رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 36- 1
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصحة عار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس والثلاثون
الجزء الأول
بداخل الغرفه، أغلقت إليزابيث الاباجوره بعد أن شعرت ببعض الخمول، أرادت أن تُمدد جـ.ـسدها، رغم ان الوقت لازال باكرا، إتكئت بأحد جانبيها على الفراش، وضعت يـ ـدها تمسد على بـ.ـطنها بحنان تفكر بان يجب ان تخبر آدم بوجود طفل داخلها وسوف يصبح اب؟ حتى اذا كانت بينهما مشاكل لكن يظل في النهايه والده وز وجـ.ـها ؟ تعالي قلبها الخائن صاحب الدقات العالية و السريعة بحضرته و بغيابه تألم وقلبها الخـ..ـائن شوقا له.. عندما شردت في تلك اللحظه عندما يعرف آدم بوجود طفل من صلبه في تلك الحياة ، وردد فعله حينها ماذا ستكون .
وفي نفس اللحظه شعرت بان الباب يفتح لتبعد يـ ـدها بسرعه من فوق بـ.ـطنها، بينما ألقى آدم بنفسه فوق السرير وقامت هي مبتعدة علي الفور بصدمه ناظره له بضيق وهدرت من بين أسنانها
= ماذا تفعل.. انهض انت لن تنام هنا لديك غرفتين بالمنزل فارغتين؟
لكنه أغمض عينيه ولم يجيب عليها، تنهدت اليزابيث بغيظ منه واقتربت منه وتعابير القلق بوجهها حاولت أن تيقظة حتي ينهض لكنه سحبها إليه وجعلها تستلقي بجانبه بينما شد قبضته عليها في حـ..ـضنه يمنعها من الحراك، رفعت له عينان تقدحان بالشّرر وهي تقول بكبرياء قاتم مُحذرة
= اتركني.. انزع يـ.ـديـ.ـك عني.. لم تنام بجانبي.
أغمض آدم عينيه للحظات يحاول الحفاظ على رباطة جأشه ثم تنحنح آدم قبل أن يقول
= اشششش دعينا ننام هكذا
امتقعت ملامح اليزابيث الجالسة بين أحـ.ـضانه ثم قالت بصوتٍ مغلول وهي ترفع إحدى حاجبيها
= لا اتركني.. لا اريدك بجانبي
فتح عينه يطلع بها و استحالت ملامح آدم لأخرى غير مألوفة فيه وهو يهتف
= اخبريني انك لا تحبيني وانا بعدها سوف ارحل
ارتعش جـ.ـسد إليزابيث غضبًا وتأثرا بنظراته الداكنة وقلبها يخفق حتى كاد يغادر صـ.ـدرها.. أسبلت أهدابها الطويلة وهي تنهج انفعالا ووجلًا.. ثم قالت بانزعاج زائف
= أبتعد عني يا ادم .. ارحل من هنا .
ازدرد آدم ريقه قبل أن يقول وهو يعود التواصل البصري بينهما
= لا لم ارحل اخبريني في البدايه.. بانك لا تحبيني وانا سأذهب
اتسعت عينا اليزابيث بإشعاع مخيف ومشاعر مريعة تتصارع داخلها تسطع ببشاعة على وجهها فعلمت ماذا يريد الوصول اليه بكلماتة تلك.. وهو أن تعترف بحبها واستسلامها الية؟ لتقول بصعوبه برغم ارادتها
= انا لا أحبك .. ارتحت هكذا.. ابتعد عني هيا.
بلع ريقه بصعوبة مجدداً وقد استشف الصرامة والغضب في ملامح بغصة بقلبة.. ثم خرج صوته هاتف المرة مرتعشا و هو يقول
= فقط لليلة واحدة ... ليلة واحدة انسي من اكون ومن انتٍ .. لليلة واحدة عامليني كما لو اني رجـ.ـلك و ليس عدوك .. كل ما احتاجه هو أن لا تذهبي.. ولا تتركيني
ثم ازدرد آدم غصة مسننة عالقة في حلقه وهو يكمل بلهجة مقهورة مشوبة بالتوتر
= هل ستنتقمي مني عما فعلته معك؟
صمتت قليلاً لفتره محدوده ثم قوست حاجبيها تقول بصوت خافض
= لا لن انتقم .. لانك لا تعني الي شيء
لم تنحسر ملامح آدم وهو يسألها بهدوء
= لماذا ؟؟ فانتٍ غاضبه مني جداً، ولا تريدي ان تسامحيني ولا تنسى حتي.. هل مازالتٍ تحبيني لذلك لا تريدي ان تنتقمي مني؟
تسمرت وهي تفرقت شـ.ـفتيها لكن لم تعرف ماذا تقول ولم يخرجها من تخشّبها شئ علي الفور، ثم انخفضت نبرة إليزابيث في كلماتها وهي تبتسم ابتسامة حزينه
= لا اعرف، لكن كل ما اعرفه انني لن انتقم أبدا منك
حدّق آدم في عينيها للحظاتٍ طويلة فتلاشت الابتسامة عن شـ.ـفتيها تدريجيًا حتى اختفت تمامًا وبادلته النظر بتجهم وارتباك.. وقهر.. ناظر لها بلا تصديق.. ظلت تبادله تلك النظرات للحظات طويلة قبل أن تجيب بجمود
= لو انتقمت منك ساصبح انا الظالمه وانت المظلوم لذا سوف اجعلك تعيش طول عمرك ظالم.. ساكون دعواتك الغير مستجابه ..واكون ذنبك الغير مغفور .. ساكون سوء حظك في الحياه ..وساكون في كل الم تعيشه.. ساتقدم انا في حياتي وانت ستظل تحترق و عالقا بذنبي
أنصدم آدم من كلماتها القـ.ـاسيه لهذه الدرجه أصبحت تراه ظالم وجاحد القلب؟؟ لكنه لم يستطع الرد عليها وبعدها أغمضت عينيها بمرارة ولم تستطيع تواصل الحديث معه بينما هو شعر بالقهر من حديثها ومد يـ.ـده يضعها فوق يـ ـدها الناعمة وارتعاش لذيذ مر بأوصالها... فمهما كان هناك من غضب وتوعد يضمره في صـ.ـدرها لها، بعد عودتها مجدداً.. إلا أنه إحساس الراحة التي تشعر به في هذه اللحظة لا يقدر بثمن..
❈-❈-❈
بداخل الـقسـم...
إستند الضابط بذقنه على مرفقه ، وفحص بعينين ثاقبتين كل ورقة من الأوراق التي أعطتها إياه طبيبه الطب الشـ.ـرعي التي فحصت جـ.ـثه لارا و انطون.. ثم تفحص تلك الاوراق الأخري التي وجدها بمكتب العمده نيشان وتم احرازها، قبل ان يتم القبض عليه بتهمه القـ.ـتل العمد.. تجهم وجه الضابط بشـدة ، و أظلمت عينيه وهو يقرأ تلك الحقائق المفزعـة التي كشفت القنـاع الأخـر للعمده بوضـوح .. لم يتوقع أن يكون بمثل تلك الـ.ـدناءة والخـ.ـسة .. فقد تلاعب بمصائر الكثيرين وأفسـد حياة الأبرياء على مدار أعوام ... كما إكتشف بينهم وجود عقود زائفة لمنازل وقصور و اراضي غير صحيحة تم التلاعب بها ، وأوراق تخص جميع افعاله المشبوهه واسرار خـفيـه .
عقد الضابط الآخر حاجبيه باستغراب متسائلا باهتمام
= ماذا وجد في تلك الاوراق؟ سارق انتباهك هكذا
فغر فمـه مشدوهـا وهو يقرأ تلك المصائب بينما صاح بإستنكار مصدوم
= يا الله ، لا أصدق ما أراه بداخل هذه الأوراق؟ هذا السـ.ـافل لم يترك أي شيء لم يفعله؟ ظننت أن هذه القضية تتوقف على مـ.ـقتل الوزير انطون وشقيقته فقط .. بل هناك قضايا وأسرار كثيرة كانت تحدث في الظلام.
ثم رفع الضباط رأسه ليقول بنبره رسمية حازمه
= احضر لـي نيشان من الحبس حـالا !..
أمـا بـداخل الحـبـس..
تجمدت تعابير وجـه نيشان ، كان لم يتحرك منذ دخوله الحبس الاحتياطي ساكناً وهو متسمـر في مكانـه مصدوماً من ذلك الـ.ـحادث المـ.ـفجع الذي تسبب في؟ يعمل أنه هو بغيضاً.. عـ.ـنيفاً ، ذو سلوكيات عـ.ـدائية.. و مـ.ـنحرف.. لكن لم يكن قـ.ــاتـل؟ ولم يتوقع هذه النهايه ستنتهي هنا ؟ بالـذات .
حدق أمامه شارداً في عالم أخـر ، وكأنه ليس متواجداً ليتذكر بعد ان تخلص من انطون حاول الهروب بـ.ـسلاحه وهو ينتفض جـ.ـسده برعب، لكن تفاجا بان الخدم بالخارج اغلقوا باب المكتب عليه خوفاً منه علي أنفسهم عندما استمعوا إلي الصـ.ـراخ وصوت طـ.ـلق نـ.ـاري؟ وبعدها طلبوا الشرطه واقتحمت مـنزله.
رفع مقلتيه عندما تفاجا فجاه بالعسكري يفتح باب الزنزانه، إلتفت نيشان ناحيته ورمقه بنظرات خاوية ، ثم هتف العسكري بصوت آمـر بخشونة
= انهض سيد الضابط يريدك للتحقيق .
أومـأ نيشان برأسـه وهو يبتلع ريقه بخوف ، في حين تحرك مع العسكري إلى خـارج الزنزانه، وكان يجذب إياه بقـ.ـسوه شديدة فلم يعد الجميع يهيب منه ومن سلطته الخاسره .
تحرك بخطى ثقيلة نحـو ذلك الممر الطويل البـارد كأن شبه مظلمة ظل طوال الطريق صامتاً لم ينبس بكلمة حيث وجهه متجمداً ، نظراته قـ.ـاسية .. ورغم هذا كان يشتعل من الداخـل .. ولكن لم تكن لديه أي رغـ.ـبة في البكاء حزناً علي نفسه؟ لكن إجتـاح عقله سيل هائل من الذكريات المريرة على جميع افعاله المـ.ـشبوهه وعمليات النصب والاحتيال التي كان مستمر بها .. نعم فأكثر ما يذكره عن حاله هو أعماله الغير مـ.ـشروعة وقـ.ـسوته في التعامل ، و تسلطه ، و نـ.ـزواته الماجنة ، و لـ.ـياليه العابثة.. وكل هذا بدأ من العد التنازلي للحكم عليه الآن.. من أفعال سـ.ـيئه وحسنه .. ومن الواضح أنه لم يفعل سوى السيء في حياته.
❈-❈-❈
في مـنزل زيـن..
كان زين يجلس فوق المقعد بجانب والدته شارد الذهن بملامح حزينه ويفكر فيه إليزابيث بينما جانبة كانت والدته تتفحص إياه باهتمام وقلق وهي تراقب ملامح وجهه .. ثم تغضنت ملامح والدته بتوجس وهي تسأله بجدية لا تحمل تروي
= لما أنت تعيس يا بني ؟
قال زين لها باضطراب شديد يغزو صوته كما ملامحه
= لأنني أشعر بالحب تجاه شخصاً ما لا يبادلني الحب. أليس صعبًا؟
توترت والدته وهي تنصت لكلامه الصادم.. لكن قالت بشيء من الاستغراب وقد شعرت بشيء خاطئ فيه
=ماذا تقول ؟
كانت عيناه المصوبتان في عينيها كانت تتوهجان بألم لامس قلبها علي حال ابنها.. إلا أنه لم يتراجع عن حديثه وقال مؤكدا بصوتٍ باهت كما ملامحه المجهدة، أنه أحب من طرف واحد؟ بينما هي ما إلا لا تصدق
= اقول أني احب شخصًا لا يبادلني الحب! إنه اتعس شعور في العالم.. رغم أنه يشعرني بالضعف في بعض الاحيان؟! لكن الشيء الجيد بالموضوع أن تلك المشاعر حقي، مـ.ـلكي فحسب.. فلا شىء يقارن قوة الحب من طرف واحد
بدأ الاستيعاب يتسرب لعقلها لتستنجح ما يقصده الآن فيحتقن وجهها.. بينما هو اكمل حديثه بألم وشعر بما يقوله بمثانة طـ.ـعنة داخله فهتف
= هل تعلمي ما الذي يتعبني يا امي ؟ تعبت من طريقة حياتي سئمت من كوني نكرة والأهم من هذا كله سئمت من أنه ليس لي أحد.. حتى الفتاه التي احببتها من المستحيل ان تكون لي بوقت ؟. و لا أظن إني سأستطيع أن أعيش بدونها !
بدأ صـ.ـدر والدته يعلو ويهبط بينما تنظر إليه غير مصدقة وكأن ما قاله معضلة صعبة الفهم.. فعقدت حاجبيها تنظر إليه، واستغرق الأمر منها لحظات طويلة قبل أن تغمغم له بحزن شديد عليه قائله بصوتٍ خافت
= ستتفاجئ بما تستطيع أن تعيش بدونها يا ابني... لأن الحياه مستمره، لا تتوقف على احد ..و الرجل بإمكانه أن يكون سعيداً مع أي إمرأة طالما يريد ذلك
ابتسم زين من زوايا فـ.ـمه بحسرة و خيبة أمل
= بعد الفقدان الأول تيقنت أنّ كل إِنسان هوِّ محطَّة عابرة.. اقول لكٍ الكثير من الأشياء الفظيعة التي أشعر بها.. قلبي محطم .
لف العبوس ملامحها وهي تجيب بعقلانية، بينما بنفس الوقت كانت تفتح ذراعـ.ـها الى طفلها تدعوه إلى أحـ.ـضانها مبتسمه بحنان وسط الدموع التي التمعت بعينها
= سيختفي الالام مع الوقت لا تقلق... بوسعك أن تبكي، فـ البكاء ردة فعل طبيعية عندما تتألم.
رفع مقلتيه لها عدة لحظات قبل أن يقترب ويـ.ـحـ.ـتضنها ويدمع بحسرة وألم.. وكانت والدته تربت فوق كـ.ـتفه بحب وحنان.. ثم أبتعد بعد فترة وهو يمسح دموعه بتوتر ونظر حوله قليلاً بانضباط انفعالي ثم أغمض عينيه، ليفكر في شيء يجب ان يفعله حتى يستطيع التحكم في مشاعره تجاه إليزابيث؟ أو كـ عقاب له عندما حاول يؤذي كلا من إليزابيث آدم! بينما صمت للحظات يحاول التركيز ثم قال بصوته الرزين
= أمي .. انا أوافق على الـ.ـز واج من سالي ابنة صديقتك المقربة.. سأحاول دفن مشاعري في الداخل .. وسأكون سعيدًا من الخارج فقط!.
كان القرار صادم حقا؟ لكنه اتخذة وحسب الأمر بة.. فمنذ فتره اقترحت عليه والدته ان يـ.ـتـ.ـزوج من ابنه صديقتها لكنه رفض في البدايه... لكن الآن شاعراً ان هذا افضل قرار بالنسبة له.. فكل قرار يكون لصالح شيئ ما؟ لكنه في الحقيقة هو قرار ضد شيئ آخر ...
❈-❈-❈
في اليوم التالي،بداخل منزل أركون... انتفضت لينا فازعة من مكانها فور أن رأت زو جـ.ـها يدلف من باب المنزل بوجه مكفهر غاضب لتسرع تتقدم نحوه وهي تنظر خلفه بتوتر هامسة بصوت مرتعش
= اركون لماذا تاخرت، ماذا أخبرتك الشرطه؟ هل وجدتها ؟
ألقي مفاتيحه على الطاوله بحدة و هو يضغط بقوة على يـ ـده قائلا بإحباط
= ولا شيء قالوا سيبحثون عنها لكن لا اعتقد انهم سيفعلون شيء؟ لان هذه المره رحلت بكامل ارادتها ولم يخطفها احد مثل المره السابقه
تنهدت لينا بخيبة أمل علي كلماته لتقول بتردد بصوت مختنق
= لا تقلق بالتاكيد ستعود إلي هنا، هي ليس لها مكان آخر غيرنا .. لمن ستذهب إذا ، ستعود حتماً بأي وقت
تجمد جـ.ـسد أركون و قد دب الرعب بداخله عليها بان يصيبها مكروه وهي بعيد عنهم، مما جعل القلق يزداد بشدة داخله قائلا بصوتٍ متحشرج
= لا أريد شيئًا سوى الاطمئنان عليها يا لينا.. كلنا مدينون لها باعتذار كبير. لقد رأيتها بنفسك ، كيف كانت تخاف علي سافانا ، وتوسلت إلينا جميعًا ألا نصدق هذا الخـ.ـسيس نيكولا.. يا إلهي ماذا فعلنا بها.
لتلتمع عينيها بدموع حبيسه محتقنة بينما شفتيها قد بدأت بالارتجاف بندم شديد علي ما كانت تفعله مع اليزابيث سابقآ ، لتغمغم بصوت ضعيف
= بمناسبة سافانا ابنتك ، هل ستستمر في تجاهلها ولا تريد التحدث معها .. أرجوك أركون ، لا تعاملها بقـ.ـسوة. بعد كل شيء ، هي فتاة صغيرة ، وتجارب حياتها ما زالت قليلة .. بالنسبة لها ، ارجوك أركون أصعد إليها وتحدث معها منذ ما حدث ، وهي محبوسة في غرفتها ولا تريد أن ترى أي أحد .. لا تنسى أن الصدمة كانت أكبر مما كانت عليه ..وهي تزال صغيرة.
نظر أركون لها بضيق شديد وهو يفكر في حال ابنته ولا يعرف؟ أكانت حزينه على مـ.ـوت خطيبها؟ ام حزينه على حبها وثقتها بذلك الحقير وكيف خدعها ؟ لكنه في الحقيقه قد خدع الجميع بمظهره! بينما تنهد أركون وهو يهز رأسه ببطيء لينهض صاعد لها .
❈-❈-❈
كانت اليزابيث تقف بداخل غرفه الصالون تنظر من النافذه على الزهور الذابله والجفاء من قله الاهتمام.. بينما كانت تحمل بيـ.ـديـ.ـها طبق مليء بالفواكه وكل حين واخر تغرس الشوكه بقطع الفاكهه ثم تضعها بفـ.ـمها وتجبر نفسها على بلعها حتى يتغذى طفلها جيد.. امتزجت أنفاسها وهي تفكر بحالها وكيف سيصبح عندما ياتي طفلها الى ذلك العالم.. تعالت دقات قلبها الهادرة لتحيط بـ.ـطنها بكفيها لتمد جسر العاطفة تحاول ان تشعر طفلها.. بانها بجانبة ولم تتركه يواجه صعوبات بمفرده مثل ما حدث معها...
بينما في تلك اللحظه هبط ادم الدرج بخطوات سريعه بذعر فعندما استيقظ ولم يجدها بجانبه نهض بسرعه يبحث عنها وهو خائف بان تكون رحلت مجدداً.. لكنه تنهد براحه عندما وجدها تقف بجانب النافذه بشرود! وابتسم اكثر بسعاده على انها عادت تهتم بصحتها وتاكل.. ليهتف باسمها عده مرات حتى تنتبه اليه لكنها كانت شارده.. حتي اخيرا تطلعت فيه بملامح مشدوده ..ثم قال آدم بملامح مترددة مستغربة
= بما تفكري ؟
انتبهت اليزابيث له لكن سرعان ما تنهدت وانحسرت ملامحها المتكلفة بمجرد أن رأت آدم أمامها متذكره ما فعلة هو الاخر معها وكيف جرحها، ثم ردت بلا مبالاة متشحة بالمرارة والقهر
= أفكر فى تفاصيل ماضي حياتى.. وتلك الأثام التى إرتـ.ـكبتها.. هل مازالت مستمره؟ وكيف أكفر الآن عن تلك الـ.ـذنوب التى إكتسبتها من تلك الأثام
كـ.ـتّف آدم ذراعـ.ـيه ثم قال لها بضيق
= وانتٍ تقصديني أنا وماذا فعلتة؟ من ضمن كـ.ـفارة ذنـ.ـوبك ..
اقتربت منه وخرج صوتها مرتعشا وهي تهتف به باستهجان والقهر في داخلها يتفاقم
= الحبّ ليس مـ.ـعصية، المـ.ـعصية هي أن تتلاعب بِمشاعر البعض تحت مُسمّى الحبّ .. لقد قالها لي قلبي من قبل؟ أنني دائماً ما أختار الشخص الخطأ.. لكن بعضنا لن ينضج حتى يُهدم أمام عيوننا كُل ما نؤمن به.... أنا لن أحبك بعد الآن .
بقي آدم صارم الملامح مشتعل العين ببريق خطير وهو يقول بغضب مكتوم
= منذ متي؟
رفعت ذقنها رغم توترها الداخلي.. ثم قالت ببرود وبملامح هادئة
= منذ الآن.. فقط الآن
اهتزت حدقتي آدم من كلامها دون أن تنحسر واجهة الصرامة عن ملامحه مما جعل هي تستطرد هاتفة بنبرة خافتة وبصوتٍ أجش
= لا يعني المـ.ـوت شيئاً، لكن أن تعيش مهزوماً وذليلاً يعني أن تـ.ـموت يومياً ...كيف تريد اتحمل فكرة أنك وضعت ثغرة مؤلمة في صـ.ـدري سترافقني طوال حياتي، و مضيت هكذا دون أن تكترث لشيء ! .. ما يؤلم قلبي حقاً هو أني تألمت على يـ.ـد أناس تمنيت أن لا أراهم يتألمون.. لذا قريبا سننفصل عن بعض لا تقلق.. لم اظل معك هنا كثيرا
كزّ آدم على أسنانه بغيظ.. تظن لو رحلت للعاصمة وطلبت الطلاق منه فإنه سيحررها وينساها.. لا مستحيل أبدًا لن ينساها بل ستظل هي الوحيدة هدفه كأنه لم يعرف سواها.. تلك الحورية تظن أن سبب سكوته وعدم اتخاذه أي ردة فعل جدية حتى الآن سوى انه احب وتـ.ـز وج بغيرها بالفعل.. وأنه ليس فعل ذلك لاجلها و بسبب خوفه من تهديدات انطون له.. لكن ما لا تعرفه هو أنه غارق بعشقها ولا يريد سواها.. لكن يكفي بانها عادت الية أخيرا وأصبحت ملكه قولا وفعلا.. أطلق آدم نفسا عميقا مُجهدًا وهو تساءل بلهجة أكثر هدوءً لكن أشد خطورة
= حقا؟؟ حسنًا ، افعلي كل ما بوسعك ، كل ما يمكنك فعله ، أظهر لي كيف ستبتعدي عني وتطلبي الطلاق في المحكمة.. بلهاء هل تعتقدي انني ساوافق علي الانفصال او ساتركك تفعلي شيئا كذلك ؟
ازدردت ريقها وهي تهتف بقهر وبعينين لامعتين تخاطب عواطفه
= هل تعرف ماذا قال أدولف هتلر؟ قال "اكذب كذبة كبيرة ثم حاول تبسيطها وكررها، في النهاية ستصدقها" وهذا ما يحدث معك.. لم تدع أحدا لم تحاول الكذب عليه بشأن حبك لي وانك تـ.ـزو جت بغيري حتى تنقذ حياتي لا اكثر.. حتى نفسك صدقت كذبتك.. آدم يكفي لقد تعبت من هذه العـ.ـلاقه حقا.
تطلع ادم إليها ورمقه بنظرة ساخطة وهو يقول بصوت منفعل
= لكن هذه هي الحقيقية وليست كذبة.. أنا أحبك يا إليزابيث ولم تكن في نيتي مطلقاً بان اجرحك أو اخونك وكل ما حدث بعد ذلك؟ حدث بالاكراه.. وز واجـ.ـي من لارا كنت مجبر عليه.. وفعلت ذلك لاجلك رغم كره الشديد لها، حاولي ان تفكري قليلا بعقلانيه اذا كان بيني وبينها شيء من البدايه لما كنت رافض الـ..ـزواج بها ودائما ابتعد عنها كلما اقتربت مني ؟
غامت عينا إليزابيث بحقد عليه وهي تقترب منه لتقول بغل من بين أسنانها
= ربما لانك اردت ان تقضي معي بعض الوقت.. او انجرفت خلف مشاعرك دون تفكير كافي.. وعندما شعرت ان سلطه والدك مهدد بالضياع تـ.ـزو جـ.ـتها
كانت عينا آدم تضيقان وتضيقان مع كل كلمة تهتف بها.. حتى بدت في آخر كلماتها كخط رفيع من الخطر والشرر.. وما إن توقفت مكانها تلهث وهي تهيئ نفسها للصراخ بالمزيد من كلام ضده لا ينتهي.. ليهتف بصوتٍ عالي على مضض بينما كان بحدة و هو يضغط بقوة على كـ.ـتفيها
= ما خطبك لما تفعلي ذلك بنا .. أليس لديك عقل للتفكير، ولم تستطيعي أن تحكمي بنفسك علي تلك المشاعر والأحـ.ـاسـ.ـيس التي شعرتي بها معي.. باستثناء لهذه الدرجة ، أصبحتٍ تكرهني ولا تريني غير رجل شـ.ـهواني ولا أفكر إلا في جـ.ـسدك.. ولا أهتم بمشاعر الآخرين.
اتسعت عيناها ببريق رافض وأردفت ثائرة وهي تشدقت ساخرة بمرارة
= أنتم جميعكم مثل بعض ، لا تفكرون غير فقط في ذلك الأمر؟ مصلحتكم أهم من الآخرين؟ تماماً مثل والدك! ولارا وانطون .. و أرديان الذي انتقم مني وشـ.ـوه وجهي .. لا أحد منكم يهتم بمشاعري ولا يعرف كيف أصبح شعوري بسببكم ؟؟
لتصمت فجاه محدقة به بقلق... بينما آدم نظر إليها بصدمه وغضب وقد افاق من صدمتة بسرعه وصاح بحدة و قـ.ـسوة بثت الرعب بداخلها و قد اشتدت يـ.ـديـ.ـه التى تحيط كـ.ـتفيها بـ.ـعـ.ـنف
= أرديان .. لماذا لم أفكر به منذ البداية ، صحيح؟ هل هو الذي فعل ذلك بكٍ؟ هل تعرض لكٍ بالطريق وشـ.ـوه وجهك ؟؟ أراد أن ينتقم منك مثل ما انتقمتٍ منه بالماضي،
الخـ ـسيس استغل انكٍ بعيده عني واصبحتي بمفردك لينتقم منك اشد انتقام .. حسنا ساري كيف يقترب منك ويؤذيكي هكذا .
ازدادت غصة مريرة داخلها وهي تهز راسها بخوف وتقول بتردد بصوت مختنق
= لا ، ليس كذلك ، لم أقصد أن أقول ذلك .. يا آدم ، انتظر هنا لا تذهب و...
ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما سمعته يطلق سـ.ـباباً لاذعاً من بين انفاسه المحتقنة بينما تصلب وجهه بـ.ـعـ.ـنف و غضب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق العالم باكمله بينما غمغم من بين اسنانه المكبقة قـ.ـسوة و عروق عـ.ـنقه تتنافر
= ابقي هنا أنتٍ؟ ولا تركضي ورائي .. فهمتي؟ لا أكون رجلاً يليق بكٍ إلا إذا لم أحضر لكٍ حقك من ذلك الفـ.ـاسق .. سأبحث عنه في كل الأماكن حتى أتمكن من الوصول إليه وأندمه على ما فعله.
أسرع بعدها يركض واندفعت خلفه لخارج المنزل بخوف شديد عليه تريد ان تلحق به لكنه دفعها بحدة للداخل مره ثانيه مزمجراً بشراسة بها بأن تتوقف مكانها بتحذير شديد... تراجعت إليزابيث للخلف بخوف تشاهده يندفع للخارج مغلقاً باب المنزل خلفه بـ.ـعـ.ـنف اهتزت له ارجاء المكان...