رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 37 - 2
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصحة عار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع والثلاثون والأخير
الجزء الثاني
❈-❈-❈
في منتصف الليل عاد آدم اخيرا إلي منزله وهو شاعراً بالتعب الشديد لكنه فور ان أقترب الي المنزل رأى إليزابيث جالسة على احدى درجات الدرج أمام المنزل وقد غلبها النوم و وجهها يملأ الخوف والارتـ.ـعاب يظهران عليها بوضوح.. فمن الواضح انها كانت تنتظر إياه هنا منذ ان رحل!! شعر بالشفقه عليها واتجه نحوها بهدوء ثم انحنى حاملاً جـ.ـسدها المرتجف من البرد بين ذرا عـ.ـيه بصمت، لكنها انتفضت بفزع ولهفه عندما استيقظت لتقول بصوت مرتجف
= آدم اخيرا عد... انتظرتك كثيراً .
لم يتحدث لكنها قامت باحاطة عـ.ـنقه بـ.ـذراعيها دافنة وجهها بكتفه وهو صعد بها الي الغرفه مباشرة وضعها برفق فوق الفراش و ما ان حاول الابتعاد امسكت بـ.ـيـ.ـده رافضة تركه، هامسة بصوت منخفض يملئه الخوف
= أين كنت كل هذا الوقت يا آدم .. ارجوك ارح قلبي من الذي اتصل بك جعلك تركض مثل المجنون دون ان تجيب عليه.. ولم تاتي الا منتصف الليل، ما الذي فعلته يا آدم ؟
استلقى آدم بجانبها بصمت على الفراش لتسرع هى بالاندساس بين ذر اعـ.ـيه مشددة من احـ.ـتضانها له.. دافنة وجهها بـ.ـعنقه مستنشق.. ثم مرر آدم يـ ـده فوق ظـ.ـهرها محاولاً تهدئتها قبل ان يرفع برفق رأسها المدفون بـ.ـعنقه مرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها يمسح برفق وجهها بنعومة وهو ينظر بعمق بعينيها قائلاً بصوت جعلة هادئ قدر المستطاع حتى لا تشك به
= لا تخافي إليزابيث ، لم يحدث شيء خـ.ـطير ... كل ما في الأمر هو أن زين اتصل بي حينها عندما شعرت والدته بالتعب فجأة ولم يجد أحدًا بجانبه .. لذلك اتصل بي حتى أتمكن من القدوم إليه والبقاء إلى جانبه ، ودعمه في وضع سيء كذلك.
ابتلعت ريقها بصعوبة وارتباك لتقول بعدم تصديق
= آدم، انت لا تكذب علي صحيح... لم تفعل شيء تجعلنا نندم عليه بعد ذلك .
فقط ابتسامه بسيطة صدرت منه يطمنها جعل قلبها يقرع كالطبول كيف يمكن لقلبها أن يظل وفيا له، بينما عقلها يـ..ـصرخ للابتعاد عنه .. هي كانت لا تزال تواجه صعوبة في مواجهة مشاعرها باتجاهه، لا تريد الاستسلام لشيء. كانت لا تزال تواجه صعوبة في أن تثق به من جديد، و لكن كيف يمكنها أن لا تقع بحبه من جدید و هو يقوم بكل هذا؟ أحست و كأن إرادتها تغادر جـ.ـسدها ببطئ، و هذا ما جعلها مشوشة جدا. اعترفت أم لا، هي سعيدة جدا بسبب هذا الاهتمام من طرف آدم، كانت تحس بتأثيره عليها و هذا يجعلها سعيدة جدا، هل من السـ.ـيء أن تـ.ـحـ.ـس بالخوف؟ هي تريد قبوله من جديد، تريد أن تعيده لحياتها و لكنه الخوف. الخوف من أن يعيد الزمن ما حصل بالماضي.
شعرت بالبهجة عندما دفـ.ـعها فجأة إلى الاستلقاء على ظـ.ـهرها على السرير و هو يحوم بجـ.ـسده نحوها ؟ لكن مهلا، فقد يجب ان ينتظر قلبها لحظة! ولا تشعر على هذا النحو الان بهذه السرعة، لأنها قد تشعر بالحرج وخيبة الأمل إذا كان يشير قلبها إلى أن تعود مرة أخرى لا تفترض هذه الأشياء! كانت تحدث نفسها و هي شاردة...
بينما اخد آدم كـ.ـفاه الكبيرتان وحاوط خدود إليزابيث ثم وضع شـ.ـفتاه على شـ.ـفتيها بسكينة دون ان يـ.ـقبلها فقط يستشعر بشـ.ـفتيها و عادت اليزابيث برأسها الى الخلف وهمست محرجة
= ماذا تفعل؟
ابعد شعرها المتناثر فوق وجهها الي خلف اذنها مغمغماً بصوت اجش
= أحيا من جديد
صمتت هي خجلا ليضيف آدم و هو يلف
ذر اعـ.ـه حول خـ.ـصرها يـ.ـقربها منه برفق
= هل تمانعي اذا اقتربت منك الآن ؟
توترت إليزابيث كثيرا ثم هزت رأسها هامسة بارتباك
= ها لا اعلم ..
أقترب يـ.ـقبلها آدم المخدرة ،و أخذ شـ.ـفتيها العلية وامـ.ـتصها بشوق يليها شـ.ـفى السفلية بتأني ورقة.. حتي فصل القـ.ـبلة ليقول متأملا وميض عيناها داكن
= قولی نعم.. قولي انكٍ تروديني مثل ما أريدك !
شعر بجـ.ـسدها يرتجف بقوه بين ذ راعـ.ـيه تأثراً بكلامه هذا، مما جعله ينحني عليها يقبل وجهها بشغف موزعاً قـ.ـبلات متفرقة فوقه حتي وصل الي شـ.ـفتيها لـ.ـيقبلها بيأس و حاجة مشدداً من احـ.ـتضانه لها بينما بدالته هي قـ.ـبلته تلك بشغف... بعد عدة لحظات ابتعد ببطئ عنها بأنفس لاهثه تاركاً لها المجال للتنفس بينما همس بجدية
= إليزابيث تعلمي انني لم اغصبك على شيء لا ترتدي .. هل تريديني أبتعد واتوقف عن فعل ذلك الآن؟ تحدثي ابتعد عنك الآن !!
اومأت برأسها بالرفض بينما ارتسمت ابتسامة مرتجفة على شـ.ـفتيها مما جعله يلتقط نفساً طويلاً قبل ان يضغط بـ.ـشفتيه علي شـ.ـفتيها يـ.ـقبلها بلهفة و يـ ـده تمر ببطئ على عـ.ـنقها يجذبها اقرب اليه بينما يستحوذ بالكامل علي شـ.ـفتيها مـ.ـقبلاً اياها بشغف مما جعل الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً كالحمم الملتهبة فقد مر وقت طويل منذ ان لمـ.ـسها بهذا الشكل... دفعته برفق فى صـ.ـدره فاصلة قـ.ـبلتهم عندما احتاجت الى الهواء لكنها شهقت عندما رأت الـ.ـرغـ.ـبة العاصفة التى اظلمت بها عينيه لكنه كتم شهقتها تلك بشـ.ـفتيه يـ.ـقبلها مرة اخرى بينما يـ.ـضـ.ـمها اليه اكثر.... وهمس بصوت اجش مرتجف و هو يـ.ـتلمس شـ.ـفتيها المنتفخة بانامله
= اتشتاقي إلي ؟
رفعت نظراتها له متنهدة بينما تغرق اكثر بسحر عينه لتبتلع ريقها متوجسة وهي تردف باستسلام
= دائماً !
تنهد آدم براحة و هو يسرع يأخذها بين
ذر اعـ.ـيه اليه و يغرقان بنيران شغفهم ببعضهم البعض... حيث كان يفتقد إليزابيث
زو جـ.ـته بشده مر بمراحل صعبه وصفها بمراحله جوع حنين واشتياق...
بعد مـرور وقت طويل... مال نحوها و شـ.ـفتيه تلمس شـ.ـفتيها يـ.ـقبلها بلطف بينما يـ ـده تمر ببطئ فوق بـ.ـطنها فقد اصبحت تلك حركته المعتادة كلما كان بالقرب منها كما لو كان ادمنها فصل شـ.ـفتيهم هامساً باعين تلتمع بالعشق و الشغف
= هل فكرتي في اسم طفلنا ماذا سيكون؟ صحيح ماذا تريدي فتاه ام صبي !
تشبثت إليزابيث بالـ.ـشرشف جاذبة اياه حولها وهى تهمس بتلعثم و خجل
= لا أعلم؟ فكل شيء يحدث جديد علي وهذا الشعور غريب .. لكني سعيده، لأنني سأصبح أم ومسؤوله عن طفل خاص بي وحدي؟ ليس سيكون هناك فارق إذا كنت سأحصل على فتاة أو ولد؟ هل لديك مشكلة في ذلك.
تنهد قائلاً و هو يطبع قـ.ـبلة على مقدمة انفها
= بالطبع لا .. لكن إذا كانت فتاة ، سأسميها على اسم والدتي "ليلي" ، وإذا كان فتى ، فانتٍ من ستسميه ؟ ما رأيك في هذه الفكرة؟
ابتسمت اليزابيث بابتسامة عريضة فقد اعجبتها الفكره ، لتفكر اذا كان صبي بالفعل ماذا ستسميه هي؟ ولم يستغرق معها الوقت طويلاً حتى حسمت أمرها قائله بخفوت وعيناها تلتمع بابتسامه حلوه
= إذا كان المولود صبياً فسوف أسميه .. موسى على اسم أبي!
❈-❈-❈
في اليوم التالي، بالصباح استمع آدم الى صوت طرقات على باب منزله بذلك الوقت الباكر ، بينما هبط على الدرج ليفتح الباب ليتفاجئ بشخص لا يعرفه؟ لكنه ظل يتفحص اياه بعينه بتراقب عده لحظات قبل ان يتساءل بصوت غليظ
= هل أنت السيد ادم نيشان
قطب آدم حاجبيه باستغراب قائلا بقلق وهو يهز راسه بالايجاب
= نعم انا ماذا تريد ؟
تنهد الرجل بضيق شديد وقال بصوت أجش
= اخيرا وجدتك. لقد بحثت عنك كثيرًا .. في كل مرة ذهبت فيها إلى مكان أسأل عنك ، وجدت أنك قد رحلت .. من الواضح أنك ليس لديك أي أخبار عن سـ.ـجن والدك بـ.ـتهمة قـ.ـتل السيدة لارا زوجتك السابقة ، وشقيقها انطون !.
تخشب جـ.ـسد آدم من الصدمه للحظات صامت بملامح مشدوده.. حتي هتف بهدوء يعاكس الانكسار الذى يتصدع بداخله بينما الألم مرتسم بوضوح بعينيه
= يا إلهي ماذا تقول؟ كيف ومتى حدث ذلك؟
ليتحدث ذلك الشخص مغمغماً بصرامة
= تم إرسالي من قبل ضابط من قسم الشرطة..وحدث هذا قبل حوالي أسبوعين نتيجة اشـ.ـتباك بينهما. لا أحد يعرف ما حدث بالضبط ، لكنه أثر على مـ.ـقتل السيده لارا و أخيها أنطون.. التحقيقات ما زالت جارية ، لكن بصراحة ، وضع والدتك صعب للغاية .. لا أعتقد أنه سيخرج من السجن
اغمض آدم عينيه بقوة معتصراً قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في مشاعره لكنه فتح عينيه شاعراً بالبرودة تجتاحه عندما أكمل الآخر حديثه قائلا بخشونة و جدية
= لدي أخبار سيئة أخرى لك؟ بعد سجن والدك ، ستمنع من تولي حكم العمودية بعده ، كما تمت مصادرة أمواله لأنه تبين من التحقيقات أنها جاءت بوسائل غير مـ.ـشروعة ، وأن والدك كان يفعل الكثير. من العمل المـ.ـشبوه في الخفاء هو و الوزير انطون.
ابتسم آدم بسخرية مريرة علي نهاية نيشان كان طول الوقت يريد ان يحافظ على هذه العموديه وبالنهايه هو الذي اضاعها، أجاب و هو يبتلع الغصة التي تشكلت بحلقه حتي لا ينهار جدار القوة الذى يظهره امامه، مرادفا بصوت مرتجف ملئ بالألم
= في جميع الأحوال ، لم تكون العموديه أبداً ملكي أو مال السيد نيشان ، ولست وريثه الشرعي ... لأنني ابنه بالتبني ولست الإبن الحقيقي؟
اتسعت الرجل عينا بصدمه بينما هتف بتفاجئ
= حسنًا ، لكن يجب أن تأتي إلى القسم خلال هذه الأيام، لا تقلق ستذهب في نفس اليوم .. اتضح من تحقيقات النيابة أننا لم نجد أي عـ.ـلاقة لك بعمل والدك أو أقصد والدك الروحي .. لكن هذا مجرد إجراء روتيني ، لا شيء آخر.
هز رأسه باقتضاب و عينيه تشع بينهم اضطراب و توجس... بينما ظل آدم يشاهد رحيل ذلك الرجل بصدمة وصدي كلماته تتردد بإذنه بعدم استيعاب، فقد ماتت لارا وآخيها و بقى نيشان بالسجن... كـ.ـارثه كبيره حدثت في غمضه عين.. لكنه لا ينكر انه لم يشعر بالعطف نحو نيشان بل علي العكس تماماً كان داخلة شعور اخر لا يعرف وصفه... لكن لم يشعر بالشماتة مطلقاً تجاه أي منهم....
أغلق الباب وعندما التفت وجد إليزابيث كانت تقف وهي تطلع له بنظرات مليئه بالعطف والذهول فقد استمعت حديثه مع ذلك الشخص لكن متفهمه وضعه تماما الآن... لتقترب إليزابيث بخطوات بسيطة لتقف امامه مباشره و رفعت يـ ـدها بلطف تربت على وجنتيه بحنان ليختنق حلقه بالدموع فور ان راها، ليشيح وجهه بعيداً لكن ليس قبل ان ترى الألم و الدموع المحتبسة بعينيه..
وفي لحظات اقترب آدم منها بسرعه قبل ان يجذبها بين ذراعـ.ـيه يـ.ـحتضنها بقوة دافناً وجهه بـ.ـعنقها يتنفس رائحتها بعمق فقد كان يحتاجها بهذا الوقت اكثر من اى وقت مضى حتى تهدئ ما يثور بداخله من خوف و حزن فهو رغم كل شيء يظل والده.. وحتي رغم جميع أفعاله الشـ.ـنيعه معه، كأن لا يريد أن تكون نهايتة كذلك...
بينما اخذت اليزابيث تربت بحنان على ظـ.ـهره محاولة تهدئته و امتصاص حزنه فقد كانت تعلم مدى صعوبة ما يحدث عليه..
❈-❈-❈
بينما بعد مـرور شهر ، تم الحُكم علي نيشان بـ.ـالإعـ.ـدام نظرًا لما نُشب إليه من اتهامات بـ.ـقتل لارا و انطون وعده اتهامات اخرى كثيره غير مـ.ـشروعة... لذا تم الحكم عليه بـ.ـالإعـ.ـدام؟ وكان الحكم سيتم تنفيذه اليوم !.
بينما نيشان كان عـ.ـاجز وهو يسير مع الضباط والعساكر لتنفيذ الحكم بعد دقائق؟ للحظة حاول فيها أن يتشجع أكثر من القادم ويرسم عدم الاهتمام.. او الخوف من المـ.ـوت! لكنه عندما دخل الي تلك الزنزانه التي سيتم اعـ.ـدامه فيها وشاهد منظرها؟؟ إرتد شبه مذعـوراً للخلف من هـول المنظر ، وخـارت قواه فوراً ، ولم يستطع الوقوف على قـ.ـدميه حينما إلتقطت عينيه ذلك الحبل السميك الذي سيلف حول رقـ.ـبتة !.. فأشاح بوجهه للجانب بفزع ، وأغمض عينيه بقوة .
وقد بداوا في تجهيز المعدات علق العسكري المشنقه وقام بشد الحبل بـ.ـيـ.ـده ليتاكد من قوه تحمله لجـ.ـسده عندما يرتخي حول رقـ.ـبتة... توقع نيشان أن يكون أكثر تحملاً وصلابة .. أن يكون أكثر قـ.ـسوة وشجاعة ، و يستقبل موته بجمود قـ.ـاسي، ولكنها كانت مجـرد حصون واهية.. إنهارت فوراً مع رؤيته لهذا المشهد المـ.ـفزع.. ليسقط بالأرض رغماً عنه حزناً على حـاله .. وغطا بكفه وجهه ليلتقط أنفاسه .
أسنده أحد العساكر المتواجدين وهو يجذبة بقوة بينما رعـ.ـشة قوية هزت جـ.ـسده القوي المتصلب .. ولكن رغم هذا استمر العسكري في التحرك واسرع الآخرين وهم يمسكون بة بقـ.ـسوة شديدة...
حبس ضالته، أنفاسه ، وحرك رأسـه بسرعه بخوف شديد ورعب باحثاً عن اي شيء ينقذه منهم.. لكنه لم يجد غير القـ.ـسوه والجـ.ـحود المرسومة على وجوه العساكر والضباط خفق قلبه بشـدة ، وبدأ يتحرك بشكل عشوائي بـ.ـهستيرية وجـ.ـنون وهو يـ.ـصرخ بذعر وبدأ يبكي بحرقة برعب... و كامل جـ.ـسده يرتجف بقوة .
لكنها اجتمعوا الثلاثه ليجذبوا بقوة، مما جعل نيشان يتراجع للخلف بقوة زاحـ.ـف علي الارض وهو يـ.ـصرخ مرتعب عندما قبضت يـ.ــد قوية على ذرا عـ.ـيه... بينما هز رأسه بالنفي بأنفاس مرتجفة و هو يـ.ـصرخ بأعلى صوته بانـ.ـفعال من بين شهقات بكائه مـ.ـمزقة يردد
= اتركوني لا أريد ان امـ.ـوت .. لاااا ارجوكم لا تفعلوا ذلك بي .. ساعطيكم الكثير من المال ! ساعطيكم اي شيء تريدوه لكن اتركوني حي ..!
لكنهم لم يتركوا الا عندما.. تم تنفيذ الحكـم..! وصوت صـ.ـرخات نيشان تتردد في أرجاء المكان بقوة... حيث قام العسكرى بلف حبل المـ.ـشنقه ثم ضـ.ـيقه حول عُـ.ـنقه جعله يختنق وبدأت انفاسه تـ.ـنقطع عن الحياه باكملها .....
❈-❈-❈
بعد مـرور ثلاث شهور....
كانت اليزابيث جالسة بالخارج أمام المنزل بالحديقة الناضجة بالازهار والرائحه الفواحه تفوح حولها.. بينما هي كانت تربت بحنان على بـ.ـطنها التى اصبحت اكثر بروزاً عن قبل.. و عقلها شارد تفكر بـ.ـعلاقتها بادم و عـ.ـلاقتهم المتوترة فقد كانت تتجنب الحديث معه و تظل بالغرفة و لا تخرج منها طوال فترة وجوده بالمنزل فقد كانت لاتزال غير قادرة على مسامحته رغم محاولاته لتعويضها فقد كان يراعها يهتم بأكلها و مشربها.. يصنع لها الطعام بنفسه و يقوم بالاعمال المنزلية بأكملها رافضاً ان تحرك اصبع واحد من يـ.ـدها...رغم انشغاله فقد كان يذهب من الصباح لا يعود الا بعد حلول الليل لا تعلم الي اين يذهب خاصة انه لم يعد يعمل بالمتجر واغلقة كما اخبرها سابقآ...
أقترب آدم منها وهو عائد من الخارج ثم أقترب ليجلس بجوارها ضـ.ـامماً اياها الى صـ.ـدره محاوطاً جـ.ـسدها بين ذراعـ.ـيه بتملك لتغمض عينها بسكينه وهو كان يمرراً
يـ ـده الأخري فوق انتفاح بـ.ـطنها البسيط
= كيف حالك يا إبن أبيك ؟
اشرق وجهها بابتسامة واسعة فور سماعها كلماته تلك بينما اخذت أصابعه تـ.ـداعب بـ.ـطنها و عينيه تحدق في وجهها بعد ان رفع رأسها له قائلا
= هل غفرتي لي ؟.
ارتبكت و نظرت بـبصرها الي بعيداً ليقول آدم مغمغماً بصوت اجش مليء بالذنب
= اجيبيني فالعذاب الذي ايسر صـ.ـدري يؤلمني
هزت رأسها بلا معنى قبل أن تعود النظر نحوه و زفرت مرتجفة بتوتر
= ربما اجل ..و ربما لا؟ لا أعرف حقا .
مرر عينيه فوق شعرها الأسود الحريرى الذي كـان منسدلاً على كـ.ـتفيها مـ.ـحيطاً وجهها الخلاب ذو الوجنتين الممتلئتين بشكل يعشقه.. متجاهل تـ.ـشوهات وجهها تماما.. ثم تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيران التى ضـ.ـربت جـ.ـسده... وهو يصالحها مبتسماً قائلا
=هيا ابتسمي كي اطمئن انكٍ رضيتي
فابتسمت له وهي تغمغم ناظره في عينه و الدموع تجمعت في مقلتيها وهي تردف بضيق زائف
= لم ارضى بعد! ولكن تبا لقلبي كم يحب ارضائك ..
ربت آدم على رأسها يرفع وجهها له مرادفا بابتسامته التي لم تزداد إلا بجمالها سعادة
= سبق وسالتيني هل انا على استعداد ان اترك كل شيء و الحق بكٍ؟ وأنا اخترتك أنتِ اليزابيث.. فانتِ الحياة بالنسبة لي.. لكن الان انا الذي ساسالك نفس السؤال ؟ هل انتٍ على استعداد يا إليزابيث تتركي حياتك كلها هنا .. وستلحقين بي .. وإلى الأبد .. فهل أنتِ مستعدة لنذهب للبدء من جديد ؟
اتسعت عينا اليزابيث بدهشة وتعجب واجابت بحيرة شديدة
= نذهب من هنا؟ والى اين .. ولماذا أليس هذا مكانك من البدايه ؟
هز ادم رأسه برفض ليقول موضح ببؤس
= لم يكن هذا المكان مكاني منذ البداية ، إليزابيث ، لكنني اضطررت إلى ذلك لأنه لم يكن لدي مكان آخر! لكن في الحقيقة لم أشعر أبدًا بأنني أنتمي إلى هذا المكان .. لذا من الأفضل ترك أي شيء وراءنا يذكرنا بالماضي ..
لم تفكر كثيرا عن السبب وراء إصرار آدم على الرحيل فسواء هنا ام هناك ؟ لم يعد لها مكان غير معه! و أهلها قد تركتهم ولم يعد لديها أمل بان تجتمع معهم من جديد بعد آخر لقاء... والآن قد عرفت سبب غيابة في الفترات الاخيره دائما، بالتاكيد كان يخطط لبيع المنزل والمتجر.. لكن هو فقط يحتاج سماعها منها الآن وهي قالتها بالفعل هامسة
= ألحق بك إلى .. آخر الدنيا !
تطلع بعشق بها ليمد آدم يـ ـده يلتقط يـ ـدها بتملك رافعا إياها لـ.ـشـ.ـفتيه يـ.ـقبلها ونظراته مزروعة في عينيها ثم اقترب يـ.ـقبل رأسها قائلا بشغف
= أجل هذا ما اريد.. الحقي بي دائما حبيبتي .. دائما وللأبد
ابتسمت اليزابيث بارتجاف وهي تؤكد له
= دائما وللأبد آدم .. للأبد .. فأنا أفضل أن أخاف معك على أن أخاف بمفردي
ابتسمت بنعومة له فخفض وجهه يـ.ـقبل جبينها قـ.ـبله خفيفه، وهو يزفر ما بين ارهاق وراحة ليقول مبتسماً بحنان
= قلتي انكٍ لم ترضي حسنا انظري الى بعيد ؟ يمكن عندما تري ذلك تسامحيني بكل ارادتك !.
عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له بعدم فهم في حين أشار آدم برأسه لتنظر إلي أمامها، وقد فعلت ذلك؟ لتجد أمامها عمها أركون؟ نهضت اليزابيث ببطيء صامتة ساكنة .. في قلبها مشاعر متضاربة لا تستطيع وصفها .. بين الفرح الشديد والحزن كانت تتأرجح .. بطرف عينيها نظرت إلي آدم بجوارها حزين لكنه ابتسم ابتسامه عريضه يدعمها.. !! على حل تلك المراحل وتخطي الصعب..حتي يعيشون المستقبل القادم... بينما أقترب أركون بخطوات سريعة بلهفة ناظرا لها وسرعان ما ابتسم بدفئه المعهود قائلاً بشوق
= كيف حالك يا ابنتي ؟ اشتقت اليكٍ كثيرا
صمتت قليلاً تستوعب الصدمه وأنه بالفعل امامها؟ لتعرف الآن فقط، لما كان يصر آدم ان يعرف عنوان أسرتها اين تسكن... ثم قالت بصوت يملئه الألم شاعره بـ.ـرغبة قويه بالبكاء
= لقد مر وقت طويل منذ أن سألني أي شخص عن حالي.
هز أركون رأسة بصعوبة من تلك الاجابه، وهو يشعر بـ.ـرغبة غبية في البكاء هو الآخر فيبتلع دموعه بحرج قائلا
= هل لهذه الدرجه عنايتي وانتٍ بعيده عني يا روح عمك؟ كم المده التي استغرقتيها حتى ساعدك أحد
بينما كأن آدم يراقب ما يحدث بتأثير وهو ينظر إلي اليزابيث التي تحبس بمقلتيها الدموع .. وكأنه يعرف ما بها .. يعرف اضطراب أنفاسها وتسارع حركات صـ.ـدرها وحلقها الذي يتحرك محاولا بلع غصاته دون جدوى ..ثم قالت إليزابيث بأنفاس مختنقة
= كثير جدا .. حتى اصبحت لم أعرف عدد المرات الذي عانيت من كثرها .. ولكن في النهاية وجد من ساعدني وأخرجني من هذا المكان الضائع .. ربما عانيت قليلا وأنا معة هو أيضا .. لكنني على قيد الحياة الآن بفضله.
أبتسم آدم بعدم تصديق علي حديثها... ثم تنشج أركون بقوة فاجئ إليزابيث عندما رأته يبكي بـ.ـحرقة بينما هي كانت تحاول كتم دموعها وهي التي نار حزنها كانت أصعب.. ليقول أركون بصوت مهزوز بين دموعه التي بدأت تتساقط
= أعتذر يا حبيبتي .. أعتذر بشدة .. أني لم أكن بجانبك منذ البداية ، أعتذر لأنني لم أصدقك عندما حذرتيني بشأن نيكولا! وكنتٍ خائفة على ابنتي أكثر مني ... أعتذر لأني لم أكن أفضل أب تستحقي حقًا ، حيث كذبتك وصدقت شخصًا حقيرًا مثله .. أعتذر لأنني شككت فيكٍ .. أنا أعتذر عن كل ما خرج مني .. آدم زو جـ.ـك عندما وصل إلي، شرح لي الأمر بالكامل وماذا حدث لكٍ من البداية حتى الآن؟ و شاهد دفتر زو اجـ.ـكم وعلمت انكٍ مـ.ـتـ.ـزوجة بالفعل .. ونيكولا سبب كل هذا الـ.ـدمار الذي حل بكٍ .. سامحيني يا ابنتي ارجوكٍ .
نشجت بضعف وهي تجيبه بقلة حيلة
= حسنا لم تكن اول شخص خذلني بحياتي؟ لذا ساحاول اتغاضى أمرك.. انت بالنهايه لم تقصد ان تاذيني مثلهما .. لكنك المتني باكثر وقت كنت بحاجه اليك .
دمعت عينا اليزابيث وهي لم تستطيع كبحت الدموع لهذا الوقت اكثر... لتجد طريقها لحضنه الآمن وهو عمها أركون، فاستقبلها مربتا يقول بنبرة متحشرجة
= يا روح عمك انتٍ.. كفي بكاء ابنتي لأجل صحتك وصحه طفلك .
انفجرت باكية فور بحرقة بين احـ.ـضان عمها مما جعله يـ.ـضمها اليه اكثر محاولاً تهدئتها وهي دافنة وجهها بصدرة تبكى بمرارة...
ومن بين عواصف الشهقات التي اجتاحت أنفاسها كانت داخلها .. وهي شارده في تلك اللحظات التي تغيرت حياتها بها تماماً .. تفترق عن حياة لطالما لم تتخيل نفسها دونها .. تفارق أشخاص كانوا محور تدور هي من حوله، ابتعدت عن وطن هو كان لها.. تدرك أنها في البدايه عندما توفى والدها؟ وظلت بمفردها! كانت رغـ.ـبت بهذا وتمنت الرحيل عن تلك الحياة .. لكن لم تدرك أنها مع الوقت ستعتاد .. ولكن هل يملئ فراغ الأحبة مكانا ؟ ما أصعب الفراق .. إنه الحقيقة الوحيدة التي لا مفر منها في الدنيا .. حقيقة منذ أن عرفنا معنى الدنيا أدركناها .. حقيقة ننتظرها في كل يوم .. لكن ومهما انتظرتها .. تظل الأكثر ألما على الإطلاق ..
ابتعدت عن عمها أركون، فنظرت إلي آدم لتجده خلفها يبتسم لها بحنان لم تستطع إلا أن تنفجر أمامه ببكاء ناعم تندس بين ذر اعـ.ـيه هو الآخر .. تشكوه ببكائها عن ذلك الألم حتى وهي بين أحـ.ـضان احبائها؟ ثم أبعدها أدم برفق لينظر لها بغموض وهو يقول بتحشرج
= هناك شخص آخر يريد أن يراكٍ يا إليزابيث .. يوجد مفاجأة أخرى لكٍ .. أتمنى أن تنال إعجابك.
التفتت اليزابيث بتعجب اكبر؟ فمن هذه المره سيكون الذي يريدها... لكنها سرعان ما اتسعت عيناها حتى كادت أن تخرج من محجريهما وانتشر الذعر والفزع على كل جـ.ـسدها من الصدمه ..!! ارتج قلبها وشعرت بريقها يجف وهي تستوعب ما أمامها الآن؟ بينما دمعت عيناها من جديد وأفلتت منها شهقة قوية عنيفه... ثم همست باسمها بـ.ـشفتين ترتعشان
= هـانـا .. يا ربـاه ؟.
فكانت هانا صديقتها هذه المره امامها بالفعل؟ابتسمت لها دون حديث ودموعها تنزل بنعومة هي الأخري! فمسحتها بإبهاميه قبل ان ترفع يـ.ـدها تسلم عليها باشتياق إليها.. ولم تكن بمفردها تقف أمامها؟ بل باكر كان يسير ايضا بخطوات غير متوازنة بسبب إصـ.ـابة قـ.ـدمه التي جعلته يعرج عندما يسير عليها، وهذه الإصـ.ـابة نتيجه طـ.ـلق ليام الذي إصـ.ـابة يوم حـ.ـريق المنزل وحينها بصعوبه حاولوا الاثنين الهروب قبل ان تلتهم النار أجـ.ـسادهم ايضا ..
انتظروا الخاتمة قريبا .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية