-->

رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الخاتمة 3

 

 قراءة رواية وصمة عار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وصحة عار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

الخاتمة

الجزء الثالث

❈-❈-❈

العودة للصفحة السابقة


في سيارة آدم راقب الطريق بنظرات لاهفه وهو في طريقه الى اليزابيث فاليوم هو عيد زواجـ.ـهم، وقبل قليل قد أتصلت به زو جـ.ـته واخبرته ان ياتي مبكراً ويحتفلون في المنزل بدلا في الخارج وسوف تعد له مفاجات كثيره، وكان مرتدياً أرقى بدله ( ذات اللون الأسود ) على غير عادته، وبعد برهة صف هو السيارة أمام منزله وترجل منها، ثم أسرع ليخرج مفتاحه من جيبه لكن تفاجئ بأن إليزابيث هي من فتحت الباب أولا! جاب آدم بأنظاره علي جـ.ـسد زو جـ.ـته، فرأه أمامه حوريه .


لتلتمع عينيه حابساً انفاسه فور وقعت عينيه عليها حيث كانت تقف أمامه ..شعر بضربات قلبه تزداد بشدة وهو يتأمل جمالها الصاعق في ذاك الفستان الذى كانت ترتديه..حيث كانت ترتدي فستان من اللون الأحمر الغامق المزين بالورود الرقيقه محكم التفاصيل حول جسدها مبرزاً قوامها الرائع اما شعرها فاصبح ذو بريق لامع يتلألأ بجمال فوق كـ.ـتفيها كشلال من الحرير اقل ما يقال عنها انها رائعة.. شعر بأختفاء العالم من حوله وهو يراها امامه بكل هذا الجمال عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة لها بشعرها وتسريحته الخلابة انتهاء بذلك الفستان و الذى اختطف دقات قلبه.... نظرت اليزابيث نحوه ، وتسائلت بحيرة وخجل من نظراته


= هل ستظل مكانك طول اليوم.. تفضل إلي الداخل.


لف ذ راعـ.ـه حول خـ.ـصرها بتملك علي الفور و أجابها بنبرة عميقة وهو يـ.ـسحب ذراعـ.ـها لتتأبط فيه 


= هل كل هذا الجمال لي وحدي. .


تورد وجهها خجلاً متوتره ثم سـار الإثنين سوياً إلي داخل المنزل المغطى بالسجاد الأحمر حتى وصلوا لغرفه، تتعالي منها موسيقى هادئة و ساحرة فور دخولهما، فسلط آدم أنظاره على تلك الأجواء الرائعه ..ابتلع آدم ريقه، وتأمل بإنبهار واضح على ملامح وجهه المجهود الفظيع الذي قامت به زو جـ.ـته بالمنزل.. حتى انها لم تنسى ان تصنع له كل الوجبات المحببه له من يـ ـدها ، خط على الأرضية الخشبية والتي أضاءت تدريجياً بإضاءة رقيقة أدهشت آدم للغاية وأحبها .. سأل بفضول وهو يطالع حوله بإعجاب من هيئه المنزل 


= ما هذا الجمال إليزابيث.. متى وكيف فعلتي كل ذلك ؟


أجابت إليزابيث مبتسمة وهو يرمقها بنظرات حانية 


= هل أحببت ذلك؟ بعد أن خرجت للعمل في الصباح ، دعوت موسى إلى منزل سافانا ، ثم اشتريت كل ما أحتاجه وأعدت كل شيء هنا ، لأفعل ذلك الجو الجميل


أبهرته حقا.. خفق قلب آدم بقوة ، ونظر إلى اليزابيث غير مصدق ما فعلته زو جـ.ـته ..بينما إبتسمت هي له بعذوبة ، وهمست قائلة


= احببت أن نحتفل على إنفراد بحياتنا الجديدة


لف آدم ذ راعـ.ـه حول خـ.ـصرها وأمسك بـ.ـكف يـ ـدها بقبضته الأخري وقربها إليه ، فإلتصقت بـ.ـصدره، وإستندت بـ.ـكفها عليه ، وحدقت فيه بنظرات فرحة .. و راقصها بحركات بسيطة للغاية ودار بها بخفة ، ثم تابع قائلاً بهمس 


= شكرا يا حياتي على ما فعلتي ، هذا هو حقًا أفضل احتفال بعيد زو اجـ.ـنا ، كل عام وأنتٍ بخير ومعي دائما .. أحبك إليزابيث .. أحبك كثيرا


رمقته بنظرات ممتنة ، وردت عليه بسعادة


= سأظل احبك دائماً ولا أعلم أبدا لماذا ؟ عندما التقينا اعتقدت أنه الوقت الخطأ، هذا ما كنت أقوله لنفسي باستمرار على أي حال.. لكن بعد مرور الزمن ، عرفت بأن الافضل نعطي أنفسنا فرصة أخرى.


دس يـ ـده الأخرى في جيبه وهو مازال يـ.ـحضنها، وأخرج منها خاتماً رقيقاً مصنوعاً من الألماس ، وقال بنبرة هامسا تحمل الجدية 


= ارتكبي أخطاء وتعلمي منها ، وعندما تؤلمك الحياة ، لأنها ستؤلمك، تذكري الأذى جيداً. فالألم جيد. ويعني أنكِ خرجتي من ذلك الكهف.


زادت خفقات قلبها ، وترقرقت العبرات في عينيها الزرقاوتين تأثراً بما يفعله من أجلها .. واخذ يـ ـديـ ـها ليضع الخاتماً بها ليكمل آدم بإبتسامة ناعمة


= لا داعي للتفكير يا إليزابيث ، استمري في حياتك المفقودة معي في المستقبل يا عزيزتي.


هزت راسها له بالايجابي بابتسامة عريضة ثم توقف عن الحركة بعد أن أشارت له اليزابيث بان يتناولون الطعام قبل ان يبرد ، وأرخى 

ذر اعـ.ـه عن خـ.ـصرها ، وتراجع مبتعداً عنها .


بينما سحب الكرسي القريب من طاوله الطعام لتجلس إليزابيث ثم جلس هو الآخر، متأملة ملامحه الرجـ.ـوليه ابتسم آدم عندما لاحظ أنها لا تبعد عن النظر لوجهه، لكن لم يعلق ولا يريد ان يحرجها... تناولوا العشاء وسط ذلك الجو الهادئ والموسيقى الرومانسيه. 


هذه الليله، تعامل معها كما لو كانت شخصا ثميئا بالنسبة له. لم تكن تتوقع منه أنه سيعلم ما بها دون تستطيع الشكوى ، کان كشيئا احتجته بشدة بحياتها الماضية.


مسح آدم بـ.ـكفيه برفق على ظـ.ـهر إليزابيث بعد أن تراجعت برأسها للخلف ومـرر عينيه على وجهها الذي يعشق تفاصيله الدقيقة ، وشرد في زرقة عينيها ، و عبرت عينيه عما يكنه قلبه نحوها.. وفي لحظات حملها ليصعد بها إلى الغرفه.


انزلها أعلي الفراش شعرت بتنهيداته الحارة تلفح وجنتيها ، فزادت من حمرته وأربكتها بشدة ..اقترب آدم ببطء من صدغها ، وتـ.ـلمس بشـ.ـفتيه مـ.ـلمسه الناعم ، فإنكمش جـ.ـسدها من لمـ.ـساته..و مجدداً إستشعرت حرارة قـ.ـبلته على شـ.ـفتيها .. وعندما بدأ آدم في ازاحـ.ـه حملات الفستان من اعلى كـ..ـتفها لاحظ شيء ما أعلي بـ.ـشرتها.. وأنها قد رسمت وشم خاص به!


انحنى قليلاً وهو يـ.ـقبل مكان الوشم لتمسك إليزابيث كـ.ـتفيه لتبعده قليلاً عنها لكنه عبس... يريد أن تقربه اكثر من أنها تحاول ابعاده .. نظر بعينها بحده مكتوم وزمجره غاضباً وهو يطبع جـ.ـسده على جـ.ـسدها وهو يرفع يـ ـده اعلى راسها ويـ ـده الاخرى تمسك وجهها لينظر نحوها بنظره رغـ.ـبة ويظفر شـ.ـفتيها اكثر واكثر يـ.ـقبلها وكانه لم يـ.ـقبل احد من قبل يمسك رأسها بقوه وهو يـ.ـقبلها اكثر، شـ.ـفتيه كادت ان تحترق او تقلع كأنه هو لم يتناول من قبل ، ازاح شـ.ـفتيه عنها وأغمضت عيناها باستمتاع ، نظر آدم اليها وتحديداً رقـ.ـبتها وازاح شعرها المنسدل عن تلك المنطقه مشى خطوات وهي تتراجع نحو حائط الفراش ، بينما ردد آدم بتنهيدة لاهثة 


= وشم ! متى طبعتي علي جـ.ـسدك؟ لم اراه من قبل 


حمحمت اليزابيث ببطئ حيث حركاته التي تجعلها تذوب، ظهر جزء كبير من رقـ.ـبتها بينما مرر ابهامه على الوشم المكتوب " آدم لي" باللغة الفرنسيه ليبتسم على طريقه تملكها بالوشم كانها تريد أن تثبيت للجميع بانه لها وحدها ملكيه خاصه.. أومأت برأسها بإيماءة خفيفة ، وتابعت برقة وهي تحنى رأسها للأسفل


= لقد فعلته قبل يوم ! الم يعجبك . 


ألـ.ـصق جـ.ـسدها في صـ.ـدره ثم وضع آدم إصـ.ـبعه على وجنتيها ، وتحدث إليها بصوت خفيض للغاية 


= بلا مذهل، لكن هل يؤلمك ؟ 


كانت شارده به وبنظراته المليئه بالغرابه و شـ.ـفتيه الكبيره المنفرجه قليلاً... ثم أومأت له بالايجابي لانها ببساطه لا تستطيع التحدث كانت تذوب بين ذر اعـ.ـية... وهو يرمقها بنظرات متيمة للغاية ، وممسكاً بـ.ـأناملها بـ.ـأطراف أصـ.ـابعه ، وأردف بنبرة رومانسية هادئة 


= اعشقك يا أغلى من عمـري ! اعشقك يا إبنه قلبي.


رسمت على ثـ.ـغرها إبتسامة راضية وهي مسبلة عينيها بينما يـ ـدها تعبث بـ.ـصدره بأنامل يـ ـدها


= وانا ايضا أعشقك آدم.. اعشقك يا منقذي !


لم يعد بعدها للحديث اهمية وبعد دقائق قليلة من التلاحم والإندماج العاطفي بين أجـ.ـساد العاشقين ، نجح آدم في إيصال زو جـ.ـته إلى ذورة الحب ، وبث فيها حرارة العشق الذي كان كل يوم يزداد بينهما اكثر واكثر........


❈-❈-❈


مــرت عدة أيام.. تحركت إليزابيث بالفراش تشعر أنها نامت لدهر فتحت عيناها بقوه وهي تشعر بجـ.ـسد قريب كان نائماً بسلام فقط بـ بنطلونة يضع يـ ـده على جبهة وصـ.ـدره العـ.ـاري ابتسمت وهي تـ.ـقبل يـ ـده فكان نائماً بعمق.. في حين اقتربت تنام على صـ.ـدره العـ.ـاري وهي تستنشق عطره مسح على رأسها وهو مغمض العينين


= صغيرتي كم الساعه الان ؟


تسللت أصـ.ـابعها لترسم خطوط وهميه على جـ.ـسده وهي تنظر إلى ساعة الحائط


= انها العاشرة والنصف !


فتح عيناه بخمول وهو يجلس على السرير يستريح بجـ.ـسده عليه


= آه انني متعب قليلا !


قـ.ـبلت وجنتيه و أدارت رأسها ناحيته وهي تجيبه بصوت منخفض


= سلامتك حبي ساذهب معك اليوم واساعدك بالعمل بعد أن يذهب موسي إلي الروضة... لكن متى اتيت؟ لم اشعر بك وكيف نمت هنا علي الفراش.. اخر شيء اتذكره انني كنت بالاسفل اشاهد التلفاز بانتظارك


نظر نحوها بنعاس رمقها بنظرات ممتنة وهو يرد عليها


= كنتي نائمه، لم اريد ايقاظك تركتك نائمه 


قربت نفسها منه اكثر تشعر انه مغناطيس وهي حديد.. أمـ.ـسكت بشعره بخفه تشد عليها اكثر فـ.ـقبلته بقوه وكانت اشاره خضراء له.. لينقض على شـ.ـفتيها بقوه ويـ ـديـ ـه تتسلل أسفل الفستان خلف ظـ.ـهرها يحاول فتح ازراره، بينما لاحت على ثـ.ـغره ابتسامة عابثة ، ودار برأسه الكثير من الأفكار المتهورة ..هو يشتهي وجودها بقربه ، ويُمني نفسه بقضاء أمـ ـتع الأوقات في أحـ.ـضانها.. أبتعد قليلاً ونظرت بعينيها كانت تشعر بطاقته تنتقل بجـ.ـسدها انفاسه الحـ.ـاره التي تلفح وجهها تشعر أنها تود تـ.ـقـ.ـبيله ولا تبعد عنه ابدأ كان فقط ينظر بوجهه.. بعينه ! ليتحدث وشـ.ـفتيه ترتطم بـ.ـخاصتها باشتياق


= اشتقت إليكٍ لذلك أتيت مبكراً من العمل بالأمس... وأنتٍ لم تتصلي بي طوال اليوم.. لذلك اتيت لهنا وضعتك هنا ونمت. 


كان يشير لـ.ـصدره فهي كانت نائمه هنا.. وهنا علمت سبب نومها العميق هو أنها كانت بالنعيم ذاته، تنام بجانب قلبة... ثم طبع قـ.ـبلة حارة على عنقها فألهبت مشاعرها نحوه أكثر ، وبدأ يبث إليها أشواقـه الحارة مستخدماً طريقته المغرية التي أصابتها بالجنون واللهفة ، و ماهي إلا لحظات حتى انغمس الاثنين في لـ.ـذة العشق ، مثل أسعد زو جـ.ـين عاشقين مـ.ـنسجمين في روحهما وجـ.ـسدهما ...


بعد مرور ساعتين... كانت دندنت إليزابيث بحماس وهي تحضر الفطور بعد أن اغتسلت وفي ذلك الاثناء كأن آدم يهبط الدرج واستمع إلى صوت دندنة خافتة تنبعث من المطبخ ، فقطب جبينه متعجباً وهو يتقدم نحو الصوت ، ليبتسم بعشق عندما علم أنها هي زو جـ.ـته ثم تسلل بحذر نحوها، بينما شهقت اليزابيث بذعــر حينما رأت من يحاوطها من الخلف ، وتلوت بـ ـجـ.ـسدها محاولة تحريره ، ولكن طمأنها آدم بسرعة قائلاً بصوت هادئ 


= إنه أنا.. يا إبنه قلبي. 


إستكان جـ.ـسدها نوعاً ما بعد أن إطمأنت منه ، ثم التفتت له ، و زادت إبتسامة إليزابيث إشراقاً وهي تقول بفخر


=ما رأيك بتلك الأجواء الرومانسيه التي فعلتها


جذبها آدم ناحيته ، وطوقها بذر اعـ.ـيها من خـ.ـصرها ، وضـ.ـربها بمقدمـة رأسه في جبينها ، ومازحها قائلاً محاوله اغاظها 


= وما الرومانسية بالموضوع مجرد وجبة خفيفة


ضـ.ـربته في صـ.ـدره بقبضتها بضيق.. ثم ردت عليه بإبتسامة صافية وهي تجيبه بدلال


= الرومانسية حبيبي أنني أصبحت زو جـ.ـتك يا آدم.. انا زو جـ.ـه آدم نيشان العظيم.. ألم يكفي ذلك .


تسارعت أنفاسه من فـرط الحماسة الممزوجة بالسعادة الغامرة.. وإلتوى ثـ.ـغره بابتسامة مـ.ـثيرة للغاية وتابع بصوت رخيم 


= بلا يكفي جدا.. فإنتٍ الملاك الذي أضاء حياتي !


الفراشات التي بمعدتها بدأت تطير، وبدأوا يتناولون وجبة الإفطار وهي لم تشعر بطعم شيء ، بسبب نظرات آدم التي لا تفارقها ابدأ.. ضحك وهو يشعر بمدى احراجها منه و بدأ هو يطعمها ، دنا آدم منها ، وانحنى برأسه ليـ.ـقبل حبيبته ، وهو يردد  


= علميني الطبخ يا إليزابيث ، طعامك لذيذ حقاً


أبتسمت ابتسامة رضا وهو يضع اللقمه بـ.ـفمها وكان يبلع ريقه وهو ينظر بشـ.ـفتيها، ورمقته بنظرات ناعمة ثم قالت برخامة


= لا لن اعلمك الطبخ 


نظر بعينها وإحتقن وجـه آدم نوعاً ما ،وتحدث بانزعاج 


= اوه لماذا؟ لا تكوني شريره... أنا أتكلم حقا


غمــرت السعادة قلب اليزابيث وهي ترى زوجها يشاركها أبسط الأمور .. ثم ابتسمت اليزابيث له و حركت رأسها بإيماءة خفيفة وهي ترد مدعية التفكير


= ممم حسنا دعني افكر قليلاً.. يمكن أن اوافق لكن سوف أضع بعض الشروط التي ستنفذها دون نقاش.. لكن أنت ماذا ستعلمني في المقابل ؟. 


أبتسم وهو يـ.ـقبل شـ.ـفتيها بقوه ثم لف 

ذر اعـ.ـه حول زو جـ.ـته ، وقـ.ـبل جبينها قائلاً بصوت خبيثه


= ساعلمك اشياء أخرى اكثر فائده من الطبخ ! وسوف تحبيها أكثر .


ضحكت عندما علمت معني كلماته ، لينهض فجأة وهو يحملها من مكانها صاعدا بها الدرج، لتشهق إليزابيث قائله بدهشة


= إلي أين ؟ ، لم اكمل شروطي بعد


أجابها آدم مبتسماً بمكر وهو يرمقها بنظراته العاشقة


= سنكملها على سريرنا عزيزتي.


طالعته بعينيها بحب ممزوجه بفرحه بسعاده مطلقه  لينظر لوجهها وهو يبتسم ويـ.ـقبل كل انش بوجهها بعشق.. وسبحا سوياً في عالم خاص بهما ، فإرتوت فيها إليزابيث من بحور الغرام ، وإرتشف فيها آدم من أنهار العسل المصفى .. 


مختلف.. ! كان كل شيء مختلف معه.. منذ أن رحلت من تلك القرية وجاءت وطنها الأول! وانجبت طفلها عرفت طعم السعادة والحب الحقيقه، و الأمان الذي افتقده بسبب تجاربها بالحياه قد عادت تشعر بة مره ثانيه بفضلة... لكن تلك اللحظات التي كانت تعيشها مع أسرتها الصغيرة ! مختلفه حقا.


❈-❈-❈


بـعد مـرور سـنتين...


كانت اليزابيث جالسه على السرير و الهالات تحيط بها وفركت عينيها بإرهاق .. وهي تتحدث بنبرة غيظ


= نامي يا عزيزتي، لم انم منذ يومين هل انتِ سعيده كوني مستيقظه؟ لا اعلم لمن انتٍ مشاغبة هكذا.. ألم يكفي موسي علي .


ضحكت الصغيرة ليلي طفلتها الثانية.. التي تتوسط يدها فقد أنجبت مره ثانيه لكن هذه المره فتاه كما كان يتمني آدم.... والان أصبح موسي بالمدرسة.... وانها الفتاه المدللة الان الي آدم بعدها.. أو قبلها لا تعد تعرف! لكن ادم لا يتحمل عليها نسمة هواء ولا يستطيع أن بغضب عليها... و أحيانا يشعر موسى بالغيره نحوها و إليزابيث أيضا! فكانت الطفلة ليلي في بدايتها تحظي على اهتمام آدم كله، لكن مع الوقت استطاع ان يعطي الثلاثه حقهم من الدلال والحب! اما العمل "المطعم" كأن يسير بصوره مثاليه جدآ رغم أن إليزابيث لم تعد تذهب كثيراً الى المطعم بسبب اهتمامها بأطفالها الاثنين ، لكن لم تكن حزينه لذلك بل كانت سعيده جدا وهي تقضي اكثر اوقاتها معهم .


إستمعت إلى صوت صغيرها موسي وهو يهتف بضيق بينما ممـ.ـسك بريموت سياره صغير في يده


= أمي ، العبي معي! هل ستحظى هذه الفتاة الصغيرة بكل الاهتمام... وليس أنا؟


ابتسمت اليزابيث له بحب رغم تعبها ثم وضعت طفلتها أعلي الأرض وسط كوم الألعاب و تحركت في إتجاه موسي لتلهو معه قليلاً ، ولكن تركها فجاه الصغير ليركض في إتجاه والده حينما رآه وهو يهتف بسعادة واضحة 


= ابي لقد عاد.. ابي عاد !!


ركض آدم نحوه مبتسماً بحنان وهو يحمله مـ.ـقبلاً اياه بقوه، ثم داعـ.ـب وجنتيه بـ.ـإصـ.ـبعه ودغدغه في جـ.ـسده ، فتعالت قهقهاته الطفولية التي خطفت قلبه.. ثم اعطي له حلوه ليسعد بها موسى وتعلق بـ.ـعنقه اكثر وتشبث به.. ثم بحث آدم بعينة بلهفة وشوق


= أين صغيرتي ؟


بالتاكيد كان يقصد طفلته الصغيره ليلي، التي ركضت هي الأخري بسرعه نحوه بخطوات متعثره تتشبث به من قدمه وهي تهلهل بسعاده ، حملها آدم على كـ.ـتفه وهو يطبع الـ.ـقبلات على وجهها.. بينما اقتربت اليزابيث وهي تتحرك بخطوات غاضبة وهتفت متذمرة 


= انا متعبه جدآ آدم، خذ ابنتك وحاول ان تنيمها


أنزل آدم أطفاله بالأرض الاثنين ، وجذب

زو جـ.ـته قبل ان ترحل ، بعد ان تفهم غيرتها من اطفاله! بينما دنا آدم منها ، واحنى رأسه لـ.ـيقبل حبيبته ، وهو يردد بنبرة واثقه


= حتي إذا أنجبتي 20 طفل ! ستظلي انتٍ الحب الأول والأخير ..


اريحها إليزابيث حديثه أنها تنال في نهاية المطاف على ما كانت تحلم بة حب آدم... وقـ.ـبلها بشغف الآسرة .. بينما طوق آدم 

بـ.ـذر اعه زو جـ.ـته وهو يتطلع إلي أطفاله ، وضـ.ـم إليزابيث إلى صـ.ـدره ، وهمس بتنهيدة إرتياح 


= فليديمكم الله في حياتى !


امتثل آدم بالأخير إلى طلب إليزابيث وهـز رأسـه موافقاً ، لياخذ هو اليوم هذه المهمه ويحاول ان ينيم الصغيره بينما هي ذهبت لتنيم موسى بغرفته! ولم تكن الا دقائق و ليلي تغفو على كتفه... بعدها خرجت اليزابيث من الغرفه فقد كان جـ.ـسدها منهكة للغاية ، ولم تعد بإستطاعتها البقاء مستيقظة .. لتجد آدم كان ينتظر امام غرفتهم . 


أبتسمت له ثم لفت ذر اعـ.ـها حول خـ.ـصر آدم وسارت معه بخطوات متمهلة نحو غرفتهما .. ولج الاثنين إلى الداخل ، وعاونت هي 

زو جـ.ـها في التمدد على الفراش ،  فرمقها بنظرات حنونة مطولة بانها رغم الارهاق التي تشعر به مع اطفالها طوال اليوم، لم تنسى الاهتمام بة، ثم نامت هي إلى جواره فـ.ـإحتضن كـ.ـفها الناعم براحتيه ، وإرتسم على وجهه المتعب إبتسامة ساحرة ..


مسدت بيـ ـدها على رأسه بحركة هادئة وثابتة ، فشعر بـ.ـملـ.ـمس أنـ.ـاملها يتخلل خصلات شعره ، فتنهد بحرارة ، يتطلع إليها بعينيه تشع عشق دفين! رمقته هي بنظرات دافئة ، بإبتسامة ناعمة وقالت بتنهيدة حارة


= أنا أعشقك آدم .


ظل مبتسماً بعشق ، ثم رفع رأسها في مستوى نظره لـ.ـتـ.ـمسك عينيه بعينيها الزرقاوتين .. أنزل آدم يـ ـديـ  ـه عنها ، ورمقها بنظرات شـ.ـغوفـة


= وأنا أيضا ، أعشقك يا إبنه قلبي .


كانت نظراتهما كافية للتعبير عن صدق إحـ.ـساس كلاهما .. نامت على صـ.ـدر آدم وهو يطبع قـ.ـبلات على رقـ.ـبتها واخرى على شـ.ـفتيها و رفع يـ ـده يفك رابطه شعرها وهو يعيد حـ.ـماله الثوب للوراء ليقول بجدية هادئة


= ما رأيك في أخ جديد لموسى وليلي .. لا تنظري إلي هكذا ، سأساعدك في تربيتهم.


ضحكت بخفه وهو يلتهم شـ.ـفتيها وضعها بـ.ـحضنه بينما مشت اصابعة حافيه على كـ.ـتفها العـ.ـاري... لـ يعتدل آدم و يـ.ـسحب إليزابيث من خـ.ـصرها وهو يـ.ـقبلها بحب كبير لتبادله هي نفس الـ.ـقـ.ـبلة....


كان حلم بالنسبه لها ما يحدث حولها ، وفي المستقبل حقيقه بالفعل... بأنها أصبحت ام لطفلين "موسي وليلي"..و أصبحت زو جـ..ـه بعد ان كانت تري نفسها عٕـ.ـاهرة بلا قيمه ، ولا تستحق شيء بالحياه...


آدم هو الحب الأول الذى مزج قلب اليزابيث، أحبها بكل جوارحه، سطرت فى قلبه ومخيلته اسمى أنواع التفانى والتضحية للحبيب، عاشت أيامها حلوها ومرها... مـعـة... سعادة حقيقية تذوقتها مع عائلتها الصغيرة ! وهو عاش وسط أجواء الأسرة الهادئة المستقرة الذي لم يحظي بها في حياته السابقة ...


كأن كل واحد منهم بحاجة لشيء في حياته .. كان آدم يبحث عن دفء الأسرة .. وكانت هي بحاجة إلى الأمان! كان ذلك اليوم الذي أعلنت فيه حبها له..وقـ.ـبلت أن تستمر حياتها معه ، وسلمت قلبها له قبل جـ.ـسدها .. فتمتع بحبها ، وأصبح أسعد الرجال.


وفي نهاية الليل الدامس لعقول كانت لاهية عن هذه الاوجاع... نهاية صمت الم امرأة عانت كثيرا الى ان قررت ان تنطق بكفى ، نهاية المعاناة.. نهاية الليل.. ولكنها بداية الاشراقة !..


تـــــمــــــــــت بحمد الله - كنتم مع الكاتبة خديجه السيد.

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة