-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 17 - 2


رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل السابع عشر

الجزء الثاني


العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈


داخل منزل سالم عُثمان

كانت تتحدث إلى شقيقها الذي وصل للتو إلى مطار الإسكندرية ووجد سليم فى إستقباله،دخل شريف من باب الغُرفة فأنهت هى حديثها مع شقيقها وتحدث إليها زوجها مستفسراً:

-بتتكلمى مع مين يا عالية؟ 

أجابته بإقتضاب دون النظر إليه: 

-ده رؤوف،كان بيقول لى إنه وصل مطار إسكندرية خلاص 

تنفس بهدوء ثم تحرك إلي أن أصبح أمامها ثم تحدث بعيناى لائمة:

-هو إحنا هنفضل زعلانين كدة كتير؟ 

إقترب عليها ثم أمـ.ـسك خُصلة من شعر رأسها وبات يُحركها بين أصابع يـ.ـده واسترسل بدلال:

-هو ما حدش قال لك إن النهاردة الواقفة ولا إيه؟


أجابتهُ ساخرة: 

-لا إزاى،قالوا لى طبعاً،كل سنة وانتَ طيب 


تحدث بمشاكسة: 

-طب اللي قال ده مابلغكيش إنها بتبقى ليلة مُفترجة وإن الراجل بيدخل أوضته ما بيعرفهاش من كُتر الورد اللي بيبقي متبعتر فى الأرض وعلي السرير وفى كُل مكان؟ 

واسترسل بدُعابة: 

-وما قولكيش بقى على الترتر والريش اللي الست بتبقى غرقانة جواه 

رسمت بسمة سخيفة فوق فمها وتحدثت ساخرة: 

-الحقيقة اللى بلغنى قال لي حاجة تانية خالص،حكي لى عن الراجل النِكدي اللي عَيش مِـ.ـراته وغرقها طول شهر رمضان فى غم ونكد،وجاي ليلة الوقفة وعاوز يِـ.ـدعك الفانوس السِحرى علشان يحقق له أحلامه المُنـ.ـحرفة 


ترك خصلتها وحاوط بيـ.ـديه حول خصـ.ـرها ثم جـ.ـذبها إليه بقوة وتحدث:

-وبعدين معاكِ يا لولو،هتفضلى لاوية بوزك ومنكدة عليا كدة كتير،أبوس إيـ.ـدك كفاية نكد بقى

ثم مال علي جانب شِـ.ـفتها ووضع قُبـ.ـلة وتحدث بإثـ.ـارة: 

-إفرجيها علينا دي النهاردة الوقفة


جحظت عيناها وتحدثت بإبانة:

-وكمان طلعت فى الأخر أنا اللي بنكد عليك يا شريف؟ 

يعنى مش سيادتك اللى متغير فى معاملتك معايا من وقت مشكلة مليكة مع ياسين؟ 

واستطردت مُفسرة: 

-وبرغم نرفزتك عليا وقتها إلا إنى كبرت دماغى واديتك عُذرك، ومع ذلك لقيتك بتتمادى بعدها وكل شوية تفكرنى بالموضوع وكأن أنا اللى كُنت السبب في اللي حصل


تحدث أمام عيناها بنبرة حنون كي يسترضاها: 

-طب خلينى أنا زعلت شوية علشان أختى وأتغابيت وأتنرفزت عليكِ،تقومى تاخدى مني جنب وما تعبرنيش من وقتها وتعتبرينى مش موجود أصلاً؟  



أجابته بنبرة حادة: 

-وكُنت عاوزنى أعمل لك إيه إن شاء الله،أقعد اتذلل لسيادتك يوماتى واشكي لك نـ.ـار سُهادي من مُر البُعاد لحد ما تحن عليا؟ 


ضحكة عالية أطلقها ذاك المُحب الولهان وتحدث وهو يقترب عليها: 

-أنا أسف،سامحينى بقي ما يبقاش قلبك إسود كدة


إبعد يا شريف وما لكش دعوة بيا خالص...جُملة حادة قالتها علياء بنبرة زائفة


أجابها وهو يهمـ.ـس أمام عيناها مما بعثر كيانها: 

-طب لو سمعت كلامك وبعدت،هتقدري على بُعدى؟ 


هقدر طالما إنتَ بتقدر...جُملة نطقتها بدلال وهى تمُط شـ.ـفتاها للأمام فى مظهر أثـ.ـار جنونهُ مما جعلهُ يتناولهما بين خاصته وذاب بهما داخل قُبـ.ـلة عنـ.ـيفة أثـ.ـارت جنون كلاهُما وأنستهم خلافهما وذابا معاً بعالمهما الخاص ليسبحا داخل جولة عشقية جديدة فى ليلة شتوية دافئة 

  

❈-❈-❈


داخل غُرفة ثُريا، ترقد فوق تختها تشعُر بالإحتواء بين أحبائها المُقربون بعدما غادر باقى العائلة كُلٍ إلى منزله،أنس ومروان وعز الماكثون بأحضـ.ـانها،إبنتيها ومليكة،رؤوف وسليم وسراج وياسين الجالس بقلبٍ يغلى من شدة غيرته كُلما نظر على تلك الجميلة ورأى كَم إحمرار وجهها المتوهـ.ـج وأبتسامتها الساحرة وهى تتحدث مع أطفالها وثُريا

تحدثت ثُريا إلى رؤوف بصوتٍ ضعيف: 

-أكلت يا حبيبي؟ 

أجابتها يُسرا مفسرة: 

-قُلت له من شوية يا ماما بس ما رضيش،قال لى لما أجوع هقول لك


نظرت إليه تلومهُ فتحدث سريعاً: 

-أنا فطرت في البيت يا عمتى وصدقينى لو جُعت هخلى أبلة يُسرا تحط لى الأكل  


إبتسمت له ثم تحدثت بتأكيد: 

-إوعى تقول لأبوك إني تعبت يا رؤوف 

نظر إلى ياسين وتحدث بنبرة هادئة: 

-سيادة العميد نبه عليا وقال لى 


إبتسامة باردة إرتسمت فوق ثغر ذاك المُـ.ـستشاط،نظر رؤوف إلى سارة وابتسم لها بادلته إياها برقة مما جعل أيسل تلكزها بكفها وباتت الفتاتان تتهامـ.ـستان وتتبادلا الحديث 



هب واقفاً بعدما فاض به الكيل وطفح وتحدث بلهجة جادة:

-يلا يا جماعة كُل واحد على بيته علشان عمتى ترتاح،الساعة عدت 12


أنا هبات مع ماما،وأنا كمان يا يُسرا...كان هذا رأي يُسرا ونرمين


أكدت ثُريا على حديث ياسين مُعقبة:

-ما حدش هيبات معايا،الليلة ليلة عِيد وأنا مش عاوزة أكون السبب فى إن حد يزعل أو يتضايق،يلا كل واحد ياخد مراته وولاده ويروح علي بيته،أنا خلاص بقيت كويسة 



هتفت يُسرا برفضٍ قاطع: 

-ريحي نفسك يا ماما،أنا مش هتحرك من هنا واسيبك وإنتِ تعبانة كدة


أكد سليم على حديثها قائلاً: 

-يُسرا عندها حق يا ماما،لازم حد يبات معاكِ علشان ياخد باله مِنك 


تحدث ياسين كى يُطمأن الجميع: 

-أنا ومروان هنبات معاها،يلا كل واحد على بيته


إنسحب الجميع بعد إقتناعهم وضل أيسل ورؤوف الذي إنتابهُ الإحباط فور ذهاب حبيبتهُ حيثُ إنطفئ بريقهُ بمُجرد غيابها عن ناظريه،أراد أن يُخرج حالهُ من ما أصابهُ فتحدث بإبتسامة وهو ينظر إلى تلك التى تُجاور ثُريا الجلوس بهدوء:

-أظن كدة وجبت القهوة من إيـ.ـد الأستاذة مليكة


إبتسمت وتحركت إلى المطبخ تحت نظرات ذاك الذي إِمْتَلأَ داخلهُ غَيْظا،وقف وتحرك خلفها وجدها تقف أمام الموقد تُقلب ركوة القهوة بهدوء،نظر إلى مُني التي تجاورها الوقوف وتحدث بنبرة جادة:

-إطلعي برة يا مُني 

شعرت برعشة تسري بجَـ.ـسدها حينما إستمعت لصوتهِ من خلفها،تحرك إليها ثم نطق بنبرة جادة:

-إعملي القهوة وأديها لمني تدخلها وإطلعي علي فوق 


حولت بصرها إليه وأردفت وهى تنظر لهُ بملامة:

-وإنتَ يا ياسين،مش هتطلع معايا؟ 



نظر أمامهُ بملامح وجه مُبهمة، تنهدت بأسي وامـ.ـسكت الركوة وصبت منها بعض القهوة بداخل الكوب المخصص ثم بسطت يـ.ـدها وتحدثت بنبرة هادئة: 

-إشرب قهوتك

هتف بنبرة حادّة دون النظر بعيناها: 

-ما قولتلكيش تعملى لى قهوة


لمـ.ـست كف يـ.ـده مما جعل القشعريرة تُصيب جـ.ـسدهِ وتحدثت وهى تضع كوب القهوة بداخلهُ: 

-إشرب قهوتك يا ياسين،علشان خاطرى 


إبتلع لُعابهُ حين إستمع لنبراتها المُترجية بنعومة أثـ.ـارت جنونهُ،تناول قدح قهوته منها مُتعمداً عدم النظر لعيناها كي لا يرضخ لهما ويجد حالهُ يُرتمى بأحضـ.ـانها ويتمـ.ـسح ليتنعم بداخلها،

بدأت بصب قهوة رؤوف وصاح بنبرة عالية منادياً على مني التى أوصلتها إلى رؤوف وتحركت إلي غرفتها بناءاً على اوامر ياسين لها،بدأ بإرتشاف قهوته تحت إرتياحها


تحدثت بنبرة حنون لتُجبرهُ على النظر داخل عيناها:

-ياسين،ياسين 

دون شعور منه حول بصرهِ يتعمق بعيناها كمسحور فاسترسلت بعيناي تنطقُ عِشقاً: 

-إطلع معايا فوق ومروان هيبات مع جدته 


سحب عنها بصره ثم تنفس بصوتٍ عالي وتحدث بنبرة حازمة وملامح وجه عابسة كى يُخبرها أنهُ مازال غاضباً منها: 

-إتفضلى إطلعي وانا هخلي مُنى تطلع لك عز يبات معاكِ 


بس أنا عوزاك إنتَ يا ياسين...جُملة نطقتها اظهرت كم تشتاقهُ وتُريد رضائهُ 

إبتلع لُعابهُ ونظر إليها وتحدث بنبرة خرجت حنون: 

-مش هينفع يا مليكة،عمتى لسة تعبانة والدكتور قال إنها ممكن لاقدر الله تتعب فى أى وقت،وأنا مش حابب أخليها تحس إن البيت فاضي عليها في ليلة العيد،هقعد جنبها أنا والأولاد نسليها ولما تنام هاخدهم وننام فى الأوضة اللى جنبها 



إبتسمت له برقة أربكته وجعلته يُميل على كريزتـ.ـيها دون وعى متناسياً كرامتهُ وقام بتقـ.ـبيلها برقة نال بها إستحسانها،نظر كُلً منهُما داخل عيناى الأخر فزادت سُرعة نبضات قلبهُ وما شعر بحالهِ إلا وهو يلف يـ.ـداه حول خصـ.ـرها ويرفـ.ـعها لمستواه،شعرت بحالها كفراشة تُحلقُ فوق الزهور،وضعت كف يـ.ـدها الناعم فوق وجـ.ـنتهُ النابتة وباتت تتلمـ.ـسها مما أثـ.ـار جنونهُ ونزل على شـ.ـفتيها يُقـ.ـبلهما بنهم بادلتهُ شعورهُ وباتت تُشدد من ضـ.ـمته بوله،قطع وصلة جنونهما صوت تلك الغاضـ.ـبة التى حضرت لتبحث عن أبيها فرأت ذاك المشهد الذي حَـ.ـرق روحها وزاد من حِنقها تجاه سارقة أبيها،تراجعت سريعاً إلي الخلف وصاحت بصوتها الغاضب قائلة:

-بابي

إرتبك وانزلها سريعاً وبات يُعدل من ثيابه بعدما وعى على حالهِ وما أقترفهُ من فعل لا يليق به كرجل مسؤل وأب وزو ج،فما كان عليه ان يفعل هذا ويضع حاله وزو جته في هذا الموقف المُخجل لكليهما،لكنهُ الوله هو من أوصلهُما لتلك الحالة،تحمحم وتحدث بصوتٍ جاد بعدما تناول قدح قهوته وتظاهر بإرتشافه:

-تعالى يا سيلا


دخلت الفتاة بملامح وجه حادة وتحدثت وهى ترمق مليكة بنظرات فتـ.ـاكة: 

-يلا علشان نروح مع بعض

واسترسلت بإبانة وهى تنظر إليه: 

-الباشمهندس رؤوف ومروان هيباتوا مع نانا


واستطردت بنبرة حنون وهى تنظُر داخل مقلتاه بترجى كى تستجدى موافقته كما خططت لها قسمت وداليدا: 

-أنا عوزاك تبات فى فيلا جدو علشان تيجي تصحينى بنفسك زي زمان،ونقوم نصلي العيد مع بعض أنا وإنت وحمزة


ثم مالت برأسها للجانب الأيمن وتحدثت وهي تتطلع عليه بإستعطاف: 

-نفسي أول حاجة تشوفها عيونى أول ما افتحهم علي التكبيرات تكون إنتَ يا حبيبي



إتسعت عيناى مليكة بذهول من براعة تلك الصغيرة وحديثها الذي أثَر بها هى شخصياً،إبتسم ياسين لصغيرته الذي يعلم بفطانته أن هذا الحديث ما هو إلا خطة منها لإبعادة عن مليكة التى باتت مؤخراً تبغضها 


إلتف بجـ.ـسده واضعاً الكوب داخل الحوض ثم تحرك إليها وقام بوضع كفاه حول وجنتيها وتحدث تحت دقات قلب مليكة المُترقبة:

-طب إيه رأيك إنى هحقق لك أمنيتك بس من غير ما نبات فى ڤيلا الباشا


نظرت إليه فتحدث هو بإبتسامة هادئة:

-إيه رأيك نقضي الليل كله جنب نانا ثُريا وبعد ما تنام نتنقل الأوضة اللي جنبها ونفضل نحكى حكايات لحد تكبيرات العيد 



من مجرد تخيُلها للمشهد غمرتها حالة شديدة من السعادة وأردفت بنبرة حماسيّة:

-موافقة بس بشرط



رفع حابيه بإستنكار فهتفت سريعاً:

-تتصل بطنط يُسرا وتخليها تبعت سارة علشان تسهر معانا   


إبتسم لسعادة صغيرته وتحدث بموافقة: 

-روحي إتصلي عليها وخليها تجهز هى وياسر وتنزل تبلغ مامتها،وأنا هبعت حمزة ومروان يجيبوها


هزت رأسها بموافقة حماسيّة،تحركت مليكة منسحبة للخارج بعدما شعرت بالحرج فأمـ.ـسك بكفها واوقفها مما جعل أيسل تشعر بالغيرة وتحدث هو:

-إطلعى إرتاحى وأنا هنيم عز معايا

واسترسل بإبتسامة وهو يُربت بكفهِ فوق كَتفها: 

-ما تنسيش تقفلى البلكونة كويس لأن الجو برد النهاردة


حاضر...كلمة رقيقة خرجت منها ثم استرسلت بنبره حنون لكليهما:

-تصبحوا على خير

إبتسم لها وأجاب بنبرة هادئة:

-وإنتِ من أهله



على الفور حول بصرهِ إلى صغيرته الصامتة ورمقها بحِدة ليحِـ.ـسها على التحدث،إرتبكت من نظرة والدها لها وتحدثت رُغماً عنها بنبره رخيمة: 

-وإنتِ من أهله


إنسحبت مليكة إلى الأعلى وتحرك هو الى ثريا وجلس الجميع بعدما أتت سارة وبدأوا يتثامرون ويطلقون الضحكات أثر دُعاباتهم  

❈-❈-❈


داخل غُرفة سليم ويُسرا،كانت تقبع داخل أحضـ.ـانهُ بعدما قضت معهُ ليلة رومانسية حالمة،رفعت وجهها وتحدثت بعدما أخذت نفساً عميقاً أظهر كم كان يومها صعب: 

-ياه يا سليم،أنا مش مصدقة إن اليوم الصَعب ده عدى على خير وماما بقت كويسة 


أجابها بكلمات حنون: 

-الحمدلله يا حبيبتي،حاولي تتخطي اللى حصل وتنسيه



تنهدت ثم قطبت جبينها وأردفت بإيضاح: 

-أنا مش هرتاح غير لما أعرف إيه اللي حصل بالظبط بين ماما وطنط منال وخلاها وقعت من طولها بالشكل ده


ثم نظرت إليه واسترسلت بتوجُس:

-أنا حاسة إن طنط منال قالت لها حاجة هي اللي عملت فيها كدة، بس إيه هى الله أعلم 


أجابها بهدوء: 

-إبقي إسأليها بكرة يا حبيبتي وأكيد لو فيه حاجة ماما هتقول لك عليها،والوقت يلا ننام علشان إحنا تعبنا قوي النهاردة والمفروض إننا هنقوم بدري عشان صلاه العيد


ثم مال على جبهتها ووضع قُـ.ـبلةً حنون وتحدث:

-كل سنه وانت طيبه يا حبيبتي 

أجابته بنبرة رقيقة وبعيناى عاشقة: 

-وإنتَ طيب يا حبيبي

ثم دثرت حالها داخل أحضـ.ـانه لتدخل بعدها فى سُباتٍ عميق



صعد عز الى جناحه المشترك مع منال بعد جلوسه مع شقيقهُ ما يُقارب من الساعة وهو يشكو لهُ همهُ وما حدث،وجدها تجلس فوق الفراش بلبـ.ـاسٍ نومٍ شـ.ـفاف وبكامل زينتها ناثرة عِطرها علي جـ.ـسدها ويبدوا من مظهرها أنها بانتظاره،دون تفوههُ بحرفٍ واحد تخطى وجودها وذهب إلى خزانة ملابسهُ وقام بأخذ بيجامة ودخل إلي الحمام وقام بإرتدائها سريعاً،تحرك من جديد مُتجهاً إلى الخارج متجاهلاً وجودها تماماً،أسرعت عليه تلك المرتعبة وسألته بإِسْتِفْهام وهى تتشبث بذراعهُ بقوة: 

-رايح فين يا عز؟ 

نفض عنه ذراعها بإشمئزاز وكأنها عدوى يخشاها وتحدث بنبرة صارمة:

-إبعدى إيـ.ـدك عنى

هتفت بنبرة زائفة:

-صدقنى يا عز ما حصلش حاجة لكل اللى بتعمله ده  


أجابها بحِدة:

-بكرة هعرف بنفسي،لما أسأل ثُريا واكشف كذبك



إبتلعت لُعابها وتحدثت بدلال انثوى مُصطنع وهى تقترب منه وتدلـ.ـك لهُ صـ.ـدره فى حركة رخـ.ـيصة منها لحثه على الإقتراب لتُنسيه داخل أحضـ.ـانها جُل ما حدث:

-طب تعالي نام فى حُضـ.ـنى لحد ما ييجي بُكرة وتتأكد من كلامى 

واسترسلت بنبرة توسلية: 

-أرجوك يا عز ما تفرجش الخدم علينا وتقلل مِننا قدامهم 



تجهمت ملامح وجههُ وتحدث بإحتدام: 

-هو ده كل اللى هامك فى الموضوع،شكلك قدام الخدم واهل البيت!طب والسِت اللي كانت هتموت بسبب حقدك وغبائك؟ 


صمت للحظات مدققاً النظر عليها ثم استطرد بتَباغُض: 

-ملعـ.ـون أبو شكلك قدام خَدمك على أبو منظرتك قدام الناس اللي قرفتينى بيها طول السنين اللى قضيتها فى سجنى معاكِ



قال كلماتهم وخرج كالإعصار منسحباً إلي الخارج واتجه إلى الغرفه المجاورة لها ليقضي بها ليلته بعيداً عن تلك التي ما عاد فى إستطاعته حتى أن يُشاركها الهواء الذي يتنفسهُ



خرجت مليكة إلي شُرفتها تنظر للسماء وتشكو لليل همها،وجدت ليالي مُمـ.ـسكة بسور شرفتها الخاصة تنظر امامها بملامح وجه غاضبة بعدما هاتفتها أيسل وابلغتها بإفشال والدها لخطتهم،نظرت بجانبها وجدت مليكة تتطلع عليها،رمقت كلاهُما الأُخري بنظرات نـ.ـارية فـ.ـتاكة لو خرجت لأشـ.ـعلت المنطقة بأكملها،إبتسامة مُستَهزئة خرجت من ليالي وهى تشمل مليكة بنظرة ساخرة من أخْمَص قدماها إلى قِمة رَّأسها قابلتها الأُخرى بإحتـ.ـقارية ثم تحركت كلتيهما إلي الداخل سريعاً تحت إستـ.ـشاطتهما ولعنهما لظرفيهما التى جمعتهُما على عِشق رجُلاً واحد


❈-❈-❈

بغرفة وليد وهالة

كان يجلس فوق الأريكة ممـ.ـسكاً بيـ.ـده الشيشة،قربها من فمه وقام بأخذ نفساً عميقاً ملئ به رئتيه ثم أخرجهُ من فمه على هيئة دخان كثيف بإستمتاع


تحدثت إليه تلك التي تجاورهُ جلوسهُ قائلة بنبره مُستفسرة:

-ما قلتليش يا وليد،اللي إسمها لمار دي هتنزل الشُغل في الشركة أمتى؟


أجابها بحِنق: 

-نزلت يا هالة من إسبوع،إهدى بقى واتبطى وبطلي تتكلمي فى الموضوع ده بدل ما أمى تسمعنا فى مرة وياسين يقلبها فوق دماغنا كُلنا

واسترسل وهو ينظر أمامهُ بملامح وجه مُبهمة: 

-ده أنا ما صدقت إنه رضي عنى بعد ما كلمته


ثم حول بصرهِ مرةً أخري وهو يُكرر عملية التدخين واسترسل بفظاظة:

-تعرفى يا هالة،برغم إنك غبية وفِهمك على قدك،إلا إنك نجدتينى من أدين ياسين فى أخر لحظة 


رمقته بنظرة نـ.ـارية وتحدثت لائمة: 

-هو أنتَ مابتعرفش تُقول كلمة عدلة لحد أبداً

ضحك وتحدث مداعباً إياها:

-يظهر إنى طالع لأمي في الحتة دي


ضحكت على دعـ.ـابته وسألته باستفسار:

-طب كمل وقول لي تقصد إيه بإنى نجدتك في آخر لحظه دي؟


أجابها وهو ينظر أمامهُ بشرود:

-لولا إنك نصحتيني أروح لياسين وأحكي له على اللي لمار قالته لي كنت رُحت في شربة ماية

واسترسل مُفصحاً: 

-ياسين طلع عارف كل حاجة عن عرض لمار لينا 


علشان تبقى تسمع كلامي يا وليد وتعرف اني بحبك وقلبي عليك...كلمات قالتها هالة باخْتِيال


إبتسم لها وغمز بعيناه مداعباً أياها مما ادخلها في نوبة من الضحك  



بنفس التوقيت بجناح طارق وچيچي التى كانت تجاورهُ التمدد فوق تختهما، سألته بنبرة مرتقبة: 

-طارق،هو في حاجة حصلت بينك وبين مليكة أنا ما أعرفهاش؟



إلتفت لها سريعاً وسألها بإرتباك:

-ايه اللي خلاك تقولي كدة يا چيچى؟



أجابته بمبالاة:

-مش عارفة،بس أنا حَـ.ـسيتها زعلانة منك،هى أصلاً ليها يومين متغيرة،إمبارح على الفطار شكلها ما كانش طبيعي خالص وكان باين علي عيونها إنها معيطة،ومن شوية لما جيت تديها كوباية الماية رفضت تاخدها منك،دي حتى ما بصيتش في وشك وهى بتكلمك ودي مش طبيعة مليكة معاك 


واسترسلت بإستغراب وحيرة: 

-إنتَ نفسك بقى لك كام يوم متغير معايا،طول الوقت قاعد لوحدك وسرحان،هو في إيه بالضبط يا طارق؟ 



تنهد بضيق وتحدث هارباً من حبيبته: 

-أرجوكِ يا چيچي أنا بجد تعبان ومحتاج أنام،سيبيني الوقت وبكره هحكي لك على كل حاجة


هتفت بنبرة مُلامة:

-يعني فعلاً فيه حاجة وإنتَ مخبيها عليا؟

صاح بها بنبرة حادة أظهرت كّم الألـ.ـم الذي يسكن قلبهُ الطيب: 

-وبعدين معاكِ يا چيچي،بقول لك تعبان ومش قادره أتكلم، أرحميني أرجوكِ

شعرت بحزنهِ فأقتربت عليه وتحدثت بنبرة حنون: 

-إهدي يا طارق،مالك يا حبيبي،أنا أول مرة أشوفك بالعصبية دي


أجابها باقتضاب:

-أنا آسف يا حبيبتي أنا بجد تعبان ومحتاج أنام 

تصبحى علي خير... قالها بهروب فتنهدت تلك الحائرة وحاولت هي الاخري أن تغفو

❈-❈-❈


صباح اليوم،صدحت ميكروفونات المساجد بالتكبيرات لتعلن عن قدوم عيد الفطر المبارك مما أدخل السرور والبهجة على قلوب الجميع،ذهب الرجال والأطفال إلى المساجد لتأدية صلاة العيد،وبعد إنتهاء الصلاة تحرك الجميع كعادتهم الى منزل ثريا حيث التجمُع العائلي،وجدوا جميع التجهيزات كما هو المُتبع ككل عيد،عدا وجود ثُريا نفسها التي طلبت من يسرا وعلية القيام بتجهيزات سُفرة التجمُع العائلى ككُل عام والقيام برَص جميع المأكولات والمشروبات والمسليات التى تُجلب السعادة والهناء على قلوب الصِغار،وطلبت منهم إبلاغ الجميع بأنها مُتعبة ولم يكن بإستطاعتها الخروج لاستقبالهم أو التواجد معهم،فَهِم عز حينها أنها لا تريد رؤية أحد


تحرك رؤوف إلي حبيبته وتحدث بنبرة حنون وهو يناولها ورقة مالية من الفئة العالية: 

-كُل سنة وإنتِ طيبة يا حبيبتي،والسنة الجاية تكونى فى بيتى


خجلت منه وتحدثت شاكرة: 

-وإنتَ طيب يا رؤوف

هتفت أيسل وهى تُبسط ذراعها إليه بدُعابة: 

-وأنا فين عديتى يا باشمهندس،ولا إنتَ ما بتديش عديات غير للي إسمهم سارة؟ 


ضحك علي دُعابتها واردف: 

-لا إزاي بقى،وبدي كمان للى إسمهم سيلا عادى جداً 

ضحكت الفتاتان بشدة


وقف ياسين في وسط الحديقة وأخرج رُزمة من العملات الورقية وبدأ بتوزيعها على الصغار والشباب الذين إلتفوا حولهُ فرحين بتلك العادة التى تُجلب السعادة علي قلوبهم، خرجت تلك المليكة بهيأتها الساحرة وثوبها المطرز بالزهور بلونها الأزرق الجذاب مما زادها سِحراً،كانت تحمل صنية مليئة بالشيكولاتة مما جعل الصِغار يلتفون حولها ويتناولون منها حبات الحلوى تحت سعادتها وضحكاتها،نظر عليها ونفخ بشدة علهُ يُخرج لهـ.ـيبهُ الذي يُصيب جَـ.ـسدهُ كُلما رأها تتحرك أمامهُ بكُل ذاك السِحر والدلال،لعن تلك اللمار ولعن غبائها وتشبثها برأيها وايضاً حظهُ العَسِر الذي أبعدها عن أحضـ.ـانه ليلة أمـ.ـس 



نظرت عليه وانتظرت أن يأتى لمعايدتها وأنتظر هو الأخر أن تأتى هى إليه ولم يتحرك أحداً إلى الأخر،وجلسا بين الجميع بقلبان مُشتـ.ـعلان من شدة غبائهما وعِند كليهما  


دخل الجميع إلي ثُريا ليعايدوها رغم عدم رغبتها بذلك إلا أن الجميع أصّر كى يطمأنوا عليها،

بعد مدة قصيرة بدأ الجميع بالتحرك إلي الخارج بعدما إطمأنوا عليها،هتف بنبرة صارمة إلى منال بعدما رأها تنسحب هاربة إلى الخارج بعدما خرج الجميع عدا ياسين: 

-إستني عندك يا منال


ثم نظر إلي يُسرا ونرمين ومروان الجالس بجانب جدته وتحدث بهدوء:

-سيبونا مع بعض خمس دقايق يا بنات وخدوا مروان معاكم


تحركتا الشقيقتان وتحدث الفتي إلى جدتهِ بنبرة حنون:

-هارجع لك تانى يا حبيبتي


أومأت له بإبتسامة حنون وانسحب الفتى وكاد ياسين أن يخرج أمـ.ـسكته منال من كف يـ.ـده فتحدث عز الذي نظر إلى ياسين: 

-إطلع برة يا ياسين،أنا عاوز اتكلم مع عمتك وأمك خمس دقايق لوحدنا


عقب على حديث والدهُ قائلاً بترجى: 

-ياريت حضرتك تأجل الكلام فى الموضوع ده لوقت تانى يا باشا،حضرتك سمعت بنفسك تحذيرات الدكتور  


نظر لهُ بترقب فتحدثت ثُريا إلى ياسين بنبرة حاسمة كى تُنهى تلك المهزلة وتُغلق باب المناقشة بها نهائياً:

-أنا كويسة يا ياسين



ثم حولت بصرها إلى عز واردفت بصوتٍ ضعيف تأثُراً بمرضها: 

-قول اللى عندك قدام ياسين يا باشا،مافيش حاجة هتتقال ممكن نخجل منها،ولو حابب تتكلم قدام العيلة كُلها أنا معنديش مانع  


شعرت منال بأن روحها تكادُ أن تُغادر بدنها فتساءل عز بنبرة حاسمة:

-هو سؤال وعاوز إجابته منك بكل صراحة،منال قالت لك إيه قبل ما يغمى عليكِ،وياريت يا ثُريا ما تخبيش عليا



نظرت ثُريا علي منال التي ترجتها بعيناها بألا تفعل،كانت تقف بإنتظار كلماتها كما السجين الذي ينتظر نُطق القاضي للحُكم عليه،كلمة واحدة من ثُريا ستنتهى بها حياة منال مع عز إلى الأبد كما هددها

تنهدت ثُريا ونظرت إلى عز وتحدثت: 



 يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة