-->

رواية جديدة تمر د عا شق لسيلا وليد - الخاتمة - 2

 

  

قراءة رواية تمر د عا شق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


 الخاتمة

الجزء الثاني


العودة للصفحة السابقة


بعد عدة أشهر 

بالاسكندرية في مزرعة ريان

كان يقف بجوار شجرة الموز وهو يحملها لقد بلغت من العمر ثلاث سنوات 

تذكر أول عيد ميلاد لها عندما ابتاع لها فستانا مع والدته 

- انطي غزل ممكن تاخدي  دا لغنى 

وبالفعل ارتدته وكان باللون الابيض... قبـ لها وتحدث أمام والده 

- شوف ياداد غِنى دي هتكون بتعتي 

ابتسم ريان له 

- دي مش لعبة حبيبي... جـ ذب الصغيرة من والدتها وصار بها 

كان يحملها طيلة الحفل والجميع يضحك عليه سوى جواد... الذي اعترف بينه وبين نفسه أن هذا الطفل سيكون عاشقا لابنته 

تنهد بو جع عندما تذكر مطبات حياته عندما وصل إلى عاشقة الروح... تمنى أن لايكون بمثله في يوما من الايام 

خرج من شروده عندما تمتمت بصوت طفولي بيدو 

ابتسم لها وتحدث 

تعرفي أنا جايبك هنا ليه ياغنى

نظرت له الطفلة 

-شوفي الحصان اللي هناك دا... لما تكبري شوية أنا هدهولك هدية عيد ميلادك... بس أكيد مش عيد ميلادك دا... هيكون عيد ميلادك العشرين... وخليكي فاكرة كلامي دا... كانت تنظر له ولا تعلم بماذا يقول 

رفعها حتى جلست على الحصان وهي تضحك... اتجه جواد سريعا عندما رآه يجلسها فوق الحصان رغم حصار يـ ديه حولها ولكن لا يعلم شـ عوره 

- لا يابيجاد تقع منك حبيبي 

قطب مابين جبينه 

- ليه ياعمو جواد بتكلم عيل أسأل بابا كدا دا أنا احسن واحد يركب خيل 

اخذ البنت منه 

-محدش قال حاجه ياحبيبي بس هي لسة صغيرة يادوب  تلات سنين ... ممكن توقع... 

أتى ريان عندما وجد نقاش أبنه الحاد وهو يحاول أن يجـ ذب غنى التي بكت من غضـ ب والدها على بيحاد 

غزل أردف بها جواد بصوتا مرتفع 

- خدي البنت وخلى بالك منها... رغم أنه طفلا لم يبلغ من العمر سوى إحدى عشر  سنة ولكن كلمات جواد احزنته... وركب حصانه وخرج... أشار ريان للمسؤل عن الأحصنه 

- خليك وراه سيبه براحته 

ثم رفع نظره حزينا  من معاملة جواد له 

- مـ سح جواد على وجهه بغـ ضب 

- مكنش قصدي اضايقه بس انت شوفت مصمم ازاي ياخدها معه 

ربت ريان على كـ تفه 

- خلاص حصل خير... عايز افهمك حاجه... بيجاد غير عمر خالص بيحب يعتمد على حاله ومبيأسش ابدا بدل مقتنع بوجهة نظر... شوف مع انه صغير بس دماغه تجنن 

ربت جواد عليه 

-ربنا يخلهولك يارب 




في غرفة حازم ومليكة 

تنام بعمق وتنسدل خـ صلاتها الحريرية على وسادتها... ظل يطالعها بنظراته العاشقة 

اسم على مسمى فهي ملاكه... حياته.. حب الطفولة وعشق الصبا والشباب... رفع أنامله على خـ ديها يتلمـ سها بحب 

- بحبك بجنون عاشق متوشم قلبه بعشقك الأبدي 

فتحت عيناها السوداء التي تشبه عيون الغزال بصفوها 

قبـ لت يـ ديه التي يضعها على وجنتيها 

- صباح الحب ياحبيبي 

أغمض عيناه يتلـ ذ ذ بصوتها الهامـ س الناعم الذي أختـ رق روحه 

وضعت أناملها في خـ صلاته الغزيرة 

- وحشتني اوي يازومي... 

تنهد بحب مردفا 

وانتِ ياقلب زومي عايز نجيب اخ ولا أخت لجواد...لمـ ست خـ ديه بحب وأجابته 

- أنا كمان نفسي أجيب ولاد كمان... ماكان عليه إلا ان يأخذها لعالمها الوردي الذي يتخلله زهورها الندية العالقة بعشقهما 


بعد اسبوعين اتجه الجميع لقضاء أول يوم برمضان في الفيوم.. حاول حسين جمع شتات العيلة مرة اخرى... علهم يرجعون يقومون لطقوسهم القديمة مثلما كان يفعل هو وماجد 

قبيل آذان المغرب... تجلس في حديقة منزل والدها وهي تلعب مع أطفالها... اتجهت لها نجلاء أبنة عمها ووالدتها منال 

وقفت منال تنظر لأولدها والحـ قد يملئ قلبها 

- ازيك ياغزل عاملة...ثم  اتجهت بنظرها لأطفالها 

- حلوين ولادك ألف مبروك... ياترى بعد ماخلفتي عرفتي غلاوة الابن 

ضـ مت ولادها بجلستها 

- أنا كويسة ياطنط منال... ايوة طبعا مفيش أغلى من غلاوة الولد 

اقتربت منها وهي تنظر لأبنها 

- طيب ليه قـ تلتوه.. قاطعتها نجلاء 

- ماما انتي قولتي عايزة تسلمي عليها 

رفعت نظرها لأبنتها 

- ماهو أنا بسلم عليها... كان يجلس بشرفته يتذكر الماضي... اتجه بنظره للحديقة عندما وجد. صهيب متجها سريعا لحديقة منزل ماجد... توسعت عيناه ونزل سريعا متجها لهما 

وقف صهيب أمام منال 

- اهلا منال هانم فيه حاجه... 

رفعت نظرها إليه بكبرياء 

- اهلا يا بشمهندس... كنت بسلم على غزل الحسيني متنساش انها بنتنا 

- من أمتى؟ 

رغم ارتـ جاف أوصالها من صوته... إلا انها حاولت الهدوء ولملمت شتات نفسها 

استدارت له 

- أهلا ياحضرة الضابط... كنت معدية شوفت الفيلا مفتوحة وهي في الجنينة  فقولت اسلم عليها...ايه غلطت،  تخشى  نظراته الباردة  

حقا أنه انسانا غامض... امـ سكت يـ د ابنتها وخرجت... حمدالله على السلامة قالتها مغادرة 

كانت تجلس تضـ م أولادها وجـ سدها يرتـ جف ولا تعلم لماذا 

نظر لصهيب الذي شك بأمر منال خاصة نظراتها الحادة الحـ قودة... جلس جواد  بجوارها ضا ممها لأحـ ضانه 

- متخافيش أنا معاكِ حبيبي...مستحيل حد يقربلك...وضعت رأسها  بحـ ضنه 

- قلبي اتقبض لما شوفتها...لا يعلم ماذا يقول لها...ولكن شعـ وره المميت بالخوف يكاد يز هق رو حه ورغم ذلك قبـ ل رأسها وأردف بكلمات مطمئنة لها 

بعد قليل على مائدة الطعام كانوا بانتظار اذان المغرب...كان يجلس ينظر لدرجات السُلم ويتذكر منذ سبع سنوات،عندما كانوا ينتظرون آذان المغرب  اخر رمضان لهما هنا...كانت تهبط درجات السلالم وهي تكاد تقف من نومها الدائم وجلوسها ومشاكستها لصهيب وسيف 

اتجه بنظره لها 

كانت تجلس تُطعم أطفالها وهي تبتسم بحب وحنان لهما...رفعت نظرها له وجدته ينظر بتوهان إليها...علمت بحالته فهي تشـ عر بما يشـ عر لكن  حاولت الخروج من الماضي حتى لاتحزن روحه 

على الجانب الاخر من المائدة 

يجلس صهيب ويتذكر ضحكاته كأنه بالأمس كان يوجد هنا...نظر لمقعده بجانب مليكة وهو يهمـ س لها...انسدلت دمو عه رغما عنه ازالها سريعا...ذهب بذكرياته الجميلة المؤلمة الحزينة التى مروا بها جميعا...اتجه بنظره لغزل التى كانت تبدو أمام الجميع إنها بخير ولكن نظراتها ولمعة عينيها المنطفيه علم بوجود جرح عميقا داخلها 

رُفع الأذان بالمساجد...وفي إذاعة القرآن الكريم

نظر حسين لهما جميعا وتحدث بصوتا حزينا عندما تذكر صاحب عمره 

أدعوا دعواتكم بالستر والصحة والعافيه... ودايما متجمعين مع بعض... وربنا مايفرقكم أبدا... هنا أبت دمو عها الصمود وتذكرت حديثه لها منذ آخر رمضان هنا

ومشاكسة جواد وجاسر ونفس حديث حسين وباباها 

- اقعدي وادعي ربنا انك تنجحي وتطلعي من الأوائل أصل وربي ماهرحمك ياغزل... ضـ مها جاسر لحـ ضنه 

- بس ياجواد غزالتي شاطرة وهتجيب مجموع وهتدخل الكلية اللي بتحلم بيها 

رفع حاجبه بسخرية 

- ايوة ياخويا دلّع فيها... بكرة اشوف غزالتك هتعمل إيه يوم النتيجة... رفع نظره لها 

- مش بقولك يابت ادعي بتبصيلي كدا ليه 

شاكسته بنفخ وجـ نتيها كالاطفال 

- بقولك ياآبيه إنت عايز تتخا نق وأنا ماليش، نفس... إفطر ياحبيبي وروح صلي 

جحظت عيناه من ردها المستفز... وقف متجها لها كالنمر المتربص.. حاجز جاسر اخته بذر اعيه 

- جواد هتعمل عقلك بعقلها... ومهما كان دي زوزو برضو مش أي حد 

كان يجلس يشرب التمر 

- اسكت ياجاسر، خليه يربيها أصل البت قذ فته بقذ يفة اربجي... التفت لصهيب وصوب نظرات نا رية 

- بتتريق ياصهيب 

وقف صهيب جا ذبا غزل لأحـ ضانه 

-  بقولك ياجواد ياحبيبي إنت عايز تفطر علينا كلنا هي البنت قالت إيه... مـ سد على كـ تفه بغرور 

- ياله ياحبيبي أقاموا الصلاة وعمو ماجد وبابا زمانهم راجعين وإنت هنا هتاكلنا كلنا 

لطـ مت يـ ديها ببعضهما وهي تضحك 

- حبيبي إنت ياصهيوبتي... بمو ت فيك 

طيب والله ماأنا سايبك ياغزل الكلب ... أسرعت للأعلى وهي تضحك كالأطفال


- ياماما أبو رجل مسلوخة هيكلني... ضحك الجميع على مشا كستهما جـ ذبه جاسر وهو يضحك على إخته المجنونة 

- إنت  الغلطان. هي كانت ساكتة وحضرتك كالعادة... انزل برأسه له 

- اشرب حبيبي دي تربيتك... قاطع ذكرياته عندما تحدث والده. 

- ياله ياولاد فكوا صيامكم وتعالوا نروح نصلي في المسجد... البلد وحشتني اوي 

وقف صهيب وسيف وحازم متجهين للخارج... أما الذي يجلس بجوارها وهي تتهرب بنظراتها منه 

أمال وهمـ س بأذ نيها 

- كل سنة وانتي معايا ومنورة حياتي ...عايز أفطر عليكي النهارده، كأن كلماته البسيطة وقعت على قلبها كالثلج  ليبرد نـ ار قلبها المشـ تعل بنيـ ران الحزن... رفعت نظرها له 

- وإنت طيب ياحبيبي... تحرك عندما وجد سكونها الهادئ سكن روحه... 

بعد قليل رجع الجميع من المسجد وجلسوا يتناولون طعامهم في جو من الحب والفرحة بدخول الشهر الكريم رغم أحزان القلوب الداخلية 

- فين جواد يامليكة وكمان عز 

ابتسمت لأخيها 

بيلعبوا فوق ياحبيبي في  اوضة غزل بألعابها 

اومأ برأسه متفهما... حمل غِنى مقبل خـ ديها 

- حبيب بابي  القلبوظ  ساكت ليه 

وضع يـ ديه على جبهتها 

- البنت سخنة كدا ليه ياغزل 

اخذتها منه وتحدثت مفسرة 

- بطلع الناب  حبيبي والحرارة عادية متخافش... أكدت والدته على حديثها عندما وجدت لهفته وخوفه عليها 

- متخافش حبيبي الأطفال في السن دا بيكونوا تعبانين 

رفعها بين يـ ديه يقبـ لها بحنان أبوي

- بكرة هتكمل تلات سنين ... عايز اعملهم عيد ميلاد يابابا بعد الفطار... وهعزم ريان كمان 

- طبعا يابابا  إعمل اللي إنت عايزاه... وكمان نتعرف على ريان كويس 

اتجهت لجواد بنظرها 

- نغم زعلانه أوي علشان خلفت ولد كان نفسها في بنت... وأنا زعلانة علشانها كمان 

ضيق جواد عيناه 

- بس دا بأيـ د ربنا مالناش تدخل فيه... 

فعلا يابني المفروض نحمد ربنا...

لا ياعمي نغم حد جميل مش جاحد ابدا... بس نفسها يعني مش معنى كدا معترضة 

وقف جواد وحمل طفلته الساكنة بأحـ ضانه على غير عادتها 

- هاخد غِنى الدكتور يشوفها مش عجباني... ازاي هي تعبانة وجاسر لا 

- حبيبي غِنى مفهاش حاجة دا الضروس والناب وهي متأخرة كمان فيهم .. جاسر طلعهم كلهم ورا بعض ..  دخل صهيب وحازم 

- مليكة اعملي قوة حبيبتي عايز اروح اصلي القيام وشكلي هنام وأنا واقف... قبـ ل غنى وباباها يحملها 

- عاملة ايه ياعروسة إبني!! 

رفع جواد حا جبه بسخرية 

- ابعد ايـ دك يالا... واياك حد يبو سها تاني، قال عروسة ابنك 

دي أميرة أبوها ياحبيبي... مفيش إلا ابنك المعفن دا يتجو زها 

مط صهيب شـ فتيه وأردف بغلاظة

- اهو جينا للغرور... بكرة نشوف، بس ياريت تلم بنتك اللي كل شوية تجري ورا ولادنا علشان يبو سوها 

دفعه بيـ ديه حتى وقع على المقعد خلفه 

- انت بالذات مسمعش صوتك... وابنك الفاشل اللي كل شوية يضربها ويقولها إياكي تروحي لجواد... إبنك مسميني الوحش 

قهقه صهيب عليه وهو يتحدث

- والله الولا بيفهم.. 

ابتسمت نجاة وحسين ودعت بداخلها 

- يارب دايما السعادة والحب بينهم 

قاطعهم حسين 

- أنا ووالدتكم هنسافر بكرة ياولاد علشان نعمل عمرة رمضان... ومش هنرجع إلا يوم العيد إيه رأيكم 

-طبعا ياحبيبي ربنا يتقبل منكم هذا ماقاله جواد 

نظر سيف لوالده 

- ياحج أنا عايز اتجو ز... لموني الله يستركم داخل على عشرين سنة خطوبة

ضحكت مليكة عليه 

- ينفع تتجو ز في رمضان ياحبيبي... استنى لما رمضان يخلص وبعد كدا نعمل أحسن فرح لأحسن شاب في عيلة الألفي 

أما صهيب الذي بحث عن زو جته 

- فين جنى مش باينة ليه 

اجابته والدته 

- راحت مع ميرنا يشوفوا حاجة وراجعين حبيبي... 

طيب ياست الكل خُدي عز لما أروح انام شوية حا سـ س هقع من طولي... توجهت غزل له بطبق من الحلويات 

- شوف ياصهيوبتي عملتلك إيه... فاكر الكنافة 

دقق النظر بها 

- فاكر كل حاجة يازوزو... فاكر أد إيه الحياة دي صعبة وكلها مطبات والشاطر اللي يضحك عليهاويعدي ... أومأت برأسها عندما علمت بما يرمي به، ماتيجي نلعب شوية في الجنينة ياغزالتي 

- لعب في عينك ياهبل انت... مش عايز تكبر ليه مفكرها لسة بضفراير 

ترقرقت د معاتها عندما تذكرت كل شيئا أمامها 

وصل أمامها وقـ بل رأسها 

- كل سنة وانتي طيبة حبيبتي... تعيشي وتفتكري... قالها وإنصرف من أمامها سريعا 

كان يجلس يراقب مايحدث... فجأة سحبها من يـ ديها 

-  ادي جاسر لماما وتعالي عايزك... 

بعد قليل كان ينام بغرفتها على سا قيها وبأحـ ضانه طفلته 

- تعرفي كل سنة بابا يجي ويقولي ننزل نقعد كام يوم في رمضان هنا وأنا ارفض 

رفع نظره لها 

- علشان مشفش نظرة الحزن والوجع دي... رفع أنامله يتلمـ س بشرتها الناعمة... جا ذبها اليه.. ملتقطا ثغرها بقبـ لة عله ينسى أحزانه وأحزانها... رفعت أنا ملها تتخلل خـ صلاته بحب... 

- ربنا يخليك ليا ياحبيبي... نظرت لغنى التي غفت بعمق بأحـ ضانه 

- هتحبها أكتر مني ياجواد بحـ سك بتحبها أكتر من جاسر بإهتمامك 

وضع ابنته بجواره 

- بحبها علشان حتة منك... بحبها علشان شبهك بكل حاجه... بخاف عليها بجنون زي مابخاف عليكي كدا... بس برضو جاسر دا قطعة من قلبي... جاسر هو روحي وحياتي... مبفرقش بينهم حبيبي.. أكمل مفسرا 

- تعلقي بغني لأنها بنوتة بريئة وبلاقي نفسك فيها من خمسة وعشرين سنة 

تمددت بجواره واضعة رأسها بحـ ضنه

وأنا بحبك أكتر من أي حاجة..قالتها ثم ذهبت بنوما عميق



❈-❈-❈

بعد شهر وهو اليوم المقرر لحفل زفاف سيف 

تجمع الجميع حول العروس وهم يهللون بالأغاني الشعبية والرقص.. كانت تقف بجواره متشا بكة الايـ دي... واضعة رأسها على كـ تفه وابتسامة تشق ثغرها من فرحتها وهي تنظر لأولادها الذين يحملهما سيف ويرفعهما ليقهقه الطفلان من الانوار والاصوات الصاخبة 

نزل بجـ سده وهمـ س لها 

هاتي الولاد وديهم عند ماما... جاسر شكله عايز ينام 

اومأت برأسها واتجهت لأولادها 

حملت جاسر واخذت مليكة غِنى متجه لوالدتهما التي تجلس بجوار زو جها وهاشم وليلى وحسناء، في جو من الحب 

كانت تجلس تنظر له وفجأة اردفت بصوتا هامـ س 

- حسين سامحتني 

رفع نظره لها وتحدث بيقين 

- أنا مسامحك من زمان ياحسناء... مفيش حاجه بينا علشان ازعل... الماضي أصبح ماضي 

رفعت نجاة نظرها لهمـ سهما وحزن داخلها... فدائما قلوبنا تشـ عر بالغيرة خاصة عندما ترتبط بحبيبا 

ورغم ذلك ابتسمت لزو جها الذي ربت على يـ ديها بحب 

اتت الفقرة الختامية برقصة العروسين الاخيرة 

جـ ذب صهيب نهى لساحة الرقص... واخذا يتمايلان على الموسيقى الهادئة 

نظر لمقلتيها 

-  تعرفي نفسي في إيه الليلة... وضعت رأسها في حـ ضنه 

- نفسك تخـ طفنى في مركب ونهرب في البحر... ضـ مها بقوة لأحـ ضانه 

- نفسي جدا... ايه رأيك نسيب الولاد مع مامتك وباباكي ونهرب يومين... رفعت نظرها تنظر له بعشق طاغي 

- تعرف أنا نفسي في إيه 

انتظر جوابها 

- نفسي السعادة دايما تدوم عيلتنا... نفسي دايما نكون ملمومين مع بعض... بحب جو العيلة بتاعتنا أوي حبيبي... ربنا مايفرقنا ابدا 

قبـ ل جبينها قبـ لة دافئة عميقة 

- انا بحمد ربنا انك مر اتي... ربنا يباركلي فيكي ياحبيبي 

على الجانب الاخر 

كانت تتمايل معه على أنغام الموسيقى ينظر لعيناها التي تشبه عينان الغزالة 

- الفرح حلو والسعادة أجمل شعور المفروض نحمد  ربنا عليه 

ابتسمت له واكدت حديثه 

- السعادة في حاجتين حبيبي 

الزو ج الصالح وكرم ربنا ورحمته بعبده... اقترب واضعا جبينه فوق جبينها 

- بحبك ياملاكي.. بحبك أوي 

"حازم "

أردفت بها بهدوء... مبروك حبيبي هيجيلك ولد تاني... جحظت عيناه وضحك فجأة وهو يحملها ويدور بها والكل يرى سعادتهم 

عند العروسين 

كان يطوق خـ صرها بشدة ويتراقص على الموسيقى... اقترب وهـ مس أمام شـ فتيها 

- أخيرا هتباتي في حـ ضني 

توردت خـ دودها من كلماته التي اشـ عرتها بالخجل 

- سيف بس بقى أنا هيغمى عليا اصلا 

اقترب اكثر وأكثر حتى  كادت الشـ فاه ان تتلامـ س 

- بحبك ياعيون سيف... حرام بقالي خمس سنين خاطب ياناس... وفجأة رفعها من خـ صرها وهو يلف بها ويردف بسعادة 

- بحببببببك 

صفق الجميع لهذا الحب الصافي الذي تحمله القلوب 



اما عند التمرد العاشقي 

يجلس على المقعد بجوار والده وهو يحمل ولده.. يشاهد اخوانه والسعادة تمتلأ وجههم... هنا شـ عر بسكون الروح... 

رفع نظره لزو جته التي تتأكل بنيـ ران الغيرة عندما وجدته يقف بجوار أمل ويتحدث معها... هو كان ينصحها لعل تتغير وتجد الحب الحقيقي ولكن كيف 

بعد انتهاء الزفاف 

طوق خـ صرها متجها لمنزلهما بسيارته وبالخلف تجلس مربية اولاده 

جــ ذبها لتنام على كـ تفه كعادتها... حاولت أن تبعد ولكن كيف لها وهو يحسب الثواني حتى يختلي بها... جمالها في حفلة الزفاف جعل قلبه يشـ عل بالغيرةعندما كانت ضحكاتها ترنوا بصوتها الرقيق ... خاصة عندما اقتراب بعض اصدقاء سيف منها 

وصلا أخيرا إلى منزلهما... نظر لنهلة المربية 

هتباتي مع الولاد يانهلة الليلة وإياكي تتحركي من جنبهم 

- تمام يافندم... هي غنى بس اللي بتصحى وبتقعد تعيد عايزة مامتها... وجد والدته متجه لهما... كانت غزل تغط بنوما عميقة على كـ تفه 

اتجهت له وتحدثت

- ماتخلى الولاد يجوا يباتوا معايا ياجواد النهارده... تنهد بارتياح نظر لوالدته بعرفان 

-تمام ياماما وخدي نهلة معاكي علشان غنى ممتعبكيش الليلة 

حملتها وهي تتحدث 

-لا مش هتتعبني ولا حاجة... هاتي يانهلة جاسر وتعالي... أنا عارفة جواد مش هيعرف يشيل الولد وامه 

قهقه جواد على كلمات والدته 

قام باعتدالها في حـ ضنه وهو يتنهد بعشقها 

... فتحت عينها... ورفعت انا ملها تتخلل وجـ نتيه ذات اللحية النابتة 

- حبيبي احنا وصلنا...،استدار بسيارته متجها لبيت المزرعة الخاص بها 

لا إحنا هنروح مشوار...رجعت لحـ ضنه ونامت مرة أخرى وصل لمنزل المزرعة 

انزلها بهدوء وتكاد نبضات قلبه تخرج من صـ دره من لمـ ستها الحنون 

جلست على الفراش تنظر حولها إحنا فين والولاد

- فين الولاد ياجواد 

اتجه للشرفة لأغلاقها حتى أصبحت الغرفة مظلمة إلا من ضوء القمر ونور الشمعة الذي اشعـ لها بجانبها 

قام بفك حجابها... مما أدى الى انسدال خـ صلاتها بالكامل... وخلـ ع كاب فستانها 

بسط يـ ديه إليها حتى تقف وترقص معه عندما قام بفتح هاتفه على موسيقى اجنبية هادئة 

ضـ مها بقوة لحـ ضنه ظلت تتمايل معه على لحن الحب.. ودقات القلوب وأنفاسهما المرتفعة كأن هذا لقائهما الأول... فقط ينظر لعيناها وتذكره عندما حمـ لها بين يـ ديه لأول مرةوهي تبلغ من العمر شهر،، حينها سُرق قلبه عندما ناظرته برماديتها الصافية ليعلن من ذاك الحين إنها ملكه وحده 

كانت يـ داه تضغط على خـ صرها حتى يقربها إليه... يريد أن يثبت لنفسه أن تلك الساحرة ملكه بين يـ ديه،حتى يثبت  أنها حقيقة وليست حلما ... انزل برأسه يستنشق عبيرها الذي أطاح بقوته الواهية طيلة الزفاف

رفع نظره لها وتحدثت النظرات بل القلوب بالكثير والكثير 

"بحبك ياغزالة الجواد" 

ناظرته بعيون لامعة ترقرق بالدمع من السعادة 

ابتعدت عنه تدريجيا فنسدلت عبراتها... أخذ يكفكفهم بأنامله... جـ اذبها كالفراشة الرقيقة لصـ دره... عندما شـ عر بما تعانيه 

دايما هتلاقي حـ ضني هو آمانك أوعي أشوف دمو عك طول ماانا عايش 

عا نقته بقوة كأنه سيتركها... ضـ مها من خـ صرها رافعها منه حتى أصبحت بمستواه... 

شـ عر بأنين الحب من نظراتها له... طوقها بيـ د واحدة رافعا أنامله يلمـ س خـ ديها 

- تعرفي إنت الوحيدة اللي قدرتي تخترقي كياني وحبك بقى يجري في شرياني... عايز أكدلك أنا بيكي أكتفيت من سعادة الدنيا ياقلبي 

أنزلها بهدوء عندما ابتسمت له 

- تعرف لو مكناش اتجو زنا كان ممكن يحصلي ايه ياجواد... ظل يلمـ س خـ ديها باصـ بعه 

- محدش كان هيقدر يقربلك ياروح جواد... حتى لو هسيبك طول العمر من غير جو از 

ابتسمت بسخرية 

- لا والله ومين كان هيوافق... ضغط على خ،  صرها بقوة عندما شـ عر بخنجر مسـ موم من الغيرة من الفكرة نفسها 

-" أنا "  كان بس شوفي هعمل إيه 

وضعت يـ ديها على صـ دره... وأعرف إزاي دلوقتي وانت ملكتني... مازال يتمايل معها على لحن الحب 

- ايه يازوزو نفسك تشوفيني مسجون ولا إيه... ارتفع صوت ضحكاتها 

- كان نفسي اشوفك مجرم ياحبيبي 

رفع حاجبه بسخرية 

- وحد قالك اني مش مجرم ولا إيه... قهقهت بصوتها الانثوي مما جعلت نيـ ران عشقه تزيد بأوردته 

- طيب علشان صوت الكروان دا... لازم اوريكي نوع من الأجرام ودلوقتي... اتجه بها إلى فراشهما حتى يذ يقها نعيم جنته بل اجرامه العشقي كما قال 

بعد عدة أيام 

كان الجميع يقف أمام إحدى المباني العملاقة التي  يوجد بها أحدث الاجهزة الطبية الحديثه... توجد عدة لافتات على كل طابق... وبالجانب يوجد مبنى على أعلى مستوى من التجهيزات يكتب عليه 

"الجاسر لعلاج جميع الأمراض بالمجان" 

تحت رعاية الدكتور غزل ماجد الحسيني 

تقف بجانبه متشابكة الأيـ دي وبجوارهما من الناحية الأخرى 

صهيب وزو جته وعلى الجانب الأخر يقف سيف بجوار زو جته... وبالمقابل يقف حازم بجواره زو جته... وفي المنتصف يقف حسين الألفي بجواره زو جته نجاة الألفي وعلى الجانب الأخر يقف ريان بجوار إلياس السيوفي 

نظر ريان لجواد ليبدأ الافتتاح... ولكنه رفع نظره لوالده الذي قام بقص شريط إفتتاح المجمع الخيري لعلاج الأورام 

بعد قليل اتجه لسيارته جا ذبا زو جته متجها بها إلى الفيوم 

كعادتها تضع رأسها على كتـ فه وتضـ م ذرا عه 

- رايحين فين ياجواد... أنا عايزة أنام، تعبت جدا النهاردة 

لف ذرا عه وحاوط جـ سدها 

- لسة فيه مكان لازم نروحه النهاردة وبكدا 

انتهت رحلتنا الشاقة حبيبي 

رفعت رأسها وأردفت متسائلة 

- رحلتنا الشاقة... إنت شايف ان حبنا لبعض رحلة شاقة 

- جدا ياغزل فوق ماتتخيلي.. ونامي لحد مانوصل وهفهمك معنى كلامي 

بعد فترة وصلوا إلى مدينة الفيوم منها إلى المقابر... كانت تغط بنوم عميق لحملها الجديد 

وضع يـ ديه على وجهها يتحـ سـ سها 

- زوزو حبيبي قومي وصلنا... فتحت عيناها تنظر حولها.. ثم اتجهت بنظرها له 

- جواد جايبنا المقابر ليه... إحنا جايين نزور جاسر وبابا... لم يدعها تستكمل حديثها ونزل متجها لها ثم فتح باب السيارة وانزلها... جـ ذبها من أكتـ افها دالفا بها حتى وصل للمقبرة،، توقف أمام المقبرة بعد سلامه على المؤمنون 

"السلام عليكم ايها المؤمنون المتوفون انتم السابقون ونحن بكم اللاحقون" 

ظل ينظر للمقبرة لعدة لحظات... اتجهت غزل وجلست وأمـ سكت دلو من المياه... وأروت بعد الأشجار التي زرعها جواد بجوار المقبرة منذ استشهاده 

أمـ سكت جدار المقبرة 

- عامل إيه حبيبي... وحشتني أوي... النهاردة جواد جابني فجأة ومعرفش ليه.. بس كويس إنه جابني... لأنك كنت واحشني أوي، بقالي كتير مجتش هنا 

جلس بجوار غزل 

- النهاردة خلصت العمل اللي كنا نفسنا نعمله مع بعض ياجاسر... جيت اقولك أرتاح ياحبيبي خدت بطارك وبطارنا كلنا 

كنت عايز اجبلك جاسر ابننا الصغير...أكمل حديثه...

-  واخد منك كتير أوي... أهم حاجة واخدها الطيبة 

رفع بعض الرمال بجوار المقبرة 

- لو فضلت اشكرك عمري كله مش هوفيك حقك ياجاسر... كنت دايما قوتي في الحياة وحتى بعد مو تك ادتني السعادة كلها... فاكر آخر جملة بينا 

- اتجو زها ياجواد وابعد عن قلبك المتمرد 

تنهد بحزن لذكراه لجملته 

- دا مكنش تمرد عادي حبيبي... دا كان تمرد عاشق... ياريتك كنت معايا ياجاسر، وشوفت اجمل هدية ربنا ادهالي 

وقفت أمامه وانسدلت دمو عها 

- بس أحسن تمرد عاشق في الدنيا.. رفعت يـ ديه وقبـ لته ثم اتجهت بها على أحشائها ووضعتها... وبقوله هنا قدام أغلى شخص عندي... السعادة والحب كلها معاك إنت 

إنت يعني الحب 

إنت يعني العشق 

مبروك ياحبيبي هتبقى أب للمرة التالتة والرابعة... تمركزت عيناها عليه 

- أنا حامل في توأم تاني ياجواد وبقالي شهرين... 

هـ زة عنـ يفة أصا بت جـ سده بالكامل من فرحته التي غمرته بالكامل... لم يكن ذلك المراهق ابدا... ولكن إلى هنا لم يقو على الهدوء 

جـ ذبها بقوة ملتقطا شـ فتيها بقـ بلة عاشقة مجنونة حتى انقطعت انفا سهما بالكامل 

حملها فجأة وبدأ يدور بها وهو يصيح بأعلى ضحكاته التي سمعها أهل الدنيا وأهل القبور 

"الله الله الله "

كم أنت رحيم بعبدك  الضعيف يارب العالمين... اتجه بنظره للمقبرة 

قولي ياجاسر هطلب أكتر من كدا إيه 

انتهى من فرحته التي دامت واستقرت بالقلوب.. ضـ م وجهها بين راحتيه وأردف 



احبك يا نبض قلبي حب لا معالم له ولا حدود، لا بداية له ولا نهاية، بل حب مطلق لا ينتهي ولا يجف، ولا يتوقف عن العطاء، ولا يهدأ منه العشق والاشتياق والحنين ، احبك حب خلودً لا يمو ت، حب معمر في قلبي وقلبك نتنفس منه جمال الحياة ، ولكن الفرق أني اتنـ فس منكِ أكثر فكنتي لي كل الحياة، أميرتي أنتِ محياي وهذا يكفيني لأشـ عر بالأمان أن حياتي بين يـ دكِ، احبك يا نبض قلبي، احبك ...!

جواد الألفي


تمت


إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة سيلا وليد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة