-->

رواية جديدة سجن الحب لإسراء عبدالموجود الفصل 2

 

قراءة رواية سجن الحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية سجن الحب

من روايات وقصص 

الكاتبة إسراء عبدالموجود

الفصل الثاني


هَذَا اَلْعَالَمِ كَمَا يَحْمِلُ اَلْقَسْوَةَ وَالْأَنَانِيَّةَ بِدَاخِلِ اَلْبَشَرِ حَمَلَ أَيْضًا بِدَاخِلِهِمْ اَلرَّحْمَةُ وَالْحُبُّ إِنَّهَا مَشَاعِرُ بَشَرِيَّةٌ مُعَقَّدَةٌ اِرْتَبَطَ فِيهَا اَلْخَيْرُ بِالشَّرِّ أَحْيَانًا تَكُون اَلْغَلَبَةُ لِلْخَيْرِ وَأَحْيَانًا أُخْرَى لِلشَّرِّ وَيَبْقَى اَلْإِنْسَانُ فِي صِرَاعٍ دَائِمٍ هَكَذَا هُوَ صِرَاعُ رِيكَارْدُو صِرَاعُ بَيْنَ حَقِيقَتِهِ اَلَّتِي أَخْبَرَهُ اَلْجَمِيعُ عَنْهَا وَبَيَّنَ مَا يُرِيدُ هُوَ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ .





بَقِيَ رِفَاقُهُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ لَا يَعْلَمُونَ كَيْفَ سَتَكُونُ رَدَّةَ فِعْلِهِ وَلَكِنَّهُ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَدْعَمُونَهُ فِي أَيِّ خُطْوَةٍ أَوْ قَرَارٍ يُقَرِّرُهُ هُوَ اِتِّخَاذُهُ هَذَا اَلشَّابِّ هُوَ رَفِيقُهُمْ مُنْذُ سَنَوَاتٍ لَمْ يَرَوْا مِنْهُ أَيَّ تَصَرُّفٍ قَبِيحٍ أَوْ ذَمِيمٍ لَكِنْ مِنْ حَوْلِهِ دَائِمًا يَسْعَوْنَ إِلَى إِظْهَارِهِ بِصُورَةٍ بَشِعَةٍ لِمُجَرَّدِ إِحْ _ _ سَاسَهُمْ أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُمْ أَوْ رُبَّمَا هُوَ إِحْ _ _ _ سَاسَ مُتَأَصِّلٌ فِي اَلنُّفُوسِ اَلْبَشَرِيَّةِ اَلضَّعِيفَةِ . 




تَرْكُ اَلْمَكَانِ وَغَادَرَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُ اَللَّحَاقِ بِهِ فَقَدْ رَكَضَ بِسُرْعَةِ كَبِيرَةٍ وَكَانَ وَحْشُ مَا يُطَارِدُهُ بِالْفِعْلِ أَنَّ مَاضِيَةً هُوَ وَحْشٌ لَا يَسْتَطِيعُ اَلتَّغَلُّبُ عَلَيْهِ مُهِمًّا حَاوَلَ تَغْيِيرُ تِلْكَ اَلصُّورَةِ اَلنَّمَطِيَّةِ اَلَّتِي يَرَاهُ اَلْجَمِيعُ بِهَا يَفْشَلُ .




لِمَا لَا يُسَاعِدُونَهُ فِي اَلْبَدْءِ مِنْ جَدِيدٍ لَمَا اَلْجَمِيعِ يُحَاوِلُ دَائِمًا إِيجَادَ اَلْعُيُوبِ وَالْأَخْطَاءِ بِمَنْ حَوْلهُمْ هَلْ مُجَرَّدُ شُعُورِهِمْ أَنَّهُمْ أَقَلُّ مِنْهُ هُوَ مِنْ دَفْعِهِمْ إِلَى تَشْوِيهِ صُورَتِهِ اَلْجَيِّدَةِ ؟ تَوَقُّفٌ حِينَ شَعَرَ بِالتَّعَبِ هُوَ فِي اَلْحَقِيقَةِ يَعْلَمُ اَلْمَكَانُ اَلَّذِي أَتَى إِلَيْهِ أَنَّهُ يَدْعُونَهُ بُحَيْرَةً لَا بَارِيرَا مَلْقَا 




( اِسْتَحَقَّتْ بُحَيْرَةً لَا بَارِيرَا أَنَّ تَدَرَّجَ ضِمْنَ قَائِمَةٍ أَفْضَلِ اَلْبُحَيْرَاتِ فِي إِسْبَانْيَا ، فَبِالتَّأْكِيدِ أَنَّ هَذِهِ اَلْبُحَيْرَةِ اَلصِّنَاعِيَّةِ اَلْمُحَاطَةِ بِبَعْضِ اَلْجِبَالِ وَالْغَابَاتِ لَدَيْهَا مِنْ اَلْحَسَنْ مَا يَكْفِي لِنُوصِي اَلْجَمِيعُ بِزِيَارَتِهَا وَالِاسْتِمْتَاعُ بِالْفُرَصِ وَالْأَنْشِطَةِ اَلْمُتَنَوِّعَةِ اَلَّتِي سَتُقَدِّمُ لَهُمْ . ) 



جَلَسَ عَلَى اَلْعُشْبِ بِإِنْهَاكٍ نَفْسِيٍّ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَشْعُرُ بِهِ ج _ _ _ _ سَدَّهُ كُلُّهُ فَقَدَ رَكْضُ مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ لَمْ يَكُنْ يَهْتَمُّ لِمِقْدَارِ اَلتَّعَبِ أَلِجُ _ _ _ سَدِّي مِثْل مَا يَشْعُرُ بِانْهِيَارٍ دَاخِلِيٍّ لِكُلِّ شَيْءِ فَجْأَةِ بَاتَتْ كُلُّ اَلْأُمُورِ مُتَسَاوِيَةً لَمْ يَعُدْ هُنَاكَ أَيُّ شَغَفٍ وَلَمْ يَعُدْ هُنَاكَ أَيْ يُدَافِعُ لِكَيْ يَسْتَمِرَّ .




لَقَدْ تَخَطَّتْ اَلسَّاعَةُ 1 : 00 بَعْدَ مُنْتَصَفِ اَللَّيْلِ لَكِنَّ هُوَ كَانَ فِي عَالَمِهِ اَلْخَاصِّ لَمْ يَشْعُرْ بِأَيِّ شَيْءِ مِنْ حَوْلِهِ وَلَا بِتِلْكَ اَلْبُرُودَةِ اَلَّتِي اِسْتَشْعَرَهَا ج _ _ _ _ سَدَّهُ فَقَدْ كَانَ بِدَاخِلِهِ عَاصِفَةٌ نَارِيَّةٌ لَنْ تُؤَثِّرَ فِيهِ حَرَارَةُ اَلْأَجْوَاءِ اَلْمُحِيطَةِ . 



حَتَّى أَنَّهُ لَمْ يَهْتَمْ حِينَ اِسْتَمَعَ إِلَى أَصْوَاتٍ قَادِمَةٍ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ يَبْدُو أَنَّ هُنَاكَ بَعْضُ اَلْأَشْخَاصِ فِي هَذَا اَلْمَكَانِ أَيْضًا لَكِنَّهُ لَمْ يَهْتَمْ لِيَرَاهُمْ أَوْ حَتَّى لِيَتَحَدَّث مَعَهُمْ هُوَ كَانَ بِحَاجَةٍ لِأَنْ يَنْفَرِدَ بِنَفْسِهِ .


- رِيكَارْدُو .



أَنَّهُ صَوَّتَ وَالِدَتَهُ كَالِيدَا أَوْ بِمَعْنًى آخَرَ مِنْ تُدْعَى وَالِدَتُهُ اَلَّتِي قَضَتْ اَللَّيْلَةَ كَامِلَةً تَبْحَثُ عَنْهُ لَمْ تَسْتَطِعْ اَلتَّخَيُّلَ أَنَّهَا فَقَدَتْ طِفْلَهَا بَعْدَ كُلِّ تِلْكَ اَلسِّنِينَ لِذَا خَرَجَتْ هِيَ وَزَوْجُهَا وَبَعْضُ رِفَاقِهِ وَحَتَّى اَلْجِيرَانُ قَرَّرُوا اَلْمُسَاهَمَةُ فِي اَلْبَحْثِ عَنْهُ حَتَّى اِنْتَهَى بِهُمَا اَلْمَطَافُ هُنَا وَهِيَ تَبْحَثُ عَلَى أَمَلِ أَنْ تَجِدَهُ وَبِالْفِعْلِ صَدَّقَ تَوَقُّعُهَا هُوَ يَجْلِسُ هُنَا يَعْزِلُ نَفْسَهُ عَنْ اَلْعَالَمِ .



- لَقَدْ رَأَيْتُ اَلْفِيدْيُو اَلْمُنْتَشِرُ يُمْكِنُنَا أَنْ نَطْلُبَ مُسَاعَدَةُ بَعْضِ اَلْمُخْتَصِّينَ لِلْقِيَامِ بِمَحْوِهِ تَمَامًا رِيكَارْدُو لَيْسَ عَلَيْكَ لَوْمُ نَفْسِكَ عَلَى أَخْطَاءٍ لَا عَلَاقَةً لَكَ بِهَا وَلَا تَهْتَمُّ لِكَلَامِهِمْ اَلتَّافِهِ أَنَّهَا مُجَرَّدٌ غَيْرِهِ .



لَمْ تَجِدْ أَيَّ تَغْيِيرِ حَتَّى ظَنَّتْ لَحْظَةَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَمِعْ إِلَيْهَا كَانَتْ بِالْفِعْلِ تَشْعُرُ بِالْإِحْبَاطِ لَكِنْ بَعْد دَقَائِقَ بَدَأَ كَانَهُ وَجَدَ اَلشَّخْصُ اَلَّذِي عَلَيْهِ أَنْ يَنْفَجِرَ فِيهِ حَتَّى أَنْ كَانَتْ هِيَ مَظْلُومَةٌ لَكِنَّهَا كَانَتْ اَلشَّخْصَ اَلْوَحِيدَ اَلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَتَحَمَّلَهُ وَأَنْ يَخْرُجَ مَا بِدَاخِلِهِ وَانْ تَسْتَمِعُ إِلَيْهِ . 



- مُنْذُ مَتَّىْ صَارَ قَوْلُ اَلْحَقِيقَةِ غَيْرُهُ أَنَا بِالْفِعْلِ لِسِتِّ اِبْنَكُمَا اَلْحَقِيقِيَّ أَنَا حَتَّى لَا أَعْلَمُ أَنَّ يَكُونَ وَالِدِي لَقَدْ قَامَ بِالتَّصَرُّفِ بِطَيْشْ وَتَهَوُّرٍ وَبِالنِّهَايَةِ أَلْقَيَا بِي فِي اَلْقُمَامَةِ وَالْآنِ تَطْلُبِينَ مِنِّي أَنْ أَتَجَاهَلَ اَلْكَلِمَاتُ اَلَّتِي هِيَ صَحِيحَةٌ ؟



صَاحَ كُوبِيرْ بِهِ غَاضِبًا حِينَ رَآهُ عَلَى هَذَا اَلنَّحْوِ لَيْسَ هَذَا رِيكَارْدُو اَلَّذِي قَامَ بِالِاعْتِنَاءِ بِهِ وَلَا اَلشَّخْصُ اَلَّذِي رَبَّاهُ وَعِلْمُهُ كُلُّ اَلْأَشْيَاءِ اَلَّتِي يَعْرِفُهَا بَدَأَ فِي تِلْكَ اَللَّحْظَةِ شَخْصِيَّةً مُخْتَلِفَةً وَعَنِيفَةً حَتَّى كَلِمَاتِهِ كَانَتْ قَاسِيَةً .



- اُصْمُتْ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ مَا اَلَّذِي تَتَفَوَّهُ بِهِ كَلَامُكَ لَيْسَ صَحِيحًا تَمَامًا وَلَا يُمْكِنُكَ اَلْحُكْمُ دُونَ أَنَّ تَعَلُّمَ اَلْحَقِيقَةِ وَأَعْتَقِدُ أَنَّهَا حَانَ اَلْوَقْتُ لِتَعَلُّمِهَا .



أَمْسَكَتْ زُو _ _ _ _ جَتَهْ بِذِرَاعِهِ سَرِيعًا تَمْنَعُهُ مِنْ قَوْلِهَا لَطَالَمَا كَانَتْ تَخْشَى اَلِاعْتِرَافَ لِرِيكَارْدُو بِالْحَقِيقَةِ لِأَنَّهَا تَخْشَى أَنْ يَبْتَعِدَ عَنْهَا وَانْ يَتْرُكُهَا بَعْدَ أَنْ تَعَلَّقَتْ بِهَا وَصَارَ اِبْنُهَا . 



- كُوبِيرْ كَفَى مِنْ فَضْلِكَ هُوَ لَيْسَ بِحَاجَةِ إِلَى اَلِاسْتِمَاعِ إِلَى هَذَا اَلْأَمْرِ رِيكَارْدُو لَا يَعْرِفُ عَائِلَةَ غَيْرِنَا أَنَا وَالِدَتُهُ وَأَنْتَ وَالِدَهُ وَلَيْسَ بِحَاجَةِ لِمَعْرِفَةِ أَيِّ شَيْءِ مُخْتَلِفٍ . 



لَكِنَّ زُو _ _ _ _ جَهَا رَفَضَ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي اَلْكَذِبِ وَالِادِّعَاءِ بَلْ كَانَ يَرَى أَنَّهُ حَانَ اَلْوَقْتُ لِلْكَشْفِ عَنْ اَلْحَقِيقَةِ اَلَّتِي سَتَظْهَرُ عَاجِلاً أَمْ آجِلاً اَلْمُهِمَّ أَنْ يُرِيحَ رِيكَارْدُو حَتَّى يَتَوَقَّفَ عَنْ اَلشُّعُورِ اَلَّذِي يُرَاوِدُهُ مُنْذُ سَنَوَاتٍ .



شُعُورٌ قَاتِلٌ وَقَاسِي لَنْ يَرْغَبَ أَحَدٌ فِي اَلْإِحْسَاسِ بِهِ وَهُوَ لَنْ يَنْتَظِرَ أَنْ يُعَانِيَ اِبْنُهُ اَلْمَزِيدَ مِنْ اَلْأَلَمِ بِسَبَبِهِ .



- أَنَّهُ اِبْنُنَا يَا كَالِيدَا مِنْ حَقِّهِ أَنْ يَعْلَمَ اَلْحَقِيقَةَ وَانْ يَعْلَمُ مِنْ هُمَا وَالِدَيْهِ اَلْحَقِيقِيِّينَ وَلِمَا هُوَ هُنَا مَعَنَا . 



عَوْدَةٌ بِالزَّمَنِ إِلَى اَلْوَرَاءِ.



مِصْر أُمُّ اَلدُّنْيَا حَيْثُ كَانَ يَعِيشُ كُوبِيرْ وَزَوْجَتُهُ كَالِيدَا فِي مَنْزِلٍ صَغِيرٍ وَمِنْ حُسْنِ اَلْحَظِّ كَانَ بِجَانِبِهِمْ مَنْزِل آخَر يَنْتَمِي إِلَى تِلْكَ اَلْعَائِلَةِ رَجَاءَ وَزُو_ _ _ _ جَهَا حَسَنْ كَانَتْ عَائِلَةُ مَحَبَّةِ فَرَجَاءَ كَانَتْ تُحِبُّ زُو _ _ جَهَا وَهُوَ كَانَ أَيْضًا كَانَ مَجْنُونًا بِهَا كَانَتْ اَلْحَيَاةُ بَيْنَهُمَا هَادِئَةٌ وَمُسْتَقِرَّةٌ وَقَدْ تَمَكَّنَ اَلزَّوْجَيْنِ مِنْ صُنْعِ عَلَاقَاتٍ طَيِّبَةٍ مَعَ اَلْجِيرَانِ . 



لَكِنَّ هَذَا اَلْهُدُوءِ لَمْ يَسْتَطِعْ اَلِاسْتِمْرَارُ أَكْثَرَ وَكَّلَهُ بِسَبَبِ قِطْعَةِ أَرْضٍ يَمْتَلِكُهَا حَسَنْ فِي طَابَا عَرَضَ عَلَيْهِ مُسْتَثْمِرُ أَنْ يَدْفَعَ بِهَا أَضْعَافُ ثَمَنِهَا أَوْ أَنْ يَجْعَلَهُ أَحَدُ أَغْنَى رِجَالِ اَلْعَالَمِ أَنَّ فَقْد تَخَلَّى عَنْهَا لَكِنْ حَسَنٍ لَمْ يَتَخَلَّ عَنْهَا .



بَدَا كَأَنَّهَا أَكْثَرُ مِنْ قِطْعَةِ أَرْضٍ وَكَأَنَّهَا قِطْعَةٌ مِنْ رُوحِهِ هُوَ إِصْرَارُهُ وَعِنَادُهُ أَوْقَعَهُ فِي اَلْكَثِيرِ مِنْ اَلْمَتَاعِبِ وَبَعْد مُعْجِزَةٍ تَمَكَّنَتْ رَجَاءً مِنْ إِنْجَابِ أَرْبَعَةِ أَطْفَالِ أَثْنَاءَ سَفَرِ زُو _ _ _ _ جَهَا لِلْخَارِجِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ كَانَتْ كَالِيدَا بِاعْتِبَارِهَا جَارَتِهَا وَرَفِيقَتِهَا . 



- رَأَيْتُ مَا فَعَلُوهُ لَقَدْ قَتَلُوا اَلطَّبِيبُ مَا اَلَّذِي يَنْتَظِرُنِي أَنَا وَأَطْفَالِي فِي مُوَاجَهَةِ أُولَئِكَ اَلْأَشْخَاصِ لَقَدْ جُنَّ جُنُونُهُمْ فَتِلْكَ اَلْقِطْعَةَ مِنْ اَلْأَرْضِ كَأَنَّهَا كَنْزٌ ثَمِينٌ لَهُمْ وَيَفْعَلُونَ كُلَّ هَذَا مِنْ أَجْلِهَا وَلَكِنِّي لَسْتَ مُسْتَعِدَّةً لِلتَّضْحِيَةِ بِأَطْفَالِي فِي سَبِيلِهَا . 



كَالِيدَا كَانَتْ تَعَلُّمَ شُعُورِهَا وَلَوْ كَانَتْ تَتَمَنَّى لَوْ فَعَلَتْ مُثُلَهَا وَحَمَّلَتْ بِأَطْفَالٍ لَكِنَّهَا لِلْأَسَفِ لَمْ تَكُنْ مُثُلُهَا فَكَانَتْ تُعَانِي عَيْب خِلْقِيٍّ جَعَلَهَا عَاجِزٌ عَنْ إِنْجَابِ اَلْأَطْفَالِ .




- عَلَيْكَ إِبْلَاغُ اَلشُّرْطَةِ يَا رَجَاءً لَا يُمْكِنُكَ اَلصَّمْتُ عَنْهُمْ أَنَّ وَصَلَ بِهُمْ اَلْأَمْرُ إِلَى اَلْمَشْفَى يُمْكِنُ أَنْ يَصِلَ لِأَذِيَّةِ أَطْفَالِكَ . 



دَخَلَ كُوبِيرْ سَرِيعًا إِلَى اَلْغُرْفَةِ وَبْدِىْ كَانَ شَخْصُ مَا يُطَارِدُهُ وَقَبِلَ أَنْ تَسْتَفْسِرَ مِنْهُ زُو _ _ _ _ جَتَهْ كَانَ يُشِيرُ إِلَيْهَا سَرِيعًا .



- عَلَيْكَ اَلْخُرُوجُ وَإِخْرَاجُهُمْ مِنْ اَلْمَشْفَى سَرِيعًا لَقَدْ عَلِمَتْ مِنْ أَحَدِ رِفَاقِي أَنَّ هُنَاكَ أَشْخَاصٌ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى اَلْمَشْفَى أَتُون إِلَى هُنَا لِتَصْفِيَةِ رَجَاءٍ وَمِنْ مَعَهَا .



عَوْدَةٌ إِلَى اَلْحَاضِرِ.



- اَلتَّخَلِّي عَنْكَ أَنْتَ وَأَخَوَاتُكَ لَيْسَ خِيَارًا مُتَاحًا لَمْ يَكُنْ أَمَامَ رَجَاءٍ وَلَا وَالِدُكَ أَيَّ حَلٍّ لِذَا تَخَلَّتْ عَنْكَ وَطَلَبَتْ مُنِيَ أَخْذُكَ وَالسَّفَرُ بَعِيدًا حَتَّى أَخَوَاتِكَ تَبَنَّتْهُمْ عَائِلَاتٌ أُخْرَى كُلَّ مَا فَعَلَتْهُ وَالِدَتُكَ كَانَ خَوْفًا عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ أُولَئِكَ اَلْأَشْخَاصِ مَا يَزَالُونَ يَسْعَوْنَ خَلْفُ اَلْأَرْضِ وَخَلَّفَ وَالِدُكَ .




لَقَدْ تَعَرَّضَ لِوَالِدِكَ مِنْ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ لِعِدَّةِ مُحَاوَلَاتِ اِغْتِيَالٍ وَتَبِعَهَا وَالِدَتَكَ أَيْضًا لَطَالَمَا كَانَتْ دَائِمًا تَتَحَدَّثُ مَعِي وَتَطْمَئِنُّ عَلَيْكَ مِنْ خِلَالِي حِينَ تَجِدُ اَلْفُرْصَةُ سَامَحَهُ لَهَا .


❈-❈-❈


بَعْضُ تِلْكَ اَلْحَقَائِقِ مِنْ اَلصَّعْبِ تَصْدِيقُهَا وَبَعْضُ اَلْأَحْلَامِ مِنْ اَلسَّهْلِ اَلْعَيْشِ فِيهَا وَصَدْمَةِ مَعْرِفَتِهِ بِحَقِيقَةِ أَهْلِهِ وَمَا حَلُّ بِهُمْ كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْ أَنْ يُعْطِيَ عُذْرًا وَاحِدًا لَهُمْ لِلتَّخَلِّي عَنْهُ كَانَ بِإِمْكَانِهِمْ طَلَبَ اَلشُّرْطَةَ كَانَ بِإِمْكَانِهِمْ طَلَبَ اَلْحِمَايَةَ . 



لَكِنَّهُمْ فَضَّلُوا اَلتَّخَلِّي عَنْ اِبْنِهِمْ وَأَخَوَاتِهِ بَعِيدًا عَنْ مُجَرَّدِ اَلتَّفْكِيرِ فِي طَلَبِ اَلْمُسَاعَدَةِ مُهِمًّا حَاوَلَ اَلتَّبْرِيرُ مَا زَالَتْ اَنَانِيهَمْ تَظْهَرَ مَعَ كُلِّ اَلْأَحْدَاثِ اَلَّتِي حَلَّتْ بِهِ تِلْكَ اَلْأَنَانِيَّةِ اَلْمُطْلَقَةِ اَلَّذِي تَحَلَّى بِهَا مِنْ يُفْتَرَضُ بِهُمَا أَنْ يَكُونَ وَالِدَيْهِ اَلْحَقِيقِيَّيْنِ .



هَذَا اَلصَّمْتِ لَيْسَ اَلرَّدُّ اَلْمُتَوَقَّعُ بَعْدَ أَنْ تَمَّ إِخْبَارُهُ بِالْحَقِيقَةِ كَانُوا يَتَوَقَّعُونَ مِنْهُ رَدِّ فِعْلٍ مُخْتَلِفٍ لَكِنَّهُ بَقِيَ صَامِتًا هَادِئًا بِدُونِ أَنْ يَقُولَ كَلِمَةً وَاحِدَةً تُعَبِّرُ عَمَّا يَدُورُ بِرَأْسِهِ فِي اَلْوَقْتِ اَلْحَالِيِّ .



وَقَبِلَ أَنْ تَسْأَلَهُ وَالِدَتُهُ عَمَّا يَدُورُ بِعَقْلِهِ وَانْطِبَاعِهِ بَعْدَ أَنْ عَلِمَ اَلْحَقِيقَةَ كَانَ يَتَسَلَّلُ لَهُمْ صَوْتُ اَزْمِيرَالْدَا فَهِيَ أَتَتْ وَعَائِلَتَهَا لِمُسَاعَدَتِهِمْ فِي اَلْبَحْثِ عَنْ رِيكَارْدُو وَهِيَ تُدِينُ لَهُمْ بِالشُّكْرِ عَلَى مَا فَعَلُوهُ وَوُقُوفَهُمْ بِجَانِبِهِ . 




- اِبْنَتِي نَحْنُ هُنَا لَقَدْ عَثَرْنَا عَلَيْهِ . 



جَاءَ اَلْجَمِيعَ مِنْ بَيْنِهِمْ رِفَاقُ رِيكَارْدُو اَلَّذِينَ قَلَبُوا اَلْمَدِينَةُ لِأَجْلِهِ ولِيطَمِئِنُوا عَلَيْهِ كَانَ يَخْشَوْنَ أَنْ يَقُومَ بِالِانْتِحَارِ أَوْ يَصْنَعُ تَصَرُّفُهَا مُتَهَوِّرًا بَعْدَمَا حَلَّ بِهِ لَكِنَّهُ كَانَ أَكْثَرَ عَاقِلاً وَحِكْمَةٌ مِنْ أَنْ يَتَصَرَّفَ بِطَيْشْ أَوْ تَهَوُّرِ لِأَجْلِهَا أَوْ لِأَجَلِ أَحَدٍ . 




- مِنْ اَلْجَيِّدِ أَنَّكَ بِخَيْرٍ لَقَدْ قَلِق اَلْجَمِيعِ عَلَيْكَ وَظَنَّ أَنَّكَ قَدْ تَصْنَعُ شَيْئًا بِنَفْسِكَ بَعْدَمَا رَأَيْتُ مِنْ تِلْكَ رَامُونَا .



كَلَامُ تُومَاسْ لَمْ يَكُنْ اَلْوَحِيدَ اَلَّذِي يَشْعُرُ بِهِ وَالْيَوْم اَلْآخَرُونَ أَيْضًا كَانَ يُعَرِّضُهُمْ لِنَفْسِ اَلْإِحْسَاسِ لَا يَعْنِيهِمْ تِلْكَ اَلْكَلِمَاتِ اَلسَّخِيفَةِ اَلَّتِي صَدَرَتْ مِنْ تِلْكَ اَلْفَتَاةِ لِأَنَّ مَا رَأَوْهُ مِنْ هَذَا اَلشَّابِّ يُخْبِرُهُمْ كَمْ هُوَ شَابٌّ صَادِقٌ وَصَدِيقٌ حَقِيقِيٌّ .



- اَلْعَائِلَةُ لَيْسَتْ هِيَ مِنْ تُحَدِّدُ شَكْلَ اَلشَّخْصِيَّةِ اَلَّتِي يُفْتَرَضُ بِكَ أَنْ تَكُونَ عَلَيْهَا بَلْ أَنْتَ مَنْ يُحَدِّدُ تِلْكَ اَلسِّمَاتِ وَالْمَلَامِحِ وَأَنْتَ بِالْفِعْلِ يَا رِيكَارْدُو تَمَكَّنَتْ مِنْ اَلدُّخُولِ إِلَى قُلُوبِ اَلْجَمِيعِ لَقَدْ اِنْقَلَبَتْ اَلْقَرْيَةُ كُلُّهَا تَبْحَثُ عَنْكَ فِي كُلِّ مَكَانٍ .




لَقَدْ صِرْتُ مَشْهُورًا جِدًّا لِأَنَّكَ شَخْصُ بِالْفِعْلِ ذُو قَلْبٍ نَقِيٍّ حَتَّى أَنَّ اَلْجَمِيعَ قَرَارَ صُنْعِ فِيدْيُو صَغِيرٍ لِيُخْبِرَهُمْ بِمَا فَعَلَتْهُ مِنْ أَجْلِهِمْ طَوَالَ عَيْشِكَ مَعَنَا فِي تِلْكَ اَلسِّنِينَ وَفِي اَلْوَاقِعِ تِلْكَ كَانَتْ فِكْرَةُ وِلْيَامْ وَحَتَّى اَزْمِيرَالْدَا قَرَّرَتْ صُنْعَ فِيدْيُو عَنْكَ .




وَقْتُهَا اِنْتَبَهَ بِالْفِعْلِ إِلَى كَوْنِهَا تَرْتَدِي اَلْحِجَابَ هَذَا غَرِيبٌ فَهُوَ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا اَلْأَمْرِ لَيْسَ مُعْتَادًا فِي اَلدُّوَلِ اَلْغَرْبِيَّةِ أَوَّلاً وَثَانِيًا لَانَ عَائِلَتَهَا لَا تُدِينُ بِأَيِّ دِيَانَةٍ أَبَدًا بَلْ قَرَّرَتْ أَنْ تَعِيشَ فِي اَلْمَدَنِيَّةِ اَلْحَدِيثَةِ لِذَا لَمْ يَفْهَمْ اَلسَّبَبُ وَقَبْل أَنْ يَسْتَفْسِرَ فَجَاءَتْهُ بِقَوْلِهَا . 



- لَقَدْ اِعْتَنَقَتْ اَلْإِسْلَامَ يَا رِيكَارْدُو وَالْفَضْلُ يَعُودُ لَكَ أَخْلَاقِكَ اَلرَّائِعَةِ اَلَّتِي أَبْهَرَتْ اَلْجَمِيعَ وَجَعَلَتْنَا نَرَى مِنْكَ حَقِيقَةَ ذَلِكَ اَلدِّينِ هِيَ مِنْ شَجَّعَتْنِي عَلَى مَعْرِفَةٍ أَكْثَرَ عَنْهُ قَدْ كُنْتُ بِصُنَّاعِهِ فِيدْيُو أَنَا اَلْأُخْرَى عَنْكَ وَنَشَرَتْهُ أَيْضًا عَلَى مَوَاقِعِ اَلتَّوَاصُلِ اَلِاجْتِمَاعِيِّ أَنَّهُ أَقَلُّ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ نُقَدِّمَهُ لَكَ .




وَضْعُ سُولِي ي _ _ _ دُهْ عَلَى كَتِفِ رَفِيقِهِ كَانَ يَشْعُرُ بِأَلَمِهِ بِالْفِعْلِ وَلَمْ يَكُنْ يَرْغَبُ فِي أَنْ يَنْتَشِرَ ذَلِكَ اَلْفِيدْيُو اَلسَّخِيفِ لَكِنَّ وَقَعَ بِيَدِ أُولَئِكَ اَلْبَشَرَ عَدِيمِي اَلضَّمِيرِ هِيَ مِنْ سَمَحَتْ لَهُمْ بِنَشْرِ ذَلِكَ اَلْفِيدْيُو اَلَّذِي أَثَّرَ عَلَى حَيَاةِ رَفِيقِهِ .



- رَأَيْتُ اَلْجَمِيعُ هُنَا يَحْبُكُ وَيُسَاعِدُونَا لِأَجْلِكَ لَا تَفَقُّدَ اَلْأَمَلِ أَبَدًا يَا رَفِيقِي أَنْتَ يَوْمُ مَا سَتَكُونُ اَلْأَفْضَلَ مِنْ بَيْنِ اَلْجَمِيعِ وَسَتَرَى بِنَفْسِكَ كَمَّ سَيَتَهَافَتُ أُولَئِكَ اَلْأَشْخَاصِ عَلَى طَلَبِ اَلْمُسَاعَدَةِ مِنْكَ بَعْدَ أَنْ كَانُوا مِنْ يَقُولُونَ لَكَ كَلَامُ قَبِيحًا .




وَسَطَ تِلْكَ اَلْأَجْوَاءِ اَلرَّائِعَةِ وَمُحَاوَلَاتُ أُولَئِكَ اَلْأَشْخَاصِ مُسَاعَدَتَهُ بِصِدْقٍ حَتَّى ذَلِكَ اَلشَّخْصِ اَلْغَيْرِ مُتَوَقَّعٌ وَاَلَّذِي وَقْف يُشَاهِدُ اَلْعَرْضُ مِنْ اَلْبِدَايَةِ وَكَانَ يَرَى مَدَى تَوَاضُعِ هَذَا اَلشَّخْصِ وَرَغْبَتِهِ فِي مُسَاعَدَةٍ مِنْ حَوْلِهِ .



- اِعْتَذَرَ عَنْ مُقَاطَعَةِ هَذِهِ اَلْأَجْوَاءِ لَكِنِّي بِحَاجَةِ إِلَى اَلْحَدِيثِ مَعَ اَلسَّيِّدِ رِيكَارْدُو دِي لَا فِيغُو .



اَلْوَحِيدَ اَلَّذِي يَعْرِفُهُ كَانَ كُوبِيرْ وَانْتَبَهَ إِلَيْهِ جَيِّدًا وَكَانَ يَعْلَمُ مَنْ يَكُونُ وَقَبْل أَنْ يَسْتَفْسِرَ مِنْ هَذَا اَلرَّجُلِ وَهُوِيَّتِهِ وَمَا اَلَّذِي قَدْ يَرْغَبُ فِي اَلْحَدِيثِ مَعَهُ مُنْفَرِدًا رَدَّ عَلَيْهِ وَالِدُهُ قَائِلاً . 



- إِنَّهُ اَلسَّيِّدْ يَحْيَى اَلْمُحَامِي اَلْخَاصُّ بِوَالِدِكَ . . . . . . . . . 



بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ تَحَدَّثَ اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلتَّغَيُّرَاتِ ، تَرَى اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلْأَشْيَاءِ لَيْلَةً وَاحِدَةً تَغَيَّرَتْ حَيَاتُهُ بِهَا ، ظَهَرَتْ لَهُ أُسْرَةٌ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَنْتَمِي إِلَيْهَا ، ظُهْرَ شَخْصٍ يَدَّعِي أَنَّهُ اَلْمُحَامِيَ اَلْخَاصَّ بِوَالِدِهِ وَيَبْدُو أَنَّهُ هُنَا لِلْحَدِيثِ مَعَهُ .



هَلْ قُدُومُهُ إِلَى هُنَا يَعْنِي أَنَّ وَالِدَهُ عِلْم بِأَمْرِهِ وَبِكَوْنِهِ عَلَى قَيْدِ اَلْحَيَاةِ ، وَاتَى لِكَيْ يَقُومَ بِأَخْذِهِ أَمْ يَعْنِي أَنَّ اَلْأَوَانَ قَدْ فَاتَ لِإِصْلَاحِ أَيِّ شَيْءٍ ، سَيَقْضِي حَيَاتَهُ كَمَا هِيَ دُونَ اَلسَّمَاحُ لَهُ بِفُرَصِهِ أَنْ يَحْمِلَ اِسْمُ وَالِدِهِ اَلْحَقِيقِيِّ . 



تَمَّ أَخْذُهُ إِلَى مَنْزِلِ كُوبِيرْ بَعْدَ أَنْ شَكَرَ كُلُّ مَنْ حَاوَلَ مُسَاعَدَتَهُ لِإِيجَادِ اِبْنِهِ اَلْمُتَبَنِّي ، عَادَ مَعَهُمْ حَتَّى يَسْتَطِيعَ اَلْحِوَارُ مَعَ اَلْمُحَامِي ، اَلْحِوَارُ اَلَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا جَيِّدًا لِزَوْجَتِهِ وَيَعْلَمُ كُمٌّ سَيُؤْلِمُهَا رَحِيلُ رِيكَارْدُو .



- كُوبِيرْ وِكَالِيدَّا أَنْتُمَا زُو_ _ _ جِينٍ رَائِعِينَ ، اِعْلَمْ أَنَّكُمَا قُمْتُمَا بِرِعَايَتِهِ جَيِّدًا ، لَكِنْ بِالنِّهَايَةِ عَوْدَتَهُ إِلَى عَائِلَتِهِ اَلْحَقِيقِيَّةِ أَمْر لَا مَفَرَّ مِنْهُ ، لَا مَفَرَّ مِنْ أَنْ يَحْمِلَ اِسْمُ وَالِدِهِ اَلْحَقِيقِيِّ ، يَرَاهُ وَيَتَحَدَّثُ مَعَهُ هَذَا حَقُّ مِنْ حُقُوقِهِ .




رَغْمَ أَنَّ كُوبِيرْ وَزَوْجَتُهُ غَادَرَا اَلْغُرْفَةُ وَتَرَكَاهُ يَتَحَدَّث مَعَ اَلْمُحَامِي وَحْدُهُ ، لَكِنَّهُ كَانَ يَشْعُرُ بِالضَّيَاعِ وَكَلَامِ اَلْمُحَامِي لَمِّ يَرْحَهْ وَلَمْ يُعْطِيَهُ اَلصُّورَةَ اَلَّتِي كَانَ يَتَمَنَّاهَا بَلْ شَعَرَ بِالْخَسَارَةِ اَلْأَكْبَرِ .



- هَلْ اَلْآنُ فَقَطْ يُمْكِنُ اَلْقَوْلُ إِنَّ وَالِدِي قَدْ تَذْكُرُ وُجُودِي ، أَنَّ لَدَيْهِ اِبْنُ فِي مَكَانِ مَا عَلَيْهِ أَنْ يَرَاهُ ، أَلَا تَرَى أَنَّ هَذَا اَلْأَمْرِ أَتَى مُتَأَخِّرًا جِدًّا كَانَ مِنْ اَلْمُفْتَرَضِ أَنْ يَكُونَ فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ ؟ 


أَوْ رُبَّمَا لَمْ يَكُونَ مِنْ اَلْمُفْتَرَضِ أَنْ أُغَادِرَ مَكَانِي اَلْحَقِيقِيُّ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ ، أَنْ يَتِمَّ إِلْقَاءُ مُهِمَّةِ اَلْعِنَايَةِ بِي إِلَى أَشْخَاصٍ آخَرِينَ . 



تِلْكَ اَلْقِصَّةِ هِيَ أَكْبَرُ مِمَّا يَسْعَى يَحْيَى إِلَى إِخْبَارِهِ ، اَلْأَمْرُ بِهِ اَلْكَثِيرُ مِنْ اَلْخُيُوطِ اَلْمُتَشَابِكَةِ وَالْمُتَشَعِّبَةِ بِالْكَثِيرِ مِنْ اَلْأَطْرَافِ وَالْقِصَصِ وَالْحِكَايَاتِ ، اَلْحُكْمُ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ كَافِيًا عَلَى اَلرَّغْمِ أَنَّهُ يَكْرَهُ رَجَاءً وَلَمْ يَكُنْ مُوَافِقًا عَلَى زَوَاجِهَا مِنْ حُسْنٍ .



لَكِنْ يَبْقَى مَا فَعَلَتْهُ أَمْرًا عَجِيبًا ، كَانَتْ لَدَيْهَا اَلْفُرْصَةُ لِكَيْ تَقُومَ بِعَمَلِيَّةِ إِجْهَاضٍ أَوْ تَقُومُ بِقَتْلِ اَلْجَنِينِ ، لَكِنْ أَثْنَاءَ بَحْثِهِ اِكْتَشَفَ أَنَّ اَلْأَمْرَ لَمْ يَقْتَصِرْ فَقَطْ عَلَى مُحَاوَلَاتِهَا إِهْدَاءَ كُلِّ طِفْلٍ إِلَى عَائِلَةٍ ، بَلْ كَانَتْ تَتَكَفَّلُ بِمَالِ تَعْلِيمِهِ وَرِعَايَتِهِ وَأَنْ تَحْظَى بِصُوَرِ مَا يَفْعَلُهُ يَوْمِيًّا ، أَمْرٌ غَرِيبٌ لَا يَتَوَافَقُ مَعَ اَلصُّورَةِ اَلْأَنَانِيَّةِ اَلَّتِي رَسَمَهَا لَهَا . 



- لَا يُمْكِنُكَ اَلْحُكْمُ قَبْل رُؤْيَةِ عَائِلَتِكَ وَالْحِوَارِ مَعَهَا ، عَلَى أَيِّ حَالٍ سِوَى اِتَّفَقَتْ مَعَ وَالِدَتِكَ أَوْ لَا لَيْسَ سَبَبًا كَافِيًا ، لِكَيْ أُخْبِرَكُ أَنْ تَحْكُمَ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ تَسْتَمِعَ لَهَا وَتُعْطِيهَا اَلْفُرْصَةُ لِتُبَرِّرَ سَبَبَ أَفْعَالِهَا . 



مَا أَنَا وَاثِقٌ مِنْهُ أَنَّ وَالِدَكَ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ كَوْنُكَ عَلَى قَيْدِ اَلْحَيَاةِ قَبْلَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ ، أَرْسَلَنِي لِإِحْضَارِكَ لِأَنَّهُ تَعَرَّضَ عَلَى أَزْمَةٍ قَلْبِيَّةٍ حَادَّةٍ تَمَّ نَقْلُهُ عَلَى أَثَرِهَا لِلْمَشْفَى مَا إِنْ عَلِمَ بِكَوْنِكَ حَي أَنْتَ وَإِخْوَتُكَ . 



كَلِمَاتٌ غَرِيبَةٌ تَتَرَدَّدُ فِي اَلْحِوَارِ وَالِدَكَ وَإِخْوَتَكَ أُمُور يَشْعُرُ أَنْ لَيْسَتْ مَأْلُوفَةً أَبَدًا لَدَيْهِ ، ذَلِكَ اَلْأَبِ اَلَّذِي لَمْ يَرَهُ فِي حَيَاتِهِ لَمْ يَعْرِفْ مِنْ اَلْعَائِلَةِ سِوَى عَائِلَةِ دِي لَا فِيغَا ، أَلَيْسَ غَرِيبًا أَنَّ اَلْحِوَارَ عَنْ أَشْخَاصِ مَجْهُولِينَ سَوَاءً اَلْأَبُ أَوْ أُولَئِكَ اَلْأُخُوَّةَ ، فَهُوَ يَجْهَلُ مِنْ يَكُونُونَ أَوْ حَتَّى يَجْهَلَ مَصِيرُهُمْ .



- لِلْأَسَفِ عَلَيْكَ اَلْعَوْدَةُ وَإِخْبَارُهُ أَنَّنِي لَمْ أَتَعْرِفُ إِلَى اَلشَّخْصِ اَلَّذِي أَرْسَلَ لَكَ ، وَلَا أَنْوِي اَلذَّهَابُ إِلَيْهِ وَلَا حَتَّى رُؤْيَتِهِ ، لَمْ يَعُدْ وُجُودُهُ أَوْ عَدَمِ وُجُودِهِ يُشَكِّلُ فَرْقًا . 



اِعْتَدَتْ بِالْفِعْلِ عَلَى غِيَابِهِ ، فَلَمَّا قَدْ يَخْتَلِفُ اَلْأَمْرُ اَلْآنَ ، فَقَطْ لِيُحَاوِلَ اَلنِّسْيَانُ ، أَنَا لَا اِهْتَمَّ لِأَيِّ شَيْءٍ يَخُصُّهُ أَوْ حَدَثَ لَهُ وَلَا حَتَّى اَلسُّؤَالِ كَيْفَ عَلِمَ بِأَمْرِي ؟ 



كَادَ يَحْيَى أَنْ يَعْتَرِضَ بِقُوَّةٍ ، أَنْ يُحَاوِلَ مُسَاعَدَةَ هَذَا اَلشَّابِّ لَكِنْ لَمْ يَجِدْ اَلْفُرْصَةَ اَلْكَافِيَةَ ، سُرْعَانَ مَا سَمْعًا صَوَّتَ صُرَاخُ مِنْ اَلْخَارِجِ وَشِجَارٍ غَرِيبٍ ، جَعَلَ رِيكَارْدُو يَرْكُضُ سَرِيعًا وَيَرَى مَا اَلَّذِي يَحُلُّ بِوَالِدَيْهِ فِي اَلْخَارِجِ .



اَلصَّوْتُ كَانَ خَاصَّةً اَزْمِيرَالْدَا فَقَدْ تَشَاجَرَتْ مِنْ جَدِيدٍ مَعَ وَالِدَتِهَا ، اَلسَّبَبُ كَوْنَهَا أَحْضَرَتْ لَهَا شَخْصٌ آخَرُ لِيَعْرِضَ عَلَيْهَا اَلْزُو اِجْ ، فِي اَلْمَاضِي كَانَتْ تَتَعَلَّلُ بِأَيِّ حُجَّةٍ لِتَقُومَ بِالرَّفْضِ ، لَكِنَّ هَذِهِ اَلْمَرَّةِ اَلْوَضْعُ مُخْتَلِفٌ ، أَنَّهَا مُسْلِمَةٌ لَا يَجُوزُ لَهَا سِوَى مُسْلِمٍ مَثَّلَهَا .



- اَزْمِيرَالْدَا لَنْ أَتَحَمَّلَ رَفْضُكَ اَلْمُسْتَمِرُّ لِكُلِّ شَخْصٍ يَتَقَدَّمُ لِخُطْبَتِكَ ، لَنْ أَقْضِيَ اَلْوَقْتُ عَلَى هَذَا اَلنَّحْوِ عَاجِلاً أَمْ آجِلاً سَتَتَزَوَّجِينَ ، وَهَذَا قَرَارٌ نِهَائِيٌّ لَنْ اِسْمَحْ لَكَ أَنْ تَسْتَمِرِّيَ فِي هَذَا اَلرَّفْضِ . 



كَانَتْ عَلَى وَشْكِ اَلصُّرَاخِ مِنْ جَدِيدٍ ، لَكِنْ مِنْ حَاوَلَتْ تَمَالَكَ أَعْصَابَهَا ؛ لَانَ دِينُهَا أَمْرُهَا بِذَلِكَ ، فَمِنْ تَقِف أَمَامَهَا هِيَ وَالِدَتُهَا عَلَيْهَا اِحْتِرَامُهَا ، رَغْمَ كُلِّ شَيْءٍ حَاوَلَتْ اَلْحَدِيثَ بِأَكْثَرِ نَبْرَةٍ هَادِئَةٍ تَمْتَلِكُهَا فِي هَذَا اَلْوَقْتِ .



- أُمِّي أَنَا صِرْتُ مُسْلِمَةً لَا يَجُوزُ لِي سِوَى مُسْلِمٍ فَقَطْ ، مِنْ فَضْلِكَ تَوَقَّفِي عَنْ تِلْكَ اَلتَّصَرُّفَاتِ ، فَأَنَا لَنْ أَتَزَوَّجَ سِوَى مِنْ شَخْصٍ يَتْبَعُ دِينِيٌّ .



أَنْ كَانَتْ هَذِهِ اَلْمُشْكِلَةِ اَلْوَحِيدَةِ اَلَّتِي تُوَاجِهُهَا فَعَلَى وَالِدَتِهَا اَلتَّخَلُّصَ مِنْهَا ، خَاصَّةً أَنَّهُمْ فِي اَلْمَنْزِلِ اَلْمُنَاسِبِ وَاَلَّذِي يَحْمِلُ حَلَّ مُشْكِلَةِ اِبْنَتِهَا تَمَامًا أَوْ يَمْحُوهَا .



- عَلَى هَذَا اَلنَّحْوِ لَنْ تُمَانِعِي إِذْنُ اَلْزُو اِجْ مِنْ رِيكَارْدُو ، فَهُوَ أَيْضًا مُسْلِمٌ ، وَلَا أَعْتَقِدُ أَنَّ لَدَيْكَ أَيُّ رَفْضٍ ، فِي اَلْوَاقِعِ رَأْيَكَ لَيْسَ مُهِمًّا أَبَدًا لِكَيْ تَرْفُضِيَ أَوْ تَقَبَّلِي . 




يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إسراء عبدالموجود من رواية سجن الحب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة