رواية جديدة قلوب بريئة تنبض بالحب لموني عادل - الفصل 16
قراءة رواية قلوب بريئة تنبض بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب بريئة تنبض بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة موني عادل
الفصل السادس عشر
وصلت للمنزل منهارة فدخلت لغرفتها مباشرة وظلت تبكي لساعات وهي تتذكر حديثها معه ونظرات عينيه لن تنكر بانها كانت تشتاق اليه ولكن كلما قابلته في مكان تتذكر ما فعله معها وما اوصلها اليه فمتي سيرتاح قلبها ويتركها جلادها ومعذبها تعيش حياة طبيعية دون رهبة او تخويف منه ،ازداد بكائها وهي تهمس بانها ستصير زوجته قريبا وان ما هو قادم سيكون الاسواء سيقلب حياتها جحيما فلقد اعترفت لنفسها بان شريف شخص سادي يرتاح عندما يجد من امامه يتعذب ويتألم وهو السبب في عذابها لما وقع حظها في شخص مثله لقد دمر حياتها وسرق قلبها فبعد كل ما اقترفه في حقها لم تستطع ان تحقد عليه او تكرهه تظل تحمل اليه الكثير من المشاعر بداخلها ولذلك تستحق كل ما يفعله معها لانها لا تكف عن التفكير فيه ولم تحاول ان تخبر والديها بحقيقته كاملة فهي تعرفه جيدا فهو السبب في انتحارها واذا ظل الوضع هكذا لربما تعاود تلك التجربة من جديد ظلت هكذا للكثير من الوقت ولم تهدا وتستطيع النور الا بعدما اخذت اكثر من حبة مهدي فهي منذ حادثه انتحارها وهي تتناول تلك الادوية بإرشاد من الطبيب النفسي الذي تابعت معه لفتره من الوقت قبل ان تمتنع عن زيارته مجددا وهي تخبر والديها بانها اصبحت بخير ولم تعد بحاجة للذهاب لطبيب وقررت ملازمة البيت والبقاء بداخله ..
❈-❈-❈
في داخل السجن كان سامي يخطط لهروبه ويتفق مع شخص من اتباعه ليخرجه سريعا من ذلك المكان العفن فهو لم يستطيع المكوث فيه اكثر من ذلك بعدما انصرف احد رجالة ودخل لزنزانته من جديد جلس يفكر فيما هو قادم ويتوعد لمن كان السبب في وجوده هنا فضغط على
اسنانه بقوه وهو يتذكر بأن مؤمن يستمتع بحياته في الخارج بعدما قبض عليه وتم حبسه فكور قبضته يضغط عليها بقوه وهو يرتب افكاره واول شئ عليه فعله بعدما يهرب من السجن هو الانتقام فلقد قرر الانتقام ممن كان السبب ليزج به في ذلك المكان فلقد عرف من احد جاله ان مؤمن تجمعه علاقة حب بفتاة ما ويخرج معها كثيرا تلك الايام فطلب منه ان يتحرى عن الفتاه ويأتيه بكل المعلومات عنها فلقد اعلن الحرب عليه وعلى جميع من يقرب له ..
❈-❈-❈
ظل ينتظرها اسفل الشركة مستنداً على سيارته لما يزيد عن الساعة فلم يريد ان يصعد لاصطحابها حتي لا يسيء زملائها الظن بها ولان سيف اعترض كثيرا على ان يأتي للشركة من اجلها ، فعندما بدات العمل في الشركة ظل يأتي للشركة كل يوم بحجة مختلفة عما قبلها الي ان اكتشف سيف بان سبب قدومة تلك الفتاة الجديدة التي بدات العمل معهما وما يذاع عنها بان والدها شريكهما ، نظر في ساعته عندما وجد الوقت قد تأخر وان عليه الذهاب للعمل فما ان تحرك ليستقل سيارته وجدها تخرج من مقر الشركة وما ان وقع بصرها عليه تسمرت في مكانها وهي تنظر اليه بعشق جارف ثم اخفضت بصرها وهي ترفع خصلاتها خلف اذنيها وتحركت تخطؤ بإتجاهه ، وقفت امامه وهي تقول بخشونه مصطنعة
(( لما انت هنا ))
اجابها مؤمن ببرود
(( لقد اتيت لاري اخي فكم اشتاق اليه .))
ضيقت عينيها تنظر اليه بضيق لينفجر ضاحكا وهو يفتح باب سيارته يشير اليها بالصعود بداخلها طاوعته وجلست بكل اريحيه ليدور حول السيارة وجلس هو الاخر خلف عجلة القيادة واطلق العنان لسيارته وهو يقول بخفوت
(( لقد اتيت لاراكِ قبل ان تذهبي للمنزل ولكني وقفت اسفل الشركة انتظرك للكثير من الوقت فهلا اخبرتني عن سبب تأخرك كل ذلك الوقت في الشركة وقد أنتهي وقت دوامك ؟ ))
برقت عين اسيل غضبا عندما تذكرت مكالمة سيف لها واخبارها بانه يريدها في مكتبه لامر هام فتحدثت اسيل تقول بضيق
(( كنت على وشك المغادرة في موعدي ولكن شقيقك طلبني في مكتبه ووقف امام النافذة معطياً ظهره لي وظل يتحدث عن امور يعلم بانني اعلمها جيدا ولكني لم افهم سبب تاكيده تلك الاشياء فظللت استمع اليه على مضض وما ان اخبرني بان بامكاني الذهاب تحركت للخارج مباشرة .))
همس مؤمن بصوته القاتم قائلا
(( يا له من وغد راني من نافذة مكتبه فتعمد تأخرها .))
ظل يدور بالسيارة لبعض من الوقت وهم يتبادلون الحديث معاً ثم اوصلها لمنزلها وعاد ليكمل عمله من جديد وهو يفكر كيف يرد لسيف ما فعله معه اليوم وانه ضيع ساعة من وقته في الانتظار بدل ان يقضيها مع حبيبته.
❈-❈-❈
في فيلا ابراهيم كان الجميع يستعدون ليذهبون لعقد القران فكانت فرحة سيف لا يضاهيها شيء فاخيرا تحقق حلمه وسيجتمع مع حبيبته لا يهم كيف او ما الذي فعله لتوافق على الزواج كل ما يعنيه بانها ستكون زوجته ومن حقه اراد ان يقيم حفل زفاف كبير ويدعو الجميع اليه ولكنها رفضت واعترضت ، طلبت منه ان يكون عقد قران فقط ثم يجلسون العائلتين معاً لبعض من الوقت ثم يذهبوا لمنزل الزوجية وسيكون ذلك كافياً ، بدا يتحرك الجميع ناحية سيارتهم ليذهبوا لمنزل العروس فلقد تأخر الوقت وقد شعر سيف بالتوتر ويريد انهاء الامر سريعا وان يجد زوجته معه في عش الزوجية وبين يديه ، وصلوا لمنزل ملك فكان كل من في المنزل يملىء قلوبهم السعادة ولكن أين هي ؟ فاليوم عقد القران عائلتها وزوجها المستقبلي وعائلته والجميع ينتظرون قدومها بينما كانت هي في غرفتها تجلس امام مرأتها وهي تنظر لهيئتها المنعكسة فيها تتذكر حديثه معها اخر مره عندما اخبرته ان يظل زواجهم على الورق لفتره وان ذلك شرط من شروط قبولها للزواج منه ولكنه رفض واخبرها انها ستحصل على الكثير في المقابل سيساعد بن عمها ليكمل اجراءات بعثته ويذهب للخارج وهي ستجني الكثير وتأخذ منه ثروة مهوله ابتسمت بشحوب عندما تذكرت حديثه هذا والمال الذي يتحدث عنه وكأن الامر يعنيها ولكن ما باليد حيله ستتزوج منه وسترضي بكل ما يريده منها حتي لو كان ذلك سيتسبب في ازهاق روحها ستتحمل كل شيء منه وعلى وجهها ابتسامة جميلة وراضيه ، طرقات على الباب جعلتها تقف من مكانها فزعة فلقد حان الوقت استدارات تنظر لمن وقفت امامها بإبتسامة محبه وعينين مبللتين من اثر الدموع لتتحدث والدتها هامسة بتعب
(( لقد اتي المأذون وهو ينتظر في الخارج فهل انتي جاهزة ؟ ))
اؤمات لوالدتها بهدوء وهي تهديها ابتسامة متوترة لتقول والدتها
(( ساأتحدث مع سيف واخبره عن حالتك الصحيه وانكم ستظلون لفترة حتي تتحسن حالتك ويأذن لك الطبيب ان تمارسي حياتك كزوجة طبيعية تعلمين بان ذلك الامر فيه خطورة على حياتك .))
فغرت شفتيها واتسعت عيناها قليلا ولكنها تحدثت لتقول بهدوء
(( أمي لقد اخبرته عن وضعي الصحي من قبل وارجوا منكِ بالا تتدخلي في الامر واتركيني اتعامل فانا لم اعد صغيره فسيف على علم كامل بحالتي الصحية .))
صمتت والدتها تنشج بقوه وهي تحاول السيطرة على مشاعرها فلاول مرة ستتركها ابنتها فأقتربت منها واخدت تقبلها برفق وانزلقت دموعها على وجنتها لتمحيها سريعا وهي تهديها ابتسامة من بين دموعها ثم امسكت بكفها تسحبها معها للخارج ..
❈-❈-❈
بعد عدة ساعات كانت تقف امام مبني اقصي ما يقال عنه شاهق وقفت تنظر لعلو المبني بخوف فسحب ي-دها واخذها وصعد للاعلي لشقة خاصة به قرر قضاء شهر العسل بها وصل الشقة وفتح بابها ثم دخل وادخلها معه ، قفل الباب خلفه ينظر اليها بشغف فرأي خوفها وذعرها ضحك سيف بسخرية مريره ، اقترب منها فاخذ يتحسس ج_سدها ثم حملها بين ذراعيه ودخل بها لغرفة النوم ، سطحها على الفراش ومال فوقها يحتجزها بين ذراعيه حاولت ملك الفرار منه ولكنه حاصرها بعد مرور نصف ساعة كان يعرف سحر تلك اللحظة من قبل ان يختبرها كان يعلم على الرغم من جنون مشاعره رفع راسه ينظر اليها بإعتذار يعترف انه كان عنيف معها ولم يراعي بانها مرتها الاولي وجد بصرها مثبت عليه وقد اتسعت عيناها بينما نبع الالم منهما انهارا كي تنساب على وجنتيها فأفاق سيف في تلك اللحظة فكيف تجرأ وفعل ذلك دون ارادة منها ضمها لصدرها واخذ يعتذر عما حدث وانه لم يقصد اذيتها ابدا ولكنها لم تكن تستمع لاي كلمة مما ينطقها كانت تشعر بالآم مبرحة في سائر جسدها بينما كانت ضربات قلبها في ازدياد وقد بدأ لون شفتيها يتغير للون الازرق ووجهها صار شاحباً شحوب الموتي نظر اليها برعب لا يعرف كيف يتصرف معها او ما الذي اصابها .
❈-❈-❈
حاول سيف انعاش ملك وعندما وجدها لم تستجيب له حملها وذهب بإتجاه المرحاض وضعها في حوض الاستحمام وفتح مرش المياه فوقها ، اخذ يضرب على وجنتيها لتستفيق بدات تحرك جفنيها ببطء ، رفعت وجهها ببطئ شديد تتطلع الي ملامحه الخائفه فما ان وجدها افاقت تنظر اليه حضنها ليضرب صدرها بعنف وانفاسه تلفح بشرتها يهمس باسمها همسة خشنه متضاربه بتضارب مشاعره بتلك اللحظه الا انها كانت تبدؤ وكأنها لا تنتمي لعالم الاحياء كانت تنظر للفراغ ابعدها عنه ونظر بداخل عينيها ليري نظرة آسي ضربت أعماقه رغم عنه فقال يسألها
((هل انتي بخير ))
شعر بها تريد التكلم وقول شيء ما ولكنها بدلت رايها واكتفت بإيماءة كإجابة على سؤاله امسكها من معصمها يوقفها لتخرج من حوض الاستحمام ثم تركها واقفة في وسط المرحاض بملابس مبتلة تشعرها بالبرد لتجده يدخل وفي يده ملابس لها يطلب منها التجرد من ملابسها المبتله وارتداء التي احضرها لها نظرت اليه وانتظرت ليخرج من المرحاض فلم تعد تتحمل البرودة التي تنخر في عظامها ليتحرك على مضض وعلى وجهه ابتسامة مستفزه وكأنها يخبرها بانه راي كل شيء ولم يعد هناك ما لم يراه بعد بدلت ملابسها ووقفت تطالع هيئتها في المرآه ودموعها تتساقط على وجنتيها فهي تعلم بان ما حدث ليس خطأه بمفرده بل هي شريكته في الخطأ فلم تخبره بأنها مريضة وحالتها متأزمة فمنعها الطبيب من ممارسة الحياة الزوجية بصورة طبيعية إلا بعد ان تخضع للعلاج ، نظرت للون شفتاها الازرق وعرفت بان وضعها صعب وسيتدهور ان لم تأخذ ادويتها في الحال ولكن ادويتها في حقيبتها ولن تستطيع ان تأخذها امامه فهي لن تخبره عن حالتها الصحية وستحاول ان تعيش حياتها معه في هدوء دون ان يمغص عليهم حياتهم شيء .
❈-❈-❈
كان ادهم يحاول الالتزام وتغيير حياته للافضل وعدم السهر مع اصحاب السوء فحفل زفافه وعقد قرانه لم يتبق عليه الكثير قرر الذهاب لمنزلها ورؤيتها والجلوس معها لبعض من الوقت فهي ترفض الخروج معه وعندما يتحدث معها علي الهاتف تكون فتاة اخري وكأنه تم تبدليها هل اخيها هو السبب فهو يشعر بأن اخيها لا يحبه ولا يتقبل وجوده لا يعرف سببا لذلك هل مازال يحمل ضغينة تجاه منذ ان تقابل معه وتشاجروا في الجامعة بسبب اروي فهذه كانت اول مرة يعرف بان لاروي اخوه وصل ادهم لمنزلها ووقف يضغط على جرس الباب ينتظر ان تفتح له ، فتح وليد الباب ووقف ينظر اليه بإذدراء واضح ثم اشار اليه بالدخول دخل ادهم للمنزل وهو يبحث عنها ببصره في كل اتجاه ولكنه لم يراها فجلس بإراحيه وتحدث يسأل وليد عنها قائلا
(( أين اروي فانا لم اراها لقد اخبرتها بانني قادم ؟))
مط وليد شفتيه وتحدث بضيق قائلا
(( انتظر ساناديها .))
تحرك وليد يخطو نحو الطابق العلوي لينادي أروي فوقف امام باب غرفتها وطرق عليه بهدوء وهو يتمني من داخله ان يجدها نائمة او لا تفتح له ولكن ضربت بإمنياته عرض الحائط وهو يجد الباب يفتح وهي تطل عليه فتحدثت مباشرة تقول
(( هل وصل ادهم ))
أومأ لها والتفت ليغادر ولكنه تراجع ونظر اليها مطولا ثم قال
(( ما الذي اعجبك به فهو اعني ؟ ))
قاطعت حديثه فلن تسمح له بالتحدث عن خطيبها وزوجها المستقبلي فهي تعرف ادهم جيدا اكثر مما تعرفه هو شخصيا فلقد تعرفت على ادهم قبل ان تعلم بان لديها اخوه فقالت
(( لن اسمح لك بالتحدث عنه بالسوء ورأيك فيه لا يعنيني يكفي بانه يعجبني ووالدي موافق على هذا الارتباط .))
تخطته وتحركت تنزل درج السلم متجهة ناحية ادهم فرحبت به وجلست معه مطولا يتسامرون ويتفقون على بعض الاشياء التي سيبدأون في شرائها في الايام القادمه ليغيروا اساس المنزل ويستعدون لحفل الزفاف .
رن هاتفه أكثر من مرة وهو جالس معها فتجاهله ولم يرد عليه فنظرت للهاتف لتجد بأن لبني هي من تتصل به فتحدث بغضب قائله
(( لما مازالت تتصل بك ؟ ما الذي تريده منك ؟))
هز كتفيه دليلا على عدم معرفته ثم قال
(( لا اعرف فانا لم اجيب عليها كما رايتي .))
ابتسم قليلا وهو يري غيرتها وحاول جاهدا التحكم في نفسه ثم قال
(( هل تغارين علي من لبني ؟))
عبست ملامحها واردت اخباره بانها تكره لبني وان ذلك الكره متبادل وأنها تعلم ايضاً بأنها تحمل اليه مشاعر حب ولكنها قالت
(( لا ولما سأغار ! ))
صمتت قليلا تتابع ملامح وجهه الغاضبه وشعرت في تلك اللحظة بانه على وشك الانفجار بها فهي لا تتعامل معه على اساس انهم اثنين مخطوبين وتجمع بينهما المشاعر فقالت
(( هل مازلت تسهر مع اصدقاءك ؟ ))
هز راسه نفيا ثم قال
(( لا لم اعد اسهر بل اظل في المنزل حبيسا في غرفتي افكر في من تشغل بالي وقلبي .))
فغرت شفتيها قليلا وهي تنظر الي عينيه بصدمه لتنتشلهم والدتها التي اقتربت منهما ترحب بادهم وجلست تتحدث معه في امور شتى واكتفت اروي بمتابعة الحديث الدائر بينهما فقط ..
❈-❈-❈
احست انها بحاجة الي هواء نقي بصورة ملحه والا فستختنق وتموت فتجهت ناحية الشرفة فوقفت وسرعان ما اطلقت العنان إلي شهقاتها شهقات عاليه مختنقة في ذات الوقت وكأنها طائر مذبوج يرفرف في لحظاته الاخيرة رفعت ي-دا واحدة تضغط بها على إحدي عينيها بقوه بينما ي-دها الاخري ممسكة في سور الشرفة وكأنها على وشك السقوط منها كيف استسلمت امامه صاغرة بهذا الشكل المخزي لقد تخيلت بان تجربتها للانتحار صنعت منها فتاة اقوي ولكنها اخطات فلقد صنعت نهي اضعف مما كانت تابعت شهقاتها حتي سقطت على ركبتيها فوق بلاط الشرفة بينما كان هو في منزله يضجع فوق فراشه مستمتعا برؤيتها اليوم وتحدثه معها فكم كان يشتاق اليها عليه ان يتحدث مع والدها مجددا ويعجل في امر الزواج فهو لم يستطيع الانتظار اكثر من ذلك التفت بوجه ناحية الطاولة الموضوعة بجوار الفراش وامسك بالصور الموضوعة فوقها صور لنهي وهي معه في شقته الخاصة تلك الصور التي ابتزها بها وهدد بانه سيرسلها لوالديها ان لم تستمع لكلامه فتسببت في محاولة انتحارها ظل ينظر للصور ويتفحص كل وضعية منهم وهو يتذكر كل تصرف فعله معها فنفض عن راسه تلك الذكريات وكأن الامر لا يعنيه نعم يعترف بانه يحبها ولكن طريقته في الحب مختلفة كليا عن اي شخص اخر لا يعرف اذا ما كان حبا ام تملك ، او حبا تتغلب عليه ساديته ظل لكثير من الوقت يفكر ويتحدث مع صورها الي ان اتصل عليه اصدقائه ليذهب اليهم ويسهرون معا فلبي دعوتهم وذهب ليحظي بالقليل من المتعة والراحة النفسية معهم ..
وصل شريف للملهي الليلي الذي يجتمعون به ويحظون بوقت ممتع بداخله فرحب باصدقائه وجلس على مقعده وهو ينظر للمكان من حوله وكانت عينه تبحث عن شخص معين فقال بصوت مرتفع حتي يسمعونه
(( الم يأتي ادهم ؟ ))
عبست ملامح لبني ومطت شفتيها ليتحدث مراد قائلا
(( لا لم ياتي لقد اتصلت به لبني كثيرا ولكنه لم يجيب فهو يحضر لحفل زفافه وسينسي السهرات .))
ضحك شريف بملء صوته وهو يقول
(( عن من تتحدث عن ادهم اسمعني جيدا ادهم لن ينسي تلك السهرات ابدا سيمل قريبا وسرعان ما سيعود لحياته وسهراته .))
ابتسمت لبني من داخلها وهي تقرر بانها لن تنتظر لتري ادهم مع فتاة اخري ستفعل ما يتوجب عليها لتوقف ذلك فلن تنتظر ان يمل ادهم ويعود اليهم فادهم لها هي فقط ومن حقها هي .
خرج ادهم من منزل عائلة اروي استقل سيارته عائدا لمنزله صدح رنين هاتفه مجددا ليتأفأف وهو يطالع رقم المتصل ليجد مراد هو من ينير هاتفه باسمه زفر انفاسه قبل ان يضغط على زر الايجاب لياتيه صوت مراد قائلا
(( اين انت يا ادهم ولما لا تجيب علينا نحن مجتمون الن تأتي ؟ ))
رفع حاجبا متوجسا وهو يساله مستفسرا
(( هل لبني موجودة ايضا ؟))
اجابه مراد بنعم ليعتذر منه ادهم وهو يخبره بانه لم يستطيع القدوم وربما يجتمعون في وقت اخر ضغطت لبني على اسنانها بقوة تسحقهم وقد فهمت مغزى حديثهم وان ادهم يتهرب منها منعا للمشاكل مع حبيبته فقررت ان تسرع في تنفيذ خطتها وتبعد تلك الفتاة عنه حتي لو لم يتبق امامها سوي القتل ..
❈-❈-❈
خرجت ملك من المرحاض لتجده جالسا على اريكة مقابلة للفراش فتحدث قائلا
(( هل تحسنت حالتك ؟))
هزت راسها نفيا بشرود ثم همست بصوت ضئيل مختنق
(( لا فانا احتاج لمسكن قوي . ))
نظر اليها طويلا بصمت ثم قال
(( حسنا سأبدل ملابسي واذهب لاحضره لكِ ))
اؤمات له ثم صمتت وهي مخفضة وجهها ليتخطأها سيف ويذهب ناحية خزينة الملابس يبدل ثيابها ثم سألها قائلا
(( هل تريدين شئ اخر غير المسكن؟))
هزت راسها بالنفي فلا تستطيع التكلم تشعر بان قواها قد استنزفت وفقدت القدرة على التحدث فتحرك لخارج الغرفة وذهبت هي تجلس على الاريكة وهي تشعر بالتعب والدوار يلفها فوقفت تبحث عن حقيبتها وما ان وجدتها اخرجت ادويتها وتناولتها سريعا ثم ارتمت على الفراش لا تعرف اذا ما كانت ذهبت في النوم او فقدت وعيها ..
❈-❈-❈
في منزل خالد كانوا ملتفون حول طاولة الطعام يتناولون وجبة العشاء بصمت كعادتهم ففاطمة منذ ان تزوج زوجها من ليلي وهي تتجنب الجميع كما كانت طوال حياتها فلم يتغير أي شئ فخالد سيبقي كما هو يظهر حبه لليلي دون اي مراعاة لمشاعرها لا تنكر بانه يحاول معاملتها معاملة حسنه وتعويضها عن ما مرت به وتحملته من سنوات عجاف ظلت بها بجواره تعيش معه تحت سقف منزل واحد كالاغراب كلا منهما منعزل عن الاخر يعيش في وادي غير الاخر رفعت بصرها ترمق ليلي بغضب فهي دائما كانت بينها وبين خالد والان تشعرها بانها هي الدخيلة التي سرقته من زوجته وابنائها ، ولكن ذلك لم يحدث فليلي هي من عادت لتسرق منها زوجها وحياتها تشعر بغصة في حلقها كلما رات خالد قريب من ليلي فهي تعلم ما يحمله في قلبه من مشاعر عشق تجاهها لينقلب الامر وتشعر بنغزة قوية تضرب قلبها بقوه لتجلس بمفردها وتظل تبكي الي ان ترتاح فتجلس تصلي وتدعو ان لا تجد ابنتها العناء في حياتها كما عانت هي التفتت ببصرها ناحية خالد تري السعادة المرسومة على وجهه والراحة التي يشعر بها لتجمع عائلته حوله ابتسمت ابتسامة خفيفة ثم نظرت لطبقها واخذت تكمل تناول وجبتها وتداري المها بداخلها لعل يأتي يوم قريب تجد راحتها وسعادتها التي سرقتها الحياة منها .
يتبع