-->

رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 9

قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وبها متيم أنا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


اقتباس الفصل التاسع


أمام المراَة كانت تستعرض نفسها وتتأمل  بتركيز شديد حتى تستكشف إن كان حدث تغير ما بهيئتها التي تدفع فيها المبالغ الطائلة، فهذا هو الشيء الذي تعيش عليه، هو رأس مالها بالاصح، والذي من أجله خسرت الكثير. 

- جامدة .

تفوه بها خلف ظهرها قبل ان تلتف ذراعيه حولها ويُحيطها من الخلف.

ليقبل رأسها متابعًا بلهجة مغوية:

- ومثيرة وقنبلة فتنة. 

تبسمت بزهو يكتنفها في كل مرة يذكر لها هذه الكلمات، لتزيد من  ثقتها وتحثها على المضي قدمًا، فقالت:

- حلو أوي الكلام ده، أنا بنبسط أوي لما احس اني عجباك يا كارم .

- أممم

زام بها يسننشق عبيرها ويــ داه التي تحاوطها تجول على منحانياتها وتزداد جرأة، يتمتم بأنفاس ساخنة:

- أنتي دايمًا عجباني من ساعة ما كنتي قطة صغيرة في الجامعة، لغاية ما بقيتي بكامل الأنوثة المتفجرة دي. 

قالها ليلفها إليه ويطبق على شفتــ يها بقبلاته الجامحة ويعتصرها بين ذراعيها، برغبة محمومة لا تهدأ أبدًا، تتقبلها باستجابة ظاهرية له بكل جوارحها، لتزيده تعلقًا بها، وتأخذ هي نظير ذلك المقابل. 

نزع نفسه عنها فجأة مجفلًا على طرق باب الغرفة، ليهدر صائحًا بالطارق:

- مين اللي ع الباب؟

وصل صوت الخادمة الذي اهتز من صيحته:

- انا المربية إحسان يا فندم، أصل الهانم الكبيرة اتصلت بيا تستعجلني عشان اروحلها بالولد.

فلتت رباب نفسها عنه بغضب متجهمة الوجه تعطيه ظهرها،  ورد هو يجيب المرأة:

- خلاص جهزيه يا إحسان على ما البس انا كمان واخرج عشان اخدكم معايا . 

- امرك يا فندم. 

قالتها المرأة وذهبت ليلتفت نحو هذه التي تكتفت تهتز بجســ دها بعصبية يعلم سببها جيدًا، وقال يأمرها بخشونة:

- محبش حد انا يديني ظهره، لفي وشك يا رباب عشان تكلميني. 

سمعت منه لتقابل نظرته الباردة، بغيظ يفتك بها حتى تنفــ جر به:

- عايز مني إيه؟ ما انت كدة كدة بتعمل اللي انت عايزه، حتى لو جه على حساب كرامتي، الست والدتك بتتصل بالمربية يا كارم، ومش هاين عليها تكلمني انا والدته، طب انا كدة من حقي بقى اني اخد موقف ومخليهاش تشوف الولد نهائي بعد كدة.

- إيه هو اللي من حقك بالظبط؟ سمعيني تاني 

قالها بنبرة هادئة مريبة، دائمًا تنجح في بث الرعب بها، لتبرر بصوت مهتز:

- انا بتكلم عن كرامتي يا كارم، مامتك من ساعة ما اتجوزنا وهي مش متقبلاني،  وانت شوفت بنفسك، كام مرة احاول اتقرب لها، وهي اللي بترفض وتبعد، حتى لما خلفنا الولد برضوا بتفرض سيطرتها في الاستحواذ عليه، دا ابني انا يا كارم.

على نفس النبرة الهادئة:

- وهو في حد خد منك ابنك؟ 

ثم ارتفعت سبابته ليطرق بطرف الإصبع على خدها يتابع:

- الولد بيقضي وقت لطيف مع جدته يا قلبي، بلاش تبقي وحشة وتحرمي ست عن حفيدها، أنا متعود عليكي قمورة وحلوة، يعني مفيش داعي انك تغيري صورتك الجميلة دي في عنيا، عشان انا كمان متغيرش ولا اقلب على الوش التاني معاكي، ماشي يا بيبي. 

ظلت على وضعها تناظره بصمت تبتلع ما تبقى بداخلها من اعتراض، فهو يفعل ما يشاء وهي اعتادت ان تظل في الركن الذي وضعها به، لا تتحرك ولا تحيد بإنش عنه .

قرص على طرف ذقنها بابتسامة منتشية مستمتعًا باستسلامها، ليردد:

- هي دي روح قلبي .

قالها واقتنص قبلة سريعة وقوية منها قبل ان يتركها تحترق بعجز يكتفها حتى عن الدفاع عن حقها بابنها .


❈-❈-❈ 

بخطوات سريعة متعجلة كان يقطع طريقه في بهو الفندق العظيم، نحو الغرفة التي يعمل بها، وقد أصبحت المقر الرئيسي لسعادته، حيث الجمال والروح النقية بقربه، حيث الرقة والقوة في نفس الوقت، حيث الصبا، وعيون الصبا.

وصل اَخيرًا كي يصطبح بوجه القمر، وجهها، كما يطلق عليه بداخله، ويلقي التحية بقلبه، قبل أن يلقيها بلسانه:

- صباح الخير.

قالها لتنتبه إليه وترفع وجهها عن الهاتف الذي كانت تتلاعب به، وتجيبه باحترام وهي تعتدل في جلستها:

- صباح النور.

تحمحم يجلي حلقه ليقول وهو يتخذ مكانه على كرسي مكتبه:

- عاملة إيه النهاردة؟

- كويسة والحمد لله. 

قالتها بعجالة وحرج وهي تتناول احد الملفات لتعمل عليها، فهذه اول مرة يسألها عن شيء آخر لا يخص العمل، شادي الجار الغريب، خشن الملامح، متجهم الوجه دائمًا، ولكنه رجل محترم هذا ما لمسته بنفسها خلال الأيام القليلة الماضية.

سمعت صوت استغفاره المعتاد قبل يوجه السؤال إليها:

- خلصتي البيانات اللي طلبتها منك امبارح؟

أجابته بعملية وهي تعود للبحث في الملفات:

- اه خلصتهم، وعملت ملف جديد بالحسابات الجديدة،  بعد ما عدلت القديم، اجيبلك تشوف.

قالت الأخيرة وهي ترفع الملف الذي اخرجته من وسط كوم من الملفات.

ناظرها بصمت قليلًا ثم قال:

- أنا مطمن لحسبتك يا صبا، هخدهم عشان اراجع بس، لكن قوليلي بقى، حد من عمال الفندق او المقيمين ضايقك؟

نفت تهز رأسها لتجيبه:

- لا يعني.... انا ملفتش كتير، يدوبك قابلت مدام ميري وسجلت كل اللي تحتاجه الغرف، وبعدها روحت المطبخ عند الشيف منصور ودا راجل مشهور وسكرة اساسًا.

تغضنت ملامح وجهه فجأة يردد خلفها باستهجان:

- مشهور وسكرة كمان، هو لحق يهزر ويضحك كمان معاكي؟

شعرت بمعني غير مريح خلف كلماته، فقالت بدفاعية:

- ضحك أو هزر، دي حاجة عادية للشيف، هو دايمًا روحه خفيفة ع الشاشة، ولما شافني امبارح اتكلم معايا ببساطة عشان متكسفش منه.

اطرق يكبح غضب يلوح في افق عقله الضيق والذي لن يرضى لها بالحديث او الكلام مع أي رجل غيره، حتى لو كان هذا الرجل هو الشيف منصور، صاحب أشهر برنامج يعلم النساء الطبخ، هذا بالإضافة أنه بعمر ابيها،  شعر بضيقها ومبالغته بغير حق في تصرفه معها، فقال ملطفًا:

- هو انت بتابعي الشيف منصور عشان بتحبي الطبخ يا صبا؟

نفت بهز رأسها صامتة، فتابع متسائلًا:

- أمال إيه؟

تبسم ثغرها فجأة لتجيبه ببساطة:

- بحب اتفرج عليه وهو بيعمل الأكل، واشوف التعليقات من الستات اللي بتتصل عليه، إنما طبخ وتنفيذ مبعرفش، يعني خايبة بمعني اصح.

أسعده عفويتها في الرد حتى أنه لم يشعر بنفسه وهو يبتسم بعرض وجهه لتفاجأ برؤية أسنانه البيضاء بشدة،  وتكتشف انه انسان عادي مثلها يأتي عليه الوقت ويضحك، حتى لو كان هذا السبب هو خيبتها في الطبخ. 

- السلام عليكم .

قالتها امرأة من عمال الفندق وهي تقتحم الغرفة، ف انقلب وجه شادي بسرعة ليعود لتجهمه ويسألها:

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، عايزة حاجة يا مديحة؟

ردت المرأة وعينيها تتنقل عليه وعلى صبا:

- مش انا اللي عايزة يا استاذ شادي، دا البيه مالك الفندق، عدي باشا، طالب جميع الموظفين يتجمعوا.

- جميع الموظفين!

قالتها صبا بتساؤل، وردت المرأة:

- ايوة طبعًا بدون استثناء، عن اذنكم بقى.

قالتها لتخرج وتمتم خلفها شادي:

- كل عمال الفندق! يا ترى عايزنا في إيه عدي عزام ؟


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة