-->

رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الخاتمة 2

 

 قراءة رواية وصمة عار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وصحة عار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 الخاتمة

الجزء الثاني

❈-❈-❈

العودة للصفحة السابقة


بعد برهــة ، صف آدم السيارة أمــام الجامعة وكانت هي تشاهد الطريق بتراقب وخفق قلبها بقــوة عندما علمت أنها وصلت وتسارعت أنفاسها بقلق .. بينما كان موسي في المقعد الخلفي حك مقدمة رأسـه ، وهو يلتفت حوله بفضول يشاهد الناس وهم يمرون ويدخلون إلي الجامعه ..عقد آدم ما بين حاجبيه بإندهـاش ، وســأل زو جـ.ـته باستغراب بعد أن رآها مزالتٍ تجلس بجانبه على وضعها ولم تهبط


= حبيبتي لقد وصلنا .. هيا لا تتأخري.


نفخت بصوت مسموع و ردت عليه إليزابيث بإبتسامة متوترة وهتفت بضيق


= أعلم أن وصلنا آدم، أنتظر لحظة ألتقط فيها أنفاسي لا أعرف لماذا أنا متوترة للغاية .. على الرغم من أنه ليس امتحاني الأول .. لكنني مرتبكة قليلاً.


إنزعج آدم من تصرفاتها المبالغة لكنه تفهم أمرها ، وهتف بهدوء شديد  


= حبيبتي ، اهدئي وخذي أنفاسك بهدوء ، لا يوجد شيء يدعو إلى كل هذا القلق ، وكما قلتي ، هذا ليس امتحانك الأول. ولعل هذا القلق والتوتر لأنك بعد ذلك ستحصلي على شهادة التخرج


هزت راسها بإقتضاب والعبوس واضحاً عليها، ثم صاحت متذمرة من الارتباك 


= حسناً ، أه صحيح من منا سيذهب مع موسى إلى روضة الأطفال ويتحدث إلى المعلمة غدا؟ لقد سأل المعلم عن ولي أمره بسبب المشكلة التي أحدثها مع زميله في الفصل.


وضع آدم يـ ـده فوق ثـ.ـغرها ثم طــوق رأسها بـ.ـذراعه ، وجذبها نحوه وألـ.ـصق وجهها بـ.ـصدره لـ.ـيقبل رأسها من الأعلى ثم أبعدها عنه فنظرت له بحب ، وهتف بثقة يشجعها 


= هششش صفي ذهنك ولا تفكري في أي شيء آخر غير امتحانك وانا اثق بكٍ حبي. الأهم من ذلك ، لا تتركي سؤالاً دون إجابة. بالتأكيد سوف تحصلي على درجات عالية. هيا تحركي حتى لا تتأخري حظ سعيد.


إزدردت ريقها وهي تبتسم متوترة من خوض تلك التجربة من جديد وحاولت أن تتغاضى عن التفكير في الماضي بكل تفاصيله المؤلمة ،كانت مرتبكة للغاية .. نعم هي في حالة تحسد عليها.. ما بين القبول والخوف .. المجازفة والتراجع .. تخشى أن بعد تلك الاحلام يضيع كل شيء ! فتقضي على أحلامها الوردية التي بدأت تتشكل في مخيلتها .. ظلت تلك الإبتسامة العابثة متجلية على محياها ، ثم إنحنت بجذعـها للأمــام لتنزل من السيارة لكن ترجل آدم هو بسرعه، ثم دار وفتح الباب الملاصق لزو جـ.ـته ، وأمـ.ـسك

بيـ ـدها وهي تترجل منها.. توقفت للحظة لتلقط أنفاسها وهو ينظر اليها بدعم ثم تحركت بخطوات بسيطة لتسير .. ليقول موسي بصوت عالي قليلا وهو يخرج رأســه في إتجاه النافذة 


= حظا سعيداً يا أمي .. إذا حاول شخص ما سرقة مستلزماتك المدرسية ، وجهيها إليه عندما تغادرين ، وسأفعل معه ما يلزم.


توقفت مكانها وتحول عبوس وجهها إلى ابتسامه عريضه، و تنهدت اليزابيث مستسلمة بيأس من طفلها، والتفتت في وقفتها ، وابتسمت له برقــة وهي تقول بحنان


= حبيبي قلب أمك أنت .. سلام .  


أبتسم آدم بشدة هو الآخر علي حديثه ، ثم دار حول سيارته ليركب خلف عجلة القيادة ، وانطلق في إتجاه المطعم الصغير الخاص به ... 


وعندما وصل آدم المتاجر خلع سترته واجلس موسي على الكرسي وذهب هو ليبدأ العمل قبل ان تاتي الزبائن إليه، بينما انشغل موسي بنظر الى تصميم المطعم كأن فخم لكن بطريقه مريحه وبسيطه كل شي كان خشبي بهذا المطعم حتى اللوحات خشبيه ومدفئه تتوسط المكان... كانت تشبه الكوخ ولكنها دافئه ، ظل موسي ينظر لكوم الخشب الذي تلتهمة النار حتي أقترب آدم منه وهو يبتسم بحنان وقال 


= ماذا تاكل صغيري ، في يوم عطلتك .


التفت موسي له وهو يقوم يسحب مينو الطعام الذي كأن أعلي كل طاولة وأشار له على الباستا بالصوص الاحمر ، وقال له انه يريد ان يجرب هذه! فقد اعجبة شكلها بالصوره.. أبتسم آدم وهو يـ.ـداعب شعرة بحنو ثم ذهب ليخبر أحد الموظفين بالمكان ليفعلها له.. بينما هو كان ومازال اشرافه الحسابات وتوصيل الطلبات .


❈-❈-❈


هبطت إليزابيث الدرج بخطوات بسيطة وملامحها يبدو عليها الارهاق فهي ظلت حوالي ساعه واكثر تحايل موسى طفلها ان ينام مبكراً حتى يستيقظ للروضه في الغد، وبعد معاناه اخيرا استمع اليها ونام اقتربت من آدم الذي كان يجلس فوق الأريكة بالصالون ويمسك بيده اوراق حسابات تخص المطعم الخاص بهم، نظرت إليزابيث له بطرف عينيها وقالت هي بتعب بملامح مرهقة


= لما مستيقظ انت الاخر يا آدم، آآه انت و ابنك تحبون السهر بطريقه مزعجه حقا .


ابتسم آدم بخفه علي حديثها وقال بنبرة هادئ


= لدي اعمال متراكمه لا أستطيع النوم الآن ، اذهبي انتٍ ونامي وانا خلال ساعه سالحق بكٍ


أومأت له وهي تقترب منه و وضعت راسها على فـ.ـخذه الايمن واغمضت عيناها ، وهو تهمس


= أريد النوم هنا !


حيث هو ،حيث قربه فقط.. ابتسم وهو يـ.ـقبل رأسها يمسد على شعرها بخفه حركات لطيفه وقليله يقوم بها يجعلها تمتلك الكون بااسره وبعد دقائق معدوده شعرت به يضع الغطاء فوقها ابتسمت وهو يطبع على وجنتيها قـ.ـبله ويكمل عمله.. تعبت من مراقبته و رائحته تتخلل لانفها اجفلها اثقلت كثيراً.. كيف لها ان تحتجز رائحته بداخلها، ادعيت النوم وهي تشاهدة يـ.ـسحب التيشرت الخاص بها نحو الاسفل لانه كان مرتفع ويظهر جزء من بـ.ـطنها رقص قلبها قليلاً علي اهتمامه البسيط.. صحيح انها ليست المره الاولى نعم ولكن بمشاعر غريبه.. حاوطها بالحاف من كل جانب وحملها بين ذ راعـ.ـيه، استندت على كتفه برأسها وهو يصعد السلم ودخل بها لغرفتهم.. كانت سعيده للغاية؟ وضعها علم السرير وخلع التيشرت خاصته وارتدى شي اخر و اطفاء الانور ..


اصدر فجاه البرق صوتاً جعلها تشهق بخاف وامسكت قلبها وهي تقترب منه بسرعه أكبر، لم تكن خائفه لتلك الدرجه لكنها هربت لاحتضانه.. بينما فتح آدم عينه ونظر باهتمام لها وهو يمسح علي شعرها بحنان


= ما بكٍ إليزابيث ؟ هل انتٍ خائفه 


رفعت بصرها نحوه كانت ملامحه حنونه بالإضافة إلى رائحته الرجوليه، رهبت لاحـ.ـتضانه مره اخرى ليمد قليلاً ممسك رأسها بكلتا يـ ـديـ ـه وهو يقرب رأسها بـ.ـصدره ويطبع قـ.ـبلات على رأسها يبعث الأمان داخلها.


بعد مرور يومين... في الصباح، إستيقظت من الشعور بلـ.ـمسة خفيفة على بشرتها، ترسم ببطء دوائر على خدها، ثم تشق طريقها لتلعب بخيوط شعرها وكل ذلك ما زالت عيناها مغمضتين، ربما كانت تحلم هكذا شعرت؟ لكن لقد استمتعت باللـ.ـمسة، لدرجة أنني تأوهت و انحنيت إليها أكثر لتشعر بها، هذا عندما أدركت، أنه يكن حلم.. بينما صدرت ضحكة مكتومة عميقة جعلتها تجفل، رفرفت عيناها لترى رجلاً جميلاً جالسا على حافة سريرها، و عيناه مدفونتان في عينيها بينما أظهر لها أجمل ابتسامه، ارتفعت أصابعه ببطء و تشابكت بشعرها يلعب به، و هو يرعى فروة رأسها، لقد كان شعوراً جميل و لكنه مألوف جدآ.. شرقت أنفاسها منه بينما كانت عيناه تحدقان في وجهها، و تشاهدان حركاتها، نفس العيون التي هدأتها الليالي الماضية، تلك اللمسات نفسها جعلت قلبها المتألم يشعر بالراحة. كانت لـ.ـمـ.ـسته لطيفة جدا و ناعمة... 


كانت العيون تحدثت مكان الكلمات الصامتة، نظراته مثل النذر الأبدي.. كانت تآمل أن يرى الشقوق الذي في روحها، الشقوق التي كانت تلتئم الآن بسببه. كان يملأمها بكل جزء منه و لم يكن لدي رغـ.ـبة في محاربته.


إحـ.ـتضن آدم وجهها براحتيه ، وحدق فيها بنظرات والهة ، وأردف قائلاً بصوت ماكر


= أعلم انني وسيم.. لكن هل ستظلي شارده في ملامح وجهي هكذا ؟ كأنك اول مره تريني فيها .


خفق قلبها بقوة ، وتسارعت أنفاسها بصورة لاهثة .. وتحولت ابتسامتها السعيدة بعشق.. إلى عبوس وجهها ليضحك آدم عليها ثم قال بجدية


= هيا يا حبيبتي حتى لا نتاخر على العم أركون الذي ينتظرنا بالمنزل الان .


فهم كل جمعة بالاسبوع يجتمعون بمنزل العم أركون مع العائله... بينما ردت عليه إليزابيث بإبتسامة خجلة وهي مطرقة لرأسها 


= حسنا .


❈-❈-❈


بمنتصف الليل وهناك بمنزل العم أركون كان هو و زو جـ.ـته ينتظرون مجئ إليزابيث و زوجها آدم " و سافانا و زو جـ.ـها أيضا، ككل ليلة جمعة يجتمعون هنا، قامت لينا بإعداد الأطباق للعشاء حتى يتمكنوا من القدوم و الحصول على شيء ليأكلون هم و احفادهم الاثنين "موسي إبن إليزابيث و روبي ابنته سافانا" ، لطالما تمنيت لينا أن يعود الزمن إلى وراء لتعامل إليزابيث كأم حنونة حقيقيه، لكن استطاعت الان مع الوقت تعاملها بأسلوب جيد، بعد أن سامحت الجميع واجتمعوا مره ثانيه.


دخلت البهجه لقلب أركون عندما رآه حفيده موسي قادم مع اسرته، التفت نحوه وهو يبتسم على ذلك الطفل الصغير المشاغب الذي تعلق به بشده بسبب براءته ، قـ.ـذف موسي حقيبته المليئه بالالعاب بالارض الذي كان يحضرها معه بمنزله وهو يركض نحو أركون وصرخ بصوت سعيد


= جده أركون


هبط أركون على الارض لمستواه واحـ.ـتضنه بابتسامة عريضة وهو يردد


= اشـ.ـتقت إليك جدآ يا صغيري.. كيف حالك يا حبيبي جده


وقبل أن يتحدث عبست روبي بوجهها،حفيدته الثانيه بشكل لطيف وهي تقول بغيرة


= جده لما تركتني بالداخل بمفردي، و ذهبت لتجلس مع موسي وأنا لا.


ابتسم الجميع علي براءه الاطفال ونهض أركون وهو يجذب الاثنين من يـ.ـداهم وقال بصوت حماس 


= انا جائع دعونا ناكل معاً ونلعب بعدها .. هل انتم موافقين قد احضرت لكم الكثير من الألعاب، ولا باس تشاركوني بها


هز رأسه كلآ من موسي و ربي بسعادة غامرة وبعد فتره وصل الجميع ليجتمعون حول طاوله الطعام... 


بعد برهة بعدما تناول الجميع، كانت اليزابيث تغسل الصحون في المطبخ ، مع لحن من أغنيتها المفضلة على شـ.ـفتيها وسافانا كانت جانبها تساعدها وقمت بتحريك جـ.ـسدها وهمهمت على اللحن معها وهم يبتسمونا الى بعض بسعادة.. وبعد أن انتهوا من غسل الصحون ،تحركت اليزابيث لتحضر القهوة والشاي لهم علي نار هادئة.. بينما بالخارج كان آدم يجلس مع أركون و زو جـ.ـه سافانا وهم يتحدثون في عده مواضيع.


وكان موسي و ربي يجلسون على الارض وسط كومه الالعاب الخاصه بهم الذي كان يشتريها أركون لهم، بينما قال موسي الي روبي بأسلوبة البريء الذي يخطف القلب  


= انظري هذا القصر لي وانتٍ يا روبي ستكونين معي فيه.. لكن لا تكوني طفله مشاغبه حتى لا اطردك من منزلي .


ضحكت روبي بانبهار وهي ترى كومه المكعبات التي يلعب بها وشكلها على شكل منزل حقا.


و في ذلك الاثناء انسحبت إليزابيث لتقف داخل الشرفة بمفردها، و بدأت تنظر الى كل شيء حولها تتذكر البدايه؟ وما هي اصبحت في الان؟ أغمضت عينيها تستنشق الهواء النقي الممزوج برائحة الأشجار و الطبيعة، محاولة تهدئة صـ.ـدرها و البحث عن الراحة.. ثم فركت ذر اعـ.ـيها، محاولة تدفئة نفسها من برد الليل الهش. كانت سماء الليل صافية و عميقة. نظرت لأعلى لتجد نفسها مفتونة بجمال القمر الفضي المنقط بسماء الليل الزرقاء الداكنة.. والنجوم المشاغبة تركض حول القمر تلعب و تطارد بعضها البعض. نجم صغير يتلألأ بضوء ساطع، يحدق بها و كأنه يحيها.. النجوم مثل اللؤلؤ الداهي الذي يزين الليلة الزرقاء الداكنة بأروع طريقة، مثل اللوحة الجميلة، تحمل النجوم القمر الليلة و لن يكون القمر الساطع بمفرده. ليس مثلها سابقآ..


= بما تفكري يا ابنة قلبي .


رن ذلك الصوت العميق في أذ نها، التفتت اليزابيث له وإبتسامة زهــو تعلو ثغرها فرمقها بنظرات إعجاب .. بينما ركضت نحو آدم وهو يفتح يـ.ـديـ.ـه واحـ.ـتضنته وهي تضع رأسها على صـ.ـدره، ابتسم وهو يطبع قـ.ـبلات على رأسها محدثها


= صغيرتي وطفلتي روحي داخلك انتٍ، اي شعور تشعرين به ساشعر به حتماً .. لقد مضى كل ذلك حبيبتي مضى.


اخذ يدها وقبلها و ترقرقت الدموع بعينها ومشاعرها الجياشه داخلها، وكانت يـ.ـدا ها حوله و هو كان يفرك ظـ.ـهرها بلطف، كان هناك شيء يطاردها، كانت يفقد عقلها، وفي نفس الوقت لم تكن مستعدة للتحدث عن ذلك، لكنها احتفظت بكل شيء في الداخل، كانت تؤذي نفسها فقط، بينما أخذت نفساً عميقاً ، وزفرت على مهل ، أطرقت رأسها للأسفل واضطربت نظراتها فقد بدأت ذكريات ظلما تتجسد في عقلها، ثم إستأنف بصوت حزين وقالت 


= انا أعلم، لكني أشعر بالقلق من أنني افقد عائلتي مره ثانيه.. عندما اقف هنا اسرح بخيالية كيف كانت البدايه وانتهت ! بداخلي عده مشاعر من فرح وحزن وانتصار ، لا أعلم متى ستنطفي هذه اللحظات داخلي لا أصدق أن مرحلة الطفولة انتهت.. الحياة غير منصفة.. لن تعطيك ما تشتهي منها دون تنازل !


ربت على كـ.ـتف رفيقه عمره بالحياة ، وقال حديثه بصوت رخيم وهو يرفع حاجبه للأعلى 


= أتعلمين ماذا يا اليزابيث، أستيقظ دائما في الصباح، معتقدا أن شيئا رائعا سيحدث لي. لكن بعد ذلك أدركت أن حياتي تغيرت تماماً. لا يمكنني العودة إلى ما كنت عليه. يقول الناس، انسوا الماضي و امضوا قدما. لكننا نحن فقط من نعرف مدى صعوبة النسيان لكن كما تعلمين، لأنه لا يوجد شيء مرعب أكثر من القتال مع ماضيكٍ وعقلك كل يوم و البقاء على قيد الحياة في هذا العالم الـ.ـقـ.ـاسي.


أومأت برأسها في كلماته كان على حق، بغض النظر عن عدد المرات التي حاولت فيها نسيان الماضي، كان لا يزال يطاردها طوال حياتها، طاردها ماضي، حتى في أحلامها أحيانًا تجعل حياتها تشعر بالشفقة والضعف.. بدت متأثرة بكلماته ، وتشنجت تعابير وجهها، ثم سألها بهدوء، و أصـ.ـابعة تلعب بشعرها و هو يشير إلى الشجرة في حديقة العم أركون


= اليزابيث، هل ترين الشجرة هناك؟


أومأت برأسها بهدوء، فقد هدأت تماما بين 

ذر اعـ.ـية ليخرج صوته ناعم


= إذا شعرتي يوماً أنك تفقدين كل شيء، فقط تذكري أن الأشجار تفقد أوراقها أيضا كل عام، لكنها لا تزال تقف شامخة و بشجاعة، لأنها تعلم أن أياما أفضل قادمة. 


تنهدت و هي مسترخية بين ذر اعـ.ـية، ربتت إليزابيث على ظـ.ـهره ، وشعرت بإمتنان نحوه وهي تقول بخفوت 


= الى متي سأظل اقع في حبك ادم، انت شخص حقا رائع 


وضع آدم إصـ.ـبعيه على طرف ذقنها ليرفع وجهها نحوه ، وتنهد بصوت مسموع ليقول بحب واضح في نبرته ونظراته 


= اياكي ان تتوقفي عن حبي لحظه واحده! 


حدقت إليزابيث فيه بنظرات والهة ، وأردفت قائلة بصدق 


= سأظل أحبك دائماً ولا أعلم أبدا لماذا ؟أنك حقا سبب يستحق العيش لأجله.. تجعلني أظن أن العالم مكان جيد ..لقد رأيت السعادة ، السعادة التي كان ينبغي أن تكون لي.. وانا معك.


أمسك براحة يـ.ـدها ، ورسم على ثـ.ـغره إبتسامة راضية ، ومسح عليها بـ.ـأنامله بنعومة فإقشعر بدنها من لـ.ـمـ.ـسته الرقيقة وقال بهمس وهو مسبل عينيه نحوها 


= هل تتذكري عيد زو اجـ.ـنا أنه يوم الأحد القادم.. يجب ان تكون هذه الليله مميز بيننا 


وضعت يـ.ـدها حول خـ.ـصره مجددا، وهي تقول بتنهيدة سعيدة


= نعم اتذكر بالتأكد، ما رايك ان نحتفل بخارج المنزل هذه المره ؟ 


تهللت أسارير آدم وبدت على وجهه علامات السعادة والحماس، فتحدث بـ.ـشغف


= فكره جيده لكن يجب ان نكون بمفردنا هذا اليوم.. ما رايك ان نترك موسى هنا مع عمك أركون ونذهب نحن حينها؟


وفي ذلك الاثناء كان موسي قادم اليهم وهو يمسك المنزل الذي صنعة من المكعبات ، وتقدم نحوهما حتي يشاهدوا ، لكنه استمع الى كلمات والده الاخيره! و رمــق والده بنظرات حانقة بحزن، وهو يصيح بصوت مسموع بصدمه وغيظ


= أبي ، لقد سمعتك؟ تريد أن تخرج وحدك أنت وأمي وتتركني هنا مع جده .. يا إلهي هناك مؤامرة ضدي تحدث هنا.


نظروا الي بعضهم بذهول بصمت، ثم التفت موسي إلي الداخل مره ثانيه وصـر على أسنانه بشراسـة ، وتوعد لهم قائلاً بصياح بصوت محتد 


= الجد أركون ، انظر ماذا يريد والدي أن يفعل بي


لــوى آدم فـ.ـمه قائلاً بصوت خافت وبتهكم صريح وهو يرمق رحيل طفله بنظرات حادة بحسرة


= يا إلهي فـ.ـضحنا هذا الفتى بين الجميع .. لم نعد نحتفل في هذه الحالة ماذا سنفعل؟


كافحت إليزابيث لتكتم ضحكتها بصعوبة علي أسلوب طفلها، ثم أومـأت برأسها وهي تردف ، بينما ظلت إبتسامتها مرتسمة على شـ.ـفتيها


= لا يوجد حل سوى الخروج في نزهة بعد يومين ، حتى يظن أننا كنا نتحدث عن هذه النزهة ، ويوم الأحد نتركه مع سافانا و

زو جـ.ـها.


صمت آدم قليلاً وقد إرتسم على ثـ ـغره إبتسامة انتصار ، وهتف قائلاً بسعادة واضحة 


= خطة رائعة حياتي .. حسنًا سنفعل ذلك ، إذن اصمتي ولا تتحدثي أمام ابنك بحرف واحد.


❈-❈-❈


وقد ظهرت نتيجه اليزابيث بعد أيام ونجحت بتقدير جيد جدا.. بينما سافر آدم بعد أيام قليلة وعاد إلى تلك القرية مرة ثانية ليرى صديقه زين ويهنئه على طفله الثاني. فهو بعد أن تـ.ـزوج بعام أنجب ولدا .. وأنجب طفله الثاني من زو جـ.ـته! كان آدم على اتصال به من حين لآخر ، وفي بعض الأحيان كان يذهب لرؤيته بمفرده .. ورغم أنه رأى سعادته 

بزو جـ.ـته وعائلته الجديدة ، إلا أن غيرته منه لا تزال تتحكم فيه ولا ينسى أن زين كان يحب إليزابيث زو جـ.ـته ..وأم طفله.

تابع قراءة الفصل