ربط على شعرها وهو يعود ويضـ ـمها بينما تبتسم نورهان بخفة لكلاهما


عشق بضيق : يا بابا أنا كويسه والله 


أحمد : وشك سـ ـخن وأحمر 


عشق بمرح : أنت هتهزر دا أنا سودة وأجيب المرض


ضرب طرف أنفها بمرح وهو يقول : اخرسي متعرفيش الخلقة دي عملت فيا ايه !


وكان يقصد نور بحديثه، ليعود بذاكرته ذات يوم كان مريض مثل رعد هكذا، سند رأسه بصعوبة للخلف وهو يجلس بعدما أخذ كم كبير من الدواء 


نور وهي تدخل : عملتلك شوربة متتشربش بس أنت مضطر بقى 


ضحك بخفوت وهو ينظر لها ثم وضع وجـ ـهه بين يـ ـديه، بعدت يـ ـديه وجلست بحـ ـضنه قائلة : يلا هأكلك 


أحمد : أنتِ شايفاني قادر اشيل نفسي عشان اشيلك


نور بعبوس : أخس عليك يا أحمد هو أنا تقيلة 


رمقها بنظرة جعلتها تضحك وهي تضربه على كتفه ثم قالت : بتقولي تقيلة طب مش قايمه


أحمد : بتستغلي إني مش قادرلك يعني 


قربت الشوربة منه وملئت الملعقة لتضعها عند فـ ـمه، تناولها ليعقد حاجبيه بانزعاج قائلاً : ايه الشوربة دي يا نور دي تتعبني يا حبيبتي مش تطيبني 


نور وهي تحرك رأسها بيأس : أخس على جبر الخواطر 


تذوقتها لترمقه بغيظ قائلة : تصدق بالله خسارة فيك، يعني كل الرجالة تشرب وتاكل أكل مراتها الوحش وتقول حلو وتسلم إيـ ـدك إلا جو.زي يبقى حلو وينصب عليا يخليني أبقى عايزة ا.... 


أحمد وهو يأخذ منها الشوربة : بقولك ما تفكك من الشوربة وأنا هقولك على علاج أسرع وأحلى وبالأكل كله


نور : قول 


أحمد : هاتي بو.سة 


ابتسم تلقائي فور تذكر رد فعلها المجنون مثلها، علمت عشق أنه يفكر في نور واحترمت هذا لم تعنفه كعادتها، ربما لبدئها الشعور بوالدها بعد عشقها لرعد 


أحمد : غريبة متكلمتيش المرة دي


عشق بهدوء : جايز عشان مثلاً بدأت أحـ ـس بيك


أحمد بزهول مضحك : عشق 


عشق بمرح : الرعد 


أحمد : عشق الرعد 


عشق : تؤ عشق عشق كده أصح صح ؟ يا بابا 


وانفجرت ضاحكة كذلك هو لتقف قائلة : طالعة لجـ ـوزي اشوفه وجايه 


عاد أحمد بظهره للخلف فأتت نورهان له قائلة : تشرب حاجة ؟ 


أحمد بنفي : لا متشكر


جلست على طرف الأريكة مردفة : شايفه عشق متعلقه بيك اوي، هي وحيدتك 


أحمد : لا في عمار بس عايش مع مامته 


هزت رأسها ثم عـ ـضت على شـ ـفاها ولم تعرف ما عليها قوله لتكملة الحديث، تحدث هو : معاكي ولاد صح ؟ 


نورهان بتأكيد : أيوة أدهم وهمس 


أحمد بإبتسامة : همس عندها كم سنة هموسة 


نورهان : ستاشر سنة 


ضحك بخفة وهو يقول : أنا بحب البنات اوي، بشجع إنجاب البنات وبشدة 


نورهان بإبتسامة : للدرجة دي عشق محبباك فيهم


أحمد بتأكيد : أيوة، عشق دي أساساً روح باباها 


نورهان : سبحان الله أنا بميل للولاد أكتر، أدهم قريب مني اوي في حين أنا دايمًا على خلاف مع همس، البنات متعبيش بشكل


أحمد بضحك : أنا شايف الولاد كده، يعني برغم اللي كنت بعانيه مع عشق ميجيش واحد في المية من معناتي من لقاء واحد مع عمار


نورهان بتلقائية : بصراحة عشق باين عليها عناديه وشديدة 


أحمد : ذي مامتها بس أنا عرفت بيجوا بأيه 


نورهان بانتباه : وبيجوا بأيه بقى ؟


أحمد : الكلمة الحلوة وتعامليهم معاملة أطفال، الواحد يكسبهم بسهولة 


ليكمل بشرود : ويخسرهم بغبائه مش بسهولة 


تنهد بحزن دفين ثم عاد ينظر لها بإبتسامة جعلت قلبها يترا.قص على لحنها ولحن نبرته وهو يتحدث، بداية من شعره الأسود وحاجبيه لعيناه الزرقاء كالبحر في صفائه ولحيته الخفيفة، حقاً أحمد يمتلك وسامة مدمرة ليست بهينة 


❈-❈-❈


بعد مرور عدة أيام 

أتى عائلة ياسين كلها لرؤية رعد وعشق بعد الخروج من مرحلة مرضهم هذه، قبـ ـل رعد وجـ ـنتها وهو يهمس لها ببضع كلمات، هزت رأسها بإبتسامة جميلة مثلها، ذهب مع ياسين يتحدث في جانب من الحديقة، وضعت الخادمة الضيافة أمامهم 


عشق : ميرسي يا دادة 


نظرت باتجاه رعد الذي يتحدث بملامح صارمة حادة ثم تذكرت كيف يناغشها ويمزح معها، شعرت بالفخر بنفسها أنها ذو تأثير على كل هذه الهالة 


لارا بمرح : عينك يا جميل ما هو ليكي كل يوم 


تعالت ضحكات الفتيات فاردفت عشق : اللي غيران مننا يعمل زينا 


يارا : أبيه رعد يبـ ـوس وقدامنا 


عشق بمرح : دي بو.سة خد بريئة والله 


وقفت لارا واتجهت تجلس على طرف كرسيها قائلة بفضول مضحك : قوليلي والله رعد كده زينا بيحب وبيبقى روما.نسي وبيبـ ـوس وبيحـ ـضن 


عشق وهي تدفعها : وأنتِ مالك يا باردة، بعدين دا جـ ـوزي يا شباب كل دا وارد وموجود


چمان بإبتسامة : يا مين يعرف عشق كانت على ايه ! 


ضحكت لارا وهي تعود وتجلس، ابتسمت عشق متذكراً أيام عزوبيتها وكيف كانت تنفر من الحب والارتباط وما شبه، فقالت لچمان باستغراب من نفسها : زمان كنت بشمئز من فكرة الارتـ ـباط والجـ ـواز، الوقتي أنا بكره شغل رعد اللي بيفرقنا 


چمان بهمس : حُب ؟ حب صح ؟ 


حركت عشق عيناها بعشوائية ثم أغمضتها لتؤكد برأسها، فتحت عيناها وضحكت بخفة لتتجه بنظراتها لوالدها ثم نورهان، وقالت : بقولك أنا بفكر أقول لبابا على طنط نورهان


چمان بعدم فهم : تقوليله ايه ؟ 


عشق : يخطبها، صحيح نسيت أقولك بابا وافق يتجـ ـوز


چمان بصدمة : بتقولي ايه ! وماما نور 


عشق بلامبالة : هيفضل يستناها لحد أمته، أساساً كنت عايزة اقولك عشان نكلمه سوا 


چمان برفض قاطع : مستحيل انا مش موافقة، دي مامتك يا عشق 


تأملتها عشق قليلاً حسناً من نبرتها يبدو أنها سوف تسعى لعدم توفيق هذا، استغلت عشق وضع الموقف الحالي ثم وقفت 


چمان وهي تمسكها : راحه فين استني 


عشق : لا مش هستنى 


اتجهت وخلفها چمان التي ظهر الغضب على ملامحها، تحدثت عشق باندفاع : يا بابا ممكن تيجي نتكلم 


چمان : لا مش وقته خليك يا بابا 


عشق : يا بابا تعالى 


أحمد : راجع يا أدهم 


اتجه يحاوط كتـ ـف عشق التي قالت : تعالى عايزة أقولك حاجة


چمان بحدة : عشق مش وقته على فكره 


أحمد : أهدوا يا بنات في ايه ! 


دخلت عشق مع أحمد وچمان لتردف دون مقدمات : ايه رأيك في طنط نورهان تخطبها، هي عسولة وكويسه وأظن تليق بيك فعلاً


أحمد بضحك : وش كده 


چمان : يا بابا أكيد مش هتوافق صح ؟ أنت لسه بتحب ماما نور 


عشق بتجاهل : سيبك منها يا بابا وركز معايا، هاا موافق عليها ؟


چمان : يا بابا دي مجنونة متسمعش منها، على الأقل فكر كويس 


عشق وهي تمسك يـ ـده : يا بابا كلمني ورد حالاً


نظر لكلاهما لتستقر نظراته على عشق، لقد تم وضعه في المنتصف وفي كفة عشق والآخرى چمان وحبه لنور، حسناً لن يخذل أقربهم له لكن مهلاً لا يريد ظلم شخص لا ذنب له، تنهد بحزن ثم قال : ... 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة