-->

رواية جديدة سجن الحب لإسراء عبدالموجود الفصل 1

 قراءة رواية سجن الحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية سجن الحب

من روايات وقصص 

الكاتبة إسراء عبدالموجود



الفصل الأول


   " اَلْحَيَاةُ دَائِمًا تَجِدُ طَرِيقَهَا إِلَيْكَ حَتَّى وَإِنْ أَخَذَتْكَ إِلَى مُفْتَرَقِ طُرُقٍ لَكِنْ فِي اَلنِّهَايَةِ سَتَتَمَكَّنُ مِنْ اَلْوُصُولِ إِلَى طَرِيقِكَ " كُلَّ إِنْسَانِ لَدَيْهِ حَيَاتُهُ اَلْخَاصَّةُ وَعَالَمُهُ اَلَّذِي يَعِيشُ فِيهِ رُبَّمَا يَخْتَلِفُوا عَالَمُ كُلِّ شَخْصٍ عَمَّنْ حَوْلهُ لَكِنَّ فِي اَلنِّهَايَةِ يَبْقَى هَدَفُنَا فِي اَلْحَيَاةِ هُوَ نَشْرُ اَلْحُبِّ وَالتَّسَامُحِ وَكُلِّ اَلْأَخْلَاقِ اَلْجَمِيلَةِ اَلَّتِي اِعْتَدْنَا دَوْمًا سَمِعَهَا بِاخْتِلَافِ اَلدِّينِ وَالْوَطَنِ وَالزَّمَانِ وَتَبْقَى مَعْرِفَةُ اَلنَّاسِ اَلْحَقِيقِيَّةِ هِيَ كُنُوزٌ يَجِبُ اَلْحِفَاظُ عَلَيْهَا 


أَنَّهُ اَلْمِثَالُ اَلْحَقِيقِيُّ لِهَذَا اَلْكَنْزِ هُوَ لَمْ يَحْظَ بِوَالِدَيْهِ مِنْ قَبْلُ يَجْهَلُ كُلُّ شَيْءِ عَنْهُمَا لَكِنَّهُ يَعْرِفُ جَيِّدًا أَنْ حَظِيَ بِعَائِلَةٍ اِحْتَضَنَتْهُ وَاعْتَنَتْ بِهِ حَتَّى تَمَكَّنَ مِنْ إِنْهَاءِ تَعْلِيمِهِ وَمِنْ اَلْعَمَلِ فِي إِحْدَى كُبْرَى اَلشَّرِكَاتِ فِي مَدْرِيد وَأَعْطَتْهُ اِسْمَهَا أَيْضًا لِيَقُومَ بِحَمْلِهِ لَكِنْ حَتَّى هَذَا لَمْ يَكُنْ بِالْقَدْرِ اَلْكَافِي اَلَّذِي يَمْنَعُ عَنْهُ تَنَمَّرَ مِنْ حَوْلِهِ وَلَا مِنْ نَظْرَةِ اَلْأَشْخَاصِ إِلَيْهِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ حَقِيرَةٌ أَفْسَدَ عَلَيْهِ أَغْلَبَ مَا يَعِيشُهُ . 


هُوَ اِنْتَهَى اَلْآنِ مِنْ اَلصَّلَاةِ كَمَا اِعْتَادَ صَبَاحًا وَعَلَيْهِ اَلْآنَ أَنْ يَتَّجِهَ إِلَى اَلْفُطُورِ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى اَلْحَفْلِ إِنَّهُ اَلْحَفْلُ اَلْأَخِيرُ اَلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَحْضُرَهُ مَعَ رِفَاقِ دِرَاسَتِهِ لَقَدْ كَانَ يَعْمَلُ وَيَدْرُسُ فِي اَلْوَقْتِ نَفْسَهُ حَتَّى يُسَاعِدَ عَائِلَتَهُ فِي اَلْحَيَاةِ وَمَا تَتَطَلَّبُهُ وَقَدْ نَجَحَ بِالْفِعْلِ فِي مُسَاعَدَتِهِ رُبَّمَا كُوبِيرْ لَمْ يُوَافِقْ فِي اَلْبِدَايَةِ وَكَانَ يَرَى أَنَّ رِيكَارْدُو أَوْ رِيكْ بِحَاجَةِ إِلَى اَلتَّرْكِيزِ عَلَى دِرَاسَتِهِ أَكْثَرَ وَبِالنِّهَايَةِ جَعْلهُ رِيكْ فَخُورًا جِدًّا بِهَا حِينَ عَمِلَ بِجِدٍّ وَنَجَاحٍ وَعَمَلٍ جَيِّدٍ .


- صَبَاحَ اَلْخَيْرِ أَنَّهُ اَلْيَوْمَ اَلْمُمَيَّزَ . 


بِالطَّبْعِ أَنَّهُ يَوْمُ رِيكْ اَلْمُمَيَّزِ وَكَيْفَ لَا يَكُونُ هَذَا اَلْيَوْمِ قَرَّرَ اَلِاعْتِرَافُ لِحَبِيبَتِهِ رَامُونَا بِكُلِّ مَشَاعِرِهِ نَحْوهَا اَلْوَحِيدَةُ اَلَّتِي كَانَتْ تَعْلَمُ هِيَ وَالِدَتُهُ وَبِالطَّبْعِ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ جَيِّدًا أَنَّ وَالِدَتَهُ لَا تُخْفِي أَيَّ سِرٍّ عَنْ أَبِيهِ فَكَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُ هُوَ اَلْآخَرُ سَيَعْلَمُ وَمِنْ حَدِيثِ وَالِدَتِهِ هَذَا اَلصَّبَاحِ بَدَا وَاضِحًا سَعَادَةَ كِلَاهُمَا لِأَجْلِ اِبْنِهِمَا اَلْوَحِيدِ قَبْل ي _ _ _ دَهَا وَجَلَسَ بِجَانِبِ أَبِيهَا .


- صَبَاحَ اَلْخَيْرِ بِالْفِعْلِ يَا أُمِّي أَنَّهُ اَلْيَوْمَ مُمَيَّزٌ لَقَدْ قُمْتُ بِأَدَاءِ اَلصَّلَاةِ صَبَاحًا لِأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ تَغْضَبِينَ مِنِّي أَنْ قُمْتُ بِتَنَاوُلِ اَلطَّعَامِ قَبِلَهَا وَبِالْمُنَاسَبَةِ لَقَدْ تَمَكَّنَتْ وَأَخِيرًا مِنْ خِتَامِ اَلْقُرْآنِ اَلْكَرِيمِ مَرَّتَيْنِ لَيْلَةُ أَمْسِ .


رَغْمَ اِخْتِلَافِ اَلدِّيَانَاتِ لَكِنْ كَانَتْ عَائِلَتُهُ اَلْأَسْبَانِيَّةُ حَرِيصَةً عَلَى جَعْلِهِ يَتَمَسَّكُ بِتَعْلِيمِ دِينِهِ وَانْ يَقُومُ بِتَنْفِيذِهَا دَوْمًا حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ عَائِلَتُهُ تَعْتَنِقُ اَلْمَسِيحِيَّةُ لَكِنْ كُلُّ اَلْأَدْيَانِ اَلسَّمَاوِيَّةِ تَدْعُو لِلْحُبِّ وَالرَّحْمَةِ وَالتَّسَامُحِ تَدْعُو إِلَى اَلتَّعَاوُنِ وَمُجْتَمَعَاتِ صَالِحِهِ كَانَتْ عَائِلَتُهُ هِيَ أَكْبَرُ مِثَالِ فَإِنَّ كَانَ هُوَ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا فَإِنَّ وَالِدَيْهِ أَوْ عَائِلَتِهِ اَلْأَسْبَانِيَّةِ تَعْتَنِقُ اَلدِّيَانَةُ اَلْمَسِيحِيَّةُ .


- عَمَلٌ رَائِعٌ رِيكْ أَنَا فَخُورَةٌ بِكَ كَثِيرًا بُنِّي لَقَدْ أَخْبَرَتْنِي بِالْأَمْسِ عَنْ هَذَا اَلْحَفْلِ اَلَّذِي سَيَتِمُّ فِي جَامِعَتِكَ أَتَمَنَّى لَكَ اَلتَّوْفِيقُ وَأَيْضًا فِي اِعْتِرَافِكَ لِحَبِيبَتِكَ .


مَا جَمَعَ بَيْنَ كَالِيدَا وِكُوبِيرْ كَانَ اَلْحُبُّ كَانَتْ عَلَاقَتُهُمَا اَلرَّائِعَةُ هِيَ مِنْ جَمَعَتْهُمَا مَعًا فِي عَلَاقَةٍ اَلْزُو اِجْ اَلْمُقَدَّسَةَ وَلِذَا كَانَ يَرَوْنَ اَلْحُبُّ هِيَ مُعْجِزَةٌ حَقِيقِيَّةٌ عَلَى اَلْأَرْضِ يَصْعُبُ تَفْسِيرُهَا لَكِنَّهَا أَجْمَلُ مَا حَصَلَ عَلَيْهِ اَلْإِنْسَانُ يَوْمًا نَظَرَ إِلَيْهِ كُوبِيرْ بِفَخْرٍ يَرَى نَفْسَهُ وَقَدْ عَادَ شَابًّا سَيَعْتَرِفُ لِحَبِيبَتِهِ بِمَشَاعِرِهِ اَلْحَقِيقِيَّةِ نَحْوهَا . 


- لَا تَخْشَى شَيْئًا أَبَدًا رِيكْ كُنْتَ وَاثِقًا فِي نَفْسِكَ فَلَا تَسْمَحُ لِأَحَدٍ بِأَنْ يَنْزِعَ مِنْكَ تِلْكَ اَلثِّقَةِ اَلْجَمِيعَ يَعْلَمُونَ قِصَّةُ اَلْحُبِّ اَلَّتِي تَحْيَهَا مَعَ رَامُونَا وَأَنَا وَاثِقٌ أَنَّهَا سَتُوَافِقُ وَانْ حَيَاتَكُمَا مَعًا سَتَكُونُ أَكْثَرَ مِنْ رَائِعَةٍ لَطَالَمَا جَعَلَتْنِي فَخُورًا بِكَ أَنْتَ أُفَضِّل اِبْنُ يُمْكِنُ أَنْ يَحْظَى بِهِ أَبٌ فِي اَلْعَالَمِ .


كَانَ يَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ كَبِيرَةٍ وَهُوَ يَسْتَمِعُ إِلَى كَلِمَاتِ اَلْفَخْرِ مِنْهُمْ حَتَّى وَإِنْ كَانَ اَلْأَمْرُ يَنْقُصُهُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ هِيَ اَلْعَائِلَةُ اَلْحَقِيقِيَّةُ اَلَّتِي يَنْتَمِي إِلَيْهَا وَلَيْسَ مُجَرَّدَ صُورَةٍ زَائِفَةٍ حَوْلَهُ نَفْضُ تِلْكَ اَلْأَفْكَارِ مِنْ رَأْسِهِ لَنْ يَسْتَسْلِمَ لِتَأْخُذهُ تِلْكَ اَلدَّوَّامَةِ اَلَّتِي يَعِيشُ بِهَا مُنْذُ سَنَوَاتٍ عَلَيْهِ اَلتَّرْكِيزُ لِأَجَلِ اَلْيَوْمِ اَلْمُمَيَّزِ خَاصَّتهَ لِكَيْ يَجْعَلَ اِعْتِرَافُهُ بِالْحُبِّ أَجْمَلَ بِكَثِيرٍ .


- شُكْرًا أُمِّي كَانَ اَلْإِفْطَارُ رَائِعًا كَالْعَادَةِ عَلِي اَلْآنَ اَلذَّهَابَ إِلَى اَلْحَفْلِ وَتَمَنَّى لِي اَلتَّوْفِيقُ


رِيكَارْدُو ( رِيكْ ) مُجَرَّدَ شَابٍّ بَسِيطٍ لَيْسَ ذَنْبُهُ أَنَّهُ وَجَدَ نَفْسَهُ بِدُونِ أَبٍ أَوْ أُمٍّ وَلَيْسَ ذَنْبُهُ أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ أَصْلُهُ بِسَبَبِ اِسْتِهْتَارِ بَعْضِ اَلْأَشْخَاصِ وَكَانَ عَلَيْهِ اَلتَّحَمُّلُ اَلتَّنْمَرْ وَالْكَلِمَاتُ اَلْمُسِيئَةُ مِمَّنْ حَوْلهُ ، فِي بَعْضِ اَلْأَحْيَانِ كَانَ يَتَظَاهَرُ بِعَدَمِ سَمْعِهِ لَكِنَّ اَلْكَلِمَاتِ كَانَتْ قَاسِيَةً وَمُؤْلِمَةً لِحَدِّ دُخُولِهِ فِي شِجَارِ مَعَهُمْ وَرُبَّمَا يَمْضِي بِضْعُ اَلْأَوْقَاتِ فِي غُرْفَتِهِ دُونَ أَنْ يَتَعَامَلَ مَعَ أَحَدٍ حَتَّى تَمُرَّ اَلْأَيَّامُ عَلَيْهِ عَلَى هَذَا اَلنَّحْوِ فِي حَالِهِ مِنْ اَلْكَآبَةِ اَلَّتِي تُسَيْطِرُ عَلَيْهِ . 


اِجْتَمَعَ رِفَاقُهُ يَنْتَظِرُونَ وُجُوهُ حَتَّى يَبْدَءُوا فِي اَلتَّرْحِيبِ بِهِ لَقَدْ كَانُوا رِفَاقَهُ اَلْمُقَرَّبِينَ فِي اَلدِّرَاسَةِ وَفِي اَلْحَيَاةِ كَانَ يُحِبُّونَهُ كَمَا هُوَ لَا أَحَد اِنْتَظَرَ مِنْهُ أَكْثَرَ مِمَّا يُقَدِّمُهُ مِنْ دَعْمٍ وَمُسَاعَدَةٍ لَا أَحَدَ مِنْهُمْ نَظَرٍ إِلَى دِيَانَتِهِ اَلْمُخْتَلِفَةِ عَنْهُمْ وَلَا أَحَد قَامَ بَالْتِنْمَرْ عَلَيْهِ مِنْهُمْ لِكَوْنِهِ لَا يَحْمِلُ اِسْمَ وَالِدِهَا اَلْحَقِيقِيِّ أَوْ حَتَّى لِأَنَّهُ يَجْهَلُ حَقِيقَةً نَسَبَهُ .


سُولِىْ ، وِلْيَامْ ، تُومَاسْ هَؤُلَاءِ هُمْ رِفَاقُهُ فِي اَلدِّرَاسَةِ وَأَحْيَانًا يُشَارِكُهُمْ لَعِبُ كُرَةِ اَلْقَدَمِ لُعْبَةَ اَلْمُفَضَّلَةِ اِلْتَقَى بِهُمْ يَنْتَظِرُونَهُ فِي خَارِجِ اَلْحَفْلِ فَهْمَ جَمِيعًا يَعْلَمُونَ كَمَا أَنَّ هَذَا اَلْيَوْمِ مُمَيَّزٍ لِرَفِيقِهِمْ وَقَدْ أَعَدُّوا كُلُّ شَيْءِ لِأَجْلِهِ كَانُوا سُعَدَاء جِدًّا لِأَجْلِهِ حَتَّى رَغْمِ كُلِّ اَلِاخْتِلَافَاتِ بَيْنَهُمْ لَكِنَّهُمْ كَانَ يَرَوْنَهُ صَدِيقَهُمْ وَرَفِيقَهُمْ وَكَانُوا يَرْغَبُونَ بِمُسَاعَدَتِهِ لِأَقْصَى دَرَجَةٍ مُمْكِنَةٍ .


- مَا رَأْيُكَ اَلْآنَ يَا رِيكَ كُلَّ اَلْأُمُورِ تَمَّ تَنْفِيذُهَا بِبَرَاعَةِ وَالْمَكَانِ جَاهِزٍ لَكُمَا فَقَطْ كُلُّ مَا عَلَيْكَ فِعْلُهُ حُضُورَ اَلْحَفْلِ وَالِاعْتِرَافِ لَهَا أَمَامَ اَلْجَمِيعِ ثُمَّ أَخَذُوهَا إِلَى هَذَا اَلْمَكَانِ وَقَضَاءِ بَعْضِ اَلْوَقْتِ اَلرَّائِعِ ، رَأَيْتُ مَا فَعَلَهُ رِفَاقُكَ لِأَجْلِكَ . 


هَذَا اَلْمُتَفَاخِرِ هُوَ تُومَاسْ لَكِنَّ رِيكْ كَانَ يَعْلَمُ جَيِّدًا أَنَّهُ فَقَطْ لَمْ يَقِلْ هَذَا سَوَّى لِأَنَّهُ سَعِيدٌ بِصَدِيقِهِ وَلِأَنَّهُ أَرَادَ بِالْفِعْلِ مُسَاعَدَتَهُ حِينَ عَلِمَ بِمَا يَنْوِي فِعْلُهُ اَللَّيْلَةِ لَكِنَّ وِيلْيَامْ كَانَ لَدَيْهِ اِخْتِلَافٌ بَسِيطٌ فَهُوَ كَانَ يُحِبُّ اَلتَّوَاضُعُ وَلَمْ تَكُنْ تَعَجُّبَهُ لَهْجَةَ تُومَاسْ اَلْمُفْتَخِرَةَ حَتَّى وَإِنْ كَانَ يَعْلَمُ جَيِّدًا أَنَّهُ لَا يَعْنِيهَا حَرْفِيًّا .


- تُومَاسْ هَذَا لَيْسَ وَقْتُ سَخَافَاتِكَ أَبَدًا أَنَّهُ اَلْيَوْمَ مُمَيَّزٌ لِرَفِيقِكَ عَلَيْكَ اَلتَّعَامُلُ مَعَهُ بِطَرِيقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ تَوَقَّفَ عَنْ غُرُورِكَ هَذَا


كَالْعَادَةِ هَذَا اَلشِّجَارِ بَيْنَ اَلطِّفْلَيْنِ حَرْفِيًّا لَا يَتَوَقَّفُ عَلَى رَغْمِ أَنَّ كِلَاهُمَا تَخَطَّى سِنَّ اَلْخَامِسَةِ وَالْعِشْرِينَ لَكِنَّهُمْ فِي اَلنِّهَايَةِ مُجَرَّدُ أَطْفَالٍ يَتَشَاجَرُونَ مَعًا وَاعْتَادَ رِيكْ عَلَى هَذَا طَوَالَ صَدَاقَتِهِ مَعَهُمْ لِذَا اِبْتَسَمَ عَلَى اَلْعَادَةِ اَلَّتِي لَا يَتَوَقَّفُونَ عَنْهَا اَلشِّجَارُ اَلْمُعْتَادُ .


- وِيلْيَامْ أَيُّهَا اَلْمُمِلِّ دَعْنِي يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَتَوَقَّفَ عَنْ إِفْسَادِ اَلْأُمُورِ بِجِدِّيَّتِكَ اَلزَّائِدَة عَنْ اَلْحَدِّ . 


وَبِمَا أَنَّ سُولِي هُوَ اَلْأَعْقَلُ بَيْنَهُمْ فَقَرَّرَ إِيقَافُ هَذِهِ اَلسَّخَافَةِ وَالذَّهَابِ إِلَى دَاخِلِ اَلْحَفْلِ حَتَّى يَبْدَأَ بِالْفِعْلِ اَلِاسْتِعْدَادَ لِمَا يَنْوِي رَفِيقُهُ فَعَلَهُ فِي يَوْمِهِ اَلْمُمَيَّزِ . 


- أَنْ كَانَ هَذَا اَلشِّجَارِ اَلسَّخِيفِ لَنْ يَتَوَقَّفَ سَأَقُومُ بِجَذْبِكُمَا مِنْ إِذْنكُمَا إِلَى دَاخِلِ اَلْحَفْلِ لَدَيْنَا أَمْرُ أَهَمَّ مِنْ هَذَا أَنَّهُ اَلْيَوْمَ مُمَيَّزٌ لِرَيِّكَ عَلَيْنَا مُسَاعَدَتُهُ هَذَا اَلْيَوْمِ أَفْضَلَ مَا كَانَ يَحْلُمُ بِهِ وَيَتَمَنَّاهُ .


كَانَ يَشْعُرُ بِالْكَثِيرِ مِنْ اَلِامْتِنَانِ لِرِفَاقِهِ لِمَا يَرَى أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَهُ لِأَجْلِهِ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ اَلْمُمَيَّزِ وَلِكَوْنِهِمْ عَلَى اِسْتِعْدَادِ لِمُسَاعَدَتِهِ وَالْوُقُوفِ بِجَانِبِهِ دَوْمًا أَنَّهُ مَحْظُوظٌ بِجَمِيعٍ مِنْ حَوْلِهِ بِعَائِلَتِهِ وَرِفَاقِهِ وَسَيُكَوِّنُ اَلْأَكْثَر حَظًّا حِينَ تُوَفِّقُ حَبِيبَتَهُ عَلَى اَلزَّوَاجِ مِنْهُ .


كُلُّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدُو فِي مَكَانِهِ كَانَتْ اَلْأُمُورُ تَبْدُو رَائِعَةً مِنْ اَلْخَارِجِ لَا شَيْءً يَقُولُ إِنَّهُ سَيَحْدُثُ شَيْءٌ غَيْرُ اَلْمُتَوَقَّعِ عَدَا وُجُودَهُ هُوَ إِيثَانْ أَنَّهُ رَفِيقُ اَلْجَامِعَةِ لَكِنَّهُ وَأَبَدًا لَمْ يَكُنْ اَلصَّدِيقُ اَلْمُخْلِصُ اَلْوَفِيُّ 


بَلْ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ صَدِيقًا لِأَحَدٍ مِنْ اَلْأَسَاسِ هَذَا اَلشَّابِّ هُوَ شَابُّ مَاكِرَ وَخَبِيثٍ يُجِيدُ حِيَاكَةَ اَلْمُؤَامَرَاتِ وَهَذِهِ اَلْمَرَّةُ وَجَدَ مَا يُسَاعِدُهُ لَقَدْ عَلِمَ بِالصُّدْفَةِ مَا يَنْوِي فِعْلُهُ رِيكْ هَذَا اَلْيَوْمِ وَلِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ رِيكْ مُسْلِمٍ أَنَّهُ لَا يَشْرَبُ اَلْخَمْرَ أَخْذَ كُوبِ مِنْ اَلْعَصِيرِ وَقَرَّرَ خَلْطُهُ مَعَ أَكْوَابِ اَلْخَمْرِ ثُمَّ أَعْطَاهُ لِلنَّادِلِ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُعْطِيَهُ إِلَى رِيكْ وَانْ يُخْبِرُهُ أَنَّ هُنَاكَ مِنْ أَعْطَتْهُ هَذَا اَلْكُوبِ لِأَجَلِ إِعْطَائِهِ لَهُ دُونَ أَنْ يَقُولَ أَيَّ أَسْمَاءٍ . 


أَخْذُهُ رِيكْ بِالْفِعْلِ كُوبَ وَتَنَاوُلَ مَا فِيهِ وَقَدْ ظَنَّ أَنَّ رَامُونَا هِيَ مِنْ قَامَتْ بِإِرْسَالِهِ لِأَنَّهُ تَعْلَمُ جَيِّدًا أَنَّهُ لَا يَشْرَبُ اَلْخَمْرَ لَكِنْ هُنَاكَ شِىَءْ غَيْرِ طَبِيعِيٍّ بِالْعَصِيرِ فَقَدْ اِخْتَلَفَتْ تَصَرُّفَاتِهِ كَثِيرًا بَعْدَ شُرْبِهِ صَارَ بِخُطُوَاتٍ غَيْرِ مُسْتَقِيمَةٍ وَفَجْأَةِ دَوَّنَ أَنْ يَتَوَقَّعَ أَحَدُ وَقْفٍ فِي مُنْتَصَفِ اَلْحَفْلِ يَصْرُخُ بِمَشَاعِرِهِ وَحُبِّهِ لرَامُونَا أَمَامَ اَلْجَمِيعِ فِي مَشْهَدٍ بَدَا غَرِيبًا جِدًّا وَغَيْرُ مُتَوَقَّعٍ بَيْنَمَا رَامُونَا وَاَلَّتِي كَانَتْ بِالْحَفْلِ صَدَمَتْ مِنْ تَصَرُّفَاتِهِ اَلْغَرِيبَةِ . 


❈-❈-❈


رُبَّمَا تَعُدْ هَذِهِ اَلْمَرَّةِ اَلْأُولَى اَلَّتِي يَسْتَدْعِيهُ حَسَنْ إِلَيْهِ وَقَدْ بَدَأَ يَشْعُرُ بِالْقَلَقِ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ اَلسَّبَبُ اَلْحَقِيقِيُّ وَرَاءَ هَذَا لَقَدْ تَعَرَّضَ رَفِيقُهُ إِلَى نَوْبَةٍ قَلْبِيَّةٍ يَجْهَلُ سَبَبُهَا بَلْ رَفَضَ تَمَامًا حُسْنَ اَلتَّحَدُّثِ مَعَهُ عَنْ أَيِّ شَيْءٍ رُبَّمَا يَتَمَكَّنُ هَذِهِ اَلْمَرَّةِ مِنْ مَعْرِفَةِ اَلْأُمُورِ وَتَوْضِيحِهَا أَكْثَرَ وَبِالْفِعْلِ وَصَلَ إِلَى غُرْفَتِهِ فِي قَصْرِهِ لِكَيْ يَتَحَدَّثَ مَعَهُ وَاضِحٌ أَنَّ اَلْكَلَامَ اَلَّذِي يَقُولُ خَطِيرٌ فَقَدْ طَلَبَ مِنْهُ إِغْلَاقِ اَلْبَابِ وَلَا يَسْمَحُ لِأَحَدٍ بِالدُّخُولِ عَلَيْهِمَا . 


- هَلْ قَرَّرَتْ وَأَخِيرًا اَلْإِفْصَاحَ عَنْ اَلسِّرِّ اَلَّذِي جَعَلَكَ تُصَابُ بِتِلْكَ اَلنُّوبَةِ اَلْقَلْبِيَّةِ أَمْ سَتَظَلُّ تُكَذِّبُ عَلِي وَتُخْبِرُنِي أَنَّهُ مُجَرَّدُ ضَغْطِ عَمَلٍ لَا أَكْثَرَ أَنَا لَسْتُ أَحْمَق يَا حَسَنْ ؟ 


حَتَّى اَلْكَذِبِ لَنْ يُغَيِّرَ شَيْءُ مِنْ حَقِيقَةِ مَا اِكْتَشَفَهُ بَلْ لِلْأَسَفِ هُوَ فِي حَاجَةٍ لَانَ يَكُونُ صَرِيحًا وَاضِحًا مَعَ مُحَامِيهِ وَصَدِيقِهِ اَلَّذِي سَيُسَاعِدُهُ فِي اَلْوُصُولِ إِلَى اَلْحَقِيقَةِ اَلْكَامِلَةِ .


- أَنَا لَسْتُ بِخَيْر أَبَدًا يَا يَحْيَى لَمْ أَكُنْ أَتَخَيَّلُ يَوْمًا أَنَّهَا قَدْ تُرْتَكَبُ هَذَا اَلْخَطَأِ اَلْجَسِيمِ فِي حَقِّي وَفِي حَقِّهِمْ وَأَنَا أَنَانِيَّتِهَا يُمْكِنُ أَنْ تَصِلَ إِلَى هَذَا اَلْحَدِّ . 


رَغْمَ أَنَّ حَسَنْ يَتَحَدَّثُ بِالْأَلْغَازِ لَكِنَّ يَحْيَى كَانَ يُدْرِكُ يَقْصِدُ بِكَلَامِهِ بِالطَّبْعِ مِنْ غَيْرِ رَجَاءِ زَوْجَتِهِ اَلسَّابِقَةِ وَاَلَّتِي كَانَ رَافِضًا يَحْيَى رَفْضًا تَامًّا زَوَاجُهُ مِنْهَا وَحَاوَلَ تَحْذِيرُهُ لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَمِعْ إِلَيْهِ لَكِنَّ مَا اَلَّذِي جَعَلَهُ يَتَذَكَّرُ هَذِهِ اَلْمَرْأَةِ مِنْ جَدِيدٍ بَعْدَ تَطْبِيقِهِ لَهَا مُنْذُ سَنَوَاتٍ بَعِيدَةٍ . 


- مَا اَلَّذِي أَعَادَكَ لِلتَّفْكِيرِ بِهَذِهِ اَلْمَرْأَةِ مِنْ جَدِيدٍ لَقَدْ اِنْتَهَتْ عَلَاقَتُكُمَا مُنْذُ زَمَنٍ ؟


لَكِنَّ حَسَنْ صَدَمَ حِينَ أَخْبَرَهُ بِمَا عَلِمَ وَاكْتَشَفَهُ مُصَادَفَةِ بَحْتَةٍ لَكِنْ كَانَتْ لَهَا كُلِّ اَلتَّأْثِيرِ فِيهِ وَفِي حَيَاتِهِ أَنْ اِكْتَشَفَ تِلْكَ اَلْكَارِثَةِ اَلَّتِي تَمَّ صُنْعُهَا مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ . 


- رُبَّمَا لِأَنَّنِي اِكْتَشَفَتْ مُؤَخَّرًا أَنَّنِي كُنْتُ أَحْمَق مُغَفَّلٍ عِنْدَمَا سَمَحَتْ لِتِلْكَ اَلْحَيَّةِ بِالدُّخُولِ إِلَى مَنْزِلِي وَإِفْسَادٌ حَيَاتِيٌّ هَلْ تَعَلَّمَ أَنَا تِلْكَ اَلْمَرْأَةِ كَانَتْ حَامِلاً فِي أَرْبَعَةِ أَبْنَاءِ لَيٍّ وَأَزِيدُكُ مِنْ اَلشِّعْرِ بَيْتًا لَقَدْ قَامَتْ بِبَيْعِ أَبْنَائِي اَلْأَرْبَعَةِ لِأَشْخَاص مَجْهُولِينَ عَلَى أَنَّهُمْ أَطْفَالُ أَيْتَامٌ .


كَانَ رِيكْ فِي عَالَمٍ آخَرَ بِخَاصَّةٍ بَعْدَ شُرْبِهِ لِذَلِكَ اَلْمَشْرُوبِ اَلْكُحُولِيِّ وَاَلَّذِي كَانَ يَجْهَلُ حَقِيقَتَهُ لَكِنْ تَمَّ إِعْطَائِهِ لَهُ غَدْرِنَا مِنْ قَبْلُ إِيثَانْ ظِل يَتَحَرَّكُ فِي اَلْحَفْلِ بِطَرِيقَةٍ غَرِيبَةٍ تَنَبَّهَ لَهُ جَمِيعٍ مِنْ حَوْلِهِ وَزَادَ اَلْأَمْرُ حِينَ رَأَى رَامُونَا تِلْكَ اَلْفَتَاةِ اَلَّتِي يُحِبُّ وَاَلَّذِي عَلَى وَشْكِ أَنْ يَطْلُبَ ي _ _ _ دَهَا لِلزَّوَاجِ هَذِهِ اَللَّيْلَة وَبِطَرِيقَةٍ لَا أَحَد يَعْرِفُهَا تَغَيَّرَتْ اَلْأُمُورُ مِنْ حَوْلِهِ وَمِنْ حَوْلِهِمْ فَقْدٌ وَجَدَ نَفْسَهُ يَتَّجِهُ إِلَيْهَا وَهُوَ لَا يَعْلَمُ مَا يَفْعَلُهُ وَيَظُنُّ نَفْسَهُ فِي مُجَرَّدِ حُلْمِ مِنْ أَحْلَامِهِ اَلْكَثِيرَةِ اَلَّتِي تُرَاوِدُهُ . 


كَانَتْ رَامُونَا تَتَحَدَّثُ إِلَى بَعْضٍ مِنْ رِفَاقِهَا وَتُخْبِرهُمْ بِالْعَدِيدِ مِنْ اَلْقَصَصِ حَوْلَهَا وَحَوْلَ أَحْلَامِهَا اَلْكَثِيرَةِ اَلَّتِي تَطْمَحُ إِلَيْهَا فَهِيَ طَمُوحَةٌ جِدًّا لَا يَعْنِيهَا حُدُود لِذَلِكَ اَلطُّمُوحِ وَلَا يَعْنِيهَا اَلْمُقَابِلُ اَلَّذِي سَتَدْفَعُهُ فِي مُقَابِلِ اَلْوُصُولِ إِلَى مَا تُرِيدُ .


- رَامُونَا حَبِيبَتِي اَلْيَوْمِ يَوْمَنَا اَلْمُمَيَّزَ وَقَدْ قَرَّرَتْ أَنْ أَقُومَ بِطَلَبِ يَدِي _ _ _ _ ك فِي مِثْلٍ هَذَا اَلْيَوْمِ فِي هَذَا اَلْحَفْلِ اَلرَّائِعِ وَأَعْلَمَ أَنَّكَ لَنْ تَرْفُضِيَ طَلَبِي لِمَا تَقَفَّيْنَ صَامِتَةٌ هَكَذَا لَيْسَ هَذَا رَدُّ اَلْفِعْلِ اَلَّذِي تَوَقَّعَتْهُ أَنْتَ عَلَى وَشْكِ اَلزَّوَاجِ بِحُبِّ حَيَاتِكَ ؟


نَظَرَتْ حَوْلَهَا وَشَعَرَتْ بِالْإِحْرَاجِ اَلشَّدِيدِ مِنْ تَصَرُّفَاتِهِ اَلْغَرِيبَةِ وَاَلَّتِي لَمْ تَشْهَدْهَا مِنْ قَبْلٌ وَلَمْ تَسْتَطِعْ اَلْبَقَاءَ تَحْتَ اَلْأَضْوَاءِ عَلَى هَذَا اَلنَّحْوِ اَلْمُخْزِي لِذَا حَاوَلَتْ اَلْخُرُوجَ مِنْ اَلْمَكَانِ وَمِنْ اَلْحَفْلِ نِهَائِيًّا سَاخِطَةً عَلَيْهِ


لَكِنَّ لَمْ يَسْمَحْ لَهَا فَقَدْ أَمْسَكَ ذِرَاعَهَا قَبْلَ أَنْ تَتَحَرَّكَ حَتَّى تُوَاجِهَهُ وَيَحْصُلُ مِنْهَا عَلَى اَلْإِجَابَةِ اَلَّتِي يُرِيدُهَا فَهُوَ حَتَّى وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِوَعْيهِ لَكِنَّ تَصَرُّفَاتِهِ كَانَتْ مُسْتَفِزَّةً لِأَقْصَى دَرَجَةٍ وَتُخْرِجُهَا عَنْ هُدُوئِهَا وَأَعْصَابِهَا اَلْبَارِدَةِ 


- لَا رَحِيلَ مِنْ هَذَا اَلْحَفْلِ قَبْلَ أَنْ أَحْصُلَ عَلَى إِجَابَةِ مَنْ يَدْرِي رُبَّمَا يَكُونُ اَلْيَوْمَ هُوَ يَوْمُ زِفَافِنَا وَنَكُونُ مَعًا إِلَى اَلْأَبَدِ


دَفَعَتْ ي _ _ _ _ دُهْ بَعِيدًا عَنْهَا فَلِمَ تَسْتَطِعْ تَحَمُّل أَكْثَرَ وَقَدْ تَذَكَّرَتْ حَدِيثَهَا مَعَ وَالِدَتِهَا أَمْسِ حِينَ أَخْبَرَتْهَا بِمَا أَنَّهَا تُفَكِّرُ فِي اَلزَّوَاجِ مِنْ رِيكَارْدُو دِي لَافِيغَا وَكَمْ رَفَضَتْ وَالِدَتُهَا وَعَائِلَتُهَا بِالْكَامِلِ هَذَا اَلْأَمْرِ وَنَصَحَتْهَا بِالِابْتِعَادِ عَنْهُ تَمَامًا وَانْ تَجِدُ مِنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَكْثَرَ ثَرَاءٍ وَسُلْطَةٍ عَنْ هَذَا اَلشَّابِّ اَلْفَقِيرِ اَلَّذِي بِالْكَادِ عَمَل هُوَ وَوَالِدُهُ لِسَدِّ اِحْتِيَاجَاتِهِمْ اَلْيَوْمِيَّةِ 


- لَا شَكَّ أَنَّكَ فَقَدَتْ عَقْلَكَ هَلْ تَظُنُّ أَنَّنِي قَدْ أَقْبَلَ بِالزَّوَاجِ مِنْ اِبْنِ غَيَّرَ شَرْعِيٌّ مِنْ دُونِ أَصْلِ مِنْ دُونِ عَائِلَةٍ وَمِنْ دُونِ نُسِبَ أَنْتَ حَتَّى لَا تَمْلِكُ اِسْمًا لَوْلَا وُجُودُ كُوبِيرْ وِكَالِيدَّا لَبَقِيَتْ طِوَال حَيَاتِكَ لَا تَحْمِلُ عَائِلَةً وَلَا اِسْم . . . . . إِنَّ فَكَّرَتْ فِي اَلزَّوَاجِ سَيَكُونُ رَجُلاً حَقِيقِيًّا لَدَيْهِ اِسْمُ وَعَائِلُهُ وَيَسْتَطِيعُ أَنْ يُؤْمِنَ مَنْزِلُ وَحَيَّاهُ وَلَيْسَ مُجَرَّدَ اَلشَّخْصِ غَيْرِ شَرْعِيٍّ مُعْدَمٍ مِثْلِكَ 


رَغْمَ بَشِعَة اَلْمَشْهَدِ لَكِنْ مِنْ حَوْلِهِ لَمْ يَهْتَمُّوا بِهُمَا بَلْ كَانُوا فَقَطْ يَقُومُونَ بِتَصْوِيرِ اَلْفِيدْيُو حَتَّى يَقُومُوا بِنَشْرِهِ عَلَى وَسَائِلِ اَلتَّوَاصُلِ اَلِاجْتِمَاعِيِّ لَا أَحَد اِهْتَمَّ بِمَشَاعِرِهِ وَلَا إِحْسَاسُهُ بِمَا يُقَالُ وَهُوَ لَمْ يَعِيَ كَثِيرًا مِمَّا يُقَالُ مِنْ حَوْلِهِ فَتَأْثِيرَ ذَلِكَ اَلْمَشْرُوبِ عَلَيْهِ كَانَ قَوِيًّا بِحَيْثُ لَمْ يَمْتَلِكْ اَلْقُدْرَةَ عَلَى اِسْتِيعَابِ اَلْمَشْهَدِ بَيْنَمَا كَانَ إِيثَانْ سَعِيدًا بِمَا يَحْدُثُ وَرُبَّمَا هَذَا رَدُّ قَلِيلاً مِنْ اِعْتِبَارِهِ


- رَامُونَا أَنَا أُرِيدُ رَأْيُكَ بِشَأْنِ زَوَاجِنَا مَا هَذَا اَلْكَلَامِ اَلْغَرِيبِ اَلَّذِي تَتَحَدَّثِينَ عَنْهُ ؟ 


رَدُّ فِعْلِهِ اَلْغَرِيبِ لَمُّ تَفَهُّمِهِ وَلَمْ تَسْتَطِعْ اَلصَّمْتَ لَكِنْ قَبْلَ أَنْ تُجِيبَهُ لَفْتُ اِنْتِبَاهًا رَائِحَةَ اَلْكُحُولِ اَلَّتِي تَفُوحُ مِنْ فَمِهِ وَحَرَكَاتِهِ غَيْرُ اَلْمُسْتَقِرَّةِ مِمَّا جَعَلَهَا تُدْرِكُ أَنَّهُ قَامَ بِتَنَاوُلِ أَحَدِ تِلْكَ اَلْمَشْرُوبَاتِ لَكَحُولِيَّهْ وَهَذَا زَادَ مِنْ تَعَجُّبِهَا مِنْ اَلْأَمْرِ لِأَنَّهَا تَعْلَمُ أَنَّ رِيكَارْدُو أَخْبَرَهَا دَوْمًا أَنَّ هَذَا اَلْمَشْرُوبِ مُحَرَّمٍ فِي دِينِهِ وَلَا يَقُومُ بِشُرْبِهِ أَبَدًا 


- هَلْ أَنْتَ ثَمِلٌ ؟


أَسْرَعَ تُومَاسْ وَوِيلْيَامْ إِلَى أَخْذِهِ سَرِيعًا وَإِبْعَادُهُ مِنْ اَلْحَفْلِ بِمُحَاوَلَةِ جَعْلِهِ يُفِيقُ سَرِيعًا يَكْفِي اَلْفَضِيحَةَ اَلَّتِي تَمَّ صِنَاعَتَهَا لَهُ اِتَّجَهُوا بِهِ سَرِيعًا إِلَى اَلْمِرْحَاضِ اَلْخَاصِّ بِالرِّجَالِ وَقَامُوا بِوَضْعِ رَأْسِهِ أَسَفَ صُنْبُورِ اَلْمِيَاهِ رَغْمَ مُقَاوَمَتِهِ لَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَحُوا لَهُ أَبَدًا أَنْ يَبْقَى عَلَى هَذَا اَلنَّحْوِ لَا أَحَدَ يَعْلَمُ كَيْفَ تَنَاوَلَ ذَلِكَ اَلْمَشْرُوبِ لَكِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مَا أَنْ يُفِيقَ وَيَسْتَوْعِبُ مَا فَعَلَ فَلَنْ يَكُونَ سَعِيدًا أَبَدًا بِمَا أَقْدَمَ عَلَيْهِ .


❈-❈-❈


رَجَاءْ اَلصَّانِعْ اَلْمُمَثِّلَةِ اَلْمَعْرُوفَةِ اَلَّتِي يَشْهَدُ لَهَا اَلْجَمِيعَ بِأَعْمَالٍ اَلْفَنِّيَّةِ اَلرَّائِعَةِ اَلرَّاقِيَةِ اَلَّتِي كَانَتْ وَمَا زَالَتْ مِثَال لِلْجَمَالِ وَالرُّقِيِّ وَالْفَنِّ حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ صُورَتُهَا اَلْحَقِيقِيَّةُ لَا تُشْبِهُ أَبَدًا تِلْكَ اَلَّتِي عَلَى اَلتِّلْفَازِ وَاَلَّتِي تَظْهَرُ بِهَا فِي حَيَاتِهَا اَلْعَادِيَّةِ رَغْمَ عَدَمِ حُبِّهِ لِتِلْكَ اَلْمَرَّةِ لَكِنَّهُ وَجَدَ نَفْسَهُ مُجْبَرًا عَلَى زِيَارَتِهَا رَغْمَ أَنَّ صَدِيقَهُ نَجَّى لَيْلَةَ أَمْسِ مِنْ نَوْبَةٍ بِقَلْبَيْهِ أُخْرَى وَمَا زَالَ حَتَّى اَلْآنَ يَسْتَرِيحُ عَلَى تِلْكَ اَلْأَجْهِزَةِ.


وَرَغْمَ كُرْهِهِ لِقُدُومِهِ لِهَذَا اَلْمَكَانِ لَكِنَّهُ لَا يَمْتَلِكُ حَلًّا غَيْرَهُ حَتَّى يَحْصُلَ عَلَى بَعْضِ اَلْإِجَابَاتِ لَمْ يَأْخُذْ وَقْتُ طَوِيلاً فِي اَلْوُصُولِ إِلَيْهَا لِأَنَّهَا مَا أَنْ رَأَتْهُ أَوْقَفَتْ اَلْعَمَلَ وَذَهَبَتْ إِلَيْهِ أَنَّهَا تَكْرَهُهُ مُنْذُ رَفْضِ تَمَامًا زَوَاجَهَا مِنْ حَسَنْ اَلَّذِي لَمْ يَسْتَمِعْ إِلَيْهِ لَكِنَّهَا لَمْ تُحِبْ هَذَا اَلرَّجُلِ اَلْمَدْعُوِّ بِيَحْيَى أَبَدًا 


- إِذَنْ مَا اَلَّذِي أَتَى بِالْمُحَامِي اَلْعَظِيمِ يَحْيَى إِلَى مَوْقِعِ اَلتَّصْوِيرِ مَا أَعْلَمَهُ أَنَّهُ لَا يَكْرَهُ شَيْءً فِي حَيَاتِهِ مِقْدَارَ رُؤْيَتِي وَالْحَدِيثِ مَعِي 


رَدٌّ عَلَيَّها يَحْيَى بِاسْتِفْزَازِ وَهِيَ تُحَاوِلُ كَعَادَتِهَا إِخْرَاجَ غَضَبِهِ وَانْفِعَالِهِ لَكِنَّهُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ كَانَ يَجِدُ طَرِيقَهُ لِتَمَالُكِ أَعْصَابِهِ وَإِلَّا يَسْمَحُ لَهَا بِالْوُصُولِ إِلَى مَا تُرِيدُ 


- لَمْ أُكِنْ لَاتِي لَكَ لَوْ لَمْ أَكُنْ مُضْطَرًّا أَنَّكَ تَعْلَمِينَ مَشَاعِرِي جَيِّدًا تُجَاهِكَ مُنْذُ زَمَنٍ فَلَا دَاعِي أَبَدًا لِتَزْيِيفِ هَذَا اَللِّقَاءِ أَتَيْتُ إِلَى هُنَا لِلْحُصُولِ عَلَى إِجَابَةِ سُؤَالٍ وَاحِدٍ أَيْنَ هُمْ أَبْنَاءَكَ مِنْ اَلسَّيِّدِ حَسَنْ ؟


سُؤَالٌ تَهَرَّبَتْ مِنْهُ كَثِيرًا فَهِيَ كَانَتْ تَظُنُّ أَنَّ اَلْجَرِيمَةَ اَلَّتِي صَنَعَتْهَا قَبْل سَنَوَاتِ لَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ بِشَأْنِهَا بَلْ هِيَ نَفْسُهَا تَجَاهَلَتْهَا وَحَاوَلَتْ نِسْيَانَهَا مَعَ اَلْوَقْتِ وَلَمْ تَتَوَقَّعْ أَنَّ هَذَا اَلرَّجُلِ قَدْ يَسْعَى خَلْفَهَا وَيُحَاوِلُ اَلْوُصُولُ إِلَيْهَا 


- أَنَا لَا أَعْلَمُ عَمٌّ تَتَحَدَّثُ أَنَا لَا أَنْجَبَ .


نَظْرَ لَهَا نَظْرَةُ تَعْرِيفِهَا جَيِّدًا وَتُعَلِّمُ أَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْ حَرْفًا وَاحِدًا مَا تَقُولُ بَلْ هُوَ يُشَكِّكُ تَمَامًا فِي كَلَامِهَا وَانْهَ سَيَجِدُ اَلْإِجَابَةَ حَتَّى وَإِنْ لَمْ تُخْبِرْهُ عَنْهَا


- يُمْكِنُنَا قَضَاءُ اَلْوَقْتِ فِي هَذَا اَلْحَدِيثِ أَوْ يُمْكِنُنِي إِيجَادُ اَلْإِجَابَةِ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى فَنَّانَةً مَعْرُوفَةً مِثْلُكَ لَنْ تَرْغَبَ فِي شَائِعَةٍ صَغِيرَةٍ تُدَمِّرُ عَمَلَهَا وَصِنَاعَتَهَا لِتَكُونَ صَرِيحَةً وَأَخْبِرِينِي بِمَا أُرِيدُ سَمَاعُهُ . 


تَهْدِيدٌ وَاضِحٌ وَصَرِيحٌ وَلَانَ يَحْيَى لَيْسَ مُحَامٍ صَغِيرٌ فَهِيَ تَعْلَمُ جِدِّيَّةَ اَلْمَوْقِفِ وَانْهَ سَيَفْعَلُ بِالْفِعْلِ مَا قَالَهُ - أَنَا حَقًّا لَا أَعْلَمُ مَكَانُهُمْ . . . . . . . . . . . 


❈-❈-❈


اَلْحُبُّ يَحْمِلُ أَجْمَلَ مَعَانِي فِي اَلْحَيَاةِ وَلَكِنَّ اَلْأَنَانِيَّةَ هِيَ سِلَاحُهُ اَلْقَاتِلُ اِنْتَشَرَ فِيدْيُو عَلَى وَسَائِلِ اَلتَّوَاصُلِ اَلِاجْتِمَاعِيِّ اِنْتِشَارُ اَلنَّارِ فِي اَلْهَشِيمِ وَفَجْأَةِ صَارَ مِنْ أَعْلَى اَلْفِيدْيُوهَاتِ مَشَاهِدَهُ رَاءَهُ اَلْجَمِيعُ بِلَا اِسْتِثْنَاءٍ بَيْنَمَا رِفَاقِهِ لَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ اَلسَّيْطَرَةِ عَلَيْهِ أَوْ إِخْفَاءِ ذَلِكَ اَلْفِيدْيُو فَلَمْ يَعُودُوا بِقَادِرِينَ عَلَى اَلسَّيْطَرَةِ عَلَى مَنْ قَامَ بِنَشْرِهِ وَلَا مَنْ قَامَ بِمُشَارِكِهِ . 


بُعْدُ دَقَائِقَ بَدَأَ يَشْعُرُ رِيكْ أَنَّهُ بَدَأَ يُفِيقُ مِمَّا كَانَ فِيهِ إِنَّ مَنْزِلَ تُومَاسْ وَرِفَاقِهِ بَعْدَمَا أَعَدَّ لَهُ كُوبَا مِنْ اَلْقَهْوَةِ حَتَّى يَبْدَأَ عَقْلُهُ فِي اِسْتِيعَابِ مَا يَجْرِي مِنْ حَوْلِهِ وَيَتَمَكَّنُ مِنْ اَلْحَدِيثِ مَعَهُ . 


- تُومَاسْ كَيْفَ سَنُخْبِرُهُ هَذَا . . . لَيْسَ فَقَطْ أَنَّهُ تَمَّ رَفْضُهُ مِنْ قَبْلُ رَامُونَا بَلْ أَيْضًا هُنَاكَ فِيدْيُو يَجُوبُ اَلْعَالَمُ بِأَسْرِهِ عَنْ ذَلِكَ اَلْمَوْقِفِ اَلَّذِي تَعَرَّضَ لَهُ جَعْلُ اَلْجَمِيعِ يَتَعَرَّضُ لِعَائِلَتِهِ اَلَّتِي لَا نَعْلَمُ مَنْ تَكُونُ.


حَتَّى مِنْ حُسْنِ اَلْحَظِّ أَنَّهُمْ يَقِفُونَ بَعِيدًا عَنْهُ وَانْ وِيلْيَامْ وَتُومَاسْ وَسُولِي يَقِفُونَ فِي مَكَانِ بَعِيدًا وَعَنْ رَغْمُ أَنَّهُمْ يَرَوْنَهُ وَهُوَ يَتَنَاوَلُ اَلْقَهْوَةَ لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَعِدْ وَعْيُهُ بِالْكَامِلِ حَتَّى اَلْآنَ.


- لَا أَعْلَمُ يَا وِيلْيَامْ أَنَا لَا أَجِدُ أَيُّ حَلٍّ لِتِلْكَ اَلْمُشْكِلَةِ لَمْ أَتَوَقَّعْ أَبَدًا أَنْ يَحْدُثَ هَذَا اَلْمَوْقِفِ مِنْ رَامُونَا بَلْ لَمْ أَتَوَقَّعْ مِنْ اَلْأَسَاسِ أَنْ يَقُومَ أَحَدٌ بِتَسْجِيلِ فِيدْيُو عَمَّا تَمَّ مَعَهُ بَعْدَمَا قَامَتْ رَامُونَا بِإِهَانَتِهِ أَمَامَ اَلْجَمِيعِ . 


كَانَ سُولِىْ يَشْعُرَ بِالْحَرَجِ اَلشَّدِيدِ مِمَّا تَعَرَّضَ رَفِيقُهُ وَلَمْ يَكُنْ سَعِيدًا بِمَا تَمَّ رَغْمَ مُحَاوَلَتِهِ تَقْدِيمَ اَلْمُسَاعَدَةِ بِاقْتِرَاحٍ لَكِنْ اَلِاقْتِرَاحُ لَمْ يَكُنْ لِيُفِيدَ أَحَدًا فِي تِلْكَ اَللَّحْظَةِ بَلْ كَانَ مِنْ اَلصَّعْبِ تَنْفِيذُهُ .


- أَلَا يُمْكِنُ أَنْ نَتَّفِقَ عَلَى تَجَاهُلِ مَا تَمَّ نَشْرُهُ وَلَا نَتَحَدَّثُ عَنْهُ أَلِنْ يَكُون هَذَا أَكْثَرَ فَائِدَةٍ مِمَّا نَفْعَلُهُ اَلْآنَ ؟


لَمْ يَسْتَطِعْ تُومَاسْ أَلَّا يَسْخَرَ مِنْ كَلَامِهِ فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ تَجَاهُلَ اَلْفِيدْيُو اَلْأَكْثَرِ اِنْتِشَارًا عَلَى مَوْقِعِ اَلتَّوَاصُلِ اَلِاجْتِمَاعِيِّ أَنَّ اَلْعَالَمَ يَتَدَاوَلُهُ اَلْآنَ وَيُرَاقِبُهُ فَكَيْفَ يُمْكِنُهُ تَجَاهُلُهُ .


- أَخْبَرَ هَذَا لِلْعَالَمِ اَلَّذِي شَاهَدَ اَلْفِيدْيُو قَبْل قَلِيلٍ وَلِأُولَئِكَ اَلْأَشْخَاص اَلَّذِينَ سَيُقَابِلُونَ رِيكْ فِي اَلطَّرِيقِ إِلَّا يَتَحَدَّثُوا عَنْ عَائِلَتِهِ اَلْمَجْهُولَةِ ؟


أَخِيرًا تَمَكَّنَ رِيكْ مِنْ اِسْتِعَادَةِ وَعْيِهِ بَعْدَ أَنْ شَرِبَ كُوبُ اَلْقَهْوَةِ لِذَا نَهَضَ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى يَعْلَمَ مَا سَبَّبَ قُدُومُهُ إِلَى هُنَا آخِر مَا يَتَذَكَّرُ أَنَّهُ كَانَ فِي اَلْحَفْلِ لِيَوْمِهِ اَلْمُمَيَّزِ وَالِاعْتِرَافِ لرَامُونَا اَلْيَوْمِ لَكِنَّ مَا يَرَاهُ أَنَّهُ فِي مَنْزِلِ تُومَاسْ فَمَا اَلَّذِي أَحْضَرَهُ إِلَى مَنْزِلِ تُومَاسْ فِي مِثْلٍ هَذَا اَلْوَقْتِ ؟ 


هُوَ مُعْتَادٌ عَلَى زِيَارَةِ تُومَاسْ مِنْ وَقْتِ لِآخِرٍ بِمَا أَنَّ تُومَاسْ وَرِفَاقَهُ يَعِيشُونَ فِي نَفْسِ اَلْمَنْزِلِ مَعًا لَكِنَّهُ لَا يَعْلَمُ سَبَبَ قُدُومِهِ إِلَى هُنَا وَفَوْقَ كَذَلِكَ رُبَّمَا لَدَيْهِ صُدَاعٌ لَا يَعْلَمُ سَبَبُهُ حَتَّى لِذَا اِتَّجَهَ لِلْبَحْثِ عَنْ رِفَاقِهِ فِي اَلْمَنْزِلِ عَلَّهُ يَجِد لَهُ إِجَابَاتُ اَلْأَسْئِلَةِ . 


يَقِفُونَ فِي اَلْمَطْبَخِ اَلثَّلَاثَةِ يَتَحَدَّثُونَ بِهِ وَعُيُونهُمْ عَلَى اَلْهَاتِفِ هَذَا اَلْمَشْهَدِ عَجِيبٍ نَوْعًا مَا رَغْمُ أَنَّهُ يَعْرِفُهُمْ مُنْذُ كَانُوا أَطْفَالاً مَعًا فِي نَفْسِ اَلْمَدْرَسَةِ لَكِنَّ مَا يَرَاهُ يَبْدُو غَرِيبًا لَمْ يَرَ هَذَا اَلْمَشْهَدِ اَلْعَجِيبِ . 


- لَمَا اَلْجَمِيعِ يَنْظُرُ فِي نَفْسِ اَلْهَاتِفِ هَلْ هُنَاكَ شَيْءُ مَا ؟ 


لَا أَحَدَ يَمْتَلِكُ أَيَّ رَدٍّ بَلْ إِنَّ اَلْجَمِيعَ نَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ نَظَرُوا إِلَى بَعْضِهِمْ اَلْبَعْضِ فِي سُكُونٍ عَجِيبٍ بَدَأَ يَشْعُرُ رِيكْ بِالْقَلَقِ وَمِنْ أَنَّ هُنَاكَ شَكٌّ غَيْرُ طَبِيعِيٍّ يَشْعُرُ بِهِ فِيمَنْ حَوْلَهُ وَرِفَاقَهُ يَرْفُضُونَ اَلْكَلَامُ أَوْ حَتَّى إِعْطَاءِ تَفْسِيرٍ وَاحِدٍ لِتَصَرُّفِهِمْ . 


- لِمَا لَا أَحَد يُجِيبُنِي وَيُخْبِرُنِي بِالسَّبَبِ أَنَا حَتَّى لَا أَعْلَمُ مَا اَلَّذِي أَفْعَلُهُ هُنَا مِنْ اَلْمُفْتَرَضِ أَنْ نَكُونَ فِي اَلْحَفْلِ اَلَّذِي يَخُصُّ اَلْجَامِعَةَ ؟


هَذَا يَزِيدُ اَلْوَضْعُ سُوءًا فَلَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ إِخْبَارُهُ بِمَا تَمَّ فِي اَلْحَفْلِ لَكِنَّهُ آجِلاً أَمْ عَاجِلاً سَيَعْلَمُ بِالْأَمْرِ هُوَ لَنْ يَبْقَى سِرًّا لِمُدَّةً طَوِيلَةٍ خَاصَّةٍ وَأَنَّ اَلْعَالَمَ بِأَسْرِهِ يَتَحَدَّثُ عَنْ تِلْكَ اَلْفَضِيحَةِ اَلْمُدَوِّيَةِ اَلَّتِي لَحِقَتْ بِهِ وَذَلِكَ اَلْكَلَامُ اَلْقَاسِي اَلَّذِي اِسْتَمَعَ إِلَيْهِ مِنْهَا أَنَّهُمْ بَيْنَ خِيَارَاتٍ أَصْعَبَ مِنْ بَعْضِهَا . 


تَعَجَّبَ أَكْثَرُ مِنْ كَوَّنَ لَا أَحَدَ يُجِيبُ عَنْ سُؤَالِهِ لِذَا لَا مَفَرَّ مِنْ اَلِاتِّجَاهِ نَحْوَ رِفَاقِهِ وَسَحْبُ اَلْهَاتِفِ بِنَفْسِهِ بِرُؤْيَةِ سَبَبِ كُلِّ تِلْكَ اَلْمَتَاعِبِ وَبِالْفِعْلِ كَانَ اَلسَّبَبُ غَيْرُ مُتَوَقَّعٍ فَقَدْ كَانَ فِيدْيُو لِمَا حَدَثَ مَعَهُ فِي اَلْحَفْلِ وَقَدْ شَاهَدَهُ بِالْكَامِلِ بَيْنَمَا مِنْ حَوْلِهِ قَلِقِينَ مِنْ رَدَّةِ فِعْلِهِ .


❈-❈-❈


يُمْكِنُهَا اَلْحَدِيثُ طَوَالَ اَلْوَقْتِ لَكِنَّ هَذَا لَنْ يُغَيِّرَ مَا تَعْرِفُهُ وَلَنْ يَجْعَلَهَا تَسْتَسْلِمُ أَوْ تَرْفُضُ تَصَرُّفَهَا كُلَّ حَدِيثِ وَالِدَتِهَا مَعَكَ كَانَ بِلَا جَدْوَى لَهَا مُنْذُ سَاعَتَيْنِ تُخْبِرُهَا أَنَّ عَلَيْهَا اَلتَّوَقُّفُ وَالِدَتَهَا أَكْثَرَ شَخْصٍ عَنِيدٍ عَرَفَتْهُ لَكِنَّ لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْهَا حَتْمًا . 


- أَنَا لَا أَعْلَمُ مَا اَلَّذِي يَدُورُ فِي عَقْلِكَ حَقًّا اَزْمِيرَالْدَا أَلَّا تَرَيْنَ مَا يَجْرِي فِي اَلْعَالَمِ مِنْ قِبَلِهِمْ أَنَّهُمْ يَقُومُونَ بِتَفْجِيرِ اَلْبَشَرِ وَالْكَثِيرَ مِنْ اَلْعَمَلِيَّاتِ اَلْإِرْهَابِيَّةِ ؟


اَلْكَلَامُ اَلْمُعْتَادُ مِنْ جَمِيعِ أَفْرَادِ عَائِلَتِهَا يَقُولُونَ إِنَّهَا اِخْتَارَتْ خِيَارًا صَعْبًا حِينَ قَرَّرَتْ أَنْ تَتَّجِهَ إِلَى اَلْإِسْلَامِ فِي اَلْوَاقِعِ عَائِلَتَهَا لَا تَتْبَعُ أَيَّ دِيَانَةٍ مِنْ اَلْأَسَاسِ وَبِالنِّهَايَةِ تُقَرِّر اَلدِّينَ اَلْإِسْلَامِيَّ وَاَلَّذِي وَاجَهَتْ صُعُوبَةً فِي اَلْحَدِيثِ مَعَهُمْ وَانْ فِكْرَتَهَا تَخْتَلِفُ عَنْ اَلْفِكْرَةِ اَلَّتِي يُرَوِّجُ لَهَا اَلْإِعْلَامُ اَلْغَرْبِيُّ .


- أُمِّي تَوَقَّفِي عَنْ مُشَاهَدَةِ اَلتِّلْفَازِ لِأَنَّكَ حَقًّا تَتَحَدَّثِينَ بِأُمُورٍ غَيْرِ مَعْقُولَةٍ وَهَلْ سَبَقَ رَأَيْتُ أَنِّي أَقُومُ بِتَفْجِيرِ أَيِّ مَكَانِ تَوَقُّفٍ عَنْ تِلْكَ اَلْأُمُورِ أُولَئِكَ اَلْأَشْخَاصِ هُمْ أَشْخَاصٌ مُتَطَرِّفُونَ وَلَا تُقَنْعِينِي أَنَّ هَذَا اَلْأَمْرِ فِي اَلْإِسْلَامِ وَحْدَهُ اَلْحَمَلَاتِ اَلصَّلِيبِيَّةَ أَيْضًا مَنْ كَانَتْ تَرْفَعُ شِعَارَ اَلصَّلِيبِ أَحْدَثَتْ اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلْخَرَابِ وَالدَّمَارِ


زَادَ اِنْفِعَالُ وَالِدَتِهَا أَكْثَرَ وَهِيَ تَرَاهَا تُعَانِدُ أَمَامَهَا وَتُصِرُّ عَلَى رَأْيهَا رَافِضَةً اَلْإِصْغَاءِ أَوْ تَنْفِيذِ مَا تُرِيدُ مِمَّا جَعَلَهَا تَصْرُخُ فِي وَجْهِهَا غَيْرُ مُبَالِيَةٍ أَبَدًا بِعُقُوبَةِ ذَلِكَ



- لَسْنَا هُنَا لِلْقِيَامِ بِمُنَاقِشِهِ تَارِيخِيَّةً أَنَا قَلَقُهُ عَلَيْكَ مِمَّا تَفْعَلِينَ أُولَئِكَ اَلْأَشْخَاصِ تَصَرُّفَاتِهِمْ مُرِيبَةٌ وَالتِّلْفَازُ لَا يَتَوَقَّفُ عَنْ اَلْحَدِيثِ عَنْهُمْ وَعَنْ عَدَدِ اَلْأَشْخَاصِ اَلَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ وَيَقُومُونَ بِتَفْجِيرِ بَعْضِ اَلْأَمَاكِنِ بِشَكْلٍ مُخِيفٍ وَأَنْتِ تَقُولِينَ فِي اَلنِّهَايَةِ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى اَلْقَلَقِ هُنَا 


قَلَبَتْ عَيْنَيْهَا بِمَلَلٍ يُمْكِنُهُ اَلصُّرَاخُ طَوَالَ اَلْوَقْتِ لَكِنَّ وَالِدَتَهَا مُطْلَقًا لَنْ تَقْتَنِعَ سَوَّى بِمَا تَرَاهُ مِنْ دَاعِشْ وَمَا يَتَّبِعُهَا مِنْ اَلْجَمَاعَاتِ اَلْإِرْهَابِيَّةِ تَظُنُّهُ هُوَ اَلصُّورَةُ اَلْحَقِيقِيَّةُ لِلدِّينِ اَلْإِسْلَامِيِّ وَتَطَرُّفِهِ هِيَ لَا تُعَانِدُ كَوَّنَ اِبْنَتَهَا اِخْتَارَتْ اِتِّبَاعَ اَلدِّينِ مُشْكِلَتَهَا فِيمَا تَسْمَعُهُ مِنْ اَلْإِعْلَامِ وَمَا يُرَوِّجُ لَهُ إِعْلَامُ اَلْغَرْبِ مِنْ صُورَةٍ مُسِيئَةٍ . 


- أُمِّي كُلَّ تِلْكَ صُوَرٌ كَاذِبَةٌ لَا أَكْثَرَ كَمَا أَخْبَرَتْكَ وَهَلْ كَانَتْ اَلْحَمَلَاتُ اَلصَّلِيبِيَّةُ فِي اَلْمَاضِي تُعَبِّرُ عَنْ اَلدِّيَانَةِ اَلْمَسِيحِيَّةِ أَنَّهُ اَلتَّطَرُّفُ وَلَيْسَ شَرْطًا أَنْ يُعَبِّرُوا عَنْ دِينٍ بِعَيْنِهِ أَنَّ تَفْكِيرَهُمْ خَاطِئٌ هُوَ مِنْ جَعْلِهِمْ يَسْلُكُونَ هَذِهِ اَلسُّلُوكِ وَدَعِينِي أَذْكُرُكُ بِأَمْرِ اِبْنِ اَلْعَمِّ كُوبِيرْ مُسْلِمٍ أَيْضًا وَهُوَ لَمْ يَقُمْ بِتَفْجِيرِ أَيِّ مَكَانٍ أَوْ اَلتَّصَرُّفِ مَعَ أَحَدٍ بِطَرِيقَةٍ مُسِيئَةٍ بَلْ هُوَ يَتَعَامَلُ مَعَ اَلْجَمِيعِ بِأَخْلَاقِ رَائِعَةٍ وَقِيَمُهُ كَمَا يَتَعَامَلُ مَعَ وَالِدَيْهِ بِتِلْكَ اَلطَّرِيقَةِ . . . . . . . . . 




رَدُّ فِعْلِ رِيكْ عَلَى اَلْفِيدْيُو ؟ اَزْمِيرَالْدَا هِتْعَرَفْ تُقْنِعَ وَالِدَتَهَا بِوُجْهَةِ نَظَرِهَا ؟

 يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إسراء عبدالموجود من رواية سجن الحب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة