-->

رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الخاتمة 1

 

 قراءة رواية وصمة عار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وصمة عار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 الخاتمة

الجزء الأول

❈-❈-❈


بعد مـرور عدة سنوات.


تثاءبت إليزابيث بصوت خافت وهي تتململ في الفراش ، حيث شعرت بمـ.ـلمس ناعم فوق وجهها وكأن شخص يـ.ـقبلها على شـ.ـفتيها. تحركت بانزعاج ودفعته بعيداً حيث كان آدم يرتدي بالفعل قميصا وسروالا بلا أكمام.. كانت لا تزال تشعر بالنعاس وأرادت النوم أكثر. حتي سمعت شخصا يضحك ثم شعرت بـ.ـقبلة أخرى على شـ.ـفتيها، ففتحت عينيها ببطء وكان وجه آدم المبتسم هو أول ما رأته، رمشت بعينيها بتوتر ، فقد تفاجئت من صحوه الان ، زادت إبتسامته إشراقاً ، وهمس بإيجاز


= صباح الخير يا ملاكي


تجعدت حواجبها ثم نظرت من حولها لترى ان الصباح قد اتى، ليحل التوتر الشديد عليها هي تتذكر اختبارها الأخير اليوم بالجامعه.. عبست ملامح وجهها نوعاً ما ، وغمغمت بضيق وتوتر


= هل حل الصباح بهذه السرعه .. اوه لا أصدق ان الليله اخيرا سانتهي من اختباراتي بالجامعه واتخرج، اشعر بتوتر كبير


ثم سألته بنبرة خجلة وهي تتذكر قـ.ـبلاته المسروقه للتو 


= وأنت ماذا تفعل منذ الصباح.. ابتعد وتوقف عن التحديق في وجهي هكذا. 


وضع آدم إصـ.ـبعه على وجنتيها مبتسماً ، و تحدث إليها بصوت خفيض للغاية


= لماذا؟ هل أصبح التحديق فيكٍ أمر سيء الآن؟ الا أستطيع أن أفعل ذلك أيضا؟


بادلته إبتسامة خجولة و كان ينظر لها بابتسامه هادئه ووجهه الناعس، واقترب قبل رأسها وهو يـ.ـحتضنها بقوه، وهو يهمس لها


= هيا اريد طعام انا جائع هل ستعدين لي طعام ام اكلك؟


ضحكت اليزابيث بقوه بينما هو يـ.ـداعب ظـ.ـهرها بـ.ـيـ.ـده وأسبلت عينيها لتقول بنبرة خافتة


= لا ساعد لك ما تريد لكن ليس بمهاره فانا لا اجد الطبخ بمهارة عندما أكون متوتره.. وانت تعلم ان اليوم اختباري الاخير بالجامعه 


ابتسم وهو يـ.ـقبل رأسها قـ.ـبله طويله ثم تلمس بإصبعه شـ.ـفتيها، وتنهد قائلاً بعمق


= هيا اذن انا الذي ساحضر الفطور اليوم وانتٍ جهزي نفسك للذهاب الى الإختيار اليوم . 


تورد وجهها وتحولت نظراتها للرضا ثم اعتدلت مكانها أعلي الفراش وهي ترتدي الروب بينما هو كان مشغول ينظر الى مـ.ـفاتنها بإعجاب.. وقبل أن تنهض مـ..ـد أنامله ليـ.ـتحـ.ـسسها بحذر فسرى في جـ.ـسدها قشعريرة خفيفة عقدت جبينها بإستغراب ، وهمست وهي تضغط على شـ.ـفتيها 


= آدم ماذا تفعل.. ابتعد ساتاخر عن الامتحان.. ادم لا تستفزني منذ الصباح


بلع ريقه وهو ينظر لشـ.ـفتيها و تحركت يـ ـده على جـ.ـسد إليزابيث بشغف ليردف بحرارة وهو يمرر إصـ.ـبعه على بـ.ـشرتها


= انا لا استفزك حبي .. لأنك تحبي ماافعلة صحيح! 


ثم قـ.ـبلها بهجميه ببربريه وأعتقد الامر مباح للمحبين فهو بالنهايه زو جـ.ـها المدلل.. لذا رفعت يـ.ـديـ.ـها باستسلام وحاوطت رقـ.ـبته وقـ.ـبلته من شـ.ـفتيه وتمددت يـ ـدها بالحيته التي بدات تعطية منظر جذاب واصبحت تعشقها علية... ثم تناولت اسفل فکه بـ.ـقبلات بريئه وسـ.ـاخنه ابتسم آدم بإعجاب وهو يدفع برأسها نحوه وصعد لـ شـ.ـفتيها مرة أخرى ثم ابتعد يلهث ، ســاد صمت مترقب بينهما للحظات ، ولكن إستطاعت هي أن تقرأ في عينيه رغـ.ـبته فيها ، وتوقه لتكرار تلك اللحظات بينهما فعضت على شـ.ـفتيها السفلية بـ.ـإسـ.ـتحياء قائله بارتباك وخجل


= دعني اعد لك الفطور !


ضحك علي هروبها منه وهو يـ.ـسحبها بقوه إليه ،ومـال عليها وأطبق على شـ.ـفتيها بـ.ـشفتيه ، وقـ.ـبلها بحرارة عميقة وهمس بتنهيدة آســرة 


= سافطر على السرير اليوم


نام فـ.ـوقها وأصبحت المسافة بينهما قريبة للغاية ، وأربكها رؤيته بتلك الحالة أمامها ، وشعرت بتأثيره عليها فتحول وجهها للون ثمرة الطماطم وشعرت بـ.ـسخونة تنبعث من وجنتيها و إلـ.ـتصق ظـ.ـهرها بالحائط الفراش فحصارها آدم بـ..ـذراعيه وقرب رأســه منها فشعرت بأنفاسه تلفح بـ.ـشرتها ليحاول التودد إليها وإختطاف قـ.ـبلة من على شـ.ـفتيها.... ولكن قاطعهم صوت الباب يفتح ليدلف طفلهم "مـوسـي" وهو يمشي بخطوات بطيئه ويفرك عيناه بنعاس بيده.. لتبتعد إليزابيث بسرعه عنه بينما هو عض شـ.ـفتيه السفلية بغيظ واعتدل هو الأخر ناظرا إلي طفله الصغير بقهر وضيق... بينما ركض موسي نحو اليزابيث وهي رفعته من على الارض وآدم يراقب ما يحدث بوجه قاتم نحو طفله الذي اغرق والدته بالـ.ـقـ.ـبلات وابتسمت وهي تـ.ـقبل وجنتيه برقة قائلة بحنان


= صباح الخير حبيبي هل نمت جيداً؟


ابتسم موسي وهو ينام على كـ.ـتف إليزابيث بخمول


=اجل أمي... لكن احب النوم في أحـ.ـضانك اكثر .. لكن ابي لا يوافق 


إلتوى آدم فـ.ـمه بإبتسامة متسلية وهو يجيبه علي مضض


= لانك أصبحت رجل شجاع وقوي ويجب ان تنام بمفردك حبيبي .. الرجال الـ.ـكبار يـ.ـنامون على الـ.ـفراش بمفردهم 


إبتسم موسي له إبتسامة سخيفه وهو يجيبه ببراءة زائفة


= إذا انت ايضا رجل كبير... لما لا تنام بعيد عن أمي؟ 


شعروا الاثنين بالصدمه من كلماته، وحاولت إليزابيث أن تكتم ابتسامتها بصعوبه، و لوى آدم فمه مغتاظاً ، وهتف بإنزعاج وعناد


= لاني زو جـ.ـها يا سخيف ووالدك .. وهي ملكي ويحق لي انا افعل ذلك واكثر .


رمقه طفله بنظرات عابثة ليقول بتحدي


= حسنا وهي امي وملكي ايضا.. ويحق لي النوم بجانبها واكثر منك


جز آدم علي أسنانه و أزاح الملاءة عنه وقبل أن يتحدث الى طفلة بينما الآخر على استعداد تام للاجابه بتحدي.. قالت إليزابيث بسرعه بجدية وهي تشير بيدها تفصل ما بينهم هذا الشيجار الدائم


= حسنا حسنا .. لنقف هذه المناقشة المهمة لانها إذا بدأت قد لا تنتهي وانا سافوت امتحاني الليله.. هيا حبيبي لتحضر انت الفطور مثل ما قلت .


❈-❈-❈


بعد مـرور وقت لاحق... 


كان يقف آدم بالمطبخ يعد الفطور الى اسرته الصغيره، و بدأ يكتب بدفتر صغير وصفات طعام سيعدها بالمساء أيضا بعد ان تصفح عن كيفيه إعداد الطعام، ثم بدأ يحضر الفطور بعض الجبن والبيض المخفوق وزيتون وخيار مقطع والقهوه المحببه اليه هو و ز وجـ.ـته تنهد بتعب ، بينما أسند أعلي الطاوله ينظر امامه من اين يبدأ صحن مليء بالبيض الطازج ، وعلبة السمن ، وقطع البسطرمة ، ولكن بعد فتره بدأ قرب ينتهي بالفعل.. أبتسم آدم بإنجاز وهو يضع المناديل... ثم استمع إلي صوت الجرس يرن، هبطت إليزابيث من الاعلي و لكن سبقها ونادى من خلفها بسرعه قائلا بصوت أجش


= اليزابيث لا تفتحي الباب ! 


نظرت اليزابيث اليه باستغراب واستفسار وحكت فروتها وهي تتسائل بحيرة


= لماذا ؟ هذا حارس العمارة.. لقد اتصلت بي قبل ربع ساعة ليجلب لنا حليب لموسى .. لأنه لا يوجد حليب هنا له.


ضيق عينه بغيظ ونظر لها من الاعلى الى الاسفل، ورمقها بنظرات حادة ، وصاح متذمرة بغيرة شديدة


= و هل ستفتحين الباب إلي حارس العمارة بتلك الثياب


بلعت ريقها بارتباك عندما رأت غضبة الشديد عندما يتعلق الأمر بغيرته عليها لذا تحركت بهدوء و افسحت له المجال ليفتح الباب هو..و أشارت بـ.ـإصـ.ـبعها وهي تجيبه بنبرة متلعثمة


= حسنا تفضل! 


نفخ آدم بضيق ثم مط فـ..ـمــه ليقول بترقب


= اذهبي لتغيير ثيابك إليزابيث حتي لا تتاخري 


أومأت له بالايجابي لانها ببساطه لا تستطيع التحدث كانت تذوب من تلك الغيرة اللعينة منه ، ونظر لها بنظرات مطولة ، فتقدم آدم أمامها مباشره ، ومــال على أذ نها ، وهمس قائلاً بـ.ـشغف


= اليزابيث لا تحزني مني.. أنا غيور عليكٍ جدآ و انتٍ تعرفي ذلك 


إلتفتت نحوه برأسها ، وتفاجئت من إقترابه المغري ،لترد عليه بثقة وبساطة


= انت غيور..و أنا سعيدة لكونك غيور فهذا يثبت انك تحبني.. فلا داعي للتبريرات


فخفق قلبه بقوة في تلك اللحظة ، ونهج صـ.ـدره بتوتر ملحوظ من حبه الشديد إليها.. رمقها آدم بنظرات رومانسية ، ثم باغتها بطبع قـ.ـبلة صغيرة على وجنتها ، فزادت من اضطرابها .. وابتسم لها قائلاً بحنو 


= إبنه قلبي انتٍ.. هيا الى الاعلى حتى افتح الباب.


❈-❈-❈


بعد مـرور وقت لاحق... ارتديت إليزابيث تيشرت قصير مع بنطال قماش من اللون الاسود و رفعت شعرها بذيل حصان... وقفت أمام المرآة وتفحصت ملامحها بدقــة وكأنها تحاول حفر صورتها الجديدة في ذاكرتها ، فتمحو للأبد تلك الصورة التي طالما أرهبتها من نفسها و طبعت من قبل في مخيلتها انها عـ.ـاهره وستظل هكذا طول حياتها...


لم تصدق إليزابيث ما هي أصبحت به الان؟ بعد تلك السنوات المميزة والتي إستطاعت فيها أن تكســـر حاجز رهبتها وخوفها المستمر من تكرار أوجـــاع الماضي ، وبدأت بإرداتها في ممارسة حياتها الأسرية بشكل طبيعي .. وكونت منزل و( ز و ج ) وطفل !! 


أخفضت عينيها قليلاً ، فلفت أنظارها تلك الندبة البارزة الصغيره التي بوجهها، و الوحيده المتبقيه من اثار العمليات التي خضعت لها لتزيل اثار الـ.ـحروق... ولم تتبقى غير تلك الندبة أسفل خدها وهي شيء لا يري بوضوح.. لكنها تذكرت معها اللحظة الفارقة في حياتها.. حينما أوشك على الـ.ـموت! لكنها استطاعت النجاه في سبيل إنقاذ نفسها... وهي كانت أولى خطوات تحديد مصيرهما بعد ذلك.. حيث بعدها كان أول طريق المسامحة والغفران .. ثم العيش والرجوع إلى حياتها بدون ألم ولا اوجاع .


تنهدت بحرارة ، ثم أغمضت عينيها بقوة.. فقد كان آدم طوال السنوات الماضية يمنحها كل شيء فقدته، كان يعطيها السعادة، كان يمنحها الحرية. كان يسمح لها بإتخاذ القرارات و يحترم رأيها دائما.. و بالتأكيد كان يمنحها الأمان والحب... كانت لديها مشاعر قوية اتجاهه و لم تحاول إخفاءها أبدا. كل شيء عنه أذهلها حقا.. الطريقة التي بدأت حياتهم تسير بها بعد ان أنجبت طفلهم الأول موسى! 


في البدايه بعد ان سامحت عمها أركون تفاجات بان ادم طلب منها ان يرجعون معه ويستقرون هناك؟ في موطنها التي نشات به من البداية ويتركون القريه هنا بماضيهم السيء... ويسافرون الى بعيد ليؤسسونا مستقبل أفضل و حياة رائعه لهم وإلي طفلهم... وهي كانت سعيده بذلك القرار جدا.. وأسرتها ايضا لانها ستكون جانبهم... واشترى ادم منزل صغير لهما بالقرب من عائلتها وفتحوا مطعم صغير هنا أيضا. 


وبعد سنوات من انجابها موسى فكرت في ان تكمل دراستها لكن كانت متردده من هذه الخطوه دائما... وبعض الاحيان كانت تتراجع بها ومرات أخريات بعد ان تقدم على الجامعه مره ثانيه تسحب اوراقها وكل ذلك بسبب قلقها وخوفها من نظرات الناس اليها بالجامعه اذا عرف احدهم شيء عنها بخصوص الماضي الاليم، لكن ادم كان يدعمها بشدة واصر على حلمها ان يكتمل لتكمله دراستها وتنسى الماضي ! ويجب ان لا تعطي اهتمام لأحدهما.. وبالفعل في احد المرات تشجعت وقدمت اوراقها بالجامعه وبدات تعيد امتحاناتها التي فاتتها وكانت تذاكر بجديه وبالتاكيد كان آدم يساعدها بذلك ويدعمها... هو و اسرتها التي فرحه بذلك الخبر بشده.. و هانا ايضا التي لا زالت معها رفيقه دربها صحيح انها تسافر بعض الاحيان بسبب عمل زو جـ.ـها بالخارج... لكن ما زالوا على اتصال ببعض.. وهانا وباكر ينتظران مولدهما الاول بعد زو اجـ.ـهم ! 


فتحت اليزابيث عينيها ببطيء وفي تلك اللحظه وهي تتطلع بالمراه رات صوره ادم خلفها وهو ينظر لها مبتسماً بفخر واعتزاز بحبيبته وما استطاعت الوصول إلي الان بعد رحلة طويلا من معاناتها والمها.. شردت في وجهه الوسيم. وحاولت أن تستطع قراءة تعبيره، لقد كان مزيجا من الكثير من المشاعر... بينما اقترب منها بخطوات ثابتة وجعلها تنظر إليه وقام بتكويب جانب خدها، و كانت لـ.ـمـ.ـسته خفيفة كالريش و هو يـ.ـداعب بـ.ـشرتها بـ.ـأصـ.ـابعه


= بما شارده يا إبنه قلبي؟ هل مازلتي تشعري بالتوتر! لا تقلقي، حبيبتي الليلة الماضية ذكرت دروسها وكانت جيدة وأنا نفسي رجعت إليها.. واليوم ستنهي امتحانها بأعلى الدرجات وستحصل على مرتبة الشرف.


كان يتحدث هامشا ،و الهيام الذي شعرت به لحظتها وهو يراقص خصلاتها أشعرها بالأمان، هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تقول بهمس مثلة


= لم اعتقد بيوم أنك ستكون منقذي... و أنك ستخرجني من ظلمتي و تساعدني في بدء حياة جديدة... لقد أعطيتني الكثير من الآمال آدم وأنا كنت في البداية خائفه بشكل أعمى.. لكن كان هناك شيئا مميزا بيننا...لماذا جعلتني أشعر بهذه الطريقة، يا ادم


نظرت في عينيه ، بينما دا عـ.ـب طرف أنفها بـ.ـإصبعه و رد عليها بنظرات حائرة 


=بماذا جعلتك تشعرين، إليزابيث؟ 


إرتسمت على وجهها ابتسامة رقيقة ، وردت عليه بصوت خفيض 


= جعلتني اشعر انني .. على قيد الحياة.


أطلق نفسا طويلا و كأن حياتها تعتمد عليه، هل كانت تتخيل أم أنه أصبح كذلك بالفعل؟ كوبت خديه بكلتا يدها و أصـ.ـابعه تـ.ـداعب ببطء لحيته


= انني طوال حياتي، كنت أحاول الهروب من ماضي و حياتي. لم أفكر أبدا في سأجد السلام. لم أكن أعرف حتى ما أريد حتى وجدتك. أنت تجعلني أشعر بالحرية والسعادة، لقد أحضرت لي السلام، آدم كنت دائما لطيفا جدا معي.


تنفست بسعادة نعم سعادة غامرة امتلأت داخلها بانجاز حققته بصعوبة بالغة، لكنه أصبح الآن داخلها، فاذا سالها احدهم بالمستقبل من اين حصلت عليها فسوف تجيب بكل ثقه حصلت عليها من بين فـ.ـكة اسد مـ.ـتوحش مـ.ـفترس !! لانها لم تحصل علي سعادتها بسهوله مطلقاً أبدا ، لتكمل بنبرة عميقة باصرار


= لم اتوقف عن حلمي. لم أكن جبانة مثل سابق لعدم خبرتي الكافيه بالحياه فأنت تجعلني أشعر بالجمال. أريد أن أكون جميلة من أجلك. أنت تمنحني الثقة. أشعر بأنني قوية، مميزة عندما أكون معك. أشعر أن

حياتي تستحق أن أعيشها.


=أنت منقذي آدم.


همست، بصوت عال بما يكفي لسماعه، فتابعها بنظراته التي تتوق شـ.ـوقاً وبشدة إليها ، كانت نظراته شديدة عليها كما لو كان يريد أن يراها بشكل أوضح ودائما، ليردف مبتسماً وهو يرمقها بنظرات حانية


= انك حبيبتي إليزابيث وطفلتي وصغيره قلبي 


نزلت دموعها وهي تبتسم له، احـ.ـتضنها و اشعرها أنها بأمان العالم بقلبها، رمقته بنظرات ممتنة ، وقالت بسعادة


= أنا أحبك بشده... آدم ! 


رفع وجهها بابهامه بينما إبتسم هو لها بعذوبة ، وهمس قائلاً 


= قلب آدم !


ابتسمت بخجل ثم تهدل كـ.ـتفيها ، وعبست تعابير وجهها ، وأردفت قائلة بإستياء 


= آدم إعلم ان الماضي الخاص بي كان قـ.ـاسي 


مسح شـ.ـفتيها بابهامه ليجعلها تصمت، و سـاد الصمت بينهما للحظات قبل أن يقطعه آدم قائلاً مستنكراً وهو يرمقها بنظرات شبه معاتبة و يضع قبضته على كـ.ـفها 


= هل حان الوقت لنتذكر الماضي .. ألا يمكننا أن ننسى كل ما هو مزعج في حياتنا .. لدينا عائلة الآن يجب أن نفكر فيها ، أنها أهم من الماضي؟


كانت كلماته هامسة، و لطيفة بشكل مدهش مجروح و لكن على قيد الحياة. مؤلم و لكن لا يزال مخلصا في القلب، أومأت له ثم حملها بين ذ راعـ.ـيه ليهبط إلي الأسفل بها وهو يجلس على مقعد أمام طاوله الطعام وهو يجلسها بـ.ـحضنه، تـ.ـحـ.ـسس وجهها بـ.ـأنامله ، وهمس لها بتنهيدة متقطعة


= كم وددت ان تكوني بين احـ.ـضاني دائما من اول مره رايتك فيها.. ارغـ.ـب بكٍ صغيرتي تركضين على جراحي


ثم طالعها بنظرات عشق ، وهو يمسك فنجان القهوه الـ.ـساخن و يعطيه إليها ليهتف


= هيا تذوقي القهوه وقولي رأيك.. هل هي جميله؟ 


ضحكت وهي ترتشف قهوتها من يده ثم أقترب وهو يـ.ـقبلها قـ.ـبله طويله لكن قطع تلك الدقيقه موسي الذي تقدمت منهن عابس الوجة بغيرة وهذه المره الي والده


= ابي لماذا تحمل امي هكذا على قـ.ـدمك؟ هي ليست صغيره .


ضحك آدم وهو يضعها على الأرض ثم جعلها تجلس علي مقعد آخر ، بينما اخذ يركض موسي من السلم وهو يـ.ـحتضن والده وقال آدم بحنان غامزاً له 


= اغسل وجهك اولا .. ثانياً تناول فطورك .. وانا ساجلسك على قـ.ـدمي انت الاخر .


هز رأسه وهو يبتسم باتساع ثم نظر إلي الطعام الذي أعلي الطاوله وقال بحماس


= أبي هل انت اعددتي الطعام اليوم


أومأ آدم برأسه له وهو يقرص وجنته بخفه ثم قال بغرور مصطنع


= نعم انا.. تناولوا ولكم أنتم الاثنين تعطوني رايكم  بكل صراحة في طعامي.. لانني واثق بأنه سيكون مذاقه جيد جدا . 


التفت موسي نحو اليزابيث وهو يتحدث معها 


= امي، أبي يتعلم الطبخ هو أيضا مثلك... وانا من سيتذوق طعمه


ضحكت اليزابيث له ثم قالت باستفزاز معتمد 


= حبيبي انت لست فأر تجارب 


ضاق آدم نظراته عليها ، وإنزعج منها قائلاً بخفوت 


= ما بكٍ طعامي ليس بذلك السوء .. ثم انك لم تتناولي شئ حتى تحكمي أولا


ذهب موسي نحو المرحاض، بينما إرتفعت نبرة صوتها قليلاً وهي تهتف قائلة بتسلية 


= حبيبي لا حاجه لتعليم الطبخ وترهق نفسك

لا حاجه أنا موجوده .. وكما ترى اليوم اخر يوم في اختباراتي بالجامعه وبعدها ساكون متفرغه لكم تماما 


لوى آدم فمه مغتاظاً ، وهتف بإنزعاج 


= هل طعامي بهذا السوء إليزابيث.. كل ذلك لانني طبخت يوم ..أنتٍ قـ..ـاسية حقا عندما يتعلق الأمر بي ، حسنا ، لا بأس بذلك. سأعتبر كلامك كمجاملة


مــدت أنـ.ـاملها لتـ.ـتحـ.ـسس صـ.ـدرة الظاهرة من ازرار القميص.. فسرى في جـ.ـسده قشعريرة علي الفور وتنهد بحرارة عندما سمع صوتها الرقيق


= لا تغضب كالأطفال كنت أمزح ، حبي .. الطعام جيد جدًا ، رغم أنه مجرد وجبة بسيطة تتكون من الجبن والبيض ، لا أكثر ، لكن مجهودك الكبير يكفي .. بل أعتقد بعد ذلك نشارك بيننا ايام اعداد الفطور .. اتفقنا ما رايك؟ هل مازلت غاضبا مني؟


رمقها بنظرات ماكرة وتقوست شـ.ـفتيه قليلاً لتلوح إبتسامة خفيفة وهو يقترب منها


= لا تحاولي اغـ.ـرائي بجـ.ـسدها الرشيق ليس الا وهذا الامر لا تستهويني ابدأ، فانا عاشق الجمال البريء مثلك تماماً؟


شـ.ـفتيه كانت قريبه من شـ.ـفتيها لكن لم يـ.ـقبلها هو فقط يلعب على اوتار قلبها ، ضغطت على شـ.ـفتيها وقد تلاحقت أنفاسها ، فلف ذ راعـ.ـه حول ظـ.ـهرها ، وقربها إليه أكثر وهي فوق المقعد بجانبة ، أغمضت اليزابيث عينيها متأثرة ، وطوقت عـ.ـنق آدم بساعديها ، ولف هو الأخر ذر اعـ.ـيه حولها،ذابت فيه بتلك اللحظة واستشعرا فيها حاجتهما إلى بعضهما البعض... لكن أبعد آدم رأسـه عنها، بينما حبست إليزابيث أنفاسها مترقبة إياه لفعل المزيد ... لكنهم ابتعدوا الى امكانهم عندما عاد طفلهما... اجلس آدم طفله على فـ.ـخذه ليقول متسائلا باهتمام


= هاه اخبرني انت الاخر.. هل الروضه بخير؟


حك موسي رأسه بملل وهو يقول متردد


= جيداً.. لكن ابي انا فقط


عقد آدم حاجبيه باستغراب وابعده قليلاً من حضنه متسائلا باستفهام 


= ماذا هناك؟ هل انت منزعج ام اوقعت مشكله بالروضه


رد موسي عليه بشجاعة وهو يشير بإبهامه


= لا فقط كاد احدهما يريد اخذ طعامي مني بالغصب  وانا اعطيته ماهو لازم .. لذا المعلمه اخبرتني بان يجب أن احضر في المره القادمه معي ولي امري.


شبح ابتسامه خطفت بوجه آدم فاذن موسي له تأثير جيداً على مزاجه، بينما إتسعت عينا اليزابيث فغرت شـ.ـفتيها غير مصدقة وقالت بتذمر


= يا الهي كم مره اخبرتك لا تـ.ـضرب زملائك بالمدرسة موسي .. هيا اخبرني ما الكارثه التي فعلتها هذه المره ايضا


إلتوى آدم ثـ.ـغره بإبتسامة عابثة وهو يتأمل زو جـ.ـته الغاضبة


= لا تقلقي حبيبتي إبنك رجل شجاع و حل الأمر


رمقته بنظرات حادة ، وعاتبته مستنكرة بشدة


= ادم لا تتحدث امام هكذا وتشجعة على الـ.ـعنف.. هو في النهايه ارتكب خطا ولا يجب ان يـ.ـضرب زملائه مهما حدث .. الافضل ان يخبر المعلمه لتحل الامر هي .


فرك آدم فروة رأس موسي بأصابعه وتسائل بحذر وهو يرفع حاجبه للأعلى 


= هل لكمته مثل زميلك السابق الذي كأن يحاول اخذ القلم منك ؟؟ 


هز موسي رأسـه عده مرات مبتسماً بفخر بينما لاحظ نظرات امه الغاضبة، لتتلاشى ابتسامته وهو ينظر لها بعين الجرو لكي تسامحه على فعلته قائلا محاوله استعطافها


= أمي صدقيني هو تطاول بالكلام ، وانا اخبرته بمنتهى الهدوء ان يبتعد والا سـ.ـاضربه .. رايتي بنفسك لقد حذرته في البداية .


إستندت بـ.ـكفيها على سطح الطاولة وهي تنهض بصدمة من أفعال طفلها المشاغب ، لتنظر إليه بأعين ضيق وقالت بنفاذ صبر


= حسنا تصرف انت حتى لا افقد اعصابي مع ذلك الولد 


رحلت اليزابيث بخطوات غاضبة لكي تحضر حقيبتها وتذهب الى الجامعه.. بينما رفعة آدم من فخذه و اقترب منه آدم ، ومسح على ظـ.ـهره برفق ، وأردف قائلاً بجدية


= استمع لي يا إبن أبيك.. الامور لا تحل كهذا موسي انت لست صغير، انت رجل كبير هل تريد ان تقول الناس هذا الولد عاق لولده وان اتبرأ من افعالك ،انت مسؤول عن تصرفاتك لانك وحيدي وصغيري ورجل شجاع.. لكن الرجوله والهيبه لا تقاس بالـ.ـعنف والضرب.. فهمت حبيبي .


هز موسي رأسه عده مرات بعدم مبالاة وهو يهز كتفيه قائلا بتأفف 


= حسنا حسنا.. دعنا ناكل الآن .. الطعام سيبرد


تناول موسي بضع اللقيمات من الصحن غير مهتم بفعلته، ولم تخلو من على وجهه تلك الإبتسامة المشاغبة لكنه فجاءه صاح بإندهاش بألم عندما شعر بأحد يجذب أذ نه بقوه لكن ضعيفة قليلا


= آآه أمي اتـركي أذ ني.


رفع آدم حاجبيه للأعلى مصدوم هو الاخر من أين أتت، فهي لم ترحل وكانت تقف تسمع حديثه مع والده، وعندما رات عدم اهتمامه لن تستطيع تتمالك اعصابها وعادت اليه، ثم أبعدت يـ.ـدها عن أذ نه، و ردت عليه بتهكم وهي تطلق تنهيدة مطولة بيأس منه


= إذا كانت طريقة التدليل التي يتحدث بها والدك معك لا تعطي نتيجة إيجابية ، فسأعمل معك في المرة القادمة ... هل سمعت وهذا هو اخر تحذير لك


ابتسم آدم بشده عليهم، ثم لف ذر اعـ..ـه حول خـ.ـصرها ، وأمسك بـ.ـكف يـ.ـدها بقبضته الأخــرى ، وقربها إليه فـ.ـإلتصقت بـ.ـصدره ، وإستندت بـ.ـكفها عليه وحدقت فيه بنظرات فرحة عندما سمعته يقول بجدية


= تعالي حبيبي ، حتي لا تتأخري ... سأوصلك وأظل في انتظارك بالخارج ، أنا وموسى! لم أدعك تذهبي إلى الجامعة اليوم وأنتٍ متوتر للغاية.

تابع قراءة الفصل