-->

رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 11

 

قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة هدير دودو

الفصل الحادي عشر



لـكل سـعادة حـزنها، ووجع الحزن يوجد مَن يداويه في النهاية


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع.. 


كانت نغم تجلس في مكان ما تنتظر قدوم عدي على الموعد الذي أخبرها به، تجلس واضعة ساق فوق ساقها الآخر بكبرياء وشموخ، لم يمر كثيرًا على حضور عدي الذي ابتسم منتصرًا ما أن رآها متأكدًا من نجاح خطته القادمة في تدمير عمر وآلاء 

سينـ ـتقم مما حدث به. 


سار مقتربًا منها بخطوات واسعة والفرحة تغمره، مد يـ ـده يصافحها متمتمًا بمكر فأسرعت تصافحه بابتسامة هادئة


:- أهلا وسهلا بنغم هانم السنماري مرة واحدة والله انا فرحان إنك جيتي.


ضحكت بغرور مفتخرة بذاتها، وردت متمتمة بهدوء


:- لأ دة اهلا بيك أنتَ. 


عادت تجلس مرة أخرى كما كانت وجلس أمامها، لم تنتظر أن يمر الوقت بينهما وباغتته بسؤالها 


:- ايوة بقى لما اتصلت قولتلي اقابلك أنا جيت أهو ممكن افهم بقى أنتَ عاوز إيه بالظبط وعاوز تساعدني ازاي 


اسرع يرد عليها بخبث ماكر يخفيه بمهارة متخذًا الجدية سبيلًا له لإخفاء حقيقته 


:- ايوة هساعدك وهنستفاد احنا الأتنين كمان بس لو أنتِ توافقي، أنا عارف انك مش بتحبي آلاء وعاوزاها تبعد عنك وعن عيلتك وهو دة كمان اللي أنا عاوزه، فأنا شايف أن أنتِ أنسب واحدة تساعديني في اللي عاوزينه احنا الاتنين. 


لم تنكر أن حديثه قد نال إعجابها فإذا ساعدها ستنجح في  تحقيق ما تريده، لكنها تسألت مرة أخرى في دهشة وعدم فهم معقدة لحاجبيها 


:- هو حلو وكل حاجة الكلام دة، بس اشمعنى؟ 


ضيق لعينيه عليها بعدم فهم من كلمتها الأخيرة المتسائلة فواصلت توضحها له 


:- اشمعنى جاي ليا دلوقتي وليه؟ يعني اللي اعرفه إنك بتحاول  بقالك كتير. 


هو ليس أحمق او أبله بل هو كان معد لذلك سؤال منها بالطبع محضر اجابته من قبل، لذلك رد عليها مسرعًا بجدية تامة 


:- عشان دلوقتي ممكن تساعديني، ودة هيبقى في مصلحتك جدًا، لكن قبل كدة لأ أنا قبل كدة كنت عاوو أاذي عمر اخوكي لكن حاليا بقى هدفي آلاء وهدفي مش أاذيها لأ انا بس عاوزها وعاوز ابعدها عن عمر اللي هو نفس هدفك فكدة تمام أوي لينا احنا الاتنين. 


اقتنعت به وبرده عليها فاومأت برأسها أمامًا، وتمتمت بهدوء وجدية هي الأخرى 


:- خلاص ماشي أنا معنديش مانع شوف عاوز تعمل إيه، وأنا تمام معاك طالما الدنيا في انك تبعد آلاء عن عمر اخويا ومن اذي للأتنين فكدة ماشي معاك. 


اتسعت ابتسامته الماكرة المنتصرة المعلنة لتحقيقه ما يريد، فوجود أحد يساعده من داخل المنزل سيساعده كثيرًا ويسهل له العديد؛ لذلك سيجعل تلك الحمقاء البلهاء هي مَن تساعده. 


أسرع يرد عليها متحدثًا بسعادة منتصرًا 


:- ماشي يا نغم بجد اللي عملتيه هتعمليه دة الصح واللي هيفيدنا هتصل ابلغ باللي هنعمله بس أكون ظبطتها عشان عاوز الاعبهم من كل النواحي. 


كان يتحدث لجملته الاخيرة بعمق ومكر غير مبالي لوجودها، لكن تلك البلهاء لم تنتبه لشئ، وكأن غيرتها وحقدها على آلاء اخفاها عن الصواب وعن كل شئ آخر. 


اومأت برأسها صوب الأمام، وردت عليه متمتمة  بخفوت وهدوء 


:- تمام ياعدي هبقى استناك أكيد شوف اللي عاوزه وقولي زي ما اتفقنا...عن إذنك انا مضطرة امشي بقى. 


سارت من أمامه بخطوات واسعة، تاركة إياه خلفها الفرحة تغمره بأكمله لشعوره بأنه سينتصر في تلك المحاولة التي خُطط لها بعناية ودقة شديدة ليسترد حقه وكرامته بعدما حدث.. 


❈-❈-❈


داخل الغرفة الخاصة بـتامر وفريدة 


كان الصمت هو الشئ السائد داخل اجواء الغرفة، كانت فريدة تجلس فوق الأريكة تشاهد التلفاز شاعرة بملل شديد، لم تنكر بأن وجود آلاء في المنزل كان يقضي علىكل ذلك لديها، فكانت دائمًا تجلس تتحدث معها وتخبرها بما تشعر وبما تريد ان تفعل في حياتها، تشعر أنها كأخت لها جاءت لعوضها عما مرت به في حياتها الماضية.


رغمًا عنها وجدها عقلها يشرد في آخر مقابلة تمت بينها وبين اختها الغير شقيقة، التي تمت قبل زواجها من تامر، فهي حتى الآن من بعد زيجتها لم تتصل بها ولمرة واحدة حتى تطمئن عليها و كأنها قد ارتاحت من وجودها.. 


❈-❈-❈


ولجت فريدة غرفة رضوى اختها بعدما دقت فوق باب الغرفة الخاصة بها في منزل والدها، سخطت ملامح رضوى ما أن رآتها وازدادت حدة، ثم تحدثت متسائلة بحدة وغضب 


:- نعم يا ست فريدة إيه اللي جابك خير في حاجة؟ 


تعلم بأن وجودها غير مرغوب فيه، لكنها تحتاج إليها، تحتاج إلى وجود أحد بجانبها تتحدث معه ويحاول أن يجعلها تطمئن في حياتها الجديدة التي لا تعلم عنها أي شئ،  وليس أحد أفضل من اختها في ذلك الوقت، لكن في حالتها هي الأمر يختلف.


تنهدت بصوت مسموع من طريقة اختها الحا'دة معها التي من الطبيعي أن تدعمها، لكنها لم تلق منها اي شي من هذا دائمًا تجدها ضـ ـدها، تبتعد عنها عندما تحتاجها، حاولت أن تخفي الدموع التي لمعت داخل عينيها، وتنهدت بصوت مسموع في محاولة منها لتهدئة ذاتها وإخفاء حزنها في قلبها كعادتها ثم أردفت بعدها بخفوت ونبرة حزينة 


:- مفيش يا رضوى بس كنت عاوزة اقعد اتكلم معاكي شوية، أنا بكرة خلاص همشي كدة كدة وهسيبك زي ما أنتِ عارفة. 


كانت سترفض بالطبع كعادتها معها، لكنها لا تعلم ما الذي دفعها لتهتف وترد عليها بعكس ذلك، حاولت تقنع ذاتها بأنه فضول ليس أكثر من ذلك،  فأشارت لها بيدها إلى الأريكة بجانبها، وتمتمت بلا مبالاه وباقتضاب 


:- اقعدي يافريدة وقولي عاوزة تتكلمي في إيه. 


جلست أمامها بالفعل وظلت تفرك بيـ ـدها في توتر شديد ثم بدأت تتحدث بخو'ف شديد ورهبة تملأ كل ذرة في قلبها، تخـ ـاف من الحياة الجديدة التي ستبدأها، وتخـ ـاف ايضا من ألا تكون مسؤولة في تلك الحياة، تخشى أن زو'اجها القادم ينتهي بفشل ذريع ويوجد طفل هو مَن يعاني ويدفع ثمن ذلك الفشل مثلها، تحدثت بضعف شديد وقد خا'نتها دموعها بضعف ووجع 


:- أ...أنا أنا خا'يفة يا رضوى خايفة أوي، مش عاوزة كدة لأ مش عاوزة اظلم حد معايا وخلاص، خا'يفة يجي طفل يبقى زيي فالأخر. 


لن تستطع رضوى أن تظل بقناع البرود الذي

 ترتـ ـديه، شعرت بالشفقة عليها من حديثها ووجعها أفكارها التي تسيطر على عقلها، ردت عليها بهدوء 

 

:- خلاص يا فريدة اهدي كدة متعيطيش، الموضوع مش مستاهل كل العياط دة، بعدين لو حصل فشل مش هيبقى منك لوحدك يعني،  تامر أصلا شكله كويس متقلقيش مش للدرجادي. 


قامت فريدة بمسح دموعها بضعف، مبتسمة بخفوت  بملامح وجـ ـه شاحب بشدة، وأردفت قائلة لها بنبرة متوسلة خافتة


:- متنسنيش وابقي اتصلي اتطمني عليا أنا أختك يا رضوى وأختك الكبيرة يعني لو حصلك حاجة قوليلي و هبقى أول واحدة تساعدك وتقف جنبك صدقيني. 


تحول الوضع بينهما سريعًا، واعتدلت في جلـ ـستها ووضعت ساقها فوق الساق الآخر ثم ردت عليها باقتضاب وحـ ـدة صارمة

 

:- لا شكرًا ليكي أنتِ، متقفيش حنبي يا فريدة مامي موجودة بتقف هي جنبي روحي بقى يلا شوفي كنتي هتعملي إيه وبتجهزي ايه وملكيش دعوة بيا خالص ياريت. 


طالعتها بحزن وازدادت دموعها، وتحدثت مردفة بضعف وحزن شديد 


:- في إيه يا رضوى أنا أختك يعني بلاش تعملي كدة معايا، أنا معملتلكيش حاجة. 


تأفأفت عدة مرات بملل وعدم رضا، وردت ببرود مندفعة بها بغـ ـضب 


:-ما خلاص يافريدة خلاص ياماما ابعدي عني وملكيش دعوة بيا هو أنا ناقصة صداع قولتلك شوفي اللي عاوزاه اعمليه واطلعي برا اوضتي عاوزة اقعد براحتي


استمعت إلى حديثها الحاد بصمت تام، وخرجت من الغرفة بالفعل بقلب مجـروح بدأت تعد في اشيائها الخاصة التي ستحتاج اخذها معها بعد رحيلها من المنزل.. 


بالفعل من بعد ذلك لم تراها ولم تتحدث معها مجددا، حتى عندما كانت تحاول الإتصال عليها كانت ترد عليها بعدم رضا تخبرها صراحةً بأنها لا ترغب في الحديث معها.. 


❈-❈-❈


عادت من شرودها على صوت تامر الذي حاول أن

 يقـ ـطع صمتها وشرودها فاتحًا أي مجال للحديث بينهما، فبدأ يشا'كسها بمرح وهو يداعب وجنـ ـتيها 


:- ديدا هانم القمر دي مالها قاعدة سرحانة في إيه اوي كدة ومش حاسة بحاجة. 


تطلعت أمامها بشرود ثم ردت عليه بحزن شديد 


:- مفيش بس رضوى أختي وحشاني وأنتَ عارف أنها مش بتحب تكلمني وكدة وكمان مسافرة زي ما أنتَ عارف فمش هعرف أشوفها. 


اقترب جالسًا بجانبها ثم حاوط كتفيها بذراعه يقربه منها لتصبح داخل حضـ ـنه، وتحدث بعدها بحنو شديد وهدوء متفهمًا لمشاعرها 


:- معلش يا ديدا متزعليش هتتعدل، وعد مني أول ما ترجع من سفرها دة هخليكي تزوريها وتحاولي تصلحوا علاقتكم مع بعض.


ابتسامة هادئة زينت ثغرها وقد أشرقت ملامح

 وجـ ـهها فوضع يـ ـده في جيب سترته واخرج منها علبة مخمرية من اللون الكحلي قام بفتحها ليظهر بداخلها خاتم أنيق بشدة من دون أن يهمهلها فؤصة للتحدث والتفوه بحرف واحد، بادر يضعه في

 أصبـ ـعها بهدوء، وتمتم بعدها بشغف طابعًا قـ ـبلة رقيقة فوق يـ ـدها 


:- جميل أوي عليكي يا ديدا، هو أي حاجة عندك بتبقى قمر أوي كدة زيك. 


التمعت عينيها بفرحة شديدة فشلت بشدة من اخفاءها مهما حاولت؛ لذلك تمتمت بخفوت وخجل 


:- شكرا يا تامر، مكنش لازم تتـ ـعب نفسك بس هو شكله حلو أوي. 


شدد من احتـ ـضانه عليها قبل أن يرد بشغف وسعادة لسعادتها التي وضحت عليها 


:- هو حلو عشان أنتِ اللي لبساه، بعدين مفيش شكر بينا يا قلب تامر أنتِ. 


كسا اللون الاحمر وجنـ ـتيها بخجل، فابتسم على خجلها الذي لم ينتهى بعد كل ذلك الوقت الذي مر على زو'اجهما. 


أردف مجددا بتذمر، وهو يضع هاتفه فوق المنضدة


:- شايفة عمر هيقعد اسبوع كمان الشهر بتاعهم خلص من بدري، والشغل في الشركة قد كدة وهو قاعد بيتدلع هناك ما صدق يسافر بيها. 


ابتسمت أمام وجـ ـهه ابتسامة هادئة جذابة لم يرى في حياته مثل ابتساماتها، وردت عليه بتعقل وهدوء 

 

:- معلش يا تامر حاول تخلص أنتَ في الشغل دة، مانتَ شايف هو وآلاء كانوا عاملين ازاي ليهم حق بصراحة يقعدوا أكتر من كدة. 


غـ ـمز لها بإحدى عينيه ثم تمتم بمكر وهو يحـ ـملها بهدوء متوجه بها صوب الفراش مبتسم بسعادة 


:- آه هو يتبسط وأحنا كمان من حقنا نتبسط مع بعض برضو يا ديدا. 


دفنت وجـ ـهها في عنـ ـقه بخحل شديد فحاوط

 خـ ـصرها بذراعه يقر'بها منه أكثر حتى قطع اي مسافة توجد بينهما، أنفاسهما مختلطة سويًا ملـ ـتهم شفـ ـتيها بعشق وحرارة شديدة، مشاعر عاشقة بضراوة  بداخل كل منهما.. 


 ❈-❈-❈


بعد مرور اسبوع.. 


عاد عمر وآلاء أخيرًا إلى مصر إلي حياتهما كما كانت، وقد كان الجميع في انتظارهما باشتياق ولوعة في المنزل. 


 احتـ ـضنت آلاء سناء باشتياق شديد التي رحبت بها بشدة، متمتمة بسعادة وابتسامة تزين وجهها


:-حمدلله على سلامتك يا آلاء، تعالي يا حبيبتي اقعدي ارتاحي شوية من السفر. 


ردت عليها بهدوء وسعادة هي الأخرى بعدما كانت مفتقدة لحنانها الشديد 


:- الله يسلمك يا عمتو وحشتيني أوي بجد والله أنا راجعة عشانك أصلا. 


تحدثت نغم تقـ ـطع حديثهما بغيظ وغيرة تملأها 


:- والله وهو انتو كنتم عاوزين تقعدو أكتر من كدة كمان أيه هتبعديه خالص عننا ولا واخدة عمر ليكي لوحدك عشان خلاص اتجـ ـوزتيه. 


تمتمت بحدة صارمة أخرستها بسبب حديثها السئ، رامقة إياها بنظرات غاضبة 


:- هو عمر ليا لوحدي طبعا دة معروفة، عشان أنا مراته حبيبته لكن أنتِ وعمتو بالنسبة ليه حاجة تانية ملكيش دعوة بيا أنا يا نغم ماشي. 


لم تستطع أن تتفوه بحرف واحد أمامها، بل استشاطت غضبًا فأسرعت تاركة المكان حتى لا تجعل عمر يلاحظ شئ عما يدور بينهما متوجهة نحو غرفتها متوعدة لها بغضب لتندمها عن أفعالها معها.


 لم تعطِ آلاء لما حدث أي إهتمام بل توجهت تصافح فريدة التي اشتقاقت لها بشدة، احتـ ـضنتها بشدة واشتياق شديد، قم بدأت توزع الهدايا التي جلبتها من مختلف الاماكن، وتتحدث معهم تقص عليهم الذكريات السعيدة التي حُفِرت داخل عقلها في تلك الفترة القصيرة الذي لن يعمل عمر بها اي شي سوى إسعادها، تمتمت فريدة بهدوء


:- أهم حاجة بس إنك فرحانة مش مهم حاجة تانية.


اتسعت ابتسامتها وازدادت اتساعًا، الفرحة والسعادة شئ قليل عما تشعر به، ردت عليها بحماس وفرح 


:- فرحانة بس يا ديدا دة أنا حاسة أني طايرة من الفرحة والله يارب نفضل كدة على طول أنا وهو. 


ابتسمت فريدة لسعادتها وردت عليها بحب 


:- يارب يا آلاء ربنا يخليكوا لبعض يا حبيبتي.


احتضنتها آلاء بسعادة وأردفت متسائلة باهتمام 


:- يارب يا ديدا، صح الحمل عامل إيه وحبيبة خالتو اللي جوة عاملة إيه معاكي؟ 


وضعت فريدة يـ ـدها على بطنها بسعادة وابتسامة رغمًا عنها وتمتمت ترد عليها بهدوء 


:- الحمدلله حبيبة ماما االي جوة دي كويسة مستنينها بس تجي تشرف ونشوفها كلنا. 


ضحكت آلاء بخفوت وابتسمت ثم ربتت فوق كتفها بحب وحنو.. 


 ظل عمر يتابعها بأعين تلتمع بالشغف إلا أن جذبه تامر بعيد عنهم وأردف يتحدث معه بمزاح ومرح

 

:- لأ واضح أنه شهر بس يا عمر صح، فاكر دة هو شهر بس يا تامر أو أقل كمان يا أبني متخافش أنتَ داخل في الشهرين أهو أنتَ وآلاء. 


كان يقلده بطريقة ساخرة، ابتسم عمر ابتسامة صغيرة زينت محياه ولحيته الخفيفة، ثم رد عليه بهدوء وهو يضع يديه داخل جيب سترته 


:- هنزل الشغل من بكرة ولو عاوز ترتاح براحتك كمان عشان متقولش إني بتعبك أوي وبعدين دة أنا قبل ما اسافر مخلص كل حاحة عشانك. 


قطع تامر حديثه مسرعًا ورد عليه بلهفة شديدة غير مرجحًا لتلك الفكرة 


:- لأ هنزل عادي بس الأجازة دي هاخدها أول ما فريدة تولد ماشي وأقعد براحتي معاها هي وبنتي. 


اوما له براسه إلى الأمام يوافقه على حديثه وهو يبتسم بسعادة لتحسن علاقة شقيقه مع زو'جته فربت فوق كتفه بحنو وحب اخوي


:- كدة كدة أنتَ هتاخد اجازة ساعة الولادة من غير ما تطلب يا سيدي اصبر انتَ بس وهتشوف كمان. 


القى تامر بذاته داخل احـ ـضان شقيقه الذي بمثابة أب له في تلك الحياة، الركن الذي يلجأ إليه عندما تشتد عليه قسوة الحياة الوخيمة عليه، عندما تشتد عليه الحياة يجد عمر بجانبه دومًا من دون أن يطلب منه ذلك.. 


 ❈-❈-❈


داخل الغرفة الخاصة بنغم 


أغلقت الباب خلفها بعصبية شديدة مسببة صوت عالٍ بغيظ شديد، تناولت هاتفها وقامت بالإتصال على عدي وتمتمت بغضب ما أن رد عليها 


:- بقولك إيه يا عدي هما رجعوا شوف عاوز تعمل إيه  بس بسرعة أنا معاك أهو اللي هتقوله هعمله بالظبط. 


ضحك بانتصار من حديثها وطريقتها التي أكدت له نظرته بها وبما ينوى فعله بهم من خلالها، وتمتم بمكر يرد عليها 


:- اهدي بس يا نغم دة اللعب محتاج يبقى على الهادى كدة لازم نصبر، بس اصبري كدة الأول نظبط الدنيا مع بعض. 


اومأت برأسها أمامًا وتمتمت متسائلة بضيق وغيظ 


:- ماشي يا عدي شوف كدة هنعمل إيه وقولي اللي أنا هعمله. 


أسرع يخبرها بخبث ومكر عما يريده منها..


❈-❈-❈ 


بعد مرور عدة أيام


ارتدت آلاء قميص قصير من اللون الأسود متناسق مع بشـ ـرتها يبرز مفا'تن جـ ـسدها بوضوح، كانت تضع بعض مساحيق الزينة على وجـ ـهها، تاركها شعرها منسدل خلفها، ثم جلست منتظرة قدوم عمر.


 ولج عمر الغرفة بجـ ـسد متهالك مرهق لكنه وقف متجمدًا مكانه ما أن وقع بصره عليها، وهي بتلك  الهيئة، أسرع مقترب منها احتـ ـضنها بضراوة من الخلف طابعًا عدة قـ ـبلات حانية رقيقة فوق عنـ ـقها وصـ ـدرها المكشوف أمامه. 


ابتعدت عنه قليلًا لتصبح أمامه ولفت ذراعيها حول عنقه متمتمة بدلال شديد 


:- ايه يا عموري براحة يا حبيبي، هروح احضرلك تاكل أنتَ راجع تعبان بعدين ابقى اعمل اللي يعجبك. 


همت بالأبتعاد عنه لكنه أسرع يحاوط خـ ـصرها مجددًا وأردف بضعف وعينيه مثبتة أمام شـ ـفتيها بعشق شديد


:- لأ اكل إيه أنا محتاج أكل فعلا بس هاكل حاجة تانية حاجة أهم وأحلى بكتير جاهزة عشان تتاكل. 


ضحكت بخفوت شديد عما يتفوه به عنها، واردفت بعدها بخفوت محاولة الإبتعاد عنه ولو قليلا


:- طب اوعي ياعمر أنتَ راجع تعبان كُل الأول يا حبيبي أنتَ لسة راجع. 


غمغم بدون تركيز وهو ملتقط شفـ ـتيها بين شفـ ـتيه يقـ ـبلها بعشق ونهم شديد 


:- وربنا ما تحصل اسيب الحلويات دي لمين، تعبان إيه  وأكل إيه الحلويات أهم. 


ضحكت بخفوت وبدأت تبادله مشاعره بجنون وعشق جارف بينهما بعدما قد حملها فوق ذراعه واضعًا إياها فوق الفراش برفق متناقض لتلك الحـ ـرب العاشقة الضارية من المشاعر التي بينهما.. 


بعدما انتهى أردف بسعادة وفخر متطلعًا لبصماته التي تملأ جـ ـسدها 


:- لأ جامدة جامدة حلويات وربنا زي ماقولت


 وضعت رأسها فوق صـ ـدره بسعادة وتمتمت بمرح


:- حلويات إيه هو أنا بقيت قادرة اوعي كدة خلينا ننام أحسن يا عمر. 


ضحك بصخب على حديثها وأردف يشاكسها بسعادة


:- طب بقولك إيه يا حلويات وقلب عمر ما تجيبـ... 


قطعته سريعًا متمتمة بمرح وهي تضربه بخفة في ذراعه 


:- عمر اسكت خالص، نام يا بابا يلا نام.


ضحك بصخب على هيئتها طابعًا قـ ـبلة رقيقة فوق جبهتها مشدد من احتـ ـضانها بين ذراعيه.. 


في الصباح.. 


استيقظت آلاء مبتسمة بسعادة وفرحة شديدة تغمرها لما حدث في ليلة أمس بينها هي وعمر من حنانه عليها، ومشاعره الذي يعبر لها عنها كل فخر. 


ظلت على حالتها تلك لفترة قليلة ثم نهضت بعد ذلك متغلبة على مشاعرها الشديدة العاشقة له، وتوجهت صوب المرحاض لتأخذ حمـ ـام دافئ يريحها.. 


في تلك الأثناء قد فُتح باب الغرفة من دون أن تشعر هي بشئ وتم ما يريدونه وهي في المرحاض لم تشعر بشئ.. 


خرجت بعدما ارتدت ثيابها وتناولت هاتفها حتى تهاتف عمر وتطمئن عليه، فهي لم تشعر به عندما ذهب تلك المرة. 


لكن عندما تناولت الهاتف بين يـ ـديها شعرت بالصدمة الشديدة مما كان به، القته سريعًا من يـ ـدها بخوف شديد تملك من كل ذرة بها، وهي تطالع أرجاء الغرفة حولها بجنون والرعب تملك منها.. 


تنهدت بصوت مسموع ملتقطة أنفاسها بعدم انتظام وذعر شديد لكنها تحاول أن تكذب ما رأته، متمنية أن يكون خطأ عندما تتأكد.. 


أسرعت تفتح الرسالة الملعونة التي بدلت حالها تمامًا

 

"الأسود جامد عليكي يا بطل والليلة كلها الجامدة دي معايا صوت وصورة خلي بالك يا حلويات، عقبال ما تبقي الليلة دي عندي"


يُتبع..


إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة