-->

رواية جديدة ذنبي عشقك لميرا كريم - الفصل 25

 

قراءة رواية ذنبي عشقك كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية ذنبي عشقك رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ميرا كريم

الفصل الخامس والعشرون 

الخامس والعشرون 

لعل عتبك محمود عواقبه فربما صُحت الأجـ سام بالعلل

-أبو الطيب المتنبي

❈-❈-❈

فور أن دخل للمنزل وجد الهدوء يعم المكان وإن صعد لغرفتهم وجدها تقف بكامل حِلتها  تُشـ عل الشموع التي تعتلي الطاولة الصغيرة العامرة بالطعام وتواليه ظـ هرها فقد ابتسم بعـ بث وهو يغلق الباب وهمس مشاكسًا قبل ان يقترب 

يحـ تضنها من ظـ هرها:

-مساء الحلويات كلها


قالها وهو يضع قُـ بلة خاطفة على عُنـ قها أحدثت القشعريرة بجـ سد ها، لتسـ تدير له هامسة ببسمة منقوصة ليست بجمال ربيعها:

-حمد الله على سلامتك


-الله يسلمك يا حبيبي...بس ايه الحلاوة دي كل ده علشاني انا! 


قالها وهو يمـ رر يـ ده بخصلاتها البندقية المنسابة بنعومة على

ظـ هرها ويجول بعينه المتلهفة على

 قمـ يصها الأرجواني القصير الذي يبرز انحـ نا ئاتها... لتهز هي رأ سها وتسـ تند بيـ دها على

صـ دره  تخبره بصدق نابع من صميم قلبها:

-كل حاجة في الدنيا حلوة انت تستاهلها يا "نضال"


تنهد مُسـ هدًا وخضراويتاه تهـ يم بها ثم بعبـ ث تام مال بو جهه ليهمس بخـ طورة أمام ثغـ رها:

-انا خلاص خدت نصيبي من الدنيا بيكِ وبنسبالي مفيش حاجة احلى منك


راوغته بدلال يليق بها وهي تضع

 سبا بتها على فـ مه:

-بس كتر الحلو مضر على صحتك يا دكتور 


-طيب بذمتك في ضرر احلى من كده! 

  

قال ما قاله قبل أن يلتـ قم 

شـ فا هها في قُـ بلة حالـ مة عصـ فت لثوانٍ بها  وحين فصلها همس بأنفاس

 ثائـ رة خـ درت حوا سها:

-بحبك 


رفعت رماد عيناها له وردت بنعومة تليق بها:

-وانا كمان بحبك وبحمد ربنا انه عوضني بيك عن كل حاجة


-ايه الكلام الجامد ده هاخد على كده


-مفيش كلام هيوفيك حقك


شعر بقلبه يتراقص بعد حديثها الذي أهب حـ واسه وجعله 

يمـ يل ينوي إعادة القرة ثانيًا: 

-طب ايه متهيئلي مش لازم اكل ونبدأ بالحلو


نفت برأ سها وحـ ثته قائلة وهي تسحبه من يـ ده للطاولة:

-لأ الاكل الأول انت مأكلتش حاجة وشغال من الصبح


جذ بها لعنده متـ لهفًا وعـ ينه تتفرس بها:

-الأكل يستنى لكن انا لأ 


دفعـ ته برفق بصـ دره وناغشته قائلة: 

-"نضال" وبعدين معاك اصبر  الاكل هيبرد وكمان عايزة اتكلم معاك الأول


أجابها وهو يرفع منـ كبيه مضطر ليطيعها: 

-ماشي أمري لله ناكل الأول


قالها وهو يجلس بجـ وارها ويشرع بتناول الطعام فكانت تطعمه بيـ دها ويفعل مثلها واثناء ذلك كانت تطالعه بتردد و تحاول التمهيد لعتابها، بينما هو كونه يعرفها تمام المعرفة شعر بها فقد تناول المحرمة الصغيرة يمسح 

فـ مه متسائلًا وهو ينهضها من مقعدها ويجعلها تسـ تقر على

سا قيه:   

-عارف ان عندك فضول وعايزة تسألي كنت فين الصبح  


مدت انا ملها تعـ بث بخـ صلاته المختلط لونها وقالت بثقة:

-انت وعدتني هتحكيلي بس مش ده اللي عايزة اكلمك فيه


حكم جـ سـ دها بذ راعيه ثم تسأل بأهتمام شديد:

-اومال ايه ياحبيبي اتكلمي انا سامعك


ابتلعت رمقها وعانـ قت خضراويتاه الدافئة برمادها قبل أن تمهد: 

-انت قولتلي قبل كده متخليش الشك والخوف يدخل بينا...صح؟ 


هز ر أسه يؤكد لها وهو يستغرب سبب حديثها لتتابع هي:

-و وعدتني انك هتبقى زي الكتاب المفتوح ليا 


كان يعرف انها تود أن تصل لشيء بحديثها لذلك تسائل دون تكلف وبكل شفافية:

-عايزة توصلي لإيه يا"رهف" اتكلمي علطول


طفر سؤالها بنبرة ظهر العتاب بَين بها: 

-خبيت عليا ليه انك بتتعالج؟


وكأن سـ كين ثلم غرس بصـ دره بعد سؤالها، فماذا يجيبها!

وإن فعل هل سوف تتفهم اسبابه  أَم ستُستهان بها ...فقد تجمدت نظراته و

 تلـ جم لسـ انه وعـ جز عن الرد في حين فسرت هي:

-بالصدفة لقيت الحبوب في الدرج وعرفت بتتاخد ليه


ايضًا لم يعقب لتكو ب هي

وجـ هه وتهمس راجية:

-ساكت ليه يا "نضال" اتكلم ارجوك ومتخليش الخوف يهز ثقتك فيا


وكأنها تقرأ أفكاره ولكن ايضًا يبقى السؤال بماذا يجيبها:

-عايزاني اقول ايه يا "رهف"


-قولي ليه خبيت! انا كان من حقي اعرف...   


احتل الحُزن خضراويتاه وتحولت معالمه للنقيض تمامًا وهو

ينـ هضها عن سا قيه ناطقًا بمرارة:

-بس دي حاجة تخصني لوحدي

  

تقلص وجـ هها وتابعت عتابها:

-يعني ايه تخصك لوحدك انا مراتك وابسط حق ليا إني اشاركك


هب من جلسته يتخلى عن ثباته الانفعالي يلوح معارضًا بصوت منفعل غريب عليها:

-لأ مش من حقك يا "رهف" مش من حقك


احتل الحُزن تقاسيمها وبررت أسبابها: 

-انا عاتبتك مش علشان اجرحك ولا اعصبك انا عتابي عليك انك مشاركتنيش 

  

خارت نبرته وتابع بملامح متهدلة طغى اليأس عليها:  

-اشاركك إزاي! 

تفتكري كان هينفع اعلقك معايا بأمل كداب! وحتى لو...كنت  هكـ ره نفسي من تاني واكره قلة حيلتي ونقـ صي


حديثه طَعـ ن طـ عن بقلبها فقد اقتـ ربت تكو ب وجـ هه قائلة بعيون غائمة:

-ده مش نقص ده اختبار من عند ربنا وانا مراتك ومن حقك عليا مهما كانت العواقب واللي بتمر بيه ابقى معاك 


لمعت الدموع بعينه لتزيد عذا بها وبرر بملامح متهدلة لا تمت لبشاشته المعتادة بِصلة: 

-انا مقولتلكيش علشان كنت خايف تتعشمي وربنا ما يبقاش رايد


فرت دمعاتها تواسيه بها ونطقت مُسرعة دون أن تحسب وقع حديثها عليه:

-انا جنبك مهما حصل  و لو ربنا مش رايد انا راضية من الأول و مش فارق معايا غيرك 


جلس على طرف الفر اش وطفر حديثه متبوع لبسمة مريرة باهتة: 

-عارف انه مش فارق معاكِ...

بس ده يمكن علشان عندك ولاد... و ربنا وحده يعلم انا بحبهم أد ايه بس صدقيني غصب عني كان نفسي يكون ليا حتة منك


ياليتها لم تقترب من تلك البقعة الشائكة فليس بهين ابدًا عليها رؤية شخص مثله يائسًا ترى هل اخطأت في عتابها أم بالفعل يحق لها، وإن كان يحق لها كيف لم تنتبه لرغبته وآماله تلك سابقًا...وهنا أدركت أن شعوره بالنقص يختلف تمامًا عن شعورها  فقد تهاوت دمعاتها 

وتلـ وى قلبها بين احشا ئها تود لو تدثره وتمنحه كمالها لذلك جاورته تسـ حبه لها و تضـ م رأ سه لصـ درها هامسة بتحشرج من بين دمعاتها: 

-حقك عليا...حقك عليا والله العظيم مكنش قصدي اتجاهل الموضوع انا بس كنت خايفة اجر حك...وبعدين مين قالك انه مش فارق معايا انا كمان نفسي في حتة منك...رفـ ع رأ  سه يرى الصدق جلي على تقاسيمها ثم حرك كـ فه يزيح دمعاتها ببسمة ينبعث الأمل بها لتضع هي قُـ بلة على باطـ ن يـ ده الذي يسـ تقر على

 وجـ نتها وتحفزه بكل  ما بها:

-مش هنيأس وهنفضل نقوي بعض و إن شاء الله ربنا هيجبرنا


ابتسم بأمل وهمس متسائلًا: 

-تفتكري ممكن يحصل؟ 


هزت رأ سها عدة مرات و ردت مُسرعة: 

-مفيش حاجة بعيد عن ربنا 


-ونعم بالله 

قالها وهو يستكين من جديد في أحضـ انها لتضع هي قُـ بلة حنو نة  أعلى رأ سه وتضـ مه أكثر لها وهي تدعوا ربها أن يَمن عليهم بالذرية الصالحة.

❈-❈-❈

تقلب على ظـ هره بعدم راحة ينتظر أن يحنو النوم عليه ويرأف بقلبه الذي يتلظى لقربها...فاثناء النهار تماسك وقام بالهاء ذاته عنها حتى لا تخور دفاعاته امامها ولكن ماذا عن الليل وعن تلك الغرفة التي تجمـ عهم ويتشارك معها هوائها، فكان يقاوم ويتحايل على النـ وم يتقـ لب في كل جهة ولكن صعب على جـ سـ ده الضخم التأقلم مع اكتنازها وإن يأس انتفخت أوداجه وجلس نصف جلسة يتمـ سك

 بظـ هره لاعـ نًا، ليأتيه سؤالها:

-مش عارف تنام مش كده؟ 


تنهد بتثاقل قبل أن يجيبها:

-لأ 


مدت يدها تضيء الأباجور القريب واقترحت وهي تشرأب برأسها:

-طيب ممكن نبدل لو تحب 


رمق معالم وجـ هها الناعس الذي سُلط عليه نور الاباجور ثم ابتـ لع ريقه قبل أن يعارض اقتراحها:

-لأ نامي يا "شمس" انا مرتاح كده 


أزاحـ ت الغطاء عنها لتكشف عن منامتها البسيطة الناعمة التي كانت كفيلة أن تزيدها عليه وتجعله يشيح برأسه بعيدًا كي  يتحاشي التمعن بها وهي تقترب منه قائلة:

-ممكن بلاش تعاند انا جـ سمي اقل بكتير منك وهبقى مرتاحة عليها


تنهد بنفاذ صبر ثم رد قاطعًا:

-قولت لأ 


ترجته وهي تضع غرتها خلف أذنها:

-انا ضميري مأنبني لو سمحت ريحني 


زفر انفاسه دفعة واحدة وتمدد من جديد أمام نظراتها قبل أن يُصر:

-ريحي ضميرك انا راضي ويلا روحي نامي 


مطت فـ مها بإحباط من معارضته لتجلس على طرف الفر اش تطالع معالمه المتقلصة وهو ينتقل على شقه ليكون مواجه لها، وكونها تعلم أن رأ سه يابسة ولا سبيل أمام قراراته القاطعة، تنازلت هي:

-تعالى طيب نام جنبي 


تأهب بنظراته فور نطقها، لتقطم هي 

شفـ اهها بخجل وتُعدل حديثها:

-السر ير كبير وممكن كل واحد ينام في جهة


-مش هتبقي مرتاحة


نفت برأسها وبررت مضطرة كي تريح ضميرها: 

-انت مخلتش خيار تاني...ومتقلقش انا مش بتقلب واكيد هبقى مرتاحة 


راقه بشدة اقتراحها فكيف يفوت فُرصة مثلها، فقد نهض من رقد ته  يسير للجهة الآخرى من الفر اش وقبل أن يتـ مد د همس ببسمة هادئة:

-تصبحي على خير 


-وانت من اهله 

قالتها وهي تتـمد د مثله ولكن  هي توايه ظـ هرها وتدثر ذاتها بالغطاء على أمل أن تغفل ولكن كيف وهي لا تستطيع التحكم حتى في انفـ اسها

فمع قُر به المهيب منها وجدت قلبها يطرق بين ضلوعها لدرجة أنها تيقنت أنه استمع لصخبها حين همس يحـ ثها بصوته العميق الذي يستقر بالأعماق بكل سلاسة:

-اهدي واتنفسي يا "شمس"...


التفت بجـ سدها وبررت ارتباكها:

-انا هادية بس يعني متوترة علشان اول مرة حد ينـ ام جنبي


هز رأ سه بتفهم وقال وهو يتحـ سس من وضـ عها ويكاد يزيح الغطاء وير فع 

جـ سده ليغادر الفر اش:

-طيب ممكن اقوم 


-لأ خليك

 

قالتها وهي تتمـ سك بذر اعه مُسرعة مما جعل عينـ اه تتجمد على موقع يـ دها لثوانِ قبل أن تتدارك هي وتسحب يـ دها بارتباك شديد تلـ عن فعلتها فماذا يظن بها الآن لتبـ تلع ريقها وتمـ ـيل بشـ قها تضع 

ر أسها على الوسادة دون أن تضيف شيء...ليفعل هو مثلها و وجـ هه مقابل لها… ثوانٍ مرت وعيناهم متشـ ابكة من ذلك القرب دون حديث فمع قربه و تأثير

 انفـ اسه التي تضـ رب وجـ هها تطـ غي عليها لدرجة انها شعرت أن، إن لم تنسحب لتوها سوف تنهار دفـ عاتها دون وعيها لذلك اغمضت عيناها في محاولة لتلملم شتاتها، أما عنه كان يهـ يم بها لا يصدق انه بالقر ب من الهالة الدافئة التي تحيطها يراقب بشغف ادق تفصيلة بها ويلحظ محاولتها لإدعاء النوم من رجـ فة جفنها لحين انسحبت بالفعل و ولته 

ظـ هرها ليتنهد هو تنهيدة مُـ سهدة للغاية ثم يلتـ قط خصلة بخفة من شعرها يشتمها بعمق ويملأ صـ دره بعبقها قبل أن يستسلم لسلطان النوم قبلها.    

❈-❈-❈

أتى صباح يوم جديد على تلك المُهمشة التي أذلـ ها عِشقها فكانت تجلس تتأمله وهو مستلقي على ظـ هره جـ وارها وهي تنعي حالها فمنذ أن أتى وهو بحالة يرثى لها، وحقًا أشفقت عليه مثل شفقتها على نفسها فا من فرطت من اجله بآمالها وبَنت عليه أحلامها قلبه متيم بغيرها ويصر على تهميشها لا والأنكى أنها مازالت ترضي بفُتاته دون معارضة  والآن توهم ذاتها  وتتنهد ببسمة لا تتناسب مع

 وضـ عها بعدما تذكرت تلك الجملة التي قالها قبل أن ير تمي بأحضـ انها لتمرر

 يـ دها على

 ملامـ حه المتـ جهمة حتى أثناء نومه وتهمس غير عابئة بفُتات كرامتها البالية:

-انا كمان محـ تجالك ونفسي تحـ س بيا يا "سلطان"


أفرج عن بُنيتاه مع همسها يطالع بسمتها  لبرهة قبل أن يعتدل بجـ لسته متسائلًا:

-نمت أد ايه؟


أجابته مُتلهفة لراحته، تضع الوسادة خلف ظـ هره: 

-من امبارح من ساعة ما جيت وانت نايم

وكان شكلك تعبان اوي حتى نمت بهدومك وبالجزمة وخوفت اقلقك


مـ سد جبهته وهدر بغطرسة ليست غريبة عليه يخرسها : 

-خلاص عرفت اتكتمي و روحي شوفي حاجة اعمليها 


لم تعير غطرسته معها اهمية بل قالت ببسمة تكاد تشق وجـ هها: 

-اقوم يعني…اصلك انت اللي قولتلي محتاجلك و خليكِ جنبي يا "بسمة" لتصمت لبرهة مترقبة حين لم يصدر منه ردة فعل وتتساءل بعدها:

-هو انت مش فاكر! 


تقلصت معالمه ينفر مما تفوه به و رد مبررًا وهو يدفـ عها بيـ ده بحركة قاسـ ية: 

-كنت شارب ومكنتش في وعي

غوري يلا اعمليلي حاجة اكلها 


تكونت الغصة بحلقها واحتل البؤس

 وجـ هها و نهضت عن الفراش تعاتبه وهي تتمـ سك بمقدمة مأذرها البيتي تتوسل شفقته بعينها: 

-يعني يوم ما تقولي حاجة حلوة تبل الريق تبررها وتستكترها عليا


لوح بيـ ده ضاجرًا ثم هدر بملامح متجهمة: 

-"بسمة" وحياة اهلك انا مش فايقلك 


التـ وى قلبها وغرغرت الدموع عينها متسائلة بنبرة استشعر منها شماتة متوارية: 

-اومال فايق لإيه يا "سلطان"؟ 


زمجر غاضبًا ثم هب من الفر اش 

يقبـ ض على رسـ غها هادرًا بلا ذرة رحمة بها: 

-بت انتِ بتبجحي فيا ولا ايه 

انتِ نسيتي نفسك يا تربية الملجأ


تساقطت دموعها  بقهر من معايرته بأصلها وكأنه يتعمد إيلامها ودون اي تدخل من عقلها زلف لسا نها: 

-منستش وعمري ما نسيت إني تربية ملجأ بس متنساش أن تربية الملجأ اللي مش عاجبك ده وبتعايرني بيه احسن من اخت "صالح" اللي باعتك وهربت وفضلت عليك راجل تاني 


وكأنها نزعت فتيله وضغطت على بواطن ضعفه بحديثها فلم تشعر بذاتها إلا وهو يهـ وي على وجـ هها بعدة صـ فعات متتالية ظلت ترتد  معها و تصرخ متألمة على آثارها،  ولكنه لم يرأف بها فقد

 جذ ب خصلاتها يرفع وجـ هها متوعدًا بغضب قاتل: 

-اه يا بنت*** وربنا لعلمك إزاي تردي عليا وهفضحك قدام الخلق كلهم واقول انك رخيصة 


تعالى نحيبها وأَنت تخبره بضعف الحقيقة التي يحاول التبرؤ منها: 

-انا مش رخيصة انا مراتك...مراتك مهما حاولت تنكر وربنا شاهد

 

ابتسم بسمة شيطانية خبيثة اما تتها 

بجـ لدها  ثم هسهس بجبروت أمام 

وجـ هها: 

-محصلش يا روح امك واثبتي لو جدعة 


نفت بر أسها لا تستوعب ما نطق به: 

-اثبت! الورقتين معاك  


نفضها عنه كأنها تثير غثيانه وقال وهو محتفظ بتلك البسمة التي تمـُ يتها بجـ لدها: 

-اعتبري الورقتين طاروا في الهوا


انتفض كل ما بها من شدة ذعرها  وجثت تقُـ بل يـ ده تتوسله بجنون من بين نحيبها: 

-لأ يا "سلطان" أبوس إيـ دك متعملش كده انا اسفة بالله سامحني  


رشقـ ها من عليائه باحتقار شديد ثم قال متقززًا: 

-انا قر فت منك ومن زنك ليشمل هيئتها العادية بطريقة مُقيمة دنيئة ويتابع بعدها:

-وبصراحة واحدة زيك ما تملاش عين أي ر اجل ولا تكـ يفه


لطـ مت وجـ هها بهستيرية ثم ارتمـ ت على حذائه تتابع توسلاتها: 

-انت بتقول ايه لأ… ابوس رجـ لك  انا مليش غيرك بلاش تسيبني ومش هفتح بوقي تاني

 

-انتِ كده… او كده مش هتقدري تفتحي بوقك...انتِ طالق

قالها بجبروت دون رحمة وهو ينفضها بقد مه بعيدًا عنه وكأنها تثير اشمئزازه قبل أن يفتح الباب ويغادر تاركها تتحامل على ذاتها وتنهض عن الأرض القا سية تحاول اللحاق به وإن كادت تخرج من باب شقتها وجدت "عماد" يقف  مشدوهًا كمن أصابته صاعقة من السماء أمامها.

 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميرا كريم من رواية ذنبي عشقك، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة