-->

رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 36 - 2

 قراءة رواية وصمة عار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وصحة عار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد




الفصل السادس والثلاثون

الجزء الثاني


العودة للصفحة السابقة



دلف أركون غرفه أبنته حيث صوت بكاء ابنته سافانا ينفجر عاليا دون كتمان بالغرفه وهي تتأوه أكثر و تـ.ـحتضن وسادة الفراش وهي تتحرك يمينا ويسارا بجذعها الجالس على السرير تنتحب بـ.ـعـ.ـنف بندم شديد علي حبها الى الشخص الخطا وثقتها الغير بمحلها بة .. أقترب أركون منها بخطوات ثابتة وهو يتفحص حالتها بضيق شديد وقال ساخراً 

= كيف حالك؟ امك اخبرتني إنكٍ لم تخرجي من غرفتك منذ فتره ولا تريدي التحدث مع احد ولا تناول الطعام معنا .. اتمنى ان لا تكوني مضربه على الطعام لاجل حزنك على ذلك الحقير .

رفعت له عينيها المنتفختين بحزن وندم أشد لتقول وهي تمسح أنـ.ـفها الذي يسيل بمنديل 

= ابي من فضلك يكفي ما انا فيه، والذنب الذي احمله داخلي 

أخذ أركون نفس عميق حزين عليها ثم اقترب يجلس جانبها علي الفراش لتجده يجذبها بـ.ـذراعـ.ـين يـ.ـحـ.ـيطان بها بقوة ويحاول تهدئة انتفاضاتها العـ.ـنيفة بينما تحدث هو قائلا بحنان

= حسنا ابنتي جميعنا نخطا دون اراده، ونسير خلف مشاعرنا دون تفكير بعقلانيه قليلا وبعدها نشعر  بالندم و الذنب.. ونتمنى ان يعود الزمن الى الخلف لكن لا يحدث؟ لذلك سافانا ما تفعلي لن يفيدك في شيء صدقيني، والافضل من الحبسه داخل الغرفة والبكاء على الاطلال ان تخرجي وتحاولي أن تصليحي من نفسك وتتعلمي من هذه التجربه أنكٍ لا تتسرعي مره ثانيه وتخطئي مثل ذلك الخطا . 

لتردف سافانا بـ.ـشفتين ترتعشان وسيول من الدموع تتساقط من مقلتيها 

= هل يمكن أن اعود كما كنا؟ هل يمكن ان تسامحني إليزابيث وانت وأمي .. أبي أنا أشتاق إلي اليزابيث جدا ولصداقتنا التي حدثت بيننا في الفتره الاخيره عندما عادت .. لكن المهم أنها تكون سالمة .. هل ستعود يا أبي أليس كذلك .. انا خائفه عليها جدا .

ليحيط ابنته التي تتحرك برتابة بين ذراعـ.ـيه يمينا ويسارا وتبكي بحرقة فتمتم بجوار أذ نها قائلا

= ستعود ابنتي .. ستعود بالتأكيد وتسامحنا .

ظل يهدي ابنته غارقا في أفكاره حتى هدأت تمسح دموعها و وجهها أحمر بشدة فأبتسم لها بحنان نافضا شروده ثم قال بعد تفكير باقتراح

= ما رأيكٍ لو نخرج اليوم أنا وأنتِ وحدنا

عقدت سافانا حاجبيها بتعجب وهي تقول بصوت منخفض

= نذهب إلى أين بذلك الوقت؟ 

تحدث أركون لها مفسرا وهو يبتسم بخفه

=نتمشى قليلا.. نتنزه ونأكل عشاءا فخما في المكان الذي تختارينه .. ما رأيك

ابتسمت له بحب مدركة محاولاته حتى يخفف عنها فأومأت له كطفلة فرحة بإهتمام أبيها بها ليس فقط للخروج.. بلا فرحه باهتمامة وحبة الكبير لها .. فمعنى ذلك أنة سامحها وعفى عنها.  

❈-❈-❈

بعد مرور ساعات... 

صف آدم سيارته امام المنزل بحده بينما هبط وهو يصفع الباب بـ.ـعـ.ـنف وكان في نفس الوقت يتقدم زين إليه، ليقف آدم مكانه بجـ.ـسد متشدد بالغضب و عروق عـ.ـنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عـ.ـنف و وحـ.ـشية افكارة في تلك اللحظة بينما عينيه الثائرة بالغضب تدور بالانحاء بحثاً عن شئ يريح به الغضب الذي داخله.. اقترب منه زين وهو يقول بدهشة

= مرحبًا يا آدم ... كنت قادمًا لرؤيتك وأتفقد إليزابيث .. ماذا كنت تفعل بالخارج ولماذا وجهك غاضبًا جدًا؟

تسارعت انفاس آدم و احتدت بشدة و هو ينظر إليه ثم هتف بصوت خـ.ـطير 

= عرفت من شـ.ـوه وجه إليزابيث .. أدريان الأحمق .. كنت بالخارج أبحث عنه ، لكني لا أعرف مكانه ، ولا أعرف حتى ملامحه لأنني لم أره من قبل؟ لكنني حاولت البحث عنه في أي مكان ولا يمكنني العثور عليه! يجب أن أجده حتى أتمكن من الانتقام منه

إتسعت عينا زين بصدمه وحقد دفين نحو ذلك ارديان... ليكمل آدم وهو يتطلع باعين مظلمة

= زين أنت تعرف الأماكن التي تخص القرية هنا؟ ومن الممكن أن تعرف كيف تجده .. حاول البحث عنه وأخبرني بسرعة

هز زين رأسه بوجه مقتضب حاد و عينين قـ.ـاسية تلتمع بالغضب

= اهدأ يا آدم ، ساجدة ، لا تقلق ، هذا الحقير ساري  كيف يهينها هكذا

زمجراً آدم بشراسة من بين اسنانه المطبقة بقـ.ـسوة فاذا كان غاضباً عندما اتى قيراط واحد اصبح الان غاضباً عشرين قيراط و قد ارعـ.ـبته افكاره الوحـ.ـشية حوله ما سيفعلة بذلك الخـ.ـسيس 

= لا زين اياك ان تقترب منه عندما تجده! هذا ثأري .. وأنا الذي يجب أن اخذ حق إليزابيث زوجتي ، فهمت ذلك جيد !! عندما تعرف عنوانه ، فأنت تخبرني فقط ولا تفعل شيئًا آخر.

صمت قليلاً ثم قال بصوت مرتجف عندما ظل يتطلع اليه بتحذير و ذات التعبير الحاد القاسي مرتسم علي وجهه

= حسنا كما تريد سابدا بالبحث عنه في منزل شويكار فهو كان يتردد هناك كثيرا .. وبالتاكيد الناس بالمنطقه تعرفه 

هز الآخر رأسه برفض و وجهه الذى اشتد اكثر بالقـ.ـسوة والغضب وهو يقول بنبرة حادة

= منزل شويكار احـ.ـترق منذ فتره طويل ، عندما تركتني إليزابيث وغادرت ، ذهبت إلى هناك أول مكان للبحث عنها؟ لكنني فوجئت أنه احترقت بالكامل .. لكن مع ذلك ، جرب ربما يعرف بعض السكان هناك مكانه ؟ 

❈-❈-❈

بينما بداخل المنزل كانت إليزابيث تسير بخطوات متوتره بالغرفه و هى شبه منهارة تبكى بشهقات طويلة مرتفعة تجعل كامل جـ.ـسدها ينتفض مرتجفاً بينما قلبها يكاد يغادر صـ.ـدرها من شدة خوفها وارتعابها على آدم.. فهي على يقين تام بان اذا تقابل ارديان مع آدم سيحدث اشتباك دمـ.ـوية لن ينتهي الا بـ.ـموت احدهم ؟ فهى لا تستطيع تخيل حياتها بدونه فاذا حدث له شئ لن تستطيع ان تحى من بعده... 

وفي نفس اللحظه استمعت الى باب المنزل يفتح و هبطت الدرج مسرعة بقدميها التى كانت لا تستطع حملها حيث كانت اشبه للهلام لكنها تحاملت و هبطت مسرعة تتمنى ان يكون آدم عاد من الخارج بخير.. راغـ.ـبة بان تطمئن عليه...

وفجاه التوت قدمها اسفلها مما جعلها تكاد ان تسقط من فوق الدرج لكنها اسرعت بالتشبث بالترابزين واستعادت توازنها... التقطت نفسها سريعاً قبل ان تعاود الهبوط و هى تبكى بشهقات مـ.ـمزقة و عقلها يصور لها آدم وهو باصعب حالاته الان خـ.ـطورة... و عندما وصلت الدرجة الاخيرة من الدرج ارتطمت بقوة بجدار بشرى صـ.ـلب جعلها تتراجع للخلف بقوة عندما قبضت يـ.ـديـ.ـن قوية على ذراعـ.ـيها و صوت قـ.ـوى عميق يتردد

= اليزابيث ما بكٍ؟ هل انتٍ بخير؟ 

رفعت رأسها بسرعه فور سماعها صوت آدم و اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بأعين متسعة وكورت وجهه بين يـ.ـديـ.ـها تطمئن على ملامحه وتتفحص جـ.ـسده و بدأﭢ تمر يـ ـدها على انحاء جـ.ـسده باستكشاف محاولة ايجاد اى ضرر قد حدث له ،من شدة خوفها عليه ،لكن عندما شعرت بلمسات يـ ـدها التى تمر فوق دقات قلبة وانه سليم حي يرزق.. تنهدت اليزابيث براحه كبيرة.

بعدها خلال ثانيه واحده ارتمت بين ذراعـ.ـيه فجأة تـ.ـضمه بقوة اليها دافنة وجهها بـ.ـصـ.ـدره متفجرة فى بكاء حاد وهى لا تصدق انه بين ذراعـ.ـيها بخير.... بينما تنهد آدم وهو يعقد ذراعـ.ـيه حول خـ.ـصرها جاذباً اياها ليلتصق جـ.ـسدها بجـ.ـسده بشدة هامساً بصوت هادئ

= اهدئي يا حبيبتي انا بخير امامك لم يصيبني مكروه .. اهدئي اليزابيث و توقفي عن البكاء ارجوكٍ .

بينما في الخلف اخفض زين وجهه بإحراج وضيق شديد من منظرهم الحـ.ـمـ.ـيميه هكذا أمامه.. و هو لا يفهم ما الذى اصابها في البدايه لكنه علم بأنها كانت خائفه عليه عندما تركها وحيده و رحل يبحث عن ادريان... 

أبعد آدم اياها برفق عن صـ.ـدره ممرراً يـ.ـديـ.ـه فوق وجهها المحتقن الملطخ بالدموع، لترفع راسها نحوه وهي تضرب يـ.ـديـ.ـها بصـ.ـدره بحدة و غضب هاتفه بصوت مختنق متألم

= أنت ملـ.ـعون لما أغلقت الباب ورائك وتركتني هنا وحدي .. ظللت أردد اسمك عدة مرات حتى تتوقف ولم تذهب إليه .. لكنك تجاهلتني ولم تجبني، أيها الحقير.. لما فعلت ذلك ولم ترد علي ، قلت لك لا تذهب وتتشاجر معه.. إذا كان حدث لك شيء سيء و أصابك شيء الآن؟ هل فكرت فيما سيحدث لي بعد ذلك؟

اخذ ادم نفساً طويلاً مرتجفاً بينما عينيه مسلطة عليها بتوجس ثم هزت رأسها بالنفى بينما يـ.ـديـ.ـها المرتجفة توقف عن ضـ.ـربه و هى تهمس من بين شهقات بكائها

= لكنك ببساطه لم تفكر بكل ذلك .. و رحلت ولم تهتم بعــ...

ابتلعت باقي جملتها عندما شعرت بـ زين يقف في الخلف يخفض وجهه بإحراج... بينما كان يتصلب جـ.ـسده وقد شحب وجهه بشدة وهو يراهم هكذا... ثم عقد آدم حاجبيه بدهشة فقد نسي إياه بأنه مزال هنا؟ ثم حمحمت اليزابيث بصوت منخفض بحرج شديد

= زين انت هنا ؟ أهلا اعتذر لم اراك 

هز زين رأسه إليها مبتسماً رغماً عنه بشحوب ثم لم ينتظر ان يستمع الى باقى حديثهم حيث اندفع راكضاً خارجاً الى الشارع مما جعلها تستغرب فعلته.. لكنها لم تستمر دهشتها أكثر، حيث أمسك آدم بـ.ـيـ.ـد ها ليجعلها تجلس فوق المقعد وهو بجانبها.. ساد الصمت والهدوء بينهما حتي تحدثت و هي تغمغم بصوت يملئه القلق بوضوح

= ماذا فعلت عندما رحلت وتركتني؟ هل تقابلت مع ادريان ؟ هل وجدت؟ 

ليجيب بصوت مختنق و هو يفرك وجهه بيده التى كانت ترتجف بوضوح

= لا ، لم أجده .. ولا أعرف إلى أين ذهب؟ لكنني لم أتوقف عن البحث عنه حتى انتقم مما فعله هذا اللـ.ـقيط بكٍ.

ثم تطلع فيها بقوة وهو يقول بصوت منخفض متعب

= إليزابيث ، يجب أن تخبريني بكل ما حدث معكٍ ، منذ أن تركتيني وذهبتي بعد الزفاف .. أرجوكٍ قولي أين كنتي كل هذا الوقت؟ أنا متأكد أنكٍ لم تكوني هنا في القرية ، بل خرجتي منها ، ولا تريدني أن أتأكد أنك بقيتي في منزل عائلتك طوال هذا الوقت ، أم لا؟ أرجوكٍ أن تريحي قلبي، أين كنتي؟ وماذا حدث لكٍ بالضبط .. وإذا كنتي بالفعل في منزل أسرتك ، ما الذي حدث وجعلك تتركيه مرة أخرى؟

أغمضت عينيها بمرارة وهي تتذكر جميع تلك الأحداث التي عاشتها بعد أن تركته ورحلت.. وسرعان ما تعالى نحيبها بشهقات مـ.ـمـ.ـزقة وهي تقول بنبرة حادة

= حسنًا ، أنت على حق ، لقد ذهبت بالفعل إلى منزل عائلتي بعد أن تركتك .. وعشت معهم لمدة شهر ونصف .. وبعد ذلك اضطررت إلى تركهم لأن آآ

صمتت قليلاً وشـ.ـفتيها كانت ترتجف بضعف ليقول آدم مزمجراً بغضب وقلق 

= أكملي لما تركتيهم مجدداً؟ 

اصبحت عينيها ضبابيبتين ممتلئتين بالدموع و همست بصوت متحشرج ملئ بالألم

= لأن نيكولا ظهر في حياتي مرة أخرى؟ تفاجأت أنه خطب إبنه عمي وكان يفعل ما كان يفعله معي! لقد خدعها باسم الحب ووعدها بالـ.ـز واج وأن ستعيش معه حياة سعيدة ، لسوء الحظ جميعهم آمنوا بة.. وعندما رأيته في المنزل أمامي ، لم أستطع تمالك نفسي ومن الغضب هاجمتة وأنا اصـ.ـرخ بقهر.. بأن يصدقوني وهو سبب ضياع حياتي .. وكل المعاناة التي أعاني منها الآن هي بسببه.. ولكن لم يصدقني أحد.. وصدقوه هو ! 

امتلئ قلبه بالألم وهو يستمع إلى ذلك الحديث، بينما هي أكملت تهز رأسها هامسة بصوت مختنق

= لذلك اضطررت إلى مغادرة المنزل ومغادرتهم ، رغم أنني كنت متأكدة أني ليس لدي مكان آخر.. لكنني لم أستطع الانتظار أكثر بعد أن آمنوا بي! ثم في طريقي التقيت بأرديان ، حيث كان يرسل رجلاً من رجاله يراقبني ليعرف عنواني .. ثم حدث ما حدث .. وانتقم مني.

وقف مكانه عدة لحظات يتنفس بقوة و صعوبة بسبب الغضب المشتعل بداخله و كلماتها تتردد داخله وكيف عانت وهي بعيدة عنه.. فالغضب عاصف يجعله يرغب بقـ.ـتل كلاً من أرديان و نيكولا على ما تسببوا به لها.. لكنه كان السبب الحقيقى وراء ما عانته على ايديهم لم يصدق تلك الأحداث، لما تعرضت هى لكل هذا الالم و العذاب... اغمض عينه يتنفس بقوة محاولاً مرر يـ ـده بشعره يفركه بعصبية و هو يهمس من بين اسنانه المطبقة بقـ.ـسوة

= كلاب.. كلهم كلاب فـ.ـاسقين !  

ثم نظر إليها ليجدها مزالتٍ تجلس فوق المقعد تبكي وتتألم بـ.ـحرقه و جـ.ـسدها يرتجف ... اقترب آدم منها يجلس بجانبها بصمت لتسرع هى بالاندساس بين ذراعـ.ـيه مشددة من احـ.ـتضانها له.. دافنة وجهها بعـ.ـنقه مستنشقة بقوه رائحته التى تعشقها و الذعر و الخوف من فقدانه لا يزال يعصفان بداخلها.. فقد رفضت جميع محاولاته طوال الايام الماضية لكى يجعلها ان تسامحه.. لكنها الان لا ترغب بشئ من هذه الحياة سوا ان يكون معها بخير و بصحة جيدة....فهى غير مستعدة بان تفقده وتظل وحيدة....

عقد آدم حاجبيه بذهول وعدم استيعاب وهي بين ذراعيه بصمت و لدهشته قامت باحاطة عـ.ـنقه بـ.ـذراعـ.ـيها دافنة وجهها بكتفه فلأول مرة منذ ما حدث بينهم تبادر بـ.ـلمسه من تلقاء نفسها حيث كانت تتجنب إياه طوال الايام...

ليبتسم هو ومرر يـ ـده فوق ظـ.ـهرها محاولاً تهدئتها قبل ان يرفع برفق رأسها المدفون بـ.ـعنقه يـ.ـمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها يمسح برفق دموعها... 

❈-❈-❈

انسدل الستار الأسود الجذاب في السماء مانعا الشمس من التسلل مضيئا مكانها قمرا مكتملا بسعادة تدور حوله النجوم بزينة سبحان من صورها .. والرياح منعشة ببرودة محببة تدفء القلوب الحزينه.. و الحائره.  

بينما في البيت كانوا لا زالوا كلا من يجلسون.. آدم بجانب المدفاه و إليزابيث تسترخي إلى حد ما أعلي المقعد بصمت دافئا.. و ظلت تعم الأجواء دون ملل حتى انقضت ساعات طويلة دون أن يشعر أحد.. وكانت هي ناظرة للسقف بشرود حزين تطلعت فيه بملامحها نُحتت من الألم .. شـ.ـفتاها مائلتان كأنها على وشك البكاء رغم أنها حرفيا قد شبعت من البكاء حد الإرهاق وجفاف الدموع ..تسبح في حالتها الخاصة التي تقاومها بكل قوة بين حين وآخر .. رغم انهيارها كل يوم .. لكنها لن تستسلم .. هي فقط ستتألم كما لم تفعل يوما، لكن ورغم كل شيء هي متألمة .. و تشعر بأنها قريبا ستعلن هـ.ـزيمتها أخيرا دون أن تجرؤ على لوم نفسها .. على الأقل هي الآن تسبح في حياتها بقوة مقاومة تيار الضعف الذي يريد أن يتغلغلها .. يجرفها معه ..

انتبه آدم من بين كل هذا أن الوضع هكذا طال بينهما هنا منذ الصباح حتي المساء .. فنهض إليها ليقول بتصميم ونفاذ صبر

= حقا يكفي هذا .. لقد تعبت، كيف يمكنك ان تسامحيني ؟. 

تطلعت أمامها بنظرات مهمومة فتنهدت وهي تستدير  تواجهه قائلة بجمود 

= هناك الكثير من اشاعات غير قابله للتصديق لكن الناس تحب الثرثرة.. انت تعطي الحكايه الخياليه التي لم اعتقد انني ساحصل عليها .. 

انتفض جـ.ـسده ثم تشنج وهو يهتف بخشونة

= من فضلك لا تفسدي حياتنا

نظرت اليزابيث له بسخرية مريرة وهي تدمع عينها و أتاه صوتها تقول من بين شهقاتها صـ.ـارخة

= افسدها؟؟. انظر حولك جيد يا آدم انت لقد افسدتها وانتهى الامر.. انا وصلت إلي مرحله انني بدأ يتحول شعوري تجاهك إلي كـ.ـره 

ابتلع آدم ريقه الجاف قبل أن يقول في محاولة مستميتة 

= اكرهيني كما شئتٍ .. فحتى الكره شعور أيضا و في بعض الأحيان يكون أقوى من الحب نفسه شيء لا يجمع بينهما أبدأ إلا نادراً .. لكن يكفي أن الحب الذي بيننا لم يمت.

لتشهق بالبكاء العـ.ـنيف دون اكتراث أو حبس لدموعها  التي تدفقت بـ.ـعـ.ـنف شهقة أعلى صاحت وهي تردف مرتجفة بكاءا 

= لكنه أصبح مسموماً.. من الأفضل أن ينتهي كل شيء.. لا زلت أحبك صحيح! لكنني أحب نفسي أكثر، لذلك فالوداع أصبح ضرورياً

أغمض عينيه للحظة ثم اقترب منها يمسك بـ.ـيـ.ـديـ.ـها ليجعلها تنهض بحده وهو يصيح بانفعال بصوت فاض بة 

= اللعنة عليك اليزابيث... أخرجي من هنا أخرجي من قلبي.. لا استطيع يا اليزابيث، لا أستطيع حقا لا أستطيع... سـ.ـأمـ.ـوت بعيدا سأموت....لماذا....اللعنة عليكي يا اليزابيث.. أكرهك بشدة لما تفعلينه بي.. يا إلهي ارحميني لقد تعبت...

أسبلت إليزابيث أهدابها تقاوم رغـ.ـبة جديدة بالبكاء ثم قالت تلوح بلا معنى وارتعشت شـ.ـفتاها

= توقف عن فعل ذلك.. الصـ.ـراخ بوجهي لم يقنعني بالحديث معك 

اقترب آدم منها هامسا لها بصوت أجش فاض بالقلق

=عديني انكٍ إلا ترحلي وتتركيني مره ثانيه 

حل الصمت لدقائق وانتظر آدم رد فعل منها بتوجس.. حتى راها تنتفض فجأة لترحل من أمامه لكنه توقف بسرعه أمامها ليقول بصوت مخنوق 

= انتٍ جبانه 

عقدت حاجبيها بألم لقد انتعش قلبها أملا ما أن رأته يعود إليها على الرغم من أنها كانت تحاول أن تواري أملها دائما حتى لا تركض خلف وهم .. لكن أملها انتصر .. تفجرت كل ينابيعه ما أن قال لها .. نـ.ـتـ.ـزوج ! وبعدها رحل الي غيرها.. لكنه أخبرها بأن هذا الـ.ـز واج لم يحدث بموافقته وقد انفصل عنها أيضا.. تعلم أن الأمر معقد جدا .. تعلم أنها ستمر بالعديد من الأشياء الصعبة و بالفعل عاشت على أسلوب حياته ولكن .. هل سيكون أصعب من فراقه حتى لو ستبقى ز وجـ.ـته لأيام قليلة فقط ويذهب بعدها لأيام طويلة بعيدا عنها ..ستتحمل هذا لأجل أن تكون معه ولو للحظات .. يكفيها أن تكون مربوطة به .. فيعود لها يوما وستظل تنتظره .. أليس هذا أفضل من اللاشئ .. أفضل من أن يبتعد دائما وأبدا .. 

أستغرب صمتها الطويل؟ ولا يعرف ما تفكر به؟ وسرعان ما آتاه ما توقعه .. نشيجها الناعم الذي حاولت منعه دون قدرتها لطالما كانت اليزابيث مختلفة بإحساسها المرهف .. تتأثر كثيرا .. ناعمة كنسمة ربيعية .. وتكمن بداخلها قوة الكبرياء كإعصار لا يقف بوجهه أحد .. لكنها تدمرت حياتها في يوم وليلة و تحولت إلى صـ.ـراعات كبيرة والان تتلوي داخلها بقايا أنثي اعتادت على الألم .  

تخطت خطوات تسير لكنه أمسك ذراعـ.ـها بقوه باصرار لتنظر إليه بضعف وهي تقول بتحشرج

= انا لست جبانه 

هز ادم رأسه بتحدي وألم القلب يتحالف مع ألم المخاض

= لما لا تتركيني فحسب

كانت ترتجف بغضب .. بتعب .. بإحباط .. بحزن .. بألم .. كلها مشاعر مُزجت بداخلها ولا تقوى هي عن التعبير عنهم سوى بالبكاء بعجز وقلة حيلة .. ودون أن يخفت بكائها حتى للحظة ..همست بصوت متهدج  

= انت من ترسليني خلفك دائما وحينها افقد السيطره على قلبي لاجلك، انت تملك كل السلطه يمكنك تـ.ـدميري حتي 

هتف آدم بصرامة انكمشت لها حين تحدث باقتضاب

= محالة، على العكس انتٍ دائما من تملكي السلطه حتى تـ.ـدمريني 

شعرت اليزابيث بغصة تخنقها في حلقها بينما تحاول تجنب المزيد من البكاء حابسة دموعها، وهتفت بحرقة مدافعة

= هل تظنني انني سادمرك في يوم؟ بعد كل ما كان بيننا.. تظن ان هذا ما اريده 

فابتسم لها أخيرا متنهدا حين وصل إلى ما يريد، زمت شـ.ـفتيها قليلا قبل أن تقول ببعض الندم والتردد

= انا تعيسه، رؤيتك مجدداً بعد كل هذا الوقت ورؤيتك هكذا امامي حزين هي الـ.ـدمار ذاته بالنسبه الي.. لم تعطيني فرصه ابدا ..كل هذا العذاب كان ادراك الرياح كنت قـ.ـاسي جدا للغايه معي.. كل الالام التي شاهدته في حياتي لا يساوي شيئا امام جرحي منك 

ثم هزت رأسها بتوسل بأن يتركها عندما وجدت نفسها بدأت تستسلم له.. فتنهد آدم ببعض الراحة يمسح بقايا دموعها مكررا بصبر 

= وكذلك أنتٍ لقد جرحتيني عندما ذهبتي ولم تعودي وبحثت عنك كثيرا ولم اجدك 

ما عاد ليحتمل جفائها، أكثر ثم زفر آدم وهو يعود لها بنظراته لا يعجبه ذلك الهدوء الشارد منها فتكلم بحرارة

= اشـ.ـتقت لكٍ إليزابيث .. حقا 

رمشت بعينيها وهي تنظر له متكتفة للحظات قبل أن ترد عليه بتشتت لكن حزين بمحاولة أخيرة واهية

= وأنا لا 

تفاجات بـ.ـيـ.ـد آدم تسحبها من يـ ـدها فارتطمت بـ.ـصـ.ـدره متأوهة! كانت متسعة العينين غضبا تمكن منها وهي ترفع وجهها له وبينما كان هو متسع العينين إثارة مشرفا عليها و هو يقترب بلهفة قاصدا شـ.ـفتيها ويلف يـ ـده حول خـ.ـصرها مرددا ببساطة يؤثر عليها .

= تقصدي بقولك أنكٍ تحبني كثيرًا

ممرراً اصـ.ـابعه برفق فوق خديها يمسح الدموع العالقة بها قبل ان ينحنى و يطبع قـ.ـبلة على خدها محيطاً وجهها بين يـ.ـديـ.ـه قبل ان يخفض رأسه مستولياً على شـ.ـفتيها فى قـ.ـبلة عميقة شـ.ـغوفة لعدة لحظات قبل ان يحررها ... إبتلعت ريقها بارتباك و همست بصوت مرتجف و هى تحاول الا تتأثر بلمسات يده

=آدم.. هذا غير ممكن في الوقت الحالي

ليكمل يـ ـده وتهبط للأسفل يمررها بشغف فوق جـ.ـسدها وهمس آدم بصوت منخفض دافئ مليئ بالمشاعر و عينيه مسلطة على وجهها الخلاب بعشق 

= لماذا ملاكي .. لا يوجد وقت مناسب إلا الآن

دفن وجهه بـ.ـعـ.ـنقها موزعاً قـ.ـبلات شغوفة ولحوحة عليه وهو يـ.ـضـ.ـمها اليه بقوة ... بينما ارتجفت شـ.ـفتيها فى ابتسامة متوتره عندما رفع وجه موزعاً قـ.ـبلات شغوفة علي بـ.ـشرتها الناعمة.. لتغمض عينها بضيق من استسلامها امامة قائله دون وعي

= لا يا آدم ، ابتعد ..أخبرتك أنه غير ممكن لأنني .. آآ لأنني حامل ..! 


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة