رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 18 - 2
رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثامن عشر
الجزء الثاني
❈-❈-❈
خرج من غُرفة ثُريا وتحدث بهدوء ناصحاً والدته:
-أرجوكِ تحاولي تتماسكي علشان ماحدش من اللي في الجنينة ياخد باله من حاجة وخصوصاً شيرين،وأنا أوعدك لما الباشا يهدي هاتكلم معاه ونشوف حل للموضوع
أومأت له وجففت دموعها وأخذت شهيقاً مطولاً،خرج وتحرك بها فتحركت علياء وشريف والقوا عليهم التحية،قابلها ياسين بتماسُك وابتسامة زائفة جاهد في إخراجها ثم تحرك بوالدتهُ خارج البوابة تحت إستشـ.ـاطة مليكة لتجاهُلهُ التام لها،هكذا فسرت عدم النظر إليها وذهابهُ بصُحبة والدته التي جاهدت حتى ظهرت بثبات أمام الجميع
وصلا إلي منزلهُما وسأل ياسين إحدي العاملات مستفسراً عن والده فأخبرته بوجودهِ بحُجرة المكتب،فتحدث إلي والدته بهدوء:
-إتفضلي حضرتك إطلعي وأقعدي في جناحك وياريت ما تحكيش لأي مخلوق عن اللي حصل،وأنا هدخل أتكلم شوية مع الباشا واطلع لك
أومأت لهُ وتحدثت برجاء:
-ياسين،أنا ماينفعش أسيب البيت وامشي،هروح فين؟
ما أنتَ عارف إني ماليش مكان أروح له يا ابني
إنخلع قلبهُ عليها،ثم تحدث مطمأناً إياها:
-ما تقلقيش يا أمى أنا في ظـ.ـهرك وأكيد مش هاتخلي عنك،إطلعي وما تفكريش في حاجة وأنا مش هتأخر عليكِ
أومأت له بصمت ومازال الذهول يُسيطر عليها وتحرك هو إلي والده،تحدث بنبرة حريصة:
-لو تسمح لى يا باشا عاوز أتكلم معاك
لو جاي تتكلم في موضوع طلاقي من أمك فالكلام خُلص خلاص يا ياسين...كانت تلك هي جُملة عز الذي نطقها باحتدام بالغ وعيناي كحِدة الصَقر بنظراتها
تحرك ياسين إلي والده وتحدث بهدوء:
-أنا عارف ومتأكد إن حضرتك مش حابب تتكلم في الموضوع علي الأقل حالياً،أنا جاي أستسمح حضرتك في إنك تسمح لأمي تفضل قاعدة في البيت علي الأقل لحد ما شيرين تسافر هي وجـ.ـوزها وأولادها
واستطرد ليستجدي موافقتهُ:
-أظن ما يرضيش سعادتك إن أختي تعرف اللي حصل لأمها في أجازتها،وخصوصاً إنها جاية ومتحمسة إنها تقضيها بين عيلتها وتستمتع بجمعتنا حواليها؟
تمعن النظر إليه ثم زفر بضيق وهتف بنبرة شديدة الحِدة:
-أنا موافق بس بشرط،بعد ما أختك تسافر هعلن للكُل عن طلاقي منها
حزن داخل ياسين لأجل والدته لكنهُ فضل الصمت كي لا يتأجج الموقف ويشـ.ـتعل أكثر وتحدث بإنصياع:
-اللي تشوفه سعادتك
تحدث عز بنبرة أمرة:
-تاخد حاجتها وتشوف لها مكان غير جناحي تبات فيه لحد ما أختك تسافر هى وولادها،بعدها مش عاوز أشوف وشها في بيتي تاني
تنهد ياسين وأردف بطاعة مؤقتة حتي يهدأ وبعد سفر شقيقتهْ سيجلس معه بهدوء ويتناقشا:
-اللي تؤمر بيه يا باشا كله هيتنفذ،بس ياريت تحاول تهدي علشان صحة سعادتك ما تتأثرش
بملامح وجه محتدة أومأ برأسه وأشار له بأن يخرج ويتركهُ لحالهِ،خرج وصعد إلي والدتهُ وجدها تجلس بتأهب فوق مقعداً قريباً من الشرفة تبكي بإنهيار ومازال الذهول يُسيطر عليها،تنهد بأسي علي حالها وما وصلت إليه،نعم يعلم من داخله أن لا دخل لوالده وجُل ما حدث لها من صُنع يـ.ـداها لا غير،لكنها بالنهاية والدتهُ التي يشعُر بألامها وسَكن حُزنها العميق قلبهُ
إقترب منها وجلس مُقابلاً لها بالمقعد،زفر ثم تحدث بنبرة ضعيفة يُسيطر عليها الإحباط:
-أنا أتكلمت مع الباشا وأترجيته إنه ما يبلغش حد باللي حصل علشان ما ننكدش علي شيرين فى أجازتها،وأستأذنت منه فى إن حضرتك تفضلي قاعدة هنا في البيت لحد ما شيرين تسافر هي وجـ.ـوزها وأولادها
كانت تستمع إليه بعينان مترصّدة تنتظر معرفة ما حدث بتلهُف،سألتهُ بترقُب شديد:
-وقال لك إيه؟
تنهد وأجابها بملامح وجه أسفة:
-وافق لكن شَرَطّ إنك ما تقعديش في الجناح ده
واستطرد بعدما رأي الصدمة تتصدر ملامحها:
-الباشا غضبان من حضرتك جداً،ومن الأحسن إنك تبعدي عنه قدر المُستطاع،وحاولي علي قد ما تقدري إنك ما تتواجديش في المكان اللي يكون فيه علشان ما تستفزيهوش
طب وبعدين يا ياسين،هتعمل إيه في موضوع الطلاق؟...جُملة مُحبطة نطقتها بملامح مُرتعبة
أجابها كي يُطمئن داخلها:
-ما تقلقيش،إن شاء الله هنلاقي حل لما الباشا يهدي
إحتدت عيناها وهتفت بضَغينَة:
-كُله من اللي إسمها ثُريا،ربنا ينتقم لي منها
وإلي هُنا لم يستطع الصمت،فقد أزعجته بكلماتها وأخرجتهُ عن شعورهُ فرفع حاجبيه مًتعجباً وأردف بملامح وجه مُنزعجة:
-حضرتك مُقتنعة بالكلام اللي بتقوليه ده يا ماما؟!
إنتِ فعلاً شايفة إن عَمتي هي السبب في اللي حصل؟!
زفرت ولم تتجرأ علي النظر داخل عيناه،فهز هو رأسهُ بيأس ثم تحدث بنبرة جادة:
-أنا هبعت لك عفاف علشان تنقل لك حاجتك وتوديها الجناح اللي جنبي
هتفت مُعترضة لتفضيلها للعاملات الأجانب علي المصريات من باب المُفَاخَرة:
-إبعت لي چينا،هي فاهمة دماغي وعارفة هتوضب حاجتي إزاي
عقب علي حديثها قائلاً بإعتراض:
-مش وقت منظرة يا ماما،عفاف الوحيدة اللي أقدر أءمن لها وأتأكد إنها مش هتقول لمخلوق علي إن حضرتك خرجتي من جناح الباشا،
واسترسل شارحاً:
-أنا هبلغ چينا إن عفاف بقت هي المسؤلة عن تضيف جناحك مع الباشا،وبكدة ماحدش هيعرف إن حضرتك نقلتي من الجناح،وعفاف هتبقي المسؤلة عن تنضيف الجناحين
أومأت لهُ بإذلال وتحرك هو إلي الخارج ومنهُ إلي الدرج حيثُ دخل إلي مكتبة بالأسفل وأغلق بابهُ علي حاله،تحرك بساقان تتحركان بإستسلام حتي وصل إلي مقعده وألقي بحاله فوق المقعد بإهمال رامياً رأسهُ إلي الخلف وبات ينظر بسقف الغُرفة بشرود
❈-❈-❈
داخل حديقة ثُريا
بعد ذهاب ياسين مُصطحباً والدتهُ دون أنّ يُعطي لمليكة أدني إهتمام حَسِب ما وصل لمُخيلتها،تحرك إليها شريف من جديد ثم سألها مترقباً:
-مالك يا مليكة؟
إنتبهت علي حديث شقيقها ثم تحدثت نافية:
-ولا حاجة يا حبيبي
واسترسلت بنيرة جادة بعدما قررت الذهاب من المنزل بأكمله لعدم راحتها بتواجدها داخل تلك العائلة التي بات جميع أفرادها يُسببون لها الإزعاج:
-بقول لك إيه،أنا هستأذن من ياسين وأجي معاك أنا والأولاد نقضي اليوم معاكم
أومأ لها بموافقة فأمـ.ـسكت هاتفها وطلبت رقم ياسين وضغطت زر الإتصال،أخرجهُ من تشتتهُ رنين هاتفهُ الذي ما أن نظر به حتي شعر بالراحة والهدوء يتسللان داخل روحهُ،أجاب متأملاً أن تستدعيه حبيبتهُ إلي جناحها لتُخبرهُ كَمّ أنها أشتاقته ليذهب إليها مُهرولاً ليُلقي بحالهِ داخل أحضـ.ـانها ويُغمض عيناه وفقط،ولينسي بحضرتها همومهُ
رد بنبرة بائسة:
-أيوة يا مليكة
بدون مُقدمات أجابته بنبرة حادة:
-أنا عاوزة أروح مع شريف علشان أعيد علي بابا أنا والأولاد
أُصيب بالإحباط جراء نُطقها لكلماتِها التي عصفت بأماله وسألها متعجباً:
-الوقت؟!
أيوة...كلمة جافة نطقت بها
أردف متعجباً طلبها كي يحِـ.ـسها علي التراجُع:
-هي فيه واحدة تسيب بيت جـ.ـوزها ولمة العيلة يوم العيد الصُبح وتروح بيت بباها؟!
عقبت ساخرة بتهكُم:
-لمة العيلة! هى فين لمة العيلة اللي بتتكلم عنها دي؟!
واستطردت شارحة بتهكُم:
-قصدك علي الناس اللي في الجنينة اللي كُل شلة منهم واخدين جنب وقاعدين ينموا علي غيرهم دول؟
ولا عمو عز وطنط وإنتَ اللي سِيبتوا المكان كُله ورَوحتوا علي بيتكم؟
ولا يمكن تُقصد ماما ثُريا اللي راقدة جوة في أوضتها وماخرجتش منها من إمبارح
أغمض عيناه بإحباط وتحدث بنبرات صوت تحمل الكثير من المعاني:
-خليكي ونروح نعيد عليهم بالليل مع بعض
للحظة كادت أن تتراجع بعدما شعرت بحُزن وترجي صوتهُ،لكنها تراجعت علي الفور عِندما تذكرت ما حدث منه مؤخراً وعدم تقديرهُ لمعايدتها فى الصباح،فنطقت سريعاً بنبرة صارمة:
-مش هاينفع،أنا رايحة أقعد مع سيف ومراته وولادهم علشان أشبع منهم قبل ما يسافروا،وإنتَ لو حابب تيجي بالليل أهلاً وسهلاً بيك
إبتسم بجانب فمه ساخراً علي حاله وما وصل إليه معها،ثم تحدث بنبرة إنهزامية:
-يظهر إن المدام واخدة قرارها وكلامها ليا مُجرد سد خانة،إتفضلي إجهزي علي ما أكلم عربية الحراسة علشان يجهزوا هما كمان
تنفست بصوتٍ عالِ بعدما أصابها الإحباط،كَمّ تمنت أن يطلب منها البقاء وبألا ترحل ويُخبرها كَمّ أنهُ يشتاقها،أقسمت لو حدث هذا لأجلت ذهابها إلي أبيها وضلت بجانبهْ تتنعم بأحضـ.ـانه وتُسقيه من شهد عَسلها ألوانَ ليتناسو معاً جُل ما حدث مؤخراً
بصعوبة أخرجت صوتها متحدثة:
-أوكِ،سلام
رُغم أنها قالت كلماتها إلآ أنها مازالت تنتظر إعتراضهُ وتمَـ.ـسُكهُ بها بأخر لحظة،وكأن بكلماتها تلك حطمت أخر أمل له،أنزل هاتفهُ من فوق أذنه وأغلقهُ سريعاً ثم أغمض عيناه وشدد عليها بقوة،تأوه بصوتٍ ضعيف خرج منه بحُـ.ـرْقَة قلب،لامها بقلبهْ وحدث حالهُ:
-لما لا تشعُرين بما أُعانيه مليكةُ قلبي؟
أولستِ أنتِ حبيبتي ومتيمة روحي؟
أولستِ أنتِ بذاتها روحي؟
ألم نتعاهد بأن نكون العَون لأنفُسِنا؟
لما نقضتي بعَهدُكِ معي صغيرتي!
أهًُ غاليتي لو تعلمين مَدّي مقدارُكِ وعُلو شأنُكِ بقلبي ما كُنتي غضبتي هكذا وأعلنتي العِصّيان علي قلبي
أتعاقبينني علي تخوفي ورُعبي عليكِ؟!
أتأدبينني علي عِشقي الجارف لكِ مليكتي؟
لما لا تثقي بي وبكلمتي كعهدي معكْ؟!
أما عُدتُ كالسَابقُ أمثلُ الأمانُ بالنسبة لقلبكِ؟!
بات يدقُ رأسهُ بخلفية المقعد ويُكررها عدة مَرات وكأنهُ يُعاقب حالهُ علي جُل ما حدث
أما هي
فبمجرد أن أغلق هاتفهُ دون نُطقهُ لكلمة زائدة إحتدت ملامحها وأشتـ.ـعلت النـ.ـار بقلبها وما زاد من حِنقها رؤيتها لليالي التي أتاها إتصال هاتفي بعدما أغلق ياسين معها مُباشرةً ورأت البسمة ترتسم علي وجهها بشدة وما هي إلا لحظات وأغلقت الهاتف وأنسحبت من بين الحُضور في الحال في طريقها إلي منزل عز المغربي،علي الفور هاجـ.ـمتها فكرة أن ذاك المتصل ما هو إلا ياسين يستدعيها كي يُقضي معها بعض الوقت ويغفو وقت قيلولته بين أحضـ.ـانها
لا تعلم أن ذاك الإتصال من قِسمت التي قررت أن تأتي إلي منزل عز هي وزو جها كي يتطفلا عليهم ويقضيا العيد بصُحبتهم
أسرعت بمشيتها واتجهت إلي شريف الذي يجلس بصُحبة طارق وچيچي التي باتت تنظر إلي زو جها بتدقيق وصدمة لما علمته من مليكة مُنذُ القليل،هتفت بملامح وجه حادة تأثُراً بما رسمتهُ من مشاهد لحبيبها وزو جتهُ إقتحـ.ـمت مُخيلتُها وهاجـ.ـمتها بقوة:
-شريف،أنا هادخل علشان أجهز أنا والأولاد علشان هامشي معاك
نظر لها طارق وتحدث مُتعجباً:
-الوقت يا مليكة؟!
دي الساعة لسة ماجتش عشرة والأولاد لسة بيعيدوا مع ولاد أعمامهم وفرحانين
حزن داخلها لما وصلت إليه مع طارق وتحدثت بجمود:
-أنا كلمت ياسين وهو وافق،دكتور سيف قرب يسافر وعاوزة ألحق أقعد معاه أنا والأولاد
أومأ لها طارق حين تحدث شريف بإبتسامة حنون:
-تنوري يا قلبي،ده بابا هايفرح أوي لما يعرف
أجابته وهي تتأهب للتحرُك إلي الداخل:
-أنا داخلة استأذن من ماما وهبلغ عالية إننا هنتحرك بعد شوية، وعلي ما أطلع أجيب شنطتي وأجهز كام غيار لـ أنس وعز تكون عربية الحراسة جهزت
واستطردت بإنسحاب:
-بعد إذنكُم
قالت كلماتها وانسحبت للداخل،هبت چيچي واقفة بعدما ضاق صَـ.ـدرها بما علمته ولم تستطع التحمُل بَعد،تحدثت بنبرة جاهدت في إخراجها هادئة كي لا تلفت النظر إليهُما:
-طارق،أنا هاروح أتمشي شوية علي البحر ولما شريف يمشي إبقي حصلني
واسترسلت بإستأذان:
-بعد إذنك يا شريف
تحركت سريعاً تحت إستغراب طارق الذي تعجب تغيُرها رغم جُهدها في عدم إظهاره
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية