رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 10
قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وبها متيم أنا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
اقتباس الفصل العاشر
❈-❈-❈
في شرفتها وبين اصايص الزهور كانت تدور بدورقها لتسقيها وتراعيها بعمل روتيني اعتادت عليه من وقت ان تزو جت في هذا المنزل من زو جها، والذي كان زميلها في العمل المدرسي كإستاذ مثلها، تذكرته وتذكرت قصة ارتباطهم ببعض كوحيدين، هي من عائلة مغتربة من الأرياف، وهو الفقير من عائلة مشهورة بالغناء والسطوة، كغريبين التقيا وجمعهم كفاح مشترك وعشرة طيبة، اثمرت عن زو ج من الأبناء، بارك الله بهم وجعلهم صالحين، ويقروا العين برؤيتهم.
تنهدت لتمتم بتمني:
- اخ بس لو يريحوا قلبي، وربنا ما هعوز اي حاجة تانية في الدنيا، غير حجة لبيت ربنا واحفاد، وان يهدى سرهم.... يالا بقى ربنا كريم .
قالت الأخيرة وهي تستقيم بظهرها ورأسها تدور بالأفكار كالعادة، اجفلت على صوت بوق السيارة الذي تعلمه جيدًا، ف اشرئبت برأسها لتنظر في الخارج، باستغراب لمجيء ابنها في هذا الوقت المبكر عن ميعاد عودته الفعلي:
- دا إيه اللي جابه بدري كدة ده؟
قالتها وهي تراقبه حتى خرج بخطواته السريعة ثم توقف فجأة ينتظر من تبعه في الترجل من السيارة التي كانت خلفه.....
شهقت بمفاجأة وقد تبينت من هوية الشخص، لتستدرك بتذكر:
- يا لهوي بالي شهد..... دا انا نسيت .
قالتها وتحركت سريعًا تترك الشرفة لتتوقف فجأة بتشتت بوسط الصالة، قبل أن تهتدي للتصرف الصحيح في هذا الوقت، وركضت بخطواتها البطيئة لتخلع الإسدال وتندس في الفراش بالعباءة المنزلية ذات النصف كم، واستلقت تغلق عينيها في انتظارهم.
والذي لم يمر عليه أكثر من دقيقتين حتى استمعت لصوت الباب الذي فتح فجأة وابنها يهتف:
- ماما، يا ماما.
- ست مجيدة
قالتها شهد قبل تقتحم الغرفة خلف حسن الذي توقف قلبه فور أن رأى والدته على فراشها مغمغضة العينين، ليصرخ بجزع:
- ماما انتي حصلك إيه؟
ما كادت تسمعها مجيدة حتى تفاجأت بالفراش الذي اهتز بقوة وبوغتت بحملها من جزعها، ليهتف بها حسن بصراخ كاد أن يثقب أذنيها:
- إيه اللي حصلك يا ماما؟ يا ماما فوقي.....
غمغمت مجيدة بسبة داخلها، فهذا الغبي زلزل جســ دها
حتى أصاب عمودها الفقري ببعض الألم، تمالكت سريعًا، لتعود لخطتها، فقالت بصوت جعلته خيفضًا كالهمس:
- انا كويسة يا حبيبي ما تقلقش.
ابتعد حسن قليلًا بوجهه عنها ليتطلع إليها وهتفت شهد بصوت قلق :
- إنتي متأكدة يا طنت انك كويسة، انا مقدرتش اتلم اعصابي من ساعة ما اتصلتي بيا، خدتي برشامة الضغط ولا لسة، قولي على مكانها وانا اجيبهالك فورًا.
بقلب يرقص بالفرح حتى كادت مشاعرها أن تنفضح أمامهما، كبتتها مجيدة بصعوبة داخلها، وخرج صوتها بضغف تدعيه:
- ما نحرمش أبدًا منك يا حبيتي، أنا اتحمالت على نفسي وقدرت اخد واحدة، قبل ما تيجوا، الحمد لله.
- الحمد لله.
تمتمت بها شهد وتكلم حسن بغباء مخاطبًا والدته:
- برشامة الضغط، مش انتي خدتيها الصبح يا ماما، انا فاكر اني شوفتك بتاخديها.
اخفت مجيدة احتقانها وقالت بمسكنة أمام شهد:
- ويعني انا لو كنت خدتها، كان جرالي دا كله.
ختمت بتأوه وهي تقرب وجهها من أذنيه لتهمس بصوت خفيض كازة على أسنانها.
- أبعد بإيــ ديك دي شوية عني يا ابن الهبلة، كتمت نفسي.
صعق حسن ليبعدها على الفور حتى ينظر لوجهها بأعين برقت بذهول، لم تكترث له مجيدة والتفت إلى شهد قائلة:
- تعالي يا حبيبتي اقعدي، هتفضلي، واقفة كدة .
ردت الاَخيرة:
- مش حكاية إن افضل واقفة ولا قاعدة، المهم اننا نطمن عليكي، وانا من رأيي، نتصل بدكتور يجي يشوفك، ولا انت رأيك إيه يا بشمهندس؟
قالت الاَخيرة مخاطبة حسن الذي التف إليه متفوهًا بعدم تركيز.
- ها .
هتفت به شهد بنزق:
- بسألك عن دكتور للست الوالدة، ما تركز شوية يا بشمهندس.
فتح فاهه ينوي الرد ولكن والدته سبقت:
- يا بنتي بقولك خدت البرشامة خلاص، يعني هما بس شوية الراحة وبعدها اقوم على حيلي.
اومأت براسها شهد بتفهم يمتزج ببعض الراحة، فتابعت لها مجيدة:
- تعالي بقى جمبي هنا ومتتعبنيش.
قالتها وهي تشير بكفها على المكان المجاور لها في الفراش، واعترضت شهد بقولها:
- معلش يا حجة الله يخليكي اصل انا ورايا....
- يعني مش قادرة تقعدي ولو خمس دقايق .
قالتها مجيدة مقاطعة تغمض عينيها بمزيدًا من المسكنة لتزيد من ذهول الاَخر بجوارها، وانطوت الخدعة على شهد التي تأثرت لتذعن:
- طيب يا حجة متزعليش، لا تتعبي من تاني .
قالتها وهي تسحب احد المقاعد، انتعشت مجيدة لتهتف بها مكررة:
- لأ تعالي هنا يا بنتي، متتعبيش قلبي.
توقفت شهد بحرج فهمته مجيدة لتخاطب ابنها:
- روح انت يا حسن اعملي حاجة سخنة،
بقبضة يــ دها وبعيدًا عن أعين شهد، قامت بلكزه من تحت الغطاء، لينتفض مصعوقًا، وهي تتابع بنبرة هادئة ومحذرة في نفس الوقت:
- ويا متنساش شهد.
اعترضت الأخيرة وهي تطاوع مجيدة في الجلوس بجوارها، بعد ان نهض حسن من الجهة الأخرى، بلسان منعقد، ولا يتفوه بحرف:
- يا ست مجيدة الله يخليكى انا قولت مفيش داعي، هو بس يعملك انتي حاجة تريحك.
بسعادة تغمرتها تبسمت مجيدة وهي تقترب من شهد وتناولت كفها لتضغط عليها، ثم ألقت بقولها نحو الذي وقف يشاهد بازبهلال:
- خلاص روح يا حسن وشوف هتعمل إيه؟
سمع المذكور واستدار كالإنسان الاَلي في تنفيذ الأمر، ولكن عقله كان يربط الخيوط ببعضها، حتى إذا خرج من عندهن وذهب إلى المطبخ وصل بتفكيره ألى التخمين الصحيح، لتتوسع عينيه بجزع مغمغًا بصدمة:
- يا نهار اسود، معقول يكون عملتيها يا مجبدة؟!
❈-❈-❈
وصلت إلى الغرفة المذكورة، بعد أن سألت وبحثت، حتى علمت بوجودها في الموقع المميز، بالقرب من غرفة المدير المسؤل الذي مضى على قرار التعين لها في السابق، السيد حمدي، كما كانت تسمع من شادي وهو يناديه، تنفست بعمق تفرد ظهرها لتذكر نفسها أنها ليست مضطرة للعمل، إن كان صاحب العمل لا يرغبها، بل هي في غنى عنه، إن تطاول عليها بكلمة واحدة، وليذهب العمل إلى الجحيم .
أطرقت بقبضتها قبل أن يأتيها صوته:
- أدخل.
فتحت الباب لتلقي عبارتها بروتينية:
- انا صبا يا فندم.
اشار بكفه لها من محله وهو على مكتبه الفخم بغرفة لا تقل اتساعًا عن جناحه، بلغة مسيطرة متعالية فهمتها هي لتزيدها اصرارًا وثقة، وهي تتقدم بخطواتها حتى وقفت على السجادة القريبة من المكتب تجيبه بكل هدوء:
- نعم يا فندم، كنت عايزني في حاجة؟
ضيق عينيه يرمقها بصمت، مستغربًا هيئتها الواثقة، تقف بشموخ غير اَبهة لوضعها أمامه، بعد ان كشف لها عن موقعه، وسلطته عليها، لقد توقع منها رد فعل اَخر عكس الذي يراه أمامه الاَن على الإطلاق، أن يبدوا عليها الأسف، أن ترتجف، أن تعتذر عما بدر منها، أن تخشاه، لا أن تقف أمامه الاَن، وكأن شيئًا لم يحدث، بداخل الاجتماع وامام المديرين اعطاها العذر، لكن هنا بينها وبينه، داخل عرينه، يكن وضعها هكذا؟!
- انا بسألك تاني يا فندم، عن السبب اللي خلاك بعتلي؟
قالتها حينما طال صمته ليجيبها بعصبية:
- هو انتي بتستعبطي ولا عاملة نفسك مش واخدة بالك؟
غلت الدماء الصعيدية بأوردتها وجاهدت حتى لا تسبه في موقعه، فقالت لتجيبه مباشرة وبدون التهور برد يحسب عليها بعد ذلك:
- انا لا بستعبط ولا عاملة نفسي مش واخدة بالي، ولو حضرتك تقصد موقف امبارح، فا انا بأكد قدامك اهو اني مكنتش اعرف بمنصبك كرئيس ومالك للفندق اللي بعمل فيه، وع العموم يا فندم لو شايف اني غلطي يستحق، ف انت تقدر تصرفني عادي وبمنتهى البساطة كمان.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية